بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعود اعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما اللهم اجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا اللهم واصلح لنا شأننا كله واهدنا اليك صراطا مستقيما ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اجعل اعمالنا كلها صالحة ولوجهك خالصة ولا تجعل لاحد فيها شيئا ثم اما بعد ايها الاخوة الكرام ان من اعظم النعم وجليل المنن توفيق الله سبحانه وتعالى لعبده المؤمن للعناية بالعلم وطلبه وتحصيله والعناية باحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دراسة وعملا وتطبيقا قد صحفي الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فحفظها فاداها كما سمعها وجاء عنه صلوات الله وسلامه عليه انه قال من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وقال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وقد اجمعت الامة اجمع علماؤها على مكانة كتاب صحيح الامام البخاري ومنزلته العلية وانه اعلى الكتب المؤلفة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم واحاديثه شأنا وارفعها مكانة وهو المقدم وقد حظي هذا الكتاب المبارك بعناية اهل العلم في قديم الزمان وحديثه والكتب التي الفت عناية بالصحيح تعد بالمئات ان لم تكن بالالاف وقد وفق الله عز وجل الامام البخاري رحمه الله لجمع وتصنيف هذا الكتاب المبارك وكان كما اخبر رحمه الله لا يكتب حديثا الا وقد تطهر وكان في حالة عظيمة من العبودية لله سبحانه وتعالى لانه بين يدي قربة من اعظم القرب وطاعة من اجل الطاعات الا وهي جمع احاديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ومن المبشرات التي حصلت له رحمه الله في حياته بعد فراغه من تأليف الصحيح انه رحمه الله رأى رأى في المنام رأى رؤيا عظيمة في المنام والرؤى مبشرات رأى النبي عليه الصلاة والسلام يمشي في طريق وكان رحمه الله يمشي خلف النبي عليه الصلاة والسلام ويضع قدمه في موضع قدم النبي عليه الصلاة والسلام كلما خطأ النبي عليه الصلاة والسلام خطوة جاء البخاري ووضع قدمه في خطوة النبي صلى الله عليه وسلم وعبرت له هذه الرؤيا بهذا الكتاب المبارك وقال اهل العلم ان من وفق للعناية بهذا الكتاب العظيم المبارك كتاب الصحيح وفق لخير عظيم وفضل عميم لانه حديث جامع احاديث كثيرة صحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ابواب الدين المختلفة في العقائد والعبادات والاخلاق والمعاملات وغير ذلك واعتنى رحمه الله عناية دقيقة بتبويبه وجمع احاديثه وترتيبه وفقه الامام البخاري كما قيل في تراجمه التراجم التي ويصدر بها الاحاديث التي يجمعها في الباب الواحد صدرها بعبارات وكلمات موجزة تجمع فقهه وخلاصة فقهه رحمه الله في هذا الباب ولما تقاصرت همم كثير من الناس عن قراءة الكتاب كتاب الصحيح باسانيده وايضا ما فيه من مكررات للاحاديث لانه يكرر الحديث في مواضع كثيرة قد يصل في بعضها الى العشرين مرة بحسب ما في الحديث من فقه وكذلك مما يذكره من المعلقات والاثار ونحو ذلك فلما تقاصرت همم كثير من الناس عن القراءة اتجه عدد من اهل العلم الى اختصاره ولهذا اختصر هذا الكتاب عدد من من اهل العلم وكان من هذه المختصرات الكتاب الصحيح للامام البخاري رحمه الله هذا الكتاب الذي بين ايدينا الموسوم التجريد الصحيح لاحاديث الجامع الصحيح مؤلف هذا الكتاب هو احمد ابن احمد لان في النسخة التي بين ايدينا شيء من القصور في اسم المصنف او المختصر تصنيف الامام زين الدين ابي العباس احمد ابن احمد ابن عبد اللطيف ابن ابي بكر الزبيدي المتوفى عام ثمان مئة وثلاث وتسعين الامام الزبيدي رحمه الله سمي احمد على اسم والده وقيل في ترجمته ان والده توفي وهو حمل فسمي باسمه احمد بن احمد بن عبد اللطيف ابن ابي بكر الزبيدي اعتنى رحمه الله باختصار هذا الكتاب المبارك وفي مقدمته لمختصره لصحيح البخاري ذكر هدفه من الاختصار وطريقته ايضا في الاختصار مما سنقف عليه في مقدمته رحمه الله تعالى ونسأل الله عز وجل ان يجعل جلوسنا هذا خالصا لوجهه مقربا اليه سبحانه وتعالى وان يتقبله منا بقبول حسن انه عز وجل سميع مجيب. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام زين الدين ابو العباس احمد بن احمد بن عبداللطيف بن ابي بكر الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريد الصحيح باحاديث الجامع الصحيح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله البارئ المصور الخلاق الوهاب الفتاح الرزاق المبتدئ بالنعم قبل الاستحقاق وصلاته وسلامه على رسوله الذي بعثه ليتم مكارم الاخلاق وفظله على كافة المخلوقين على الاطلاق حتى فاق جميع البرايا في الافاق وعلى اله الكرام الموصوفين بكثرة الانفاق وعلى اصحابه اهل الطاعة والوفاق صلاة دائمة مستمرة بالعشي والاشراق. امين اما بعد فاعلم ان كتاب الجامع الصحيح للامام الكبير الاوحد مقدم اصحاب الحديث ابي عبدالله محمد ابن محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم البخاري رحمه الله تعالى من اعظم الكتب المصنفة في الاسلام واكثرها فوائد الا ان الاحاديث المتكررة فيه متفرقة في الابواب. واذا اراد الانسان ان ينظر الحديث ان ينظر الحديث في اي باب في اي باب لا يكاد يهتدي اليه الا بعد جهد وطول فتش ومقصود البخاري رحمه الله تعالى بذلك كثرة طرق الحديث وشهرته ومقصودنا هنا اخذ اصل الحديث لكونه قد علم ان جميع ما فيه صحيح قال الامام النووي رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه شرح مسلم واما البخاري فانه يذكر الوجوه المختلفة في ابواب متفرقة متباعدة وكثير منها يذكره في غير بابه الذي يسبق اليه الفهم انه اولى به فيصعب على الطالب جمع طرقه وحصول الثقة بجميع ما ما ذكره من طرق هذا الحديث قال وقد رأيت جماعة من الحفاظ المتأخرين غلطوا في مثل هذا فنفوا من رواية البخاري احاديث هي موجودة في صحيحه في غير مظانها السابقة الى الفهم. انتهى ما ذكره النووي رحمه الله تعالى بدأ المصنف الزبيدي رحمه الله اختصارا في صحيح البخاري بهذه المقدمة التي فيها اولا الثناء على الله جل وعلا بما هو اهل ثناء عليه عز وجل باسمائه وصفاته وثناء عليه بمننه وافضاله والائه والحمد هو الثناء على الله عز وجل مع الحب له عز وجل وهو نوعان ثناء عليه جل وعلا على اسمائه الحسنى وصفاته العليا وثناء عليه على نعمه ومننه التي لا تعد ولا تحصى وقد جمع رحمه الله في حمده الذي استهل به اه كتابه النوعين فحمد الله على الاسماء والصفات وحمده على آآ النعم والمنن ثم صلى وسلم على رسوله صلى الله عليه وسلم المبعوث بجوامع الكلم ومكارم الاخلاق صلوات الله وسلامه عليه صفوة خلق الله وسيد ولد ادم اجمعين صلى الله عليه وسلم وايضا اه الصلاة على الال والصحب رضي الله عن الجميع وارضاهم ثم اشار الى مكانة الصحيح ومكانة مؤلفه الامام البخاري وانه رحمه الله تعالى مقدم اصحاب الحديث وان كتابه من اعظم الكتب المصنفة في الاسلام واكثرها فائدة فقدم بهذه الاشارة الى مكانة الامام البخاري رحمه الله تعالى وامامة في احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وايضا الاشارة الى مكانة كتابه الصحيح وكثرة فوائده وانه من اعظم الكتب المصنفة في الاسلام جمعا لاحاديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ثم بدأ يشير الى السبب الذي آآ دفعه الى اه الاختصار وانه انما اراد بذلك تقريبه للطلبة خاصة عند فتور اه الهمم وضعف الصبر على آآ المطولات والموسوعات الجوامع تعتنى جماعة من اهل العلم باختصار الكتب المطولة بحذف ما فيها من اسانيد وايضا حذف ما فيها من تكرار وحذف ما فيها ايضا من معلق غير موصول ونحو ذلك ومن اهل العلم من اعتنى بجمع مفرد لمختصرات تقرب آآ الامر لطلاب العلم ولا سيما من هو مبتدأ في الطلب منهم فيقول رحمه الله ان الاحاديث المتكررة فيه متفرقة في الابواب ومن عادة البخاري رحمه الله انه يكرر اه الحديث في مواضع بحسب ما فيه من شاهد للترجمة التي يسوقها رحمه الله ولهذا بعض الاحاديث تكررت عنده عشرين مرة في ابواب متنوعة يعيد الحديث فيها لكونه مشتمل على شاهد تلك الترجمة واذا اراد الانسان ان ينظر الحديث في اي باب لا يكاد يهتدي اليه الا بعد جهد وطول فتش يعني الطول تقليب كتاب الامام عند استخراجه اه الحديث من صحيح البخاري خاصة ما اشار اليه في ضمن نقله عن الامام النووي رحمه الله آآ حيث قال ان احاديث في صحيح البخاري موجودة في غير مظانها في غير مظانها السابقة الى الفهم كتاب الامام البخاري عند ارادة تخريج الحديث منه الطريقة المتبعة عند اهل العلم ان يخرج من خلال فقه الحديث في اي ما هي مظنته هل هو في الحج هل هو في الصيام؟ هل هو في النكاح يتحرى مظنة الحديث فيبحثه في مظنته لا يأتي مثلا الى حديثا يتعلق بالحج ويبحث عنه على سبيل المثال في كتاب النكاح وانما يكون البحث عنه في مظنته يقول لم اقف عليه هي آآ البخاري او تتبعته في مظانه من صحيح البخاري فلم اقف عليه تلك كانت طريقتهم ولهذا بعضهم يقول لم اجده لم اجده في صحيح البخاري وعبارة لم اجده عبارة دقيقة تختلف عن عبارة من يقول ليس في صحيح البخاري لان قوله لم اجده حكم على فعلي هو اما قول ليس في صحيح البخاري هذا فيه جزم انه ليس موجودا في صحيح البخاري فكان بعض اهل العلم يبحث عن الحديث في مظانه فلا يجب والامام البخاري رحمه الله اورد بعض الاحاديث في غير رمظانها المتبادرة للفهم والمتبادرة للذهن فاورد احاديث عديدة في غير مظانها وبعض اهل العلم مثل ما اشار النووي آآ ذكر انه لم يجده في صحيح البخاري لانه لم يره في مظنته والوالد حفظه الله تعالى في كتابه الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب اخرى اه وضع عنوانا في منهج البخاري في صحيحه منهج البخاري في صحيحه ومن الامور الفوائد التي ذكرها ان الامام البخاري رحمه الله تعالى قد يذكر الحديث في غير مظنته ومثل على ذلك بثلاثة احاديث حديثان لانس ابن