قد وصلنا في اه وصية الامام القدامى الى كلامه عن الدعاء قال وملاك الامر الدعاء فان الامر كله بيد الله يهدي من يشاء ويستعمله يضل من يشاء ويخذله الله تعالى يهدي من يشاء ويظل من يشاء واعلم بمن هو اهل للهداية ويهديه جل وعلا بفضله ومنته ويخلي بين من لا يستحق الهداية يخلي بينه وبين نفسه فيضل وهذه الهداية هي هداية الالهام والتوفيق هذه لا يملكها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل لا يملكها الا الله وحده وهي مذكورة في قول الله عز وجل وانك لتهدي نعم وانك لا تهدي من احببت يعني هداية الهام وتوفيق ولكن الله يهدي من يشاء اما هداية الدلالة والارشاد هذه يملكها الانبياء واتباع الانبياء يملكها الاب مع اولاده يملكها المعلم يملكها الداعية يدل ويرشد وهي مذكورة في قول الله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم باقي هداية الالهام والتوفيق لا يملكها الا الله وحده ولذلك لم يستطع نوح نبي الله من اولي العزم من الرسل لم يستطع ان يهدي ابنه ولم يستطع ابراهيم ان يهدي اباه ولم يستطع محمد ان يهدي عمه عليهم الصلاة والسلام جميعا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عمه كان في مقام ابيه وحماه ودافع عنه حتى انه بقي معه في الشعب قرابة ثلاث سنين حتى اكلوا ورق الشجر من شدة الجوع وكان يعرف بان ما جاء به نبينا محمد حق كان يقول ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا لولا الملامة او حذاري مسبة لوجدتي سمحا بذاك مبينا كان يقول انا اعرف انه حق لكني اخشى ملامة الناس يكون ترك دين اباءه واجداده طب هل نفعها الناس هذا يا اخواني هذا الحاجز يمنع بعض الناس من الاستقامة يخشى من كلام الاقارب الاصحاب الاقران هذا هؤلاء لن يغنوا عنك من الله شيئا ابو طالب عرف الحق لكن تركه لاجل كلام الناس حاول النبي عليه الصلاة والسلام ان يهديه الى اخر لحظة من حياته وهو على فراش الموت قال يا عم يا عم قل كلمة احاج لك بها عند الله. يا عم قل لا اله الا الله لكن الله لم يرد هدايته فمات على الكفر ترى من اهل النار فهداية الالهام والتوفيق لا يملكها الا الله وحده وهذا معنى قول المؤلف يهدي من يشاء ويستعمله ويضل من يشاء ويخذله. فينبغي لك ان ترغب الى من الامر بيده وتفوض امرك اليه ثم ذكر المؤلف بعض اداب الدعاء الدعاء هو العبادة وليس شيء اكرم على الله من الدعاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء فاذا الهمت الدعاء كانت الاجابة ليكن دعاؤك بخضوع وخشوع وبكاء وتضرع وهذا من اعظم اسباب اجابة الدعاء ادعوا ربكم تضرعا وخفية دعاء بالتضرع والخشوع والانكسار والانطراح بين يدي الله فان بعضهم قال اني لاعلم حين يستجيب لربي عز وجل. يعني متى يستجيب الله الدعاء قال اذا وجل قلبي واقشعر جلدي وفاضت عيناي وفتح لي في الدعاء يعني في هذه اللحظة التي يخشع فيها الانسان وينكسر ويبكي ويقشعر جلده وتفيض عيناه هذا الدعاء حينما حينما يدعو في هذه الحال هذا الدعاء هو الذي يستجاب باذن الله عز وجل قالت ام الدرداء بشهر ابن حوشم؟ اما تجد قشعريرة قال بلى قالت فادعوا عندها فان الدعاء يستجاب عند ذلك. اذا وجدت هذه القشعريرة ووجدت الخشوع وفاضت العيون بالدمع هذا هو موضع الدعاء عندما يقشعر الجلد وتجد القشعرير القشعرير تفيظ العينان بالدمع القلب هذا هو موضع اجابة الدعاء وعن ابي الجلد قال اوحى الله الى موسى هذه من اخبار يعني بني اسرائيل يا موسى اذا ذكرتني فاذكرني واعضاؤك تنتفض واذا دعوتني فاجعل لسانك من وراء قلبك. واذا قمت بين يديه فقم مقام الذليل الحقير وضم نفسك فهي اولى بالذنب وناجحين تنادي بقلب وجل ولسان صادق الله تعالى يقول امن يجيب المضطر اذا دعاه المضطر حتى لو كان كافرا تجاوبوا دعائهم يعني الكفر مانع من موانع اجابة الدعاء لكن الاضطراب سبب قوي لا يمنع منه حتى الكفر كما قال الله تعالى فاذا ركبوا الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم مشركون يعني وقت الشدة يدعون الله تعالى فيستجيب الله لهم طيب السؤال لماذا تستجاب دعوة المضطر لماذا تستجاب من يجيب عن هذا السؤال؟ نعم طيب وغيره يعود الى الفطرة ايضا حتى غير مضطر طيب نريد جواب اوضح؟ نعم نعم اياك لماذا اختص المضطر بان الله يجيب دعاءه حتى وان كان كافرا نعم طيب من الجواب اوضح؟ نعم احسنت لانه يقترن مع الاضطرار اخلاص عظيم اخلاص وحرارة وصدق لجوء وتضرع وبكاء وانطراح بين يدي الله. يعني انسان مثلا في لجة البحر. اما ان يغرق ويموت واما ان يدعو الله فيستجيب الله دعاءه. ما ظنك بالاخلاص الذي يحمله في ركبوه الفلك وهاجت بهم الرياح. الان يرى الموت امامه يدعو الله ما ظنك بالاخلاص العظيم المقترن بهذا الدعاء اخلاص عظيم يدعو من حرارة قلبه اذا دعوت الله تعالى مثل ما يدعو المضطر يستجاب دعاؤك هذا هو السر في اجابة الدعاء اذا دعوت الله كأنك مثل هذا المضطر الان لي في لجة البحر يدعو الله بحرارة من قلبه مخلصا صادقا باكيا متضرعا اذا وصلت الى هذه المرحلة يستجاب لك الدعاء طيب انا اسأل سؤالا اخر ايضا المظلوم تستجاب دعوته وان كان كافرا لماذا تستجاب دعوة المظلوم نعم لماذا؟ ما السبب نعم من يجيب عن هذا السؤال؟ نعم نعم طيب طيب جواب اوضح؟ نعم نعم نعم فطير لا في جواب اوضح لان ترى المظلوم قريب من المضطر مظلوم؟ قريب من المضطر. نعم احسنت لانه يدعو الله باخلاص وحرقة وحرارة قلب المظلوم يجد الحرقة في قلبه على الظالم فتجد عندما يدعو هل يدعو وهو بقلب غافل لاه لا يدعو الله بحرارة قلب واخلاص وبكاء واضطرار يا رب ان فلان ظلمني فافعل بي كذا وكذا فتستجاب دعوته فاذا وصلت في دعائك الى الى حالة مثل حالة المضطر والمظلوم يستجاب لك الدعاء هذه من يعني من اسرار قبول الدعاء واجابة الدعاء وايضا من اسباب اجابة الدعاء الا يستعجل الداعي في الاجابة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم يستجاب لاحدكم ما لم يعجل يقول قد دعوت قد دعوت فلم يستجب لي انسان يستمر في الدعاء لا تشترط على الله وقتا معينا لاجابة الدعاء ادع الله واستمر في دعائك قال وفوض امرك الى الله واستطرح بين يديه واشعر قلبك انه لا ينالك من الرزق والخير الا ما كتبه الله لك ولو اجتهدت فيه بحيرة السماوات والارض ولا يجري عليك ما تكرهه الا ما كتبه الله عليك. ولو اجتمع عليك ما في السماوات والارض فان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وما اخطأك لم يكن مصيبة كده اخذ هذا المؤلف من قول النبي صلى الله عليه وسلم في وصية ابن عباس واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان يظروك بشيء لن يظروك الا بشيء قد كتبه الله عليك ولو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله تعالى لك رفعت الاقلام وجفت الصحف فالامور كلها بيد الله عز وجل البشر ضعفاء مساكين لا يملكون نفعا ولا ظرا ولا حياة ولا موتا ولا نشورا ويمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. ويردك بخير فلا راد لفضله ففوض امرك الى الله وتعلق بالله عز وجل بعض الناس عندهم خوف شديد من بعض الاشياء تجد ان بعض الناس يخشى من السحر خوفا شديدا وبعض الناس يخشى من العين تجد انه يخفي كثيرا من اموره خشية العين وبعض الناس يخشى من المس من الجن والمس وبعض الناس يخشى ايضا من شياطين الانس خوفا شديدا هذا كله يدل على ضعف التوكل على الله على ان هذا الانسان الذي عنده هذا الخوف الشديد وهذا التحسس عنده ظعف توكل على الله عز وجل ولا لو كان عنده قوة توكل لما خشي هؤلاء والله تعالى لما ذكر السحر والسحرة قال وما مضارين به من احد الا باذن الله نجد هذا في المجتمع بعض الناس عنده تكتم شديد على اموره ينعم الله عليه بالنعم الكثيرة ولا ولا يظهر اثر النعمة عليه كل ذلك خوف من العين هذا دليل على ضعف التوكل على الله عز وجل ان الله يحب اذا انعم على عبده نعمة ان يرى اثر نعمته عليه فهذا التكتم المبالغ فيه هذا من اثار ضعف التوكل على الله عز وجل الامور كلها بيد الله لا احد يستطيع ان ينفع ولا ان يضر الا باذن الله عز وجل قال فان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك يقول النبي صلى الله عليه وسلم الحديث الذي اخرجه مسلم في صحيحه ان الله كتب مقادير كل شيء قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كل شيء مكتوب اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب؟ قال بم اكتب؟ قال بما هو كائن الى قيام الساعة فجرى القلم بكتابة ما هو كائن الى قيام الساعة فكل شيء قد كتب ما اصابك لم يكن ليخطأك وما اخطأك لم يكن ليصيبك ولهذا قيل للنبي صلى الله عليه وسلم فيما العمل افيما جف به القلم وجرت به المقادير او فيما يستقبل قال بل فيما جف به القلم وجرت به المقادير قالوا فيما العمل يا رسول الله؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له كل شيء قد كتب لكن ما كتب مغيب عنك فانت مطلوب منك ان تسعى لفعل الخير تبتعد عن الشر لكن لا يصيبك الا ما كتب الله لك. قل لا يصيبنا الا ما كتب الله لنا واعلم ان من في من هو في البحر على لوح ليس هو باحوج الى الله تعالى والى لطفه ممن هو في بيته وبين اهله وماله فان الاسباب التي ظهرت له بيد الله كما ان اسباب نجاة هذا الغريق بيده يعني هذي كلام بديع من من الموفق رحمه الله يقول هذا المضطر الان الذي على لوح في البحر محتاج الى الله عز وجل والى لطفه. انت ايضا في بيتك وبين اهلك ومالك. محتاج الى الله ولطفه لو توقفت فقط دقات قلبك لهلكت لو توقف النفس عندك لهلكت فكما ان هذا الذي على لوح في البحر بحاجة عظيمة وماسة الى لطف الله فانت ايضا بين اهلك ومالك بحاجة الى لطف الله عز وجل فاذا حققت هذا في قلبك فاعتمد على الله اعتماد الغريق الذي لا يعلمه له سبب نجاة غير الله على المسلم ان يعتمد على الله وان يتوكل على الله عز وجل ونقوي جانب التوكل على الله سبحانه توكل يعني كما قال بعض السلف يقول من سره ان يكون اقوى الناس فليتوكل على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا ما معنى التوكل على الله ما معنى التوكل على الله؟ ما هي حقيقة التوكل على الله؟ نعم احسنت هو هو اعتماد القلب على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع فعل الاسباب المأذون فيها وينتظر امرين اعتماد القلب على الله وفعل الاسباب لكن اذا اعتمد القلب على الله من غير فعل سبب هذا التوكل ناقص واذا واذا فعل السبب من غير اعتماد القلب على الله هذا ايضا ناقص فمثلا المزارع يلقي البذر في الارظ يفعل السبب يجعل يلقي البذر في الارض ويسقيه بالماء هنا فعل السبب ثم يعتمد بقلبه على الله في ان الله تعالى ينبت هذه الارض نباتا طيبا هنا حقق التوكل لكن لو انه لم يلقي البذر في الارض او انه لم يسقه بالماء يقول توكلت على الله هذا توكل ناقص او انه يلقي البذر ويسقيه بالماء لكنه ما يعتمد بقلبه على الله هذا ايضا توكل ناقص فاعتمد على الله عز وجل بقلبك في جميع امور دينك ودنياك هذا هو التوكل والله تعالى يحب المتوكلين وعليك بالورع واجتناب الشبهات فان من واقع الشبهان اوشك ان يقع في الحرام فان من ركع حول الحمى اوشك ان يقع فيه الورع تكلمنا عنه في درس سابق ذكرنا تعريفه من يذكر لنا تعريف الورع مرة اخرى الورع والفرق بينه وبين الزهد نعم احسنت احسن تعريف تعريف ابن تيمية رحمه الله الورع هو ترك ما يخشى ظرره في الاخرة والزهد ترك ما لا ينفع ايهما اعلى مرتبة؟ الزهد ام الورع الزهد الزهد اعلى لان كل زاهد ورع وليس كل ورع زاهدة طيب من الورع اجتناب الشبهات اي شيء فيه الشبهة ابتعد عنه ومن ذلك ما اختلف فيه العلماء اختلف العلماء عن هذا حرام او حلال ابتعد عنه ابتعد عنه هذا من اتقاء الشبهات. قال فان من اوشك من واقع الشبهات اوشك ان يقع في الحرام فان من رتها حول الحمى او شك ان يقع فيها. هذا اخذه المؤلف من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي حول يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه الاوان لكل ملك حمى. الاوان حمى الله محارم ارأيت لو ان سلطانا من السلاطين وضع حمى وحذر الناس. قال من رعت اغنامه في هذا الحمى ساعاقبه فمن اتى باغنامه حول هذا الحمى يوشك ان اغنامه تقع في هذا الحمى ترعى فيه يوقع عليه السلطان العقوبة هكذا ايضا من وقع في الشبهات فانه يوشك ان يقع في الحرام. لكن من اتقى الشبهات؟ اتقى الحرام. فبالليل فاخلو فيه بربك واطلب منه حوائجك وتضرع اليه واخضع بين يديه الليل وقت عظيم وفاضل الصالحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر يقول هل من داع فاستجيب له؟ هل من سائل فاعطيه؟ هل من مستغفر فاغفر له وذلك كل ليلة كل ليلة رواه مسلم كل ليلة الرب عز وجل الغني عن عباده ينادي عباده بهذا النداء فما اعظم رحمة الله عز وجل وما اعظم لطف الله عز وجل وما اعظم احسان الله تعالى لعباده الله غني عن عباده لا تنفع طاعة الطاعين ولا تضره معصية العاصين لكنهم الرحمة وفضله وجوده ولطفه وكرمه ينادي عباده بهذا النداء. هل من داع فاستجيب له هل من سائل فاعطيه؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ كل ليلة ولذلك ينبغي ان نتعرض لنفحات الرب عز وجل في هذا الوقت العظيم الفاضل ولذا يروى ان احد الصالحين زار اخا له في الله اخر الليل فوجده نائم. قال سبحان الله ما ظننت ان احدا ينوم هذا الوقت هذا وقت توزيع الغنائم وقت البركات وقت النفحات فينبغي ان تجعل لك نصيبا من قيام الليل في هذا الوقت تقوم قبل الفجر بما تيسر وتصلي فيه ما شاء الله عز وجل وتناجي الرب سبحانه خاصة في السجود ادعوا الله عز وجل هذا من اعظم اسباب الثبات من اعظم اسباب الثبات لا يقوم ما قام الليل منافق اذا قمت الليل هذا دليل على صدقك مع الله دليل على قوة ايمانك احرص على يعني هذه الوصية وصية الموفق رحمه الله احرص على قيام الليل وقد قال عليه الصلاة والسلام ايضا في الحديث الذي رواه مسلم ان في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئا الا اعطاه اياه. وذلك كل ليلة ساعة اجابة كل ليلة والمقصود بالسعي يعني لحظات يستجاب فيها الدعاء ارجى ساعات الليل موافقة لها قبيل الفجر اللحظات التي تسبق اذان الفجر هذه ارجى ما تكون موافقة لساعة الاجابة قال اخلو فيه بربك. يعني كن في مكان خان لا يراك فيه احد. تضرع بين يدي الله انطرح بين يديه. واطلب منه حوائجك وتضرع اليه واخضع بين يديه فانه يروى ان رجلا قال اتيت بشرا وهو بشر ابن الحارث حافي وقال ما جاء بك؟ قلت مسألة قال ما هي؟ قلت رجل عليه دين كثير لا سبيل الى قضائه. قال عليك بجوف الليل اضرع الى الله في جوف الليل اسأل الله تعالى لماذا؟ هؤلاء مخلوقون مثلك مساكين هذا المعنى يغفل عنه بعظ بعظ الناس تحصل له ظروف قاسية من ديون او غيرها يبدأ يستعين بالناس وربما يعني اكثر الناس يخذلونه لكن لو انه لجأ الى الله تعالى في اخر الليل لربما وجد الفرج ان الله يستجيب له ويفرج عنه قال فاتيت ابا عبدالله احمد بن حنبل فسألته فقال عليك بجوف الليل. قال فدلاني جميعا عليه واذا سألت الله فاسأله وانت موقن بانه مطلع عليك ناظر اليك سامع لدعائك قريب منك قادر على اجابتك لا يتعاظمه شيء يعني هذا يستدعي المراقبة الله قريب من عباده اذا سألك عبادي عني فاني قريب مطلع عليك يستوي عند الله السر والجهر واسروا قولك واجهروا به واسروا قولكم او اجهروا به انه عليم بذات الصدور. الا يعلم من خلق فالجهر والسر عند الله سواء انت عندما تدعو الله استحضر ان الله مطلع عليك سامع لكلامك لا يخفى عليه شيء واذا سألته امرا فاسأله الخيرة فيه. انك لا تدري ما يكون لك فيه واذا شاء الله اعطاك رغبتك وخار لك اختار يعني لك في ذلك فيجمع لك بين الامرين يعني كثير من الامور لا يدري الانسان ما الخير فيها. فيسأل الله الخير مثلا اردت ان تتزوج امرأة او امرأة خطبها رجل نسأل الله الخير ان كان هذا الزواج خير ان الله ييسره وان كان شرا ان الله يصرفه عنه وهكذا بقية الامور فان لم يعجل لك الاجابة فلا تيأس من الاجابة ولا تمل من السؤال قد روي ان بعضهم قال لقد خار الله لعبد في حاجة اكثر فيها تضرع يعني اختار الله له لكن اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانه ما من داع يدعو الا كان له بهذا الدعاء احدى ثلاث اما ان تعجل له اجابة واما ان تدخر له في الاخرة واما ان يصرف عنه من البلاء مثلها قالوا يا رسول الله اذا نكثر قال الله اكثر فالدال على خير اما ان تقضى حاجته وتعجل له الاجابة او تدخر له في الاخرة او يدفع عنه من البلاء والسوء مثلها ولذلك فان اجابة الدعاء اعم من قضاء الحوائج انت اذا دعوت الله تعالى فالدعاء مستجاب لكن قد لا تقضى حاجتك قد تدخر لك الدعوة في الاخرة قد يدفع عنك من البلاء مثلها