هنا المؤلف بين حقيقة الدنيا افتتح هذه الوصية ببيان حقيقة الدنيا وانها مزرعة للاخرة هذه الدنيا مزرعة للاخرة تزرع بالاعمال فان كانت الاعمال صالحة فان الانسان يجني من من من ثمارها السعادة الابدية وان كانت الاعمال سيئة فان ذلك يكون سببا للشقاوة فمن ثقلت موازينهم فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم كيف ينظر الانسان للدنيا ينظر لهذه الدنيا على انها مزرعة للاخرة هذي كلمة عظيمة من من الموفق اذا نظرت لهذه الدنيا على انها مزرعة للاخرة فانك ستزرع كل يوم باعمال صالحة تقول كل يوم يمضي لا بد ان ازرع فيه عملا صالحا وكل يوم يمضي يقرب الانسان من الاخرة ويبعده عن الدنيا كل يوم يمضي ينقص به العمر. ويقترب به الاجل فعندما تصبح كل يوم قل هذا اليوم يوم من ايام عمري وهذه الدنيا مزرعة للاخرة فانا اريد ان اقتنص ما يمكن من ساعات هذا اليوم في ان ازرع لي اعمالا صالحة اجد ثوابها بالدار الاخرة كل انسان له اهتمامات بعض الناس اهتماماته جمع المال بعض الناس اهتماماته امور معينة اجعل اهتمامك انك تزرع الاخرة. ازرع الاخرة اعمالا صالحة قال مزرعة الاخرة ومتجر ارباحها وموضع تحصيل الزاد منها الانسان يمر بمراحل. المرحلة الاولى مرحلة العدم هذه ذكرها الله تعالى في قوله هل اتى يعني قد اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا اين نحن؟ نحن قبل مئة عام واكثر لم نكن شيئا مذكورا ثم بعد ذلك يخرج الانسان الى الدنيا هذه المرحلة من اهم المراحل هذي مرحلة العمل التي يكون على ضوئها مصيره بعد الممات بعد الممات ينتقل من مرحلة العمل الى الجزاء والحساب فالانسان في مراحل نحن الان في مرحلة من اهم هذه المراحل وهي مرحلة العمل فاذا هذه الدنيا هي مزرعة للاخرة وهي موضع تحصيل الزاد منها والبضائع الرابحة قال بها برز السابقون وفاز المتقون وافلح الصادقون وربح العاملون يعني بما عملوا فيها من اعمال صالحة المبطلون لابد ايها الاخوة ان ينظر الانسان للدنيا النظرة الصحيحة النظرة السوية بعض الناس ليس عنده نظرة صحيحة يعيش في هذه الدنيا كأنه سيعمر كانه سيخلد ذكر لي مدير احد فروع البنوك يقول كان عندنا حساب لاحد كبار السن ثمان هذا الحساب مضى عليه مدة طويلة لم يتحرك فاتصلت على رقمه وسألته عن فلان قالوا فلان توفي مدة طويلة فقلت ياتي الي يكلمني اكبر ابناءه فاتصل فكلمني فطلبت منه ان يحضر عندي في البنك ولما حضر عزيته في ابيه ثم قلت له ان لوالدك عندنا رصيدا ظخما قال كم قلت كذا مليون عشرات الملايين فانهار بالبكاء واصبح يدعو على والده فجعلت اهدم منه وقلت خلف لكم هذه الثروة قال نحن اه عشنا فقراء وابي عاش فقيرا وكنا نعذره نظن انه ما عنده شيء وعنده هذه الثروة الظخمة العظيمة ويعيش فقيرا ونعيش معه نحن فقراء فجعل يدعو عليه اذا ماذا استفاد هذا الرجل ماذا استفاد من هذه الثروة للورثة ظلمها وعليه غرمها وهم لا يحمدونه عليهم بل يدعون عليه هذا كله بسبب النظرة الخاطئة للمال وللحياة الدنيا ماذا لو ان هذا الرجل انتفع بثروته فاكل منها وتصدق واكرم ضيفا ووسع على اهله فكان هذا المال خيرا له وبركة عليه وبعض الناس عنده نظرة غير سوية للمال ونظرة غير سوية ايضا للحياة الدنيا كأنه تعمر فيها كأنه سيخلد فيها هذه الدنيا مقامنا فيها قصير. هي متاع الغرور كراكب نستظل تحت شجرة ثم راح وتركها وهذا يقتضي الزهد في الدنيا ولكن الزهد ما معنى الزهد هذا المصطلح الزهد تعريف الزهد احسن ما قيل في تعريف الزون هو تعريف ابن تيمية رحمه الله وهو ترك ما لا ينفع في الاخرة تعريف الزور هو ترك ما لا ينفع في الاخرة طيب ما الفرق بين الزهد والورع من يذكر لنا الفرق ما الفرق بين الزهد والورع نعم الورع احسنت ترك ما يخشى ظرره في الاخرة والزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة الورع ترك ما يخشى ضرره في الاخرة بينما الزوم ترك ما لا ينفع ايهما اعظم؟ الزهد ام الوراء الزهد لان الزهد يشمل ترك ما يخشى وما لا يخشى مما لا ينفع بينما الورع ترك ما يخشى ضرره فكل زاهد ورع وليس كل ورع زاهد قال ابن القيم رحمه الله والذي اجمع عليه العارفون ان الزهد هو سفر القلب من وطن الدنيا خذه في منازل الاخرة وفيما يكون الزهد فيما يكون الزهد؟ اذا قلنا الزهد تركه ما لا ينفع في اي شيء يكون قال بعض العلماء انما يكون في الحلال لان ترك الحرام واجب وقال اخرون بل الزهد لا يكون الا في ترك الحرام اما الحلال فنعمة من الله والله يحب ان ترى ان يرى اثر نعمته على عبده او ما قولان متقابلان قال ابن القيم والتحقيق ان الدنيا انشغلته عن الله فالزهد فيها افضل وان لم تشغله عن الله بل كان شاكرا لله فيها وحاله افضل فالزهد تجريد القلب عن التعلق بها والطمأنينة اليها قال الامام احمد الزهد على ثلاثة اوجه يقول الامام احمد الزهد على ثلاثة اوجه الوجه الاول ترك الحرام. وهذا هو زهد العوام والوجه الثاني ترك الفضول من الحلال وهذا هو زهد الخواص الثالث ترك ما يشغل عن الله وهذا هو زهد العارفين هذه مقولة عظيمة للامام احمد يقول الزهد على ثلاثة اوجه الاول ترك الحرام هذا زهد العوام الثاني ترك الفضول من الحلال زغد الخواص الثالث ترك ما يشغل عن الله وهذا هو زود العارفين واثنى ابن القيم على كلام الامام احمد وقال هو من اجمع الكلام وهو يدل على ان الامام احمد من هذا العلم بالمحل الاعلى. وقد شهد الشافعي بامامته بثمان خصال احدها الزهد طيب هل المراد بالزهد رفظ الاموال ورفض ان يتملك الانسان شيئا؟ لا سليمان بن داود اعطاه الله ملكا عظيما داوود عليه الصلاة والسلام كذلك وهما ازهد اهل زمانهما ولهما من المال والملك ما لهما محمد صلى الله عليه وسلم ازهد البشر على الاطلاق. ومع ذلك له تسع نسوة رب ربما طاف عليهن في ليلة واحدة وايضا في اخر حياته عليه الصلاة والسلام اغناه الله تعالى اغناه من الغنائم ونحوها كان في اول امر يمر الشهران والثلاثة موقد في بيت النار لكن في اخر حياته اغناه الله وكان عنده مئة من الغنم واذا زادت واحدة ذبح مكانها اخرى ومع ذلك هو ازهد البشر وكان ايضا عدد من المبشرين بالجنة عندهم ثروة عبدالرحمن بن عوف الاثرياء الصحابة ابو بكر الصديق يعتبر من الاغنياء علي ابن ابي طالب كذلك الزبير ابن العوام كذلك عثمان بن عفان ايضا من اثرياء الصحابة هؤلاء كلهم العشرة المبشرين بالجنة ومع ذلك كان لهم ما كان من الاموال وهم من الزهاد فكيف اذا نجمع بين هذا نقول المطلوب ان تكون الدنيا في يد الانسان وليست في قلبه اذا كانت في يده لا يظر المهم الا تكون في قلبه والا تشغله عن الله فما ذكرنا من هؤلاء الانبياء وما ذكرنا من هؤلاء الصحابة من العشرة المبشرين بالجنة هؤلاء الاموال وامور الدنيا في ايديهم وليست في قلوبهم فلا يمكن ان تشغلهم عن الله عز وجل بل سليمان عليه الصلاة والسلام لما اشغلته الخيل عن ذكر الله ماذا فعل قال ردوها علي فطفق مسح بالسوق والاعناق ذبحها كلها لانها اشغلته فقط عن عن صلاة العصر ذبحها كلها ردوها علي فطفق مسحب السوق والاعناق ولسان حالنا بارك الله في مال يشغلني عن طاعة الله وهكذا ايضا نجد ان بعض الائمة والعلماء الكبار كان عندهم ثروات لكن كانوا من الزهاد مثل عبد الله بن المبارك كان من الاثرياء وكان من اعظم الزهاد الليث ابن سعد كان من الاثرياء وكان من اعظم الزهاد فاذا الزهد ليس معناه ان الانسان يعيش فقيرا لا الزهد معناه ان لا تشغله الدنيا والاموال عن طاعة الله عز وجل فتكون الدنيا في يده وليست في قلبه. قد يكون الانسان فقيرا ليس شاهدا وقد يكون غنيا وهو من الزهاد فلابد اذا نعرف حقيقة الزهد نعم