مالك آآ رضي الله عنه وحديث عبد الله بن الزبير في وصية والده الزبير بن العوام له في قضاء دينه وهذه الثلاثة احاديث اوردها الامام البخاري رحمه الله تعالى في غير اه مظنتها ولهذا في الفتح يشير البخاري يشير الحافظ ابن حجر الى ذلك يقول وهذا الحديث اورده في غير مظنته ومظنته كذا ايضا من الامثلة التي يمكن ان تضاف على ما ذكره الوالد اه حديث ضباعة بنت الزبير في الحج لما قالت للنبي عليه الصلاة والسلام اني شاكية قال اشترطي ان مكاني حيث حبستني فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام اشترطي هذا الحديث لو اردت ان تبحث عنه في صحيح البخاري لن تبحث عنه الا في كتاب الحج لان لان مظنة كتاب الحج مظنته كتاب الحج لكنه ليس في كتاب الحج وهو مظنته فاذا جاء المتتبع يبحث عنه في كتاب الحج يقول لا لم اجده لانه لا يتوقع ان يكون هذا الحديث عند البخاري في كتاب النكاح لان ضباع بنت الزبير كانت تحت المقداد وهو مولى واورده في باب الكفاءة في النكاح اورده في باب الكفاءة في النكاح في غير مظنته لان من يبحث عنه لن لن يفكر اصلا ان يبحث عنه في هذا الموضع فاورده في غير المظنة اذا الامام البخاري وهذا من دقة استنباطه وشفوف علمه آآ دقة فهمه واستخلاصه للفوائد من احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام فاحيانا يذكر الحديث لفائدة يستنبطها منه ويورد الحديث في غير اه مظنته فكانوا اه قديما اذا بحثوا عن مثل هذه الاحاديث ربما قال القائل منهم لم اجده في صحيح البخاري لانه لم يجده في مظنته انظر الى عبارة الزبيدي واريد ان نتأملها الزبيدي رحمه الله يقول واذا اراد الانسان ان ينظر الحديث في اي باب لا يكاد يهتدي اليه الا بعد جهد وطلفت. يعني تقليد للصفحات ويعيد ويكرر ويبحث هذا يقوله الزبيدي قبل وجود آآ الاجهزة الحديثة قبل وجود الاجهزة اه الحديثة والموسوعات ايظا ما فيها من امكانيات عالية جدا في اه تخريج الاحاديث فالذي قال عنه رحمه الله تعالى بعد جهد وطولفت في وقتنا الان لا يحتاج ان نطالب العلم المبتدأ فضلا عن المتقدم في العلم والطلب لا يحتاج من طالب العلم طول فتش وبحث وانما يكتب كلمة كلمة من الحديث ويختار صحيح البخاري وتخرجها له آآ يخرجه الجهاز له من اه مكانه ايا كان في لحظة واحدة بدون فتش وبدون جهد وبدون علم وتجد انسان ما قرأ في حياته صحيح البخاري ولا مرة واحدة يستطيع ان يخرج الحديث من غير مظنته في ثانية واحدة يستطيع ان يخرجوا من غير مضنته في ثانية واحدة بينما قديما هذا لا يستطيع العالم الا بالجهد والفتش البحث وتتبع المظان وربما اخذ من ممن يبحث وقتا وهذا الذي في زماننا كما انه نعمة عظيمة من عظيم النعم في تيسير العلم وتسهيل تحصيله الا انه ايضا في الوقت نفسه مصيبة عظيمة في الوقت نفسه مصيبة عظيمة لانه يجرأ من لا شأن له في العلم على العلم واذكر اول ما بدأت هذه الاجهزة وبدأت ايضا آآ البرامج الموسوعية لكتب الحديث سألت الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله تعالى عن هذه الوسائل وتيسر التخريج من خلالها واستخلاص المعلومات من خلالها فقال كلمة عجيبة رحمه الله انقلها لكم لما فيها من فائدة قال ذلك قديما في بداية هذه قال هذه البرامج تجرأ المبتدع تجرأ المبتدئ وتقطع المنتهي المنتهي الذي اخذ يجرد المطولات سنوات طويلة ويتتبع المظان ويجمع الاسباب والنظائر بعد سنوات طوال في البحث المبتدئ يتجرأ وبضغطة زر يجمع اشباه ونظائر كثيرة من مظان عديدة جدا لكنك لا ترى فيها حلاوة علم ولا تذوق فيها طعم علم بخلاف تلك التي عانى اصحابها جردا وبحثا وقراءة ومكابدة ومطالعة وسهرا فقال هذه تجرأ المبتدئ وتقطع المنتهي وصدق رحمه الله في انها تجرأ المبتدع فتجد من لا عناية له بالعلم ولا اشتغال له به يتجرأ في هذا المقام جرأة عظيمة جدا مستخدما في هذه الجرأة مهارته في تلك الاجهزة وهو من العلم خوال لا حظ له من العلم ولا نصيب وقد يكون شأنه في هذا المقام من الناحيتين العلمية والعملية ويتجرأ على هذا المقام مقام احاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله فلما كان كذلك احببت ان اجرد احاديثه من غير تكرار وجعلتها محذوفة الاسانيد ليقربا طوال الحديث من غير تعب واذا اتى الحديث المتكرر اثبته في اول مرة. وان كان في الموضع الثاني زيادة فيها وان كان في الموضع الثاني زيادة فيها فائدة ذكرتها والا فلا وقد يأتي حديث مختصر ويأتي بعد في رواية اخرى ابسط وفيه زيادة على الاول فاكتب الثاني واترك الاول لزيادة وان بعد هنا يذكر رحمه الله تعالى المنهج الذي اه سلكه باختصاره لصحيح الامام البخاري فذكر اولا انه يجرد ان اه الكتاب من التكرار من الاحاديث المكررة. فاذا كان البخاري رحمه الله تعالى اورد الحديث اه عشرين مرة او عشر مرات او اقل او اكثر فانه يكتفي من تلك المرات بايراده في الموضع الاول في الموضع الاول ثم ايظا تنبه الى مسألة الا وهي ان الحديث قد يرد في الموضع الاول بلفظ اخسر وفي الموضع الثاني او الموضع الا بعد بلفظ اوسع او بزيادات فاشار الى انه اه التزم بتتبع ذلك وارادة باللفظ المستوفي للزيادات وان كان قد انتقد في اختصاره في هذه القضية وفي هذه النقطة ان احاديث ذكرها في الموضع الاول الذي اورده الامام البخاري رحمه الله تعالى وجاءت في مواضع اخرى فيها زيادات لكنه لم اه يتنبه على كل حال هو التزم آآ ذلك رحمه الله فقد يفوته من ذلك بعض الاحاديث نعم قال رحمه الله ولا اذكر من الاحاديث الا ما كان مسندا متصلا. واما ما كان مقطوعا او معلقا فلا اتعرض له وكذلك ما كان من اخبار الصحابة فمن بعدهم ممن ليس له تعلق بالحديث ولا فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فلا اذكره كحكاية مشي ابي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما الى سقيفة بني ساعدة وما كان فيه من المقاولة بينهم وكقصة مقتل عمر رضي الله تعالى عنه. اعد ولا اذكر قال رحمه الله ولا اذكر من الاحاديث الا ما كان مسندا متصلا واما ما كان مقطوعا او معلقا فلا اتعرض له وكذلك ما كان من اخبار الصحابة فمن بعدهم ممن مما ليس له تعلق بالحديث ولا فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فلا اذكره كحكاية مشي ابي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما الى سقيفة بني ساعدة وما كان فيه من المقاولة بينهم وكقصة مقتل عمر رضي الله تعالى عنه ووصيته لولده في ان يستأذن عائشة رضي الله تعالى عنها ليدفن مع صاحبيه وكلامه في امر الشورى وبيعة عثمان رضي الله تعالى عنه ووصية الزبير لولده في قضاء دينه وما اشبه ذلك. هنا ايضا ينبه على اه منهجه في باختصار الصحيح للامام البخاري بانه اقتصر على المسند المتصل اما المقطوعات والموقوفات وايضا المعلقات كل ذلكم لا يذكره وايضا ما يأتي في صحيح البخاري من اه نقول عن بعض اه السلف رحمهم الله تعالى في تفسير بعض الاحاديث او بيان بعض معانيها او نحو ذلك كل ذلكم آآ التزم آآ رحمه الله تعالى الا يذكره مقتصرا على المسند المتصل من احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام. نعم قال رحمه الله ثماني اذكر اسم الصحابي الذي روى الحديث في كل حديث ليعلم من رواه والتزم كثيرا الفاظه في الغالب مثل ان يقول عن عائشة رضي الله تعالى عنها وتارة يقول عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وتارة يقول ام المؤمنين واحيانا يقول عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وحينا يقول عن عبد الله ابن عباس وكذلك ابن عمر وحينا يقول عن انس وحينا يقول عن انس ابن مالك رضي الله تعالى عنهم فأتبع فأتبعه في جميع ذلك وتارة يقول عن فلان يعني الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم وتارة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحينا يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا فاتبعه في جميع ذلك فمن وجد في هذا الكتاب ما يخالف الفاظه فلعله من اختلاف النسخ. وايضا هذا من منهجه رحمه والله تعالى في المختصر بل ايضا من دقته اه رحمه الله فمن دقته في الرواية اذا كان الامام البخاري قال عن انس ابن مالك يثبتها عن انس ابن مالك واذا كان الامام البخاري قال عن انس اقتصر على ذلك واذا كان قال عن النبي صلى الله عليه وسلم التزم بذلك. واذا قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا يلتزم اه اه بالالفاظ نفسها مع ان المقصود لا يتغير يعني لو قال عن انس بن مالك فيما اورده الامام البخاري قائلا عن انس لا يتغير المعنى ولا يختل وايضا لو قال عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما قاله البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتغير المعنى لان الذات المقصودة واحدة فلا يتغير المعنى لكن هذا من الدقة في التزامه بالفاظ الامام البخاري رحمه الله تعالى كما جاءت في الصحيح ثم ايضا ينبه لو وجد شيء من الاختلاف في في ذلك فان فانه راجع الى اختلاف النسخ نعم قال رحمه الله ولي بحمد الله في الكتاب المذكور اسانيد كثيرة متصلة بالمصنف عن مشايخ عدة فمن ذلك روايتي له عن شيخي العلامة نفيس الدين ابي الربيع سليمان ابن ابراهيم العلوي رحمه الله تعالى قراءة مني عليه لبعضه وسماعا لاكثره واجازة في الباقي بمدينة تعز سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة قال اخبرنا به والدي اجازة وشيخنا الامام الكبير شرف المحدثين موسى ابن موسى ابن علي الدمشقي المشهور بالغزولي قراءة مني عليه لجميعه قال اخبرنا به الشيخ المسند المعمر ابو العباس احمد بن ابي طالب الحجار اجازة للاول ما عندي الثاني ومنها روايتي له عن الشيخ الصالح الامام ولي الله تعالى ابي الفتح محمد ابن الامام زين الدين ابي بكر ابن الحسين المدني العثماني سماعا عليه لاكثره واجازة لجميعه. والشيخ الامام خاتمة الحفاظ شمس الدين والشيخ الامام خاتمة الحفاظ شمس الدين ابي الخير محمد بن محمد بن محمد الجزري الدمشقي. والقاضي العلامة تقي الدين محمد ابن احمد الفاسي الشريف الحسني المكي قاضي قاضي المالكية بمكة المشرفة اجازة معينة منهم لجميعهم لجميعهم رحمهم الله تعالى قالوا ثلاثتهم انبأنا به الشيخ الامام الحافظ شيخ المحدثين ابو اسحاق ابراهيم بن محمد بن صديق الدمشقي المعروف بابن الرسام انبأنا به ابو العباس الحجار واخبرني به عاليا الشيخ الامام زين الدين ابو بكر بن الحسين المدني المراغي ولد شيخنا ابي الفتح وقاضي القضاة مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي اجازة عامة قال اخبرنا به ابو العباس الحجار قال انبأنا به الشيخ الصالح الحسين ابن المبارك الزبيدي قال انبأنا به الشيخ الصالح ابو الوقت عبدالاول ابن عيسى ابن شعيب الهروية الصوفي قال انبأنا به الشيخ الفقيه عبدالرحمن بن محمد بن المظفر الداودي قال انبأنا به الامام ابو محمد عبدالله بن احمد بن حمويه السرخسي قال انبأنا به الشيخ الصالح محمد بن يوسف الفرابري. قال انبأنا به الامام الكبير ابو ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم البخاري رحمه الله تعالى ولكل واحد من هؤلاء المذكورين الى البخاري اسانيد كثيرة بطرق متنوعة ولي بحمد الله اسانيد غير هذه مشايخ كثيرين يطول تعدادهم اقتصرت منها على هذه الطرق لشهرتها وعلوها وسميت هذا الكتاب المبارك التجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح والمسؤول من الله تعالى ان ينفع بذلك ويجعله خالصا لوجهه الكريم. وان وان يصلح المقاصد والاعمال بجاه سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين حين الشروع ان شاء الله تعالى. هنا ذكر الزبيدي رحمه الله تعالى اسانيده آآ الى اسانيده لهذا الكتاب كتاب الصحيح من الامام البخاري. وذكر ان انه عن مشايخ عدة يروي اه الكتاب الصحيح وبطرق ايضا متنوعة عن مشايخ كثيرين يطول تعدادهم لكنه اقتصر هنا على بعض ذلك وهذا ذكره على طريقة اهل العلم في اه اسانيدهم لكتب اهل العلم وان كان من الناحية العلمية العملية لا يترتب على ذكر هذا الاسناد آآ اه ثمرة فيترتب عليه ثمرة لان العبرة اه اسانيد الامام رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح اه تم تناقل اه هذا الكتاب آآ شهرته اغنت عن مثل هذه الاسانيد التي آآ تكون متصلة الى اه او اه موصلة الى صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى. فالشهرة اغنت عن ذلك ولهذا لا يحتاج اليها ما في في في باب التأكد من صحة آآ احاديث الامام البخاري فاذا هي من الناحية العملية العلمية ليس لها اثر لكنها اه جادة اه اهل العلم في ذكر اسانيدهم للكتب وتشبها ايضا بالسلف الصالح رحمهم الله تعالى في سوق الاسانيد آآ التي آآ تصلهم بالائمة المصنفين وباحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ولو انه آآ اقتصر على الاشارة قال ولي بحمد الله في الكتاب المذكور اسانيد كثيرة متصلة بالمصنف ويشير الى موظعها مثلا من ثبته ان كان له ثبت فهو اولى لان الكتاب الاصل جردوا من اسانيده كتاب الاصل الذي هو للامام البخاري رحمه الله جرده من اسانيد مراعاة الاختصار فاذا مقام الاختصار ايضا يتطلب تجريد اه اه المقدمة الا من فقط اشياء مهمة التي توضح منهجه وتجلي آآ طريقته آآ رحمه الله تعالى. وقال سميت هذا الكتاب المبارك بالتجريد اه الصريح لاحاديث الجامع الصحيح والتجريد يراد به التهذيب والانتقاء و الاختصار والصريح الواضح البين فجرد احاديث الامام البخاري اي اختصرها وطريقته في الاختصار مرت معنا ثم ختم بهذا الدعاء قال والمسؤول من الله تعالى ان ينفع بذلك ويجعله خالصا لوجهه الكريم وان يصلح المقصد والاعمال وان يصلح المقصد والاعمال. اصلاح المقصدين النية واصلاح الاعمال بالاتباع فاذا هذه الدعوة صلاح المقصد والعمل تعني الاخلاص والمتابعة فصلاح المقصد بالاخلاص وصلاح العمل بالاتباع وصلاح العمل بالاتباع لهدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. اما قوله بجاه سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين فهذا من التوسل اه الممنوع الذي لا اصل له في هدي النبي صلوات الله وسلامه عليه والتوسل المشروع انما هو باسماء الله وصفاته فلو قال اه باسماء الله وصفاته آآ انه الله الذي لا اله الا هو الرحمن الرحيم او نحو ذلك هذا توسل مشروع كما قال الله تعالى قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى كذلكم التوسل بالعمل حمل العبد الصالح بايمانه بالله وحبي مثلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم او نحو ذلك فهذا ايضا مما يشرع اما التوسل بالجاه فهو توسل غير مشروع ومن يستدل على مشروعيته لا يخرج في استدلاله على مشروعيته ان احد امرين اما انه يستدل باحاديث لا تصح مثل الحديث توسلوا بجاهي فان جاهي عند الله عظيم. هذا حديث لا يصح ولا يجوز ان ينسب الى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام كما بين ذلك اهل العلم بحديثه صلى الله عليه وسلم او احاديث صحيحة لكن فهم منها هؤلاء غير ما تدل عليه مثل كنا نتوسل اليك بنبينا والان نتوسل اليك بعم نبينا المراد الدعاء لعم نبينا اي بدعاءه ولهذا طلب منه ان ان يدعو الله لهم ويؤمنون خلفه كما كان النبي عليه الصلاة والسلام في زمانه يدعو لهم ويؤمنون خلفه فالتوسل بالجاه هذا غير مشروع ومثله التوسل بالذات والمكانة بجاه نبيك او بذات نبيك او بمكانة نبيك او نحو ذلك كل ذلك مما لا اصل له وهو ايضا من الذرائع التي قد تفضي بالانسان الى اه الشرك وتقرأ لنا التعليق التوسل بجاه الانبياء والصالحين عمل لا اصل له في الشرع. ولم يكن من عمل السلف الصالح وهو وسيلة من وسائل الشرك التي تفضي اليه على مر الايام كما يشهد لذلك الواقع؟ نعم الواقع يشهد لذلك لان من يخطو مثل هذه الخطوات تفضي به آآ هذه المغالاة او مثل هذه التوسلات الى اه توسلات شركية بان يلتجأ الى غير الله عز وجل دعاء وسؤالا وطلبا وعرضا الحاجات وهذا يحصل كثيرا لكن من اه ذم نفسه بزمام السنة وتقيد بهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فانه باذن الله عز وجل يسلم من ذلك كله. نعم قال الامام البخاري رحمه الله تعالى كتاب بدء الوحي كيف كان بدء الوحي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته والى دنيا يصيبها او الى امرأتي ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه قال رحمه الله تعالى كتاب بدء الوحي بدأ الامام البخاري رحمه الله تعالى كتابه الصحيح بهذا الكتاب كتاب بدء الوحي وذلك لان الكتاب كله قائم على جمع الوحي الذي هو احاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فبدأ هذا الكتاب لان الكتاب كله قائم على الوحي اذ هو جمع لاحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو لا ينطق عن الهوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فاحاديثه كلها وحي من الله سبحانه وتعالى فكيف بدأ الوحي اذا ناسب في جمع احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ان يبدأ بهذا الكتاب العظيم الا وهو بدء الوحي والوحي هو الاعلام السريع الخفي الاعلام السريع الخفي يقال له وحي والشرع الذي نزل على نبينا عليه الصلاة والسلام نزل عليه بوحي من الله سبحانه وتعالى وهذا الوحي اه التنزيل جاء على طرائق سيأتي اه الاشارة اليها ما ساقه رحمه الله تعالى من احاديث في هذه الترجمة بدأ بكيف كان بدء الوحي الى الرسول صلوات الله وسلامه عليه. وقول الله جل ذكره ان اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده وهذه مثبتة في الصحيح وليست في المختصر واثباتهم مهم للغاية لان فيها توظيح اه معاد الامام البخاري رحمه الله بهذا الباب كيف بدء الوحي الى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ثم اورد حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او الى امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه هذا الحديث العظيم بدأ به الامام البخاري رحمه الله تعالى كتابه الصحيح بل انه كما قال اهل العلم اقامه مقام خطبة الكتاب لان الامام البخاري رحمه الله تعالى لم يذكر اه في مقدمة كتابه خطبة يبين من خلالها اه غرظ التأليف واهمية المؤلف وسبب التأليف ونحو ذلكم مما يذكر في مقدمات الكتب فهو رحمه الله تعالى لم يذكر شيئا من ذلك ولهذا قال بعض اهل العلم اقام هذا الحديث مقام الخطبة اقام هذا الحديث مقام الخطبة جعله خطبة الكتاب هذا من ناحية من ناحية اخرى انه رحمه الله تعالى اراد والله تعالى اعلم ان يربط القارئ بالحديث مباشرة اراد ان يربط القارئ لكتابه بالحديث مباشرة دون ان يكون منه شيء يقدم به او يذكره وانما القارئ مباشرة يدخل على حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام فاول ما يقرأ انما الاعمال بالنيات انما الاعمال بالنيات وقراءة الحديث قراءة هذا الحديث تعيينا وتخصيصا حديثا انما الاعمال بالنيات في مقدمة الكتب وبين يدي دراسة العلم له اهمية كبرى ومكانة عظمى لان النية اساس قبول الاعمال النية اساس قبول الاعمال هذا الكتاب الان الذي بين ايدينا لو جلسنا على قراءته سنوات لو جلسنا على قراءة السنوات وحفظنا وعملنا به ان لم يكن هذا الحفظ وهذه القراءة وهذا العمل قائم على نية صالحة لم يقبل منه شيء اطلاقا لم يقبل منه شيء لان الاعمال معتبرة في قبولها عند الله بنياتها فاذا لم تصلح النية لم يقبل العمل حتى وان كثر العمل وان عظم الجهد وانا زاد الوقت لم ينتفع بالعمل ولم يستفد منه العامل اذا يحتاج طالب العلم فعلا في بداية قراءته احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام في جلوسه في مجالس العلم ان يذكر بهذا الحديث وان يبدأ بهذا الحديث ولهذا قال عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله ينبغي على اه من صنف كتابا ان يبدأ بحديث انما الاعمال بالنيات وجرت عادة عدد من المصنفين البدء بهذا الحديث وترى هذا في كثير من كتب اهل العلم يبدأون هذا الحديث حديث انما الاعمال بالنيات لان طلب العلم عبادة وما تقرب الى الله سبحانه وتعالى بمثل طلب العلم ولا يقبل الله من طالب علم طلبه للعلم الا اذا صحت نيته في الطلب واراد بطلبه للعلم وجه الله والتقرب الى الله سبحانه وتعالى لا ان يقرأ ليقال قارئ لا ان يحفظ ليقال حافظ لا ان يفهم ليقال فاهم هذا كله لا ينفعه عند الله ولا يدخل في صالح عمله لان العمل لا يكون صالحا الا بالنية بالنية الخالصة لله سبحانه وتعالى فالتصدير بهذا الحديث من الاهمية بمكان ومن نصح الامام البخاري رحمه الله انه بدأ كتابه الصحيح بهذا الحديث وجعل من يقرأ الصحيح يقرأ هذا الحديث مباشرة بدون مقدمات بدون مقدمات يقرأ هذا الحديث انما الاعمال بالنيات ليبدأ من اول خطوة في تصحيح النية ومعالجته والنية تحتاج الى معالجة ومجاهدة كما قال بعض السلف ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي فالنية تحتاج الى الى مجاهدة ومعالجة مستمرة والا فانها تتفلت وتأتيها امور من هنا وهناك تصرفها عن الاخلاص لله سبحانه وتعالى وهذا الحديث المبارك عده اهل العلم في الاحاديث التي عليها مدار الدين وفيها جماع اصول الاسلام وهي تدور على احاديث من اعظمها هذا الحديث حديث عمر ابن الخطاب آآ اه رضي الله عنه وهذا الحديث حديث انما الاعمال بالنيات يدخل في كل ابواب الفقه كل ابواب الفقه يدخل فيها فانت تحتاجه في كل الابواب كما قال الشافعي رحمه الله قال يدخل هذا الحديث في سبعين بابا من ابواب الفقه وليس مراده حصر العدد وانما يعني وان كثرت ابواب الفقه يدخل فيها هذا الحديث العظيم حديث انما الاعمال اه بالنيات حديث انما الاعمال بالنيات قال عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات انما تأتي للحصى وقوله الاعمال بالنيات الاعمال بالنيات اما ان تكون بالاعمال يراد بها الاعمال التي هي القرى او انه يراد بالاعمال عموم الاعمال القرآن بغيره وغيرها الاكل والشرب والنوم القرى من صلاة وصيام وغيرها معتبرة بالنيات انما الاعمال بالنيات اي معتبرة بنياتها لان الجار المجرور في قوله بالنيات اه متعلق بمحذوف تقدير معتبرة انما الاعمال معتبرة بنياتها بمعنى انه لا لا قبول للعمل ولا انتفاع به الا بالنية اذا قام على نية صالحة وخالصة لله سبحانه وتعالى فالقرب معتبرة بالنيات وايضا عموم الاعمال اذا صحت فيها النية اثيب عليها العامل ودخلت في اعمالها الصالحة من نام بنية التقوي على الطاعة كان نومه عبادة وقربة من اكل او شرب او اراح جسمه ليتقوى على طاعة الله وعبادة الله كانت راحته وطعامه وشرابه ونومه داخل في صالح عمله بالنية لان الاعمال معتبرة بنياتها انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى الجملة الاولى انما الاعمال بالنيات تتعلق بذات العمل واعتباره انه معتبر بالنية والجملة الثانية تتعلق بثواب العمل. وانما لكل امرئ ما نوى اي من كانت نيته وصالحة وخالصة وحصل ثواب عمله واجره. ومن كانت نيته فاسدة بابي خسران العمل ووزره وانما لكل امرئ ما نوى ثم اورد مثالا على ذلك وهو الهجرة اورد مثالا على ذلك وهو الهجرة وهذا فيه اهمية ضرب الامثال في بيان العلم هو مسلك جاء كثيرا في احاديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه فذكر مثالا على ذلك وهو الهجرة وان الهجرة على نوعين قد تكون هجرة خالصة وقد تكون هجرة لاغراض دنيوية فصورة العمل قد تكون واحدة صورة العمل قد تكون واحدة انتقال من بلد الكفر الى بلاد الاسلام لكن قد يكون احد فعل ذلك آآ لله ولطلب رضاه واتباعا لرسوله عليه الصلاة والسلام وقد يكون اخر فعل ذلك لامر دنيوي بحت وهذا راجع في كل منهما الى النية ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله وهذه لم تأتي عند اه المختصر رحمه الله لانه اورد الحديث حسب لفظه في الموظع الاول والحديث تكرر عند الامام البخاري رحمه الله وفيه هذه الزيادة والتزم اذا كان في الحديث اه زيادة ان يوردها ان يورد اه الزيادة التزم بذلك وفاته ذلك في اول حديث فاته ذلك في اه اه في اول حديث آآ قال عليه الصلاة والسلام فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه هذا كما قدمت مثال يوضح ذلك وقول فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله هنا جواب الشرط تكرر بنفس اللفظ الذي فيه الشرط لكن المراد مختلف الجملة الاولى لها معنى والجملة الثانية لها معنى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله اخلاصا واتباعا فهجرته الى الله ورسوله اي ثوابا واجر فالاول ذكر العمل والثاني ذكر الثواب والجزاء فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه ومراد الامام البخاري من التصدير بهذا الحديث الدعوة الى تصحيح النية واصلاحها في كل الاعمال ومن ذلكم طلبوا العلم وتحصيله. نعم قال رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان الحارث بن هشام رضي الله تعالى عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو اشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه وقد وعيت عنه ما قال واحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فاعي ما يقول. قالت عائشة رضي الله تعالى عنها قد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وان جبينه ليتفصد عرقا ايظا اظافة الى ما سبق ارتباط هذا الحديث حديث انما الاعمال بالنيات ارتباط هذا الحديث اه اه كتاب بدء الوحي لما كان مقصود الوحي بيان الاعمال التي يتقرب بها الى الله ويطلب بها ثوابه سبحانه وتعالى وصدر رحمه الله تعالى بحديث انما الاعمال تصدر بحديث انما الاعمال لان مقصود الوحي بان الاعمال تصدر بحديث اه الاعمال بالنيات مبينا بذلك ان هذه الاعمال التي جاء بها اه الوحي المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم انما تكون معتبرة بنياتها ثم اورد رحمه الله حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان الحارثة ابن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو اشد علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال. واحيانا يتمثل لي الملك رجلا ايكلمني فاعي ما يقول قالت عائشة اه رضي الله عنها ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصموا عنه وان جبينه ليتفصد عرقا. صلوات الله وسلامه عليه هذا في بيان كيفية نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. بل في كيفية اتيان الملك وفي سورة الشورى في اواخرها قال الله سبحانه وتعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء هذه الاية جمعت انواع الوحي ومراتبه والاول في هذه الاية في قوله الا وحيا لقوله الا وحي والمراد بذلك ما يلقيه في قلب النبي والحق بذلكم اهل العلم ايضا ما يكون في المنام ورؤيا الانبياء حق فهذا النوع الاول الا وحيا وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب اي ان يسمع كلام الله من الله سبحانه وتعالى بدون واسطة لكن من وراء حجاب مثلما حصل نبينا عليه الصلاة والسلام عندما عرج به الى السماء ومثل ايضا ما حصل لموسى اه عليه السلام كليم الرحمن فهذا سماع لكلام الله من الله بدون واسطة من وراء حجاب هذا النوع الثاني النوع الثالث ارسال الملك او يرسل رسولا. والمراد بالرسول اي الرسول الملكي وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك فهذا النوع الثالث وحديث اه عائشة عن اه ان الحارث ابن هشام سأل الرسول عليه الصلاة والسلام قال كيف يأتيك الوحي المراد هنا هو النوع الثالث مما جاء في هذه الاية الكريمة السؤال عن النوع الثالث آآ مما جاء في هذه الاية الكريمة وهو مجيء الملك بالوحي مجيء الملك بالوحي لان الوحي اما ان يكون الهام او بالسماع من الله مباشرة او بارسال الرسول الذي هو الملك فالحارث ابن هشام رضي الله عنه سأل النبي عليه الصلاة والسلام كيف يأتيك الوحي كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس احيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس اي ان الملك يأتي الى اه النبي عليه الصلاة والسلام يأتي الى النبي عليه الصلاة والسلام ولا يراه ويأتيه مثل ما جاء في الحديث مثل صلصلة الجرس وهو اشده علي يعني اشد ما يكون في نزول الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم هذه آآ الحالة قال فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال وقد وعيت عنه ما قال معنى يفصم اي يقلع يقلع عني او يرفع عني فاعي عنه ما قال اذا هو لا لا يكون اه يسمع اه الخطاب السماع المعتاد مثل ما سيأتي بالحالة الثالثة وانما يأتيه مثل صلصلة الجرس يأتيه مثل صلصلة الجرس وهو اشده عليه صلوات الله وسلامه عليه قال واحيانا يتمثل لي الملك رجلا مثل حديث آآ جبريل لما جاء بسورة اعرابي وفي ذلك المجلس الصحابة سمعوا اجوبة جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام فاحيانا يأتي الملك قال رجلا فيكلمني فاعي ما يقول داعي ما يقول اذا هذه حالة وايضا حالة ثالثة وهي رؤية النبي عليه الصلاة والسلام اه جبريل على صورته الحقيقية على صورته الحقيقية وله ست مئة جناح ويسمع منه في تلك الحال قال ولقد رأيته تقول عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه ان يقلع عنه وان جبينه ليتفصد عرقا الفصل للقطع عندما يقطع العرق يفسد اي يقطع العرق فينزف يصب الدم منه شبهت جبينه بالعرق المفصول من شدة تصبب العرق من جبينه في اليوم الشاتي شديد البرد وهذا اه يبين شدته على النبي صلوات الله اه وسلامه عليه ثم مضى الامام البخاري رحمه الله تعالى في ذكر احاديث اخرى تتعلق هذا الباب نرجى الحديث عنها الى لقائنا القادم باذن الله سبحانه وتعالى اه والدرس يكون اه اه باذن الله في كل يوم قد استثني يوما اخبركم فيه فيما بعد لكن الاصل ان الدرس يستمر كل يوم باذن الله نسأل الله عز وجل لنا جميعا التوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح وان يوفقنا لكل خير وان يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور. اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين