ومجالس العلم تدخل في مجالس الذكر. مجالس الذكر تحفها الملائكة وتغشاها السكينة. يقول الله تعالى اشهدكم اني قد غفرت لهم لو لم يحصل المسلم من مجالس الذكر ومجالس العلم لهذه الفائدة لكف الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا هذا هو الدرس مئة وثمان وثلاثون في التعليق على لطائف الفوائد في هذا اليوم الاثنين. قرة رجب عام الف واربعمائة واربعة واربعين للهجرة كنا قد وصلنا الى الفائدة رقم ثمانمئة واربع واربعين الحلم سيد الاخلاق نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمؤمنين والمؤمنات. فائدة سيد الاخلاق الحلم سيد الاخلاق. قال في روضة العقلاء من نفاسة الحلم وارتفاع قدره. ان الله جل وعلا سمى به من اسمائه الحليم. ثم لم يسمي بالحليم في كتابه احدا الا ابراهيم خليله واسماعيل ذبيحة حيث قال ان ابراهيم لاواه حليم. وقال فبشرناه بغلام حليم. نعم. الحلم من مكارم الاخلاق وهو سيد الاخلاق ولا يمكن ان يكون الانسان حسن الخلق الا وهو حليم فشديد الغضب وسريع الغضب لا يمكن ان يكون حسن الاخلاق ولهذا فسر بعض السلف حسن الخلق بالحلم وكان ابن المبارك واحمد واسحاق يرون ان معنى حسن الخلق هو الحلم وترك الغضب والحلم من الصفات التي يحبها الله عز وجل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للاشج ابن عبد القيس ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة قال يا رسول الله اجبلت عليهما ام تخلقت بهما قال بل جبلت عليهما فقال الحمد لله الذي جبلني على ما يحبه الله ورسوله وقوله عليه الصلاة والسلام ان فيك خصلتين يحبهما الله وهذا يدل على ان الحلم من الصفات التي يحبها الله عز وجل وقد سمى الله نفسه بالحليم ولكن حلم الله يختلف عن حلم المخلوقين كسائر صفاته حلم على الوجه اللائق به جل وعلا وهو الحليم جل شأنه وسمى ابراهيم عبدالحليم قال ان ابراهيم لاواه حليم وكذلك اسماعيل فبشرناه بغلام حليم ولم يذكر الله تعالى من مكارم الاخلاق الا الحلم يعني لما مثلا لم يذكر مثلا الشجاعة لم يذكر الاناة لم يذكر من مكارم الاخلاق الا الحلم لان الحلم هو على رأس مكارم الاخلاق وهو كما يقال هو سيد الاخلاق ويستدل بالحلم على كمال العقل لا يمكن ان يكون الانسان عاقلا لا الا ان يكون حليما ولا كريم الخلق الا ان يكون حليما ولهذا ينبغي ان يحرص المسلم خاصة طالب العلم على اكتساب صفة الحلم حتى وان كان طبعه الغضب يروظ نفسه على الحلم فانما الحلم بالتحلم والعلم بالتعلم ولذلك جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اوصني. قال لا تغضب. قال اوصني. قال لا تغضب. فردد مرارا قال لا غضب فلولا ان ترك الغضب ما استطاع لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل لا تغضب قد ذكر ان هذا الرجل كان سريع الغضب وشديد الغضب فلذلك اوصاه النبي عليه الصلاة والسلام بترك الغضب فالانسان يستطيع ان يتحكم في ردة الفعل على اي موقف فترك الغضب قرار يتخذه الانسان يقرر انه لا يغضب فلا يغضب لكنه يجد صعوبة في البداية ثم ترتاض نفسه على ذلك مع مرور الوقت لكن المهم هو ان يستحضر المسلم اهمية الحلم والاتصاف بالحلم وانه من اعظم مكارم الاخلاق بل هو سيد الاخلاق والانسان اذا كان حليما يستطيع ان يتحكم في ردة فعله ويتحكم في كلامه ومنطقه وتصرفاته بخلاف من كان شريع الغضب فانه لا يتحكم في نفسه ولهذا الشيطان يحرص على اغضاب الانسان كما ورد في الحديث ان الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن ادم لكن بعض الناس عنده الاستعداد بسرعة الغضب وشدة الغضب وبعض الناس طبعه الحلم فلا يقدر عليه الشيطان ولهذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلين يستبان احدهما قد احمر وجهه وانتفخت اوداجه فقال عليه الصلاة والسلام اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لذهب عنه ما يجد شتم رجل الشعبي فقال الشعبي لهذا الرجل ان كنت كما قلت غفر الله لي وان لم اكن كما قلت فغفر الله لك انظر الى الحلم ومكارم الاخلاق ان كنت كما قلت فغفر الله لي وان لم اكن كما قلت فغفر الله لك ولهذا تجد ان هذه الصفة صفة الحلم من صفات الكبار ومن صفات العظماء وتنقل سيرهم وقصصهم في ذلك انظر مثلا هذه القصة عن الشعبي لو ان الشعب قابل هذا الشتم او السباب بمثله لم تذكر هذه القصة لكن انظر كيف وقف هذا الموقف النبيل وقال هذه الكلمة بحلم وبكريم خلق فخلدها التاريخ واصبحت تنقل عنه فاذا الحلم من صفات الكرام ومن صفات النبلاء ويستدل به كما ذكرنا يستدل به على كمال العقل نعم فائدة منزلة سلامة الصدر وسخاء النفس من الدين قال الفضيل ابن عياض رحمه الله لم يدرك عندنا من ادرك بكثرة صيام ولا صلاة وانما ادرك بسخاء الانفس وسلامة الصدور والنصح للامة نعم سلامة الصدر منزلة رفيعة وعظيمة وقد اخرج ابن ماجة بسند صحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن افضل الناس فقال افضل الناس صدوق اللسان مخموم القلب قالوا يا رسول الله صدوق اللسان نعرفه اما مخموم القلب قال هو التقي النقي لا اثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد يعني الذي سليم الصدر ليس عنده غل ولا حسد فهذا هو مخموم القلب فجعله النبي عليه الصلاة والسلام اذا اجتمع مع ذلك صدق اللسان جعله افضل الناس وقد اثنى الله عز وجل على الانصار فقال والذين تبوأوا الدار والايمان من قبله يحبون من هاجر اليهم اكمل الاية ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا يعني ان الانصار لا يحسدون المهاجرين لان المهاجرين افضل منهم في الذكر وفي الرتبة وفي المنزلة ومع ذلك لا يجدون في صدورهم شيئا عليهم والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يعني الانصار يحبون من هاجر اليه ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا وايضا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة فاثنى الله عز وجل عليهم بسلامة صدورهم وانهم تبوأوا هذه المنزلة العلية الرفيعة والا فهؤلاء المهاجرين قدموا اليهم وهم افظل منهم ومع ذلك لا يحسدونهم ولا يجدوا في صدورهم شيء عليهم بل يحبونهم يحبون من هاجر اليهم ويؤثرون على انفسهم فاثنى الله عز وجل عليهم فعلى المسلم ان يحرص على سلامة الصدر لاخوانه المسلمين والا يحمي الغش والحسد والحقد على احد وعليه ان يتجنب الحسد وكما قال الحسن رحمه الله ما خلا جسد من حسد ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديها يعني الحسد قد يعتري الانسان رغما عنه لكن الكريم يقاوم ويخفي هذا ولا يرتب عليه اي شيء لكن اللئيم هو الذي يبديه ويظهره ويعمل مقتضاه فعلى العاقل ان يتجنب الحسد فان اقل خصاله ترك الرضا بقضاء الله وقدره الحسود لسان حاله انه يعترض على قضاء الله وقدره. لماذا اعطيت فلانا هذا الشيء ولم تعطني هذا هو لسان لسان الحاسد الذي يحسد غيره لسان حاله انه يعترض على ربه في عطائه وهو معترض على قضاء الله وقدره فهو بلسان حاله يقول يا ربي لماذا تعطي فلانا هذا العطاء ولم تعطني انا هذا هو لسان الحسود فاقل خصاله انه يعترض على قضاء الله وقدره يريد امرا هو ضد ما قدره الله عز وجل وحكم به لعبده مع كونه ايضا يريد زوال النعمة عن اخيه المسلم وهو يجمع خصالا ذميمة ولذلك يقال لله در الحسد ما اعدله. بدأ بصاحبه فقتله ويقولون ايضا ما رأينا ظالما اشبه بمظلوم من الحاسد ما رأينا ظالما اشبه بمظلوم من الحاسد انه يرى نعمة الله عليك يراها ظلما له ويكره ذلك الحسد صفة ذميمة اول ما اتصف بالحسد ابليس فانه حسد ابانا ادم لماذا فظله الله عز وجل واكرمه وقال اسجدوا لمن خلقت طينا خلقتني من نار وخلقته من طين فحسد ابانا ادم فلعنه الله وطرده وذكر الله تعالى الحسد عن اليهود وعن المشركين وعن شرار الخلق ولهذا فينبغي ان ان يحرص المسلم على ان يجتنب الحسد والحقد وان يحرص على سلامة صدره لاخوانه المسلمين فان هذا يرفعه عند الله عز وجل درجات كما قال الفضيل لم يدرك عندنا من ادرك بكثرة صيام ولا صلاة وانما ادرك بسخاء النفس وسلامة الصدور والنصح للامة وهذه المعاني معاني سلامة الصدر وحسن التعامل مع الاخرين تجد ان بعض اهل الخير والصلاح لا يهتم بها لكنها لها اثر كبير في ميزان العبد يوم القيامة بل قد تكون سببا لدخول الانسان الجنة او النار والدليل لذلك ما جاء عن في مسند الامام احمد بسند صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر له ان امرأة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير انها تؤذي جيرانها بلسانها فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي في النار قيل وان فلانة ليست بكثيرة صلاة ولا صيام وعندها اثوار من اقد تتصدق به احيانا على جيرانها وتحسن لجيرانها فقال عليه الصلاة والسلام هي في الجنة سبحان الله الاولى عنده كثرة شعائر تعبدية لكن عندها مشكلة في التعامل مع الاخرين مع الجيران عندها مشكلة في التعاون مع الجيران اه اصلحت الجانب التعبدي بينها وبين الله من الصلاة والصيام لكن اغفلت جانب التعامل مع الناس خاصة الجيران فقال النبي عليه الصلاة والسلام هي في النار الثانية ليست بكثيرة شعائر تعبدية ما بينها وبين الله لكن ايضا تحسن لجيرانها فقال النبي عليه الصلاة والسلام هي في الجنة هذا يدل على ان المسلم ينبغي ان ان يعنى بهذه المسائل ليست القضية انك تكثر من الصلاة والصيام والصدقة لكنك تسيء للناس تؤذي الناس خاصة الارحام والجيران والاقارب ونحو ذلك ان حقوق العباد مبناها على المشاحة واثمها عند الله عظيم الا ينفع الانسان انه يكثر من الصلاة والصيام والصدقة لكنه يؤذي الناس بلسانه او يتعدى على على حرماتهم بل ينبغي ان يحسن علاقته بربه ويحرص على اقامة الشعائر التعبدية فيما بينه وبين ربه. وايضا يحسن علاقته بالاخرين فائدة خمير الرأي خير من فطيره. ينبغي عدم التعجل في ابداء الرأي خاصة في الامور الكبيرة والعرب تقول خمير الرأي خير من فطيره. قال احد حكماء العرب دعوا الرأي يغبوا حتى يختمر. واياكم والرأي الفقير يريد الاناة يريد الاناة في الرأي والتثبت فيه العجلة مذمومة واشد الناس ندما من يتعجل من غير تثبت ولا استشارة وكانت العرب تقول الخطأ زاد العجول والاناة من الصفات التي يحبها الله عز وجل الحديث السابق حديث الاشد بن عبد القيس قال له النبي صلى الله عليه وسلم ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله. الحلم والاناة والاناة معناها عدم الاستعجال والتبين والتثبت والتروي وتقليب الامر على وجوهه هذه من الخصال المحمودة التي يحبها الله عز وجل ولهذا ينبغي عدم التعجل في ابداء الرأي خاصة في الامور الكبيرة او التي يترتب عليها امور كبيرة ولذلك العرب تقول في امثلتها تقول في خمير الرأي خير من فطيرة خمير الرأي يعني الرأي الذي يتخمر ويتأمل فيه الانسان ويتروى خير من فطير يعني خير من الرأي العاجل الذي يستعجل فيه الانسان فالامور الكبيرة ينبغي عدم الاستعجال في ابداء الرأي فيها وانما يتأمل الانسان فيها ينظر فيها بترو ويقلب الامر على وجوهه وربما ايضا احتاج اه الاستشارة وكذلك ايضا الاستخارة فيكون متثبتا قبل ابداء الرأي ولهذا قال احد حكماء العرب دعوا الرأي يغب حتى يختمر واياكم والرأي الفقير يعني اذا كان عندك يراد منك قرار في امر كبير لا تستعجل اطلب التأني يوما او يومين لعل هذا الامر يتخمر تتأمل فيه وربما تحتاج الى الاستشارة والاستخارة ولهذا فالعجلة هي من طبع الانسان. ولهذا ينبغي ان يهذب هذا الطبع وان يحرص على ان يكون متأنيا في اموره والا يكون عجلا خاصة في الامور التي يكون الاثر مترتب عليها كبيرا فائدة سياسة الناس. قال الشافعي رحمه الله سياسة الناس اشد من سياسة الدواب نعم سياسة الناس يعني التعامل مع الناس ومداراتهم تحتاج الى حكمة فان الناس اطياف فمن الناس من هو سريع الغضب ومنهم العجل ومنهم سيء الظن ومنهم من يتعامل مع الانسان اه قسوة وفظاظة وهم اطياف يتفاوتون يتفاوتون تفاوتا كثيرا ولذلك مداراة الناس وسياستهم مطلب القاعدة في هذا ان الانسان يعامل الناس بمثل ما يحب ان يعاملوه به ان يعامل الناس بمثل ما يحب ان يعامله به لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ويتأكد هذا تتأكد سياسة الناس في حق من ولي ولاية يحتاج الى ان يسوسهم وان يداريهم وان ينظر لتفاوت طباعهم فالناس يحتاجون الى سياسة ومداراة اشد من سياسة الدواب ولذلك من حكمة الله عز وجل انه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي الا رعى الغنم ما من نبي الا رعى الغنم ولعل الحكمة في هذا والله اعلم ان في هذا تدريبا له على سياسة الدواب فان الغنم تتفاوت فيما بينها فهذه واحد من الغنم تذهب يمين وهذي تذهب يسار وهذه آآ يعني تحتاج منه الى مداراة وسياسة فيكون هذا تدريبا له على سياسة الناس لان الانبياء قادة في اممهم ومتبوعين في امم يحتاجون الى الى سياسة الناس فكانت الحكمة انهم يرعون الغنم لكي يتدربوا على سياسة الدوام تمهيدا لسياسة البشر بان سياسة البشر اصعب من سياسة الدواب وليس كل انسان مؤهلا لان يلي شيئا هذا ابو ذر رضي الله عنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر اني اراك ضعيفا فلا تأمرن اثنين لا تلي امر اثنين ولا تولين مال يتيم ابو ذر رضي الله عنه عرف عنه الصلابة في الرأي صارم في رأي قوي كيف قاله النبي عليه الصلاة والسلام اني اراك ضعيفا مع انه معروف من شخصيته الصلابة في ارائه قالوا نعم نعم نعم يقومون الصلابة في الرأي وعدم التراجع عن الرأي هذا ضعف وليس قوة القوة ان الانسان يكون مرن متى ما تبي له الصواب رجع هذه هي القوة ليست القوة ان الانسان يكون صلبا في رأيه ما يتراجع عنه هذا ضعف ولهذا ابو ذر رضي الله عنه ذكر بترجمته انه لما رأى انه لا يجوز كنز المال اكثر من ثلاثة ايام اصبح ينهى الناس لا احد يكرز المال اكثر من ثلاثة ايام فانكر عليه الصحابة قالوا يعني هذا ما عليه دليل وهذا اجتهاد وكيف تنكر على الناس تمسك برأيه حتى طلب منه عثمان رضي الله عنه يذهب للربذة كما هو معروف في سيرته فلهذا يعني اعتبر النبي عليه الصلاة والسلام هذا يعني الصلابة في الرأي ضعفا قال اني اراك ضعيفا طيب اذا كان ضعيفا لا تأمرن على اثنين بعض الناس ما يصلح انه يتأمر على اثنين بسبب شخصيته ولا تولين مال يتيم فالذي يلي ولاية على الناس فيحتاج الى ان ان يسوس الناس وسياسة الناس كما قال الامام الشافعي اشد من سياسة الدواب نعم فائدة موضع العقل عقل الادراك والتصور يكون في المخ فالمخ يتصور ويعقل وهو بمنزلة المترجم للقلب يشرح ما يريد رفعه الى القلب ثم يرفعه الى القلب ثم القلب الاوامر والذي يبلغ الاوامر الدماغ وحينئذ يزول الاشكال وتجتمع الادلة الحسية والشرعية فالعقل الادراكي محله هو الدماغ والعقل التصرفي والارشادي الذي به الرشاد والفساد هو القلب اه محل العقل هل محل العقل الدماغ او محل العقل القلب قولان العلماء القول الاول ان محل العقل الدماغ قالوا والدليل لذلك ان الانسان اذا ضرب في الرأس ضربة قوية ذهب عقله قالوا الحس يدل لهذا ان محل العقل الدماغ والقول الثاني ان محل العقل القلب واستدلوا بقول الله عز وجل افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور قالوا فالله تعالى قال في الاية فتكون لهم قلوب يعقلون بها ثم قال فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فاضاف منفعة كل عضو اليه فمنفعة القلب التعقل كما ان منفعة الاذن السمع وايضا تدل بقول الله تعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد قوله لمن كان له قلب يعني عقل وعبر عنه بالقلب لانه محل استقراره والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله اذا فسد فسد الجسد كله الا وهي القلب فهناك قول ثالث هذا القول الذي ذكره الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله وهو قول وسط بين قولين قال ان عقل الادراك والتصور يكون في المخ يعني في الدماغ فالمخ يتصور ويعقل وهو بمنزلة المترجم للقلب يشرح ما يريد رفع رفعه الى القلب ثم يرفعه الى القلب ثم يصدر القلب الاوامر والقلب هو الذي يصدر الاوامر القلب هو الذي يصدر الاوامر والذي يبلغ الاوامر هو الدماغ وبذلك تجتمع الادلة حسية والشرعية فيكون العقل الادراكي محله الدماغ محله آآ الرأس والعقل التصرفي الارشادي الذي يصدر الاوامر والذي به الرشاد والفساد هو القلب فيكون بينهما ترابط بين الدماغ وبين القلب الدماغ بمثابة كما يقال يعني اه مثل ما ذكر الشيخ ابن عثيمين بمثابة السكرتير للقلب يجهز له الاشياء ويهيئها له والقلب هو الذي يصدر الاوامر هذا القول قول وسط وهو الاقرب وهو الذي تجتمع به الادلة فالاوامر هي من القلب ولذلك قال عليه الصلاة والسلام الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله فهو ملك الاعضاء واذا فسدت فسد الجسد كله. فهو الذي يصدر الاوامر وهو الذي يكون عن طريق الفساد والرشاد لكن الذي في الدماغ هو عقل الادراك والتصور هو الذي يهيئ الامور للقلب والمقصود بالعقل هنا العقل المرتبط بالروح يعني والقلب المرتبط بالروح ليس المقصود بالقلب هنا القلب الذي هو مضغة لحم وانما المقصود به القلب المرتبط بالروح فهذا هو الذي يكون ملك الاعضاء وهو الذي اه تصدر عنه اوامر هو الذي يصدر اوامر للاعضاء وبصلاحه يصلح الجسد وبفساده يسد الجسد ولذلك لو نقل قلب من انسان الى اخر ما يتغير بتغير ذلك القلب لان المقصود القلب مرتبط بالروح وليس المقصود بالقلب الذي هو مضغة لحم فينبغي ايضا ان ان يفهم هذا على الوجه الصحيح لان الانسان مكون من جسد وروح فعندما يقال القلب الذي يصدر اوامر فالمقصود به القلب المرتبط بالروح لكن النصوص تدل على ان العقل في القلب والمقصود بالعقل كما ذكرنا الذي يصدر الاوامر كما قال سبحانه فلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها يعقلون بها يعني بالقلوب لكن كما ذكرنا هناك العقل الادراكي عقل الادراك والتصور هذا يكون في المخ وفي الدماغ وهو الذي يهيئ الاوامر ويشرحها للقلب والقلب هو الذي يصدر الاوامر وهذا من من يعني اه عظيمة اه خلق الله سبحانه. كيف خلق الانسان بهذا الشيء العجيب خلق الانسان بحد ذاته يستحق التأمل والتفكر وعجب ولذلك نجد الان ان الاطباء تجد طبيب يتخصص ليس في العضو وانما في شيء يسير من العضو ومع ذلك لا يبلغ منتهاه العين اطباء العيون تجد هذا طبيب في القرنية هذا طبيب الشبكية وهذا طبيب كذا ومع ذلك الطبيب المتخصص في هذه الجزئية تفوت عليه اشياء كثيرة فسبحان الله انظر يعني كيف خلق الله عز وجل هذا الانسان وجعله من جسد وروح والبشر لا يعرفون الا شيئا من الجسد اما الروح فلا يعلم البشر عنها شيئا البشر ليست من عالم المادة من عالم اخر ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي ولذلك قال سبحانه وفي انفسكم افلا تبصرون سبحان الله هذا الانسان الذي يعقل ويتكلم ويفكر بل ويخاصم ربه طرق من قطرة من ماء مهين اولم يرى الانسان ان خلقناه من نطفة فاذا هو خصيم مبين هذا الذي خلق من نطفة من قطرة من ماء مهين يخاصم ربه ويعترض على ربه يعني الانسان في خلقه عجب فينبغي ان يتأمل الانسان ويتفكر في عظيم خلق الله عز وجل له وفي عجائب قدرته وبدائع اياته في خلق نفسه وفي الكون عموما ومن ذلك هذا الذي ذكرنا بمسألة العقل والقلب وهذا التداخل الذي يكون بينهما ونكتفي بهذا القدر في اللطائف والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد نعم تفضل نعم صحيح تفتي قلبك لما اتى الله بقلب سليم والناس حتى في مخاطباتها فلان قلبه سليم فلان قلبه ابيض فلان قلبه كذا يعني القلب هو ملك الاعضاء هو الذي يصدر الاوامر. الا وان في الجسد مضى اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله لكن العقل الذي يكون في المخ وفي الدماغ هذا عقل ادراكي تصوري يهيء الامور لملك الاعضاء الذي هو القلب والقلب هو الذي يصدر الاوامر ما رأيكم في من يقول بان العقل عقلان؟ عقل باطن وعقل ظاهر هذا غير ظاهر كل انسان عقله واحد لكنه عقل مرتبط بالروح ليس عقلا مرتبطا بالجسد فقط وانما مرتبط بالروح هل يتساهل مع الاطفال دون السن العاشرة في ايقاظهم لصلاة الفجر فلا يكره الصلاة نعم دون سن العاشرة هم مرفوعون عن القلم اصلا لو لم يصلوا لا ذنب عليهم وانما امرهم بالصلاة من باب التربية والتعويد ولذلك تراعى المصالح في هذا لو كان مثلا الجو باردا بايقاظهم لصلاة الفجر تنفيرا لهم فيراعى ذلك ويقال صلي في البيت بالنسبة لهذا الطفل الصغير يقال صلي في البيت لانه اصلا غير مكلف ومرفوع عنه القلم ولو لم يصلي ما عليه اثم لكن من باب التربية والتعويد. ولهذا ينبغي فقه هذه المسألة ان توزن كل مسألة بميزانها فالذي دون سن العاشرة ليس مثل الكبير البالغ فامر هذا غير امر ذاك انما هذا طفل صغير يؤمر من باب التربية والتعويد فلا يشدد عليه رجل يعاني من الغدة ويعطى علاج يلزم اخذه قبل الفجر ثم بعد الفجر يفطر ويتناول الجرعة الثانية من العلاج واذا اخر علاجه يعاني معاناة شديدة وبقي عليه خمسة ايام من رمضان الماضي ولا يستطيع الصيام المرجع في ذلك لرأي الطبيب يرجع للطبيب المختص هل يمكن ان يصوم فيما بعد اما قبل رمظان او بعد رمظان فاذا قال الطبيب نعم يمكن ان تتحسن حالتك فصوم فهنا لا يستعجل على الاطعام انما يبقى هذا الصيام في ذمته متى ما تيسر قظى اما اذا قال لها الطبيب ان هذه الحالة حالة مستديمة انه لا يمكن ان تصوم وان هذا من الامور المزمنة يطعم عن كل يوم مسكينا