الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام زين الدين ابو العباس احمد بن احمد بن عبداللطيف الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح في احاديث الجامع الصحيح كتاب الايمان باب قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة والحج وصوم رمضان الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله رسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد عرفنا ان الايمان البخاري رحمه الله تعالى صدر كتابه الصحيح ببدر الوحي وذلكم ان الوحي هو عماد الدين. ومنبعه وموضع استمداده فدين الله جل وعلا وحي منزل. وفرق ما بين العقيدة المستمدة من الكتاب والسنة. والعقائد الكثيرة التي بين الناس ان العقيدة المستمدة من كتاب الله جل وعلى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام عقيدة نازلة بوحي من الله ليست من انشاء احد من الناس ولا اختراع شيء من العقول ولا تصور شيء من القلوب بل هي وحي من الله سبحانه وتعالى. بخلاف العقائد الاخرى والامام البخاري رحمه الله صدر ببدء الوحي للتنبيه الى ان كل ما في هذا الكتاب بدءا من اهم ما فيه وهو الايمان اساس الدين. كل ذلكم مصدره الوحي المنزل كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه وبدأ رحمه الله بعد بدء الوحي بكتاب الايمان لان الايمان اهم المطالب واجل المقاصد واعظم الاهداف وبه سعادة الدنيا والاخرة وبه الفوز برضى الله سبحانه وتعالى. ودخول جنته فلا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة وبه النجاة من سخطه ومن النار وبه الفوز برؤيته سبحانه وتعالى يوم القيامة وهو الذ واهنأ نعيما يفوز به اهل الايمان. كما قال عليه الصلاة والسلام انكم سترون ربكم مخاطبا اهل الايمان فالايمان هو اجل المقاصد واعظمها وثماره واثاره وخيراته وبركاته على اهله في الدنيا والاخرة لا حد لها ولا عد. بل ان كل خير يفوز به المؤمن في دنياه واخراه ثمرة من ثمار الايمان ونتيجة من نتائجه. وكل شر وبلاء يصرف عنه فهو كذلكم ثمرة من ثمار الايمان ونتيجة من نتائجه ولهذا بدأ به الامام البخاري رحمه الله تعالى وجعله في صدر كتب كتابه صحيح قال كتاب الايمان والايمان لغة الاقرار امن يؤمن ايمانا اي اقر يقر اقرارا والاقرار اصدق في الدلالة على المعنى اللغوي للايمان من لفظ التصديق. لان في الايمان في مدلوله اللغوي قدر زائد على مجرد التصديق. اذ هو تصديق واذعان تصديق وطمأنينة. تصديق وانقياد ففيه قدر زائد يتضمنه لفظ اقره فالاقرار فيه تصديق وزيادة كلفظ الايمان. فيه تصديق وزيادة فالايمان لغة الاقرار وشرعا قول واعتقاد وعمل قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالقلب والجوارح فليس الايمان شيئا يكون في القلب فقط بل الايمان في القلب اعتقادا وعملا وفي اللسان نطق نطقا وتعبد وفي الجوارح عملا بطاعة الله سبحانه وتعالى والامام البخاري رحمه الله في هذا الكتاب كتاب الايمان بين حقيقة الايمان وبين امور الايمان وشعبه وخلاله وما هو داخل في الايمان في تبويبات كثيرة جاءت متقنة في بيان حقيقة الايمان وتوظيح المراد به وبيان ما يدخل في مسميات ها حتى ان الامام بن رجب رحمه الله تعالى اشار في شرحه لصحيح البخاري المسمى بفتح الباري الى لطيفة نفيسة قال ان قال كلاما معناه ان الامام البخاري رحمه الله تعالى في تبويباته لكتاب الايمان وما اورده تحت الابواب من ايات واحاديث واثار عن الصحابة وغيرهم جمع في ذلك كله ما يزيد على السبعين شعبة من شعب الايمان. ما يزيد على السبعين شعبة من شعب الايمان. اي انه رحمه الله تعالى ذكر شعب الايمان وسيأتي معنا عنده رحمه الله تعالى حديث الامام بضع وستون شعبة وفي رواية بضع وسبعون شعبة وهي الارجح اشار الامام بن رجب رحمه الله تعالى الى ان الامام البخاري رحمه الله في تبويبات كتاب الايمان من خلال الايات والاحاديث والاثار التي ساقها اتى على هذا العدد ما يزيد على السبعين شعبة وقد اعتنى جماعة كبيرة من اهل العلم بجمع شعب الايمان وخصامه بناء على الحديث الاتي الايمان بضع وسبعون شعبة وافردوا في ذلكم مصنفات بعضها مطولات في مجلدات كبيرة والامام البخاري في هذه اللفتة التي لفت اليها ابن رجب رحمه الله تعالى اعتنى بذلك في تبويب ولهذا من باب الفائدة لطالب العلم لو قرأ الاصل الذي هو كتاب الامام في صحيح البخاري ان هذا مختصر تهذيب وايضا في حذف للايات وايضا حذف للاثار فلو ان طالب العلم قرأ كتاب الاصل الايمان من صحيح البخاري وحرص على جمع الشعب شعب الايمان من خلال كتاب الايمان لان ابن رجب كما اوضحت ذكر انها تبلغ او تتجاوز السبعين في تبويبات البخاري رحمه الله في كتابه الايمان وهذا الجهد نافع جدا لطالب العلم وهو يعتبر جهدا قليلا امام هذا الامر الكبير ابن حبان البستي صاحب الصحيح رحمه الله يقول تأملت في هذا الحديث حديث الشعب تأملت في هذا الحديث واخذت اجمع الطاعات والعبادات والاعمال المأمور بها في القرآن والسنة فوجدت العدد اكثر من السبعين بكثير فرجعت الى ما بين دفتي المصحف انظر فيه اية اية استخرج كل خصلة عدت ايمان في القرآن فكان العدد اقل من السبعين فاخذت اتتبع السنن والاحاديث انظر في كل خصلة نص في الحديث على انها ايمان فجمعت بينما اجتمع من خصال من القرآن ومن السنة وحذفت المكرر فكان العدد بضعة وسبعين وامضى في ذلك وقتا طويلا. ويقول واودعت ذلك في كتابي وصف الايمان وشعبه. وكتاب مفقود حتى انه في زمن ابن حجر رحمه الله تعالى اشار الى انه لم يقف عليه لكن ابن حبان نفسه اشار الى طريقته والجهد الكبير الذي بذله في كتابه وصف الايمان وشعبه اشار اليه عند كلامه على حديث الشعب في كتابه الصحيح الشاهد ان هذا الكتاب كتاب الايمان من صحيح البخاري كتاب عظيم جدا واعتنى به الامام البخاري رحمه الله عناية عظيمة في بيان الايمان وخصاله وشعبه اجمالا وتفصيلا كما سيأتي معنا في ثنايا هذا الكتاب المبارك ومن خلال التبويبات العظيمة التي عقدها رحمه الله تعالى بدأ هذا الكتاب بباب قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس واورد حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة والحج الحج وصوم رمضان بدأ بهذه الترجمة بني الاسلام على خمس بيانا ان الايمان بمثابة البناء الشامخ العالي. الرفيع الحاوي لخيرات عظيمة وبركات كثيرة ومنافع متعددة ومعلوم ان كل بناء لا قيام له الا على اسس ودعائم يكون قيامه عليها ولا يقوم الا عليها ولهذا جاء في بعض روايات الحديث في غير الصحيحين بني الاسلام على خمس دعائم والدعامة هي الاساس والعماد. الذي يقوم عليه البناء الدعامة هي ما يقوم عليه البناء العمود والاساس الذي يقوم عليه البناء. كما قال القائل والبيت لا يبتنى الا اعمدة ولا عماد اذا لم ترس اوتاده فالايمان لا قيام له الا على دعائم واسس قيامه عليها فعقد هذه الترجمة رحمه الله تعالى لبيان ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس وهذا ايضا يتضمن ان اعمال الايمان وخصاله الداخلة في مسمى ليست على رتبة واحدة في الفضل ولا على منزلة واحدة ومكانة واحدة بل بينها تفاوت فاعظم خصال الدين واعظم اعماله هذه الخصال التي بني عليها الاسلام بني عليها الاسلام بمعنى ان هذه الخمس هي الاسس التي يقوم عليها الاسلام وما زاد على ذلك من اعمال الاسلام وخصاله كلها مكملات ومتممات ليست اسس ولهذا ابن عمر رضي الله عنه راوي الحديث سبب لروايته لهذا الحديث ان رجلا قال له الا تغزو؟ كما جاء في صحيح مسلم في رواية الحديث قال له الا تغزو قال له بني الاسلام على خمسة وذكر هذه الخمس منبها ان الغزو ليس من اركان الاسلام الغزو ليس من اركان الاسلام هذه اركان للاسلام لا يقوم الاسلام الا عليها لا يقوم الاسلام الا عليها فهي اركان له فاذا خصال الاسلام الاخرى على تفاوت في مكانتها واهميتها كلها تأتي دون هذه الخصال في الفضل والمكانة. فاعلى خصال آآ الاسلام وارفعها هذه الخمس التي هي للاسلام بمثابة الاساس للبنيان بمثابة الاساس للبنيان وقوله بني الاسلام على خمس ثمة تشبيه هنا لامر معنوي وهو الاسلام بامر حسي وهو البناء هو البناء فكما ان البناء لا يقوم الا على اسسه واعمدته فكذلكم بناء الدين لا يقوم الا على اسسه واعمدته ودعائمه. وهي هذه الخمس المذكورة في هذا الحديث العظيم قال عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس سن على خمس خمس آآ ما هي هذه الخمس؟ جاءت مفسرة في رواية اشرت اليها خمس دعائم. على خمس اي دعائم واسس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله بدأ بالشهادة او بالشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى هاتين الشهادتين قيام الدين ولم يذكر الامور التي هي اصول للايمان لم يذكر الامور التي اصول للايمان ولا قيام للايمان الا عليها. المذكورة في حديث جبريل. قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره قال اهل العلم لم تذكر لانها داخلة في الشهادتين لانها داخلة في الشهادتين ولا تصح الشهادة بان محمدا رسول الله الا بان يصدق فيما اخبر. فتدخل كل امور الايمان اذ لا يكون مؤمنا به عليه الصلاة والسلام الا من صدقه فيما اخبر به ودعا اليه من امور الايمان خصاله كالعظام وشهادة ان لا اله الا الله هي الايمان والاقرار بوحدانية الله وتفرده سبحانه وتعالى وانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه واخلاص الدين له سبحانه وتعالى بان يفرد وحده بالعبادة ولا يتخذ معه الشركاء والانداد وهي قائمة على ركنين النفي والاثبات النفي في اولها وهو نفي عام والاثبات في اخرها وهي اثبات وهو اثبات خاص فلا اله نفي للعبودية عن كل من سوى الله والا الله اثبات للعبودية بكل معانيها لله وحده. بان يفرد وحده بالعبادة ويخلص له الدين ولا يتخذ معه الشركاء ولا تنفع لا اله الا الله قائلها الا بالعلم والعمل والصدق بالعلم الذي يخرج به من طريقة النصارى وبالعمل الذي يخرج به من طريقة اليهود وبالصدق الذي يخرج به من طريقة المنافقين فلا بد فيها من علم وعمل وصدق فلا يكون من اهلها من لا يعلم معناها. ولا يدري ما حقيقتها ولا يكون من اهلها من لا يعمل بما تقتضيه من الاخلاص والافراد لله سبحانه وتعالى بالوحدانية والعبادة ولا يكون من اهلها من لم تصدر من قلبه صدقا من قلبه فلا يكون من اهلها الا بالعلم والعمل والصدق وبذلكم تنفعه اما بدون ذلك فانها لا تكون نافعة له وان قالها مئات او الاف المرات ولهذا لما قيل لوهب ابن منبه من علماء التابعين رحمه الله اليست لا اله الا الله مفتاح الجنة قال نعم ما من مفتاح الا وله اسنان ما من مفتاح الا وله اسنان فان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح منبها بذلك رحمه الله الى شروطها وقيودها وضوابطها التي دل عليها كتاب الله و سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. والتي لا يكون المرء من اهلها حقا وصدقا الا بالتزام قيودها والتقيد وضوابطها جاء في بعض روايات هذا الحديث في الصحيح بدل قول شهادة ان لا اله الا الله ان يوحدوا الله بني الاسلام على خمس ان يوحدوا الله فافاد النظر في الحديث بلفظيه ان لا اله الا الله هي كلمة التوحيد فتارة او مرة في بعض رواياته عبر بالكلمة او عبر بالتوحيد ومرة عبر بكلمته لا اله الا الله ان يوحدوا الله التي هي احد الفاظ الحديث معناها ان يحققوا مدلول لا اله الا الله لا ليس مجرد ان يقول لا اله الا الله ان يحققوا مدلول لا اله الا الله ولا يكون العبد محققا لذلك الا بتحقيق النفي والاثبات الذي اشتملت عليه الكلمة وهما ركنا التوحيد وهما ركنا التوحيد ولهذا من نفى ولم يثبت لا يكون موحدا ومن اثبت ولم ينفي لا يكون موحدا بل لا توحيد الا بنفي واثبات حتى في حديثك العادي حتى في حديثك العادي الان مثال فقط للتوظيح لو اردت ان تثبت وجود شخص في بيتك مثلا سئلت عنه لنفرض اسمه زيد قلت زيد في البيت اثبت هل هذا الاثبات يعد توحيدا بمعنى انه لا يوجد في بيتك الا هذا الشخص كذلكم لو لو نفى الانسان لكن اذا قال لا يوجد في بيته الا زيد فبالنفي والاثبات يكون الحصر لو قال لا يوجد في بيتي الا زيد لو قال ذلك اصبح افرد زيد بانه هو وحده الموجود في بيته لكن لو جاء بالاثبات وحده لا يكون بذلك افرد ذاك بالوجود فالتوحيد لا يكون الا بهذا الاسلوب الحاصر النفي والاثبات فلا يكون المرء من اهل التوحيد الا اذا حصل لا اله الا الله. فنفى العبودية عن كل من سوى الله واثبت العبودية بكل معانيها لله سبحانه وتعالى وحده مخلصا له الدين مخلصا له الدين يقول ذلك نطقا ويعتقده في قلبه اعتقادا ويترجمه في اعماله فعلا. لذلك هم يقوم موحدا لكن ارأيتم لو ان شخصا قال لا اله الا الله وكررها مرارا وصلى وصام وتصدق وفعل الخيرات ومد يده في بعض اوقاته قال مدد يا فلان ادركني يا فلان ودعا من المقبورين او الموتى او غيرهم والتجأ اليهم هل هو بهذا الفعل يعد موحدا او منددا. هل هو من اهل لا اله الا الله اهل التوحيد او من اهل التنديد لان لا اله الا الله تعني التوحيد فمن لم يوحد لا يكون من اهله من لم يوحد الله بالعبادة لا يكون من اهلها ولو قالها الاف المرات ولو قالها الاف المرات لانه لم يحقق التوحيد الذي دلت عليه فاذا كان يقول لا اله الا الله ثم في بعض اوقاته وحاجاته وطلباته وضروراته يمد يديه ويقول مدد يا فلان والله بعضهم سمع في سجوده في الصلاة والله في سجوده في الصلاة سمع يقول مدد يا فلان نسأل الله العافية اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وارجى احوال الاجابة السجود وهو ساجد جبهته على الارض يقول مدد يا فلان وفي الصلاة في التشهد يقول اشهد ان لا اله الا الله لكن ما تنفع لا اله الا الله اذا كان ينقضها بدعاء غير الله بالاستغاثة بغير الله بالالتجاء لغير الله ما تنفعه لا اله الا الله. ولا يكون من اهل لا اله الا الله وان صلى وصام وتصدق وعمل ما عمل ولهذا الحديث جاء في لفظ شهادة ان لا اله الا الله وجاء في لفظ ان يوحد الله ان يوحدوا الله اي ان يخلص الدين لله. ان يخلصوا العبادة لله. والدعاء كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام هو العبادة الدعاء هو العبادة وفي القرآن ايات كثيرة خاصة بشأن الدعاء واخلاصا لله. وبيان الكفر من صرف الدعاء لغير الله قال تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم قافلون. قال تعالى ومن ادعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. قد يدعو غير الله كافر بالله ليس موحدا بل مندد متخذ للشركاء مع الله سبحانه وتعالى فاذا بني الاسلام على خمس بني الاسلام على خمس اعظم الخمس التي بني عليها الاسلام شهادة ان لا اله الا الله متى يكون المرء اقام هذا الاساس الذي يبنى عليه الدين هل بمجرد النطق فقط بدون فهم او بدون عمل او بدون صدق هل يكون ذلك الجواب لا يكون من اهلها الذين فعلا اقاموا هذا الاساس الذي عليه قيام الدين الا بالعلم والعمل والصدق فاذا نقضها اقواله او افعاله لم يكن دينه قائم على هذا الاساس الذي لا قيام للدين الا عليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وهذه الشهادة للنبي عليه الصلاة والسلام بالرسالة هي قرينة شهادة ان لا اله الا الله فلا يقبل الله جل وعلا شهادة ان لا اله الا الله الا بقرينتها. شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهادة ان لا اله الا الله فيها الاخلاص وشهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها المتابعة ودين الله قائم على هذين الاصلين الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول. صلى الله عليه وسلم الاخلاص للمعبود الذي هو مدلول لا اله الا الله والمتابعة للرسول الذي هو مدلول شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهادة ان محمدا رسول الله معناها طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر والا يعبد الله الا بما شرح او بما جاء به صلوات الله وسلامه عليه وتأمل هذه الثلاث التي لا تتحقق الشهادة الا بالقيام بها الطاعة والتصديق والانتهاء لان حاصل ما جاء به عليه الصلاة والسلام يرجع الى ثلاثة امور. اما اوامر او نواهي او اخبار فلا يكون من اهل الشهادة الا من صدق الاوامر من صدق الاخبار وفعل الاوامر وانتهى عن النوى ولهذا احسن ما تعرف به شهادة ان محمدا رسول الله هو هذا التعريف الجامع طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر انتهى عما نهى عنه وزجر واقام الصلاة هذا الركن الثاني من اركان الاسلام واقام واقام الصلاة اي الاتيان بها والمحافظة عليها وعلى اركانها وواجباتها وشروطها والعمل على تتميمها وتكميلها فلم يقل الصلاة وانما قال اقام الصلاة ليتناول كل ذلك من شروط واركان واجبات ومحافظة وعناية بهذه الصلاة التي هي اعظم اركان الدين واجلها بعد الشهادتين وهي كما صح في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام عماد الدين وقال من تركها فقد كفر اي الكفر الاكبر الناقل من الملة وذكرت عنده الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومعنى برهانا اي على ايمانه وصدق ايمانه لان الصلاة ايمان قال الله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم. فالصلاة ايمان ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع قارون وفرعون وهامان وامية بن خلف اي ان تارك الصلاة يحشر يوم القيامة شاء ام ابى مع صناديد الكفر واعمدة الباطل ومن الذي يحب لنفسه ان يحشر جنبا الى جنب يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وامية ابن خلل ومن ترك الصلاة فقد رضي ذلك لنفسه قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح كل امتي يدخلون الجنة كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى من الذي يقال له ادخل الجنة ويقول لا اريد من هذا الذي قال ادخل الجنة؟ ويقال لا اريد انا اقبل النار من قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قالوا ومن يأبى يا رسول الله ومن يأبى يا رسول الله؟ من هذا الذي يقال ادخل؟ الجنة ويأبى يرفض. يقول لا اريد ومن يأبى يا رسول الله؟ قال من اطاعني دخل الجنة. ومن عصاني فقد ابى من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى ولهذا فان من يترك الصلاة ويضيع الصلاة رضي لنفسه ان يكون يوم القيامة مع صناديد الكفر يحشر معهم ويكون جنبا الى جنب مع هؤلاء فالصلاة شأنها عظيم وهي اول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة فان صلحت صلح سائر عمله وهذا يبين لنا المكانة العظيمة للصلاة والمنزلة العلية له. ولهذا بدأ بها. والحديث رتبت هذه الخصال حسب اهميتها ومكانتها رتبت هذه الخصال حسب اهميتها ومكانتها. فالصلاة اعظم اركان الدين بعد الشهادتين ثم قال وايتاء الزكاة والزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله في اكثر المواضع او جل المواضع التي ذكرت فيها الصلاة في القرآن تذكر معها الزكاة والزكاة فريضة من فرائض هذا الدين وهي واجبة على من ملك النصاب الزكوي والزكاة هي قدر قليل جدا من مال الاغنيا يرد على الفقراء وهو زكاة للمال وزكاة لصاحب المال. وزكاة ايضا للمجتمع وبركة وهي شيء قليل يقدمه الغني من شيء كثير من الله سبحانه وتعالى عليه به وتفضل عليه به قال وايتاء الزكاة والحج وصوم رمضان بتقديم الحج على الصيام والحديث رواه الامام مسلم في صحيحة بهذا اللفظ ورواه بلفظ قدم فيه الصيام على الحج وهو الاصح بل جاء في صحيح مسلم ان رجلا قال لابن عمر الحج وصيام رمظان الحج وصيام رمضان؟ قال لا. صيام رمضان والحج هكذا سمعته من رسول الله. صلى الله عليه وسلم قال لا صيام رمضان والحج هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم والامام البخاري رحمه الله اختار هذا اللفظ وايضا بنى عليه ترتيب كتابه الصحيح ولهذا قدم كتاب الحج على كتاب الصيام بناء على هذه الرواية التي اعتمدها رحمه الله تعالى وخصال الايماء خصال الاسلام هذه التي يبنى عليها الاسلام رتبت في الحديث ترتيبا حسب الاهمية فالشهادتان هما اعظم خصال الاسلام واعلاها شأنا ويليها في في المكانة الصلاة التي هي اعظم مباني الاسلام بعد الشهادتين والصلاة صلة بين العبد وربه وهي تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات ثم يأتي بعدها في الفضل الزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله تبارك وتعالى ثم يأتي بعدها في الفضل الصيام والصيام يجب في السنة مرة واحدة في شهر رمضان شهر في السنة ثم يليه في الفضل الحج ويجب في العمر كله مرة واحدة في حق مستطيع. ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا وهو فريضة في العمر كله مرة واحدة فهذه الاعمال العظيمة رتبت في اه الحديث حسب مكانتها واهميتها نعم قال رحمه الله تعالى باب امور الايمان عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الايمان ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب امور الايمان والمراد باموره اي خصال الايمان وشعبه. المراد باموره اي خصال الايمان وشعبه تقول باب امور الايمان اي خصال الايمان والشعب التي يشملها الايمان وهذه الترجمة تفصيلها ما بعدها من ابواب تفصيل هذه الترجمة ما بعدها من ابواب ففي هذا الباب اجمل وفي الابواب القادمة التالية فصل رحمه الله واشرت الى كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى الى جمع الامام البخاري قال الايمان وشعبه بما يزيد على السبعين شعبة في ثنايا تبويباته لكتاب الايمان من خلال ما ساقه من ايات واحاديث واثار تروى عن السلف الصالح رظي الله عنهم وارضاهم وفي الاصل كتابه الصحيح اتبع هذه هذه الاية اتبع هذه الترجمة باية البر بعد تبويبه هذا الباب باب امور الايمان اي خصال الايمان وشعبه اورد وساق رحمه الله اية البر في سورة البقرة قول الله سبحانه وتعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى يتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب. واقام الصلاة واتى الزكاة. والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون الاية تعرف باية الباء وجاء في حديث في سنده مقال ان ابا ذر سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الايمان فقرأ عليه هذه الاية لان هذه الاية جامعة للخصال الايمان والشهداء جامعة لخصال الايمان وشعبه. وفيها ان الايمان ان الايمان عقائد تكون في القلب وعليها قيام الايمان ذكرت في قوله ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واعمال تبنى على هذه العقائد ذكرت في قوله واتى المال على حبه الى تمام الاية وهذا فيه ما قرر اهل السنة رحمهم الله في بيان حقيقة الايمان انه قول وعمل انه قول وعمل انه عقيدة وشريعة ليس الايمان مجرد الاعتقاد الذي في القلب. بل الايمان قول وعمل قول بالقلب واللسان وعمل بالقلب والجوارح فالايمان قول وعمل كما هو واضح بهذه الاية الكريمة. وايضا في النصوص الكثيرة التي جاءت شارحة للايمان ومبينة لحقيقته ساق هنا الامام البخاري رحمه الله حديث ابي هريرة الايمان بضع وستون شعبة. والحياء شعبة من الايمان. وهذا الحديث يعرف عند اهل العلم بحديث الشحن وهو حديث جامع في بيان خصال الايمان حديث جامع في بيان خصال الايمان قال الايمان بضع وستون وجاء في رواية في صحيح مسلم وهي الارجح قول المحققين من اهل العلم بضع وسبعون شعبة على خلاف بين اهل العلم في ترجيح اي لفظه بضع وستون او بضع وسبعون شعبة قال الايمان بضع وستون شعبة والحياة شعبة من الايمان في رواية عند مسلم للحديث عد رحمه الله في رواية اه لمسلم لهذا الحديث عد فيها اربعة شعب الايمان اه الاخرى فجاء لفظه الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء او شعبة من شعب الايمان وهذا اللفظ ثابت عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان و افاد ذلكم في بيان حقيقة الايمان الذي هو مقصود الترجمة امور الايمان افاد ذلكم ان الايمان ذو شعب كثيرة وخصال عديدة منها ما يكون في القلب ومنها ما يكون باللسان ومنها اعمال تكون بالجوارح فافاد الحديث شمول الايمان لذلك كله وان الايمان في القلب واللسان والجوارح ويتناول ذلك كله وكل هذه الامور داخلة في مسمى الايمان ويتناولها لفظه وايضا افاد ان شعب الايمان ليست على درجة واحدة في الفضل لانه قال اعلاها وادناها اذا هي متفاوتة. هناك شعب عالية وشعب قريبة الى العالية وشعب ادنى من من تلك الشعب فالايمان له اعلى وله ادنى فاعماله وخصاله وشعبه ليست على رتبة واحدة ولا على درجة واحدة بل بينها تفاضل وافاد الحديث ان لا اله الا الله اعلى شعب الايمان ومر معنا انها اعظم مباني الاسلام قال اعلاها قول لا اله الا الله والمراد بالقول اي بالقلب واللسان لان القول اذا اطلق يتناول قول القلب عقيدة وقول اللسان نطقا وتلفظا فمعنى قوله اعلاها قول لا اله الا الله اي قولها بالقلب اعتقادا وقولها باللسان نطقة والقول اذا اطلق يتناول قول القلب وقول اللسان. مثلا قول الله تعالى قولوا امنا بالله. ما معناها فيقول ذلكم بقلوبكم اعتقادا اعتقدوا ذلك في قلوبكم وبالسنتكم نطقا وتلفظا فاعلى شعب الايمان قول لا اله الا الله على شعب الايمان. وادنى شعب الايمان ادنى شعب الايمان اماطة الاذى عن الطريق وهذا فيه فضل العمل والاحسان الى الناس ابعاد الاذى عنهم واماطة الاذى عن عن طريقهم وجادتهم وان هذا العمل يعد في ديننا المبارك من الايمان ومن خصاله وشعبه فليس امرا هينا بل جاء في صحيح مسلم ان رجلا مر بغصن شجرة ذي شوك في طريق المسلمين؟ فقال والله لا ادع هذا في طريقهم فيؤذيهم اماطه عن الطريق فشكر الله عمله فادخله الجنة فشكر الله عمله فادخله الجنة فاماطة الاذى عن الطريق عمل يباشر باليد وهو من شعب الايمان خصاله كما هو صريح اه لفظ النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ويدخل في اعمال الايمان اعمال القلوب واعمال القلوب كثيرة واقتصر منها عليه الصلاة والسلام على الحياء. هو عمل قلبي. لكنه عظيم جدا اذا وجد الحياء في القلب وجدت هذه الخصلة المباركة في القلب دفعت الانسان الى التحلي والتخلي عن الرذائل بخلاف من نزع الحياة من قلبه والعياذ بالله وفي الحديث ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت منزوع الحياء يعمل اعمالا لا يبالي باثارها واضرارها وعواقبها كل ذلك لا يبالي به لانه منزوع الحياء فاذا نزع الحياء دعى الانسان ما شاء من الخصال المسيرة والخلال القبيحة ولا يبالي ولا يكترث ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت فالحياة خصلة مكانها القلب اذا وجدت هذه الخصلة في قلب المؤمن اثمرت خيرا عظيما اذ هي دافعة لصاحبها للتحلي بالفظائل والتخلي عن الرواية وقد صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال الحياء خير كله وقال الحياء لا يأتي الا بخير. الحياء لا يأتي الا بخير ولهذا اعداء الدين جل تركيزهم في كل وقت وزمان على نزع الحياة على نزع الحياء ويخططون تخطيطا بعيد المدى طويل النفس لنزع الحياء من صغار المسلمين وابناء المسلمين لانه اذا نشأ الابن او البنت منزوع الحياة لا يبالي في الاعمال المشينة والخلال القبيحة وانواع التجاوزات والتعديات ولهذا يخطط اعداء الدين قاتلهم والله ما يؤفكون الى نزع الحياة وفي زماننا هذا وجدت وسائل اتصال كثيرة وصل اعداء الدين من خلالها الى الصغار والبنات والبيوت والاسر وبدأوا ينشرون اشياء كثيرة كلها ترمي الى نزع الحياة كانت البنت قديما يضرب البنت التي على قبالة الزواج يظرب بها المثل في الحياة حتى ان الصحابة لما ارادوا ان يبينوا او يذكروا حياء النبي عليه الصلاة والسلام الذي هو اعظم الحياء واجله ماذا قالوا في في وصف حيائه ماذا قالوا اشد حياء من العذراء في قدرها العذراء من هي؟ البنت التي على قبالة الزواج ثلطعش سنة اثنعش سنة اربعطعش سنة خمسطعشر سنة اقل من ذلك او اكثر يظرب بها المثل في الحياة حتى انها تستحي من ظلها لكن مع الوسائل كثيرة التي وجدت الان التي عمرها ثلاطعشر او اربعطعشر تجابه الرجال وتخاطب الرجال وربما ان الرجل هو الذي يستحي منها من جرأتها مصيبة مصيبة جدا الحياء شعبة من شعب الايمان اكثر ما نحتاج اليه الان في مجتمعاتنا وفي بيوتاتنا وفي الى الحياة والله نحتاج الى الحياة يحتاج اليه حاجة عظيمة ونحتاج فعلا ان ننمي الحياة في انفسنا وفي اهلينا وفي اولادنا ننمي الحياة لاننا اه اه نجابة من الاعداء بمخططات نزع الحياة من الناشئة ومن الابناء حتى الان في قاتلهم الله في لعب الاطفال وهذا لا يتنبه له كثير من المسلمين لا بالصغيرة للاطفال تنزل في الاسواق العرائس للاطفال عارية يعني العروسة تلبس ثوب الى نصف الساق نصف الفخذ واعارية الاكتاف وتعطى لعبة للطفلة الصغيرة تغرس فيها هذا التعري وهذا النزع للحياة. ومثل هذا كثير ايضا العاب تقدم للاطفال مثل سيارة يجعلون في داخلها شاب وشابة بقلب فيها شيء من التعري. كل هذا تخطيط لنزع الحياء من هؤلاء الصغار وفعلا نجح نجحوا في كثير من الاماكن الى انتزاع هذا الحي والحياة اذا نزع ذهب الخيل واذا وجد وجد الخير الحياء خير كله فما احوج الامة وما احوج المسلمين الى العناية بالحياة والمحافظة عليه وتقويته وتنميته في الصغار والاطفال واعظم الحياء واجله الحياء من الله سبحانه وتعالى الحياء من الله كما قال عليه الصلاة والسلام استحيوا من الله حق الحياة استحيوا من الله حتى الحياة الحياء من رب العالمين الذي يراك جل وعلا ويطلع عليك ويسمع كلامك. ويرى فعالك ويعلم بحالك. ولا تخفى عليه منك خافية. وهو الذي امد لك بهذا السمع وامدك بهذا البصر وامدك بهذه القوى وامدك بهذه المقتنيات والممتلكات الذي امدك بكل هذه النعم اعظم الحياء ان يستحى من الله والحياة من الله الا يراك سبحانه حيث نهاك والا ايضا تترك ما امرك به وما دعاك الي قالوا انا لا نستحي من الله. قال الحياء من الله ان تحفظ الرأس وما حوى والبطن هو ما وعى الرأس وما وعى والبطن وما حوى وان تذكر الموت والبلى ومن اراد الاخرة ومن اراد الاخرة لم تغره الحياة الدنيا او كما قال عليه الصلاة والسلام. فالحياة من الله جل وعلا هو اعظم الحياء فالحياة شعبة من شعب الايمان قال اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان. والحياء شعبة من شعب الايمان هنا في هذا الحديث قال عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون وفي هذه الرواية وستون شعبة ومن المعلوم ان الطاعات والعبادات التي امر العباد بها كثيرة جدا تزيد عن هذا العدد بكثير جدا الان لو تطالع القرآن والسنة في الاعمال والطاعات والعبادات تجد انها كثيرة جدا فما وجه اه قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الايمان بضع وسبعون او بضع وستون شعبة مع ان الاعمال والطاعات اكثر من هذا بكثير اجيب عن ذلك اجوبة اهمها واوجهها ثلاثة اجوبة الاول ان المراد بقوله ثلاثون شعبة المراد به النوع وتحت النوع يدخل افراد كثيرة وخصال عديدة فالمراد بقوله بضع وسبعون شعبة اي ان شعب الايمان اه كثيرة ووعديدة انواعها بظع وسبعون ولكن تحت هذه الانواع يدخل آآ خصال كثيرة يعني مثلا من شعب الايمان الاحسان الى المؤمنين هذا نوع ماذا يدخل تحت هذا النوع من شعب واعمال كثير جدا من من ابواب وامور الاحسان الى الوالدين الى الناس بر الوالدين والاحسان اليهما شعبة من شعب الايمان. لكن ايضا يدخل تحته امور كثيرة جدا هذا قول القول الثاني قيل ان العدد لا مفهوم له. يعني ان المراد ليس ذات العدد وانما التكفير اما شعب كثيرة مثل ما جاء في الاية الكريمة ان تستغفر لهم سبعين مرة ان تستغفر لهم سبعين مرة. ما المراد بسبعين مرة الكثرة يعني تستغفر لهم كثيرا لا ينفعهم ليس معناه اه ان استغفر ثمانين او تسعين او مئة او اكثر ينفع وانما المراد الكثرة ان تستغفر لهم سبعين مرة المراد الكثرة يعني ان تستغفر لهم كثيرا فقيل ان المراد ببضع وسبعون ليس العدد وانما التكفير خاصة ان السبعين والسبع مئة وما تظعف منه يستقدم عند العرب للتكفير. يستخدم للتكثيف فقيل ان المراد بذلك هو التكفير اي ان شعب الايمان كثيرة جدا وقيل ان المراد بذلك اشرفها واعلاها وافضلها وان اه ذكره للبضع والسبعين ليس لحصر الشعب ككل وانما حصر اشرف واعلى آآ شعب اه الايمان فهذه اوجه ما قيل في اه وجه قول النبي صلى الله عليه وسلم الامام بضع وسبعون شعبة مع ان الاعمال والطاعات اه تزيد عن اه ذلك العدد بكثير ومهما يكن من شيء فان هذه الشعب حصرت في هذا العدد او لم تحصر هي في الكتاب والسنة وان من اعتنى بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وحرص على العمل بما دل عليه الكتاب والسنة من ابواب الخير واعمال البر والطاعات وجاهد نفسه على ذلك فانه في سبيل ترق ورفعة في امور الدين واعماله وخصاله ثم كذلكم مما فيجدر بطالب العلم ان يعلمه تجاه هذه الخصال الداخلة في الايمان وفي شعبه انها من حيث اثرها على الايمان وجودا وعدما او قوة وظعفا تنقسم الى ثلاثة اقسام. شعب الايمان من حيث اثرها مع الايمان تنقسم الى ثلاثة اقسام. القسم الاول ما يذهب الايمان بذهابه القسم الاول ما يذهب الايمان بذهابه فهو من شعب الايمان وان ذهب ذهب الايمان كله وبطل الدين اجمعه مثل ما مر معنا في الشهادتين على سبيل المثال وتارك الصلاة كما مر معنا ايضا والقسم الثاني ما يذهب كمال الايمان الواجب بذهابه ما يذهب كمال الايمان الواجب بذهابه وهذا فيما كان من خصال الدين فيما كان من خصال الدين واجبا اه او كان او ما كان من ايضا خصال الدين تركا لمن هي او تركا لمحرم فمثلا قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن نفى الايمان عنه ما المراد بالنفي هنا هل هو نفي الايمان الواجب او نفي اصل الايمان نفي الايمان الواجب النفي لكمال الايمان الواجب وليس نفيا لاصل الايمان والقسم الثالث ما يذهب بذهاب الكمال الايمان المستحي وذلكم بترك شيء من مستحبات الدين بترك شيء من مستحبات الدين. فمن ترك مستحبا نقص بهذا الترك ايمانه او كمال ايمانه المستحب كمال ايمانه المستحب يفوته الاجر ولا يكون عليه بهذا الترك عقوبة اما الكمال الواجب فانه يفوته الاجر بتركه ويعاقب ايضا على ترك فالكمال كما ان كمال واجب وكمال المستحب والكمال الواجب يفوت تاركه الاجر ويعاقب واما الكمال مستحب يفوته الاجر ولا يعاقب على تركه لانه مستحب وليس بواجب لانه مستحب وليس بواجب في هذا الحديث حديث والشعب مليء بالفوائد مليء بالفوائد آآ النافعة جدا في فهم الايمان ومعرفة حقيقة الايمان ولهذا لا تجد كتابا لاهل العلم مؤلفا في بيان الايمان الا ويذكر فيه هذا الحديث العظيم المشهور عند اهل العلم بحديث الشعب. واشرت الى ان بعض اهل العلم افرده بمجلدات وامضى في دراسته وجمع خصال الايمان وشعبه السنوات ايضا اشرت الى ان هذه الترجمة فيها اجمال خصال الايمان وشعبه وما يأتي بعدها من اه تراجم هي تفصيل آآ لذلك بذكر شعب الايمان تفصيلا ومما ينبه عليه ايضا فيما يتعلق بشعب الايمان انه كما انه يدخل في الايمان فعل الواجب فانه كذلكم يدخل في الايمان ترك المحرم فترك المحرم ايمان. كما ان فعل الواجب ايمان وهذا مستفاد من حديث ابي هريرة لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن و عند ورود الحديث اه عند المصنف رحمه الله تعالى وسيأتي باذن الله سبحانه وتعالى في باب لاحق اه يأتي مزيد توضيحا لذلك ونكتفي يومنا هذا بهذا القدر ونسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم ان يزيننا جميعا بزينة الايمان. اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل كأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا الدنيا اكبر همها ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا