الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد ابن الحسين ابن عبد الله الاجري رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين حدثنا ابراهيم بن موسى الجوزي قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال حدثنا عبيد الله ابن عبد المجيد قال حدثنا ابو العوام القطان قال حدثنا قتادة وابان ابن ابي عياش كلاهما عن خليد العصري عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس من جاء بهن يوم القيامة مع ايمان دخل الجنة. من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن ومواقيتهن. واعطى الزكاة مع النفس بها قال وكان يقول وايم الله لا يفعل ذلك الا مؤمن. وصام شهر رمظان وحج البيت ان استطاع اليه سبيلا وادى الامانة. قالوا يا ابا الدرداء ما اداء الامانة؟ قال الغسل من الجنابة. فان الله عز وجل لم يأمن ابن لم يأمن ابن ادم على شيء من امر دينه غيرها. قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى هذا ايدل العقلاء على ان الايمان كما قلنا لا يتم الا بالعمل. وان الله عز وجل كتب على المؤمنين خمس صلوات في كل يوم وليلة بتمام ركوعها بتمام ركوع فسجودها ومن فقهها تمام ومن فقهها تمام ركوع ورفع اليدين بعد الركوع وسجود وتمام جلوس بين السجدتين مع التكبير الصحيح قبل هذا وحسن القراءة للحمد وغيرها مع كمال الطهارة بعلم والصلاة بعلم وكل فرض من شريعة في الاسلام لا يؤديه الا بعلم والله الموفق لذلك ان شاء الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب عالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم ارزقنا الفقه في الدين والاتباع لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا الحديث السابع عشر من الاحاديث التي ساقها الامام الاجري رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين. هو حديث يتعلق باهمية وضرورة العناية بهذه الفرائظ العظيمة والواجبات المتحتمة التي توجب باذن الله سبحانه وتعالى لمن حافظ عليها وعني بها ان يدخل الجنة وقد قال عليه الصلاة والسلام في اول هذا الحديث خمس من جاء بهن يوم القيامة مع ان دخل الجنة. بيانا لسهولة امور الدين وموجبات دخول الجنة ويسرها خمس اعمال تعد على اصابع اليد الواحدة من حافظ عليها دخل جنات النعيم يوم القيامة. ليست امور كثيرة واعمال عديدة خمس تعد على اصابع اليد الواحدة. من جاء بها يوم القيامة مع ايمان دخل الجنة. من جاء بها اي من كان محافظا عليها لقي الله سبحانه وتعالى بهذه المحافظة على هذه الامور الخمسة كان يوم القيامة من اهل الجنة. لكن لابد ان تكون هذه الاعمال قائمة على الايمان. ولهذا قال مع ايمان والمراد بقوله مع ايمان اي بالله وبما امر سبحانه وتعالى عباده بالايمان به كما قال الله سبحانه كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وكل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. وقال جل وعلا ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل على المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وهذه الاصول لا قبول لاي عمل من الاعمال الا بها. كما قال الله سبحانه وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. فالاعمال من صلاة تن او صيام او صدقة او حج او غير ذلك لا تكون مقبولة عند الله سبحانه وتعالى الا اذا كانت قائمة على الايمان قال جل وعلا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن من فاولئك كان سعيهم مشكورا. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. فالايمان لابد منه. الايمان بالله وباصول الايمان التي امر الله سبحانه وتعالى بالايمان بها. ولا قبول لاي عمل من الاعمال ما لم يقم على هذا الاصل ثابت والاساس الراسخ الذي عليه قيام دين الله. وهذه الاصول اصول الدين مثلها وقيام الايمان عليها مثل الاصول للاشجار كما ان الاشجار لا تقوم الا على اصولها فان الدين لا يقوم الا على اصوله وكما انه اذا قطع اصل الشجرة ماتت ولم تبقى شجرة فكذلك اصول الايمان. اذا انتفت بطل ايمان وبطلة الاعمال. وانظر شاهد ذلك في قول الله سبحانه الم تر كيف الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء. اصلها ثابت ففرعها في السماء. واصل شجرة الايمان هذه الاصول العظيمة. ومحل هذه الاصول قلب المؤمن. منه تتفرع هذه الشجرة المباركة شجرة الايمان. مثمرة انواع الثمر وطيب الاكل وجميله وحسنه. قال مالا هذا القيد يفيد ان هذه الاعمال المذكورة وغيرها من اعمال الدين ليست مقبولة من العامل الا بهذا القيد مع ايمان والمراد بايمان اي بالله وبما امر سبحانه وتعالى عباده بالايمان وقيل المراد قوله مع ايمان اي بموعود الله عز وجل. كما في الحديث من صام رمضان ايمانا واحتسابا من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا ولعل المعنى الاول اظهر قال من حافظ على الصلوات الخمس من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن ومواقيتهن من حافظ على هذه الصلوات الخمس اي اعتنى بهذه الصلوات الخمس التي كتبها الله على عباده في اليوم والليلة. محافظا على اركان الصلاة واجباتها وشروطها. فمن كانت منه هذه المحافظة على هذه كان حقيقا بهذا الثواب العظيم. كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة فالنجاة يوم القيامة انما هي بالمحافظة على هؤلاء الصلوات الخمس كما امر الله سبحانه وتعالى قال على وضوئهن لان الوضوء شرط لصحة الصلاة. ولا صلاة لمن لا ضوء له ولا صلاة لمن لا وضوء له. من صلى بغير وضوء بغير طهارة كمن لم وصل. كمن لم يصل. ولهذا في حديث المسيء صلاة وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى وقد بين فيه صلى الله عليه وسلم الاعمال التي لا قبول للصلاة الا بها ذكر منها اسباغ الوضوء. وذكر منها اسباغ الوضوء في اول الحديث. قال ركوعهن المراد الركوع هنا اركان الصلاة من ركوع ونحوه من اعمال الصلاة واركانها العظيمة. واجباتها وما لا تتم وتصح الا به ومواقيتهن يؤدي كل صلاة في وقتها كما امره الله سبحانه وتعالى. لا يصلي الصلاة لا قبل الوقت ولا بعد خروج الوقت قال الله جل وعلا ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا فلها وقت محدد ومعين لا تصلى قبله ولا بعده. وانما تصلى فيه. كل عبادة مؤقتة بوقت لا تؤدى الا في وقتها واذا اداها قبل وقتها فهي باطلة. اذا اداها قبل وقتها فهي باطلة واذا اداها متعمدا اذا اداها متعمدا بعد الوقت بعد ان يخرج الوقت وتعمد ذلك فهي باطلة. عند غير واحد من من اهل العلم لان لها وقت محدد ومعين. مثل لو ان شخصا وقف يوم عرفة في الثامن من ذي الحجة او وقفه في العاشر من ذي الحجة هذا كله خارج الوقت اما قبله او بعده عمل باطل لان الوقوف له وقت محدد يوم معين. ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا اي تصلى في اوقاتها. ومعنى ذلك ان جميع الاعمال اذا دخل وقت الصلاة تتوقف جميع الاعمال تتوقف اذا دخل وقت الصلاة. والكل يتفرغ لهذه الصلاة. الكل يتفرغ لهذه الفظيلة. لهذه الفريضة اما ان الشخص ينهمك في اعماله وينهمك في مصالحه وينهمك في اموره الدنيوية التي لا تنتهي ويكون وتكون الصلاة منه اذا كان في الوقت فظله فاين الدين اين الدين؟ اذا كانت الصلاة انما تكون في فضلة الوقت فالصلاة لها وقت معين لا بد ان تؤدى فيه ولابد ان يحافظ على هذه الصلاة في اوقاتها كما امر الله سبحانه وتعالى. فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون يؤخرون الصلاة عن وقتهم. قال ويل للمصلين. يصلون لكنهم يؤخرون الصلاة عن وقتها فتهددهم وتوعدهم فويل للمصلين. الذين هم عن صلاتهم ساهون. فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة قيل في معناها اخروها عن وقتها. فالصلاة لها وقت. ومن المحافظة على الصلاة الخمس المحافظة على مواقيتها اوقاتها. والاعمال الشرعية لها اوقات. لها اوقات محددة يؤتى بها في اوقاتها. لا تقدم على الوقت ولا تؤخر. قالوا واعطى الزكاة مع طيب نفس بها. واعطاء الزكاة اي المكتوبة. وهي قرينة الصلاة في كتاب الله وفي سنة رسوله. صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. مع طيب نفس اي بسخاء نفس لا بكراهية وبغظ وعدم رغبة وانما بنفس قمحه ونفس الراغبة مطاوعة ممتثلة لامر الله سبحانه وتعالى قال وكان يقول ايم الله لا يفعل ذلك الا مؤمن. اي ان هذا من علامات الايمان واماراته ان المسلم يخرج الزكاة طيبة بها نفسه. ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون وصام شهر رمظان اي اي الذي كتب الله سبحانه وتعالى على العباد صيامه يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون وحج البيت ان استطاع اليه سبيلا. وحج البيت اي الحرام ان استطاع اليه سبيلا والحج مع الاستطاعة فريضة في العمر كله مرة واحدة. وما زاد على ذلك فهو تطوع كما جاء في الحديث الحج مرة وما زاد فهو تطوع. وهذا الحج الذي فرضه الله على العباد انما هو على المستطيع منهم منهم. كما قال جل وعلا ولله على الناس يحجوا البيت من استطاع اليه سبيلا. وادى الامانة وادى الامانة. وهذا فيه بيان عظم شأن الامانة والامانة لها معنيان عام وخاص. اما المعنى العام فهي اول الدين تتناول الدين كله. انا عرظنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها. وحملها الانسان. انه كان ظلوما جهولا. ليعذب الله المنافقين والمنافقات. والمشركين والمشركات فيتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما. هذه الامانة بمعناها العام تشمل الدين كله ناس مع هذه الامانة بمعناها العام ينقسمون الى ثلاثة اقسام ذكرها الله في هذا السياق القسم الاول المنافق الذي يظهر انه محافظ على الامانة ويبطن الخيانة والقسم الثاني المشرك الذي ضيع الامانة ظاهرا وباطنا. والثالث المؤمن الذي حافظ على الامانة في في في ظاهره في سره وعلنه وفي ظاهره وباطنه فهذه اقسام الناس مع الامانة معناها العام قسم يظهر انه من اهل الامانة ويبطن خلاف ذلك وهو المشرك وهو المنافق وقسم ضيع الامانة في ظاهره وباطنه وهو المشرك. وقسم حافظ عليها في الظاهر والباطن والسر والعلن وهو المؤمن وما الادلة على شمول امانة لهذا كله؟ قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا امانتكم. فهناك امانة تتعلق بحقوق الله وهناك امانة تتعلق بحقوق الرسول عليه الصلاة والسلام وهناك ما لا تتعلق بحقوق العباد واما الامانة بمعناها الخاص اي فيما يتعلق بالتعاملات بين العباد وفي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لاوصاف المنافقين وعلاماتهم قال اذا اؤتمن خان. اذا اؤتمن خان. اي خان الامانة الحاصل ان الامانة شأنها عظيم جدا ومكانتها في الدين رفيعة سواء بمعناها العام او بمعناها الخاص قالوا يا ابا الدرداء ما اداء الامانة قالوا يا ابا الدرداء ما اداء الامانة؟ قال الغسل من الجنابة انظر الى فقه السلف قالوا ما اداء الامانة؟ قال غسل من الجنابة. من يخطر في باله؟ ان الغسل من الجنابة امانة وان الله عز وجل ائتمنه. على هذه الطهارة العظيمة من هذا الحدث الاكبر الذي لا قبول العبد الا بالطهارة منه بالغسل. فهذه انا وهذا مما يوضح لنا ان الامانة تشمل اعمال الدين. تشمل اعمال الدين قالوا ما ادى الامانة؟ قال الغسل. من الجنابة. قال الغسل من الجنابة هذا يسميه العلماء تفسير بالمثال هذا يسميه العلماء تفسير بالمثال لان الغسل من الجنابة هذا جزء من جزئيات الامانة جزء عظيم من جزئيات الامانة وهذا اهذا النوع من التفسير او الطريقة في التفسير معروف عند السلف كثيرا يفسرون بالمثال يفسرون مثال مثل تفسير الطاغوت مثلا بالشيطان هذا تفسير بالمثال تفسير بالمثال ويكثر في آآ في كتب التفسير هذه الطريقة في التفسير معاني الفاظ القرآن الكريم. فقول ابي الدرداء رضي الله عنه لما سئل ما اداء الامانة؟ قال الغسل من الجنابة هذا تفسير بالمثال والا فان الغسل من الجنابة جزء من جزئيات الامانة. الامانة تشمل الدين كله. الله ائتمن العباد على الغسل من الجنابة وعلى الصلاة وعلى الصيام وعلى الحج وعلى جميع اعمال الدين ان يؤدوها كما امر الله. وكما جاء في هدي رسول الله صلوات الله اي والسلام عليه. قال فان الله لم يأمن ابن ادم على من امر دينه غيرها. وهذا فيه تعظيم لشأن الغسل. تعظيم لشأن الغسل من الجنابة تعظيم لسان الغسل من الجنابة. قد يأتي انسان قد يأتي انسان يصلي مع الناس يصلي مع الناس ويرونه مصلي معهم لكنه مثلا لم يتطهر من او لم يتطهر لهذه الصلاة ما يعلم به احد. وربما لو مضى على هذه الحال يعتبر عند ناس من المصلين يعتبر عندهم من المحافظين على الصلاة لكن هذا الغسل بينه وبين وبين الله ائتمن الله على فذلك ائتمنه الله سبحانه وتعالى على ذلك. فالحاصل هذا فيه تأكيد تأكيد على مقام الغسل من اه الجنابة ومكانة هذا الغسل من الدين. وان الله ائتمن العباد على هذا العمل كما ائتمنهم على سائر امور دين واعماله التي اوجبها سبحانه وتعالى على عباده. ثم وضح الاجر رحمه الله تعالى في التعليق على هذا الحديث اهمية هذه الاعمال ومكانتها من الدين والمحافظة عليها وان في هذا الحديث شاهدا ودليلا على ان الايمان لا يتم الا بالعمل وانه لابد من اه الاعمال والمحافظة عليها ولا سيما فرائض الدين وواجباته ومباني الاسلام وهذا الحديث الذي اشتاقه رحمه الله تعالى قال عنه المنذر تميس ناده جيد وايضا حسن اسناده الالباني رحمه الله نعم قال محمد بن الحسين نعم اخبرنا قال رحمه الله تعالى اخبرنا الفريابي قال حدثنا قتيبة ابن ابن سعيد قال حدثنا عبد الله ابن ابن لهيعة عن يزيد ابن ابي حبيب عن محمد ابن عمر ابن حلحلة عن محمد ابن عمر العامري قال كنت في مجلس من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكروا صلاته. فقال ابو حميد الساعدي انا اعلمكم قم صلاة انا اعلمكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت من همتي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا الى الصلاة كبر ثم قرأ فاذا ركع امكن كفيه من ركبتيه وفرج بين اصابعه ثم هصر ظهره غير مقنع تهول صافح قال محمد بن الحسين صافح بخده كما في بعض كما في تخريج هذا الحديث نعم. احسن الله اليك. قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى يعني غير مقنع لا يرفع رأسه في ركوعه على ظهره غير مقنع اي لا يرفع رأسه. يعني غير مقنع لا يرفع رأسه في ركوعه على ظهره صافه فلا لا يصوبه. نعم. ولكن يمد ظهره ورأسه فيكون مستويا كله ثم رجعنا الى الحديث ثم رجعنا الى الحديث قال فاذا رفع رأسه اعتدل قائما حتى يعود كل عضو منه مكانه فاذا سجد امكن الارض من جبهته وانفه وكفيه ومن ركبتيه وصدور قدميه. ثم اطمئن ساجدا فاذا رفع رأسه اطمئن مجالسا فاذا قعد في الركعتين قعد على بطن قدمه اليسرى ونصب اليمنى فاذا كانت الرابعة افضى بوركه اليسرى الى الارض واخرج قدميه من ناحية واحدة. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن محمد بن عمرو العامري قال كنت في مجلس من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فتذاكروا صلاته. كنت في مجلس من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكروا صلاته. هذه فائدة تنبه لها فانها ثمينة انظر حال الصحابة رضي الله عنهم مع انهم شهدوا صلاة النبي عليه الصلاة والسلام كانوا يعقدون مجالس يتذاكرون فيه صلاته. يتذاكرون فيها صلاة النبي. عليه الصلاة والسلام. يتذاكرون صلاته مع انهم شرفهم الله برؤية النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي. وهذا كله من العناية باداء هذه الصلوات كما كان يصليها صلوات الله وسلامه عليه. وقد صح عنه في الحديث صلوا كما رأيتموني اصلي. وهذا يفيدنا ضرورة عقد المجالس تلو المجالس في تعلم كيفية صلاة النبي. عليه الصلاة والسلام. هذا نهج الصحابة رضي الله عنهم. كانوا يجلسون ويتذاكرون كما في هذا اه الحديث صلاة رسول الله يتذاكرون صلاة رسول الله صلى الله عليه كيف القيام؟ كيف الركوع؟ كيف السجود؟ يتذاكرون اعمال الصلاة. كيف كان يصلي؟ هذا يبين ان ان هذه المسألة من الامور المهمة التي ينبغي ان تعقد لها المجالس. وتعلمون ان العلماء في كتب الاحكام وكتب احاديث الاحكام عقدوا ابواب خاصة في صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام للخير وتيسيرا للفائدة. فيقرأ المسلم ما في هذه الكتب. وايضا يقف على شروحات اهل العلم لها متحريا ومتوخيا ان تكون صلاته كصلاة النبي صلوات الله وسلامه وبركاته علي. اذا كان الصحابة رضي الله عنهم مع علو شأنهم. و اكرام الله لهم بمشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم. وهو يصلي كانوا بعد وفاته يجلسون يتذاكرون صلاته فحق على كل من اراد لنفسه الخير ان يأتي ان يأتسي بهم وان يصنع كصنيع فيجلس مثلهم يتذاكر مع اخوانه صفة صلاة النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قال فقال ابو حميد الساعدي انا اعلمكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان وكانت من همتي يعني من مواطن اهتمامي ورعايتي وعنايتي ان اضبط صلاته. وانا ارمق النبي صلى الله عليه وسلم واراه واشاهده وهو يصلي كان من همتي ان اضبط صلاته يضبطها لماذا؟ لامرين. ليتقن هو في نفسه الصلاة كما كان يصلي. عليه الصلاة والسلام انقل ذلك للامة فيحظى بعظيم الثواب وجميل الموعود الذي جاء في قوله عليه الصلاة سلام نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فحفظها فاداها كما سمعها. فكانوا احرص ما يكونون على الخير قياما به وابلاغا له للناس. رضي الله عنهم وارضاهم. انا اعلمكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت من همتي. وكانت من همتي لا يقول ذلك تزكية لنفسه لا يقول ذلك تزكية لنفسي. ولكن يقول ذلك حتى يمكن للفائدة التي سيقولها في قلوب السامعين ولهذا لا حرج ان يقال هذا او قريبا منه او نحوه حتى يطمئن الناس الكلام الذي سيقام مثلا يكون في مجلس ويتباحثون مسألة فيقول مثلا احد الحاضرين هذه المسألة لي معرفة جيدة بها. ما اقصد انه يزكي نفسه. يقول لي معرفة جيدة بها قرأتها على مثلا الشيخ فلان في كتاب كذا وكذا في مجالس كثيرة وراجعتها في كتب كذا وفي كتب كذا ويذكر عنايته وقراءته هذه المسألة وظبطه لها لا من باب التزكية للنفس ولكن من باب ان من عنده يطمئنون للكلام الذي سيقوله الكلام الذي سيقوله فهذا هذا مراده رضي الله عنه قال وكانت من همتي مثله قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. قال اجعلني على خزائن الارظ اني حفيظ عليم. هذا ليس من باب يليق النفس ولكن حتى يضمن المرء فما كان من هذا القبيل لا حرج فيه ليس داخلا فيما نهي عنه من التزكية للنفس. قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام الى الصلاة كبر يستفاد من هذا ان قول النبي صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي. في حق الصحابة بالنظر الى صلاتهم كما رأيتموني بالنظر بابصارهم لصلاته عليه الصلاة والسلام وفي حق من بعد الصحابة فيما نقل اليهم من نظر الصحابة من خلال نظر الصحابة ورؤية الصحابة لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا يقول رضي الله عنه انا اعلمكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من همتي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعندما نتعلم هذا الذي ينقله الصحابة من صفة صلاة لنبينا صلى الله عليه وسلم ونجاهد انفسنا على ان نؤدي ذلك كما نقل الينا الصحابة تكون صلاتنا باذن الله صلاة نبينا صلوات الله وسلامه عليه. قال اذا قام الى الصلاة كبر وهذه التكبيرة تسمى تكبيرة الاحرام قد قال عليه الصلاة والسلام تحريمها التكبير. وفي حديث المسيء صلاته وسيأتي قال اذا قمت الى الصلاة عبر عين هذه هذه الصيغة او هذه الكلمة كبر قل الله اكبر معنى كبر اي قل الله اكبر فلا يكون دخول للصلاة الا بهذه الكلمة. لا يكون احرام بالصلاة ودخول فيها الا بهذه الكلمة لو قال قائل سبحان الله ما يدخل في الصلاة. ولو قال الحمد لله ما يدخل. لا اله الا الله ما يدخل بذلك في الصلاة لو قال كلمة مقاربة للتكبير الله اعظم او الله اجل ما يدخل بالصلاة تحريمها التكبير اذا قمت فكبر عين هذه اللفظة عينها امرا وفعلا وعليه الصلاة والسلام لا يدخل في الصلاة الا بهذه اللفظة التكبير. وهذا التكبير الذي تفتتح به الصلاة وهو تحريمها. الصلاة كلها تفصيل لهذا التكبير. الصلاة كلها تفصيل لهذا التكبير انت عندما تركع وتسجد تدعو وتخضع وتذل وتأتي باعمال الصلاة كل اعمالك هذه تكبير لله وتعظيم للرب العظيم سبحانه وتعالى. فالتكبير فالصلاة كلها تفصيل لله اكبر. تفصيل الله اكبر فاول ما تبدأ تقول الله اكبر اي من كل شيء سبحانه وتعالى قائلا ذلك مؤمنا به معتقدا كل الاشياء الذي الدنيوية التي تتعلق بها القلوب وتعظمها تزول يزيحها الانسان الله اكبر من كل شيء. ويدخل في صلاته ليس في قلبه الا تعظيم الله واجلاله وحسن الاقبال عليه سبحانه وتعالى. اذا قام الى الصلاة كبر. ثم قرأ ثم قرأ واول ما يقرأ فاتحة الكتاب وصح عنه في الحديث انه ان لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. لا صلاة لمن لم يقرأ فاتحة الكتاب بل ان الله سبحانه وتعالى لمكانة الفاتحة من الصلاة سماها الله في الحديث القدسي صلاة سماها صلاة لمكانتها من الصلاة سماها الله صلاة في الحديث القدسي قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. ما المراد بالصلاة الفاتحة قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين اي قسمت الفاتحة فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي. اذا قال عبد الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي اذا قال العبد الرحمن الرحيم قال الله مجدني فاذا قال مالك يوم الدين قال الله مجدني عبدي اذا قال اياك نعبد واياك استعين قال هذا بيني وبين عبدي. اذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. الصلاة او الفاتحة عدد اياتها سبع. عدد اياتها سبع ايات. والله يقول قسمت الصلاة يعني الفاتحة بين بيني وبين عبدي نصفين اي ان نصف الفاتحة الاول لله الى قوله اياك نعبد. ونصفها الاخير للعبد من قوله واياك نستعين الى تمام السورة. فهي مقسومة بالنصف بين الرب والعبد سبحانه وتعالى والمعوظ عن الصلاة عن الفاتحة في حال العجز عنها وعدم القدرة عليها ايضا مقسوم. نفس القسمة الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقرأ لعدم قدرته على الفاتحة قال قل سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. قال هذا هذا لربي فما لي؟ علمه عليه الصلاة والسلام طالما ان يدعو ان يقول اللهم اغفر لي وارحمني الى اخر ما ورد. فجاء العوظ مثل المعوظ مقسوم ومن بين العبد وبين الرب. حتى ان الرجل نفسه قال هذا لربي فمالي. فالله قسم الصلاة بين الفاتحة بينه وبين عبدي نصفين. الشاهد ان لعظم الفاتحة وعظم مكانتها من الصلاة سماها رب العالمين صلاة في هذا الحديث العظيم. فاذا ركع امكن كفيه من ركبتيه يثبت كفيه جيدا على ركبتيه ويمكن كفيه من ركبتيه وفرج بين اصابعه ان لا تكون الاصابع مضمومة وانما يفرج بينها ويمكن كفيه من ركبتيه. ثم هصر ظهره. هصر ظهره اي خفضه. عصر ظهره اي خفض ظهره. غير مقنع رأسه ولا اصافح بخده غير مقنع رأسه. وهذا آآ مبين في مسألة عند المصنف ان يكون ظهره ليس مرتفع بل يهصر ظهره بحيث يكون الظهر والرأس ايكون الظهر مستوي مع الرأس او الرأس يكون مستوي مع الظهر لا يكون آآ الظهر محدودبا وانما يكسر ظهره بحيث يكون مستقيما ايضا اه الرأس يكون مستويا مع الظهر. غير مقنع رأسه اي لا يخفظ رأسه. غير مقنع رأسه اي لا يخفظ رأسه. والرأس لا لا يصوب ولا يخفى لا يرفع رأسه ولا يصوبه الى الارظ بل يكون مساويا للظهر ولا صافح بخده ولا صافح آآ لخده ومعنى صافح لخده اي مبين لصفحته مبين او مبين للصفحة آآ الخد. يعني ان يكون الرأس مستقيما. لا جعل في آآ لا يجعل في الرأس ميلة او شيء من الميلان. بحيث تكون احدى صفحتي الخد نازلة للارض والاخرى مرتفعة وعالية بل يكون مستقيما يكون مستقيما غير مقنع رأسه ولا صافح اي بخده قال محمد ابن الحسين يعني غير مقنع يراد بهذه الكلمة لا يرفع رأسه في ركوعه على ظهره يعني لا يجعل رأسه مرتفعا على ظهره ولا ايظا يصوبه يجعله منخفظا بل يكون وسطا ولكن يمد ظهره ورأسه فيكون مستويا كله. هذا توضيح لهذه الجملة التي جاءت في الحديث. ولهذا قال ثم رجعنا الى الحديث يعني هذا توضيح ذكره في اثناء الحديث ثم رجع الى لفظ الحديث قال فاذا رفع رأسه اعتدل قائما حتى يعود كل عضو منه مكانه حتى يعود كل عضو منه مكانة. ان لم يفعل ذلك لا تصح صلاته. ان لم يفعل ذلك لا تصح صلاته. وسيأتي لنا اه معنا ما يدل على ذلك في حديث المسيء صلاته. لا بد ان يعود كل عضو الى مكانه. وما يشاهد من بعض المصلين ان عندما يرفع من الركوع قبل ان يعتدل قائما يسجد هذا ما تصح صلاته بل ان النبي صلى الله عليه وسلم عد هذا العمل اضافة الى كون الصلاة لا تصح بذلك عد هذا العمل سرقة وقال ان اسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته اسوء الناس سرقة. الذي يسرق من صلاتهم. قالوا كيف يسرق؟ من صلاة؟ قال لا يقيموا صلبه. او لا يتم ركوعه وسجوده. فاذا كان لا يقيم الصلب. اذا كان اذا كان اذا كان اذا لم يقم صلبه سارقا من صلاته ومعدودا عمله هذا في اسوأ السرقة. فان بعظ الناس نسأل الله العافية يدخلون المساجد ويخرجون وهم سارقين ما صلوا وسارقين اسوأ سرقة اسوأ من سرقة المال وتجد بعض هؤلاء ما ما يمكن يسرق المال ما يمكن يدخل المسجد ويسرق مالا لكن يسرق من صلاته. ما يمكن يدخل ولا يفكر اصلا ان يدخل مسجد ويسرق مالا لكنه يسرق من صلاته والسرقة من الصلاة اعظم من السرقة من المال. لان الصلاة حق لا وحق الله اعظم حق الله اعظم قال فاذا رفع رأسه اعتدل قائما حتى يعود كل عضو من مكانه. فاذا سجد امكن الارض ومن جبهته وانفه وكفيه ومن ركبتيه. وهذه السبعة الاعظم التي امر بالسجود عليها وامرت ان اسجد على سبعة اعظم. فاذا سجد امكن الارض من جبهته وانفه وكفيه ومن ركبتيه. فاذا لم تمكن هذه لا يصح السجود. لا يصح السجود اذا لم تمكن هذه الاعضاء كاملة لا يصح سجود المرء. احيانا بعض الناس يسجد مباشرة فور سجوده يجعل رجله اليمنى فوق اليسرى يحكها. حتى ينتهي السجود هذا ما يصح سجوده. لانه لم يسجد على السبعة الاعضاء. لم يسجد على السبعة الاعظم قال فاذا سجد امكن الارض من جبهته. هذا ابو حميد الله ان يشرح للناس كيف كان يصلي. صلوات الله وسلامه عليه. مما رآه بعينه وشاهده رضي الله عنه وارضاه. قال امكن الارض من جبهته وانفه. ومن ركبتيه وكفيه. وقدميه هذه السبعة الاعظم. وهذه صفة صلاة النبي القائل صلوات الله وسلامه عليه صلوا كما رأيتموني اصلي ثم اطمئنا ساجدا والطمأنينة في السجود وغيره من اركان الصلاة من اركان الصلاة ان يطمئن في سجوده وفي ركوعه وفي جلسته واعتداله. فاذا رفع رأسه اطمئن جالسا فاذا قعد في الركعتين قعد على بطن قدمه اليسرى نصب اليمنى قعد على بطني قدمه اليسرى ونصب اليمنى. اي انه يفترس قدمه اليسرى ويجلس عليها. فيجعل مقعدته على قدمه اليسرى. تكون قدم اه اليسرى مثل الفراش لمقعدته. يفترس يفترس قدمه. فيجلس عليها. قعد على بطن قدمه اليسرى. ونصب اليمنى. فاذا كانت الرابعة ومثلها كذلك الثالثة هذا انما يفعل في الصلاة الثلاثية والرباعية التي فيها تشهدان اما الصلاة التي ليس فيها الا تشهد واحد فانه لا يفعل فيها الا ما ذكر اولا وهو الافتراش قال فاذا كانت الرابعة افظى بوركه اليسرى الى الارظ فاذا كانت الرابع افظى بوركه اليسرى الى الارظ. بدل ان كان في التشهد الاول وليجعل ورك على بطن قدمه اليسرى يفضي بوركه الى الارض. يفضي بوركه على الارض فيكون وتكون وركه اليسرى ملتصقة بالارض جالسا على الارض بوركه. قال افضى بوركه اليسرى الى الارض. واخرج قدميه من ناحية واحدة. اي ناحية اليمين اما القدم اليمنى هي اصلا في ناحية اليمين. يلحق بها اليسرى يدخلها من تحت ادخلها من تحت من تحت قدمه من تحت ساقه الايمن فتكون خارجة الى جهة باليمين قليلا الى جهة اليمين قليلة. وهذه صفة في التورق ان تكون القدمان الى جهة اليمين وله صفة اخرى وهي ان ينصب القدم اليمنى مع هذه الطريقة ينصب القدم اليمنى ويجعل آآ آآ ويخرج رجله اليسرى من تحت ساقيه كما في الصفة الاولى وقد قيل ان التورك الذي هو في اخر الصلاة انما جعل من طول انما جعل من طول القعود. وان الصفة الاولى في التشهد الاول انما جعلت لانه اخف ومتهيأ للقيام. لكن هذا فيه نظر كما نبه على ذلك الامام احمد وغيره. في نظر لان آآ الصلاة التي ليس فيها الا تشهد واحد الصلاة التي ليس فيها الا تشهد واحد يطول الجلوس فيها ولا يتورك فهذا يفيد انه ليس الغرض من هذا التورك طول آآ الجلوس. ليس الغرض من طول الجلوس ولكن فيه تفرقة بين الجلستين الظاهر ان فيه التفرقة بين الجلستين في ما فيه تشهدا اول وثاني. اما الصلاة التي ليس فيها الا تشهد واحد فانما يجلس فيها اه اه جلسة الافتراش لا التورك. ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب وصلى الله الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه