الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله الامين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الاجري رحمه الله تعالى في كتابه الاربعين حدثنا ابو بكر محمد ابن يحيى ابن سليمان المروزي قال حدثنا ابو عبيد القاسم ابن سلام قال حدثنا عبيد الله ابن محمد العيشي قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا سهيل بن ابي صالح عن عطاء ابن يزيد الليثي عن تميم الداري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الدين النصيحة ان الدين النصيحة ان الدين النصيحة ثلاث مرات قال لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم قال سهيل قال لابي يا بني احفظ هذا الحديث قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى قد سألنا سائل عن هذا الحديث فقال تخبرني كيف النصيحة لله عز وجل وكيف النصيحة لكتاب الله جل ثناؤه وكيف النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكيف النصيحة لائمة المسلمين وكيف النصيحة لعامتهم؟ فاجبناه فيه. كيف النصيحة على هذا الترتيب الذي سأل عنه يجزئ فينبغي لكل مؤمن عاقل قريب يطلبه ويتعلمه. والله الموفق لذلك بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الحديث السابع والثلاثون من احاديث الاربعين للامام الاجري رحمه الله تعالى وهو حديث من جوامع كلم نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقد جمع هذا الحديث الدين كله فان قوله عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة يفسره ما جاء في حديث جبريل المشهور حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام في تمامه هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم فقوله الدين النصيحة يتناول الاسلام بتفاصيله والايمان بتفاصيله. يتناول امور الشريعة والديانة عقيدة وعبادة فالدين كله عقيدة وعبادة قائم على النصيحة الدين كله عقيدة وعبادة قائم على النصيحة النصيحة هي قيام الناصح للمنصوح بوجوه الخير ارادة وفعلا قيام الناصح للمنصوح بوجوه الخير ارادة وفعلا ولهذا فان النصيحة لا تختص بالاقوال ولا تختص ايضا بالافعال بل تشمل ايضا عمل القلب فالنصيحة قيام الناصح للمنصوح بوجوه الخير ارادة وفعلا ارادة اي بما ينطوي عليه القلب من ارادة الخير ومحبة الخير وفعلا اي ما يقدمه من وجوه الخير القولية والفعلية ولما قال النبي عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة وكررها ثلاث مرات ادرك الصحابة عظم شأن النصيحة ومكانتها من الدين. وهذا التكرار فيه تأكيد لعظم هذا الامر ورفعة هذا المقام مقام النصيحة في دين الله سبحانه وتعالى وان الدين كله قائم على النصيحة ادرك الصحابة ذلك فقالوا لمن يا رسول الله وهذا السؤال يدل على كمال حرص الصحابة وشدة رغبتهم في الخير وعظم عنايتهم به رضي الله عنهم وارضاهم وقول النبي عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة هو كقوله الحج عرفة وكقوله الدعاء هو العبادة فان قوله الدين النصيحة يدل على عظم مكانة النصيحة من دين الله وان دين الله تبارك وتعالى قائم على النصيحة فيما يتعلق بالاعتقاد والايمان بالله وباصول الايمان التي امر الله سبحانه وتعالى عباده بها وايضا فيما يتعلق بالتعبدات الدينية والتقربات الى الله فكل ذلك قائم على النصيحة وايضا فيما يتعلق بالتعاملات بين العباد فهو قائم على النصيحة ارادة وفعلا قائم على النصيحة ارادة وفعلا قالوا لمن يا رسول الله قال لله والنصيحة لله جل وعلا تكون بالايمان به ومحبته سبحانه وتعظيمه وتحقيق العبودية له واخلاص الدين والبراءة من الشرك والخلوص منه وحسن الاقبال على الله تعبدا وتذللا وخشوعا واستكانة وطلبا لمرضاته جل في علاه قال ولرسوله والنصيحة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام تكون بمحبته وتعزيره وتوقيره والتعزير النصرة والتوقير والاحترام لتعزروه وتوقروه اي لتنصروه وتنصروا الدين الذي جاء به وتحترموه وتعرفوا قدره ومكانته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولابد ان تكون المحبة له صلى الله عليه وسلم مقدمة على محبة النفس والوالد والولد والناس اجمعين فهذا من النصيحة له عليه الصلاة والسلام ومن النصيحة له ان تعرف مكانته وقدره وانه اولى بالمؤمنين من انفسهم فهو احرص على كل مسلم من نفسه وانصح لكل مسلم من نفسه واشفق على كل مسلم من نفسه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ومن النصيحة للرسول عليه الصلاة والسلام تصديق اخباره والائتمان باوامره والانتهاء عن نواهيه وان لا يعبد الله جل وعلا الا بما جاء عنه صلى الله عليه وسلم ولهذا فان من النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم ايضا مجانبة البدع مجانبة البدع والاهواء ومن يرتكبون البدع ويمارسونها هذا من ضعف النصيحة عندهم للرسول عليه الصلاة والسلام ولو كان قامت في قلوبهم نصيحة صادقة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لما قدموا اهواءهم على قول الرسول وعلى ما جاء به الرسول صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقوله ولكتابه اي كتاب الله جل وعلا بتعظيم الكتاب ومعرفة عظيم مكانته وانه وحي منزل من رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين وانه كتاب هداية يهدي للتي هي اقوم ويدل للتي ارشد وفيه تبيان لكل شيء وفيه النصيحة للعباد والهداية لكل خير والدلالة على كل فضيلة ومن النصيحة لكتاب الله ان يقرأ وان يحرص المرء على فهمه وتدبر تدبر اياته وعقل معانيه ودلالاته وان يعنى بالعمل بما دل عليه كتاب الله سبحانه وتعالى وان يحرص على ان يكون هذا الكتاب حجة له لا عليه وقوله ولائمة المسلمين النصيحة لائمة المسلمين وهم العلماء والامراء اما العلماء فبمعرفة اقدارهم ومكانتهم وانهم الموقعون عن الله فيرجع اليهم يستفاد من علومهم وتعرف اقدارهم ومكانتهم كما قال عليه الصلاة والسلام ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا قدره فتعرف اقدار العلماء وتعرف مكانتهم ويبتعد عن الغش لهم والوقيعة فيهم والسلب لهم والوقيعة في اعراضهم فان هذا من اعظم الاثم واكبر الذنب ويحرص على سلامة القلب تجاه اهل العلم والفضل والخير ويحرص على الاستفادة من علومهم وسؤالهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون والله سبحانه وتعالى ميز العلماء وشرفهم قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجة والنصيحة للامراء والحكام بتقوى الله سبحانه وتعالى فيهم ومجانبة غشهم وخيانتهم وطاعتهم في غير معصية الله وطاعتهم في غير معصية الله سبحانه وتعالى والبعد عن الافتيات عليهم ونزع اليد من طاعتهم فان ذلك من اعظم الامور الجالبة للسرور والناشرة للشر والفساد بين الناس لان امور الناس لا تنتظم الا بجماعة ولا جماعة الا بامير ولا امير الا بسمع وطاعة فمن النصيحة لولي الامر ان يسمع له ويطاع في غير معصية الله ومن النصيحة لولاة الامر الدعاء لهم بان يوفقهم الله وان يسددهم وان يهديهم وان يرزقهم البطانة الصالحة ومن النصيحة لولاة الامر تجنب سبهم وقد جاء في الحديث عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام انه قال لا تسبوا امرائكم وهو ثابت عنه عليه الصلاة والسلام فاصبروا فنهى عن سبهم والنصيحة لهم انما تكون بالدعاء لهم. ان يهديهم الله ان يصلحهم ان يوفقهم ان يدلهم الى الخير ان يرزقهم البطانة الصالحة الناصحة وقوله عامتهم عامة الناس من عدا ولاة الامر والنصيحة لهم ان يعاملوا بالمعاملة الطيبة والاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة التي جاءت بها شريعة الاسلام وتقوم النصيحة لعامة المسلمين على امرين امر يتعلق بالقلب وامر يتعلق بالجوارح اما الذي يتعلق في القلب فهو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه واما الذي يتعلق بالجوارح فكما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم وان تأتي للناس الذي تحب ان يؤتى اليك اي ان تعاملهم بالمعاملة التي تحب ان ان تعامل بها فمن كان يحب لاخوانه المسلمين ما يحب لنفسه ويعاملهم في المعاملة التي يحب ان يعامل بها فقد قام بالنصيحة. ارادة وفعلا لان هذين الحديثين جمع ما تقتضيه النصيحة وتستوجبه نحو عباد الله الحاصل ان هذا حديث جامع وعظيم وهو من جوامع تكلم النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال سهيل نعم قوله قال سهيل قال لي ابي يا بني احفظ هذا الحديث قال لي يا بني احفظ هذا الحديث. هذه والله كلمة جميلة وتدلنا على عظم عناية السلف في تربيتهم لاولادهم وتأديبهم بالاداب الرفيعة وعنايتهم بابنائهم ان يحفظوا احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام فوالد سهيل بن ابي صالح حثه على حفظ هذا الحديث حثه على حفظ هذا الحديث والعناية بحفظه وهكذا ينبغي على الاب الناصح لولده ان يهدي لولده بين الوقت والاخر حديثا ويقول يا بني احفظ هذا الحديث ويبقى هذا الحديث زادا لابنه في حياته كلها ولا سيما اذا وفق الابن حفظ الحديث حفظا متقنا حرص على فهم الحديث ومعرفة مدلوله فانه يبقى له زادا في حياته كلها. نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى قد سألنا سائل عن هذا الحديث فقال تخبرني كيف النصيحة لله عز وجل وكيف نصيحة لكتاب الله جل ثناؤه. وكيف النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكيف النصيحة لائمة المسلمين؟ وكيف النصيحة لعامتهم فاجبناه فيه كيف النصيحة على هذا الترتيب الذي سأل عنه يجزئ فينبغي لكل مؤمن عاقل قريب يطلبه ويتعلمه. والله الموفق لذلك. يقول الاجري رحمه الله ان سائلا سأله وعن هذا الحديث طلب من الاجري ان يخبره كيف النصيحة لله وكيف النصيحة لكتابه؟ وكيف النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم وكيف النصيحة لائمة المسلمين؟ وكيف النصيحة لعامة المسلمين تقول سألني سائل عن كيفية ذلك كله. قال فاجبناه فيه كيفية النصيحة على هذا الترتيب الذي سأل عنه يجزئ. يعني على نفس النحو يشير رحمه الله الى انه افرد رسالة بناء على سؤال هذا السائل ورتب فيها النصيحة على هذه على هذا الترتيب الذي ورد في الحديث النصيحة لله ثم النصيحة كتابه ثم النصيحة لرسوله ثم النصيحة لائمة المسلمين ثم النصيحة لعامتهم فافرد ذلك في رسالة ايضا حث على الاطلاع عليها يقول فينبغي لكل مؤمن عاقل قريب يطلبه ويتعلمه جمع جمعا في في في هذا الباب ورتبه على نحو الحديث وذكر في كل اه اه كل امر من هذا الامور ما يتعلق به من نصيحة مطلوبة وافرد ذلك في رسالة لكن اه هذه اه الرسالة آآ لا اعلم لها وجودا في وقتنا ولم ارى لها ذكرا ايظا هي ترجمة اه الامام الاجري رحمه الله تعالى. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا محمد بن الحسن البلخي قال حدثنا ابن المبارك قال ثنى زكريا بن ابي زائدة عن الشعبي قال سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنه يقول على المنبر واهوى باصبعيه الى اذنيه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فالحلال بين والحرام بين وبينهما شبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي حول الحمى يوشك ان يقع فيه الا ان لكل ملك حمى الاوان حمى الله الاوان حمى الله عز وجل محارمه قال محمد بن الحسين رحمه الله ولنا في هذا جواب اخر حسن وجميع الخلق فقراء الى علمه لا يسعهم جهله فمن اراد له طلبه ومن طلبه وجده ان شاء الله تعالى ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث النعمان ابن بشير اه رضي الله عنه وهذا الصحابي اه الجليل رضي الله عنه توفي النبي صلى الله عليه وسلم وعمره ثمان سنوات توفي النبي صلى الله عليه وسلم وعمره ثمان سنوات فتحمل هذا الحديث في صغره تحمله في هذا العمر وعمره ثمان سنوات او اقل لانها توفي النبي صلى الله عليه وسلم وعمره ثمان سنوات ويحتمل انه سمعه قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بوقت فتحمل هذا الحديث صغيرا وهذا اخذ منه آآ اهل العلم جواز تحمل الصغير للحديث جواز تحمل الصغير للحديث كما هو الشأن في النعمان ابن بشير اه رضي الله عنه وارضاه ثم ان النعمان ابن بشير رضي الله عنه خطب الناس وقال على المنبر وهو يخطب الناس واهوى باصبعيه الى اذنيه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكر الحديث فخطب الناس على المنبر بهذا الحديث العظيم وهو على المنبر يشير الى اذنه رضي الله عنه وارضاه ويقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم واهوى باصبعيه الى الى اذنه تحقيقا وتأكيدا للسماع سماعه من الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة بلا واسطة ومما يستفاد من هذا السياق ان هذا الحديث ما الاحاديث الجامعة العظيمة التي ينبغي ان تلقى بين وقت واخر على مسامع الناس من خلال منبر الجمعة لانه حديث عظيم جدا والناس بامس الحاجة اليه بل قال بعض اهل العلم ان الاحاديث التي تدور عليها احكام الدين فارجع الى ثلاثة احاديث حديث انما الاعمال بالنيات وحديث من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وحديث النعمان الحلال بين والحرام بين فعد هذا الحديث من احاديث ثلاثة يدور عليها الدين كله وهذا يدل على عظم شأن هذا الحديث وحاجة الناس الى ان يلقنوا هذا الحديث وان يبين لهم وان يشرح لهم وان توضح لهم معانيه وتبين له تبين لهم دلالاته حتى يفقهوا هذه الاصول العظيمة والقواعد المتينة التي اشتمل عليها هذا الحديث المبارك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحلال بين والحرام بين الحلال بين اي واضح وظاهر هو ما احله الله سبحانه وتعالى فالحلال ما احله الله والحرام ما حرمه الله والرسول عليه الصلاة والسلام مبلغ عن الله وقول النبي عليه الصلاة والسلام اني حرمت المدينة كما حرم ابراهيم مكة اي اظهرت حرمة المدينة كما اظهر ابراهيم حرمة مكة لان الذي يحلل ويحرم هو الله رب العالمين الحلال ما احله الله والحرام ما حرمه سبحانه وتعالى والدين ما شرعه جل في علاه فقوله عليه الصلاة والسلام الحلال بين والحرام بين اي واضح وظاهر الحلال ما احله الله والحرام ما حرمه الله ليحلهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث فالحلال ما احله الله لعباده والحرام ما حرمه الله سبحانه وتعالى لعباده هذا واضح وهذا واضح نعم قد يكون بين هذين الواضحين الحرام البين والحلال البين قد تكون امور مشتبهة قد تكون امور مشتبهة فالحلال بين واضح وظاهر والحرام بين ايظا واظح وظاهر لكن بينهما يعني بين الحلال والحرام امور مشتبهات قال وبينهما شبهات وكما في بعض الروايات امور مشتبهات قال لا يعلمها كثير من الناس ما قال لا يعلمها كل الناس قال لا يعلمها كثير من الناس لم يقل لا يعلمها كل الناس ماذا يستفاد من ذلك ماذا يستاذ من قوله لا يعلمها كثير من الناس لم يقل كل الناس ان بعض الناس يعلمونها من هم اهل العلم الراسخون في العلم اهل الفقه البصيرة في دين الله ولهذا تجد احيانا بعض الناس يذهب الى عالم ويقول يا شيخ هذا مشتبه علي ما حكمه فيقول يجوز لان الله قال كذا ولان الرسول قال كذا ويذكر له الادلة فابين عند العالم الذي اتاه الله البصيرة والفقه في دين الله ولهذا قال لا يعلمهن كثير من الناس هذا يستفاد منه ان بعض الناس يعلمونها هل هي من الحلال او هي من الحرام فيستفاد من ذلك اهمية الرجوع الى العلماء تعويل على كلامهم وان هذا من النصيحة لهم كما تقدم في حديث تميم رضي الله عنه قال وبينهما مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس ثم بين عليه الصلاة والسلام الطريقة المثلى الواجب سلوكها مع الامر الذي يشتبه على الانسان لم يتبين له هل هو حلال او هل هو حرام؟ لا يدري لا يدري هل هو حلال او حرام كيف يتعامل معه قال عليه الصلاة والسلام فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه فارشد عليه الصلاة والسلام الى ان المشتبه يتقى يجتنب المشتبه يتقى يجتنبه العبد لماذا قال عليه الصلاة والسلام فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه اي طلب لنفسه البراءة في الدين والعرض اما البراءة في الدين فهذا فيما بين العبد وبين الله واما البراءة في العرض فهذا فيما بين العبد وبين الناس فاذا تجنب العبد المشتبهات حصل البراءة لدينه فيما بينها وبين الله سبحانه وتعالى سلامة الدين بينه وبين الله وحصل ايضا سلامة العرض فيما بينه وبين الناس فيسلم له دينه ويسلم له عرظه فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام قوله ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام يحتمل احد معنيين اما انه وقع في الحرام اي وقع فيه فعلا من حيث لا يشعر ولا يعلم انه انه وقع في الحرام بحيث يكون هذا المشتبه الذي فعله من المحرم. وفعله ووقع في الحرام وهو لا يشعر وقع في الحرام وهو لا يشعر ويحتمل ان قوله اه وقع في الحرام اي ان هذه المشتبهات وقوع الانسان فيها يجره الى الوقوع في الحرام فاتقاء الشبهات يكون سد بينه وبين الحرام. فاذا وقع في الحرام كانه هدم السد الذي بينه وبين الحرام فيجره ذلك الى الوقوع في الحرام يجره ذلك الى الوقوع في الحرم يجره الى ان يقع في الحرام والنبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ظرب لنا مثالا توظيحيا يوظح لنا هذه المسألة بشكل واضح جلي فقال صلوات الله وسلامه عليه كالراعي حول الحمى كالراعي حول الحمى يوشك ان يقع فيه الاوان لكل ملك حمى الاوان حمى الله محارمه الحمى يراد به الامكنة الخصبة الجيدات الجيدة المرعى والتي يحميها بعض الملوك او بعض الرؤساء او بعض ذوي الشوكة ويحضرون على اصحاب المواشي والاغنام والابل ان يدخلوها ويرتبون على دخولها مثلا عقوبات لمن يدخل في الحمى فمن جاء باغنامه من جاء باغنامه الى مكان قريب من الحمى من جاء باغنامه الى مكان قريب من الحمى اوشك ان يرتع فيه اوشكت ان تدخل اغنامه في المرأة فيتعرض للعقوبة تتعرض للعقوبة هذا مثل ذكره النبي عليه الصلاة والسلام للتوضيح قال الاوان لكل ملك حمى الا وان حمى الله محارمه قال وان الله الا وان حمى الله محارمه رحم الله هي المحارم الامور التي حرمها على العباد. نعم فالواجب على العبد ان يحذر من الدخول في الحرام وان يحذر في الوقت نفسه من القربان من الحرام. من القرب للحرام فيحتاط لدينه يطلب الحيطة لدينها يحذر من الوقوع في الحرام ومن القرب منه ولهذا لاحظ ان النصوص التي جاءت في التحذير من الكبائر جاءت بصيغة الامر بالاجتناب ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه اجتنبوا السبع الموبقات هذا فيه حث على ان يكون المرء في جانب بعيد عنها. لا يقرب حوله ولا يحول ولا يحوم حول حمائها ولا يفعل اسباب الموصلة اليها لماذا؟ لانه اذا حام اذا حام حول الحمى اوشك ان يرتع فيه وثمة حديث في المسند وغيره عن نبينا عليه الصلاة والسلام ايضا يوضح لنا هذا الامر وهو قوله عليه الصلاة والسلام ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران انتبه للمثل فانه نافع جدا ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبي جنبتي الصراط سوران وفي السورين ابواب على يمينك ويسارك وانت تمشي في الصراط المستقيم سوران وفي السورين ابواب ابواب عديدة على يمينك ويسارك وعلى الابواب ستور مرخاة وداعا يدعو في اول الصراط يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا وداعا يدعو من جوف الصراط يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلجه وهذا موضع الشاهد فانك ان فتحته تلجه ثم قال عليه الصلاة والسلام اما الصراط المستقيم فهو الاسلام واما السوران فحدود الله واما الابواب التي عليها سطور مرخاة فمحارم الله هذه ابواب تدخل على ماذا على الحرام واما الابواب التي عليها سطور مرخاة فمحارم الله هذي ابواب وهي كثيرة على يمين الماشي على الصراط وشماله ابواب كثيرة تدخله على الحرام والابواب التي تدخل الى الحرام ليس عليها ابواب لها اقفال وكوالين تحتاج ان يقف ويعالج لا عليها ستار طيب ومعروف ان الباب الذي عليه ستارة ما يكلف الداخل جهد ولا يحتاج الى فتح يدخل ويدفع الستارة بكتفه ويدخل ما تأخذ منه وقت ولهذا الدخول الدخول الى الحرام نسأل الله العافية والسلامة لنا ولكم ولذرياتنا فالدخول الى حرام ما يحتاج وقت تجد احيانا الانسان يمشي في طريق مستقيم ثم فجأة يستجره الشيطان وقرناء السوء او النفس الامارة ينفتل الى طريق محرم ينفتل الى طريق محرم ويجد نفسه قد دخل في الحرم فابواب الحرام عليها الستور ولهذا ينبغي على الانسان ان يكون حذرا من هذه الابواب لا يقربها لا يأتي ويقول لنفسه اكشف الستارة فقط وانذر ماذا وراءها لا اقول لنفسي فقط ادخل خطوة واحدة وانظر ماذا يوجد وهكذا يتدرج الشيطان باكثر الناس حتى يوقعهم في الحرام حتى يوقعهم في الحرام ولهذا قال الله لا تتبعوا خطوات الشيطان سبحان الله الدخول في المعصية مثل له العلماء بمثال جميل جدا جدا جميل يوضح الامر عندما تأتي الى وهذا المثال ذكره الامام احمد وغيره عندما تأتي الى مكان فيه طين الارض وحل وفيها طين ثيابك بيظاء ونظيفة وجديدة والمكان فيه طين وانت بحاجة الى ان تمر ماذا تصنع في اول امر كيف يكون مشيك تجد انك في غاية الحذر في غاية الحذر تنظر الى الصخور المرتفعة وتخطو بحذر من صخرة الى صخرة من مكان نظيف الى اخر لكن اذا اصاب الثوب قليل من الطين وتلوث بعض اطرافه ومشى وتلوث بعض اطرافه ماذا يصنع الانسان حينئذ ها اي شيء يصنع يدخل يدخل ولا يبالي وهكذا الدخول في دخول الانسان في الحرام تجد اول ما يدخل خائف وحذر ومتوقي ويحتاط ويتجنب وخلق واذا خطا خطوتين دخل دخل ولم يبالي وحتى احساسه يتبلد ولهذا اسمع في الحديث وداعا من جوف الصراط وداعا من جوف الصراط يقول يا عبد الله لا تفتح الباب يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلجه ما هو هذا الداعي قال النبي صلى الله عليه وسلم واما الداعي من من جوف الصراط فهو واعظ الله في قلب كل مسلم هذا الواعظ مهم جدا الذي جعله الله في قلب المسلم لكن اذا كثر الاحساء كثر الامساس قل الاحساس يظعف هذا الواعظ ويتبلد لكن في بداية الامر تجد الانسان خائف وقال يقول نفسه يقول يقول انا والله ما لست مرتاح انا من لست مطمئنا لكن اذا تعمق زال القلق وذهب الاحساس تبلد احساس ولم يبالي وهذا من نعمة الله على المؤمن ان جعل في هذا هذا الاحساس الذي يحجز عن الدخول في الحرام اذا بدأ يخطو في اول الطريق احس بقلق وعدم ارتياح وعدم طمأنينة الاثم ما حك في نفسك فاذا وجد من نفسه هذه الامور عليه ان يكف ويستفيد من هذا الواعظ الذي جعله الله سبحانه وتعالى في قلبه يستفيد من هذا الواعظ الذي جعله الله سبحانه وتعالى في قلبه قال الا وان لكل ملك حمى الاوان حمى الله محارمه. الاوان حمى الله محارمه. محارمه اي الامور التي حرمها سبحانه وتعالى على العباد قوله في صدر هذا الحديث الحلال بين الحرام بين الحلال بين اي ما احله الله كما تقدم والحرام بين اي ما حرمه الله. لكن من دخل في هذه القضية بدون مبالاة بما احله الله وما حرمه سبحانه وتعالى كيف تكون القاعدة عنده في هذا الباب القاعدة في ضوء الحديث الحلال بين اي ما احله الله والحرام بين اي ما حرمه الله لكن من لم يقم لهذه القواعد وهذه الاصول وزنا واخذ يتعامل بدون مبالاة تكون القاعدة عنده في في هذا الباب ان الحلال محل في اليد الحلال ما حل باليد الشيء الذي ظفر به وحصل عليه باي طريقة كانت غش سرقة ايا كان هذا هو الحلال عنده والحرام ما انحرم من الوصول اليه ومن تحصيله وهذا فعلا ظابط موجود عند بعظ الناس وان لم يصرح به بمقاله فان افعاله تدل على ذلك وان هذه طريقته في التعامل في الحلال والحرام والعياذ بالله والموفق من عباد الله من يتق الله عز وجل ويحرص على فقه الحلال والحرام ويحرص على اتقاء المشتبهات حفظا لدينه وصيانة لعرظه وتحقيقا لتقوى ربه جل في علاه. نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى ولنا في هذا جواب اخر حسن وجميع الخلق فقراء الى علمه لا يسعهم جهله. فمن اراده طلبه ومن طلب فوجده ان شاء الله تعالى. هذه اشارة منه رحمه الله انه ايضا افرد هذا الحديث انه افرد هذا الحديث برسالة قال لنا في هذا جواب اخر حسن يعني فيه توسع وتفصيل وبيان آآ لهذا الحديث واشار الى ان من اراده طلبه ومن طلبه وجده وايضا هذا الحديث لا اعرف له اه وجودا وفي كتب التراجم كتب التراجم ذكروا من مصنفاته كتاب الشبهات كتاب الشبهات قد يكون آآ هو المعني هنا وقد يكون غيره الله تعالى اعلم لكن في اه ذكر ابن خير في فهرسة ما رواه عن شيوخه من مصنفات الاجري رحمه الله كتاب الشبهات كتاب الشبهات وقد يكون المراد به شرح هذا الحديث او يكون شيء اخر الله تعالى فاعلم ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع قريب مجيب جزاكم الله خيرا