الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الزبيدي رحمه الله تعالى في كتاب التجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة البخاري باب الزكاة من الاسلام عن طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه قال جاء رجل من اهل نجد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس يسمع دوي بصوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فاذا هو يسأل عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرها قال لا الا ان تطوع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام رمضان قال هل علي غيره؟ قال لا الا ان تطوع قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة قال هل علي غيرها؟ قال لا الا ان تطوع. قال فادبر الرجل وهو يقول والله لا ازيد على هذا ولا انقص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افلح ان صدق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الترجمة باب الزكاة من الاسلام عقدها الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح لبيان مكانة الزكاة من الاسلام وانها شعبة من شعب الايمان العظيمة وهي طاعة ذات نفع متعد وهي على اسمها زكاة زكاة لصاحبها وزكاة لماله والزكاء هو النماء وزكاة للمجتمع الذي تؤدى فيه هذه الزكاة حيث يحصل بادائها تكافل عظيم ونفع عميم واثار مباركة تعود على الاغنياء وكذلكم على الفقراء وهي قدر يسير جدا من شيء كثير اعطاه الله سبحانه وتعالى الاغنياء ومن عليهم به تؤخذ من مال الاغنياء وترد على الفقراء وهي قرينة للصلاة في كتاب الله عز وجل فقل ان تذكر في القرآن الا ويقرن بها آآ الزكاة او تقرن بها الزكاة والزكاة احد مباني الاسلام الخمسة وقد مر معنا حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام والامام البخاري رحمه الله تعالى اورد تحت هذه الترجمة حديث طلحة ابن عبيد الله احد المبشرين العشرة بالجنة رضي الله عنه وارضاه قال جاء رجل من اهل نجد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل هو ظمام ابن ثعلبة وقيل غيره جاء هذا الرجل الى النبي عليه الصلاة والسلام على هذه الصفة التي وصف طلحة رضي الله عنه قال ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا ولا يفقه ما يقول حتى دنا اي قرب من النبي عليه الصلاة والسلام ثائر الرأس اي ان شعر رأسه ليس مرتبا بل هو ثائر اي متفرق ليس مرتبا ولا معتنى به وهذا اشارة الى البعد بعده عن الترفه بعده عن الترفه وايضا فيه اشارة الى حداثة وفادته اي انه جاء او وصل الى المدينة من جهة نجد ومن حين وصوله جاء فكان على هذه الهيئة والذي يصل الى المدينة حديث عهد بسفر يظهر عليه ذلك بخلاف زماننا هذا زماننا هذا قد يأتي فيه الشخص من اقصى الدنيا ويكون وصل الان وتراه ولا تشعر انه جاء من سفر بينما في ذلك الوقت المسافر يعرف باثار السفر عليه ولهذا الصحابة تعجبوا في حديث جبريل المشهور قال عمر بين نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب. شديد سواد الشعر ولا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد كان امرا في غاية الغرابة المسافر يعرف فاذا كون هذا الرجل ثائر الرأس هذا دليل على حداثة وفادته ومجيئه الى المدينة يسمع دوي صوته يسمع دوي صوته يعني كان عندما اقبل على الصحابة وعلى المجلس الذي فيه النبي عليه الصلاة والسلام كان من بعد يتكلم بصوت عالي يسمع دوي الصوت اي يسمع ارتفاع الصوت لكن لا يفقه ما يقول كلام الذي يقوله لا يفقه مثل لو يتكلم شخص بصوت عالي يواصل الكلام من بعد تجد ان الصوت يصل ولكن الكلام لا يفهم حتى يقترب منك فحينئذ تحسن ان تفهم ما يقول وتفقه ما يقول فكان يسمع دوي صوتي ولا يفقه ما يقول حتى دنا يعني بعد ان دنا واقترب من المكان اصبح الكلام فهم لكن من بعد وهو يتكلم لم يفقه ما يقول وانما كان يسمع فقط دوي صوته اي صوته دوي الصوت اي صوته العالي المرتفع فاذا هو يسأل عن الاسلام فاذا هو يسأل عن الاسلام يسأل عن الاسلام اي ما هو الاسلام ما هو الاسلام؟ او ما هي شرائع الاسلام؟ او ما هي اعمال الاسلام وكأن الرجل والله تعالى اعلم قد علم الشهادتين وقيام الدين عليهما شهادة لا اله الا الله وان محمدا رسول الله علم ذلك وكان كثير من الاعراظ في النواحي بعيدا عن المدينة تبلغهم الدعوة تبلغهم الرسالة وانه بعث نبي يبلغهم ذلك فمنهم من يؤمن ومنهم من يأتي يستوثق يتأكد ثم بعد ذلك يسأل عن الاعمال المطلوبة يسأل عن الاعمال المطلوبة مثل ما جاء في حديث انس الرجل الذي جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وقال ان رسولك يزعم انك تزعم انك نبي جاء يستوثق يتأكد قال نعم قال له النبي عليه الصلاة والسلام نعم فقال ذلك الرجل انظر طريقته بما يتناسب مع مستواه والحياة التي يعيشها قال ذلك الرجل والحديث في صحيح مسلم قال للنبي عليه الصلاة والسلام من خلق السماء قال الله قال من خلق الارض قال الله قال من خلق الجبال؟ قال الله قال فبالذي خلق السماء وخلق الجبال وخلق الارض الله ارسلك قال نعم اقتنع لا يتصور ان شخص يذكر بخلق الله للسموات والارض والجبال هذه المخلوقات العظيمة ثم يحلف بمن خلق هذه المخلوقات وانه يكذب على الله ويقول انه نبي وليس بنبي. ما يتصور ان هذا يكون فاكتفى بهذا قال له اولا ذكره قال من خلق السماء؟ من خلق الارض؟ من خلق الجبال وهذه الاشياء التي هو يعيش بينها مع اغنامه جبال وسماء وارظ فذكر هذه الاشياء ثم قال فبالذي خلق السماء وخلق الارض وخلق الجبال. الله ارسلك؟ قال نعم ثم بدأ يسأله عن الشرائع بدأ يسأله عن السرايا فهذا السائل هنا في في هذا السؤال جاء يسأل عن الشرائع واجابه النبي عليه الصلاة والسلام مباشرة بالصلوات لم تذكر هنا الشهادتان لم تذكر الشهادتان مما يدل ان النبي عليه الصلاة والسلام علم من حاله انه اه عرف الشهادتين ومكانتهما وقيام الدين عليهما فكان يبحث عن شرائع الاسلام يبحث عن شرائع الاسلام عن الاعمال المطلوبة من المسلم قبل ان نستمر اشير الى لطيفة مناسب الاشارة اليها هذا الرجل جاء بالصفة التي سمعته دوي الصوت وسائر الرأس ولا يفقه ما يقول ومن مسافة بعيدة يتكلم ومن حين جاء للنبي عليه الصلاة والسلام وسأل اجابها النبي عليه الصلاة والسلام ما قيل ايش الفوضى هذي وايش الطريقة هذي اللي انت داخل فيها ومثل هذا الكلام ما قيل شيء من هذا مباشرة اجابه دون ان يلتفت ابدا الى ذلك وهذا جانب حقيقة مهم جدا في باب الدعوة الى الله لان الناس طبائع ومعادن ويتفاوتون وبعضهم اصلا نشأ لا يعي لا يعي كثير من المعاني او كثير من الاداب وكثير من التعاملات فاذا كان الداعي الى الله عز وجل لا يحتمل ما قد يكون في بعض المدعوين من تصرفات او اساليب او طرائق او غير ذلك لا لن لن يحسن ان ان يدعوها فمثل هذا كثير في هديه عليه الصلاة والسلام رفقه بمن يقدم عليه رفقة بالناس على اختلاف اخلاقهم ومعاملاتهم قد قال الله سبحانه فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك قال فاذا هو يسأل عن الاسلام فاذا هو يسأل عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة خمس صلوات في اليوم والليلة اي الاسلام من حيث فهذه الصلاة المطلوبة من المسلم ان يؤديها هي خمس صلوات في اليوم والليلة اي كتبها الله سبحانه وتعالى على عباده وافترظ عليهم القيام بها فقال هل علي غيرها في الصلوات؟ يعني هل هناك صلوات اخرى؟ هل علي غيرها قال لا الا ان تتطوع ان تتنفل ان تؤدي شيئا على سبيل النافلة لا على سبيل الفرظ والوجوب وهذا فيه ان بقية الصلوات ليست فرض من صلاة الليل او صلاة الضحى او النوافل الراتبة او غير ذلك الا ان تتطوع فهذه فريضة الله التي افترضها على عباده ما زاد على هذه الصلوات الخمس هذا تطوع نفل ليس واجب من فعله اثيب ومن لم يتمكن من فعله لا يعاقب لانه لم يترك شيئا فرظ عليه او واجبا فرظ عليه قال لا الا ان تتطوع الا ان تؤدي شيئا من الصلوات تنفلا الصلاة الراتبة او صلاة الضحى او صلاة الليل او النافلة المطلقة وهكذا قال لا الا ان تطوع فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام رمظان صيام رمظان اي صيام شهر رمظان بالامساك عن الطعام الشراب والجماع من طلوع الفجر الى غروب الشمس في ذلكم الشهر العظيم هذا فرض افترضه الله سبحانه وتعالى على عباده وكتبه عليهم واوجبه عليهم قال هل علي غيره؟ في الصيام هل علي غيره صيام فرضه الله عليه غير صيام رمظان قال لا الا ان تتطوع الا ان تصوم صياما على وجه التنفل لا على وجه الوجوب وان الله فرضه عليك فالله لم يفرظ عليك الا صيام شهر رمظان قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة وهذا موضع الشاهد من سياق الحديث للترجمة واقتصر على في الترجمة على الزكاة مع انه ذكر في الحديث من شعب الاسلام الصلاة والصيام اقتصر على الزكاة لان آآ الشعب الاخرى تقدمت في في ابواب مستقلة فتقدم ما يتعلق بالصلاة وتقدم ايضا ما يتعلق بالصيام مر معنا باب من قام رمظان ايمانا واحتسابا قال هل علي غيرها؟ قال لا الا ان تطوع ولم يذكر الحج لم يذكر الحج ولعل الحج وقت اذ لم يفرغ لان الحج كما هو معلوم تأخر اه تأخرت فرظيته الى السنة التاسعة فلعل آآ الحج وقتئذ لم يفرظ لم يفرظ ولم تنزل بعد فرضيته فادبر الرجل ادبر الرجل اي آآ ذهب فادبر الرجل وهو يقول والله يحلف بالله لا ازيد على هذا ولا انقص لا ازيد على هذا ولا انقص يعني هذه الاعمال التي افترضها الله علي سامسك بها ولا افرط فيها ولا انقص منها شيء حلف ان ان يواظب عليها بمواظبة دقيقة فلا ينقص منها شيء ولم يكن عنده عزم على النوافل والاستكثار من النوافل هذه الفرائض سيمسك بها ولا ينقص منها شيئا. حلف على ذلك فقال النبي عليه الصلاة والسلام افلح ان صدق وجاء في بعض الاحاديث دخل الجنة ان صدق وهذا يستفاد منه ان من يعتني بالفرائض فرائض الاسلام ويواظب عليها ويعتني بها وايضا يتجنب ما حرم الله عليه تجنب ما حرم الله سبحانه وتعالى عليه فانه يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب بدون حساب ولا عذاب لانه ادى الفرض ما سوى ذلك نوافل و رغائب ومستحبات وليست فرائض ولا واجبات وهذا يبين لنا يسر هذا الدين يسر هذا الدين الصلوات التي افترضها الله خمس صلوات في اليوم والليلة الصيام الذي افترظه الله شهر واحد في السنة كلها الزكاة التي افترضها الله قليل جدا من المال وليس من كل الناس. وانما من الاغنياء الذي عنده يملك النصاب تؤخذ من الاغنيا وترد على الفقراء. الحج الذي افترظه الله العمر كله مرة واحدة وليس على كل احد على المستطيع ولله على الناس حج البيت ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ما سوى ذلك نفل من لم يزد على ذلك واظب على هذه الفرائظ ولم يزد عليها دخل الجنة. افلح كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ان صدق في واظب عليها هذا فقه مهم جدا وهذا الفقه العظيم حقيقة ينبغي ان يوعى به الناس. هذا يجهل كثير من الناس هذا فقه يجهله كثير من الناس. يعني تجد مثلا في بعض الناس من يعتني بنوافل وتجد مثلا في اعمال خيرية جيدة لكن عنده تفريط في الفرائض خاصة الصلاة خاصة الصلاة الان يقع فيها تفريط عظيم جدا اسأل كثير من الناس عن عن حالهم مع صلاة الفجر كيف هم مع هذه الصلاة اسألهم هل هناك صلاة او نوم وينادى في صلاة الفجر الصلاة خير من النوم وتجد يعني كثير من الناس ابدا النوم عنده وقت صلاة الفجر بشكل مستمر اين اين الفريضة اين هذه الفريضة التي افترضه افترضها الله سبحانه وتعالى عليه واوجبها عليه فهذا فقه عظيم جدا قال افلح ان صدق الذي يأتي بالتوحيد ويصلي الصلوات الخمس ويزكي ان كان من ممن يملك النصاب يصوم رمضان يحج البيت في عمرة مرة واحدة ان كان مستطيعا ويتجنب الحرام الذي حرمه الله يدخل جنة بدون حساب يوم القيامة ما زاد على ذلك كله نوافل ان فعله اثيب وان تركه لم يعاقب اذا ادى هذه الفرائض التي اوجبها الله سبحانه وتعالى عليه واعتنى بها الحقوق التي اوجبها الله سبحانه وتعالى عليه يقوم بها يتجنب ما حرمه الله يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب قال معاذ دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار فذكر له هذه الخمس التي بني عليها الاسلام جاء في بعض روايات الحديث افلح وابيه ان صدق واقوال اهل العلم في تخريج هذه الرواية كثيرة لكن الصحيح في ذلك انها شادة الصحيح انها رواية شاذة لم تثبت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة البخاري باب اتباع الجنائز من الايمان عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اتبع جنازة مسلم ايمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فانه يرجع من الاجر بقيراطين. كل قيراط مثل احد ومن صلى عليها ثم رجع قبل ان تدفن فانه يرجع بقيراط ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب اتباع الجنائز من الايمان اي من خصال الايمان وشعبه جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام احاديث في اتباع الجنازة وانه حق من حقوق المسلم على اخوانه انه اذا مات يتبع يتبع جنازته فهذا حق آآ للمسلم على اخوانه على اخوانه المسلمين ان يتبعوا جنازته اذا مات وان يعودوه اذا مرظ وان يشمتوه اذا عطس الى غير ذلك من الحقوق فاتباع الجنازة من الايمان اتباع الجنازة او اتباع الجنائز من الايمان لما في ذلكم من فائدة عظيمة واثر مبارك للميت المحمول المصلى عليه الذي يذهب به الى الدفن والقبر حيث ان هؤلاء يشيعونه ويدعونه يدعون له يشيعونه ويدعون له ويأنس بهم يسمع قرع نعالهم وايضا ينتفع المسيع المتبع للجنازة ينتفع ولهذا قال العلماء ان من اتبع الجنازة ينبغي ان يتبعها بتفكر ينبغي ان يتبع الجنازة بتفكر وان هذا المحمول على النعش الذي صلي عليه ويمشى به الى حيث يدفن كان يمشي مثل هؤلاء الذين يحملونه وكان ايضا مثلهم يحمل جنائز وهو اليوم محمول ومثل ما انه محمول سيأتي على حامله يوم يكون مثله محمول فيتفكر ويتأمل وينظر ماذا اعد لهذا اليوم ما هي الاعمال التي قدمها لهذا اليوم وهو يوم ات لا ريب فيه ولا يدري الانسان لا يدري الانسان لا يدري هذا الذي يحمل جنازة متى سيكون مثل هذا الشخص يحمل قد يكون في الصلاة اللاحقة يصلى عليه قد يكون الصلاة اللاحقة يصلى عليه ذكر لي احد الافاضل قصة عجيبة يقول كنا صلينا في هذا المسجد المسجد النبوي على جنازة صلاة العصر وذهبنا ودفنا الرجل وكان معي صاحب لي ونحن نخرج مررنا بقبر ليس فيه احد قبر محفور لم يدفن فيه احد يقول فاقترب صاحبي ونظر في القبر ثم قال لي هنيئا لصاحب هذا القبر قبر وسيع وممتاز هنيئا له يقول لي محدثي والله صلينا عليها المغرب ودفناه في القبر نفسه قال والله صلينا عليه المغرب ودفناه في القبر نفسه يقول هنيئا لصاحبه وما علم ان الصلاة القادمة صلاة المغرب سيصلى عليه هو ويوضع في في هذا القبر فاذا مشى الانسان مع الجنازة بالتفكر والتأمل وينظر لحاله وان هؤلاء الذين يحملون بين وقت واخر مثلنا كانوا اصحاء واقوياء ويمارسون اعمالهم بنشاط بعضهم شباب الموت لا يفرق بين كبير سن وصغير سن تجد احيانا في بعض البيوتات رجل مسن جدا وطاعن في السن واهل البيت بين يوم واخر يتوقعون فقدا ويأتي الموت ويأخذ شاب من اشب من في البيت يقال مات عند فلان شخص الذهن ينصرف مباشرة الى الشيخ المسن الذي عندهم الكبير فيفاجئ الناس ان شباب عشرين خمسة عشر سنة اقل واكثر يأتي الموت لكل اجل كتاب. اذا اتباع الجنازة ينبغي ان يكون بتفكر لا بالغفلة بعض الناس يتبع الجنازة وهو غافل ولاهي ومعرض ولا ولا يعتبر مع ان هذا الامر فيه عبرة عظيمة ونفع كبير جدا للقلوب احد السلف اراد ان يعظ رجلا رجلا من الغافلين اراد ان يعظه ان يأتيه بموقظة فاخذه الى المقابر والنبي عليه الصلاة والسلام قال الا فزوروها فانها تذكركم الاخرة. فاخذه الى المقابر واوقفه على القبور وقال له يا فلان لو كنت مكان هؤلاء ماذا تتمنى لو كنت مكانهم مدفون مثلهم ماذا تتمنى قال والله اتمنى ان يعيدني الله للحياة الدنيا اعمل صالحا غير الذي اعمله الان قال يا فلان انت الان فيما تتمناه انت الان فيما تتمناه اعمل صالحا قبل ان تقبض روحك ثم تتمنى ذلك ولا ينفع حينئذ التمني فاذا اتباع الجنازة من شعب الايمان وله نفع عظيم للميت ونفع عظيم ايضا لمن يتبع الجنازة ولا سيما اذا كان يتبعها بالتفكر والاعتبار والاتعاظ اورد البخاري رحمه الله تحت هذه الترجمة حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اتبع جنازة من اتبع جنازة مسلم الجنازة بفتح الجيم اسم للميت وبكسرها اسم للنعش الذي يحمل عليه النعش يقال جنازة والميت يقال جنازة فقال من اتبع جنازة مسلم ايمانا واحتسابا. انظر وتأمل في هذا القيد الذي يترتب على وجوده وجود الثواب ترتب على وجوده وجود الثواب العظيم الاتي ذكره في الحديث ايمانا واحتسابا اي لم يأتي مثلا مجاملة احيانا بعض الناس يأتي للجنازة مجاملة او حتى يقول في نفسه حتى لا يفقدونني يقولون ما جاء فلان او نحو ذلك فالثواب الذي ذكر في الحديث مقيد بهذا القيد ايمانا واحتسابا ايمانا بالله واحتسابا لنيل ثواب الله وهذا فيه الشاهد للترجمة ان اتباع الجنازة من الايمان اتباع الجنازة من الايمان بالله بهذا القيد ان يكون يفعل هذا الامر ايمانا بالله اه احتسابا للاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى وكان معه حتى يصلى عليه وكان معه اي مع الميت حتى وكان معه حتى يصلى عليها اي على الجنازة يفرغ من دفنها او يفرغ من دفنها فانه يرجع من الاجر بقيراطين كل قيراط مثل مثل احد. كل قيراط مثل احد مثل احد اي جبل احد كل قيراط مثل احد اه له قيراطان قيراط الصلاة وقيراط للاتباع الى الدفن دفن الجنازة والفراغ من دفنها فله بهذا اه قيراطان قال ومن صلى عليها ثم رجع اي لم يشيع الجنازة بعد الصلاة ويذهب الى المقبرة للدفن رجع بقيراط واحد فانه يرجع بقيراط واحد اذا الصلاة فيها قيراط اتباع الجنازة الى الصلاة عليها هذا فيه قيراط المواصلة بعد الصلاة الى المقبرة الى ان يدفن الميت ويفرغ من دفنه هذي ايضا فيها قيراط اخر والقراط ما مقداره قال مثل احد وحجب المعروف شمال المدينة قيل انه سمي احد لتوحده. يعني جبل منفرد ليس متصل اه بجبال قال مثل احد وجاء في رواية في مسلم قال اصغرهما مثل احد اصغرهما مثل احد اي اصغر القيراطين وهذا فيه ان آآ ان القيراطين احجمهما ليس متساويا احدهما اكبر من الاخر احدهما اكبر من الاخر والاصغر منهما مثل احد مثل احد وابن عمر رضي الله عنهما لما بلغها الحديث ماذا قال قال فرطنا في قراريط كثيرة قال فرطنا في قراريط كثيرة نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري باب خوف المؤمن من ان يحبط عمله وهو لا يشعر عن عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سباب المسلم فسوق وقتاله كفر هذه الترجمة عقدها الامام البخاري في كتابه الصحيح باب خوف المؤمن من ان يحبط عمله وهو لا يشعر وهذا المعنى اه منتزع ومستفاد من اه قول الله سبحانه وتعالى ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون في اوائل سورة الحجرات في النهي عن رفع الصوت عند النبي صلى الله عليه وسلم هناك محبطات محبطات للاعمال وامور لها اثر على العمل باحباط العمل والاضرار بالعمل ولهذا العلماء رحمهم الله يقولون كما ان المسلم مطلوب منه ان يعتني بالعمل نفسه من حيث القيام به وتكميله وتتميمه كذلكم ينبغي ان يعتني به من حيث المحافظة عليه وتجنيبه ما يحبطه وتجنيب ما يحبطه والشريعة جاءت ببيان امور واعمال محبطات للاعمال ومنها ما يحبط الدين كله ويبطله برمته كما قال الله سبحانه وتعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وقال جل وعلا ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين فالشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى محبط للعمل كله ومبطل له كله فهذا الباب عقدها الامام البخاري لبيان ان من الايمان ان يعتني صاحب الايمان بصيانة ايمانه وتجنيبه من المحبطات والمبطلات وتجنيبه من اه الامور التي تحبطه وتبطله فكما انه يعتني بالايمان من حيث القيام به وفعله فكذلك عليه ان يعتني به من حيث تجنيبه ما ما يحبطه ويبطله قال باب خوف المؤمن من ان يحبط عمله وهو لا يشعر وهو لا يشعر قد يقول الرجل كما جاء في الحديث الكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا هذا جانب مهم من الجوانب المتعلقة بالايمان الجوانب المتعلقة بالايمان الا الا وهو العناية حفظ الايمان وصيانة الايمان ورعاية الايمان وتعاهد الايمان ولهذا في منازل السائرين وانظر مثل هذا في مدارج السالكين لابن القيم منزلة الرعاية منزلة الرعاية رعاية الايمان فرعاية الايمان ايمان صيانة الايمان ايمان المحافظة على الايمان وتجنيبه من المبطلات او المحبطات ايمان اورد رحمه الله حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سباب المسلم فسوق وقتاله كفر سباب المسلم اي شتمه ولعنه فسوق والفسق هو الخروج من الطاعة وهو على نوعين فسق اكبر ناقل من الملة وهو الذي يوصف به الكفار في ايات كثيرة من القرآن وفسق دون ذلك وهو الوقوع في المعاصي والذنوب وفي الاية الكريمة قال وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. الفسوق هنا هو دون الفسق الاكبر الناقل من الملة والمراد به الوقوع في اه المعاصي الخروج عن الطاعة بفعل معاص دون الكفر بالله سبحانه وتعالى. فقال سباب المسلم فسوق اي خروج من الطاعة لكن هذا الخروج من الطاعة ليس ناقلا من الملة ليس ناقلا من الملة بخلاف الفسوق الاكبر الذي هو الكفر او الشرك بالله سبحانه وتعالى فانه ناقل من ملة الاسلام قال وقتاله كفر وقتاله كفر وهذا ايضا كفر دون الكفر الاكبر كفر دون الكفر الاكبر قال وقتاله كفر الدليل على انه دون الكفر الاكبر مر معنا في ترجمة عند المصنف رحمه الله تعالى بوب لها بقول الله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما واورد رحمه الله تعالى تحت تلك الترجمة قول النبي عليه الصلاة والسلام اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فسماهما مسلمين مع وجود الاقتتال بينهما لاقتتل المسلمان بسيفيهما فسماهما مسلمين وفي الاية ايضا قال وان طائفتان من المؤمنين فاذا الكفر هنا ليس هو الكفر الاكبر الناقل من الملة وانما هو كفر دون الكفر الاكبر لكنه في الوقت نفسه يدل على خطورة هذا العمل وعظم هذه الجريمة وانها كبيرة من الكبائر العظام وذنب من الذنوب الكبار فسماه النبي عليه الصلاة والسلام كفرا ثم هو من ناحية اخرى من شعب الكفر من شعب الكفر وخصاله واوصاف اهله لكن لا يعني وجود هذه الشعبة في مسلم قيام الكفر الاكبر به وانتقاله من الملة بذلك مثل ما مر معنا اية المنافق ثلاث هذي من شعب النفاق لكن من قام فيه شعبة من هذه الشعب كأن يكذب في حديثه هل يكون بذلك كافرا؟ الكفر الاكبر منافقا النفاق الاكبر الموجب للخلود في النار لا يقول ذلك احد فاذا هذا كفر دون كفر لكنه في الوقت نفسه يدل على خطورة هذا العمل وكبر هذه الجريمة. نعم قال رحمه الله تعالى عن عبادة ابن الصامت رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال اني خرجت لاخبركم بليلة القدر وانه تلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى ان يكون خيرا لكم التمسوها في السبع والخمس ثم اورد رحمه الله تعالى حديث عبادة ابن الصامت آآ رضي الله عنه وارضاه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج اي من حجرته عليه الصلاة والسلام بيته الى اصحابه وهم في المسجد يخبر بليلة القدر يعني سبب الخروج اليهم ان يخبرهم بليلة القدر خرج اليهم ليخبرهم بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين تلاحى رجلان من المسلمين تلاحى اي تنازعا وتخاصما وارتفعت اصواتهما وكل منهما آآ يدعي ان الحق له كل منهما يدعي انه الحق له وانه صاحب الحق ولهذا جاء الحديث في في صحيح مسلم من حديث ابي سعيد الخدري وهذا من حديث عبادة جاء في صحيح مسلم من حديث ابي سعيد قال فجاء رجلان يحتقان معهما الشيطان فنسيتها. يقول عليه الصلاة والسلام جاء رجلان يحتقان ما معنى يحتقان كل واحد يدعي انه صاحب الحق بينهما تنازع تلاحي خصومة وكل واحد يقول انه هو صاحب اه الحق وان الحق معه قال فتلاحى رجلان من المسلمين فقال عليه الصلاة والسلام اني خرجت لاخبر لاخبركم بليلة القدر لاخبركم بليلة قدره خرجت لاخبركم بتعيين وقت ليلة القدر وانه تلاحى فلان وفلان وانه تلاحى فلان وفلان فرفعت اذا التلاحي الخصومات اللجج ارتفاع الاصوات المشادات هذي من اسباب نزع البركة من اسباب نزع البركة لها اثر على اه الانسان كم لها من اه من ظرر احيانا حتى على من حوله او من حول المتخاصمين قال فتلاحى آآ فلان وفلان فرفعت فرفعت في الحديث الاخر قال فنسيتها فنسيتها وعسى ان يكون خيرا لكم عسى ان يكون خيرا لكم من جهة كما قال اهل العلم ان عدم التعيين يجعل الانسان ينشط في العصر كلها واجتهد في العشر كلها فيحصل باذن الله بركة ليلة القدر والبركات الاخرى في الليالي الاخرى لكن لو عينت ربما عدد من الناس اقتصر عليها اصلا بدون تعيين بدون تعيين كثير من الناس ما يعرفون صلاة التراويح في رمضان الا ليلة سبع وعشرين ليلة سبعة وعشرين يشهدون صلاة التراويح وزحام واعداد كثيرة مع انها لم تعين هذا وهي لم تعين وكثير من الناس ما يصلي اصلا صلاة التراويح الا ليلة سبع وعشرين وبعضهم ان زاد عليها يصلي ليلة الختم ليلة الختم حتى اذكر مرة كنا في في مسجد ليلة ثمانية وعشرين فصلى الى جنبي رجل وبعد ان صلينا العشاء قبل ان يقوم الامام للصلاة سألني قال الليلة الختمة قلت لا الليلة القادمة قال صاحبه ما هو الليلة الخاتمة يلا مشينا قام يخرج بدون بدون التعيين كثير من الناس فكيف لو لو انها عينت كيف لو ان ليلة القدر عينت فيقول النبي عليه الصلاة والسلام عسى ان يكون خيرا لكم ولهذا انظر الخيرية بما يكرم الله سبحانه وتعالى به عدد من عباده المجدين تراهم في نشاط ودأب وتحري وعناية بالعبادة واجتهاد في العشر الاواخر كلها يتحرى ليلة القدر وهذا وهذا كله خير يكرم الله سبحانه وتعالى به من اه يكرم من من عباده قال وعسى ان يكون خيرا لكم التمسوها في السبع والتسع والخمس وهذه اوتار وهي في الاوتار احرى الاوتار آآ من العشر الاواخر من رمضان احرى وعلى كل المسلم في العشر الاواخر اه كلها ينبغي عليه ان يجد في العبادة وكان نبينا واسوتنا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام اذا دخلت العشر شد المأزر واحيا ليله وايقظ اهله نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة البخاري باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان والاسلام والاحسان عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس فاتاه رجل فقال ما الايمان؟ قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث قال ما الاسلام؟ قال الاسلام ان تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمظان قال ما الاحسان؟ قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك قال مات الساعة؟ قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ وساخبرك عن اشراطها اذا ولدت الامة اذا ولدت الامة ربها واذا تطاول رعاة الابل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهن الا الله ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عنده علم الساعة الاية ثم ادبر فقال ردوه فلم يروا شيئا فقال هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم اه هذه الترجمة وكذلك الحديث الذي ساقه اه تحت هذه الترجمة يؤجل الكلام عنه الى لقائنا القادم باذن الله سبحانه وتعالى مر معنا في اللقاء لقاء الامس في باب الصلاة من الايمان حديث البراء ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اول ما قدم المدينة نزل على اجداده او قال اخواله من الانصار قلت في الكلام على هذه الجملة على اجداده او قال اخواله قلت اقاربه من جهة امه والعبارة اه اه الدقيقة من جهة الامومة من جهة آآ الامومة وامه قرشية ام النبي عليه الصلاة والسلام قرشيا لكن هذا من جهة الامومة لان اه جده عبدالمطلب امه من اه آآ من الخزرج او من المدينة آآ القرابة هنا او الخولة والجدودة من جهة آآ جده عبد المطلب فالعبارة الدقيقة انها من جهة الامومة وليست فالامة المراد ام النبي عليه الصلاة والسلام وانما اه المراد اه ام اه جد اه النبي عليه الصلاة والسلام اه جده عبدالمطلب اه نسأل الله الكريم ان ينفعنا جميعا واياكم بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان يزيننا بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا اتجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا جزاكم الله خيرا وشكر الله لكم وسبحانك اللهم وبحمدك واشهد ان لا اله الا انت واستغفرك واتوب اليك صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه