الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح في كتاب الايمان باب المعاصي من امر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها الا بالشرك عن ابي ذر رضي الله تعالى عنه باب المعاصي من امر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها الا بالشرك. مكتوب في النسخ الموجودة بالترك وهو خطأ يصلح الا بالشرك نعم عن ابي ذر رضي الله تعالى عنه قال سببت رجلا فعيرته بامه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر اعيرته بامه؟ انك امرؤ فيك جاهلية اخوانكم خولكم جعلهم الله تحت ايديكم فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل. وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبون وهم فان كلفتموهم فاعينوهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الترجمة باب المعاصي من امر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها الا بالشرك عقدها الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح لبيان ان المعاصي التي هي دون الشرك بالله سبحانه وتعالى تؤثر على الايمان نقصا وضعفا لكنها لا تذهب الايمان وتبطله من اصله بل انها تضعف الايمان وتنقصه ولهذا فان مقصود هذه الترجمة الرد على من يكفر بالذنوب كالخوارج وغيرهم اذ ان المعاصي التي هي دون الكفر ودون الشرك بالله عز وجل كما قال الامام البخاري رحمه الله لا يكفر صاحبها بارتكابها اي كما تقول ذلك الخوارج الخوارج يكفرون من يرتكبها ويخرجونه من الدين ويحكمون عليه بانه مخلد يوم القيامة في نار جهنم وهذا قول باطل مصادم لادلة الكتاب وادلة السنة والمصنف رحمه الله تعالى الامام البخاري عقد هذه الترجمة للرد على هؤلاء ولبيان ان المعاصي لها اثرها على الايمان ضعفا ونقصا لا انها مبطلة للايمان ومحبطة للدين وقوله رحمه الله المعاصي انها من امر الجاهلية اي انها من شعب وخصال اهل الجاهلية وصفاتهم اليست من الايمان وانما هي من خصال واعمال الجاهلية واعمال الجاهلية التي هي دون الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى قد يوجد شيء منها في بعض المسلمين ووجودها في بعضهم ليست دليلا على كفر من وقع فيها لانها جاهلية دون الكفر ودون الشرك بالله سبحانه وتعالى مثل الحديث الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام اربع من امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياح هذه كلها من امر الجاهلية كما اخبر اه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لكن من فخر بحسبه مثلا او طعن في نسب اخر مثلا فان عمله جاهلية لكنه ليس اه كفرا ناقلا من ملة الاسلام يعد جاهلية لكنه ليس ناقلا من ملة الاسلام مثله ايضا قوله اثنتان بالناس هما بهم كفر اطلق على هذه الجارية انها كفر لكن كما مر البيان في باب سابق ان الكفر هنا كفر دون كفر كفر دون كفر اي دون الكفر الاكبر الناقل من الملة. اثنتان في الناس هما بهم كفر الفخر في الاحساب والطعن في الانساب هذه كفر دون الكفر الاكبر الناقل من اه ملة اه الاسلام فاذا قوله المعاصي من امر الجاهلية اي من اعمالهم اوصافهم اه خصالهم وهي معاصي وهي معاصي وقد يطلق عليها في بعض النصوص انها كفر والمراد بذلك انها اه اه كفر دون الكفر الاكبر اي انها من شعب الكفر لكنها ليست كفرا ناقلا من اه ملة الاسلام قال باب المعاصي من امر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها الا الشرك الشرك مستثنى من من ذلك فهو المعصية التي آآ لا تغفر لمن مات عليها وينتقل بفعلها من ملة الاسلام ويكون خارجا من حظيرة الدين ولهذا الامام البخاري رحمه الله في كتابه الصحيح اه اورد بعد هذه الترجمة الاية الكريمة ان الله لا يغفر ان يشرك به اورد الاية الكريمة ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء مستدلا بالاية على ذلك ان المعاصي التي دون الكفر ودون الشرك بالله سبحانه وتعالى لا يكفر صاحبها واذا مات عليها صاحبها امره تحت المشيئة مشيئة الله ان شاء الله عذبه وان شاء غفر له وان عذبه فانه لا يخلد في النار لانه لا يخلد في النار الا الكافر المشرك اورد رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة حديثا لابي ذر الغفاري الصحابي الجليل رضي الله عنه وارضاه وهو من هو في الايمان والفضل والنبل والزهد والاتباع للنبي عليه الصلاة والسلام وسيرته عطرة وهو من اصدق الناس ايمانا اه رضي الله عنه وارضاه وهذه العبارة لشيخ الاسلام عند كلامه عن هذا الحديث قال وهو من اصدق الناس ايمانا رضي الله عنه وارضاه فابو ذر في آآ مكانته العلية وايمانه وعبادته اه اتباعه للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام حصل منه هذه القصة التي هو بنفسه يرويها رضي الله عنه وارضاه يقول سببت رجلا سببت رجلا المسابة معروفة والسب ايضا معروف وهو آآ الشتم او نحو ذلك قال ساببت رجلا فعيرته بامه فعيرته بامه جاء في بعض الروايات اه التصريح بلفظة قال له قال له يا ابن السوداء يا ابن السوداء يعيره بامه ومن المعلوم ان التعيير تعيير الشخص بلون او قصر او عرج او عمل او مثلا آآ غير ذلك من الصفات التي اه تكون في الانسان هذا ليس من اه من الاسلام وليس من من الدين بل ومن امر الجاهلية ليس من الاسلام ولا من الدين ولا من الامور التي رغب فيها الدين او حث عليها بل جاء الاسلام بالتحذير منها جاء ذلكم في القرآن وجاء في احاديث النبي عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون يذكر رضي الله عنه انه عير ذلك الرجل بامه جاء في رواية انه قال له يا يا ابن السوداء فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر اعيرته بامه لان هذا خبر نقل للنبي عليه الصلاة والسلام لم يسمعه والنقل احيانا يكون فيه ما فيه ولهذا لم آآ يبدأ معه النبي عليه الصلاة والسلام بالمعاتبة مباشرة وهذا ايضا مسلك مهم لم يبدأ معه مباشرة لم يقل له مباشرة انك امرؤ فيك جاهلية بل اول ما بدأ قال له اعيرته بامه ما ما ما مراده عليه الصلاة والسلام يعني يستوثق ويتأكد ويتحقق من الخبر الذي اه نقل اه يا ابا ذر اعيرته بامه؟ انك امرؤ فيك جاهلية انك امرؤ فيك جاهلية فيك جاهلية اي فيك خصلة هذه خصلة هذه خصلة من فصال الجاهلية التعيير تعيير بالام او بهيئة او بصفة او نحو ذلك هذه من خصال الجاهلية ولهذا قال انك امرؤ فيك جاهلية اي فيك هذه الخصلة من خصال الجاهلية ولعل ابا ذر رضي الله عنه لم يعلم مثلا آآ حرمة هذا الامر المنع منه لعله لم يقف على شيء من ذلك ولهذا جاء في بعض الروايات في الادب المفرد للامام البخاري ان ابا ذر لما قال له النبي عليه الصلاة والسلام ذلك قال على ساعة على ساعة هذه من كبر السن يعني في هذه الخصلة على ساعة هذه من كبر السن قال له النبي صلى الله عليه وسلم نعم فهذا قد يشعر انه ربما ما بلغه اه اه ذلك او لم يقف على اه اه ذلك الامر او على اه النهي عن ذلك والتحريم منه او تحريمه والمنع منه فقال له النبي عليه الصلاة والسلام انك امرؤ فيك جاهلية وهذا قاله صلى الله عليه وسلم له على وجه التحذير والانذار والا يعود لذلك والا يعود لذلك وهذا مثل هذا المعنى هو الحري بابي بابي ذر وامثاله يعني قد تصدر كلمة من فاضل في موقف ما واذا نبه عليها او على على خطورتها توقف عنها توقف عنها ولهذا ها هو ابو ذر يحكي الخبر بنفسه وايضا يحكي آآ اثر هذا هذا على نفسه اثر هذا على نفسه. لان آآ ابو ذر لهذا الحديث له قصة هذا الحديث له قصة وهي ان آآ ابا ذر رضي الله عنه رؤيا ومعه آآ عبد له ومعه عبد له وعليه لباس مثله تماما لم يتميز لباسه عليه حلة وعليه حلة مثله تماما فكأن شخصا رأى قال له لو ميزت نفسك عنه فروى الحديث روى هذا الحديث مما يدل الصدق الذي آآ عندهم وآآ الايمان القوي الذي عندهم وسرعة الاستجابة لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام وانتفائهم العظيم بينما بعض الناس تجده مثلا على خطأ وتقول له قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا وتأتي بوعيد احاديث يا وعيد مثلا بعض الاعمال يقول فيها عليه الصلاة والسلام ثلاثة لا ينظر الله اليهم ولا يكلمهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ويكون هو متصف بخصلة من تلك الخصال فيمشي منك ولا يبالي اصلا وكان الامر لا يعنيه مع ان الخطاب فيه الوعيد الشديد لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. ويذكر اعمالا فتخاطب بها شخصا يمضي وكان الامر وما يعنيه ولا يبالي فشتان بين صادق الايمان ومتين الديانة وبين من آآ في دينه رقة وفي ايمانه ضعف فابو ذر رضي الله عنه لما سمع ذلك كان لهذا التنبيه من النبي عليه الصلاة والسلام الاثر البالغ عليه حتى انه بهذه الصفة التي اه عرفت من خلال القصة التي روى فيها اه الحديث قال انك امرؤ فيك جاهلية اخوانكم خولكم اخوانكم خولكم اي ما من تحت ايديكم منا العبيد من تحت ايديكم من العبيد بينكم وبينهم اخوة نعم هو عبد ومملوك لا لا لمالكه ومنافعه لمالكه لكن مع ذلك بينك وبينه اخوة اخوة الدين انما المؤمنون اخوة فبينك وبينه اخوة الدين ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام اخوانكم خولكم ومعنى خولكم اي نعمة انعم الله بها عليكم ثم اذا خولناه نعمة منا خولناه اي اعطيناه ومننا عليه وتفضلنا عليه بنعمة فاخوانكم خولكم اي نعمة اه اه خولكم الله اياها وانعم عليكم بها وتفظل عليكم ما بها وجعل منافعهم لكم خدمة ومساعدة ومعاونة قال اخوانكم خولكم جعلهم الله تحت ايديكم هذه منة الله عليكم جعلهم الله تحت ايديكم هذا اي من عنده عبيد رقيق تحت ملك يده قال جعلهم الله تحت ايديكم اي منافعهم ليست لهم وانما لكم انتم الذين تحددون لهم الاعمال التي هي من مصالحكم وحاجاتكم ومنافعكم تحت ايديكم فمن كان اخوه تحت يده انظر الخطاب ما الطفه والبيان ما احسنه والرفق ما اجمله قال فمن كان اخوه تحت يده ماذا يصنع الانسان اذا كان اخوه تحت يده انظروا الخطاب الجميل اذا كان الانسان اخوه تحت يده كيف يتعامل معه؟ نعم ما دام ان منافعه له يستفيد منه اريد كذا اعمل لي كذا اصنع الى اخره لكنني مع ذلك اعامله بمقتضى الاخوة الايمانية وما يستوجبه الدين من اه رفق ورحمة اه تعامل حسن ونحو ذلك. قال فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل فليطعمه مما يأكل اي يقدم له من الطعام الذي يأكل منه لا سيما انه تولى امره هو الذي احضره وهو الذي اشتراه وربما هو الذي ايضا صنعه فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس وليلبسه مما يلبس هذه الثانية الثالثة ولا تكلفوهم ما يغلبهم يعني لا تكلفوهم باعمال شاقة لا لا يستطيعون القيام بها ومكلفة حمل شيء ثقيل لا يستطيع حمله او دفع شيء ايظا لا يستطيع دفعه او القيام بمهمة لا يحسن او لا يتمكن من القيام بها لا تكلفهم ما لا تكلفهم ما يغلبهم ان كلفتموهم فاعينوهم يعني ان كنت مضطرا الى تكليفه بامر يشق عليه مثل ان يحمل شيئا وحده ولا يستطيع الا اذا عاونه شخص ثاني كلفه وعاونه على ذلك هذه كلها تبين رحمة الاسلام والرفق الذي جاء به هذا الدين وعمق الاخوة الايمانية في كل مجال حتى مع الرقيق حتى مع الرقيق الذين هم ملك الانسان واذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يخاطب بهذا الخطاب مع مع شخص هو رقيق للانسان. رقيق اي ملك له ومنافعه كلها لسيده ويخاطب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخطاب ويقول اخوانكم ويقول اذا كان اخوه تحت يده الى اخره فكيف بالاجير الذي استأجر الانسان لمصلحة معينة اليوم يعمل عنده في عمل ما اما يحفر او يبني او يصنع او آآ الى غير ذلك من الاعمال كيف الخطاب الذي ينبغي ان يكون والتعامل الذي كيف ينبغي ان يكون ومن يطالع الاحاديث النبوية في الاداب المرعية والاخلاق الكاملة وينظر الى واقع كثير من الناس في التعاملات مع الخدم او مع السائقين او مع العمال او مع غيرهم يجد الفرق والبون مما يدعو اليه الاسلام وبين الواقع العملي الذي يعيشه بعظ الناس في تعاملاتهم التي هي في الحقيقة تفريط وتظييع الالفاظ يكون فيها رعونة التعامل يكون فيه قسوة التكليف يكون فيه امور لا تطاق اعطاء الاجير حقه فيه مماطلة امور كثيرة جدا ايضا الالفاظ فيها اه الفاظ نابية واشياء غير لائقة فاين آآ المسلم من اه حقيقة الاخوة الايمانية وما تقتضيه وتتطلبه من اه تعاملات اه رفيعة واخلاق عالية واداب كاملة يدعو اليها اه اه هذا الدين العظيم اه الشاهد اه من ذلك اه ان آآ المعاصي المعاصي هي من امر الجاهلية المعاصي هي من امر الجاهلية لكن لا يكفر اه صاحبها لا يكفر صاحبها يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط وفيه اي حديث ابي ذر ان الرجل مع فظله وعلمه ودينه قد يكون فيه بعظ هذه الخصال رجل مع فظله وعلمه ودينه قد يكون فيه بعض هذه الخصال ولهذا ينبغي للانسان الا يزكي نفسه ولا يبرئ ساحة نفسه من اخطاء قد يكون فيه آآ شيء من خصال الجاهلية يتعامل بها ويكون فيه مثلا اه اه صلاح في العبادة او مثلا عنده حظ ونصيب وقدر من العلم او مثلا عنده ايضا قدر من الادب والخلق لكنه يبتلى في جانب ما بشيء من خصال الجاهلية. وهذا حقيقة يتطلب من المسلم ان يعمل على اه مجاهدة نفسه واستصلاح حاله وان يكون وقافا عند الحق اذا بلغه اه النهي او التحذير من اعمال من كرة او اعمال محرمة او صفات ذميمة ان يجتهد في اقتلاعها واجتثاثها من من حياته والا يكون متصفا بشيء منها عملا لتكميل ايمانه وتتميم دينه وبعدا بنفسه عن خصال وامور هي من خصال الجاهلية. نعم قال رحمه الله تعالى باب وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فسماهم المؤمنين عن ابي بكرة رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فقلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال انه كان حريصا على قتل صاحبه وهذه الترجمة باب وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فسماهم مؤمنين مراد الامام البخاري رحمه الله تعالى بها آآ التنبيه الى ان الكبائر والمعاصي التي دون الكفر لا تخرج الانسان من الملة ولا تنقله من الدين فمثلا القتال والتقاتل هذه معصية ومن الكبائر وجاءت النصوص في الكتاب والسنة بالنهي عن ذلك والتحذير منه ومر معنا قريبا آآ اشارة الى قول النبي عليه الصلاة والسلام سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وقتاله كفر ما هذا الكفر الذي وصف به قتال المسلم اي اي كفر هذا؟ هل هو كفر ناقل من الملة مخرج من الدين او انه كفر دون كفر الجواب انه كفر دون كفر ما الدليل؟ وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا قال البخاري فسماهم مؤمنين سماهم مؤمنين مع وجود الاقتتال اذا وقتاله كفر ليس الكفر الاكبر الناقل من الملة. لانه لو كان الكفر الاكبر الناقل من الملة لما صح ان يسموا مؤمنين لما صح ان يسموا مؤمنين فافاد ذلك ان هذا كفر دون كفر اذا اه اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة لبيان ان المعاصي والكبائر التي يدون الشرك دون الكفر الاكبر لا لا تنقل اه فاعلها من الملة بل يبقى على اصل الايمان يبقى على اصل الايمان لكن كمال ايمانه الواجب يذهب ويصح ان ينفى ولهذا يأتي في نصوص نفي الايمان عن مقترف اه الكبيرة لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن لا ايمان لمن لا امانة له لا يؤمن من لم يفعل كذا يأتي نفي الايمان في ترك واجب او في ارتكاب كبيرة مما يدل على ان الايمان الواجب ينتفي كمال الايمان الواجب ينتفي بارتكاب الكبائر وهذا ايضا فيه دلالة من جهة اخرى على خطورة هذه الكبائر على دين الانسان وعلى ايمانه وانها تظعف الايمان حتى انه بارتكابه لها استحق ان ينفع عنها الايمان في احاديث صريحة بذلك آآ ثابتة عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه اورد الامام البخاري رحمه الله هنا حديث ابي بكرة وللحديث قصة والقصة ذكرها البخاري لكن المختصر آآ آآ حذفها واقتصر على المرفوع الى النبي عليه الصلاة والسلام فالحديث له له قصة وهي ان الاحنف ابن قيس الاحنف آآ ابن قيس وهو رجل سيد في قومه وايضا معروف بالحلم ويضرب به المثل في الحلم اه والاناة فيقول الاحنف ابن قيس ذهبت لانصر هذا الرجل يعني عليا ذهبت انصر هذا الرجل يعني عليا فلقيني ابو بكرة فقال ارجع قال لي الى اين انت ذاهب؟ قلت الى انصر هذا الرجل قال ارجع اه فاني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وذكر الحديث وذكر الحديث اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فالقاتل والمقتول في النار اه تنزيل تنزيل الحديث على هذه الوقعة التي بين علي وبين اه اه خصومة البغاة اه اه آآ او مثلا آآ مقاتلة للحرورية آآ الخوارج تنزيرا هذا محل بحث محل اه بحث آآ عند اهل العلم آآ يطلع عليه في آآ شرحهم وكلامهم على آآ هذا الحديث. لكن الشاهد هو قول النبي عليه الصلاة والسلام اذا التقى المسلمان بسيفيهما اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار سعد اظنه سعد سعد بن ابي وقاص اظنه سعد في الفتنة التي حصلت في في زمن عثمان رظي الله عنه واظنه ايظا في القتال الذي كان بين آآ علي آآ ومعاوية قيل له الا الا تشارك قال لا اشارك الا ان تأتوني بسيف لا اشارك الا ان تأتوني بسيف فاذا اردت ان اظرب به يقول يخبرني هذا مؤمن ولا كافر اذا تعطوني سيف يخبرني بمن ساقتله اذا اردت قتله يقول لي هذا كافر فاقتله او يقول هذا مؤمن فأمتنع عن قتله اشارك يقول اما ان ادخل واقتل مؤمنين واقتل مسلمين لا اشارك في ذلك كل ذلكم خوف من مثل آآ هذه اه الاحاديث التي فيها النهي عن اه قتل اه اه المسلم لاخيه المسلم او مقاتلة المسلم لاخيه اه المسلم اما مقاتلة البغاة والمفسدين وايضا من ينتهكون الحدود ويتجاوزون ويكون منهم بغي وعدوان فهذا امر اخر لا يتناوله ولا يشمله هذا الحديث. ولهذا الاحنف ابن قيس مع مع نصح ابي بكرة له وروايته للحديث شارك مع في قتال الخوارج شارك مع علي في قتال اه اه الخوارج والنبي صلى الله عليه وسلم جاء عنه احاديث في الحث على اه قتالهم وبيان ما في ذلك من الثواب اه العظيم والاجر من الله سبحانه وتعالى قال عليه الصلاة والسلام اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار القاتل والمقتول في النار النار هذا الاخبار دخولهما النار هو دخول لا كدخول الكفار الذين آآ دخولهم للنار دخول تأبيد وتخليد وانما هذا وعيد لعصاة الموحدين في ارتكاب كبائر وذنوب ما دليلنا على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث سماهم مسلمين قال اذا اقتتل المسلمان بسيفيهما فهذا الاقتتال لم يخرجهما من الاسلام مثل ما مر في الاية وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا قتالهم لا يخرجهم من دائرة الاسلام ولا يخرجهم من من الدين ولا يكونون بذلك كفارا اذا ما معنى قوله في النار هذا وعيد مثل الوعيد على غيره من الكبائر التي يدون الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى فيكون اه وعيدا بالنار لا اه للتخليد فيها والبقاء فيها ابد الاباد كما هو اه الحال بالنسبة للكفار الصحابة تعجبوا وقالوا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول هذا القاتل فما بال المقتول؟ القاتل في النار عرفنا يعني لكونه قتل صاحبه المقتول ما باله لماذا هو ايضا في النار؟ مع انه مقتول بيض الله وجهك واصلح الله قلبك وبارك فيك واسعدك قال فقلت يا رسول الله فقلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال انه كان حريصا على قتل صاحبه مثل ما اخبر اخونا النبيل قال انه كان حريصا على قتل صاحبه يعني هو اقام في قلبه حرص على قتل صاحبه قام في قلبه حرص على قتل صاحبه لكنه لم يتمكن وصاحبه سبقه الى القتل اصبح هذا العزم اصبح هذا العزم الارادة الجامحة القوية التي قامت في نفسها قامت مقام الفعل حتى وان لم يحصل الفعل نفسه قامت مقام الفعل قال انه كان حريصا على قتل صاحبه مع ان القتل نفسه لم يحصل منه لكن ارادته القوية وعزمه الاكيد وتصميمه القائم في قلبه الذي حال بينه وبين حصول مراده انه سبقه احبوا الى قتله اصبح هو وصاحبه سواء كلاهما في النار. مع انه مقتول قال انه كان حريصا على قتل صاحبه. شاهد الحديث الترجمة ان فيه دليلا على ان الوقوع في المعاصي ومنها القتل والاقتتال التي يؤدون الكفر لا يكون بها الانسان آآ كافرا مرتدا خارجا من حظيرة الاسلام بل يبقى آآ على اسلامه مثل ما قال الامام البخاري رحمه الله فسماهم المؤمنين اي مع وجود آآ الاقتتال مثل هذا ايضا في القصاص في القتل سمى الله جل وعلا آآ القاتل اخا لاولياء المقتول. قال فمن عفي له من اخيه شيء والاخوة ما هي هنا خواتات الدين الاخوة اخوة الدين واخوة الامام قال فمن عفي له من اخيه شيء. نعم قال رحمه الله تعالى باب ظلم دون ظلم عن عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما نزلت الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم ظلم قال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اينا لم يظلم؟ فانزل الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم ثم اورد آآ هذه الترجمة باب ظلم دون ظلم ظلم دون ظلم ظلم دون ظلم اي دون الظلم الاكبر لان الظلم هو وضع اه وضع الشيء في غير موضعه واعظم ظلم واشنعه ان توضع العبادة في في غير موضعها يخلقه الله ويرزقه الله وينعم عليه عليه الله سبحانه وتعالى ثم يتجه بعبادته لغير خالقه ورازقه والمنعم عليه سبحانه وتعالى. هذا اظلم الظلم واشده على الاطلاق فالامام البخاري قال باب ظلم دون ظلم اي اه ظلم دون الظلم الاكبر الناقل من الملة بمعنى ان الظلم درجات او دركات منه ظلم اكبر ناقل من الملة اشرت فيما سبق الى آآ حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام اه قال فيه دواوين الظلم يوم القيامة ثلاثة ديوان لا يغفره الله وديوان لا يتركه الله وديوان لا يعبأ الله به اما الذي لا يغفره الله فهو الشرك واما الذي لا يتركه الله فهو ظلم العباد بعضهم لبعض اي حتى يقتص المظلوم من ظالمه وظلم لا يعبأ الله به هو ما دون ذلك يعني من المعاصي والذنوب التي دون ذلك الظلم ليس على درجة واحدة حتى الايات التي في القرآن يطلق الظلم تارة ويراد به المعصية التي دون الشرك ويطلق تارة ويراد به الشرك خذ مثالا في سياق واحد آآ قول الله تعالى في سورة فاطر ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ما نوع الظلم هنا؟ ظالم لنفسه؟ هل هو ظلم بالكفر الناقل من الملة او ظلم بالمعصية التي دون الكفر تأمل السياق فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفظل الكبير جنات عدن يدخلونها من هم الثلاثة جنات عدن يدخلونها الثلاثة حتى الظالم نفسه. لكن كما قال العلماء المقتصد والسابق بالخيرات يدخلان الجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب لكن الظالم نفسه نعم يدخل الجنة مصيره الى الجنة لكن قد يصيبه قبل ذلك ما يصيبه قد يمر بمرحلة تعذيب في النار على ذنوبه اه اثامه ومعاصيه التي دون الكفر لكن هو في الجنة مآله الى الجنة يصيبه قبل ذلك ما يصيبه كما جاء بذلك هو الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها ثم بعدها ذكر ثوابهم يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وقالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور. الذي احلنا دار المقامة من فضله. لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب هذا السياق كله يتعلق اهل الايمان عباد الله المصطفين. انتقل السياق الى الصنف الاخر قال والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير هل الظلم هنا هو ذاك الظلم الذي مر معنا قبل قليل هذا ظلم اخر فما للظالمين اي المشركين الكفار الذين وقعوا في الظلم الاكبر الناقل من الملة ليس قوله فما للظالمين مثل قوله فمنهم ظالم لنفسه. ذاك نوع وهذا نوع اخر ذاك الاول فمنهم ظالم لنفسه هو الذي يطلق عليه ما عبر عنه البخاري هنا بقوله ظلم دون ظلم ظلم دون ظلم اي دون الظلم الاكبر الناقل من ملة الاسلام اورد رحمه الله تحت هذه الترجمة حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال لما نزلت الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اينا لم يظلم نفسه فانزل الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم هذه الاية لما نزلت شق الامر على الصحابة شق الامر على الصحابة الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم يلبسوا اي يخلطوا لم يلبسوا ايمانهم بظلم ماذا فهم الصحابة من الاية وشق امرها عليهم لم يلبسوا ايمانهم بظلم ماذا فهموا منها فهموا منها انها تشمل جميع المعاصي انها تشمل جميع المعاصي ولهذا قالوا اينا لم يظلم نفسه يعني كل واحد منا لابد عنده خطأ تقصير مثل ما قال عليه الصلاة والسلام كل بني ادم خطاه فقالوا اه اينا لم يظلم نفسه فهموا من الاية ان المراد بالظلم ظلم النفس بالمعاصي والذنوب هذا الفهم من حيث هو فهما لمعنى الظلم الظلم قد يراد بهذا المعنى انتبه الظلم قد يراد به هذا المعنى ولهذا الصحابة رضي الله عنهم فهموا ان المراد هو هذا المعنى. لان الظلم يطلق ويراد به اه هذا المعنى والنبي عليه الصلاة والسلام لم ينكر عليهم ذلك. لم يقل لهم ان الظلم لا يطلق على المعاصي وانما بين لهم ان الاية انما هي في الظلم الاكبر وهذا وجه الاستشهاد بهذا الحديث للترجمة عندما قال ظلم دون ظلم ظلم دون ظلم اي المعنى الذي فهمه الصحابة هو ظلم دون الظلم. ظلم دون الظلم الاكبر الناقل من الملة. اما الاية فالنبي عليه الصلاة والسلام بين انها في الظلم الاكبر الناقل من الملة الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اينا لم يظلم نفسه فانزل فانزل الله ان الشرك لظلم عظيم برواية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم اما سمعتم قول العبد الصالح يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم فسر النبي عليه الصلاة والسلام الظلم في قوله اه لم يلبسوا ايمانهم بظلم بالشرك الذي آآ جاء في بقوله اه في في وصية لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ان الشرك لظلم عظيم الاية رتب على وجود الايمان مع السلامة من الشرك اصول الامن والاهتداء. قال الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون هذا الامن والاهتداء تمرة من ثمار الايمان الذي لم يخلط بشرك ثمرة من ثمار الايمان الذي لم يخلط بشرك فمن امن ولم يخلط ايمانه بشرك له الامن وله الاهتداء له الامن وله الاهتداء ومن امن ولم يخلط ايمانه بشرك اهله ايضا على قسمين قسم كملوا ايمانهم فهؤلاء لهم الامن والاهتداء الكامل في الدنيا والاخرة وقسم آآ لم يخلطوا ايمانهم بشرك لكنهم وقعوا في معاصي دون الشرك فهؤلاء ايضا لهم حظ ونصيب من الامن والاهتداء بحسب حظهم ونصيبهم من الايمان وعليه يمكن ان يقال الناس من حيث حصول الامن والاهتداء لهم على اقسام ثلاثة اهل الايمان المطلق اي الكامل وهؤلاء لهم الامن والاهتداء التام الكامل واهل مطلق الايمان يعني عندهم ايمان لكنه اه فيه نقص بسبب المعاصي التي دون الكفر فهؤلاء لهم مطلق الامن يعني لهم من الامن مثل حظهم ونصيبهم من آآ الايمان. ومن لا ايمان له الذي خلط الايمان بالشرك او وقع في اه الشرك بالله سبحانه وتعالى فلا امن له ولا اهتداء تلائمنا له ولا اهتداء آآ نسأل الله الكريم آآ رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة تم مهتدين اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين