بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد فهذه الرسالة التي نحن بصدد قراءتها رسالة قيمة في بابها لامام جليل تتميز مؤلفاته عموما بالنقول المفيدة لكلام السلف رحمهم الله تعالى. مع تنبيهات دقيقة ولطائفة جميلة يعنى بها رحمه الله يربطك من خلالها بالسلف نهجا وسلوكا خلقا وادبا علما وعملا. وقد افرد رحمه الله هذه الرسالة في شرح حديث ابي الدرداء في فضل طلب العلم. وهو حديث جامع جمع فضائل عظيمة. ينالها طالب العلم في سلوكه هذا السبيل. وقد اعتنى رحمه الله بشرح جمل هذا الحديث والفظائل التي اشتمل عليها جملة جملة فاحسن وافاد واجاد. فنسأل الله عز وجل ان يبارك لنا في مجلسنا هذا وان يجعله باب خير علينا اجمعين وان ييسر لنا اليسر وان يجنبنا العسر وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين ونشرع في قراءة هذه الرسالة مستعينين بالله مستمنحين منه التوفيق والتسديد جل في علاه. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اسأل الله رب العرش العظيم ان يغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين. قال العلامة الشيخ زين الدين عبدالرحمن بن احمد بن رجب بن الحسن السلامي البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي في رسالته شرح حديث ابي الدرداء في طلب العلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا. خرج الامام احمد وابو داوود والترمذي وابن ماجة في في كتبهم ان رجلا قدم من المدينة على ابي الدرداء وهو بدمشق فقال ما اقدمك يا اخي؟ قال حديث بلغني انك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اما جئت لحاجة؟ قال لا. قال اما قدمت لتجارة؟ قال لا. قال ما جئت الا في طلب هذا الحديث. قال نعم قال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا الى وان الملائكة تظع اجنحتها لظل طالب العلم. وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في الماء العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. انما ما ورثوا العلم فمن اخذ به اخذ بحظ وافر. هذا الحديث حديث عظيم جدا. وقد جمع فيه النبي عليه الصلاة والسلام فضائل جليلة عظيمة الشأن ينالها طالب العلم اذا وفقه الله سبحانه وتعالى للسلوك هذا الطريق والحديث حديث ثابت محتج به وان كان السند فيه ضعف لان في اسناد هذا الحديث داوود ابن جميل وكثير ابن قيس وهما ضعيفان لكن الحديث صحيح لما له من شواهد ولما له من متابعات تدل على صحته وانه محتج به وحوى هذا الحديث فضائل عظيمة آآ لطالب بالعلم عندما يسلك هذا السبيل سبيل طلب العلم. وكان لرواية اه الصحابي الجليل لهذا الحديث قصة ومناسبة وهي ان رجل قدم من المدينة على ابي الدرداء وهو بدمشق. من المدينة الى دمشق. واستحضر في ذهنك ان الرحلة من المدينة الى دمشق في ذلك الوقت ليست كالرحلة في وقفنا هذا. ففي وقتنا هذا تقطع هذه المسافة بالطائرة في ساعة او ساعتين بالكثير وبالسيارة في حدود عشر ساعات اما في ذلك الوقت فهو يحتاج الى شهر كامل سفرا حتى يصل الى دمشق فرحل تلك المدة الطويلة وما في السفر من عناء ومشقة وتعب. ليلقى هذا الصحابي الجليل يتعلم عليه العلم ويأخذ عنه فسأله ابو الدرداء فما اقدمك يا اخي لاي شيء جئت من المدينة؟ قال حديث بلغني انك تحدث به عن رسول صلى الله عليه وسلم. قال اما جئت لحاجة؟ يعني ما لك عمل اخر حاجة اخرى؟ شغلة اخرى. قال لا قال اما قدمت لتجارة؟ قال لا. قال ما جئت الا في طلب هذا الحديث. قال نعم. فانظر الهمة العالية الكبيرة والحرص القائم في قلوبهم على تعلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا كان الواحد منهم يرحل لاجل حديث واحد ويرى انه فاز بغنيمة عظيمة ما عندما يحصل حديثا في رحلته او حديثين فهذا يدل على علو الهمة وكبر الرغبة في العلم وتحصيله. قال ابو الدرداء فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. وان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب. وان العالم ليستغفر له من في السماوات والارض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وان انما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر. فهذه خمس فظائل خمس جمل في كل جملة فظيلة في اه طلب العلم والحافظ ابن رجب رحمه الله في هذه الرسالة شرح هذه الجمل جملة جملة وقف مع كل جملة وفصل فيها تفصيلا نافعا للغاية لكنه بدأ بالرحلة لطلب العلم آآ فضلها وهمة السلف العالية في ذلك. نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى وكان السلف الصالح رضي الله عنهم لقوة رغبتهم في العلم والدين والخير يرتحل احدهم الى بلد بعيد لطلب حديث واحد يبلغه عن النبي الله عليه وسلم وقد رحل ابو ايوب الانصاري من المدينة الى مصر للقاء رجل من الصحابة بلغه عنه حديث يحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه وارضاه هو الذي اه نزل النبي عليه الصلاة والسلام آآ عنده لما وصل الى المدينة وخصه بالنزول عليه في بني النجار كما يعلم ذلك في السيرة عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة الصحابي الذي رحل اليه اه اه الذي رحل اليه ابو ايوب رضي الله عنه هو عقبة ابن عامر رضي الله عنه فقد جاء في المسند للحميدي في بعض المصادر ان ابا ايوب خرج الى عقبة بن عامر وهو بمصر يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبقى احد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره وغير عقبة. فقدم عليه وسأل عن منزله وتعانق ثم حدثه بالحديث وهو حديث من ستر مؤمنا في دنيا على خزيه ستره الله يوم القيامة فرحل من اجل هذا الحديث الواحد. من اجل هذا الحديث الواحد نعم قال المصنف رحمه الله تعالى وكذلك فعل جابر ابن عبد الله الانصاري مع كثرة ما سمع من النبي صلى الله عليه من صلى الله عليه وسلم من الحديث وروى وكان احدهم جابر رضي الله عنه رحل مع كثرة ما روى من الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رحل في آآ مسيرة شهر من اجل حديث واحد ورحلته كانت الى عبد الله ابن انيس الجليل رضي الله عنه وارضاه. فرحل اليه لانه بلغه ان عنده حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسمعه فاتاه الى داره بعد ان اليه شهرا كاملا. وعانقه اعتنق عند عند داره. وقال جئت من اجل حديث بلغني انك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المظالم لم اسمعه في المظالم لم اسمعه. فخشيت ان اموت او تموت قبل ان اسمعه. فخشيت ان اموت او تموت قبل ان اسمع حديث واحد ورحل شهرا كاملا من من اجله في في الادب المفرد للبخاري وفي مصادر عديدة. وحديث ثابت وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر العباد او قال الناس حفاة عراة غرلا فاه غرلا آآ بهما قالوا وما بهما يا رسول الله؟ قال ليس معهم من الدنيا شيء. ليس معهم من آآ الدنيا شيء في ناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قروا. فيقول انا الملك انا الديان لا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة ولاحد من اهل النار عليه مظلمة حتى اقتصها منه. ولا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار ولاحد من اهل الجنة عليه مظلمة حتى حتى اقتصها منه. وجاء في بعض الروايات روايات انه قال حتى اللطمة حتى اللطمة. قالوا قلنا يا رسول الله كيف ذلك وهم انما جاءوا بهما قال بالحسنات والسيئات بالحسنات والسيئات. يعني يؤخذ من حسنات اه الظالم وتعطى للمظلوم فان حسن فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من سيئات المظلوم وطرحت عنه على الظالم فطرح في النار نسأل الله عز وجل العافية. نعم. وكان احدهم يرحل الى من هو دونه في الفضل والعلم لطلب شيء من العلم لا يجده عنده. ويكفي في هذا المعنى ما قص الله علينا من قصة موسى عليه السلام. وارتحاله مع فتاه لو استغنى احد عن الرحلة بطلب العلم لاستغنى عنها موسى عليه السلام حيث كان الله قد كلمه واعطاه كمله قد كمله واعطاه التوراة التي كتب له فيها من كل شيء. ومع هذا فلما اخبره الله عز وجل عن الخضر ان عنده علما يختص به. سأل السبيل الى لقائه ثم سار هو واتاه اليه كما قال تعالى واذ قال موسى لفتاه لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين او امضي حقوبا. يعني سنين عديدة ثم اخبر انه لما لقيه قال له هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا؟ وحلف رجل يمين فاشكلت على الفقهاء وكان من امرهما كانه ساقط عندكم ساقط هم غير موجود عندكم عندي نسخة ثانية ها؟ عندي نسخة الكتروني نعم نعم وكان من امرهما ما قصه الله في كتابه. ومن حديث ابي ابن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة موسى والخضر. مخرج مخرج في الصحيحين وهو مشهور وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول والله الذي لا اله الا هو ما انزلت سورة من كتاب الله الا لا اعلم اين نزلت ولا نزلت اية من كتاب الله الا وانا اعلم فيما انزلت ولو اعلم احدا اعلم مني بكتاب الله تبلغه الابل لركبت اليه وقال ابو الدرداء لو اعيتني اية من كتاب الله فلم اجد احدا يفتحها علي الا رجل ببرك الغماد ببرك الغماد لرحلت اليه. وبرك الغمال اقصى اليمن وخرج مسروق من الكوفة الى البصرة لرجل يسأله عن اية من كتاب الله فلم يجده عنده فيها فلم يجد عنده فيها علما فاخبر عن رجل من اهل الشام فرجع الى الكوفة ثم خرج الى الشام الى ذلك الرجل في طلبها. ورحل رجل من الكوفة الى الشام الى ابي الدرداء يستفتي في يمين حلفها ورحل سعيد بن جبير من الكوفة الى ابن عباس هذا الرجل الذي خرج من الكوفة الى الشام الى ابي الدرداء يستفتيه في يمين حلفها. يمين حلفها فرحل الى اه ابي الدرداء يستفتيه عن هذه اليمين. وذلك ان ان اه امه ام ذلك الرجل امرته ان يفارق اه زوجته ان فارق زوجته فرحل الى ابي الدرداء يسأله في ذلك. فقال له اه ابو الدرداء ما انا بالذي امرك ان تطلق وما انا بالذي امرك ان تمسك. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الوالد اوسط ابواب الجنة. الوالد اوصع اوسط ابواب الجنة فظع ذلك الباب او احفظه. فاضع ذلك الباب او احفظه. قال فرجع الرجل وقد فارقه رجع الرجل وقد فارقها. نعم. ورحل سعيد بن جبير من الكوفة الى ابن عباس بمكة يسأله عن تفسير اية ورحل الحسن الى هذا في الصحيحين كان سأله عن تفسير قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا جزاؤه جهنم نعم. ورحل الحسن الى الكوفة الى كعب بن عجرة كعب بن عجرة. كعب بن عجرة يسأله عن قصته في فدية الاذى. نعم كعب بن عجرة هو الذي نزلت اه فيه الاية الكريمة في سورة الحج ففدية من صيام او صدقة او نسك وهي تسمى فدية الاذى. فرحل الحسن الى الكوفة الى هذا الصحابي اسأله عن قصته في فدية الاذى والتي نزل بسببها تلك الاية. نعم. واستقصاؤها هذا الباب يطول اكتفى بهذا القدر يعني ذكر امثلة جميلة وعديدة واشار الى ان استقصاء هذا الباب يطول ومن اراد زيد فليقرأ في هذا الباب كتابا للخطيب البغدادي رحمه الله اه سماه الرحلة في طلب الحديث الرحلة في طلب الحديث وما ذكره المصنف هنا وغيره كثير جمعه الخطيب رحمه الله في الكتاب المشار اليه وحلف رجل يمينا فاشكلت على الفقهاء فدل على بلد على بلد فاستبعده فقيل له ان ذلك البلد قريب على من اهمه دينه؟ نعم. قيل له ان ذلك البلد قريب. على من اهمه دينه. والقرب هنا معنوي. يعني اه المسافة الطويلة تقصر لمن كانت عنده همة. لمن كانت عنده همة عالية ومرت معنا نماذج من همم السلف العالية في اه طلب العلم والرحلة في طلبه نعم. وفي هذا الى من الى ان من اهمه امر دينه كما اهمه امر دنياه اذا حدثت له حادثة في دينه لا يجد من يسأله عنها الا في بلد بعيد فانه لا يتأخر عن السفر اليه ليستبرئ لدينه. كما انه لو عرض له هناك كسب دنيوي لبادر السفر اليه. نعم يعني كثير من الناس اذا عرظت له آآ حاجة دنيوية اذا عرظت له حاجة دنيوية وادرك ان مثلا خبير بهذا الامر في بلد ما يرحل اليه. حتى يأخذ عنه تلك الحاجة بشكل دقيق وامر الدين اعظم. وشأنه ارفع. نعم. وفي هذا الحديث ان ابا الدرداء من اخبره انه رحل اليه لطلب الحديث بما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في فضل العلم وطلبه وهذا مأخوذ من قوله تعالى واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة. نعم ابو الدرداء في الحديث كالذي صنف ابن رجب هذه الرسالة في شرحه اه بشر هذا الذي قدم اليه بهذا حديث ولهذا يعني هذا الحديث يبشر به طلاب العلم ومن بدأ في طلب العلم يبشر بهذا الحديث يقال له هنيئا لك هذا السبيل فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ويورد له هذا الحديث. بل على مر التاريخ خلق من سمعوا هذا الحديث فحرك فيهم الهمة في طلبه. مجرد سماع سمعه وآآ تأمل في هذه المعاني والفظائل الجليلة التي اه اشتمل عليها الحديث فتحركت في قلبه همة عالية. وكيف لا وقد حوى فضائل عظيمة جدا اه جعلت لمن اه سلك هذا السبيل نعم وقد ازدحم الناس مرة على باب الحسن البصري لطلب العلم فاسمعهم ابنه كلاما فقال الحسن مهلا يا بني ثم تلا هذه الاية نعم ام يعني قد يكون ابنه اه اه انزعج من تزاحمهم عند البيت وحرصهم على ملاقاة الحسن والاخ عنه فربما انه اسمعهم يعني كلاما آآ آآ ربما انه اسمعهم كلاما يعني لا لا لا يناسب في حقهم او في في مقامهم فقال له مهلا يا بني ثم تلا هذه الاية واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة. فمن رحل واغترب عن بلده وآآ منيته وبغيته العلم وهمته اه حق من حقوقه ان يقابل برحابة الصدر والبشاشة والترحيب والسد على يده في في هذا المبارك الذي بدأ يخطو آآ سبيله. نعم وفي كتاب الترمذي وابن ماجة عن ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم وصاهم بطلبة العلم والمتفقهين في الدين وجازر بن المتفقهين في الدين خيرا. ان النبي صلى الله عليه وسلم وصاهم بطلبة العلم والمتفقهين في الدين خير وخيرا هذي يدخل تحتها كل معاني اللطف والرفق آآ الترحيب والبشاشة وحسن المعاملة شد على ايديهم ونحو ذلك من معاني الخير. نعم. وجاء زير بن حبيش الى صفوان بن عسال في طلب العلم قال له بلغني ان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم. وفي رواية انه روى انه روى وله ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم انظر الان هذه فضيلة واحدة في الحديث حركت بن حبيش فضيلة واحدة الحديث فيه خمس فضائل لكن فضيلة واحدة قال بلغني ان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع. فلما سمع هذه الفضيلة التي ينالها طالب العلم تحركت في في نفسه آآ الذهاب الى اهل العلم وطلب العلم عليهم والاخذ عنهم. وآآ طالب العلم وهو يمشي في طلب العلم يسلك سبيله لا يرى الملائكة وهي تضع اجنحتها له اذا جلس في مجلس العلم لا يرى الملائكة وهي تحف المجلس باجنحتها رضا بما يصنع كما صحت بذلك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ان كان لا يرى ذلك فهو منه على يقين لان هذا كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. فهو على ذلك من ذلك على يقين لان هذا كلام الصادق المصدر وهو كان لا يراهم هو موقن موقن بذلك انها تظع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع تظعها تفريشها لطالب العلم رضا بما يصنع. وتحفه في مجلس العلم باجنحتها. واذا جاءت الملائكة ان لله ملائكة اه ملائكة فظلا يبتغون مجالس العلم فاذا وجدوا مجلس علم قالوا هلموا الى حاجتكم يعني بغيتهم هذه المجالس يفرحون بها ويحفون اهل تلك المجالس باجنحتهم. فالحاصل وان كان طالب العلم لا يرى شيئا من ذلك لكنه متيقن من هذا الامر لان الذي اخبر به الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى. ومن اعظم صفات المؤمنين ما ذكره الله في اول سورة البقرة هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب. اي بكل ما غاب عنهم مما اخبرتهم به رسول الله نعم. وازدحم الناس مرة على باب ابن المبارك فقال حق لهم من ولاية سرور الابد بازدحامهم على طلب العلم لانه يؤدي الى الخلود في النعيم المقيم. حق لهم حق لهم من ولاية سرور الابد. نعم يغبطهم بازدحامهم على طلب العلم لانه يؤدي الى الخلود في النعيم المقيم. ولهذا تأسف معاذ بن جبل عند موته وبكى على مفارقة مجالس فقال انما ابكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر. ما بكى على شيء من امور الدنيا ما بكى على شيء من امور دنياه. وانما بكى عند موته على اللذة التي كان يجدها الفائدة العظيمة التي كان يحصلها في في مجالس العلم وقيام الليل فهذا الذي كان يبكي على فقده عند موته. وهذا يدل على ان مجالس العلم لها لذة ولها مكانة في قلوب طلاب العلم ولها ذوق وطعم وحلاوة يجدونها نعم ينبغي للعالم ان يرحب بطلبة العلم ويوصيهم بالعمل. كما قال الحسن لاصحابه وقد دخلوا عليه مرحبا بكم واهلا حياكم الله سلام وادخلنا واياكم دار السلام. هذه علانية حسنة ان صبرتم وصدقتم وايقنتم. لا يكونن حظكم لا لا يكونن حظكم من هذا الخير رحمكم الله ان تسمعوه بهذه الاذن فيخرج من هذه الاذن فانه من رأى محمدا صلى الله عليه وسلم فقد رآه غاديا ورايحا لم فانه من فانه من رأى محمدا صلى من لم ير محمدا نعم فانه من لم يرى محمدا صلى الله عليه وسلم فقد رآه غاديا ورائحا لم يضع الى الله ابنة على لبنة ولا قصبة على قصبة ولكن رفع له علم فشمر اليه. الوحى الوحى النجا النجا تعرجون ابيتم ورب الكعبة كأنكم والامر معا. والنشرع الان في شرح الاثر فيه كما قال ابن رجب رحمه الله فيها امران الترحيب بطالب العلم وآآ نصحه وحثه على العمل بالعلم. فيرحب به يرحب به يلاقى ترحاب وحسن التحية والبشاشة وطلاقة الوجه يرحب به ويوصى في الوقت نفسه العمل بهذا العلم. وان مقصود العلم العمل مثل ما قال علي رضي الله عنه مقصود العلم العمل. فان اجابه والا ارتحل ما يبقى. ولهذا ينبغي ان ينبه طالب العلم في طلبه للعلم ان المقصود على اه في اه الطلب واستماع العلم وحضور مجالسه وقراءة كتب العلم المقصود منه هو ان يعمل بهذا العلم. ان يعمل بهذا العلم وان يكون من اهله ولا يكون من اهله الا بالعمل به نعم. ولنشرع الان في شرح حديث ابي الدرداء رضي الله عنه الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله له به طريقا الى الجنة. وفي رواية اخرى سهل الله له به طريقا الى الجنة. وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. سلوك الطريق لالتماس العلم يحتمل ان يراد به السلوك نعم يعني الان آآ هذه الجملة الاولى من الحديث الجملة الاولى وهي تعد الفظيلة الاولى من فظائل طلب العلم ان من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. آآ يشهد لهذا به الفضيلة ما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلك طريقا التمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. سهل الله له به طريقا الى الجنة. والجنة يكون دخولها بالعمل. ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. تلكم الجنة بما كنتم تعملون. والعمل لا سبيل اليه الا بالعلم. فمن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة. ولهذا يتأكد الامر الذي مر معنا او الوصية القريبة التي مرت معنا اكد عليها ابن رجب وهي ان طالب العلم ينبغي ان يوصى بالعمل. فاذا سلك طالب العلم سبيل العلم وهمته متجهة للعمل بما يتعلم صار هذا طريقا مسهلا ميسرا الى جنات النعيم جعلنا الله عز وجل اجمعين من اهلها الفائزين بها سلوك الطريق لالتماس العلم يحتمل ان يراد به السلوك الحقيقي وهو المشي بالاقدام الى مجالس العلم. ويحتمل ان ويحتمل ان يشمل ان ان يشمل ما هو اعم من ذلك من سلوك الطريق المعنوية المؤدية الى حصول العلم. مثل حفظه ودراسته ومذاكرته والتفهم له والتفكر فيه. ونحو ذلك من الطرق التي يتوصل بها الى العلم. واما قوله يعني هو يشمل هذا وهذا يشمل هذا هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما يشمل المشي في والسير في في طلب العلم ويشمل الجلوس في مجالس العلم ويشمل للعلم الذي يلقى حسن الاستماع له ويشمل تقييد العلم بالكتابة و يشمل جلوس لحفظ العلم وتكراره حتى يثبت ويكون راسخا. كل هذا من سلوك طلب العلم. والحديث يشمل ذلك كله يشمل ذلك كله. فمن سلك طريقا آآ يطلب فيه علما والجلوس والسماع والكتابة والحفظ والمذاكرة وغير ذلك سهل الله له به طريقا الى الجنة. نعم. واما قوله سهل الله له به طريقا الى الجنة. فانه يحتمل منها ان يسهل الله لطالب العلم العلم الذي طلبه وسلك طريقه وييسره عليه. فان العلم طريق موصل الى الجنة وهذا كقوله ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر؟ قال طائفة من السلف في هذه الاية هل من طالب علم فيعان عليه؟ ومنها ان ييسر الله ان ننتبه الى فائدة مهمة يعني ينبه عليها الحافظ ابن رجب مستفادة من قوله سهل الله له به طريقا للجنة. هنا ينبه على فائدة عظيمة وهي ان طالب العلم اذا سلك طريق العلم سيحظى في سلوكه آآ لطلب العلم انواع من التسهيلات. انواع من التسهيلات كلها تدخل تحت قوله سهل الله له. فمن هذه التسهيلات اولا ان يسهل له الطلب نفسه ان يسهل له الطلب نفسه. فيجد نفسه التي اقبلت على العلم سهل عليه حفظه سهل عليه سماعه سهل عليه الصبر على تلقيه سهل عليه فهمه فيجد ان الله سبحانه وتعالى ييسر له اه انواع من اه اه التسهيلات كما قال الله سبحانه ولقد ليسرنا القرآن للذكر. فهل من مدكر قال طائفة من المفسرين اخذا من هذه الاية هل من طالب علم فيعان عليه؟ ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من الذكر هل من طالب علم فيعان عليه؟ هذا معنى الاية. اطلب العلم والله يعينك وييسر لك هذا السبيل. هذا النوع الاول الثاني ومنها ومنها ان ييسر الله لطالب العلم العمل بمقتضى ذلك العلم اذا قصد وجه الله فيجعله الله سببا لهدايته والانتفاع به والعمل به. وذلك من طرق الجنة الموصلة اليها. هذا هذا التسهيل الثانية الذي ينال طالب العلم ان يسهل له العمل ان يسهل له العمل وتنشرح صدره للعمل ويقبل على العمل فهذا ايضا من التيسير الذي والتسهيل الذي يناله طالب العلم. نعم ومنها ان الله تعالى ييسر لطالب العلم لطالب العلم الذي يطلبه للعمل به علوما اخر ينتفع بها فيكون طريقا موصلا الى الجنة وهذا كما قيل من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم وكما يقال ثواب الحسنة الحسنة بعدها. والى هذا اشارة بقوله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. وقوله والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم فمن التمس العلم ليهتدي به زاده الله هدى وعلوما نافعة توجب له اعمالا صالحة وكل هذه طرق موصلة الى الجنة ومنها ان هذا الان ايضا نوع اخر من التسهيل لطالب العلم من التسهيل لطالب العلم ان يسر الله لطالب العلم الذي يطلب العلم للعمل به علوما اخرى. علوما اخرى فيفتح له ابواب من العلم ويسهل له مجالس من العلم ينشرح صدره لها. فاذا كان يتعلم وله همة العمل تنفتح له ابواب ولا يزال هكذا تنفتح له ابواب من العلم اه يدخل فيها في العلم شيئا فشيئا خطوة خطوة حتى يتسع علمه باذن الله عز وجل من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم وهذا كما يقال ثواب الحسنة الحسنة بعدها. ايضا مثل هذا تعبير بعض اهل العلم ان الحسنة اختها ان الحسنة تنادي اختها ايضا يستدل هذا بالايات التي في ذكر ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وقوله والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم وايضا مثل هذا قول الله سبحانه وتعالى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنى والامام ابن سعدي له كلام جميل يراجع في تفسير هذه الاية ذكر شيئا اه قريبا من هذا المعنى نعم. ومنها ان الله تعالى قد ييسر لطالب العلم الانتفاع به في الاخرة وسلوك وسلوك الطريق الحسنى المفضي الى الجنة وهو الصراط وما بعده وما قبله من الاهوال العظيمة والعقبات الشديدة الشاقة هذا ايضا من التسهيل الذي ينال طالب العلم اه ان ينال في الاخرة التسهيل لمجاوزة الصراع الذي ينصب على متن جهنم يصل الى الجنة بالسلام ويقال له اطبتم فادخلوها خالدين هذا كله من التسهيل الذي آآ يناله طالب العلم تيسير طريق الجنة على طالب العلم اذا اراد به وجه الله عز وجل وطلب مرضاته ان العلم يدل على الله من اقرب الطرق واسهلها فمن سلك طريق ولم يعوج عنه وصل الى الله والى الجنة من اقرب الطرق واسهلها فتسهلت عليه الطرق الموصلة الى الجنة كل كل كلها في الدنيا وفي الاخرة. ومن سلك طريقا يظنه طريق الجنة بغير علم. فقد سلك اعسر الطرق واشقها واشقها. ولا يوصل الى اسود مع عسرة شديدة فلا طريق الى معرفة الله والى الوصول الى رضوانه والفوز بقربه ومجاورته في الاخرة الا بالعلم النافع الذي بعث الله به رسله وانزل به كتبه فهو الدليل عليه. وبه يهتدى في ظلمات الجهل والشبه والشكوك. وقد سمى الله كتابه نور يهتدى به في الظلمات كما قال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم. ايضا مثلها قول الله سبحانه وتعالى في اخر الشورى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا من الامور التي اه ينبه عليها في هذا المقام ان سبب التيسير الذي اه التيسير للجنة والوصول اليها ان العلم هو نور لصاحبه يبصر من خلاله الطريق الذي يوصل الى الجنة بسهولة ويسر. بسهولة ويسر. ومن سلك للجنة طريقا ليس قائما على العلم فهو طريق عسر وفي الوقت نفسه لا يوصل الى الجنة. والجنة انما يوصل بالعلم النافع المستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. اما من لم يكن فعمله وسيره للجنة قائما على العلم النافع المستمد من الكتاب والسنة والسنة فان عمله مردود عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ولا يعرف العمل اهو من امر الرسول صلى الله عليه وسلم او ليس من امره الا بالعلم الشرعي المستمد من الكتاب والسنة. نعم. وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثل من حمل العلم الذي جاء به بالنجوم التي يهتدى بها في الظلمات. كما في المسند عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. انه ان مثل العلماء في الارض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر. فاذا طمست النجوم اوشك ان تظل الهداة اوشك ان تضل الهداة الهداة الذين يدلون الناس بالليل في خاصة في الزمان الاول يعتمدون على النجم في سيرهم وعلامات وبالنجم هم يهتدون وهو الذي خلق ان النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر النجوم من فوائدها انها علامات يهتدى بها. فلو طمست النجوم في الليلة الدامس كيف يعرف بالناس الطريق. مثله تماما لو كان الناس بلا علم ولو بقي الناس بلا علم وبدون علما يهدونهم الى العلم الشرعي يكونون كما قال بعض السلف مثل البائن. يكونون مثل البهائم لم يميزهم في عن البهائم الا العلم الشرعي النور الذي يدلهم على الحق ويدلهم على هدى ويهديهم الى صراط الله المستقيم. وهذا مثل في غاية المطابقة لان طريق التوحيد والعلم لله تعالى واحكامه وثوابه وعقابه لا يدرك بالحس. انما يعرف بالدليل وقد بين ذلك كله في كتابه وعلى لسان رسوله في الاية التي مرت معنا في سورة الشورى قال الله سبحانه وتعالى لنبيه ما كنت تدري ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم والعلم بالله وباسمائه وصفاته واحكامه وجزاءه وجنته وناره هذه امور لا تعرف بالحس ولا بمجرد العقل لابد من وحي لابد من وحي منزل تعرف به هذه الامور فلا سبيل الى ذلك الا بالعلم المتلقى من مشكاة النبوة التي هي وحي الله سبحانه وتعالى وتنزيله. نعم. فالعلماء وبما انزل الله على رسوله هم هم الادلاء الذين يهتدى بهم في ظلمات الجهل والشبه والضلال اذا فقدوا ظل السالك. وقد بها العلماء اذا فقدوا ظل السالك. اذا فقدوا فقد العلماء ظل السالك اي يظل الطريق. فما يستطيع ان يهتدي الى طريق اه الصحيح الا بالعلم والاخذ عن حملته اه واخذه عن حملته ورجاله. نعم. وقد شبه العلماء بالنجوم شبه وقد شبه العلماء بالنجوم والنجوم في السماء فيها ثلاث فوائد يهتدى بها في الظلمات وهي زينة تولي السماء ورجوم للشياطين الذين يسترقون السمع منها. والعلماء في الارض تجتمع فيهم هذه الاوصاف الثلاثة. بهم في الظلمات وهم زينة للارظ وهم رجوم للشياطين الذين يخلطون الحق بالباطل ويدخلون في الدين ما ليس منه من اهل الاهواء وما دام العلم باقيا في الارض فالناس في هدى. وبقاء العلم بقاء حملته فاذا ذهب حملته ومن يقوم به وقع الناس في الظلام ذلك ما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولكن يذهب العلم يذهب العلم بذهاب العلماء فاذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم ضلوا واضلوا نعم بقاء العلم ببقاء حملته. بقاء العلم ببقاء حملته ورجاله. و قبض العلم بقبض العلماء. قبض العلم بقبض العلماء لان العلماء الذين اكرمهم الله عز وجل بتعلم العلم والضلوع فيه والرسوخ هم علامات ومنارات هدى وادلاء للخير وهداة خلق فلا يكون قبض العلم بانتزاعه من صدور حملته وانما يكون قبضه بقبض العلماء نعم. وخرج الترمذي من حديث جبير بن نفير عن ابي الدرداء قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا او ان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء. فقال زياد بن ابن لبيد كيف يقتنص منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولنقرأنه نسائنا وابناءنا فقال ثكلتك امك يا زياد ان كنت ان كنت لا اعدك من فقهاء المدينة هذه التوراة والانجيل عند اليهود والنصارى. فماذا تغني عنهم؟ قال جبير بن نفير فلقيت عبادة ابن الصامت فقلت الا تسمع ما يقول ابو الدرداء؟ فاخبرته فاخبرته بالذي قال فقال صدق ابو الدرداء لو شئت لاخبرن لاخبرتك باول علم يرفع من الناس الخشوع يوشك ان تدخل مسجد الجامع فلا ترى فيه خاشعا. وخرج العافية والخشية رأس العلم. الخشية رأس العلم لان العلم له ثمار مهمة في باطن الانسان وهي اهم ما يكون فالعلم الصحيح وحسن التلقي له يثمر الخشية يثمر الخشوع الاخلاص يثمر آآ صلاح النية لانه لا يزال وهو يطلب العلم يقف على ما يسانده ويعينه على تحقيق هذه المقاصد والمطالب اه العظيمة. انما يخشى الله من عباده العلماء. فهذا اذا كان في خطواته في طلب العلم يسلك المسلك الصحيح الذي اوصى به السلف وهو ان يتعلم ليعمل شاهد نفسه على العمل. اما اذا كان يتعلم ومن نيته فقط ان يقال عالم او ان يستكثر من العلم او ان يعرف بالعلم او غير ذلك من مقاصد الدنيوية فقد تحصل وقد يقال له ذلك قد يقال حافظ وقد يقال قارئ وقد يقال عالم لكن هذا لا ينفعه يوم القيامة. لا ينفعه يوم القيامة وانما الذي ينفعه في اه تلك الدار الاخلاص والصدق مع الله ومجاهدة النفس على العمل بالعلم والا فان القرآن نفسه قد يكون حجة على صاحبه وحافظه والقرآن حجة لك او عليك. وفي الحديث الاخر قال يرفع الله بهذا القرآن اقوام ويضع اخرين نعم. وخرجه النسائي من حديث جبير ابن نفير عن عوف ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وفي فذكر صلى الله عليه وسلم ضلالة اليهود والنصارى على ما في ايديهم من كتاب الله. قال جبير فلقيت شداد ابن واظح مثل ما قال الله التوراة ثم لم يحملوها يعني اهملوها ولم يعملوا بها نعم. قال جبير فلقيت شداد بن اوس فحدثته بحديث عوف فقال صدق الا اخبرك باول ذلك يرفع الخشوع حتى لا ترى خاشعا. وخرج الامام احمد من حديث زياد ابن لبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر شيئا فقال ذلك عند اواني ذهاب العلم فذكر الحديث وقال فيه اوليس اليهود والنصارى يقرأون التوراة والانجيل جيل لا يعملون بشيء مما فيها هذا المقصد. هذا المقصد يعني عنده عنده عنده التوراة وعنده الانجيل ولم ولا يعمل بشيء من حملوا التوراة ثم لم يحملوها اي لم يعملوا بها لم يعملوا بها. نعم. نعم. ولم يذكر ما بعدها ففي هذه الاحاديث ان ذهاب العلم بذهاب العمل وان الصحابة فسروا ذلك بذهاب العلم الباطن من القلوب وهو الخشوع. نعم ذهاب العلم بذهاب العمل. واعظم ما يكون في باب عمل عمل القلب في الدرجة الاولى عمل قلب الخشوع والاخلاص والخشية وغير ذلك من الاعمال القلبية ومن معلوم ان صلاح صلاح الباطن الذي هو القلب صلاح للظاهر كما قال عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب نعم. وكذا روي عن حذيفة ان اول ما يرفع من العلم الخشوع فان العلم علماني كما قال الحسن علم اللسان فذاك حجة الله على ابن ادم وعلم في القلب فذاك العلم النافع. وروي عن الحسن مرسلا القلب المراد بها الخشوع الخشية. آآ الخوف الرجاء المحبة الاخلاص نعم. وروي عن الحسن مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه انه لم يثبت مرفوعا وانما هو من كلام الحسن. نعم. عن ابن مسعود قال ان اقواما يقرأون القرآن لا تراقيهم ولكن اذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع. هذا كلام عظيم جدا. للصحابي الجليل عبد الله ام مسعود اه جدير بان نتأمله. وهو في صحيح مسلم كما ذكر المصنف اه رحمه الله تعالى. يقول ان اقواما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم. ما معنى لا يجاوز تراقيهما اعطيكم اياها بعبارة واضحة لا يجاوز مخارج الصوت. لا يجاوز مخارج الصوت. يعني يكون يعتني فقط بمخارج الصوت. عناية دقيقة يضبط المخارج كل حرف يعطيه حقه من مخرجه اخراج صحيح الطريقة الصحيحة لكن قلبه لا يفقه شيء قلبه لا يفقه شيء يعني كل عنايته كل همته متجهة الى آآ من الترقوة وما فوق لان مخارج الصوت اقصاها الحروف الايش الجوفية هي اقصى عند الترقوة. فهو من الترقو وهو ما فوق يعني آآ معتني بالقرآن من الترق وهو وما فوق الحنجرة فما فوق معتني بذلك. وآآ ظابط ظابط للقرآن قراءة. وترتيلا ظابط لهذا لكن فقها وفهما وعملا لا ليس له حظ من ذلك يقول ان اقواما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن اذا وقع في القلب ورسخ ورسخ فيه نفع. متى ينفع القرآن قارئه اذا وقع في القلب؟ رسخ في القلب ولهذا قال الله سبحانه وتعالى كتاب انزلناه اليك مبارك نعم ليدبروا اياته. ليتدبروا اياته. وقال افلا يتدبرون القرآن وقال افلم يتدبروا القول نعم. العلم النافع هو ما باشر القلب فاوقر فيه النبي صلى الله عليه وسلم لما وصف الخوارج قال يخاطب الصحابة قال تحقرون صلاتكم مع صلاة وقراءتكم مع قراءته يقرأون القرآن لا يجاوز ترا قيامه. يقرأون القرآن لا يجاوز ترى قيام. يعني لا يجاوز الحناجر. بمعنى ان القلب ليس له نصيب. الفقه الذي في القلب لا نصيب لهم منه. نصيب من القراءة والتلاوة فقط نعم. فالعلم النافع هو ما باشر القلب فاوقر فيه معرفة الله تعالى وعظمته وخشيته واجلاله. وتعظيمه ومحبته ومتى كانت هذه الاشياء في القلب خشع فخشعت الجوارح كلها تبعا لخشوعه. وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اني اعوذ بالله من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع. وهذا يدل على ان العلم الذي لا يوجب الخشوع للقلب فهو علم غير نافع وروي عنه صلى الله هو في نفسه نافع هو علم نافع في نفسه لكنه غير نافع اي لصاحبه لان صاحبه لم ينتفع لان صاحبه لم ينتفع به ولهذا من الدعاء اللهم انفعني بما علمتني اللهم علمني ما ينفعني وان بما علمتني قد يكون العلم نفسه آآ قد يكون في علم قد يكون في نفسه علما نافعا لكن صاحبه غير منتفع به فقول اعوذ بك من علم لا ينفع هذا يشمل التعوذ من امرين يشمل التعوذ من علم في نفسه غير نافع ويشمل التعوذ من علم لا ينتفع به صاحبه. لا ينتفع به صاحبه. نعم وروي عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يسأل الله علما نافعا. وفي حديث اخر قال سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع واما العلم الذي على على اللسان فهو حجة الله على ابن ادم. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن حجة او عليك نعم يعني الذي في اللسان فقط هذا حجة الله على بني ادم. ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث وفي صحيح مسلم قال والقرآن حجة لك وعليك. ومعنى حجة لك اي ان عملت به وعليك ان لم تعمل به ولا يكون المرء من اهل القرآن الا اذا عمل بالقرآن. اما مجرد الحفظ له والاتقان وتجويده وما الى ذلك لا يكون بذلك من اهل القرآن. ولهذا جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بالقرآن يوم القيامة واهله الذين يعملون به هكذا قال واهله الذين يعملون به. فلا يكون المرء من اهل القرآن الا اذا عمل بالقرآن. اما اذا حفظ القرآن لم يعمل به لا يكون بذلك من اهله. نعم فاذا ذهب من الناس علم الباطن وبقي الظاهر على الالسنة حجة ثم يذهب هذا العلم الذي هو حجة بذهاب حملته ولا يبقى من الا اسمه فيبقى القرآن في المصاحف ولا من القرآن الا رسمه ولا يبقى من الدين الا اسمه ولا من القرآن الا رسمه. نعم. ولا يبقى من الدين الا اسمه ولا من القرآن الا رسمه فيبقى القرآن في المصاحف ثم يسري به في ثم يسرى به في اخر الزمان فلا يبقى منه في المصاحف ولا في القلوب شيء. وهذا معنى السلف منه بدأ واليه يعود. ومعنى قولهم اليه يعود ان يسرى به في اخر الزمان. فيصبح الناس لا يجدون في المصاحف قرآنا نعم. ومن هنا قسم من قسم من العلماء العلم الى باطن وظاهر. فالباطن ما باشر القلوب فاثمر لها الخشية الخشوع والتعظيم والاجلال والمحبة والانس والشوق والظاهر ما كان على اللسان فبه تقوم حجة الله على عباده. وكتب وهب منبه الى ما تقدم معنا في كلام الحسن قال العلم علما قال رحمه الله علم اللسان وعلم القلب نعم وكتب وهب من منبه الى مكحول انك امرئ انك امرؤ قد اصبت بما ظهر لك من علم الاسلام شرفا فاطلب بما بطل من علم الاسلام وزلفا نعم يعني ان تنال محبة الله والزلفى لديه والمنزلة العالية اطلب ذلك اتجه بهمتك الى الى هذا الامر نعم. وفي رواية اخرى انه كتب اليه انك قد بلغت بظاهر علمك عند الناس منزلة الشرفاء فاطلب بباطن علمك عند الله منزلة وزلفة واعلم ان احدى المنزلتين تمنع من الاخرى. يعني اذا اتجه الى المنزلة التي عند الناس والمكانة والشهرة والصيت والى اخره ما يحصل الاخرى. لكن سبحان الله اذا اتجه للاخرى وهي المنزلة عند الله سبحانه وتعالى يحصل خير الدنيا والاخرة. يحصل خير الدنيا والاخرة يحصل في الدنيا الذكر الحسن اجعل لي لسان صدق في الاخرين ويحصل ايضا الرفعة والمنزلة العلية عند الله سبحانه وتعالى. فاشار وهب بعلم الظاهر الى علم الفتاوى والاحكام الحلال والحرام والقصص والوعظ وهو ما يظهر على اللسان. وهذا العلم يوجب لصاحبه محبة الناس له وتقدمه عندهم. فحذره من الوقوف عند ذلك والركون اليه والالتفات الى تعظيم الناس ومحبتهم فان من وقف مع ذلك فقد انقطع عن الله وانحجب بنظره الى للخلق عن الحق واشار بعلم الباطل الى العلم الذي يباشر القلوب فيحدث لها الخشية والاجلال والتعظيم وامره ان يطلب وبهذه المحبة من بهذه المحبة من بهذا المحبة من الله والقرب منه والزلفة لديه. وكان كثير من السلف كسفيان الثوري وغيره وهذا هو الذي اشير اليه فيما تقدم اصلاح الباطن اصلاح الباطن بالخشية بالخشوع بالمحبة الاخلاص طلب الزلفى عند الله سبحانه وتعالى. هذه المعاني كلها تتعلق بالقلب واصلاحه واقامته على طريق القوام السداد نعم. وكان كثير من السلف كسفيان الثوري يقسمون العلماء ثلاثة اقسام عالم بالله وعالم بامر الله. ويشيرون بذلك الى من جمع هذين العلمين المشار اليهما الظاهر والباطن وهؤلاء اشرف العلماء وهم الممدحون في قوله تعالى انما يخشى الله ومن عباده العلماء وقوله اعد يقسمون العلماء ثلاثة اقسام نعم نعم يقسمون العلماء ثلاثة اقسام عالم بالله وعالم بامر الله. نعم عالم بالله عالم بامر الله. هذا القسم الاول. نعم ويشيرون بذلك الى من جمع بين هذين العلمين المشار اليهما الظاهر والباطن وهؤلاء اشرف العلماء وهم الممدودون في قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. وقوله ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون اذ قال سجدا الى قوله تعالى ويزيدهم خشوعا. وقال كثير من السلف ليس العلم كثرة الرواية ولكن العلم الخشية. وقال فبعضهم كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا. ويقولون ايضا عالم بالله ليس ليس بعالم بامر الله وهم اصحاب العلم الباطن الذين يخشون يخشون الله وليس لهم اتساع في العلم الظاهر. هذا القسم الثاني. لم يقسمونهم الى اقسام الاول عالم بالله عالم بامر الله الثاني عالم بالله ليس بعالم بامر الله. وهم وهم اصحاب العلم الباطن الذين يخشون الله وليس لهم اتساع في العلم الظاهر. هذا هذا قسم يعني اه اه عالم بالله ليس بعالم بامر الله يعني يخشون الله في قلبه خشية لكن ليس عنده علم الاشياء التي بدون علم والخشوع الذي بدون علم قد يوقع الانسان في ماذا؟ قد يوقعه في اعمال هي من البدع التي ما انزل الله بها من سلطان ولهذا يعني بعض اهل البدع قد يخشعون خشوعا اه قلبيا ويبكون بكاء يعني لكن على بدعة على بدعة وعلى اعمال محدثة ما انزل الله سبحانه وتعالى بها اه من سلطان. نعم ويقولون ايضا عالم بالله ليس بعالم بامر الله. اعد ويقولون ويقولون ايضا عالم بالله ليس بعالم بامر الله عالم بامر الله. ويقولون عالم بامر الله ليس بعالم بالله. هذا القسم الثالث عالم بامر الله ليس عالما بالله؟ نعم عالم بامر الله ليس بعالم بالله وهم اصحاب العلم الباطن الذين يخشون الله. نعم. فهم اصحاب العلم الظاهر الذين لا نفاذ لهم في العلم الباطن ولا عالم بالله عالم بامر الله يعني عالم بحدوده وشرعه واحكامه ولكن ليس عالم بالله ليس في قلبه خوف او خشية من الله او نعم. وليس لهم خشية قال وهم اصحاب وهم اصحاب العلم الظاهر الذين لا نفاذ لهم في العلم الباطن وليس لهم خشية ولا خشوع وهؤلاء مذمومون عند السلف. وكان بعضهم يقول هذا هو العالم الفاجر وهؤلاء الذين وقفوا مع ظاهر العلم ولم يصل العلم النافع الى قلوبهم ولا شموا له رائحة غلبت عليهم الغفلة الغفلة والقسوة والاعراض عن الاخرة والتنافس في الدنيا ومحبة العلو فيها والتقدم بين اهلها. وقد منعوا احسان الظن بمن وصل العلم النافع الى قلبه فلا يحبون قلوبهم وقد منعوا وقد منعوا وقد منعوا احسان الظن لمن وصل العلم النافع الى قلبه فلا قلوبهم الى قلوبهم فلا يحبونهم ولا يجالسونهم وربما ذموهم وقالوا ليسوا بعلماء وهذا من خداع الشيطان وغروره ليحرمهم الوصول الى العلم النافع الذي مدحه الله ورسوله وسلف الامة وائمتها ولهذا كان علماء الدنيا يبغضون علماء الاخرة ويسعون ويسعون في اذاهم جهدهم كما سعوا في اذى سعيد المسيب والحسن وسفيان ومالك واحمد وغيرهم من العلماء الربانيين. وذلك لان علماء الاخرة خلفاء الرسل وعلماء السوء فيهم فيهم شبه من اليهود وهم اعداء الرسل وقتلة الانبياء ومن يأمر بالقسط من الناس وهم اشد الناس عداوة وحسدا للمؤمنين ولشدة محبتهم للدنيا لا يعظمون علما ولا دينا وانما يعظمون المال والجاه والتقدم عند الملوك كما قال بعض وزراء الحجاج بن للحجاج بن ارطأة ان لك دينا وان ان لك دينا وان لك فقها. فقال الحجاج الا تقول ان لك شرفا وان لك قدرا. فقال الوزير والله انك لتصغر ما عظم الله وتعظم ما صغر الله وكثير ممن يدعي الباطن ويتكلم فيه ويقتصر عليه يذم العلم الظاهر الذي هو الشرائع والاحكام والحلال والحرام ويطعن في اهله ويقولون هم واصحاب قشور وهذا يوجب القدح في الشريعة والاعمال الصالحة التي جاءت الرسل بالحث عليها والاعتناء بها. وربما انحل بعض عن التكاليف وادعى انها للعامة. واما من وصل فلا حاجة له اليها وانها حجاب له. وهؤلاء كما قال الجنيد وغيره من العارفين وصلوا ولكن الى سقر. نعم يعني هو يتحدث هنا عن اصحاب الطرق الضالة. الذين يحقرون من شأن العلم اه احكام الشريعة والاوامر والنواهي التفقه في دين الله حتى ان بعضهم يعتقد ان طلب العلم الشرعي يقطع طريق. وان التفقه في الدين يعيق السائر. هكذا يعتقدون. ويزعمون ان الوصول انما هو بالعلم الباطن الذي يزعمون انهم اهل واربابه ولهذا بعضهم يقول عن نفسه انه وصل. ويقولون الواصل تنقطع عنه التكاليف تنقطع عنه التكاليف يعني لا يكون مأمورا لا بصلاة ولا بصيام ولا صدقة ولا غير ذلك من من الاعمال ويوصف عند بالواصل الواصل يعني من تسقط عن التكاليف يستدلون على ذلك بنصوص او بعض النصوص يحملونها على غير واعبد واعبد ربك حتى يأتيك اليقين يقولون حتى تصل الى درجة الوصول بعد ذلك توقف عن العبادة. واليقين موت اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون فاليقين هو الموت يعني اعبد الله الى ان تموت. معنى الاية. استمر على عباده. هم يقولون اليقين الوصول الى هذه الدرجة كان اهل العلم يقولون نعم وصل على المعنى الذي يقوله هؤلاء ان من وصل تنقطع التكاليف يقول نعم وصل ولكن الا سقر يعني الى النار لان ترك العمل وترك العبادة يفضي بصاحبه الى الى النار نعم. وهذا من اعظم خداع الشيطان وغروره لهؤلاء لم يزل يتلاعب بهم حتى اخرجهم عن الاسلام منهم من يظن ان هذا العلم الباطن لا يتلقى من مشكاة النبوة ولا من الكتاب والسنة وانما يتلقى من الخواطر والالهامات والكشوفات. فاساءوا الظن بالشريعة الكاملة حيث ظنوا انها لم تأتي بهذا العلم النافع الذي يوجب صلاح القلوب وقربها من علام الغيوب واوجب لهم الاعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الباب بالكلية وتكلم فيه بمجرد الاراء والخواطر فضلوا واضلوا. وهذا ضلال اخر عند هؤلاء اصحاب طرق الضالة يعني قللوا من شأن علوم الشريعة من جهة وعظموا من شأن علم الباطن الذي يزعمون انهم اربابه وزعموا ان هذا العلم لا يتلقى من النصوص وانما يتلقى من الالهامات والكسوفات والخواطر والمنامات شيئا من هذا القبيل نعم. فظلوا واظلوا كثيرا وظلوا عن سواء السبيل. نعم. فظهر بهذا ان ان اكبر العلماء وافضلهم العلماء بالله وبامره الذين جمعوا بين العلمين وتلقوهما معا من الوحيين اعني الظاهر وعلم الباطن نعم. اعني الكتاب والسنة وعرضوا كلام الناس في العلمين معا على ما جاء في الكتاب والسنة فما وافق قبلوه قبلوه وما خالف وهؤلاء خلاصة الخلق وهم افضل الناس بعد الرسل وهم خلفاء الرسل حقا وهؤلاء كثير في الصحابة كالخلفاء الاربعة ومعاذ وابي الدرداء وسلمان وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وغيرهم. وكذلك في من بعدهم كالحسن وسعيد ابن المسيب وعطاء وطاووس جاهد وسعيد بن جبير والنخعي ويحيى بن ابي كثير. وفي من بعدهم كالثوري والاوزاعي واحمد وغيرهم من العلماء الربانيين. وقد سماهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه العلماء الربانيين يشير الى انهم الربانيون الممدوحون في غير موضع من كتاب الله عز وجل فقال الناس ثلاثة عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاء. ثم ذكر كلاما طويلا وصف فيه علماء السوء والعلماء الربانيين وقد شرحناه في غير هذا الموضع. والمقصود ها هنا ان التماس العلم سبب موصل الى الجنة. وفي الحديث المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا مررتم برياظ الجنة فارتعوا قالوا وما رياظ الجنة؟ قال حلق الذكر نعم يعني مجالس العلم التي يبين فيها اه الحلال والحرام وتوضح فيها الاحكام واخذا من هذا الحديث تجد عدد من اه العلماء سموا كتبهم باسم في ارتباط بهذا المعنى الذي اشار اليه النبي عليه الصلاة والسلام مثل رياض الصالحين مثل الروضة الانف مثل الرياظ الناظرة للشيخ عبد الرحمن بن سعدي الروض المربع كتب كثيرة اه بهذا الاسم لان العلم اه روضة. روضة يجد فيها اه طالب العلم من اصناف الزهور والاشجار والثمار والقطوف الدانية والاكل اللذيذ والجنى الطيب فلا يزال يتذوق من ذلك ثمرة تلو اخرى يجنيها من مجالس العلم وكتبه. نعم. وكان ابن مسعود اذا ذكر هذا الكلام يقول اما اني لا اعني القصاص ولكن حلق الفقه. نعم يعني اما اني لا اعني القصاص. القصاص الذين لا شأن لهم بعلم سريعة وانما يعظون الناس بالقصص والحكايات المختلقة وقد قال الامام احمد الاكذب الناس القصاص يعني لانهم ينسجون قصص يريدون بها التأثير على الناس فيختلقون قصص وحكايات واشياء من هذا القبيل فابن مسعود يقول لا اعني القصاص. ولكن اعني حلق الفقه يعني التي يبين فيها الحلال والحرام ودين الله بالنصوص والادلة بكلام الله وكلام اه رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وروي عن انس معناه ايضا وقال عطاء مجالس الذكر مجالس الحلال والحرام كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحج واشباه هذا؟ هذا كلام جدا لعطاء الخرساني. ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مررتم آآ رياض الجنة فارتفعوا قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر. ما المراد بحلق آآ الذكر؟ وما المراد مجالس الذكر قال مجالس الذكر مجالس الحلال والحرام. مجالس الحلال والحرام. كيف تشتري؟ كيف تبيع؟ كيف تصوم؟ كيف اصلي كيف تنكح؟ كيف تطلق؟ كيف تحج؟ واشبه ذلك. هذه مجالس الذكر. التي يتعلم فيها المرء دينه. ويتفقه في دين الله سبحانه وتعالى من خلال آآ الاحاديث كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام نعم وقال يحيى ابن ابي كثير درس الفقه صلاة. نعم يعني كانوا يعدون درس الفقه عبادة. وهو من اجل العبادة لان العبادة اصلا لا تعرف الا بالفقه نعم. وكان ابو السوار العدوي في حلقته يتذاكرون العلم ومعهم فتى شاب. فقال لهم قولوا سبحان الله والحمد لله فغضب ابو السوار وقال ويحك في اي شيء كنا اذا؟ هذا كان اه كانوا في مجلس علم ويبين لهم الاحكام والحلال والحرام فشاب متحمس في المجلس قال قولوا سبحان الله يعني كأن كأن القوم كانوا في ماذا؟ في غفلة كانهم جاءوا في غفلة فقال قولوا سبحان الله سبحوا قولوا سبحان الله قولوا الحمد لله فقال له ابو السوار رحمه الله ويحك في اي شيء كنا اذا في اي شيء كنا اذا؟ مجالس العلم الحلال والحرام هي ذكر لله. من اعظم الذكر لله عز وجل ان يفقه الناس في ماذا؟ في دينهم في عبادتهم لربهم ان تبين لهم الاحكام الحلال والحرام. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ان كتاب الله هو يتدارسونه بينه الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة حفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده نعم. والمراد بهذا ان مجالس الذكر لا تختص بالمجالس التي يذكر فيها اسم الله بالتسبيح والتكبير والتحميد ونحوه. بل تشمل ما ذكر ما فيه امر الله ونهيه وحلاله وحرامه وما يحبه ويرضاه. فانه ربما كان هذا الذكر انفع من ذلك. لان معرفة الحلال والحرام واجبة في الجملة على كل مسلم بحسب ما بحسب ما يتعلق به في ذلك. واما ذكر الله باللسان فان اكثره يكون تطوعا وقد يكون واجبا كالذكر في الصلوات المكتوبة. واما معرفة ما امر الله به ونهى عنه وما يحبه وما يحبه ويرضاه. وما يكرهه وينهى عنه فيجب على كل من احتاج الى شيء من ذلك ان يتعلمه. ولهذا روى او روي طلب العلم فريضة على كل مسلم فانه يجب على كل مسلم معرفة ما يحتاج اليه في دينه كالطهارة والصلاة والصيام. ويجب على من لهما ويجب على من له مال معرفة ما يجب عليه. ويجب على كل من ويجب على كل من له مال معرفة ما يجب عليه في ما له من زكاة ونفقة وحج وجهاد. وكذلك يجب على كل من يبيع ويشتري ان يتعلم ما يحل ويحرم من البيوع كما قال عمر رضي الله عنه لا يبيع في سوقنا الا من قد تفقه في الدين اخرجه الترمذي ويروى باسناد اذا لم يتفقه في الدين يعني في آآ في الاحكام الشرعية تتعلق بالبيوع ماذا سينتج ذلك سيدخل ويدخل غيره في تعاملات وبيوع محرمة. ولهذا من اللطائف المفيدة اه اه محمد ابن الحسن تلميذ ابي حنيفة قيل له رحمه الله الا تؤلف لنا كتابا في الورع. قال قد الفت كتابا في البيوع ماذا يقصد؟ قال قد الفت كتابا في البيوع. يعني اذا تريد ان تكون ورع تفقه في معاملات الشرعية كيف تبيع؟ كيف تشتري؟ ما الحلال؟ ما الحرام؟ تكون ورعا ورعا صحيحا. لكن اذا كان الانسان عنده ورعا ولكن بدون علم قد يمنع شيئا احله الله. قد يحرم حلالا قد يكره مستحبا او جائزا ويقع في اشياء من هذا القبيل فقالوا الف لنا كتابا في الورع قال الفت كتاب في البيوع يعني يكفيكم ان تعرفوا فوق البيوع طرائقها والصحيح منها والفاسد ما الى ذلك يكون الورع بذلك. اما بدون علم مقصوده انه بدون علم شرعي لا يكون وراءه صحيح نعم. ويروى باسناد في ايضا قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي. كيف يتقي؟ كيف يتورع الذي لا يدري ماذا يتقي وماذا ماذا ماذا يتورع منه نعم. ويروى باسناد فيه ضعف عن علي رضي الله عنه قال الفقه قبل التجارة. انه من اتجر قبل ان يتفقه ارتطم في الربا ثم ارتطم يعني ثم هلك يقع في الربا ثم ثم يهلك نعم. وسئل ابن المبارك ما الذي يجب على الناس من تعلم العلم قال ان لا يقدم الرجل على شيء الا بعلم يسأل ويتعلم. فهذا الذي يجب على الناس من تعلم العلم ثم فسره وقال لو ان رجلا ثم فسر نعم ثم فسره وقال ثم فسره. نعم. لو ان رجلا لم يكن له مال لم يكن عليه واجب ان يتعلم الزكاة فاذا كان له مئتا درهم وجب عليه ان يتعلم كم يخرج ومتى يخرج واين يضع وسائر الاشياء على هذا؟ نعم لابد يعني اذا كان عندها النصاب مال بلغ النصاب وجب عليه ان يتعلم الزكاة لان الزكاة فريضة وهي اعظم اركان الصلاة كم اركان الاسلام بعد الشهادتين والصلاة وهي قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل؟ فاذا بلغ ماله النصاب وجب عليه ان ان ماذا يجب عليه في المال؟ ومتى يجب؟ واين يضع المال؟ كل ذلك لابد ان يتعلمه في ضوء الادلة اما اذا كان فقير وليس عنده مال فهذا العلم آآ ليس بواجب عليه لانه ليس عنده آآ ما لن يبلغوا القدر الواجب الذي لا يتم الواجب الا به وهو تعلم ما اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه من احكام تتعلق بالزكاة فاذا وجبت عليه الزكاة وجب عليه تعلم الاحكام التي تتعلق بها نعم. وسئل الامام واحمد رحمه الله عن الرجل ما يجب عليه من طلب العلم فقال ما يقيم به الصلوات وامر دينه من الصوم والزكاة وذكر وذكر شرائع الاسلام وقال ينبغي له ان يتعلم ذلك. وقال ايضا الذي يجب على الانسان من العلم ما لابد له منه في صلاته واقامة دينه ان علم يعني نعم يعني هو العلم آآ فرض عيني وفرض كفائي ومن العلم ما هو علم مستحب ليس يعني بواجب. ويختلف هذا باختلاف العلم نفسه واختلاف ايضا حال المكلف والذي لا بد من اه منه من العلم هو ما يقيم به واجبات الدين من صلاة وزكاة وصيام وغير ذلك من شرائع الاسلام نعم. واعلم ان علم الحلال والحرام علم شريف ومنه ما تعلمه فرض عين ومنه ما هو فرض كفاية. وقد نص العلماء على ان تعلمه افضل من نوافل العبادات منهم احمد واسحاق وكان ائمة السلف يتوقون يتوقون الكلام فيه تورعا لان المتكلم فيه مخبر عن الله بامره ونهيه مبلغ عنه شرعه ودينه. وكان ابن سيرين اذا سئل عن شيء من الحلال والحرام تغير لونه وتبدل حتى كأنه ليس بالذي كان. احيانا بعض آآ المسائل العظيمة المسائل الحلال الحرام تذكر في بعض المجالس في عوام وتجد بعضهم يرفع صوته لا هذا حلال والاخر يقول لا لا حرام وهذا وكل يعطي من عنده وبعض السلف لما يسأل عن مسألة في الحلال والحرام يتغير لونه خوف لان لانه موقع عن الله مخبر عن الله عندما يقول هذا قال يعني احله الله حرام اي حرمه الله. ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام. نعم وقال عطاء بن الشائب ادركت اقواما ان كان احدهم لا يسأل عن الشيء فيتكلم وانه ليرعد نعم خائف روي عن مالك انه كان اذا سئل عن مسألة كانه بين الجنة والنار. يعني من خوفه كانه بين الجنة والنار يعني ان يقول على الله او ان او ان يخطي في بيان دين الله او ان يحكم بشيء ليس هو حكم الله يكون خائفا مشفقا وهذا الخوف منجاة لصاحبه. بخلاف الذي يتكلم ولا ورع عنده ولا خوف ولا ولا مبالاة. نعم كان الامام احمد شديد التورع في اطلاق لفظ الحرام والحلال او دعوى النسخ ونحو ذلك مما يجسر عليه غيره كثيرا. واكثر اجوبة ارجو واخشى او احب الي ونحو ذلك. وكان هو ومالك وغيرهما يقولون كثيرا لا ندري كان احمد يقول ذلك في مسألة يذكر في مسألة يذكر للسلف فيها اقوالا عديدة ويريد بقوله لا ادري اي الراجح المفتى به ذلك ومن مجالس الذكر ايضا مجالس العلم التي يذكر فيها تفسير كتاب الله او يروى فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كم كم باقي على اذان المغرب؟ عشرين اذان ها؟ عشرين نعم كمل. ومن مجالس الذكر ايضا مجالس العلم يذكر فيها تفسير كتاب الله او يروى فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان كانت رواية الحديث مع تفسير معانيه فذلك اكمل وافضل بمجرد رواية الفاظه ويدخل في الفقه في الدين. كل علم مستنبط من كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. سواء كان من علوم التي هي الاعمال الظاهرة والاقوال او من علوم الايمان التي هي الاعتقادات الباطنة وادلة ذلك وبراهينه المقررة في الكتاب والسنة او من علوم الاحسان التي هي علوم المراقبة والمجاهدة بالقلب. ويدخل في ذلك علم الخشية والمحبة والرجاء والانابة والصبر والرضا وغير ذلك من المقامات وكل ذلك قد سماه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبرائيل له عنه دينا ايضا في الحديث لما قال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فالفقه في الدين يتناول الفقه الاكبر الذي هو العقيدة. ويتناول الاحكام ويتناول اعمال القلوب فالفقه في ذلك كله هو من الفقه في الدين نعم. فالفقه فيه من الفقه في الدين ومجالسه فالفقه فيه من الفقه في الدين ومجالسه من افضل مجالس الذكر التي من رياض الجنة وهي افضل مجالس ذكر اسم الله بالتسبيح والتحميد والتهليل من مجالس ذكر الله بالتسبيح نعم نعم من مجالس بذكر الله من مجالس ذكر اسم الله من مجالس ذكر الله بالتسبيح والتحميد والتكبير لانها دائرة بين فرض عين او فرض كفاية والذكر المجرد تطوع محض. وقد دخل بعض السلف مسجد البصرة فرأى فيه حلقتين في احداهما في احداهما احداهما قاص وفي الاخرى فقيه يعلم الفقه. فصلى ركعتين واستخار الله واستخار الله في الجلوس الى احداهما فانا فنعس فرأى في نومه قائلا يقول له اوقد سويت بينهما ان شئت اريناك مقعد جبرائيل عليه السلام من فلان يعني الفقيه الذي يعلم العلم وسنذكر فيما بعد النصوص الدالة على فضل العلم على انواع العبادات من الذكر وغيره ان شاء الله تعالى. وكان زيد ابن من جلة علماء المدينة. هذه المنامات لا لا تذكر على انها عمدة في البال. وانما يستأنس بذكرها نعم. وكان زيد بن اسلم من جلة من جلة علماء المدينة وكان له مجلس في المسجد يذكر في يذكر فيه التفسير والحديث والفقه وغير ذلك. فجاء اليه رجل فقال له اني رأيت بعض اهل السماء وهو يقول لاهل هذا المجلس هؤلاء في الجنات امنون ثم اراه انزل على اهل المجلس حوتا طريا ووضعه بين ايديهم وجاء اليه رجل فقال له اني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر رضي الله عنهما خرجوا من هذا الباب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول انطلقوا بنا الى زيد نجالسه ونسمع من حديثه النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس الى جنبك فاخذ بيدك فلم يبق زيد بعد هذه الرؤيا الا قليلا حتى مات الله هذه رؤيا المنامية والرؤى المنامية هي مبشرات حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في لما سأل عبادة ابن الصامت عن قول الله تعالى آآ لهم البشرى في الحياة الدنيا قال هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن او ترى له فالرؤى الصالحة هي من المبشرات نعم ومع ما ذكرنا من تفضيل العلم عن القصص فالعالم لا يستغني احيانا عن موعظة الناس والقصص عليهم وازالة القسوة عن قلوبهم في التذكير بالله وايامه فان القرآن يجتمع على ذلك كله. والفقيه العالم حقا هو من فهم كتاب الله واتبع ما فيه كما قال علي رضي الله عنه الفقيه حق حق الفقيه. الفقيه حق الفقه. الفقيه حقا. مكتوب الفقيه الفقيه عندي انا الفقيه حقا ويمكن ان تكون الفقيه حق الفقيه. نعم. الفقيه حقا من لا يقنط من لا يقنط الناس من رحمة الله ولا يرخص لهم في معاصي الله ولا يدع القرآن رغبة عنه الى غيره وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اول اصحابه بالموعظة احيانا خشية السآمة عليهم. نعم نكتفي بهذا ونكمل بعد الصلاة سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه