الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اما بعد فاحمد الله عز وجل ان يسر هذه الدورة وبسم الله نفتتح هذه الدورة العلمية والتي تقام فيها حلقات علم وحلقات العلم هي من مجالس الذكر التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان لله تعالى ملائكة سيارة تلتمس مجالس الذكر فاذا وجدوا مجلس ذكر قالوا هلموا الى حاجتكم فيسألهم الرب عز وجل وهو اعلم بهم ماذا يسألني عبادي؟ او قال ماذا يفعل عبادي؟ قالوا يسبحونك ويحمدونك ويهللونك ويكبرونك. قال فاي شيء يسألك قالوا يسألونك الجنة فيقول واي شيء يستعيذون به؟ فيقولون يستعيذون بك من النار فيقول الرب وهو اعلم وهل رأوني فيقولون لا فيقول كيف لو رأوني؟ فيقولون لو رأوك لكانوا اشد لك عبادة وتعظيما وتمجيدا فيقول الله هم اشهدكم اني قد غفرت لهم فتقول الملائكة ان فيهم فلانا ليس منهم. وانما اتى لحاجة فجلس معهم. فيقول الله هم القوم ايشقى بهم جليس هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم قال اهل العلم ويدخل في ذلك مجالس العلم مجالس العلم الشرعي تدخل في مجالس الذكر فهذه المجالس مجالس ايمانية هي من اسباب مغفرة الذنوب وهذه المجالس حلق علم ومن يجلس فيها فهو قد سعى للتفقه في دين الله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. متفق عليه وتأملوا ايها الاخوة هذا الحديث العظيم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين اذا وجدت من نفسك حرصا على التفقه في الدين وحرص على طلب العلم ومحبة لذلك فهذه امارة ان شاء الله على انه اريد بك الخير ومفهوم هذا الحديث ان من لم يرد به الخير لا يوفق للفقه في الدين والانسان ايها الاخوة مهما كان عليه من القوة في العبادة. لا يمكن ان يعبد الله عز وجل كما يحب الله الا عن طريق العلم ولذلك كان فظل العالم على العابد كبيرا وقد كان السلف الصالح رحمهم الله كانوا يرتحلون في سبيل طلب العلم وكانت الرحلة انذاك رحلة شاقة كان عندما يرتحل طالب العلم لطلب العلم يغترب عن اهله يغترب عن زوجته واولاده ووالديه ليس شهرا ولا شهرين ولا سنة ولا سنتين سنين عديدة ثم اذا اغترب عنهم ينقطع تواصله بهم تماما ليس هناك وسائل تواصل ليس هناك جوالات ولا وسائل تواصل ينقطع عنهم هذه السنين لا يدري عنهم ولا يدرون عنه فيغترب غربة كاملة كل ذلك في سبيل طلب العلم وعندما نقرأ سير العلماء السابقين نجد ان معظم العلماء السابقين ارتحلوا في سبيل طلب العلم بل وهناك من ارتحل لاجل سماع حديث واحد فقط جابر ابن عبد الله الانصاري وهذه القصة ذكرها البخاري في صحيحه معلقا لها بصيغة الجزم ارتحل جابر من المدينة الى الشام من اجل سماع حديث واحد فقط ومكث في هذه الرحلة شهرين. شهرا في الذهاب وشهرا في الايام ارتحل على بعيره وحده لاجل سماع حديث واحد فانه قد بلغه ان عند عبد الله ابن انيس انه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم حديث فجهز راحلته وركب بعيره وقطع المفاوز والفيافي والقفار ومكث في الرحلة شهرا كاملا المدينة الى الشام ثم التقى بعبدالله بن انيس وسأله عن الحديث فاخبره به ثم رجع ومكث في العودة ايضا شهرا كاملا بقي شهرين في هذه الرحلة من اجل سماع حديث واحد فقط ابو ايوب الانصاري ارتحل من المدينة الى مصر من اجل سماع حديث واحد فقط وقد صنف بعض اهل العلم مصنفات في الرحلة بطلب العلم فكان السلف الصالح يرتحلون في سبيل طلب العلم. اما في وقتنا الحاضر فقد اصبح العلم ميسورا ومبذولا فاصبحت تلقى مثل هذه الدورات المباركة. واصبح اهل العلم يأتون لطلبة العلم لتعليمهم. والقاء الدروس عليهم بل اصبح بالامكان ان الانسان يتابع دروس العلم وحلق العلم وهو في بيته. عن طريق وسائل التواصل وعن طريق البث المباشر ولكننا نحتاج في هذا الزمن الى رفع مستوى الهمة في طلب العلم وان يحرص طالب العلم على طلب العلم وان يخلص النية لله عز وجل في ذلك. وان يعمل بما يعلم فان العلم بلا عمل لا فائدة منه. بل تكون حجة على صاحبه يوم القيامة. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اول من تسعر بهم النار وذكر منهم رجلا تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فيؤتى به فيقول يا ربي تعلمت فيك العلم وعلمته الناس وقرأت فيك القرآن فيقال كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه فالقي في النار هذا اول من شعروا بهم النار يوم القيامة. اصبح علمه وبالا عليه. وحجة عليه لكونه لم يعمل بعلمه. وانما جعل هذا العلم مطية لتحصيل مطامع دنيوية وللرياء والسمعة كذلك ايضا ينبغي لطالب العلم ان يتأدب باداب طالب العلم وان تظهر اخلاق المؤمنين على طالب العلم وانك لتعجب عندما ترى بعض طلبة العلم وهم يتخلقون باخلاق بعيدة كل البعد عن اخلاق المؤمنين اذا لم يظهر اذا لم تظهر اخلاق المؤمنين على طالب العلم فما الفائدة من علمه لابد ان يظهر عليه التواضع وان يظهر عليه المحبة لاخوانه ونحب لهم كما يحب لنفسه واللين والرفق والحرص على تعليمهم ودعوتهم وارشادهم فهذه امور ينبغي ان ان يحققها طالب العلم ايها الاخوة ومن يحظر هذه الحلق وهذه الدروس وهو على خير لو لم يكن من الخير الا انه يتعرض لمغفرة الله. اشهدكم اني قد غفرت له ولو لم يكن من الخير الا انه يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم اذا ذكر لكن ينبغي مع ذلك من يحضر هذه الحلق ان يضبط العلم الذي يسمع وان يقيد ذلك اما بالكتابة او بالتسجيل لان الذاكرة عند الناس في الوقت الحاضر قد ضعفت بسبب اعتمادهم او اعتماد كثير منهم على وسائل التقنية الحديثة والذاكرة كما يقال اذا دربت قويت اذا مرنت الذاكرة قويت واذا اهملت ظعفت فاصبح بعض الناس لا يحفظ ارقام الهواتف. كان الناس قديما يحفظون كثيرا من ارقام الهواتف واصبحوا لا يحفظون اشياء يسيرة وانما يعتمدون على وسائل التقنية الحديثة هذا له اثر في ضعف الذاكرة لكن ينبغي ان نعوض عن ذلك بالمراجعة والمذاكرة فان حياة العلم مذاكرة وقبل ذلك ان يكون هناك الية جيدة لضبط العلم اما بالكتابة او بالتسجيل وبعض الناس كما يقال بصريون يعني عندما يرى يحفظ فهذا الافظل له الكتابة وبعض الناس سمعيون كما يقال ان يضبط ويحفظ بالسمع اكثر من من النظر فهؤلاء سمعيون فالافضل لهم التسجيل المهم ان يكون هناك الية لضبط العلم