ومجالس العلم تدخل في مجالس الذكر. مجالس الذكر تحفها الملائكة وتغشاها السكينة. يقول الله تعالى اشهدكم اني قد غفرت لهم لو لم يحصل المسلم من مجالس الذكر ومجالس العلم لهذه الفائدة لكف الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا اسألك اللهم علما نافعا ينفعنا ربنا اتمم من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا قبل ان ابدأ اذكر الاخوة بان هذه المجالس هي مجالس ذكر قد جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان لله ملائكة سيارة تلتمس مجالس الذكر فاذا وجدوا مجلس ذكر قالوا هلموا الى حاجتكم وفي اخر الحديث ان الله يقول اشهدكم اني قد غفرت لهم تقول الملائكة يا ربي ان فيهم فلانا ليس منهم وانما اتى لحاجة وجلس فيقول الله هم القوم لا يشقى بهم جليس ينبغي ان نضع هذا الحديث العظيم نصب اعيننا وان مثل هذه المجالس تحفها الملائكة وان من يحضرها ويرتادها يتعرض لمغفرة الله سبحانه حتى ولو لم يستفد هم القوم لا يشقى بهم جليس فان الرحمة تعم والمغفرة تعم لجميع الحاضرين فهذا المعنى ينبغي ان يكون حاضرا لدى كل من يحضر حلقة علم لكي يستحضر الاجر والثواب في حضور هذه الحلق وهذه الدروس وهذه المجالس نبتدئ اولا بالتعليق على اللطائف بهذا الدرس الدرس الثاني والسبعين في هذا اليوم الاثنين الثاني من شهر جمادى الاخرة من عام الف واربعمئة واربعة واربعين للهجرة كنا قد وصلنا الى الفائدة رقم ثمانمئة واثنين وعشرين. العلم يؤتى ولا يأتي نستمع للفائدة نعم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمؤمنين والمؤمنات فائدة العلم يؤتى ولا يأتي وجه الرشيد الى ما لك بن انس رحمه الله ليأتيه فيحدثه فقال مالك ان العلم يؤتى تسار الرشيد الى منزله فاستند معه الى الجدار فقال يا امير المؤمنين ان من اجلال الله تعالى اجلال العلم. فقام وجلس بين يديه وبعث الرشيد الى سفيان بن ابن عيينة فاتاه وقعد بين يديه وحدثه. فقال الرشيد بعد ذلك يا ما لك تواضعنا لعلمك فانتفعنا به وتواضع لنا علم سفيان فلم ننتفع به نعم مالك ابن انس احد الائمة الاربعة المشهورين والذين لهم مذاهب متبوعة في العالم الاسلامي من قرون طويلة وهذا العالم رحل اليه طلاب العلم من اقطار المعمورة والعجيب انه لم يرحل في طلب العلم وانما نشأ وبقي في المدينة لكنه اخذ العلم عن علماء المدينة فتلمذ عليه كثير من علماء الاسلام في زمنه حتى تتلمذ عليه بعض اقرانه ومشايخه كانوا يأخذون منه بعدما اشتهر وعرف في الناس ولهذا يقول الامام مالك قل من كتبت عنه العلم قل من كتبت عنه العلم ما مات حتى يجيئني ويستفتيني قال عنه ابن مبارك قال ما رأينا احدا ارتفع مثل الامام مالك يقول عنه ابن مبارك ما رأينا احدا ارتفع مثل الامام مالك ليس له كثير صلاة ولا صيام الا ان تكون له سريرة وعلق على هذا الحافظ الذهبي قال قلت ما كان عليه من العلم ونشره افضل من نوافل الصوم والصلاة لمن اراد به الله فالامام مالك لم يكن له كثير صلاة وصيام لكن كان عنده بذل للعلم ونشره للعلم وتعليمه مع ايضا اعمال قلبية بما يظهر واخلاص وصدق ولهذا لما اتاه سائل نسأله اتاه من من بلاد بعيدة سأله عن اربعين مسألة قال في خمسة وثلاثين منها لا ادري هذا يدل على عظيم ورعه وصدقه واخلاصه وعنايته باعمال القلوب وقد كتب اليه احد العباد عبد الله آآ العمري كتب اليه ينصحه يعني ينصح الامام مالك بان ينفرد ويخلو العمل عبدالله العمري العابد كتب الى الامام مالك يحثه على الانفراد والعمل وانه يعني ليس بكثير صيام ونحو ذلك فرد عليه الامام مالك بكتاب لطيف قال فيه ان الله قسم الاعمال كما قسم الارزاق ورب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصيام واخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصيام واخر فتح له بالجهاد قال ونشر العلم من افضل اعمال البر وقد رضيت بما فتح لي فيه وما اظن ما انا فيه باقل مما انت فيه وكلانا على بر وخير فهذه الكلمة من الامام مالك رحمه الله اه كلمة عظيمة تدل على ان ابواب الخير فتوحات قد يفتح للانسان في باب ولا يفتح له بباب اخر فينبغي له ان يغتنم الباب الذي فتح له فيه ولا يثرب على من لم يفتح له فيه فبعض الناس فتح له بباب الصلاة تجد انه كثير صلاة النافلة وبعض الناس فتح له في صيام باب صيام النوافل كثير صيام النافلة وبعض الناس فتح له في باب تلاوة القرآن وبعض الناس فتح له في باب تعليم القرآن واقراءه وبعض الناس فتح له في باب الصدقة والبذل والجود وبعض الناس فتح له في باب العمل التطوعي والعمل الخيري وبعض الناس فتح له في باب العناية آآ تجهيز الجنائز دفن الموتى ونحو ذلك وهي فتوحات وبعض الناس فتح له في باب الدعوة وبعض الناس فتح له في باب نشر العلم وتعليمه فهي فتوحات فينبغي ان ينظر الانسان للباب الذي فتح له فيه فيغتنمه ولا يثرب على من لم يفتح له في ذلك الباب ومن اعظم الابواب التي يفتح على الانسان فيها باب نشر العلم وتعليمه والدعوة الى الله تعالى لان هذه نفعها متعدد نفعها متعد للاخرين ونفعها ايضا نفع عظيم فهذه من اعظم الابواب ولهذا يعني لاحظ هذا الفرق بين اثر هذا العابد الذي ينصح الامام مالك وبين اثر الامام مالك في الامة فانظر الى الفرق العظيم بينهما اه الامام ما لك اه وجه اليه هارون الرشيد خليفة المعروف وجه اليه يطلب منه ان يأتيه ليحدثه كان الخلفاء عندهم حرص على طلب العلم وسمع الحديث وهارون الرشيد عرف من سيرته مسيرة حسنة حتى قيل انه يحج عاما ويغزو عاما فطلب الامام مالك ان يأتيه ليحدثه فقال الامام مالك كلمته المشهورة العلم يؤتى ولا يأتي فسار اليه هارون الرشيد واستند الى الجدار فقال يا امير المؤمنين ان من اجلال الله اجلال العلم فقام وجلس بين يديه وحدث الامام مالك هارون الرشيد وبعث الى عالم اخر في زمنه سفيان بن عيينة فسفيان اتى لهارون الرشيد في قصره وحدثه فانظر الى موقف الرشيد قال يا مالك تواضعنا لعلمك فانتفعنا به وتواضع لنا علم سفيان فلم ننتفع به يعني كان آآ توقيرهم للامام مالك اكثر فهذه الكلمة العلم يؤتى ولا يأتي فالعلم ينبغي ان يعظم ولا يبتذل ومن اراد العلم يأتيه يجد العلم في المساجد يجد العلم في الدروس والحلق لكن لا يبتذل العلم وانما ينبغي ان يعظم العلم ولذلك هارون الرشيد قبل هذه النصيحة من الامام مالك واتى وجلس بين يديه واستمع واستفاد وانتفع من تلك الدروس التي القاها فيعني كان الامام مالك رجلا مهيبا مع انه ذكر في سيرته انه كان ثريا ومترفا يعني كان عنده دنيا وقصور وعبيد واماء لكن آآ الزهد في في القلب وآآ كون الدنيا في يد الانسان ليست عيبا انما العيب ان تكون الدنيا في قلبه وتصده عن الله وعن الدار الاخرة اما من كانت الدنيا في يده وليست في قلبه هذا ليس عيبا ونصف العشرة المبشرين بالجنة من الاغنياء ومن الاثرياء الصحابة فالامام مالك كما قال ابن مبارك ما رأينا احدا ارتفع قدره مثل الامام مالك ليس بكثير الصلاة ولا صيام الا ان تكون له سريرة الذي يظهر ان له سريرة خبيئة ما بينه وبين الله عز وجل مع عنايته بنشر العلم وتعليمه في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم نعم فائدة لما ذكر ابو لهب بكنيته انما تذكر الكنية للتعظيم. وذكر ابو لهب في القرآن بكنيته في محل تحقير. فالجواب اما ان يقال كان اسمه عبد العزى والله سبحانه لم يرضى ذلك او ان المراد به النار فكأنه قال ابو النار مشبهة بما يؤول اليه فتكون النهاية في الحقارة. الكنية عند العرب انما تذكر للتكريم الكنية عند العرب للتكريم ولهذا يقول شاعرهم اكنيه حين اناديه لاكرمه ولا القبه والسوءة اللقب فعندما تكني شخصا فانت تكرمه بذلك ابا فلان وهنا ذكر ابو لهب في القرآن الكريم بكنيته تبت يدا ابي لهب وتب فكيف نوفق بينما ذكره الله عز وجل عن ابي لهب بكنيته وما هو معروف عند العرب من ان الكنية انما هي للتكريم فقيل في الجواب ان ابا لهب اسمه عبد العزى ان اسمه عبد العزى وان الله لم يرظى ان يذكره بذلك كونه معبدا لغير الله وقيل ان المراد باللهب النار كانه قال ابو النار مشبها بما يؤول اليه والاظهر ان يقال في ذلك ان الاصل في الكنية التكريم لكن قد ينتقل عن ذلك لغرظ اخر كالتهكم كما لو عرف الانسان بامر سيء فيقال له ابو كذا على سبيل السخرية والتهكم وهذا معروف عند الناس عندما يعرف الانسان بامر سيء وقال فلان ابو كذا فالذي يظهر الله اعلم ان ابا لهب انه كذلك اتت الكنية بابي لهب لان اللهب هو النار معبرة عما سيؤول اليه امره وانه سيصلى نارا ذات لهب هذا احسن ما قيل في الجواب عن ذلك وابو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم تنفعه قرابته من النبي عليه الصلاة والسلام بل انزل الله تعالى فيه وفي زوجته سورة تتلى الى يوم القيامة في ذمهما تبت يدا ابي لهب وتب لان ابا لهب كان شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم حتى انه كان عليه الصلاة والسلام اذا ذهب ليعرض نفسه على القبائل في الحج يتبعه ابو لهب كلما دخل على قبيلة وخرج دخل بعدها ولها وقال انا عمه ادرى الناس به هذا مجنون لا تسمع له وذات يوم جمع النبي عليه الصلاة والسلام قريشا عند جبل الصفا قال لو اخبرتكم بان خيلا على سفع هذا الجبل اكنت مصدقيه؟ قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال ابو لهب تبا لك الهذا جمعتنا فانزل الله هذه السورة تبت يدا ابي لهب وتب ما اغنى عنه ما له وما كسب فلم ينفعه نسبه وقرابته من النبي عليه الصلاة والسلام بل جاء الذم فيه شديدا واخبر الله تعالى بمصيره وهو حي وهذا من اعجاز القرآن اقبل الله تعالى بانه سيصل نارا ذات لهب. يعني بانه سيموت على كفر وهو كذلك مات على الكفر هو وزوجته نعم فائدة من اداب المجالس. قال ابو محمد ابن حزم اذا حضرت مجلس علم فلا يكن حضورك الا حضور مستزيد علما واجرا لا حضور مستغن بما عندك طالبا عثرة تشيعها او غريبة تشنعها فهذه افعال الاراذل الذين لا يفلحون في العلم ابدا. فاذا حضرتها على هذه النية فقد حصلت خيرا على كل حال وان لم تحضرها على هذه النية فجلوسك في منزلك اروح لبدنك واكرم لخلقك واسلم لدينك نعم اذا حضرت مجلس علم فلا يكون حضورك الا حضور مستزيد علما واجرا وهذا الادب ينبغي ان يلتزمه طالب العلم انه اذا حضر مجلس علم يكون بنية اولا التقرب الى الله عز وجل ثانيا بنية الاستزادة من العلم والاستفادة لا حضور مستغن بما عندك طالبا عثرة تشيعها او غريبة تشنعها. فان بعض الناس يحضر دروس العلم لاجل ان يبحث عن عثرة من الملقي او امرا غريبا يشيعه فان هذه افعال الاراذل الذين لا يفلحون في العلم ابدا يريد بذلك ان تتبع العثرات انه من افعال الاراذل وتتبع العثرات فهذا مرض مرض يبتلى به بعض الناس فيتتبعون عثرات غيرهم ويفرحون بالعثرة وبالزلة واذا وجدوا ما يظنونه عثرة او زلة فرحوا بها واشاعوها وهذه من اخلاق المنافقين وليست من اخلاق المؤمنين اذا رأيت من يتتبع عورات المسلمين وعثراتهم ويشيعها في الناس فهذه امارة على نفاقه. نسأل الله العافية وذلك لان المؤمن يطلب المعاذير لاخوانه وكما قال ابن مبارك المؤمن يطلب المعاذير والمنافق يطلب العثرات وقال بعض السلف اذا رأيت الرجل يشتغل بعيوب غيره ويترك عيوب نفسه فاعلم انه قد مكر به وهذا نجده في الوقت الحاضر بعض وسائل التواصل الاجتماعي تجد ان بعض الناس همه الاكبر تتبع عثرات الاخرين بل بلغ ببعضهم انه يبحث عن الزلة وعن العثرة في حسابات التواصل لاخوانه يبحث عنها بعضهم لمدة طويلة لعله يجد عثرة لعله يجد زلة لعله يجد خطأ فاذا وجد ما يظنه عثرة اشاعه وهذه من اخلاق المنافقين. هذه ليست من اخلاق المؤمنين وكما قال هنا ابن حزم رحمه الله ان من فعل ذلك لا يفلح ابدا لا يفلح في العلم ابدا بل تمحق بركة علمه وايضا هذه من اخلاق المنافقين مع ما يكسب بسبب ذلك من اوزار ومن اثام ومن ذنوب وايضا قد يسلط الله عليه من يفعل به كذلك من يتتبع عثراته فتتبع العورات وتتبع العثرات والزلات واشاعتها هذه من اخلاق المنافقين. هم الذين كانوا يفعلون ذلك قديما وحديثا ولذلك حذاري ان يسلك طالب العلم هذا المسلك اذا رأيت عثرة او زلة على اخيك المسلم فابذل له النصيحة سرا فيما بينك وبينه هذا هو الواجب شرعا ان تبذل له النصح سرا فيما بينك وبينه اما ان يتتبع عثرات الاخرين وتشاع في الناس فهذا الذي يفعل ذلك ما اعظم مصيبته عند الله عز وجل. والغالب الغالب ان من ينتهج هذا ان عقوبته معجلة في الدنيا قبل الاخرة لان هذا يدخل في البغي النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من ذنب اجدر من ان يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم فالبغي على الاخرين وتتبع عثراتهم واشاعتها في الناس هذه عقوبتها في الغالب معجلة في الدنيا قبل الاخرة فعلى المسلم ان يتقي الله عز وجل وان يراقب ربه سبحانه حقوق العباد امرها عند الله عظيم حقوق العباد مبناها على المشاحة وليس على المسامحة والنبي صلى الله عليه وسلم عظم شأنها قال ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام لحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا اذا وجدت من يتتبع عورات غيره فاعلم ان اخلاق هذه اخلاق منافقين وان هذا لن يفلح ابدا الا اذا تاب الى الله عز وجل واصلح والا لو استمر على حاله تلك فانه لن يفلح ابدا فقوله هنا قال ابو محمد رحمه الله محمد بن حزم قال هذه افعال الاراذل الذين لا يفلحون في العلم ابدا وهم موجودون في كل زمان في كل زمان موجودون الذين يتبعون عورات الاخرين ويشيعونها وينفخون فيها يضخمونها هؤلاء موجودون في كل زمن ولذلك ذكرهم ابو محمد بن حزم قال فهذه افعال الاراذل الذين لا يفلحون في العلم ابدا قال فاذا حظرت على هذه النية يعني اذا حضرت مجالس العلم بنية الاستفادة والاستزادة من العلم وليس بنية تتبع العثرات فقد حصلت خيرا على كل حال وان لم تحظرها على هذه النية وانما حظرتها لاجل تتبع العثرات ونحو ذلك فجلوسك في منزلك اروح لبدنك واكرم لخلقك واسلم لدينك. يعني ما في داعي انك تحظر اذا كنت ستحظر بنية سيئة فلا داعي لتحضر اجلس في بيتك فهذا اروح لبدنك يعني تستريح لا تتعب نفسك واكرم لخلقك واسلم لدينك لاحظ ان هذه التي ذكرها ابو محمد بن حزم يعني كانت موجودة في زمنه وهي الان في وقتنا الحاضر موجودة بل اكثر واظهر مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي. والعلما من قديم الزمان يحذرون منها حذروا من تتبع العثرات تتبع الزلات قد ذكر الموفق بن قدامة عن احد من علماء عصره وكنا نتوقع له شأنا عظيما لما اعطي من حدة الذكاء وكثرة العلم وغزارته ولكن بسبب تتبعه عثرات الاخرين محقت بركة علمه فلم يكن له شأن هذي سنة الله عز وجل ان من اه يتتبع العورات والعثرات والزلات انه لا يفلح ابدا وتمحق بركة علمه نعم فائدة المال العام قال ابن المنير كل من اخذ مالا من بيت المال على عمل اذا اهمل العمل يرد ما اخذ. وكذا الاخذ على عمل لا يتأهل له. نعم بيت مال المسلمين لا يجوز الاخذ منه بغير حق والاخذ منه بغير حق يسمى غلول والله تعالى يقول وما كان لنبي ان يغل ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة الغلول هو الاخذ من المال المشترك بغير حق ومن ذلك الاخذ من بيت المال بغير حق وفي الوقت الحاضر يسمى عند الناس فساد. يقصدون فسادا ماليا لكن اسمه الشرعي انه غلول وقد جاء في صحيح مسلم عن عمر رضي الله عنه قال لما كان يوم خيبر اقبل نفر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا فلان شهيد وفلان شهيد حتى ذكروا رجلا فقالوا فلان شهيد فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلا اني رأيته في النار في بردة غلها او عباءة غلها يعني اخذها من الغنيمة قبل القسمة مجرد عباءة ومع ذلك قال عليه الصلاة والسلام اني رأيته في النار ونفى عنه وصف الشهادة وهذا يدل على شدة الامر وايضا جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوق كان غلولا يأتي به يوم القيامة فمن اخذ شيئا من بيت مال المسلمين بغير حق فيكون غلولا يأتي به يوم القيامة وهكذا من اخذ من بيت المال مالا على عمل واهمل العمل ولم يقم به فيجب عليه ان يرد ما اخذ وهكذا الاخذ على عمل لا يتأهل به ليس مؤهلا له ومن ذلك في وقتنا الحاضر ان يأخذ مالا مقابل خارج دوام وهو لا يعمل خارج دوام او مقابل انتداب وهو لم ينتدب ونحو ذلك فهذا لا يجوز وهذا يدخل في الغلول ولا تصح توبة من فعل هذا الا اذا رد هذا المال وبالنسبة اه من كان يعمل في قطاع حكومي اوجدت الدولة هنا عندنا في المملكة اه حساب ابراء ذمة من اخذ مالا بغير حق يرده لحساب ابراء الذمة من غير مسائلة فمن حصل منه ذلك فيرد هذا المبلغ الى حساب ابراء الذمة مع التوبة الى الله عز وجل واما اذا لم يكن في غطاء حكومي فلابد من رده الى الجهة التي اخذ هذا المال منها فان لم يتيسر فيتصدق به لكن لا تصح توبته الا بالتخلص من هذا المال اما برده الى حساب رأى الذمة او برده الى الجهة التي اخذه منها او اذا لم يتيسر هذا ولا ذاك فبالصدقة به نعم فائدة معنى الحب في الله قال المرودي في في اخبار الشيوخ واخلاقهم سمعت ابا عبدالله يعني الامام احمد وقد سئل عن معنى الحب في الله فقال هو الا تحبه لطمع دنيا الحب في الله والبغض في الله من اوثق عرى الايمان. كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك والمتحابون في الله على منابر من نور يوم القيامة ويقول الله اين متحابون بجلالي؟ اليوم اظلهم في ظلي يوم لا ظل الا ظلي وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله تعالى تحت ظله يوم لا ظل الا ظله ذكر رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه اي لم يجمعهما الا الحب في الله واستمرت هذه المحبة والمودة لم يؤثر فيها اي شيء لم يؤثر فيها خلاف على لعاح من الدنيا لم يؤثر فيها كلمة تنقل او وشاية لم يؤثر فيها اي شيء لانها محبة في الله ولله ولذلك قال اجتمعا عليه وتفرق عليه مات على الحب في الله فحذان موعودان بان يكونا من السبعة الذين يظلهم الله تعالى تحت ظله يوم لا ظل الا ظله ولما زار رجل اخا له في قرية ارشد الله تعالى في طريقه ملكا على هيئة رجل قال اين تريد قال اريد ان ازور اخا لي في هذه القرية قال هل لك من نعمة تربها عليه اي هل بينك وبينه مصالح دنيوية قال لا غير اني احببته في الله قال فاني رسول من الله اليك ان الله قد احبك كما احببته فيه رواه مسلم وهذا يدل على فضل الحب في الله وانه من اسباب نيل محبة الله وفضل الزيارة في الله فالحب في الله والبغض في الله من اوثق عرى الايمان سئل الامام احمد كما نقل ذلك المروذي ومن اصحاب الامام احمد قال سئل عن معنى الحب في الله قال هو الا تحبه لطمع الدنيا لا تحب لامر دنيوي انما تحبه لما رأيت عليه من اثار الصلاح والتقوى تحبه لاجل ذلك لا تحبه لاجل دنيا ولا لاجل زمالة ولا لقرابة ولا لاي اعتبار الا انك رأيت عليه اثار الصلاح والصدق فاحببته في الله هذا معنى الحب في الله وهذا معنى كلام الامام احمد هو الا تحبه لطمع دنيا فاذا كان ذا تقوى لله تحبه في الله واذا كان كافرا فتبغضه في الله. ايضا البغض في الله من اوثق عرى الايمان كما ان الحب في الله من اوثق عرى الايمان اما اذا كان عنده ايمان وعنده معاصي فتحبه من وجهه وتبغضه من وجه اخر تحبه لما فيه من الايمان وتبغضه لما فيه لما عنده من المعاصي وهذا معنى دقيق. يعني بعض الناس الناس عنده قسمين. قسم يحبهم قسم يبغضهم. ما عنده قسم ثالث هذا غير صحيح يوجد قسم ثالث في الناس يوجد من عنده ايمان لكن عنده معاصي وتحبه لما عنده من الايمان وتبغضه لما ترى عليه من من المعاصي في حب من وجه ويبغض من وجه فعلى ذلك الناس على ثلاثة اقسام قسم يحب في الله لما يرى عليه من اثار الصلاح والتقوى وقسم يبغض في الله تعالى لما عليه هو من الكفر والتكذيب والفجور ونحو ذلك وقسم يحب من وجهه يبغض من وجه. وهو من كان عنده ايمان لكن عنده معاص فيحب لما عنده من الايمان ويبغض لما عنده من المعاصي ونكتفي بهذا القدر في اللطائف الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد طيب هذا سؤال عن تطبيقات التوصيل ويقول يوجد تطبيقات توصيل الطلبات تكون باشتراك لمدة معينة ويكون توصيل الطلبات مفتوحا. فما حكم ذلك هذه بدأت تنتشر في الاونة الاخيرة هناك شركات وتطبيقات ويجعلون اشتراكا برسم مثلا بثلاثين ريالا او اكثر او اقل ويكون توصيل الطلبات مفتوحا لمدة معينة فيقول توصيل الطلبات مفتوح لمدة شهر برسم بثلاثين ريالا مثلا فما حكم ذلك اه بعد التأمل في هذه المسألة وبعد المباحثة مع بعظ بعظ طلاب العلم الذي يظهر الله اعلم انه لا بأس بذلك وذلك لان المشترك بهذه التطبيقات ونحوها قد بذل مالا مقابل منفعة بذل مالا مقابل منفعة المال هو هذا الرسم مقابل منفعة وهي خدمة توصيل الطلبات خلال هذه المدة المحددة كما لو اشترى اه بطاقة اتصالات مكالمات او مثلا بطاقة اه بيانات لمدة شهر ومفتوحة مفتوح خدمات مثلا نت او المكالمات لمدة شهر فهو قد اشترى منفعة موصوفة في الذمة لمدة محددة وكذلك هنا فان قال قائل اليس في هذا جهالة وغرر؟ فالجواب اما من جهة الشركة فان الشركة رابحة على كل حال. لان بعض هذه الشركات تأخذ عمولة من اصحاب المحلات فهي رابحة بل اذا زاد عدد الطلبات زاد الربح عندها وحتى لو لم تكن هذه الشركات تأخذ عمولة من اصحاب المحلات فانها في في مجمل طلبات العملا تعتبر رابحة لان لديهم حسابات تسمى حسابات اكتوارية فهي تربح في في النهاية في اه مجمل الامر فهذه الشركات رابحة واما بالنسبة للمشترك فهو قد اشترى هذه الخدمة وهذه المنفعة وهي متاحة له هي متاحة له فمتى ما اراد استفاد منها سواء قلت الاستفادة او كثرت فما دام انه يغلب على ظنه انه سيستفيد منها والعاقل لن يقدم على الاشتراك الا وهو يغلب على ظنه انه سيستفيد منها ما دام انه يغلب على ظنه انه سيستفيد منها آآ للجهالة آآ جهالة يسيرة او الغرر يسير لاسيما ان المدة محددة والمكان ايضا محدد لان هذه الشركات تجعل نطاق في في مدينة معينة او بلد معين كمدينة الرياض مثلا ولا تقوم بتوصيل الطلبات لجميع المدن وجميع الاماكن فالمكان محدد والمدة محددة وهذا مما يقلل من الجهالة والغرر فتكون يكون الغرظ يسيرا ومثل هذا الغرظ يتسامح فيه وليس كل غرار ممنوع شرعا فيعني بعظ العقود فيها نوع من الغرر والجهالة ومع ذلك اجازتها الشريعة. مثل مثلا الجعالة وجعل فيها غرر ومع ذلك تجوز الحاجة السلم ايضا فيه غرر ومع ذلك يجوز فليس كل غرر ممنوع شرعا فما دام ان الغرر في في هذه اه المسألة يسير وليس مظنة نزاع ولا خصومة وليس فيه اكل المال بباطل بل فيه مصلحة للجميع مصلحة للشركة ومصلحة للمشترك ومصلحة لاصحاب المحلات فالذي يظهر اه انه لا بأس بالاشتراك في هذه التطبيقات او مع هذه الشركات التي تقوم بتوصيل الطلبات طيب ليست شبيهة لانها هذه آآ ما ليبذل مقابل منفعة مثل مثلا لو اشتريت بطاقة بيانات شركة الاتصالات مدة شهر فقد تستفيد منها استفادة كاملة استفادة قصوى مئة بالمئة وقد لا تستفيد قد تستبي استفادة جزئية كما لو استأجرت ايضا مثلا طقة واستأجرت بيتا ولم تستفد منه كنه متاح لك الاستفادة منه فما دام ان المنفعة اتيح لك الاستفادة منها آآ يزول الاشكال فانت آآ تريت هذه المنفعة الموصوفة في الذمة الغرر الغرر الممنوع شرعا هو الغرر الكثير الذي يكون مظنة خصومة ونزاع بين الناس لماذا؟ لماذا هات الشريعة اصنع الغرر لانه يفضي النزاع والخصومة والخصوم تقضي الى ايقاع الشحمة بين مسلمين فمثل هذه يعني نراكم مثل هذه التطبيقات يبعد جدا انه يفضي للخصومة والنزاع او حتى الغبن احيانا قد لا يفضي للمخاصمة لانها اشبه بعقود الاذعان لكن يفضي للغبن انك مغبون كيف ان هذا هذه الشركة اخذت مني المال ما استفدت وهذا يحصل في في التأمين التجاري معهم عدة سنوات وما استفدت من هذا التأمين يحصل نوع من الغبن لكن في مثل هذه التطبيقات التوصيل لا يوجد فيها ليست مظنة غبن ولا مظنة ايظا خصومة نعم يسير وفيها مصلحة لجميع الاطراف نعم تفضل نعم آآ الذي يغسل الكلى يجوز له ان يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء وهو معذور بذلك اذا لم نعذر هذا فمن نعذر ناس بعض الناس الان يجمعون لاجل مطر خفيف ما بالك بهذا الذي يغسل فهو اولى بالجمع فالذي يغسل الكلى نقول نعم يجوز له ان يجمع بحسب بالارفق له اما جمع تقديم او جمع تأخير فمثلا اذا كان التغسيل بعد الظهر فاول ما يؤذن الظهر يصلي الظهر والعصر لكن من غير قصر او اذا كان مثلا تايكون التغسيل بعد العصر او اول المغرب يجمع المغرب والعشاء جمع تأخير فاذا الذي يغسلك ولا يجوز له الجمع اما جمع تقديم او جمع تأخير