الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح في كتاب الايمان باب علامة المنافق عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الترجمة باب علامة المنافق وفي بعض نسخ الصحيح علامات المنافق وعلامة مفرد والمفرد اذا اظيف يفيد العموم والترجمة عقدها الامام البخاري رحمه الله تعالى لبيان علامات النفاق والعلامة هي الامارة ويقال لها الاية كما سيأتي في الحديث اية المنافق ثلاث اي امارة نفاقه وعلامة نفاقه وهذه الترجمة نظير ما تقدم حيث سبق ان بين المصنف رحمه الله ان من الكفر ما هو دون الكفر الاكبر وبين ان من الظلم ما هو دون الظلم الاكبر ظلم دون ظلم وكفر دون كفر ومثله كذلكم النفاق ومثله النفاق فالنفاق منه ما هو نفاق اكبر ناقل من الملة وصاحبه اذا مات عليه فالدرك الاسفل من النار مخلدا فيها ابد الاباد وهو النفاق الاعتقادي الذي يظهر صاحبه الايمان ويبطن الكفر قال الله تعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله هذا اظهار والله يعلم انك لرسوله والله يعلم ان المنافقين لكاذبون اي فيما ابطنوه في قلوبهم وانطوت عليه صدورهم من كفر بالله وبرسوله صلوات الله وسلامه عليه مثلها قول الله تعالى اذا واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا هذا اظهار واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون فهذا يسمى النفاق الاعتقادي وناقل من ملة الاسلام وصاحبه يوم القيامة في الدرك الاسفل من النار والنوع الثاني من النفاق النفاق العملي النفاق العملي وهو ان يفعل افعال المنافقين من حيث اظهار ما لا يبطن ان يظهر ما لا يبطن لكن في مجال العمل ليس في مجال الاصل الذي هو الاعتقاد والنفاق كله الاعتقادي منه والعملي كله اظهار لما لا يبطنه الانسان لكن ان كان هذا الاظهار لما لا يبطنه الانسان يتعلق بالاعتقاد بحيث يظهر الايمان ويبطن ضد الايمان فهذا النفاق الاكبر الناقل من الملة لكن لو ان شخصا وعد اخر موعدا وهو في قلبه وقررت نفسه ينوي الا يفي ماذا فعل الان اظهر ما لا يبطن اظهر ما لا يبطن وهذا في جانب العمل ليس في جانب الاعتقاد اظهر ما لا يبطن اذا حدث يتظاهر ان حديثه صدق وان ما يقوله مطابق للواقع لكنه في قرارة نفسه يعلم انه كاذب وان ما يخبر به ليس حقيقة في ظهر الصدق ويبطن الكذب يعد ولا يفي يؤتمن فيتظاهر بانه الرجل الامين وانه الذي لن تضيع عنده الامانة وانه الذي تحفظ عنده الحقوق الى اخر ذلك لكن في قرارة نفسه ينوي تضييع الامانة فالنفاق الاعتقادي والعملي كلها اظهار لما لا يبطنه الانسان. اظهار لما لا يبطنه الانسان فاذا كان هذا الاظهار يتعلق بجانب الاعتقاد يظهر الايمان ويبطن ضد الايمان فهذا كفر ناقل من الملة اما اذا كان هذا الاظهار لما لا يبطنه الانسان يتعلق بالعمل والتعامل مع الناس فيسمى النفاق العملي وهو الذي عقد المصنف رحمه الله تعالى له هذه الترجمة وهو نفاق دون النفاق الاكبر لا يخرج من الملة بخلاف الاكبر يخرج من الملة فهو نفاق دون النفاق الاكبر الذي اه يخرج اه صاحبه من ملة الاسلام فاذا هذه الترجمة معقودة لبيان ذلك لبيان النفاق العملي وهو من كبائر الذنوب وعظائم الاثام لكنه ليس ناقلا من الملة. بمعنى لو ان انسانا آآ يعد ولا يفي ففيه شعبة من النفاق لكنه ليس المنافق الخالص النفاق الاكبر المخرج من الملة الموجب للخلود في النار ليس هذا حكمه وانما فيه شعبة من اه النفاق فيه شعبة من النفاق وفيه خصلة من خصال المنافقين لكنه هو لا يعد منافقا النفاق الاكبر الناقل من ملة الاسلام اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان قال ذلكم عليه الصلاة والسلام محذرا من هذه الخصال وناهيا عن هذه الخلال خلال المنافقين وخصالهم وفي الوقت وفي الوقت نفسه امرا بضد ذلك بضد هذه الصفات اذا كانت هذه صفة المنافق وعلامته فاضدادها صفة اهل الايمان صدق الحديث ووفاء العهد واداء الامانة الى اخر ذلك هذه كلها من شعب الايمان كلها من شعب الايمان وضدها اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان كلها من شعب النفاق فقال ذلكم عليه الصلاة والسلام محذرا من صفات المنافقين وخصال المنافقين من ان يتصف بها المسلم وكانه يقال بهذا البيان البين والايضاح الواضح يا مسلم يا عبد الله كرمك الله بالاسلام اياك وخصال على النفاق هذه خصالهم ما لك ولها احذرها وجودها اية من ايات النفاق علامة من علامات النفاق فكيف يرضى مسلم لنفسه ان ينصبغ او يتصف بصفة او بعلامة من علامات المنافقين قال اية المنافق ثلاث قال اية واحدة والمذكور ثلاث اية المنافق ثلاث لم يقل ايات المنافق ثلاث وانما قال اية المنافق ثلاث قيل اراد الاية الجنس وهو الاظهر وقيل ان النفاق يكون بمجموع الثلاث فالثلاث بمجموعها اية للنفاق وعلامة عليه وهذا غير واضح وغير ظاهر بل كل واحدة بمفردها تعد اية فالكذب في الحديث اية من ايات النفاق وعلامة من علاماته الاخلاف الوعد كذلك ايضا الخيانة في الامانة كذلك فهذه كل واحدة منها اية من آآ من ايات النفاق وعلامة من علاماته. فيكون قوله اية المنافق اراد الجنس اي خصال اه المنافق وصفاته ثلاث وذكر الثلاث هنا ليس على وجه الحصر بل خص هذه الثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان خصها واقتصر عليها بالذكر لان في ذلك تنبيه على انواع من الفساد ثلاثة واحد يتعلق بالقول واخر يتعلق بالفعل وثالث يتعلق بالنية وثالث يتعلق بالنية فنبه على فساد القول بالكذب فساد القول فساد اللسان بالكذب يحدث بلسانه وهو كاذب ويعلم من نفسه انه كاذب فهذا فساد في القول ونبه على فساد الفعل بالخيانة اذا اذا اؤتمن خان فهذا ففيه امارة على فساده في جانب الفعل او في جانب الافعال ونبه على فساد النية بالخلف اذا وعد اخلف هذا فيه تنبيه على فساد النية من حيث ان خلف الوعد انما يكون من امارات النفاق اذا كان الانسان من حين وعد وهو يبطن في نفسه الا يفي لكن لو ان شخصا وعد وهو في قرارة نفسه انه ملتزم بالموعد لكن حصل له ظرف ما ولم يتمكن او نسي او غير ذلك من الامور هذا ليس من علامات النفاق. متى يكون خلاف الوعد من علامات النفاق اذا كان الانسان من نيته اصلا انه لا يفي يقول انا سآتيك الوقت الفلاني الساعة الفلانية وابدا تجدني امامك وهو وهو يتحدث معه اصلا نيته ان لا يذهب فهذا من علامات النفاق لكن شخصا وعد وليس في باطنه نية سيئة ان يخلف وحصل له ظرف او نسي او غير ذلك من الامور والاعذار هذا ليس من معدودا من آآ من علامات النفاق اذا هذه الثلاث اقتصر عليها لانها شملت هذه النواحي الثلاث لا ان الخصال خصال المنافقين محصورة في هذه الثلاث الاولى اذا حدث كذب اذا حدث كذب اذا حدث غيره بحديث يكذب في حديثه ويخبر عن امور واشياء لا اساس لها ولا وجود لها ولا حقيقة لها وانما يكذب في الحديث وهذا فيه خطورة الكذب خطورة الكذب وانه من ايات النفاق وان المسلم لا ينبغي له ان يكذب وان يتجنب الكذب وان يبتعد عنه حتى في باب المزاح يعني بعض الناس يتساهل في باب المزاح واظحاك الاخرين بان يكذب والنبي صلى الله عليه وسلم قال ويل له ويل له ويل له الذي يكذب ليضحك الناس الكذب من من ايات النفاق وعلاماته المسلم ينأى بنفسه عن ان يكون متصفا به وكذلك هم اذا وعد اخلف اذا وعد اخلف وعد غيره بامر ما او بحضور في وقت ما او بفعل شيء ما او نحو ذلك ومن نيته ان لا يفي بالوعد والا يفي بما وعد فهذا من علامات النفاق وكذلكم اه الخيانة وعدم الالتزام الامانات اعادة الحق او الامانة لاهلها فيؤتمن على مال او يؤتمن على سر في حديث او يؤتمن على امر ما وايضا يخون من ائتمنه فهذا من امارات النفاق وعلاماته. نعم قال رحمه الله تعالى عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اربع من كن فيه كان منافقا خالصا. ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها. اذا اؤتمن خان واذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر ثم اورد رحمه الله حديث عبدالله بن عمرو بن العاص آآ رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اربع من كن فيه كان منافقا خالصا اربع اي اربع خصال. او اربع صفات من كن فيه اي متصفا بهن قل لهن تصفا بهن كلهن ومجتمعات فيه فمن كان كذلك كان منافقا خالصا قيل لانها لا تجتمع في شخص تطيب نفسه بها تكون كلها صفة له الا من كان بهذه الصفة كان منافقا خالصا او انه يكون قد اجتمع فيه النفاق العملي قد اجتمع فيه آآ النفاق او اكتمل فيه النفاق العملي بذكر هذه الصفات الخطيرة التي من اجتمعت فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق انتبه هنا لقوله كانت فيه خصلة من النفاق هذا موضح للحديث السابق اية المنافق ثلاث اذا وعد اه اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان. بمعنى ان من وجد فيه شيء من هذه الصفات ففيه خصلة من النفاق ففيه خصلة من النفاق قال حتى يدعها انظر هذا البيان ما اجمله والنصح ما اعظمه حتى يدعها هذا فيه تنبيه لمن ابتلي بهذه النفاق كأنه يقال له المجال مفتوح امامك حتى لو كنت قد وقعت في شيء من هذا ان تركتها سلمت ان تركتها وتبت منها سلمت حتى يدعها بمعنى ان التوبة مفتوحة ومجال الاوبة مهيأ حتى يدعها اي فان تركها فقد برئ من هذه الخصلة او هذه الخصال من خصال المنافقين يندرج تحت او هذه هذه العبارة تتضمن الدعوة للتوبة والتنبيه عليها وان من تاب تاب الله عليه قال اذا اؤتمن خان واذا حدث كذب واتان الخصلتان مرتا في الحديث المتقدم. وفيه زيادة واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر اذا عاهد غدر اي اذا كان بينه وبين شخص معاهدة يغدر يغدر مع اه من عاهده بان لا يلتزم بالمعاهدة. فادنى فرصة يجدها للغدر وعدم الوفاء بالمعاهدة يفعل ولا يبالي. واذا خاصم فجر اذا كان بينه وبين شخص خصومة فانه يفجر في الخصومة ولا يبالي ان يحلف ان مثلا الحق له وهو يعلم في قراءة نفسه انه ليس له وهذا فجور في الخصومة زاد هذا الحديث عن الحديث المتقدم بهاتين الخصلتين اذا عاهد غدر واذا خاصم فجر وزاد الحديث الاول آآ خصلة وهي اذا وعد اخلف فاجتمع من مجموع الحديثين خمسة خصال للمنافقين اجتمع من مجموع الحديثين خمسة خصال للمنافقين اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر فهذه خمس صفات للمنافقين وعلامات لهم وتعلق هذه الترجمة بالباب كتاب الايمان ان هذه اه الصفات التي هي خصال للمنافقين وجودها العبد دليل على نقص ايمانه الواجب دليل على نقص ايمانه الواجب فوجودها نقص للايمان الواجب مما يعرض فاعلها والواقع فيها لعقوبة الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى باب قيام ليلة القدر من الايمان عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقم ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له له ما تقدم من ذنبه هذه الترجمة باب قيام ليلة القدر من الايمان فيها بيان شعبة من شعب الايمان وهي قيام الليل والصلاة في الليل وخاصة في خير الليالي على الاطلاق واشرفها ليلة القدر فقيام ليلة القدر هو قيام لاشرف ليلة وخير ليلة وقد قال الله سبحانه وتعالى وما ادراك ما ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر خير من الف شهر بحساب السنوات اكثر من ثمانين سنة اكثر من من ثمانين سنة ليس فيها ليلة القدر فليلة القدر خير من اكثر من ثمانين سنة ليلة واحدة قيام تلك الليلة ادراكا لفضلها وادراكا لما جعل الله سبحانه وتعالى في تلك الليلة المباركة العظيمة من خير عظيم انزل فيها القرآن انا انزلناه في ليلة القدر فمن قام تلك الليلة مدركا لفضلها وعظيم مكانتها وعلو منزلتها ورفيع شأنها ايمانا واحتسابا قام ايمانا بالله واحتسابا اي نيل ثوابه واجره وما اعده سبحانه وتعالى لعباده المقربين من قامها ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه غفر له ما تقدم من ذنبه وهذا فيه فظل قيام هذه الليلة المباركة ليلة القدر وانه من شعب الايمان. نعم قال رحمه الله تعالى باب الجهاد من الايمان وعنه رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انتدب الله عز وجل لمن خرج في سبيله لا يخرجه الا ايمانا بي وتصديق برسلي ان ارجعه بما نال من اجر او غنيمة او ادخله الجنة ولولا ان اشق على امتي ما قعدت خلف سرية ولوددت اني اقتل في سبيل الله ثم احيا ثم اقتل ثم احيا ثم اقتل ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب الجهاد من الايمان الجهاد اي في سبيل الله اعلان لكلمة الله وطلبا لثوابه واخلاصا لوجهه وابتغاء مرضاته لان القتال قتال الكفار قد يكون حمية وقد يكون عصبية وقد يكون لاغراض كثيرة وقد سئل النبي عليه الصلاة والسلام من من هؤلاء في سبيل الله فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله اما من كانت له نوايا اخرى فلا يكون ذلكم اه القتال في سبيل الله ولا يدخل في صالح عمله لانه لا يدخل في صالح عمل العبد الا ما ابتغي به وجه الله سبحانه وتعالى وكذلكم لا يدخل في صالح العمل الا ما كان موافقا للهدي عليه الصلاة والسلام ليس كل حمل للسلاح ليس كل حمل للسلاح يعد جهادا معدودا في صالح عمل العبد بل الجهاد الذي هو داخل في صالح عمل العبد ما كان خالصا لله وموافقا لهدي رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فالجهاد من الايمان اي من شعب الايمان وخصاله اورد هنا حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انتدب الله اي تكفل الله سبحانه وتعالى الاجر اه الغنيمة وادخال الجنة انتدب الله لمن خرج في سبيله قوله في سبيله قيد تنبيه على الاخلاص وابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى بالعمل لا ان يكون خرج رياء او خرج للدنيا او خرج لعصبية او خرج اشياء من هذا القبيل وانما خرج في سبيل الله لا يخرجه الا ايمان بي وتصديق برسلي وهذا توضيح لقوله في سبيل الله لم يخرجه الا ايمان بالله والتصديق رسله ايمان بالله وان الجهاد انما هو لاعلاء كلمته سبحانه وتعالى وتصديقه بالرسل الذين اخبروا ان الله وعد بنصر المؤمنين وتكفل بنصرهم وتأييدهم وحفظهم تصديق وتصديق برسل ان ارجعه بما نال من اجر او غنيمة او ادخله الجنة لانه لا يخلو في هذا الجهاد من حالتين اما ان يقتل او ان يرجع غانما فتكفل الله له اما ان يرجع بما نال من اجر او غنيمة اي ان ما نال من اجل وغنيمة نصيبه وحظه ومنة الله سبحانه وتعالى عليه وان كان قتل في في في ذلك القتال فهو في سبيل الله وله الجنة قال او ادخله الجنة ولولا ان اشق على امتي ما قعدت خلف سرية وهذا فيه ان الجهاد منه اه ما هو فرض عين ومنه ما هو آآ ليس كذلك يعني من ما هو فرض عين ومنه ما هو ليس كذلك ليس فرض عين ومر معنا في اوائل الكتاب ان ابن عمر رضي الله عنه لما قيل له الا تجاهد؟ قال بني الاسلام على خمس بني الاسلام على خمس قال ولوددت ان اني اقتل في سبيل الله ثم احيا ثم اقتل ثم احيا ثم اقتل تنبيها بذلك على مال لمن يقتل في سبيل الله من الفوز العظيم والاجر الكبير من الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى باب تطوع قيام رمظان وعنه رضي وعنه ايضا رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وهذه الترجمة باب تطوع قيام رمظان اي انه من الايمان. تطوع قيام رمظان اي انه من الايمان ومن شعبه وخصاله وقيام الليل قيام الليل في اي وقت من السنة هو من شعب الايمان وخصاله وهو من الايمان المستحب من الايمان المستحب وثوابه عند الله سبحانه وتعالى عظيم لكنه في رمظان ثوابه اعظم وفي ليلة القدر اعظم واعظم قال اورد رحمه الله حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. من قام رمضان ايمانا بالله واحتسابا لنيل ثواب الله غفر له ما تقدم من ذنبه. نعم قال رحمه الله تعالى باب صوم رمضان احتسابا من الايمان وعنه ايضا رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ثم عقد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة باب صوم رمضان احتسابا من الايمان صوم رمضان اكتسابا من الايمان اي هذا من خصال اه الايمان وشعبه وهو ركن من اركان الاسلام كما في حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام. فصوم رمظان آآ هذا من شعب الايمان التي هي فريضة من فرائض الله سبحانه وتعالى على عباده وقيام اه رمضان هذا من النوافل والرغائب والمستحبات التي اه ثوابها عند الله تبارك وتعالى اورد حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه اي من صامه ايمانا بالله واحتسابا لنيل ثواب الله فاز بهذا الموعود الكريم وهو غفران ما تقدم من ذنبه وينبغي ان ينبه هنا ان غفران الذنب في هذا الحديث وفيما هو ايضا دونه في المكانة وهو قيام الليل لان لان رمى صيام رمظان اعظم من القيام من قيام ليالي رمظان لماذا اعظم لان صيام رمضان طرد وقيامه نفل وفي الحديث القدسي قال الله تبارك وتعالى ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه فالفرائظ اعظم من النوافل الفرائض اعظم من النوافل فهنا ذكر في الفرظ وايظا في النفل ان انه يترتب عليه غفران ما تقدم من الذنوب لكن جاءت احاديث اخرى قيدت ذلك بالصغائر مثل حديث الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن مجتنبت ما اجتنبت الكبائر فهذه الطاعات تكفر آآ الصغائر واللمم ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة الا اللمن اللمم الذي هو الصغائر اه تكفره هذه الطاعات الكبار والعبادات العظيمة كما جاء في هذا الحديث واحاديث اخرى اما الكبائر لابد فيها من توبة لابد فيها من توبة فصيام رمظان ايمانا واحتسابا وقيام رمظان ايمانا واحتسابا وقيام ليلة القدر ايمانا واحتسابا اه فيه مغفرة ما تقدم من الذنوب اي الصغائر اما الكبائر لابد فيها من توبة بدليل ما اجتنبت الكبائر ما اجتنبت الكبائر. نعم قال رحمه الله تعالى باب الدين يسر وعنه ايضا رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه وقاربوا وابشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة وهذه الترجمة باب الدين يسر الدين يسر فيه آآ سماحة هذا الدين ويسره وان الله سبحانه وتعالى ما جعل على عباده في هذا الدين من حرج فهو دين يسر واذا علم المؤمن يسر الدين وسماحته فان الواجب عليه الا يغالب الدين الا يغالب هذا الدين والا يسدد على نفسه باعمال وامور اه تشديدات هي ليست من اه ما امر به في دين الله كان يتقال بعض الاعمال ويسدد على نفسه باعمال اكبر او عمل اوسع او نحو ذلك فدين الله اه هكذا انزله تبارك وتعالى دين يسر لاعنة فيه ولا مشقة ولا تعسير ولا تشديد وليس فيه حرجا على اه العباد ما جعل عليكم في الدين من حرج فانزله الله آآ دين يسر وسماحة اورد رحمه الله تحت هذه الترجمة حديث آآ ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الدين يسر يسر في جميع اموره في اعماله وفي ادابه وفي اخلاقه وفي التعاملات التي يدعو اليها كلها يسر. العبادات كلها يسر انظر يسرا العبادة ماذا فرض الله علينا من عبادات انظر اليسر ماذا فرض الله علينا في من عبادات خمس صلوات في اليوم والليلة من اربع وعشرين ساعة خمس صلوات كل صلاة ربما تأخذ بالطمأنينة قدر ربع ساعة تقريبا من اربعة وعشرين ساعة اذا بلغ المال النصاب فرظ الله على الغني صدقة وهي جزء يسير جدا من المال يؤخذ من الاغنيا ويرد على الفقراء وهو بركة للمال وزكاء له في السنة شهر واحد يصان شهر رمظان والحج في العمر كله وايضا على المستطيع ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. هذا الذي افترظه على عبادة وكثيرا ما يسأل عليه الصلاة والسلام آآ عن ما يكون به دخول الجنة والنجاة من النار في ذكر هذه الخمس مباني الاسلام مثل حديث معاذ قال دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار فذكر له هذه الخمس وعدها عليه الصلاة والسلام لرجل فامسك بيده وقال والله لا ازيد على ذلك ولا انقص. قال افلح ان صدق او دخل الجنة ان صدق فهذه التي افترض الله سبحانه وتعالى على العباد. انظر هذا اليسر في دين الله وانه ليس فيه حرج وليس فيه مشقة على آآ العباد وليس فيه اثار ولا اغلال دين يسره الله سبحانه وتعالى على عبادة فمن ادى هذه الفرائض التي هي مباني الاسلام وتجنب المحرمات دخل الجنة بدون حساب ولا عذاب وهو الذي يقال عنه المقتصد ومنهم مقتصد المقتصد هو الذي فعل الفرائض والواجبات وترك المحرمات اما اذا زاد على ذلك منافسة في الرغائب والمستحبات كان في درجة السابقين بالخيرات الذين لهم الدرجات العاليات والمنازل الرفيعات في جنات النعيم فالدين يسر في كل اموره. قال ولن يساد الدين احد الا غلبه هذا فيه نهي عن المغالاة في الدين والتشديد والوقوع في الغلو وان يتقال الاعمال التي جاءت في في دين الله وفي هذا ترد القصة التي هي قصة النفر الذين سألوا عن عبادة النبي عليه الصلاة والسلام وعن صيامه وعن نومه فكأنهم تقالوا عبادته فقال احدهم اما انا اصلي ولا انام قال الاخر اصوم ولا افطر قال الثالث لا تزوج النساء فبلغ ذلكم النبي عليه الصلاة والسلام فقال اني آآ اصوم وافطر واقوم وانام اقوم وارقد واتزوج النساء ومن رغب عن سنتي فليس مني ومن رغب عن سنتي فليس مني لان هذا العمل الذي قام به هؤلاء هو من المشادة للدين والذي يساد الدين يغلبه الدين الذي يشدد على نفسه وهذا يحصل كثير لبعض الناس يشدد على نفسه ثم بالعبارة المعاصرة تنفرج الزاوية ما معنى تنفرج الزاوية يعني من زاوية التشديد على النفس الى انتقال الى الانحراف في اقصى حد تجده يسدد يسدد على نفسه ويقسو على نفسه ويأتي باعمال فيها تشديدات على النفس ثم ينفرط ما تحتمل النفس تطاوعه لفترة معينة ثم تنفرط ثم ينتقل الى اقصى الزاوية الاخرى بانحراف الى اشد ما يكون لن يشاد الدين احد الا غلبه ولهذا الان في قضية التائب التائب والمقبل على الدين احيانا يأتي لبعض الاشخاص ما المطلوب مني وهو تائب للتو جديد فيعطيه قائمة من الاعمال والعبادات والنوافل والمستحبات طويلة جدا وفجأة يدخل فيها كلها ونفسه لم اه تأخذ تدرجا في الترقي في هذه الاعمال فتثقل عليه تثقل عليه وربما ايضا في بعض الطوائف او المذاهب المنحرفة ربما اعطي اعمالا وتشديدات ليست من الشرع في الذكر وبطريقته وفي الاعمال وفي العبادات وهذا كثير عند طرقية فيولد شرا وانحرافا وظلالا قال لن يساد الدين احد الا غلبة لن يساد الدين احد الا غلبا اذا ما المطلوب قال فسددوا وقاربوا المطلوب احد امرين سددوا وقاربوا ما السداد وما المقاربة ما السداد؟ وما المقاربة السداد ان تحرص على اصابة السنة وفعل النبي عليه الصلاة والسلام هذا هو السداد والمقاربة ان لم تصب تكون قريبا ان لم تصب تكون قريبا مجتهدا على الوصول للسداد لكن اصبحت قريبا منه وفي كل خير من اصاب السداد ومن قارب والنبي عليه الصلاة والسلام لما قال له علي رضي الله عنه علمني دعاء ادعو الله به. قال قل اللهم اهدني وسددني في رواية اللهم اني اسألك الهدى والسداد قال واذكر بالهداية هداية الطريق واذكر بالسداد سداد القوس اذكر بالسداد سداد القوس الان لما يكون عندك آآ شيء معين تريد ان تصيبه بالنبل الذي معك ان ان رميت الى جهته ووقعت في المرمى نفسه هذا ماذا يسمى سداد وان رميت الى جهته قدرتها على جهته لكنها وقعت قريبة منه ماذا تسمى مقاربة لكن عندما يعطي الانسان ظهره للمرمى ويرمي الى الجهة الاخرى يعطي ظهره للمرمى ويرمي الى الجهة الاخرى هذا لا سداد ولا مقاربة ضائع وهذي حالة الانحراف والبدع والضلالات السنة في جهة وهم منطلقون الى جهة اخرى بعيدة عن السنة وبعيدة عن الهدي. اذا المطلوب من العبد السداد او المقاربة وكلها انما انما تقع من العبد فعلا بماذا باتجاهه فعلا الى السنة تجاهه فعلا اه الى سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. فان لم يصب العمل نفسه اه وكان قريبا منه فهو على خير قال سددوا وقاربوا وابشروا هذه البشارة المطلقة تتناول من تتناول اهل السداد وتتناول اهل المقاربة كل منهما له البشارة قال ابشروا وايضا قال ابشروا وحذف المتعلق ما قال مثلا ابشروا بالجنة ابشروا بثواب الله ابشروا بسعادة الدنيا ابشروا بما حدد والمتعلق اذا حذف ماذا يفيد العموم ابشروا هذه بشارة مطلقة اي بكل خير في الدنيا والاخرة ما دام انكم من اهل السداد او من اهل المقاربة ابشر ما دام ان الانسان حريص على السنة سواء اصابها او كان قريبا فليبشر لكن اذا اعرض الانسان اتجه اتجاهات منحرفة اما اتجاهات بدعية او انحرافات في شهواته وملذاته واعراضه عن هدي النبي الكريم عليه الصلاة السلام فهذا على خطر اما اهل السداد واهل المقاربة فلهم البشارة المطلقة بكل خير في الدنيا والاخرة قال واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة استعينوا بالغدوة الغدوة اول النهار السير الغدوة هي السير في اول النهار والعمل في اول النهار الغدوة والروحة اخر النهار وشيء من الدلجة اي في الليل وشيء من الدلجة وهذه الاوقات الثلاثة هي افضل وانفس الاوقات للمسافر وعندما نقول انفس الاوقات للمسافر نتحدث عن السفر قديما لا عن السفر حديثا في وسائل النقل الحديثة لا الحديث عن وسائل السفر القديمة عندما يكون سفره على الناقة هذه الاوقات الثلاث الغدوة الروحة وشيء من الدلجة هذه اريح الاوقات للدوام وارفقها بها والسير فيها مريح جدا حتى للراكب لكن اذا مشى في وسط النهار آآ شدة الشمس وحرارتها فهذا فيه آآ مشقة على الدابة فقال آآ عليكم بنعم قال استعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة. هذه الاوقات الثلاثة هي اريح الاوقات للدوام اما السفر في زماننا هذا ما اصبح الانسان يجد فرق بين هذه الاوقات اه من حيث الوسائل ان يكون الانسان مثلا مسافر في الطائرة لا يشعر لا شمس ولا يشعر آآ حرارة جو ولا يشعر باعاصير او رياح او غير ذلك وكذلك بالسيارة او نحو ذلك فيسر الله سبحانه وتعالى هذه الوسائل وسخرها والشكر قليل شكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم العظيمة قليل يعني الوقت الذي كان يمضيه من قبلنا في السفر يعني نضرب مثالا من يأتي من الهند للحج قبل هذه الوسائل الى وقت قريب يحتاج الى ان يصل الى هذه الاراضي المباركة الى ثلاثة اشهر ثلاثة اشهر وجدي رحمه الله سافر الى الهند بالسفن الشرعية وحدثنا بنفسه قال جلسنا في البحر ثلاث شهور ذهابا وثلاث شهور ايابا هذا الى وقت قريب جدي والد الوالد رحمة الله عليه يحدثنا بذلك ثلاثة شهور ذهابا يقول الثلاثة شهور هذي لا نرى الا السماء والماء الان يأتي من الهند يتحرك الصباح اربع ساعات خمس ساعات ويصل انظر الفرق فرق بين اه ثلاثة شهور واربع او خمس ساعات ثم ايضا في داخل الطائرة جالس على الكرسي المريح ويشرب الماء والجو بارد ولا يشعر بتقلبات جو ولا غير ذلك والشكر قليل بعض الناس في الطائرة يعصي الله في الطائرة يعصي الله سبحانه وتعالى وقليل من عباد الله الشكور. نسأل الله ان يمن علينا اجمعين بشكر النعمة وان يوزعنا سبحانه وتعالى شكر النعمة وان يعيذنا من الغفلة وسبيل الغافلين قال استعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة. هذه الاوقات الثلاث كما انها في السفر الحسي بالدواب انفس الاوقات ايظا هي في العبادة اوقات ثمينة جدا اوقات ثمينة واوقات ينبغي ان ان ان تحفظ في العبادة الغدوة اول النهار اول النهار واول النهار هو بداية اليوم وباكورته واول اليوم كما يقول ابن القيم رحمه الله شبابه واخر اليوم شيخوخته ومن شب على شيء شاب عليه اذا كان الانسان في الصباح في فتور وكسل وخمول ينسحب ذلك على اليوم كله واذا مسك زمام اليوم من بدايته بالنشاط والذكر والاقبال على الله حفظ له يومه كله مثل ما قال ابو ذر رظي الله عنه قال يومك مثل جملك ان امسكت اوله تبعك اخرهم بمعنى اذا ضاع اول اليوم ضاع اليوم فاذا هذا وقت مبارك وقت شريف وقت فاضل الغدوة والروحة التي هي المساء اخر النهار وهو ايضا وقت فاضل ومبارك وفيه ذكر الله سبحانه وتعالى اذكار المساء وشيء من الدلجة ايضا ان يكون الانسان حظ من الليل ونصيب ولا سيما ثلث الليل الاخر فهذه اوقات شريفة ينبغي للانسان ان يكون له فيها حظ ونصيب في سيره الى الله تبارك وتعالى اه نكتفي بهذا القدر ونسأل الله العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. الله اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين