قال واذا اردت امرا فاستخر فيه الله وصلي ركعتين من غير الفريظة. هذي تسمى صلاة الاستخارة كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة الاستخارة في الامور كما يعلمهم السورة من القرآن وهذا يدل على انه ينبغي للمسلم ان يكثر من الاستخارة الاستخارة تكون بما يتردد الانسان فيه اما ما لا يتردد فيه ظهر فيه وجه المصلحة لا يستخير فيه لكن انسان تردد هل يتزوج هذه المرأة ولا يتزوج امرأة خطبها رجل هل تقبل به او لا تقبل هل يسافر او لا يسافر هل يشتري هذه السلعة او لا يشتريها هل يمضي هذه الصفقة او لا كل شيء يتردد فيه الانسان يستخير ربه طيب ماذا آآ ما كيفية الاستخارة؟ الاستخارة اولا يقوم ويصلي ركعتين ثم اذا فرغ من الركعتين يدعو بهذا الدعاء طيب هل الدعاء قبل السلام او بعد السلام ننظر الحديث. الحديث يقول اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين ثم ليقول. اللهم اني استخرك بعلمك ولا يصدق عليه انه ركع ركعتين الا اذا سلم ومعنى ذلك ان دعاء الاستخارة يكون بعد السلام يعني بعد ما تصلي ركعتين ترفع يديك تقول اللهم اني استخيرك بعلمك الدعاء الذي ذكره المؤلف اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم. فانك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام غيوب. اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة امري وعاجل امري واجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه. وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ودنياي عاشوا عاقبة امري وعاجل امري وادي فاصرفه عني واصرفني عنه واقدروا واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به وتسمي حاجتك بعد ذلك علامة الاستخارة ليست هي انشراح الصدر كما يعتقد كثير من الناس وانما تيسر احد الامرين وعدم تيسر الامر الاخر لان مسألة انشراح الصدر هذه تخضع للخلفية الذهنية والامور النفسية شيء مثلا تتألفه بطبعك تميل اليه سينشرح صدرك له تخارى ما له علاقة انما انت تستشير وتنظر في الامور تقول ان كان هذا الامر خير ان الله ييسره لي وان كان شر ان الله يصرفني عنه فعلامة الاستخارة هي تيسر احد الامرين وعدم تيسر الامر الاخر ولذلك مثلا بعض النساء يتقدم لها الخاطب الكفء مرظي الدين والخلق وتقوى انا استخرت وانشرح صدري غير صحيح ترى انشراح الصدر ليست علامة الاستخارة نقول هل انت لماذا لا تقبلي بهذا الرجل لماذا هل فيه مطعم في دينه بعرضه في امانته في اخلاقه اعطينا مبررا اذا كان ما في مبرر اقبلي به. فان كان خيرا فسييسره الله. سييسره الله هذا الزوال شرا سيصرفك الله عنه ولذلك بعض النساء وبعض الناس عموما يفهمون هذه المسألة فهم غير صحيح. كم من امرأة فرطت في زوج صالح كف مرضي الدين والخلق بسبب هذا يقول الله من استخرت وما انشرح صدري غير صحيح ليست علامة الاستخارة اصلاح الصدر علامة الاستخارة يسر احد الامرين وعدم تيسر الامر الاخر فانتبهوا لهذه المسألة فقل من ينبه عليها هذه من المسائل المهمة قال وليكن همك في هذه الدنيا التقرب الى ربك الكريم وطلب فضله العظيم والاجتهاد في الدخول في اوليائه الذين يحبهم ويحبونه ويرضى عنهم ويرضون عنه الذين اختارهم لنفسه واكرمهم بولايته واوقفهم على بابه وشغلهم به وعلق قلوبهم بمحبته وشغل بذكره وجوارحهم بطاعته لا يلتفتون الى ما سواه من دنيا ولا غيرها. يكن همك التقرب الى الله يقولون انه ينبغي ان يكون لكل انسان فلسفة في الحياة ما سبب الحياة؟ ما هو اكبر همك في هالدنيا فارباب الدنيا عندهم هموم تناسب دنياهم. انت ايها المسلم يكن همك التقرب الى الله كل يوم قل يا ربي يعني تحاسب نفسك هل تقربت الى الله تعالى هذا اليوم باعمال صالحة من صلوات من تلاوة قرآن من اذكار ومن صدقات. اجعل هذا هو اكبر همك. التقرب الى الله عز وجل وستحمد العاقبة انت ما خلقت الا لعبادة الله ما خلقت لاجل ان تجمع الاموال او تتمتع بمتع الدنيا خلقت لعبادة الله عز وجل. فاجعل اكبر همك التقرب الى الله عز وجل قال روينا عن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه حين حضرته حين حضره الموت جعل يغشى عليه ثم افيق فيقول خلقني خنقك خنقك فوعزتك وجلالك انك لتعلم ان قلبي يحبك. ثم قال انظروا هل اصبحنا فاوتي في بعض ذلك؟ فقيل له نعم. قال اللهم اني اعوذ بك من ليلة صباحها الى النار ثم قال مرحبا بالموت زائر مغب حبيب جاء على فاقة اللهم انك تعلم اه اني اه لم اكن احب البقاء في الدنيا لغرس الاشجار ولا لكري الانهار ولكن لظمأ الهواجر وقيام الليل في الشتاء ومزاحمة العلماء الركبي عند حلق الذكر فبكى الحارث بن عميرة فقيل له ما يبكيك؟ قال والله ما ابكي لقرابة بيني وبينك ولكن دنيا كنت آآ ولا لدنيا كنت اصيبها منك ولكن كنت اصيب منك علما فاخاف ان ينقطع. قال فلا تبكي فانه من يرد العلم اتاه او كما اوتي ابراهيم الخليل الرحمن وليس ثم يومئذ علم ولا ايمان هذه يعني من المرويات التي رويت عن معاذ رضي الله عنه حين حضرته الوفاة واشتهر منها مقولته اني لا احب لاجل غرس الاشجار ولا لكري الانهار ولكن لظمأ الهواجن يعني صيام النوافل وقيام الليل في الشتاء ومزاحمة العلماء بالركب عنده حلق الذكر معاذ رضي الله عنه يعني بكى عند الموت ليس اسفا على الدنيا الدنيا لا تستحر ولكن بكى على انقطاع العمل بالموت يقول هناك اعمال كنت اعملها وارجو عظيم ثوابها عند الله عز وجل. ابرزها صيام النافلة خاصة عند شدة الحر وقيام الليل خاصة عند شدة البرد في الشتاء وايضا حضور حلق العلم فان هذه فيها اجور عظيمة مزاحمة العلما بالركب فيقول ابكي على انقطاع هذه الاعمال التي اجرها عظيم فيعني كثير من الصالحين يعني انما يأسفون عندما يأتيهم الموت ليس حزنا على الدنيا ولكن يقولون لان اعمالنا ستنقطع فان الاعمال انما تنقطع بالموت قال واعلم رحمك الله ان هذه الدنيا سوق متجر الابرار وحلبة السباق بين الكرام الاخيار ومزدرع التقوى ليوم القرار ومحل تحصيل الزاد للسفر الذي ليس كالاسفار. فبادر رحمك الله قبل فوات امكان البدار واغتنم انفاسك العظيمة المقدار واذر من على ما سلف من تفريطك فان القطرة من الدموع من خشية الله تطفئ البحور من النار هذا يعني يؤكد ما ذكره المصنف في اول هذه الوصية من ان الانسان ينبغي له ان يسارع الى الطاعات والا تعلق بهذه الدنيا. الله تعالى يقول وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض سابقوا الى مغفرة من ربكم. تجد ان الله امر بالمسارعة وامر بالمسابقة. وامر ايضا بالتنافس وفي ذلك فليتنافس المتنافسون قال وتيقظ في ساعات الاسحار عند نزول الجبار واحضر بقلبك قول العزيز الغفار هل من سائل فاعطيه؟ هل من داع فاستجيب له؟ هل هو مستغفر فاغفر له فتكلمنا عن هذا وقلنا ان هذا الوقت هو وقت مناجاة الصالحين لربهم عز وجل. قل نعم يا ربي انا السائل المحتاج. اه انا الفقير الضعيف انا الكسير الذليل. اه انا الراجي انا المستغفر المذنب آآ انا المقر المعترف يا صاحب الصدقة ها انا ذا ارحم ضعفي وكبر سني ارحم فقري وفاقتي وحاجتي ومسكنتي يا كثير الخير يا دائم المعروف لا تخيب حسن ظني بك ولا تحرمني ساعة معروفك ولا تطردني عن بابك ولا تخرجني من احبابك اسألك من فضلك العظيم. يعني هنا هذه ادعية يذكرها المؤلف يدعو بها الانسان يعني عند مناجاته لربه عز وجل اه اللهم ما امرتني اسألك الا وانت تريد ان تعطيني. ولا دللتني عليك الا وانت تريد ان تهديني. ولامرتني بدعائك الا وانت تريد ان تجيبني وذكر المؤلف يعني اه ادعية من هذا القبيل ادعية حسنة يحسن بالداعي ان يدعو الله عز وجل الا بها ثم ذكر بعض القصص عن بعض الصالحين آآ في هذا انهم كانوا يناجون ربهم عز وجل فذكر آآ قصصا آآ في هذا عن بعض الصالحين قال عندنا باليمن فتى مسرف على نفسه قليل الطاعة وكان ذا جمال ومال واسمه سهلا فرأى ليلة في منام كان جارية تتوى عليها ثوب من لؤلؤ وبيدها كتاب حرير فاتت به فقالت يا اخي اقرأ لي هذا الكتاب فدفعه ثم ذكر بعد ذلك ما ذكر آآ رحمه الله وتعالى عن بعض الصالحين وبعض هذه القصص تصح وبعضها لا يصح لكن يجمعها ان هؤلاء الصالحين يعنون بمناجاة ربي عز وجل ويأتون بمثل هذه العبارات العبرات هذا مراد المؤلف من هذه الحكايات وهذه اه اه الادعية وثم في اخر هذه الوصية قال دعا رجل فقال اللهم انك تعلم على اساءتي وظلمي واسرافي اني لم اجعل لك ولدا ندا ولا صاحبة ولا كفؤا فان تعذف بعدلك وان تعفو انك انت العزيز الحكيم. اللهم لا يشغله سمع عن سمع. اه الى اخر هذه الادعية. مراد المؤلف ان الصالحين لهم في هذا دعوات ومناجاة للرب عز وجل يتكسرون بين يدي الله سبحانه وينطرحون بين يديه ويأتون بمثل هذه آآ العبارات فهذا مما يدعو المسلم الى ان يقتدي بهم وان يتأسى بهم وان يضرع الى الله عز وجل قتل في وقت السحر فانه وقت مناجاة الرب عز وجل. وبهذا انتهى التعليق على هذه الوصية العظيمة الامام الموفق ابن قدامة رحمه الله ختمها بقوله الحمدلله وحده وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم وبهذا نكون قد انتهينا من التعليق على وصية الامام الموفق ابن قدامة رحمه الله تعالى. والحمد لله الذي بنعمته تتم