ومجالس العلم تدخل في مجالس الذكر. مجالس الذكر تحفها الملائكة وتغشاها السكينة. يقول الله تعالى اشهدكم اني قد غفرت لهم لو لم يحصل المسلم من مجالس الذكر ومجالس العلم لهذه الفائدة لكف الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا. ربنا اتنا لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا هذا هو الدرس رقم مئة وستة وثلاثين في التعليق على لطائف الفوائد في هذا اليوم الاثنين السادس عشر من شهر جمادى الاخرة من عام الف واربع مئة واربعة واربعين للهجرة وكنا قد وصلنا الى فاذا هو ثمان مئة وثلاث وثلاثين اكرام الناس لك لمصلحة لا يرتبط به من كلام ابن مقفع رحمه الله نستمع لفائدة ولن نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمؤمنين والمؤمنات. فائدة اكرام الناس لك لمصلحة لا يرتبط به قال ابن المقفع اذا اكرمك الناس بمال او سلطان فلا يعجبنك ذلك فان زوال الكرامة بزوالها ولكن ليعجبك ان اكرموك لعلم او لادب او لدين نعم هذه من الحكم المتداولة عند الناس والتي سطرها ابن مقفع في هذه الجملة وهي ان الناس اذا اكرموك لمصلحة دنيوية بمال او منصب او نحو ذلك فلا يعجبنك ذلك لان هذا الاكرام سيزول بزوال هذه المصلحة الدنيوية ولكن يعجبك ان اكرموك لعلم او لادب او دين والله عز وجل يقول في كتابه ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ومن كان تقيا فان الله سبحانه يجعل في قلوب المؤمنين له المحبة والمودة واذا احبه الله عز وجل نادى جبريل يا جبريل اني احب فلانا فاحبه فيحبه جبريل وينادي الملائكة ان الله يحب فلانا فاحبوه وتحبه الملائكة ويوضع له القبول في الارظ فلا يسمع به احد الا احبه ولا يراه احد الا احبه واما الاكرام لاجل مصالح دنيوية فهذا كثير في الناس لكن هذه مؤقتة مرتبطة بهذه المصالح ولهذا روي ان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه لما ولي الخلافة قيل له كم صديق لك قال لا ادري الان لان الدنيا مقبلة علي والناس كلهم اصدقائي وانما اعرف ذلك اذا ادبرت الدنيا عني اذا ادبرت الدنيا عنك يظهر لك الصديق الحقيقي اما اذا اقبلت الدنيا عليك الناس كلهم اصدقاء والصديق الحميم ذكره الله تعالى اشار الله تعالى الى ذلك في قوله عن اهل النار انهم يقولون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فتأمل كيف ان الله عز وجل اتى بلفظ الشافعين بالجمع والصديق الحميم بالافراد. لماذا بكثرة الشافعين عادة وقلة الصديق الحميم الشافعون تجد ان الانسان مثلا اذا وقع عليه مظلمة او وقع في ضائقة تجد من يشفع له والشافعون كثر رحمة وحسبة ونحو ذلك. وان لم يكن بينهما صداقة لكن الصديق الحميم الصديق الصادق الذي يهتم لهم ويكون صادقا بمحبته وفي صداقته هذا اندر من النادر هذا قليل جدا فاذا وجدت هذا النوع من الاصدقاء فتمسك به ولهذا سئل بعض الحكماء عن الصديق قال اسم لا معنى له يعني هذا نادر لان اكثر الناس انما صداقاتهم لمصلحة دنيوية ولهذا ينبغي ان تكون علاقة المسلم بغيره مبنية على الحب في الله والبغض في الله. فان هذا من اوثق عرى الايمان وقد جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا زار اخا له في قرية فارشد الله في مدرجته يعني في طريقه ملكا فقال له اين تريد قال اريد ان ازور اخا لي في هذه القرية قال هل لك من نعمة تربها عليه يعني هل بينك وبينها مصالح دنيوية قال لا غير اني احببته في الله قال فاني رسول الله اليك ان الله قد احبك كما احببته فيه فدل هذا على ان الحب في الله يكون سببا لنيل محبة الله سبحانه كما جاء في الحديث الصحيح المتحابون في الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين يغبطهم النبيون والشهداء فينبغي ان تكون علاقة المسلم مع غيره علاقة مبنية على الحب في الله وعلى البغض في الله والا تكون علاقة مبنية على مصالح فالعلاقات المبنية على المصالح تكون مؤقتة وتزول بزوال تلك المصالح نعم فائدة الفرق بين العزيمة والحزم قال عبدالملك لعمر بن عبدالعزيز ما العزيمة في الامر قال اصداره اذا ورد بالحزم فقال وهل بينهما فرق؟ قال نعم اما سمعت قول الشاعر ليست تكون عزيمة ما لم يكن معها من الرأي المشيد رافع فقال لله درك عشت دهرا وما ارى بينهما فرقا نعم العزيمة معناها امظاء الرأي وعدم التردد امضاء الرأي وعدم التردد فيه واذا اجتمعا مع العزم الحزم فالعزم كما ذكرنا امضاء الرأي وعدم التردد والحزم معناه جودة النظر في الرأي وهذا معنى قولهم لا خير في عزم بغير حزم لا خير في عزم بغير حزم لان العزم قد يكون في الباطل بعض الناس عنده عزيمة في الباطل لكن اذا كانت عزيمة في الحق فان هذه فيها خير عظيم ولهذا لما سئل عمر بن عبد العزيز ما العزيمة في الامر؟ قال اصداره اذا ورد بالحزم يعني تكون عزيمة مرتبطة بالحزم وتمثل بقول الشاعر ليست تكون عزيمة ما لم يكن معها من الرأي المشيد رافع والعزيمة بدون رأي مشيد وبدون جودة الرأي قد تكون وبالة على انسان ما اكثر جلد اهل الباطل وعزيمتهم تجد ان بعض اهل الباطل عنده عزيمة وعنده جلد وعنده قوة في الباطل وفي نشره بين الناس فاذا العزيمة اذا لم يكن معها حزم او يعني بالمصطلح الشرعي اذا لم تكن العزيمة على الرشد فانها لا تفيد الانسان بل ربما تضره ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو يقول اللهم اني اسألك العزيمة على الرشد وهذا الدعاء من اعظم وانفع الادعية وهذا الدعاء ورد في حديث شداد ابن اوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كنز الناس الذهب والفضة تكنز هذه الكلمات اللهم اني اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد واسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك واسألك قلبا سليما ولسان صادقا واسألك من خير ما تعلم واعوذ بك من شر ما تعلم واستغفرك لما تعلم هذا الدعاء دعاء عظيم جعله النبي عليه الصلاة والسلام كنزا ينبغي للمسلم ان يحفظه واشتملوا على هذه الكلمات ومنها اسألك العزيمة على الرشد فان العزيمة على الرشد اذا رزق الانسان اياها يكون لها اثر عظيم في سيره الى الله عز وجل وفي قوة عبادته ولهذا كلما كان الانسان اكثر عبادة لله كان اقوى عزيمة من هم اكثر البشر عبادة لله الانبياء والرسول من افضل الانبياء والرسل اولو العزم الخمسة نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليه الصلاة والسلام. لماذا سموا اولي العزم من الرسل لماذا سمى الله تعالى هؤلاء الخمسة؟ سماهم باولي العزم من الرسل. لان عندهم قوة عزيمة على الرشد فهم اصحاب عزم وحزم فسماهم الله عز وجل اولي العزم من الرسل. سماهم الله عز وجل اولي العزم من الرسل العزيمة على الرشد اذا رزق الانسان اياها فانها تعطيه قوة عظيمة على العبادة ولهذا كثير من الناس يعرف الرشد يعرف الخير ويعرف الحق من الباطل لكن ما عنده عزيمة بعض الناس يقول انا اعرف ان المحافظة مثلا على الصلاة صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد انها رشد وان فيها خيرا عظيما لكن ليس عنده عزيمة فعنده رشد وليس عنده عزيمة وقد يكون عنده عزيمة لكن بدون رشد عزيمة في الباطن ولذلك فمن الادعية العظيمة ان تقول اللهم اني اسألك العزيمة على الرشد فان هذا من انفع واعظم الادعية توطين النفس توطين النفس على العمل والعزيمة التي تجعله لا يتردد في ذلك العمل هذا من اكبر اه الاسباب لاتقانه واتمامه لان النفس اذا عزمت عزما اكيدا لا تردد فيه لم تلتفت الى غيره وانحصر الفكر والهمة والارادة فيه اما المتردد فانه سرعان ما ينحل عزمه ويضعف ولهذا يعني اضرب لهذا مثالا اه من الامثلة التي نراها في الواقع مثلا عندما يدخل شهر رمظان تجد ان بعض الناس يتحمس في اول رمضان ويصلي صلاة التراويح كاملة مع الامام في المسجد ثم بعد مضي اسبوع او عشرة ايام يضعف وتجد ان هؤلاء يعني الذين كانوا يصلون صلاة التراويح ان جزءا منهم لم يعد يصلي صلاة التراويح لماذا لان هؤلاء الذين لم يصلوا صلاة التراويح بعد ما كانوا يصلون في اول رمظان ظعفت عندهم العزيمة لماذا ضعفت عندهم العزيمة؟ لانهم لم يعزموا من اول رمضان على ان يصلوا صلاة التراويح كاملة طوال رمظان في المسجد فالانسان اذا قرر وعزم من اول رمظان انه يصلي صلاة التراويح كاملة مع الامام في المسجد طوال شهر رمظان لا يتردد اصلا ولا ان ينصرف قبل آآ انتهاء صلاة التراويح لكن الذي لا تكن عنده هذه العزيمة تجد انه مع مرور الايام يضعف يمكن بعد مرور اسبوع او عشرة ايام من رمضان يبدأ آآ يتكاسل ولا يصلي صلاة التراويح. هذا مثال يبين لنا اهمية العزيمة العزيمة على الرشد وخذ هذا يعني مثال قس على هذا بقية الامور اذا عزمت عزما اكيدا على قيام الليل تقوم الليل وتصلي لكن اذا كان عندك تردد وكسل وضعف في العزيمة يغلبك النوم وهكذا بقية امور الطاعات العزيمة على الرشد من اكبر الاسباب على اداء الطاعات وعلى القوة فيها فينبغي المسلم ان يحرص على تحقيق هذه العزيمة على الرشد وان يسأل الله تعالى اياها يبذل السبب في تحقيقها ويسأل الله تعالى اياها مع فائدة المنة بالمعروف انما تقع من البخيل والمعجب قال القرطبي المن غالبا يقع من البخيل والمعجب. فالبخيل تعظم في نفسه العطية وان كانت حقيرة في نفسها والمعجب يحمله العجب على النظر لنفسه بعين العظمة. وانه منعم بماله على المعطى. وان كان افضل منه في نفس الامر وموجب ذلك كله الجهل ونسيان نعمة الله فيما انعم به عليه ولو نظر مصيره لعلم ان المنة للاخ لما يترتب له من الفوائد المن بالصدقة والمن بالمعروف خلق دنيء وخلق لئيم وفيه اذى نفسي شديد للمعطى ولذلك كان محبطا للاجر والثواب كما قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى ولذلك الذي يريد ان يتصدق او يفعل معروفا مصحوبا بالمنة والاذى الافضل الا يفعل انما يقول لمن يريد ان يتصدق عليه او يسدي اليه معروفا يقول له قولا معروفا هذا احسن من ان اه يتصدق عليه او ان يسدي له معروفا لقول الله تعالى قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى اذا لم تكن الصدقة والمعروف مصحوبا بحفظ كرامة المعطى فلا خير فيها فمن اذا اردت ان تتصدق اهم شيء اهم شيء ان تحفظ كرامة المعطاء والا اذا كنت ستؤذيه فالاحسن انك لا تتصدق وانما تقول له كلاما حسنا قول معروف ومغفرة خير من صدقته يتبعه اذى فبعض الناس عندما يريد ان يتصدق يمتن على المعطى ويؤذيه بكلمات جارحة وهذا يبطل الاجر وقد تكون المنة لاحقة قد يتصدق صدقة مصحوبة بالاخلاص لكن تكون المنة لاحقة فيما بعد فتبطل الاجر ولهذا شبه الله تعالى الذي يعطي ويمتن بتشبيه عجيب قال فمثله كمثل صفوان عليه تراب صفوان الحجر الاملس عليه تراب حجر املس عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلدا. نزل عليه مطر شديد وتركه صلدا ما ظنك بحجر املس عليه تراب ونزل عليه مطر شديد هل سيبقى شيء من هذا التراب لن يبقى شيء هكذا ايضا المن يذهب الاجر تماما كما ان المطر الغزير يذهب هذا التراب الذي على الحجر الاملس ولهذا ينبغي ان يحرص المتصدق من يفعل المعروف على ان يبتعد عن المن لان الشيطان سيكون له بالمرصاد ولهذا بعض السلف يقول اذا تصدقت على انسان ارأيت ان سلامك عليه يؤذيه فلا تسلم عليه وايضا وحتى يكمل اجر الصدقة لا تقل حتى للفقير ادع لي لا تطلب منه حتى الدعاء ولهذا روي ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت اذا بعثت مع غلامها صدقة لفقراء تقول انظر الى ما يدعون لنا به فادعوا لهم بمثله فاذا قالوا بارك الله فيكم فقل وفيكم بارك لان هذا يجعل اجر الصدقة كبيرا وكاملا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا كونك تقول للفقير ادع لي لا اريد منك الا الدعاء هذا نوع من من الشكور. تطلب منه شكورا وانت انما تتصدق لله عز وجل ولهذا ينبغي لمن يتصدق ومن يفعل المعروف ان يحرص على حفظ كرامة المعطى فان هذا اهم من الصدقة نفسها والا اذا لم يحفظ كرامته واذاه او امتن عليه فان فلا خير في هذه الصدقة بل اذا كثرت المنة فانه يعرض نفسه للوعيد الشديد لان كثرة المنة من كبائر الذنوب كما قال عليه الصلاة والسلام حديث ابي ذر رظي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. وذكر منهم المنان يعني كثير المنة رواه مسلم وهذا وعيد شديد بحق كثرة المنة وبعض الناس تجد انه اه يمتن من حيث لا يشعر لكن هذا لا يعفيه من المسؤولية وكما ذكر القرطبي هنا ان المنة اكثر ما تكون من احد رجلين اما من البخيل او من المعجب بنفسه فالبخيل تعظم في نفسه العطية حتى وان كانت يسيرة وان كانت حقيرة في نفسها. الا انه لبخله تعظم في نفس العطية فيبدأ يمتن على المعطى وربما اذاه وكذلك المعجب يحمله العجب على النظر نفسه بعين العظمة وانه متفظل ومنعم على المعطى وقد يكون المعطى افضل منه ولذلك اكثر ما يكون المنة من البخيل ومن المعجب قال القرطبي ولو نظر مصيره لعلم ان المنة للاخذ لما يترتب له من الفوائد يعني آآ المنة لمن يأخذ الصدقة وليس لمن يعطي الصدقة لماذا؟ لان الذي يعطي الصدقة هو يستفيد اجورا عظيمة ويستفيد الخلف من الله عز وجل ولهذا لما قيل شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله ان هناك اناس لا ندري هل هم فقراء ام لا؟ قال احمد الله انك تجد من تتصدق عليه انظر الى هذه النظرة المنة لهذا الذي يأخذ الصدقة لانه يشجعك على الصدقة وانت الذي تستفيد تستفيد فوائد عظيمة لان الصدقة لها منافع عظيمة جدا في الدنيا والاخرة فالصدقة برهان يعني برهانا على على صدق ايمان ومتصدق والصدقة تطفئ خطيئة الرب والصدقة يكون صاحبها في في ظل صدقته يوم القيامة والصدقة تدفع البلاء عن الانسان في الدنيا والصدقة مخلوف بها قطعا. لان الله تعالى قال وما انفقتم من شيء فهو يخلفه عندما يقول رب العالمين خالق الكون في كتابه الذي يقرأه الناس جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن وما انفقتم من شيء فهو يخلفه؟ لابد ان يقع الخلف لابد قطعا فالمنة الحقيقة للفقير على الغني لانه هو الذي قبل هذه الصدقة واخذها. عندما تنظر بهذه النظرة تجد انك تتشجع على الصدقة مع حفظ كرامة الفقير قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى. نعم فائدة شؤم المعاصي قال ابن الجوزي ينبغي لكل ذي لب وفطنة ان يحذر عواقب المعاصي فانه ليس بين الادمي وبين الله تعالى قرابة ولا رحم وانما هو قائم بالقسط حاكم بالعدل. وان كان حلمه يسع الذنوب الا انه اذا شاء عفا واذا شاء اخذ باليسير بل حذر الحذر ولقد رأيت اقواما من المترفين كانوا يتقلبون في الظلم والمعاصي فتعبوا من حيث لم يحتسبوا. ورأيت اقواما من المنتسبين الى العلم نظر الحق عز وجل اليهم في الخلوات فمحى محاسن ذكرهم في الجلوات. فكانوا موجودين كالمعدومين الله الله في مراقبة الحق عز وجل فان ميزان عدله تبين فيه الذرة. نعم المعاصي شؤم على الانسان هي سبب للمصائب والبلايا والمحن في الدنيا والاخرة وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويقول سبحانه فكلا اخذنا بذنبه فكلا اخذنا بذنبه فالمعصية شؤمها عظيم على الانسان والله تعالى ليس بينه وبين احد من خلقه قرابة ولا رحم وانما هو قائم بالقسط ان اكرمكم عند الله اتقاكم وهو سبحانه وتعالى حليم وغفور رحيم وهو ايضا شديد العقاب اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم وهو سبحانه اذا شاء اخذ باليسير من الذنوب شاء عفا حسن ما تقتضيه حكمته فربما يعمل الانسان معصية لا يلقي لها بالا تكون سببا لغضب الله عز وجل او تكون سببا لمصائب عظيمة ولهذا جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رجل والله لا يغفر الله لفلان كلمة قالها رأى ان فلانا انه مسرف بالمعاصي وانه كذا قال والله لا يغفر الله لفلان قال الله من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان قد غفرت له واحبطت عملك قال ابو هريرة قال كلمة اوبقت دنياه واخرته كلمة ما القى لها بالا كانت سببا في حبوط عمله من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان؟ غفرت له واحبطت عملك وكما قال عليه الصلاة والسلام ان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يكتب الله تعالى له بها سخطه الى يوم القيامة فرب معصية يستهين بها الانسان يكتب الله تعالى بسببها سخطه عليه الى يوم القيامة وربما تكون سببا لمصائب ربما تكون سببا لبلايا ولهذا فالمسلم ينبغي ان ان يحذر المعاصي قليلها وكثيرها وان ليحرص كل ما وقع في معصية ان يتوب منها كما قال عليه الصلاة والسلام ما من عبد يذنب ذنبا ثم يقوم ويتوظأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله الا غفر الله له اجعل هذا مبدأ لك في الحياة اذا وقعت في اي معصية قم وتوضأ وصلي ركعتين واستغفر الله وتب اليه من من تلك المعصية والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم اما ان الانسان يصر على فعل المعاصي فان هذا من من اسباب نيل سخط الله تعالى وغضبه والقليل مع القليل يكون كثيرا تجتمع عليه هذه المعاصي واذا اجتمعت ربما يطبع على قلبه يكون على قلبه الران حتى يطبع على قلبه فلا يستهين الانسان بالمعاصي. ينبغي ان يكون حذرا ووجلا من المعاصي وايضا ان يكثر من الاستغفار فان الانسان يبقى بشرا وكل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون فينبغي ان يكثر من الاستغفار ينبغي ان يجعل المسلم من وقته كل يوم نصيب الاستغفار يستغفر الله تعالى ويتوب اليه ويكثر من الاستغفار نعم فائدة من زعم انه يرى الجن فلا تقبل شهادته. قال الشافعي من زعم من اهل العدالة انه يرى الجن ابطلنا شهادته لقول الله تعالى انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونه الله تعالى اخبر بان الجن يرون الانس وان الانس لا يرون الجن انه يراكم عن الشيطان ابليس هو وقبيله يعني ونظراؤه من الشياطين من حيث لا ترونهم فمن ادعى انه يرى الجن على الدوام فهذا قادح في عدالته لان هذا غير ممكن معنى ذلك انه يكذب وهذا الكذب قادح في عدالته الله تعالى يقول انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم فالذي يدعي انه يرى الجن على الدوام يدعي انه يرى الجن والاية صريحة في انه لا يمكن رؤية الجن على الدوام وان كان الجن قد يظهر للانس في صور قد يظهر على شكل بشر او على صور حيوانات او نحو ذلك ولذلك في قصة ابي هريرة في الصحيحين لما وكله النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ الصدقة واتاه الشيطان على صورة رجل انسي فاراد ان يمسك به فاشتكى فقرا وعيالا فرحمه ثم اتاه في الليلة الثانية فوجده كذلك فاشتكى فقرا وعيانا فرحمه ثم في الليلة الثالثة قال لاذهبن بك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المرة الثالثة فلما رأى انه عازم على الذهاب به اراد ان يعطيه شيئا آآ لكي يطلقه وكان احب شيء للصحابة العلم احب اليه من المال فقال الا ادلك على شيء ينفعك الله به قال ابو هريرة بلى قال اذا اويت الى فراشك فاقرأ اية الكرسي فانه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فذهب ابو هريرة للنبي عليه الصلاة والسلام واخبره قال اتدري من تخاطب يا ابا هريرة منذ ثلاث ذاك الشيطان صدقك وهو كذوب كان الشيطان يتمثل في صورة الانس كان ايضا يسرق الطعام يسرق طعام الانس هذا دليل على انه قد يتمثل آآ الجان بصورة الانس وقد يتمثل في صورة الحيوان ايضا وآآ تمثل الشيطان ابليس لقريش في صورة سراقة ابن مالك وقال اني جار لكم فلما ترأت الفئتان نقص على عقبيه قال اني بريء منكم واني ارى ما لا ترون فتمثل لهم بصورة سراقة وقد يتمثل بحيوان قد يتمثل بطير قد يتمثل حية وقد يتمثل بغير ذلك فكون الجان قد يتمثل هذا موجود لكن من ادعى انه يرى الجان على الدوام فهذا كاذب لان القرآن يكذبه انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم وقد يتمثل بعض الجن لبعض الانس في دلالته على الخير او على الشر كما ذكر ذلك اهل العلم فقد ذكر عن بعض الصالحين ان هناك من مؤمن الجن من يوقظهم للصلاة ومن يساعدهم في بعض امور الخير وذكر ايضا ان بعض الجن فيهم طلبة علم وانهم يحضرون دروس بعض العلماء وبعض المشايخ ويستفيدون منها وقد وقد يتمثل الجان في صورة من يدل على الشر وهذا اكثر ما يكون مع السحرة والدجالين والكهنة والمشعوذين فتخدمهم الشياطين مقابل كفرهم بالله عز وجل ومقابل وقوعهم في امور محرمة ونكتفي بهذا القدر الله اعلم وصلى الله وسلم نبينا محمد قذرة قذرة اذا اذا رؤي في اليقظة قد يرى في في المنام. نعم نعم تفضل نعم هو ذكر ابن تيمية رحمه الله انه قد يوجد من بعض مؤمني الجن من يتعاون مع بعض الانس لكن هذا المسلك مسلك خطير لان كثيرا من اهل الشعوذة والدجل يدعون ذلك لكن قد يكون في حالات خاصة اذا عرف الانسان بالصلاح والاستقامة مثلا يرقي الناس قد يتعاون معه بعض الجن المؤمنين هذا ذكره ابن تيمية رحمه الله فهذا يعني واقع وليس ممتنع. لكنه باب قد يفتح ابواب شر على على الناس وقد يستغله بعض الكهان والمشعوذين والدجالين ولذلك فينبغي الحذر في في هذا الباب نعم اما بالنسبة للزكاة فيتحرى المسلم لا يعطي الزكاة الا من غلب على ظنه انه احد الاصناف الثمانية واما الصدقة الصدقة بابها واسع حتى الصدقة على غني لا بأس والانسان ليس له الا الظاهر ولهذا قال الفقهاء قالوا في شأن الزكاة وان دفع الزكاة لغني ظنه فقيرا اجزأ لان الفقر امر خفي قد يدعي الفقر من ليس بفقير فالانسان ليس له الا الظاهر لكن انبه هنا الى قضية وهي ان بعض الناس كلما اراد ان يتصدق تهو الشيطان وشككه في من يريد ان يتصدق عليه هذا كذاب هذا محتال هذا كذا فيبقى مدة طويلة ما تصدق وهذا من الشيطان وانت ليس لك الا الظاهر اذا غلب على ظنك ان هذا مستحق فاعطه اما كونه قد يكذب قد يحتال قد فهذا ممكن وهو وارد لكن انت ليس لك الا الظاهر ولهذا يعني حتى بالنسبة للزكاة يجوز اعطاء الزكاة من سألها اذا لم يظهر عليه غنى ولا يطالب بالبينة والدليل ذلك ان رجلين جلدين اتيا النبي صلى الله عليه وسلم يسألانه فصعد فيهما النظر وقال لهما ان شئتما اعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب وذلك لان اعطاء من سأل الزكاة ولم يظهر عليه غنى قد يترتب عليه مفسدة وهي اعطاء الزكاة من لا يستحقها لكن لو شدد في في هذا الامر وقيل لا يعطى الفقير الزكاة الا اذا اتى بالبينة التي تثبت فقره فهذا يترتب عليه مفسدة اعظم وهي حرمان الزكاة من يستحقها ومفسدة حرمان الزكاة من يستحقها اعظم من مفسدة اعطاء الزكاة من لا يستحقها ذكر هذا ابن تيمية وغيره من اهل العلم ولهذا اذا كانت الزكاة يجوز ان تعطى لمن سأل اذا لم يظهر عليه غناء فالصدقة من باب اولى