ومجالس العلم تدخل في مجالس الذكر. مجالس الذكر تحفها الملائكة وتغشاها السكينة. يقول الله تعالى اشهدكم اني قد غفرت لهم لو لم يحصل المسلم من مجالس الذكر ومجالس العلم لهذه الفائدة لكف الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ونهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا نسألك اللهم علما نافعا ينفعنا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا هذا هو الدرس رقم مئة وسبعة وثلاثين تعليق على لطائف الفوائد في هذا اليوم الاثنين الثالث والعشرين من شهر جمادى الاخرة من عام الف واربعمائة واربعة واربعين للهجرة كنا قد وصلنا الى الفائدة رقم ثمانمئة وثمان وثلاثين. والله غالب على امره. نستمع اولا للفائدة نحفظه الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم تولنا وشيخنا والحاضرين والمؤمنين. فائدة والله غالب على امره. تأمل هذه الاية والله غالب على امره. حيث امر يعقوب ابنه يوسف الا قص رؤياه على اخوته فغلب امر الله حتى قصر. ثم اراد اخوته قتله فغلب امر الله حتى صار ملكا وسجدوا بين يديه. ثم اراد الاخوة ان يخلو لهم وجه ابيهم. فغلب امر الله حتى ضاق عليهم قلب اهل ابيهم فقال يا اسفا على يوسف ثم تدبروا ان يكونوا من بعده قوما صالحين. فغلب امر الله حتى الذنب واقروا بين يدي يوسف في اخر الامر بعد سبعين سنة وقالوا لابيهم انا كنا خاطئين ثم ما ارادوا ان يخدعوا اباهم ببكاء والقميص فغلب امر الله فلم ينخدع وقال بل سولت لكم انفسكم امرا ثم دبر يوسف ان يتخلص من السجن بذكر الساق فغلب امر الله فنسي الساقي ولبث يوسف في السجن بضع سنين. معنى والله غالب على امره اي اذا اراد شيئا فلا يرد ولا يمانع ولا يخالف. بل هو الغالب لما سواه نعم والله غالب على امره هذه اية عظيمة او جزء من اية ومعناها ان الله اذا اراد شيئا فلا يمانع ولا يغالب ولا يخالف بل هو الغالب لما سواه فما اراد كان والخلق كله ملكه وخلقه وبين يديه جل وعلا افعلوا ما يشاء سبحانه والقرطبي رحمه الله بتفسيره اراد ان يذكر مثالا لما آآ تضمنه معنا هذه الاية والله غالب على امره في قصة يوسف فاولا امر يعقوب ابنه يوسف الا يقص رؤياه على اخوته قال فغلب امر الله حتى قص وهذا لم يرد في حديث صحيح ولك ورد في بعض الروايات من اخبار بني اسرائيل يحتمل ان يكون هذا صحيحا ويحتمل الا يكون قال ايضا يعني لم يذكرها القرطبي مرتبة ارادوا ان يخدعوا اباهم بالبكاء والقميص فغلب امر الله فلم ينخدع وقال بل سولت لكم انفسكم امرأة لما هموا بقتل يوسف وثم قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف والقوه بغيابة الجب القوه في غيابة الجب حتى اتت قافلة وباعوه عليهم بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين باعوه رقيقا فلما رجع اخوة يوسف الى يوسف اتوا بقميصه وقد لطخوه بدم شات ذبحوها وقالوا اكله الذئب لكنهم نسوا ان يمزقوه فقال ما ارحم هذا الذئب الذي اكل يوسف ولم يمزق القميص فعرف انهم كانوا كاذبين ولهذا قال بل سويت لكم انفسكم امرا وقال يا اسف على يوسف وكان يخاطبهم على ان يوسف موجود وهذا يدل على ان يعقوب في قرارة نفسه كان يعرف بانهم كاذبين فغلب امر الله عز وجل قال ثم اراد اخوته قتله فغلب امر الله حتى صار ملكا وسجدوا بين يديه تنقلت الامور بيوسف الى ان قال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما جاءه قال انك اليوم لدينا مكين امين اعجب به الملك اعجابا شديدا وقال انك اليوم لدينا مكيع ذو مكانة وامانة الذي يظهر من سياق القصة ان الملك من شدة ثقته في يوسف ولاه تدبير امر الدولة فاصبح يوسف هو الملك الحقيقي وهذا معنى قول القرطبي هنا صار ملكا اصبح الملك الفعلي هو يوسف عليه الصلاة والسلام والملك الحقيقي الذي ولاه يعني كان مشرفا لكن الملك الفعلي هو يوسف ولذلك كان له عرش وخروا له سجدا ورفع ابويه على العرش فكان هو الملك الفعلي لمصر فهذا تفسير لقوله والله غالب على امره قال ثم اراد الاخوة ان يخلو لهم وجه ابيهم غلب امر الله حتى ضاق عليهم قلب ابيهم فقال يا اسف على يوسف يعني هذه التصرفات من اخوة يوسف الباعث لها ان يخلو لهم قلب ابيهم. فقط يريدون قلب ابيهم يتجه لهم ولا يتجه ليوسف اذ قالوا ليوسف واخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبة طيب هل تحقق لهم ما ارادوا الجواب لا اعرظ عنه يوسف وتولى عنهم وقال يا اسف على يوسف الله غالب على امره قال ثم تدبروا ان يكونوا من بعده قوما صالحين فغلب امر الله حتى نسوا الذنب وقروا بين يدي يوسف في اخر الامر بعد سبعين سنة وقالوا لابيهم انكن خاطئين. قول القرطبي بعد سبعين سنة هذا ايضا لا دليل عليه والمشهور انه بعد اربعين سنة وليس بعد سبعين هذا هو المشهور في كثير من كتب التفسير لكن غلب امر الله لانهم ارادوا ان يلقوه في غيابة الجب ويتوه بعد ذلك لكن غلب امر الله فنسوا الذنب واقروا بذنبهم وخطأهم ليوسف ولابيهم ثم دبر يوسف ان يتخلص من السجن بذكر الساقي. فغلب امر الله فنسي الساقي ولبث يوسف بالسجن بضع سنين الساقي الذي هو ساقي الملك الخمر فانه لما عبر له يوسف الرؤيا بانه سيخرج من السجن ويصبح الساقي للملك وسيكون مقربا من الملك. قال اذكرني عند ربك فانساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين فهذا من تدبير الله عز وجل والله غالب على امره ويذكر بعض العلماء معنى اخر لهذه التنقلات في قصة يوسف وهو لطف الله تعالى بيوسف حيث امتحن هذا الامتحان العظيم الذي جعل اخوته يهمون بقتله ثم رموه في غيابة الجب ثم بيع رقيقا ثم تعرض فتنة امرأة العزيز ثم النسوة ثم السجن بضع سنين ثم بعد ذلك اصبح كما ذكرنا هو الملك الفعلي لمصر هذه التنقلات من محنة الى محنة ومن محنة الى منحة ومن منحة الى محنة. هذه التنقلات يظهر فيها لطف الله عز وجل والله تعالى من اسمائه اللطيف ومعنى اللطيف اللطيف له معنيان المعنى الاول يعلم دقائق الامور وخفاياها وما في الظمائر والصدور والمعنى الثاني يحسن لعباده من حيث لا يحتسبون فيسوق لعبده الخير ويعصمه من الشر بطرق خفية لا يشعر بها العبد فاذا لطيف له هذان المعنيان يعلم دقائق الامور وخفاياها ويحسن للعبد من حيث لا يحتسب وقد جمع الامام ابن القيم هذين المعنيين في ابيات في قصيدته النونية فقالا وينبغي حفظ هذه الابيات لانك تظبط بها معنى اللطيف قال ابن القيم رحمه الله في النونية وهو اللطيف بعبده ولعبده واللطف في اوصافه نوعان ادراك اسرار الامور بخبرة واللطف عند مواقع الاحسان فيريك عزته ويبدي لطفه والعبد في الغفلات عند الشأن في حد حفظ الابيات اعيدها مرة اخرى وهو اللطيف بعبده ولعبده واللطف في اوصافه نوعان طيب النوع الاول ادراك اسرار الامور بخبرة هذا نوع الذي قلنا يعلم دقائق الامور خفاياها واللطف عند مواقع الاحسان هذا هذا هو النوع الثاني يحسن لعبده بطرق خفية فيوصل له الخير بطريق خفي ويعصمه من الشر بطريق خفي وادراك اسرار الامور بخبرة واللطف عند مواقع الاحسان فيريك عزته ويبدي لطفه والعبد في الغفلات عن ذا الشأن فقد يسوق الله تعالى الانسان احيانا رزقا ويحسن اليه من حيث لا يحتسب هذا من اثار معاني اللطف وايضا ادراك خفايا الامور وخباياها واسرارها هذا ايضا من معاني اللطف ومن رحمة الله عز وجل بعباده ان اللطف يقترن بالابتلاء اذا ابتلى الله عز وجل انسان يقترن معه لطف والله يبتلي ويلطف يأتي الانسان احيانا مصيبة شديدة لكن يكون معها لطف فهذا من معاني اللطف. فاللطف ظاهر جدا في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام ارادوا ان يقتلوه فانطق الله تعالى احدهم قال لا تقتلوا يوسف والقوه في غيابة الجود فكف الله عنه القتل ثم لما بيع رقيقا من لطف الله تعالى ان الذي اشتراه عزيز مصر ولم يشتريه اي انسان ثم من لطف الله تعالى انه لما سجن دخل معه مسجد فتيان احد السجنين كان هو السبب في تعريف الملك به احيانا الانسان لا يدري من اين يأتيه الخير هذا الخير الذي جعل يوسف الملك الفعلي لمصر بسبب سجين سجين معه في السجن فتنقل يوسف هذه التنقلات من محن الى منح ومن منح الى محن حتى صار في الاخير ملكا على مصر واتاه اخوته عرفهم ولم يعرفوه فلماذا اما كون عرفة هم فلان احواله لم تتغير هؤلاء هم اخوته الذين يعرفهم بهيئتهم وبداوتهم فهم على وظعهم فلذلك عرفهم لم يعرفوه لم يخطر ببالهم ان اخاهم سيكون هو الملك لمصر ما يخطر ببالهم يعني شيء غير معقول عندهم يعني لم يتخيلوا اصلا ان اخاهم الذي القوه في غيابة الجب سيكون هو عزيز مصر وهو الملك الفعلي لمصر جعله الملك على خزائن مصر وجعله الملك الفعلي قال انك اليوم لدينا مكين امين ما خطر ببالهم ان ان يوسف سيصل الى هذه المكانة ولذلك لم يعرفوه مع انهم احد عشر ما عرفوا كلهم ما ما يتوقعون ان ان يوسف سيصل الى هذه المرتبة ولذلك عرفهم وهم له منكرون فقصة يوسف فيها دروس عظيمة وفوائد وعبر. ولذلك قصها الله تعالى علينا باسلوب مفصل واضح فينبغي ان نفيد من تلك الدروس وتلك آآ العبر والفوائد التي قصها الله تعالى علينا في تلك آآ القصة مع فائدة معظم النار من مستصغر الشرر. قالت الحكماء لا ينبغي للعاقل ان يستصغر شيئا من الخطأ او والزلل فانه متى ما استصغر الصغير يوشك ان يقع الكبير. فقد رأينا الملوك تؤتى من العدو المحتقر ورأينا الصحة تؤتى من الداء اليسير. ورأينا الانهار تتدفق من الجداول الصغار. نعم. من الحكم ان الانسان ينبغي الا يستصغر شيئا من الزلل او الخطأ فان هذا الصغير يوشك ان يكون كبيرا مع مرور الوقت وكما ذكر في اخبار الامم السابقة ان بعض الامم تؤتى من جهة امور محتقرة او عدو محتقر فتؤتى من جهتها ايضا بالنسبة للصحة قد يكون داء يسير يستهين به الانسان يؤتى من جهته يتفاقم ويسبب له مشاكل اكبر وايضا الانهار تتدفق من الجداول الصغار يجتمع ماؤها حتى تشكل هذه الانهار الكبيرة فنجد في امور الدنيا ان معظم النار من مستصغر الشرر. ولذلك ينبغي للعاقل الا يستصغر شيئا من الخطأ او الزلل وان يكون حذرا وهكذا ايضا في امور الدين حتى في امور الدين لا يستصغر المسلم اي معصية فانه لا يدري ربما تكون في عينه صغيرة لكن عند الله تعالى تكون كبيرة وقد جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يستهين بها ولا يتأمل فيها ولا يتبين فيها لكنها عند الله تعالى عظيمة يهوي بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب وكما جاء في الحديث الاخر ان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يكتب الله تعالى له بها سخطه الى يوم يلقاه ولما قال رجل والله لا يغفر الله لفلان قال الله من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان؟ قد غفرت له واحبطت عملك قال ابو هريرة قال كلمة اوبقت الدنيا هو اخرته الا يستهين الانسان بالمعاصي انه لا يدري ربما هذه المعصية يحسبها هينة لكنها عند الله تعالى عظيمة كما قال عز وجل وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم فعلى الانسان الا يستصغر شيئا من الخطأ والزلل في امور دينه ودنياه نعم فائدة الرضا من ثمار التوكل على الله ثمرة التوكل الرضا بالقضاء. فمن وكل اموره الى الله رضي بما يقضيه له ويختاره فقد حقق التوكل ولذلك كان الحسن والفضيل وغيرهما يفسرون التوكل على الله بالرضا الرضا بالقضاء من ثمرات التوكل على الله عز وجل ولذلك من توكل على الله سبحانه رضي بقضائه وقدره ولذلك بعض السلف كانوا يفسرون التوكل بالرضا والرضا ليس واجبا في ارجح اقوال اهل العلم وانما هو مستحب لانه ليس كل انسان يستطيع ان يحققه اكثر الناس لا يستطيعون ان يصلوا الى مرتبة الرضا والانسان عندما تقع له المصيبة لا يخلو من احوال. الحالة الاولى ان يتسخط بقوله او بفعله او بهما معا بفعله كان يلطم خده ويشق جيبه وينتف شعره وبقوله كان يعترض على قضاء الله وقدره يقول يا ربي لم اصبتني بهذه المصيبة من بين الناس ما الذي اذنبت؟ ما الذي فعلت ونحو ذلك من الكلمات التي فيها اعتراض على الله عز وجل فهذا محرم ومن كبائر الذنوب الحال الثاني الصبر والصبر لا يستلزم الرضا الصبر لا يستلزم الرضا فقد يصبر لكنه لا يرظى يعني يحبس نفسه عن الجزع ويحبس لسانه عن الكلام المحرم ويحبس جوارحه عن الافعال المحرمة فهذا حكمه الوجوب الصبر واجب المرتبة الثالثة الرضا ان يصبر ويرظى بقظاء الله وقدره وهذه لا تكون الا لاولياء الله عز وجل ان الانسان يرظى بالمصيبة هذه درجة عالية ولذلك هي مستحبة وليست واجبة لان اكثر الناس لا يستطيع الوصول اليها والمرتبة الرابعة التي اعلى من الرضا الشكر احمد الله تعالى ويشكره على ما قظى وقدر فقد رضي بما بقضاء الله وقدره واصبح يحمد الله تعالى ويشكره فهذه اذا قلنا الرضا مستحب مرتبة الشكر مستحبة من باب اولى وبهذا يتبين ان الرضا انها درجة رفيعة وعالية لكنها مستحبة وهي من ثمرة التوكل على الله سبحانه ولهذا قال بعض السلف يقول احدهم توكلت على الله ولو كان صادقا يعني في توكله لرظي بما يقدره الله قال الامام ابن تيمية رحمه الله قال المقدور يكتنفه امران التوكل قبله والرضا بعده فمن توكل على الله قبل الفعل ورضي بالمقضي له بعد الفعل فقد قام بالعبودية اذا بين التوكل والرضا ارتباط وثيق فالرضا من ثمرات التوكل على الله عز وجل وهذه ايها الاخوة من اعمال القلوب وعلى المسلم خاصة طالب العلم ان يتفقه فيها وان يحرص على تطبيقها لان اعمال القلوب هي التي ترفع اصحابها درجات عند الله عز وجل وهي التي يتفاوت بها الناس تفاوتا عظيما فمقامات التوكل والرظا اليقين الخشية والمحبة واعمال القلوب. ينبغي ان يحرص عليها المسلم. وان يعنى بها وان يسعى لتحقيقها نعم فائدة كظم الغيظ عند الغضب، كظم الغيظ عند الغضب من ابرز صفات المتقين. عن عائشة رضي الله عنها ان خادما لها اغاظها فقالت لله در التقوى ما تركت لذي غيظ شفاء كظم الغيظ معناه عدم اظهاره وتجرعه والصبر عليه وفسره الغزالي فسر كظم الغيظ بانه التحلم اي تكلف الحلم انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم ولا يحتاج الى كظم الغيظ الا من هاج غيظه ويحتاج معه الى مجاهدة شديدة لكنه اذا تعود عليه صار امرا معتادا فلا يهيج الغيظ عنده وان هاج فلا يكون في كظم غيظه تعب وكظم الغيظ ذكره الله تعالى من اوصاف المتقين وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين ثم ذكر الله تعالى اوصاف هؤلاء المتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس فكظم الغيظ من اوصاف هؤلاء المتقين ولذلك ينبغي ان يحرص المسلم عليه وانه اذا هاج غيظه يحرص على ان يكتمه والا ينفظ غيظه ولا يظهر غضبه وقد جاء في حديث معاذ ابن انس النبي صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو يستطيع ان ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور ما شاء هذا الحديث اخرجه ابو داوود والترمذي وابن ماجة وقال الترمذي حسن غريب وفي سنده مقال لكن كظم الغيظ دلت النصوص على انه من اوصاف المتقين وايضا من اسباب دخول الجنة لان الله تعالى لما ذكر جنة عرضها السماوات والارض ذكر اوصاف اهلها ومن اوصافهم والكاظمين الغيظ والكاظمين الغيظ ولذلك كظم الغيظ عده العلماء دلالة على كمال العقل لا يكظم غيظه الا من كان عندك كمال في العقل. لانه يعلم ما الذي يترتب على ذلك وهكذا ايضا الحلم الحلم وكظم الغيظ هذي من صفات العقلاء ولهذا ينبغي ان يحرص المسلم على تحقيق هذه الصفات. يحرص على الا يغضب واذا غظب كظم غيظه ويحرص على ان يكتسب صفة الحلم فان الحلم سيد الاخلاق وهو اشرف الاخلاق ولا يمكن ان يكون الانسان حسن الخلق الا وهو حليم اما الانسان سريع الغضب وشديد الغضب فهذا لابد ان يكون سيء الخلق لا يجتمع سوء الخلق والحلم الحلم مرتبط بحسن الخلق سرعة الغضب وشدة الغضب مرتبطة بسوء الخلق نعم طيب التأملات ابن جودي سبق سبقت معنا في فائدة سابقة ننتقل للتي بعدها. نعم فائدة من اخلاق الكبار. قال الشافعي ما نظرت احدا فاحببت ان يخطئ نعم الامام الشافعي كان في عصرهم انتشرت المناظرات بين العلماء وكان يناظر بعض العلماء وممن كان يناظره محمد بن حسن وغيره من اهل العلم لكن كان الشافعي اذا ناظر احدا يحب ان يجري الله الحق على لسانه. ولهذا كان يقول ما ناظرت احدا الا وددت ان الله اجر الحق على لسانه ويقول ما نظرت احدا فاحببت ان يخطئ لان هدفه كان الوصول الحق وليس الانتصار وكان يقول ما نظرت احدا قط على الغلبة وكان ايضا يمتنع من مناظرة اهل البدع ويقول ما ناظرت احدا علمت انه مقيم على بدعة وعلق على هذا البيهقي في مناقب الشافعي وهو كتاب جيد انصحوا بقراءته مناقب الامام الشافعي للحافظ البيهقي علق البيهقي على ذلك قال لان المقيم على البدعة قلما يرجع بالمناظرة وانما كان الشافعي يناظر من يرجو رجوعه للحق اذا بين له فهذه اخلاق العلماء واخلاق الائمة واخلاق الكبار انهم في مناظراتهم يناظرون لاجل تبيين الحق. ولاجل توظيحه وليس للغلبة والانتصار ولذلك ما كان يناظر على الغلبة الامام الشافعي ولا يناظر اهل البدع لان اهل البدع يندر رجوعهم بالمناظرات لان صاحب البدعة يرى انه على حق فمنزولين له سوء عمله فرآه حسنا ولذلك يقول العلماء ان صاحب الكبيرة ارجى للتوبة من صاحب البدعة ده صاحب الكبير يعلم بانه مقيم على معصية ويرجى ان يتوب بينما صاحب البدعة يعتقد انه على حق افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا والامام الشافعي رحمه الله احد الائمة الاربعة والسيرة عطرة مع انه لم يعمر طويلا كان عمره لما مات عمره اربع وخمسون سنة فقط ومع ذلك اصبح احد الائمة الاربعة وله مدرسة فقهية عظيمة وله اتباع في العالم الاسلامي وهذا الامام له مناقب وانصح بقراءة سيرته وسيرة الائمة فان فيها فوائد كثيرة مما ذكر في سيرة الامام الشافعي انه كان يحمل معه العصا دائما فسئل كيف تحمل العصا ولست بحاجة لحملها قال لاذكر اني في الدنيا مسافر للاخرة حتى لا ينسى. سبحان الله وكان يختم القرآن في كل يوم ختمة وفي رمظان في كل يوم ختمتين لكن يظهر الله اعلم انه كان متقنا لحفظ القرآن ويجري القرآن على لسانه بقيامه وقعوده واضطجاع في كل وقت. المتقن الحافظ يسهل عليه ان يقرأ لكن كان يعني اشتهر في سيرة الامام الشافعي انه يختم القرآن في كل يوم ختمة وفي رمضان في كل يوم ختمتين وله مناقب كثيرة رحمه الله تعالى ونكتفي بهذا القدر الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اي نعم نعم هذا سؤال جيد يعني يقول هل هل كظم الغيظ هو الحلم الجواب كظم الغيظ ليس هو الحلم وانما هو المرحلة التي تسبق الحلم هو كما قال الغزالي هو التحلم تكلف الحلم فكظم الغيظ هو تكلف الحلم واما الحلم فهو خلق راسخ للانسان وصفة راسخة فالحلم معناه ان الانسان لا يغضب اصلا لكن كظم الغيظ يغظب ويكظم غيظه وكظم الغيظ من اسباب تحصيل الحلم لانه كما قال الغزال هو تكلف الحلم وهو من اسباب تحصيله. بعض الناس بطبيعته انه سريع الغضب شديد الغضب. هنا ينبغي له ان يكظم الغيظ واذا اعتاد كظم الغيظ مع مرور الوقت يصبح حليما كما ذكرنا في دروس سابقة ان الاخلاق منها ما هو فطري وهبة من الله عز وجل يولد الانسان حليما ويولد كريما يولد شجاعا ومن الاخلاق ما هو مكتسب يولد الانسان شديد الغضب وسريع الغضب لكن يتكلف الحلم حتى يصبح خلقا له فيصبح مع مرور الوقت حليما يتكلف الكرم حتى يصبح كريما يتكلف الشجاعة حتى يصبح شجاعا فالاخلاق منها ما هو فطري ومنها ما هو مكتسب ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لاشد القيس ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة قال يا رسول الله اجبرت عليهما ام تخلقت بهما لاحظ ان الاشد ايظا يعرف هذا التقسيم يعني هل هي فطرية او مكتسبة فقال عليه الصلاة والسلام بل جبلت عليهما وقال الحمد لله الذي جبلني على ما يحبه الله ورسوله نعم اه نعم. اخوة يوسف ليسوا انبياء كما ذكر ذلك حافظ كثير وغيره وليسوا هم الاسباط وانما الاسباط انبياء من انبياء بني اسرائيل وبعيد جدا ان يفعلوا هذه الفعلة باخيهم ويكونوا انبياء لان الانبياء هم صفوة البشر هذي فعلة فعلة شنيعة ان يهموا بقتل اخيهم فهم ليسوا بانبياء وبعيد ان يكونوا انبياء كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير لكنهم تابوا تابوا من فعلتهم وسامحهم ايضا يوسف قال يغفر الله لكم ويعقوب قال سوف استغفر لكم لان يعقوب كان يعني جرحه عميقا لم يندمل بعد لاحظ الالم يعقوب اشد من الام يوسف يوسف لم تبيض عيناه من الحزن وكظيم. يعقوب بيظت عيناه من الحزن ولذلك كان الم الاب اشد من الم الابن فيوسف قال يغفر الله لكم يعقوب سوف سوف استغفر لكم ربي لان المه يعني شديد الم يعقوب كان اشد من الم يوسف