الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الاجري رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين حديثا حدثنا قال حدثنا ابو ايوب سليمان ابن عبد الرحمن الدمشقي قال حدثنا اسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ابي حسين عن شهر ابن حوشب انه لقي ابا امامة الباهلي فسأله عن حديث عمرو بن عبسة السلمي حين حدث شرحبيل ابن السنط اصحابه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رمى سهما في سبيل الله فبلغ اخطأ او اصاب كان سهمه ذلك كله كعجل رقبة من ولد اسماعيل. ومن خرجت به شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ومن عتق رقبة مسلمة كانت له فكاكه من نار جهنم. ومن قام الى الوضوء يراه حقا عليه واجبا فمضمض فاه غفرت له ذنوبه مع اول قطرة من من طهوره. فاذا غسل وجهه فمثل ذلك فاذا غسل يديه مثل ذلك فاذا مسح رأسه فمثل ذلك فاذا غسل رجليه فمثل ذلك فان جلس جلس سالما وان صلى وقبل منه قال شهر ابن حوشب فحدثني ابو امامة بهذا الحديث كما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد بن الحسين رحمه الله قد ذكرت في هذه الاحاديث من علم الطهارة وعلم الصلاة وفضل الطهارة مما فيه علم كثير ويبعث العقلاء على طلب علم الزيادة من علم ما ذكرت. مما لا بد من علمه والعمل به. وهذه الاحاديث تنبيه لقلوب العقلاء ليزدادوا بصيرة في دينهم ليزدادوا بصيرة في دينهم وحسن عبادة لربهم لاداء واجتناب محارمه كما امروا لا كما يريدون بغير علم فاعلم ذلك والله الموفق لذلك والمعين عليه ان شاء الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا اللهم فقهنا في الدين اللهم اجعلنا هداة مهتدين ان اللهم وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وهديا مسددا يا رب العالمين. اما بعد هذا حديث الحادي والعشرين من الاحاديث الاربعين التي جمعها الامام الاجري رحمه الله تعالى وهذا الحديث جمع وهو حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه جمع امورا عديدة في بيان عظيم شأنها وجزيل اجرها وعظيم ثوابها عند الله سبحانه وتعالى. قال رظي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمى سهما في سبيل الله فبلغ اخطأ او صاد كان سهمه ذلك كله كعدل رقبة من ولد اسماعيل. هذا فيه فظل الرمي بالسهام في سبيل الله تبارك وتعالى. وان الرامي اذا سدد الرمي او وصوب الرمي ورمى سواء اخطأ او اصاب الذي قصد ان يرميه بسهمه فله هذا الفضل. له هذا الفضل. ان فهمه الذي رماه كعدل عتق رقبة من ولد اسماعيل. ولد اسماعيل هم اشرف الناس نسبا وافضلهم نسبا فتكون هذه الرقبة من احسن الرقاب وافظلها واطيبها. فكأنما اعتق رقبة من ولد اسماعيل اي كانما اعتق رقبة من افضل الرقاب واحسنها واطيبها. وقوله في تبين لله اي في جهاد الكفار. واعداء دين الله سبحانه وتعالى. من رمى سهما في سبيل الله اي في القتال في سبيل الله جهاد الكفار لاعلاء كلمة الله تبارك وتعالى. كان سهمه ذلك كعدل رقبة من ولد اسماعيل. قال ومن خرجت به وفي بعض المصادر له شيبة في سبيل الله كانت له نور كانت له نورا يوم القيامة وهذا فيه فظل الشيب وان من شاب شيبة في سبيل الله اي على طاعة الله واستقامة على مرضاته واقبالا على عبادته سبحانه وتعالى كانت له هذه الشيبة نورا يوم القيامة. كانت له هذه الشيبة نورا يوم القيامة. ويتضمن من الحديث النهي عن نتف الشيب. ولهذا جاء الحديث في بعض رواياته عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تنتفوا الشيب. من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة وعادة الشيب ينتف في اول وجوده في الانسان. اما اذا تكاثر اذا تكاثر لا يفكر بنتفه. وانما اذا كان في اوله تخرج فيه الشيبة والثنتين والثلاث من بين شعره الاسود فكثير من الناس الى نتفها حتى يبقي السواد في كل شعره. لا ان تبقى فيه هذه الشعرة البيضاء او الشعراء فينتفها وهذا النتف يكون في اول الامر لكن اذا تكاثر لم ينتف فاذا مقاومة للنتف هذه في اول الامر في بدايته والا فيما بعد لن ينتف. لانه سيتكاثر ولا يتمكن اصلا من نتفي فالحديث يتضمن وجاء مصرحا بذلك في بعض الروايات النهي عن نتف الشيب النهي عن نتف الشيب وفيه فظل ذلك. وان من شاب شيبة في في في سبيل الله اي في طاعة الله ومرضاته وحسن الاستقامة على طاعته جل وعلا كانت له نورا كانت له له نورا يوم القيامة. قال ومن اعتق رقبة مسلمة كانت له فكاكه من نار جهنم. كانت له فكاكه من نار جهنم وهذا فيه فظل الرقاب والشريعة تتشوف كثيرا لعتق الرقاب ولهذا جعل عتق الرقاب في صدري واول كثير من الكفارات. كثير من الكفارات لما تتشوفه هذه الشريعة المباركة من عتق الرقاب في سبيل الله سبحانه وتعالى. وفي هذا الحديث ان من اعتق رقبة مسلمة كانت له اي تلك الرقبة فكاكه من النار. اي كانت له عتق من النار. فهذا ثواب عظيم في عتق الرقاب في سبيل الله تبارك وتعالى. قال ومن قام الى الوضوء يراه حقا عليه واجبا. اي قام يتوضأ مؤمنا محتسبا معتقدا ان هذا امر اوجبه الله عليه لما فيه من طهارة العبد ونقائه ونظافته يراه حقا عليه واجبا فمضمض فاه غفرت له ذنوبه مع اول قطرة من طهور غفرت له ذنوبه والذنوب التي تغفر هنا الذنوب التي تتعلق بالفم الذنوب التي تتعلق بالفم فاذا تمضمض خرجت ذنوبه مع اول قطرة من طهوره مع اول قطرة من طهوره. فاذا غسل وجهه فمثل ذلك فاذا غسل وجهه فمثل ذلك. كل ذنب كان منه يتعلق بوجهه بهذا الغسل يذهبه الله سبحانه وتعالى الا فاذا غسل يديه فمثل ذلك. اي تكون هذه الطهارة بالماء له ايظا من الذنوب التي ارتكبها بيده. فاذا مسح رأسه فمثل ذلك والاذنان من الرأس فمعنى ذلك ان مسح الرأس ومسح الاذنين فيه كفارة لما كان منه من ذنوب تتعلق برأسي او تتعلق باذنيه. فاذا غسل رجليه فمثل ذلك. اي خرجت الذنوب وتطهر من الذنوب التي مشت اليها قدماه. فان جلس جلس سالما اي من الذنوب لان لانها طهر طهر بهذه الطهارة الحسية بالماء طهر بفظل الله سبحانه وتعالى من ذنوبه. وان صلى تقبل منه ان صلى تقبل منه اي تقبل الله سبحانه وتعالى منه صلاته. وهذا الحديث في اسناده شهر ابن حوشب كثير الاوهام. واسماعيل ابن عياش سيء الحفظ في روايته عن غير اهل بلده. لكن الحديث الصحيح لكن الحديث صحيح ورد من طرق مفرقا ورد من طرق مفرقة فالحديث بكل الفاظه ثابت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. واخر الحديث وهو ما يتعلق بالطهارة وفضله ثبت في صحيح مسلم من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينثر لا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه. الا خرت خطايا وجهه وفيه وخياسيمه. ثم اذا غسل وجهه كما امره الله الا خرت خطايا وجهه من اطراف لحيته مع الماء الا خرت خطايا وجهه من اطراف لحيته مع الماء. بغسله لوجهه قال الا خرت خطايا وجهي من اطراف لحيته مع الماء. اطراف لحيته هذا هو الاصل في المسلم ان له لحية ان له لحية هذا هو الاصل. ولكن كثير من المسلمين جنوا على هذه اللحية. مع ان النبي عليه الصلاة والسلام حذرهم من من ذلك ونهاهم عن ذلك. والا الاصل في المسلم كما هو نهج النبيين. وكما هو حال نبينا الكريم الصلاة والسلام كان كف اللحية لكن المسلمون في هذا الزمان اصابهم من البلاء ما اصابهم فاصبحوا يتهاونون في هذا الامر مع انهم كلهم يعلمون ان نبيهم وقدوتهم عليه الصلاة والسلام كان كف اللحية والصحابة كلهم كانوا يعفون لحاهم لا يعرف اطلاقا في مجتمع الصحابة من يحلق لحيته ابدا. اطلاقا هذا لا يعرف فالمسلمون اصابهم في هذا الزمان ما اصابهم من التهاون في هذا الامر. فانظر الى هذا الحديث في فضل الطهارة طهارة الوجه وانه اذا غسل وجهه خرت خطايا وجهه من اطراف لحيته مع الماء من اطراف لحيته مع الماء. ثم يغسل يديه الى المرفقين. الا خطايا يديه من انامله مع الماء. ثم يمسح رأسه الا خرت خطايا رأسه. من اطراف شعره مع الماء ثم يغسل قدميه الى الكعبين الا خرت خطايا رجليه من انامله مع الماء فان هو قام فصلى فحمد الله واثنى عليه ومجده بالذي هو له اهل وفرغ قلبه لله الا انصرف من من خطيئته كهيئته يوم ولدته امه. لانصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته امه. وهذا فيه فظل حسن الاقبال على الطهارة. واداء الطهارة كما امر العبد. فيما ثبت عن رسول الله من صفة الطهارة ثم اقبل على صلاته بقلبه لا يحدث في صلاته نفسه وانما مقبل على الله في صلاته الا خرج من خطيئته كهيئته كيوم ولدته امه. الا خرج من خطيئته كيوم ولدته امه. وينبغي ان يعلم في هذا المقام ان هذا الحديث ونظائره من الاحاديث في ذكر تكفير الطاعات للذنوب. انما هو في صغائر الذنوب دون كبائرها هذا التكفير انما هو في صغائر الذنوب دون كبائرها انظر شاهد ذلك في قول الله سبحانه في القرآن ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ثم ندخلكم مدخلا كريما. وانظر ايضا شهد ذلك في قول النبي عليه الصلاة والسلام. الصلوات الخمس الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر. مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر. فالكبيرة لابد فيها من توبة. واما الصغائر واللمم فان الطاعات تكفرها باذن الله. فان الطاعات تكفرها كما قال عليه الصلاة والسلام واتبع سيئة الحسنة تمحها. وفي القرآن ان الحسنات يذهبن السيئات. فما انا من السيئات والذنوب من اللمم والصغائر فانه يكفر بهذه الطاعات. واما اذا كانت ذنوب كبار من عظائم الذنوب وكبائرها فهذه لا بد فيها من التوبة النصوح نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي قال حدثنا ابو عبيد القاسم ابن سلام قال قال محمد قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى قد ذكرت في هذه الاحاديث من علم الطهارة وعلم الصلاة وفضل الطهارة مما فيه علم كثير. ويبعث العقلاء على طلب الزيادة من علم ما ذكرت مما لا بد من علمه والعمل به. وهذه الاحاديث تنبيه لقلوب العقلاء ليزدادوا في دينهم وحسن عبادة لربهم لاداء فرائضه واجتناب محارمه كما امروا. لا كما يريدون بغير علم فاعلم ذلك والله الموفق لذلك والمعين عليه ان شاء الله. ينبه رحمه الله ان ما ساقه من احاديث. الحديث الذي مر وما قبله كلها في بيان الطهارة والصلاة فضل اداء هذه العبادات كما امر العبد لا كما يريد هو لان من اتى بالعبادة كما يريد هو لا كما امر لا تقبل منه. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. اي مردود على صاحبه غير مقبول منه. فهذه الفظائل هذه الفضائل انما ينالها من قام بالعبادة كما امر لا كما يريد هو. ثم ينبه على امر اخر رحمه والله تعالى ان ما ساقه من الاحاديث انما ساقه من اجل ان ان يبعث همة المسلم مطالب العلم على طلب المزيد. لانك اذا قرأت هذا الحديث والاحاديث التي مرت ووجدت ما فيها من خير وفضل قد تلوم نفسك ان كنت ناصحا لها نعم يا اخوان قد تلوم نفسك ان كنت لا لها قد تقول لماذا الى هذا الوقت وانا لم اعرف هذه الفضائل؟ وقد ايضا تكون باعثا لك للمزيد والشروع في العلم وطلب العلم والبحث عن كتب العلم. وعادة يتحرك العلم في قلبه الانسان والحرص عليه من مثل هذه المواقف. تمر عليه احاديث عظيمة يجد لها وقعا في نفسه واثرا في قلبه ويجد الحاجة الشديدة عنده للمزيد للعلم والتفقه في دين الله سبحانه وتعالى فهو اكثر من مرة ينبه ان هذه الاربعين انما قصد بها ان تكون مفتاحا للمسلم للانطلاق في العلوم الدينية او الاحاديث المروية عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي قال حدثنا ابو عبيد القاسم ابن السلام قال حدثنا عبد الله ابن نصالح عن الليث ابن سعد عن ابي الزبير عن سفيان ابن عبد الرحمن عن عاصم ابن سفيان الثقفي عن ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ كما امر وصلى كما امر غفر له ما تقدم من عمل اكذلك يا عقبة؟ قال نعم. قال محمد بن الحسين رحمه الله يعني انا يعني ان ابا ايوب استشهد بعقبة ابن عامر رضي الله عنه يقول له اليس قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا؟ قال له فقال عقبة ابن عامر نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله فمن توضأ بعلم واغتسل من الجنابة بعلم وصلى الصلوات بعلم كان فضله عظيما ومن تهاون بذلك وتوضأ كما يريد وصلى كما يريد بغير علم بغير علم تقدم فانا لله اه وانا اليه راجعون. مصيبة فيه عظيمة. قال محمد بن حسين رحمه الله قد مضى من الطهارة والصلاة ما فيه مقنع ويبعث على طلب علم الزيادة ان شاء الله تعالى. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه في فضل اداء العبادات الشرعية كما امر العبد لا كما يريد العبد. فان العبادة انما يتقبلها الله سبحانه وتعالى من العامل اذا كانت موافقة هدي الرسول الكريم. عليه الصلاة والسلام يعبد بما شرع لا بالاهواء والبدع والبدع التي يتقرب بعض الناس بها الى الله جل في علاه ولو اجتهدوا فيها ما اجتهدوا. وصرفوا فيها من الاوقات ما صرفوا لا يقبلها الله. لان الله سبحانه وتعالى انما يقبل العمل من العامل اذا كان عمله موافقا الشرع. فان لم يكن عملوا موافقا للشرع رد عليه. فهذا الحديث ساقه رحمه الله تعالى لبيان هذا الامر قال عن ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ كما امر كما امر بالبناء لما لم يسمى فاعله. اي كما امره الله. وكما امره رسوله عليه الصلاة والسلام من توضأ كما امر وصلى كما امر اي ادى الصلاة كما امره الله وكما جاء عن رسوله صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من عمل والمراد بالعمل اي الذنوب. غفر له ما تقدم من عمل اي ما تقدم من ذنوب. والمراد بالذنوب ايضا الصغائر دون الكبائر لان الكبائر لابد فيها من توبة. وقد مر معنا ذكر شيء من الادلة على ذلك الحاصل ان هذا الحديث فيه فضل اداء العبادات الشرعية من طهارة وصلاة وغير ذلك اداؤها كما امر العبد لا كما يريد العبد وهذا الحديث في اسناده سفيان ابن عبد الرحمن مقبول لكن للحديث شواهد يصح بها منها ما جاء في في الصحيحين من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من توضأ نحو وضوئي هذا. قول من توضأ نحو وضوئي هذا نظيره في حديث جاء ايوب من توضأ كما امر. من توضأ كما امر. قال من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه غفر له ما تقدم من ذنبه. هذا شاهد لحديث ابي امامة من توضأ كما امر وصلى كما امر غفر له ما تقدم من عمل ايظا يشهد له حديث عمرو ابن عبسة الذي تقدم معنا ومر معنا لفظه في صحيح مسلم وفيه قال النبي عليه الصلاة والسلام ثم اذا غسل وجهه كما امره الله ثم غسل وجهه كما امره الله الى اخر الحديث ثم وفي اخره قال فصلى فحمد الله الا انصرف من خطيئته كيوم ولدته امه. فحديث عمرو بن عبسة ايضا شاهد لهذا الحديث الحاصل ان هذا فيه فضل الطهارة والاحسان فيها واسباغ الوضوء وان يؤتى به وفق هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فان ذلك من موجبات غفران الذنوب وحط الخطايا وتكفير سيئات قال محمد ابن الحسين فمن توضأ؟ نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى فمن توضأ بعلم واغتسل من الجنابة بعلم وصلى الصلوات علم كان فضله عظيما. ومن تهاون بذلك وتوضأ كما يريد وصلى كما يريد بغير علم تقدم. فانا لله وانا اليه راجعون. مصيبة فيه عظيمة. نعم يقول رحمه الله مظهرا ومبرزا هذه الفائدة من هذا الحديث العظيم ونظائره ان الواجب على المسلم ان تكون عباداته بعلم ان تكون عباداته وتقرباته الى الله سبحانه وتعالى بعلم والمراد بعلم اي علم مستمد من الكتاب والسنة يعبد الله في قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم يقول رحمه الله فمن توضأ بعلم واغتسل من الجنابة بعلم وصلى الصلوات بعلم كان فظله عظيما. وانظر الفظائل التي مرت معنا وكيف ان ذلك موجبا الذنوب وتكفير السيئات وغفران الخطيئات. قال ومن تهاون بذلك ومن تهاون بذلك وتوضأ كما يريد وصلى كما يريد بغير علم تقدم يعني بغير علم تقدم منه بشرع الله سبحانه وتعالى توضأ بدون علم وبدون بصيرة ولهذا يشتمل وضوءه على خلل اما بنقص عن المطلوب او بزيادة في المطلوب بالاسراف والظلم. لان من زاد على المطلوب في الطهارة فقد اسرف ارأيتم لو ان شخصا لم يكتفي بغسل يده بثلاث مرات؟ وقال انا اغسلها خمس. هذا ابلغ واحسن واكمل خمس مرات اغسلها. ليش اكتفي بثلاث؟ هكذا تريد نفسك يقال له عملك هذا مردود عليك. هذا اسراف وظلم والنبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح فمن زاد على ذلك فقد اساء وظلم. ما قال احسن. قال فقد اساء وظلم. هذا ليس احسان هذا ظلم واساءة. الاحسان ينتهي بالثلاث مرات. ومن توظأ ثلاثا ثلاثا لكل عضو وافق وضوءه وضوء النبي عليه الصلاة والسلام. ومن زاد على ذلك فقد اساء وظلم كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. فالطهارة يؤتى بها كما امر الله وكما جاء عن رسول الله فمن نقص فقد اساء ومن زاد فقد اساء. والحق قوام بين ذلك بلزوم الحق دون زيادة او نقصان دون غلو او جفاء وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها. يقول رحمه الله ومن تهاون بذلك وتوضأ كما يريد وصلى كما اريد بغير علم تقدم فانا لله وانا اليه راجعون. هذه كلمة تقال عند المصيبة. ولهذا قال رحمه الله مصيبته فيها عظيمة. هذي مصيبة عظيمة جدا. والمصيبة هنا اشد من المصائب الدنيوية يا اخوان المصيبة هنا اشد من المصائب الدنيوية. كون الانسان يصاب في دينه يصلي صلاة غير مقبولة يتوضأ وضوءا غير مقبول ويمضي على ذلك سنوات كثيرة من عمره. ربما يمضي الاربعين الخمسين سنة مثل ما قال الصحابة لرجل منذ كم؟ منذ كم وانت تصلي هذه الصلاة؟ قال منذ اربعين سنة. قال انت من اربعين سنة ما صليت. مصيبة هذي المصيبة في الدين اعظم من المصيبة في الدنيا. ولهذا جاء في الدعاء المأثور الثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا المصيبة هنا المصيبة عظيمة جدا ان الشخص ما يحسن يتوضأ هذه مصيبة ما يحسن يصلي كما امره الله كما شرع الله له هذي مصيبة عظيمة جدا لا اداء الاعمال الشرعية كما امره الله جل وعلا. وتجده سبحان الله في اموره الدنيوية يتقنها بضوابطها عند اهل الصناعة لا يخرم من ذلك شيئا. يأتي بها باتقان. وحذق. واذا فيصلي صلى اي كلام لا يحسن الطهارة ولا يحسن الصلاة كما امره الله سبحانه وتعالى فهذه مصيبة عظيمة اشد من مصيبة المرء في دنياه اشد من مصيبة المرء في دنياه قال مصيبة مصيبة فيه عظيمة قال محمد بن الحسين نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله قد مضى من الطهارة والصلاة ما فيه يقنع ويبعث على طلب علم الزيادة ان شاء الله تعالى. اي ان ما تقدم سوق المصنف له رحمه الله الله تعالى ما ساقه رحمه الله من احاديث فيها مقنع فيها كفاية. وهي في الوقت نفسه تبعث طالب العلم على الزيادة على الزيادة في معرفة ما جاء عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. والعلماء الله افردوا في احاديث الاحكام كتبا مطولة وكتبا مختصرة كتبا مطولة وكتبا مختصرة ومن احسن المختصرات في احاديث الاحكام كتاب عمدة الاحكام لعبد الغني المقدسي رحمه الله ومن بعده وهو اوسع منه بلوغ المرام للحافظ ابن حجر. وبمناسبة اتيان اخواننا الحجاج والزوار المعتمرين اذكرهم بان افضل هدية تهديها لولدك وقرابتك كتاب العلم النافع الذي يصلح ان شاء الله يصلح ان شاء الله به دينهم. افضل هدية فلهذا جهز قائمة من الكتب تقتنيها وتهديها لقرابتك مثل كتاب الاربعين للنووي كتاب عمدة الاحكام كتاب بلوغ المرام كتاب فتح المجيد من اهم الكتب في شرح كتاب التوحيد اه كتاب الكبائر للامام الذهبي هناك كتب مهمة جدا والحاجة ماسة اليها هذي من انفس الهدايا وانت تعلم ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتهادون العلم يلقى الواحد منهم اخاه فيقول الا اهدي لك فيقول الا بلى اهد لي. فيقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروي له حديثا. عن النبي صلى الله عليه وسلم انها لاشرف الهدايا واحسن الهدايا ان تهدي لاخيك حديثا عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فكيف اذا اهديته كتابا حافلا جامعا للاحاديث الثابتة عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما اصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه