الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الاجري رحمه الله تعالى في كتاب الاربعين حدثنا الفريابي قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساء بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثني خالي خبيب ابن ابن عبد الرحمن عن جد حفص بن عاصم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة في ظل الله عز وجل يوم لا ظل الا ظله. امام مقتصد وشاب نشأ في لعبادة الله عز وجل وطاعته حتى توفي على ذلك. ورجل ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه من خشية الله عز وجل ورجل لقي اخر فقال له والله اني لاحبك في الله عز وجل. وقال الاخر والله اني لاحبك في الله عز وجل. ورجل قلبه متعلق بحب المساجد حتى يرجع اليها ورجل اذا تصدق اخفى صدقة يمينه عن شماله ورجل دعته امرأة ذات جمال ومنصب فقال اني اخاف الله رب العالمين قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى وقد رسمت جزءا واحدا في صفة واحد واحد من هؤلاء ونعتهم على الانفراد يفهمه من اراده يفهمه من لعلها رسمت ونعتهم معطوفة على على قوله رسمت جزءا ونعتهم اي وصفتهم ونعتهم على الانفراد يفهمه من اراده وجده ان شاء الله فانه حديث شريف يتأدب به جميع من يعبد الله تعالى جميع من يعبد الله تعالى لا يتعب في علمه الا عاقل ولا يستغني عنه الا جاهل. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم ثم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى طرفة عين. اما بعد فهذا الحديث التاسع والثلاثون من احاديث الاربعين التي جمعها الامام محمد ابن الحسين الاجري رحمه الله تعالى. وهو حديث سبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. وفي هذه الساعة الطيبة وبدي هذا لقاء توجه الى الله سبحانه سائلا اياه باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله ان يجعلنا اجمعين ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله بمنه وكرمه انه وتعالى جواد كريم لا يرد من سأله سبحانه وتعالى قال النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث العظيم حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال سبعة في ظل الله عز وجل يوم لا ظل الا ظله. هذا الظل الذي اليه الاشارة في هذا الحديث العظيم يكون في يوم عصيب جدا وفي موقف عظيم يوم يقف الناس قياما بين يدي رب العالمين جل وعلا حافية اقدامهم عارية اجسامهم. في يوم مقداره خمسين الف سنة وفي ذلك اليوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق وذلك اليوم هو وذلك اليوم هو اشد الايام حاجة الى الظل هو اشد الايام حاجة الى الظل. لان الابدان عارية والاقدام حافية والشمس قريبة قريبة من رؤوس الخلائق ولا يوجد على الارظ بنيان او اشجار او امكنة يؤوى اليها ليستظل بها فان الناس يقفون على ارض عفراء منبسطة لا انخفاض فيها ولا ارتفاع ولا بناء فيها ولا شجر واضافة الى ذلك كله فان الشمس تدنو من رؤوس الخلائق ولهذا فان ذلك اليوم هو اشد الايام تكون الحاجة فيه الى الظل وفي ذلك اليوم العظيم سبعة ذكر النبي عليه الصلاة والسلام اوصافهم واعمالهم في هذا الحديث التي استوجبت بفضل الله سبحانه وتعالى نيلهم للظلال. بان يظلهم الله في ذلك اليوم في ظله يوم لا ظل الا ظله يوم لا ظل الا ظله فذلك اليوم العظيم لا ظل الا ظل الله عز وجل ولا عفو الا عفوه ولا رحمة الا رحمته ولا فضل الا فضله ولا ملجأ الا اليه جل في علاه قال سبعة في ظل الله عز وجل يوم لا ظل الا ظله اضافة الظل الى الله جل وعلا اضافة خلق تشريفا اضافة الظل الى الله سبحانه وتعالى اظافة خلق تشريفا لهذا الظل اظافه الله سبحانه وتعالى لنفسه مثل كثير من الاشياء التي تضاف الى الله مثل كثير من المخلوقات التي تظاف الى الله سبحانه وتعالى على وجه التشريف لها كبيت الله وعباد الله ونحو ذلك من الاوصاف او الاعمال التي تظاف تضاف الى اه الى الله سبحانه وتعالى ويكون الغرض من هذا الوصف او اضافة هذه الاشياء الى الله سبحانه وتعالى التشريف لها. الحاصل ان اضافة الظل الى الله سبحانه وتعالى اضافة خلق تقتضي التشريف لهذا المضاف الى الله سبحانه وتعالى وجاءت بعض الاحاديث في هذا الباب وهي في الغالب والله تعالى اعلم مفسرة مفسرة الظل المراد هنا فجاء في بعض الاحاديث في هذا الباب يظلهم الله في ظل عرشه. وظلهم تظلهم الله في ظل عرشه ستكون مثل هذه الروايات في الغالب والله تعالى اعلم مفسرة لهذه الروايات المطلقة قال سبعة في ظل الله عز وجل يوم لا ظل الا ظله امام مقتصد امام مقتصد والمراد بمقتصد اي عادل في حكمه والمراد بعادل في حكمه اي انه يحكم فيهم بحكم الله ويعمل فيهم كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. اذ لا عدل الا بالحكم بالكتاب والسنة فمن لم يحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهم جانب للعدل مباين له فقوله امام اه مقتصد يراد بمقتصد اي في حكمه حيث لا يحكم فيهم الا بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. ويفسر هذا ايضا بعض الروايات الاخرى للحديث امام عادل امام عادل فقوله مقتصد اي اه احكامه كلها عدل في ضوء الكتاب والسنة بلا غلو ولا جفاء ولا افراط ولا تفريط فهو مقتصد في احكامه اي مقتصر فيها على حكم الله لا غلو عنده ولا جفاء ولا افراط عنده ولا تفريط وقدم الامام العادل على غيره لعموم نفعه قدم الامام العادل على غيره لعموم نفعه لان صلاح الراعي صلاح للرعية وانظروا في ذلك قول ابي هريرة رضي الله عنه القلب ملك فاذا طاب الملك طاب الجند واذا خاب الملك خاب الجند فالرعية في الغالب تبع للراعي صلاحه صلاح لهم وفساده مضرة عليهم وشر هذا في الغالب وتشبيه ابي هريرة رضي الله عنه القلب بالملك باعتباره الغالب اما القلب شأن البدن معه انه تبع له انه تبع له لا يتخلف عن مراد القلب لكن الجند قد يطيب الملك ويفسد بعضهم او يخيب الملك ويصلح بعضهم لكن القلب اذا طاب طابت الاعضاء ولابد واذا فسد فسدت الاعضاء ولا بد كما قال النبي عليه الصلاة والسلام الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كلاما معناه ان قول النبي عليه الصلاة والسلام اشد واتم قال وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل وطاعته حتى حتى توفي على ذلك. حتى توفي على ذلك ذكر الشاب فالنشأ على الطاعة لان مرحلة الشباب مرحلة حرجة وهي مرحلة النشاط والقوة وهي مظنة اتباع الشهوات الا من سلمه الله وفي حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم عجب ربكم لشاب ليست له صبوة لان الشباب مظنة الصبوة مظنة الصبوة اي ان يحصل منه شيء من الوقوع في بعض الشهوات او الملذات المحرمة يدفعها اليه شبابه وفتوته وقوته ونشاطه فاذا نشأ الشاب من اول امره على طاعة الله سبحانه وتعالى ليس له صبوة محافظا على العبادة ملازما للطاعة مجانبا المعصية مجاهدا لنفسه في لنفسه في ذلك الى ان يتوفاه الله تبارك وتعالى فانه يكون يوم القيامة من اهل فالظلال يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله قال ورجل ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه من خشية الله ذكر الله خاليا خاليا هذا اشارة الى البعد عن الرياء والتصنع للخلق والتباكي امامهم من اجل كسب محمدتهم وثنائهم سواء في حلق العلم او في الامامة او غير ذلك فقد يقع من ذلك اشياء من البكاء تصنعا يراد به كسب ثناء الناس ومدحهم فما كان من من ذلك لا يقبله الله ولا حظ له في هذا العمل من مثوبة الله لان الله جل وعلا لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا في وجه يبتغى به مرضاته وثوابه جل في علاه فقد قال في الحديث القدسي جل وعلا انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركة اي ان الله لا يقبل منه عمله خاليا هذا فيه الاشارة الى المجانبة مجانبة التصنع للخلق والرياء وانما يبكي خشية لله وخوفا من الله قال رجل ذكر الله عز وجل خاليا وذكر الله جل وعلا اعلى مراتبه وهو المعني هنا ذكره بالقلب واللسان معا ذكره بالقلب واللسان معا. اي ذكر الله بقلبه معظما مكبرا منزها مقدسا موحدا وذكره تبارك وتعالى بلسانه بالالفاظ المقتضية لذلك. الله اكبر وسبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله وهذه الكلمات الاربع هي احب الذكر الى الله فاحب الكلام الى الله سبحانه وتعالى والذكر هنا يتناول ذكر الله بهذه الكلمات تناولا اوليا لانها اعظم الذكر ويتناول ايضا قراءة اه القرآن ويتناول ايضا غير ذلك من الاذكار المشروعة المأثورة ومن ذكر الله سبحانه وتعالى قراءة كتب العلم التي يعرف بها الله ويعظم جل وعلا فهذا من اعظم الذكر لله واعلم انك اذا قرأت كتابا في الاعتقاد على نهج اهل السنة حريصا على المعرفة بربك سبحانه وتعالى فان قراءتك هذه من اعظم الذكر لله وكم لها من الاثر البالغ عليك في تحقيق خشية الله ومحبته وتعظيمه جل وعلا ولا سيما ما يتعلق بفقه اسمائه الحسنى وصفاته العليا جل وعلا ومن كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد قال ففاضت عيناه من خشية الله اي ان هذا هو سبب فيضان العين بالدموع انها فاضت من الخشية والخشية اصل العبادة وروحها قد قال الله سبحانه وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء ولهذا قيل ان اصل العلم خشية الله اصل العلم خشية الله تبارك وتعالى قال ورجل لقي اخر فقال له والله اني لاحبك في الله عز وجل وقال الاخر والله اني لاحبك في الله عز وجل ولفظ الحديث في بعض رواياته رجلان رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه رجلان تحابا في الله وجميع ما ذكر في الحديث يذكر رجل رجل الا هذا الموضع لان المحبة تفاعل بين طرفين بين شخصين هذا يحب هذا وذاك يحبه تفاعل بينهما محبة متبادلة هذا يحب الاخر في الله والاخر ايضا يحبه في الله فان هذا التحاب في الله من اعظم الخصال الموجبة للظلال تحاب في الله جل وعلا هل تحب المرء لا تحبه الا لله لما ترى بما ترى فيه من طاعة وعبادة واقبال على الله سبحانه وتعالى فيقع في قلبك محبة له في الله وتخبره بذلك كما هي السنة الثابتة عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فان هذا من اعظم الخصال الموجبة للظلال واذا كان هذا من اعظم الخصال الموجبة للظلال فان نقيضه والعياذ بالله من اعظم موجبات الحرمان عندما يوجد بين اهل الخير والفضل والنبل والطاعة تهاجروا وتقاطع وتدابر وتنابذ بلا موجب شرعي ولكن فتنة من الشيطان يوقعها بينهم فيحرمهم هذه الخصال العظيمة فان مثل ذلك من اعظم اسباب الحرمان عياذا بالله من اعظم اسباب الحرمان الحاصل ان من الخصال العظيمة الموجبة للظلال في ذلك اليوم العظيم التحاب في الله قال رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه اي انهما في تلاقيهما واجتماعهما على هذه المحبة ايضا اذا كان كل واحد منهما في بلد وبعيد عن الاخر فالمحبة قائمة في القلوب فان محبتهما وان تاب وان تباعدت الابدان فان القلوب متقاربة محبة في الله سبحانه وتعالى قال ورجل ورجل ورجل قلبه متعلق بحب المساجد حتى يرجع اليها قلبه متعلق بحب المساجد حتى يرجع اليها تعلق القلب بالمساجد حبا لها هذا من شدة تعظيم المساجد والمعرفة بحرمتها ومكانتها وانها احب البقاع الى الله كما صح بذلكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراد بهذا الحب بالدرجة الاولى العناية باداء الصلوات الخمس في المساجد وواجب اوجبه الله على العباد يأثم الرجال بتركه الا من عذر قد قال عليه الصلاة والسلام من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له الا من عذر فالصلاة في الجماعة في حق الرجال واجبة فاعظم ما يكون تعلق القلب بالمساجد من اجل هذه الصلوات الخمس ثم ما يتبع ذلك من الامور المندوبة في انتظار الصلاة بعد الصلاة والجلوس في حلق العلم قراءة القرآن وذكر الله ونحو ذلك من العبادات التي تزيد العبد طمأنينة واقبالا على الله تزيده ايمانا وخضوعا لله سبحانه وتعالى فذكر النبي عليه الصلاة والسلام من هؤلاء السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله رجل قلبه متعلق بحب المساجد رجل قلبه متعلق بحب المساجد حتى يرجع اليها بعض العلماء شبه من كان كذلك من شبه من كان كذلك بتعلق قلبه بالمسجد كحال السمكة في الماء كحال فالسمكة في الماء فانه اذا خرج من المسجد يشعر انه بحاجة الى الرجوع اليه وقلبه مرتبط بالمسجد وينتظر الصلاة اذا قظى حاجته واقبلت الصلاة رجع الى المسجد وبادر الى بيت الله سبحانه وتعالى فشأنه مع المسجد كالسمكة في الماء قالوا والاخر شأنه مع المسجد كالطائر في القفص شأنه مع المسجد كالطائر في القفص الطائر في القفص يشعر انه ماذا في حبس ويريد ان يخرج يريد ان ينفك باسرع وقت ولهذا من كان كذلك يتضجر ويتململ ويضيق صدره لو طالت الصلاة ونحو ذلك يريد ان يخرج بسرعة ما ولا يأتي الا متأخرا فلا يرتاح والمسجد هو اعظم اماكن الراحة والطمأنينة اعظم اماكن الراحة والطمأنينة وقرة العين هو المسجد بيت الله سبحانه وتعالى فمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله رجل قلبه متعلق بحب المساجد حتى يرجع اليها قال ورجل اذا تصدق اخفى اخفى صدقة يمينه عن شماله اذا تصدق اخفى صدقة يمينه عن شماله اي ان الصدقة التي تكون منه صدقة سر بينه وبين الله بينه وبين الله حتى ان من مبالغة بعض اهل الفضل في صدقة السر وان تكون بينه وبين الله وحصل هذا من اعداد من السلف الاولين ان فالمعطى لا يدري من المتصدق. نفسه المعطى لا يدري. يأتي بعضهم ليلا الى بيت الفقير ويضع مثلا الطعام وزاد الفقير وحاجته عند بابه ثم يذهب واذا اصبح الفقير وجد هذا هذا بين يدي بابه صدقة لا يدري من الذي وظعها لا يدري من الذي وظعها وبعض الفقراء علموا بذلك بعد موت بعظ الصالحين وجدوها انها مجرد مات انقطعت فعرفوا انها منه من شدة اخفائه ومواظبته مواظبته على على ذلك وقوله عليه الصلاة والسلام اخفى صدقة يمينه عن شماله يعني لو قدر ان شماله تعلم وتطلع وتشاهد فانه من شدة اخفائه حتى يده الشمال لا لا تطلع على صدقته من شدة اخفائه لها. من شدة اخفائه لها فالمراد هنا صدقة السر التي تكون بين العبد وبين الله سبحانه وتعالى يتفقد بعض الفقراء وبعض المحتاجين ويتصدق عليهم صدقة لا يرجو فيها الا شيئا من الله انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا فهو يخفي صدقته ويدفعها سرا لاجل ذلك وقوله صدقة جاءت نكرة فيشمل ما كان من الصدقة قليلا او كثيرا واحيانا يكون القليل ابلغ من الكثير واوقع واعظم مثوبة كما جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال غلب درهم كم طلب درهم الف درهم او قال مئة الف غلب درهم الف درهم قالوا كيف ذلك يا رسول الله؟ قال رجل عنده درهما فتصدق باحدهما اي انه تصدق بنصف ماله والاخر عنده مال كثير واخذ من عرظ ماله الف درهم او مئة الف وتصدق بها ففرق بين من تصدق بنصف ماله ومن تصدق بشيء قليل من عرظ ماله الكثير فقد يغلب درهم واحد الالف ولهذا جاء في الحديث هنا تصدق بصدقة نكرة لتشمل كما قال العلماء القليل والكثير القليل والكثير فقد يتصدق المرء بريال واحد بريال واحد تصلح نيته فيه مع الله ويبارك الله في هذه الصدقة وانظر في ذلك الى قول النبي عليه الصلاة والسلام اذا تصدق احدكم بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله الا الطيب الا تلقاها الله بيمينه ورباها له كما يربي احدكم فلوه. حتى تكون يوم القيامة مثل الجبل تمرة واحدة تمرة واحدة تكون يوم القيامة مثل الجبل فالله سبحانه وتعالى واسع الفضل عظيم المن جل في علاه فمن موجبات الظلال يوم القيامة ان يتصدق الرجل صدقة السر بينه ووبين الله يخفيها ويحرص على اخفائها فابعد عن الرياء وغير ذلك من المقاصد ولهذا قيل ان في قصة المرأة البغي التي غفر لها لسقيها للكلب وهذه صدقة منها على الكلب ان عملها هذا نالت به نالت به هذا الغفران العظيم لما قام في قلبها من الاخلاص والرحمة لان لان مثل هذا العمل لو صنعها الانسان من اجل ان يراه الناس ويمدحوه ويثنوا عليه لم يقصد الا هذا لم يقبله الله منه لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل الا العمل خالص فهذه كانت في مكان وحدها ما ثمة الا الا هذا الكلب واشفقت عليه ورحمته وقامت بهذا العمل لله عز وجل فشكر الله لها عملها فغفر لها ذنوبها فالحاصل ان الصدقة السر لها شأن كبير ومن الثواب الذي يناله من وفق لذلك ان عمله هذا من الخصال الموجبة للظلال يوم القيامة قال عليه الصلاة والسلام رجل دعته امرأة ورجل دعته امرأة ذات جمال ومنصب دعته امرأة ذات جمال ومنصب فقال اني اخاف الله رب العالمين هنا اه اجتمعت عدة مغريات اجتمعت عدة مغريات للوقوع في المحرم وارتكاب الفاحشة ان المرأة هي الداعية دعته المرأة هي الداعية مثل ما حصل لنبي الله يوسف عليه السلام قال الله وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك وفي قراءة ائتوا لك يعني تزينت وتجملت فالحاصل ان ان هذا احد المغريات ان تكون هي الداعية يعني لم يكن الامر عن مراودة من الرجل لها ومحاولة من الرجل لها وانما هي الداعية وهي التي تريد ذلك وتراود على ذلك دعته امرأة ثم وصفت المرأة بوصفين ذات جمال وذات منصب ذات جمال اي على قدر من الحسن والجمال وهذا بحد ذاته مغري مغري للوقوع في هذا الامر المحرم والامر الاخر انها ذات منصب ذات منصب تمكينها مما تريد ربما يفيده من جهة المنصب الذي هي فيه فقد ينال حظوة ينال مكانة قد ينال رئاسة الى غير ذلك ما دام انها ذات منصب وذات المنصب فيها مطمع اكثر من غيرها وذات الجمال فيها مطمع اكثر من غيرها واذا كانت هي الداعية فالمطمع اكثر واكثر مع اجتماع هذه المغريات كلها قال اني اخاف الله قال اني اخاف الله رب العالمين اي الذي يمنعني من ذلك هو خوف الله خوف الله سبحانه وتعالى فهذا الخوف من الله عز وجل الذي هو اكبر حاجز للمرء عن المحرم اكبر حاجز واكبر رادع للمرء عن الوقوع في الحرام خوفه من الله ان يكون دائما يقوم في قلبه مخافة الله. وان يتذكر دائما اطلاع الله عليه ورؤيته له اذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب هذا اكبر زاجر يقول الشيخ الامام الشنقيطي رحمه الله تعالى اتفق اهل العلم على ان اكبر زاجر واعظم رادع ان تعلم ان الله يراك اكبر زاجر ان تعلم ان الله يراك فتخاف من الله تقول رب العالمين الذي خلقني ومدني بهذه الحواس وهذه القوة وهذه الصحة وهذه العافية يراني ويطلع علي كيف يليق انا اعصيه ونرتكب ما حرم علي فاتفق العلماء على ان اكبر زاجر مخافة الله ان تعلم ان الله يراك وانه مطلع عليك ومما يروى في هذا الباب ما ذكره ابن رجب رحمه الله في كتابه شرح كلمة الاخلاص ان اعرابيا راود اعرابية في الصحراء وقال لها مما تخافين؟ مما تخشين نحن الان في مكان لا يرانا الا الكواكب. لا يرانا الا النجوم. اي شيء تخافين منه؟ اي شيء تخشينه فقالت المرأة واين مكوكبها واين مكوكبها؟ اين خالق الكواكب؟ الا يرانا؟ فارتدع الرجل. ذكرته بالله والخوف من الله. سبحانه وتعالى. فهذا اكبر رادع اكبر رادع يردع الانسان عن المعصية وعن المحرم خوف الله سبحانه وتعالى وهذا رجل دعته امرأة ذات جمال ومنصب فقال اني اخاف الله والقول في رجل سواء في هذا هذا الموضع او جميع المواضع التي في الحديث ليس رجلا معينا مخصوصا وانما المراد من من حصل له هذا الوصف. في اي زمن فهو ليس رجل واحد بل كثير يوفقهم الله سبحانه وتعالى ويقومون بهذه اه او يتيسر لهم القيام بهذه الخصال او بشيء من هذه الخصال فيكونون باذن الله سبحانه وتعالى من اهل آآ الظلال يوم القيامة ثمان هذا الحديث ليس حاصرا للخصال الموجبة للظلال بل جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم احاديث اخرى في ذلك جاءت عنه عليه الصلاة والسلام احاديث اخرى في ذلك والعلماء رحمهم الله تعالى اعتنوا بجمع هذه الاحاديث ومنهم من افردها بالتصنيف مثل الحافظ ابن حجر افرد رسالة اسماها معرفة الخصال الموصلة للظلال معرفة الخصال الموصلة للظلال وكذلك السيوطي له رسالة آآ مطبوعة بعنوان تمهيد الفرش تمهيد الفرس في الخصال الموجبة لظل العرش وايضا له رسالة مختصر لهذه اه الرسالة وكلتاهما مطبوعتان في غلاف واحد وقد جمع هذه الخصال غير واحد من اهل العلم فهي ليست محصورة في هذه السبع بل جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث اخرى ذكر اه خصال زائدة على هذه السبع وقد جمع الحافظ ابو ابو اسامة رحمه الله هذه الخصال اه السبعة المذكورة في هذا الحديث في بيت واحد فقال رحمه الله وقال النبي المصطفى ان سبعة يظلهم الله الكريم بظله محب عفيف ناشئ متصدق وباك مصل والامام بعدله باك وباك مصل والامام بعدله قال محمد ابن الحسين قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى وقد رسمت جزءا واحدا في صفة واحد واحد من هؤلاء ونعتهم على الانفراد يفهمه من اراده يفهمه من اراده وجده ان شاء الله فانه حديث شريف يتأدب به جميع من يعبد الله تعالى لا يتعب في علمه الا عاقل ولا يستغني عنه الا جاهل. اشار هنا رحمه الله تعالى انه افرد رسالة خاصة في شرح هذا الحديث وانه تكلم على هذه الصفات السبع واحدة واحدة. كل صفة يفردها بكلام خاص في رسالة افردها لذلك ونعتهم على الانفراد يعني كل صفة تكلم عليها وعلى الصفة المتعلقة بها على انفراد بكلام بين واضح يفهمه من اطلع عليه وذكر ان من اراده وجده ان شاء الله. من اراده وجده ان شاء الله فانه حديث شريف يتأدب به جميع من يعبد الله تعالى ولا اعلم لهذه الرسالة وجودا لكن اه من بعظ من ترجم له ذكروها في مصنفاته وفي كتاب ابن خير الذي هو فهرسة ما رواه عن شيوخه ذكر من مصنفات الاجري رحمه الله مصنفا باسم اوصاف السبعة مصنفا باسم اوصاف السبعة لكن في وقتنا الحاضر لا اعلم آآ له وجودا قال رحمه الله لا يتعب في علمه الا عاقل وهذا وصية منه رحمه الله بالعناية بهذا الحديث وان من العقل ان تعتني بهذا الحديث من العقل والحصافة ان تعتني بفهم هذا الحديث فانه لا يتعب في بعلم هذا الحديث الا عاقل فصدق رحمه الله هذا من العقل ان الانسان يحرص على فهم هذه الخصال فهما جيدا ومن ثم يجاهد نفسه على الاتصال بما يسره الله سبحانه وتعالى له من ذلك يجاهد نفسه على ذلك حتى يفوز يوم القيامة بان يكون من آآ اهل الظلال قال ولا يستغني عنه الا جاهل ولا شك ان من لا يبالي بهذا الحديث لا يكترث به ولا يهتم تعلمه ولا يعتني بمعرفة هذا الخصال فهذا من الجهل وقلة البصيرة ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وبقي لنا من هذا الكتاب مجلس واحد نتمه في الغد باذن الله سبحانه وتعالى والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه