رحمه الله هذه الدار الدنيا امنية اهل الجنة وامنية اهل النار اما اهل النار فواضح انهم يتمنون ان يردوا الى الدنيا لكي يعملوا صالحا كما قال سبحانه وهم يسترخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل. ولو ترى اذ وقوفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين لكن لو ردوا هل سيستقيمون لا ولو ردوا لعادوا لمن هو عنه انا والله ما ادخل عقل العقل البشري يرى النار امامه ولو رد العادة لمن هو عنه ونهي عنه فاذا هذه الدار يتمناها اهل النار لكي يعملوا صالحا ايضا يتمناها اهل الجنة لانهم يرون ان كل شيء مرتب على العمل في هذه الدنيا وانه على مقدار العمل تكون منزلة الانسان في الجنة يا اخواني اذا مات الانسان يرى ان كل شيء مرتب على العمل كل شيء وان كل شيء محصى يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارظ يأتي بها الله ونضع الموازين قسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبا اي عمل تعمله ستجده محصن حتى مثاقيل الذرة تحصل اعمال كلها على ابن ادم ثم توزن في ميزان الحسنات في كفة والسيئات في كفة فان رجحت كفة الحسنات ولو بحسنة واحدة كان من اهل الجنة من ثقلت موازينه فاولئك مفلحون فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ان رجحت كفة السيئات ولو بسيئة واحدة كان من اهل النار الا ان يعفو الله عنه واما من خفت موازينه فامه هاوية وما ادراك ما هي نار حامية هناك القسمة العقلية المنطقية تقول هناك قسم ثالث يعني اما ان ترجح كفة الحسنات واما ان ترجح كفة السيئة طيب القسمة المنطقية تكون في القسم الثالث ما هو تساوي احسنت تتساوى الحسنات والسيئات لطائفة من البشر. سبحان الله ما تزيد كفة الحسنات ولا حسنة واحدة ولا ايضا ترجح تحفة السيئات ولا بسيئة واحدة. هؤلاء هم اهل الاعراف. من تمام عدل الله انهم لا يتساوون مع اهل الجنة في دخول الجنة. بل يحبسون في مكان بين الجنة والنار ثم يدخلون الجنة برحمة ارحم الراحمين. ذكر الله شأنه في سورة الاعراف هذه النتيجة العامة بعد ذلك هناك نتيجة تفصيلية اذا دخل اهل الجنة الجنة فاي مرتبة الجنة درجات وما بين كل درجتين كما بين السماء والارض فعلى مقدار العمل ايضا تكون درجة الانسان في الجنة النار ايضا دركات وعلى مقدار الذنوب يكون موضعه في النار ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار اذا كل شيء مرتب على العمل ولذلك يتمنى اهل الجنة واهل النار ان لو يردوا الى الدنيا لكي يعملوا صالحا لكي يعمل صالحا ولكن هيهات. ولهذا ما من ميت يموت الا وقد ندم ان كان محسن ندم الا يكون قد ازداد وان كان مسيئا ندم الا يكون قد استعتب وتاب قال وقال ابن مسعود فيما يرويه ان ارواح الشهداء كطير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت هذا قد ورد بهذا اللفظ وورد ايضا بلفظ اخر وهي ان روح المؤمن تكون على شكل نسمة طائر تسرح في الجنة حيث شاءت الانسان اذا مات روحه تفارق جسده الجسد يوضع في التراب ويصبح مع مرور الوقت ترابا تصبح ترابا تأكله الديدان الا الانبياء ومن شاء الله من الصديقين والشهداء اما الروح ان كان من اهل الجنة تصعد للجنة. وتكون على شكل بسمة طائر وان كان من اهل النار يكونوا في سجين قال ثم تأوي الى قناديل معلقة بالعرش وبينما هم كذلك اطلع عليهم ربهم اطلاعة هذا هذا ليس في الصحيح فقال سلوني ما شئتم قالوا يا ربنا نسألك ان ترد ارواحنا في اجسادنا هذا انما ورد للشهداء خاصة ولذلك قال ثم تردنا الى الدنيا فيقتل فيك مرة اخرى وهذا محال ان احدا مات يرد الى الدنيا. قال فلما رأى انه لا يسألون الا ذلك تركوا فهنا جمع المؤلف هذا الحديث من عدة احاديث يعني جمعها في هذا الحديث والا ليست حديثا واحدا قال واعلم ان الله قد علم انهم يسألون ذلك وانهم لا يردون الى الدنيا وانما اراد اعلام المؤمنين الذين في الدنيا ان امنيتهم في الجنة القتل في سبيل ليرغبهم في ذلك ولتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله ان هذا ليس خاصا بالشهداء بل احياء عند ربهم يرزقون ليس خاصا بالشهداء وانما يشمل جميع المؤمنين وانما ذكر الله تعالى الشهداء لان الناس يعتقدون ان الانسان اذا قتل في سبيل الله فانه يعني قد مات وبين الله تعالى انهم احيا انهم احياء عند ربهم يرزقون قول فرحين بما اتاهم الله من فضله. وان هذا ليس ليس خاصا بالشهداء وانما يشمل المؤمنين جميعا والحاصل ان الانسان اذا مات فانه يندم ويتمنى الرجوع في الدنيا يتمنى الرجوع الى الدنيا لكي يعمل صالحا وها نحن الان في دار العمل ينبغي ان نتزود ما دام باب العمل مفتوحا وما دام باب التوبة مفتوحا نعم صلى الله