الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح في احاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان والاسلام احسان عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس فاتاه رجل فقال ما الايمان؟ قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث قال ما الاسلام؟ قال الاسلام ان تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان. قال ما الاحسان؟ قال ان تعبد الله كانك تراه. فان لم كن تراه فانه يراك قال متى الساعة؟ قال ما المسؤول عنها باعلم من السائل وساخبرك عن اشراطها اذا ولدت الامة ربها واذا تطاول رعاة الابل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهن الا الله ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عنده علم الساعة الاية ثم ادبر فقال ردوه فلم يروا شيئا فقال هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الترجمة باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان والاسلام والاحسان لها تتمة في الاصل لا يظهر مقصود الامام البخاري رحمه الله تعالى بها الا بايراد التتمة وهذا مما يوضح امرا سبق ان اشرت اليه الا وهو ان هذه التراجم المثبتة في مواضع منها اختصار يخل بمقصود الامام البخاري رحمه الله تعالى واشرت ايضا ان هذه التراجم ليست من صنيع المختصر الامام الزبيدي رحمه الله تعالى وانما هي من اه عمل الطباعين لهذا الكتاب فيما بعد اخذوها من الاصل مع اخلال في مواضع عديدة مر الاشارة الى شيء منها الامام البخاري رحمه الله يقول في كتابه اه الصحيح في هذه الترجمة قال باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان والاسلام والاحسان وعلم الساعة وبيان النبي صلى الله عليه وسلم له ثم قال جبريل يعلمكم دينكم فجعل ذلك كله دينا وما بين النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس من الايمان وقوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين هذه الترجمة عند الامام البخاري رحمه الله تعالى بتمامها وبذكرها بتمامها يظهر مقصوده اما ذكر هذا القدر المختزل من الترجمة لا يظهر به مقصود البخاري رحمه الله تعالى بهذه الترجمة واراد البخاري رحمه الله ان يبين هنا ان حديث جبريل بسؤاله للنبي عليه الصلاة والسلام عن الايمان والاسلام والاحسان ثم بيان النبي عليه الصلاة والسلام لذلك فبين الاسلام ما هو؟ وبين الايمان ما هو وبين الاحسان ما هو ثم جعل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك كله الدين النبي صلى الله عليه وسلم جعل ذلك كله الدين. قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم فاذا الدين اجتمع في هذا الحديث الجامع ولهذا قال في تمامه صلوات الله وسلامه عليه هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم ثم ان البخاري رحمه الله اشار الى حديث وفد عبد القيس وانه لما آآ سألهم عن الايمان وقالوا الله ورسوله اعلم. وسيأتي الحديث معنا قريبا في ترجمة اتية بين لهم الاسلام اه بين لهم الايمان عليه الصلاة والسلام بانه الاعمال ثم يقول البخاري رحمه الله وقول الله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه اراد ان يصل من هذا التقرير ان الاسلام والايمان شيء واحد وهذا مذهبه رحمه الله تعالى ان الاسلام والايمان شيء واحد لا فرق بينهما فاراد بهذه الترجمة بيان ذلك وان هذا الحديث محمول على هذا المعنى لان اه اقصد حديث جبريل الذي ساقه في الترجمة محمول على هذا المعنى لان النبي صلى الله عليه وسلم قال في تمامه هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم والله يقول ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه اذا الاسلام والايمان شيء واحد هذا الذي فذهب اليه الامام البخاري وايضا ذهب اليه بعض الائمة من السلف رحمهم الله لكن مضت الاشارة الى ان الذي عليه التحقيق عند اه اهل العلم ان الاسلام والايمان بينهما فرق والفرق بينهما ظاهر في الحديث نفسه. حديث جبريل المشهور حيث فسر النبي عليه الصلاة والسلام الاسلام بالاعمال الظاهرة وفسر الايمان بالاعتقادات الباطنة التي في القلب تفرق عليه الصلاة والسلام بينهما ولم يجعلهما شيئا واحدا لكن ايضا نبه العلماء رحمهم الله ان الاسلام والايمان كل واحد منهما اذا افرد وحده بالذكر شمل معنى الاخر وعليه فالاية التي ذكر البخاري رحمه الله وهي قول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا هنا افرد الاسلام افرد الاسلام بالذكر فيشمل معنى الايمان والاسلام لكن في الحديث حديث جبريل المشهور لم يفرد وانما قرن معه الايمان فصار للايمان معنى يخصه وللاسلام بمعنى يخصه فاذا قرن بين هذين الاسمين في نص واحد او في موضع واحد كان الاسلام يخصه العمل الظاهر او يتعلق بالعمل الظاهر والايمان يتعلق بالاعتقاد الباطن الذي هو في القلب بناء على آآ قاعدة متكررة عند اهل العلم في هذا الباب وهي ان من الاسماء ما يدل على مسميات متعددة عند افراده واطلاقه فاذا قرن ذلك الاسم بغيره صار دالا على بعض تلك المسميات والاسم المقرون به دال على باقيها القاعدة نفسها تذكر ايضا بعبارة اخرى اذا اجتمع افترقا واذا افترقا اجتمعا فاذا حديث جبريل المشهور اجتمع فيه الايمان والاسلام في الذكر ففسر الاسلام بالعمل الظاهر وفسر الامام بالاعتقاد الباطن اما اذا افرد الاسلام فانه يشمل الامرين معا واذا افرد الايمان ايظا فانه يشمل الامرين معا هذا الذي عليه آآ اه اه قول اه او عليه التحقيق في قول اهل العلم وهو قول جماهير اهل العلم وان الاسلام والايمان بينهما فرق في المعنى والايمان اكمل الايمان شأنه اكمل ومقامه اعلى ودرجته ارفع ولهذا في القرآن قد مرت معنا الاية قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولكن قولوا اسلمنا اي لم تبلغوا درجة الايمان ولهذا ايضا قال العلماء رحمهم الله كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا وليس كل مسلم مؤمنا لماذا كل مؤمن مسلم كل شخص حقق الايمان في قلبه او تحقق الايمان في قلبه ورسخ الاعتقاد في فؤاده ماذا سينسى عن ذلك صلاح اعماله ولابد فكل مؤمن مسلم لان الجوارح الجوارح تبع لمرادات القلوب فاذا صح القلب واستقام بالايمان تبعته الجوارح ولابد لان الجوارح لا يمكن ان تتخلف عن مرادات القلب الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب لكن العكس هل كل مسلم مؤمنا يعني هل كل من قام بالعمل الظاهر مؤمنا كمل الايمان الذي في القلب الجواب لا. قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا اي ما زلتم في درجة الاسلام ولم تبلغوا الدرجة الاعلى التي هي درجة الايمان متى يبلغوها ولما يدخل الايمان في قلوبكم ان يرسخ ويتمكن من آآ القلوب اورد البخاري هنا رحمه الله حديث ابي هريرة والحديث مشهور بحديث جبريل مشهور بحديث جبريل لان جبريل اتى النبي عليه الصلاة والسلام على صورة اعرابي لتعليم الدين ليعلم الناس الدين بطريقة السؤال والجواب بطريقة السؤال والجواب والحديث رواه الشيخان البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة ورواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب آآ رضي الله عنه بسياق اطول بسياق اطول وفيه قصة المجيء وصفة مجيء جبريل وانه جاء آآ على صورة اعرابي شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه اه احد من الصحابة حتى اذا جلس الى النبي عليه الصلاة والسلام اسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ثم بدأ بالسؤالات ثم بدأ بالسؤالات التي طرحها على النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وهو حديث جامع حديث جامع في العلم وطريقة العلم واصول العلم وقواعد التعلم وايضا اه آآ آآ جامع في حقائق الدين واصول الايمان وشرائع الاسلام ومقام اه الاحسان جامع مقامات عظيمة ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في تمامه هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم يعلمكم دينكم فهو جامع لامور الدين وقد قال عنه بعض اهل العلم ان هذا الحديث يصح ان يقال عنه ام السنة مثل ما ان الفاتحة ام القرآن الفاتحة ام القرآن لانها حوت اجمالا ما حواه القرآن تفصيلا الفاتحة حوت اجمالا ما حواه القرآن تفصيلا يعني ما فصل في القرآن كله اجمل في الفاتحة فيؤم القرآن وهذا الحديث حديث جبريل المشهور يصح ان يقال عنه ام السنة لان ما جاء في السنة تفصيلا اجمل في هذا الحديث السنة فصلت وهذا الحديث اجمل اجمل ما جاء في سنة النبي عليه الصلاة والسلام من عقائد واداب وشرائع واحكام وتفاصيل اه اه اخرى هذا الحديث اجمل ذلك والسنة جاء فيها التفاصيل قالوا يصح ان يقال عنه ام السنة لكونه من اه الاحاديث التي جمعت الدين ويكفي في ذلكم قول النبي عليه الصلاة والسلام فهذا جبريل اتاكم اعلمكم دينكم قول ابي هريرة رضي الله عنه في اوله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس بارزا اي جالس لاناس وهم حوله في مجلس تعلم واسترشاد واستفادة من النبي عليه الصلاة والسلام والبروز هو الجلوس لهم الجلوس لهم في مكان اه واضح مكان بارز مكان بين فيلتف حوله ينتفع يستفيدوا ويسترشدوا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس فاتاه رجل اتاه رجل هذا الرجل هو جبريل كما في تمام الحديث وفي رواية عمر التي في صحيح مسلم وصف بانه شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى اذا جلس الى النبي عليه الصلاة والسلام اسند ركبتيه الى ركبتيه وضع كفيه على فخذيه وهذا اخذ من العلماء فوائد عظيمة في اداب التعلم وطريقة التعلم وكيفية الاستفادة وايضا مكانة السؤال والجواب في فهم العلم ولا يلزم ان يكون السائل عندما يسأل ان يسأل لشيء لا يعرفه بل له ان يسأل فيما يعرفه معرفة تامة ليفيد الناس بهذا السؤال ويؤجر على هذه النية كان يكون في مجلس يعرف مثلا ان ثمة اخطاء او بعض التقصير في بعض الجوانب ويكون في المجلس عالم ويقول ما حكم كذا؟ وهو يعرف الجواب لكن يريد الناس يسمعون فيكتب له الاجر لان الدال على الخير كفاعله لان الدال على الخير كفاعله. وهذا ينبه به على اهمية اصلاح النية في السؤال وهذا جانب كم يخل به كثير من الناس وكم يترتب على الاخلال به من مفاسد واضرار النية لابد ان تكون صالحة عندما يسأل بينما بعض الناس مثلا يسأل ليظهر نفسه او يسأل ليحرج المسؤول او يسأل مثلا ليشكك الحاضرين او يسأل اغراض كثيرة توجد وهذه كلها لا يؤجر عليها بل يؤزر السؤال قربة السؤال عن امور الدين قربة فيجب ان يكون مبني على الاخلاص وقصد التقرب الى الله سبحانه وتعالى بالعمل وان يكون مبني ايضا على الاصول المرعية والمتبعة في ضوء قواعد اه الشريعة وادابها المباركة فجبريل سأل هذه الاسئلة وكان الغرض من ذلك تعليم الناس دينهم تعليم الناس دينهم فكون كونه سائل يسأل عالما كون سائل يسأل عالما ليتفقه الناس في دينهم هذا من من من اعظم ابواب الخير والله حصلت اسئلة يا اخوان حصلت اسئلة مباركة جرى وترتب عليها خير عظيم خير عظيم. هناك كتب لاهل العلم بايدي طلبة العلم باستمرار وتعقد مجالس لدراستها والانتفاع بها والاستفادة من مضامينها وسببها سائل يعني خذ على سبيل المثال العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام رجل من واسط ذهب الى شيخ الاسلام وطلب منه ان يكتب اه مختصرا في العقيدة والح على شيخ الاسلام ان يكتب سأله ذلك والح عليه ان يكتب فامام الحاحه كتب في البداية اعتذر قال له كتب السلف كثيرة المختصرة والمطولة خذ واحدا منها قال الا ان تكتب انت طواله حال يا شيخ الاسلام وكتب رحمه الله تعالى العقيدة الوسطية وكتب الله لها انتشار عظيم في زمان شيخ الاسلام والى ما شاء الله تحفظ وتعقد مجالس لدراستها والاستفادة منها وحصل خير عظيم جدا وكان سبب ذلك ذلك السؤال المبارك ولهذا يعني يرجى ان شاء الله ان يكون لهذا الواسط اجر ذلك. لان الدال على الخير كفاعله الدال على الخير كفاعله وهذا له امثلة كثيرة جدا امثلة كثيرة جدا واذا اصلح العبد نيته في سؤاله يبارك الله في عمله يبارك الله في سؤاله فينتفع هو وينتفع الحاضرين وينتفع خلقهم فيما بعد لا يعلمهم الا الله وهذا من بركة السؤال عندما تصلح فيه النية اما اذا فسدت النية في السؤال تحصل مفاسد وتحصل شرور تحصل اظرار لا يعلم مداها الا الله جل وعلا قال فاتاه رجل فقال ما الايمان ما الايمان؟ اي اخبرني عن الايمان ما هو فقال عليه الصلاة والسلام ان تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث ذكر عليه الصلاة والسلام هذه الاصول بدأها بالايمان بالله الذي هو اصل اصول الايمان وكل اصول الايمان ترجع اليه. وتتفرع عنه وهو قاعدة الدين واصله. الايمان بالله بالله ربا خالقا رازقا متصرفا والايمان باسمائه وصفاته وعظمته وجلاله سبحانه وتعالى وانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وافراده جل في علاه بالعبادة بان يخلص له الدين وان يفرد وحده بالعبادة ولا يجعل معه الشركاء والانداد قال ان تؤمن بالله وملائكته والملائكة خلق من خلق الله وجند من جنده لا يعلم عددهم ولا يحصيهم الا الله وما يعلم جنود ربك الا هو والايمان بالملائكة هو الايمان باسمائهم واوصافهم واعدادهم ووظائفهم اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل والايمان بهم اصل من اصول الايمان وركن من اركانه وبلقائه اي بلقاء الله بلقائه اي ان يؤمن العبد ويعتقد اعتقادا جازما انه سيلقى ربه وسيقف بين يدي الله وان الله سبحانه وتعالى يوم يلقاه سيحاسبه على ما قدم في هذه الحياة فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ورسله يؤمن بالرسل الذين بعثهم الله سبحانه وتعالى وبانهم جاؤوا بالحق والهدى وانهم بلغوا البلاغ المبين ما تركوا خيرا الا دلوا اممهم عليه ولا شرا الا حذروه منه ويؤمن بكل التفاصيل المتعلقة بالايماني بالرسل مما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وتؤمن بالبعث اي بعث الناس وقيامهم ونسورهم وان البعث حق وان الناس سيبعثون قال وتؤمن بالبعث فذكر هذه اه الاصول وفي حديث آآ او في رواية رواية عمر ابن الخطاب رظي الله عنه للحديث قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره وان تؤمن قدر خيره وشره فجاءت في ذكرى آآ اصول الايمان جاءت رواية عمر اكثر تفصيلا اكثر تفصيلا ذكر الشعب او ذكر الاصول اصول الايمان وعدها قال ما الاسلام اي اخبرني عن الاسلام قال ان تعبد الله ولا تشرك به ان تعبد الله ولا تشرك به في حديث عمر قال اخبرني عن الاسلام ماذا فيه هناك قال الاسلام شهادة ان لا اله الا الله او ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وهنا قال ان تعبد الله قال ان تعبد الله ولا تشرك به شيئا فهذه الرواية مفسرة لتلك هذه الرواية مفسرة لتلك يعني هناك ذكرت كلمة التوحيد وهنا ذكر المعنى معنى كلمة التوحيد فقوله ان تعبد الله ولا تشرك به هذا هو معنى لا اله الا الله وتفسيرها ومدلولها ففي رواية عمر ذكرت باللفظ وفي هذه الرواية ذكرت بالمعنى في رواية ابن عمر وفي رواية عمر ذكرت ذكر التوحيد باللفظ لفظ التوحيد او بكلمة التوحيد وهنا ذكر المعنى ان تعبد الله ولا تشرك به شيئا قوله تعبد الله هذا هو الاثبات وقوله ولا تشرك به شيئا هذا هو النفي ولا توحيد الا بالنفي والاثبات قال وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروظة وتصوم رمضان ولم يذكر الحج وهو مذكور في حديث او في رواية عمر رظي الله عنه للحديث وهذه مباني الاسلام الخمسة مباني الاسلام الخمسة وقد مر معنا الحديث بني الاسلام على خمس وذكرها قال ما الاحسان ما الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك الاحسان هو اعلى مراتب الدين اعلى مراتب الدين والاحسان هو الاتقان والاجادة وهذا المقام العظيم مقام الاحسان هو ان يتقن العبادة ويأتي بها على اتم حال واجمل صفة وابهى صورة بحيث يكون بهذا الوصف الذي ذكر في الحديث ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك وهو مقام مبني على المراقبة مبني على المراقبة وان يكون العبد بعبادته لله سبحانه وتعالى بهذه الصفة من المراقبة مما يترتب عليه كمال الخشوع وكمال الخضوع وكمال الذل والانكسار بين يدي الله سبحانه وتعالى لانه يعبد الله جل وعلا كانه آآ يرى الله كانه يرى الله. قال فان لم تكن تراه فانه يراه. يعني ان لم آآ تبلغ هذا المقام ثمة مقام اخر دون هذا المقام وكلاهما آآ من الاحسان فان لم تكن تراه فانه يراك استحضر رؤيته لك استحضر رؤيته لك ولهذا قال بعض اهل العلم ان الاحسان درجتين ان الاحسان درجتين الدرجة الاولى ذكرت في قوله ان تعبد الله كأنك تراه ان تعبد الله كأنك تراه والدرجة الثانية في قوله فان لم تكن تراه فانه يراك اي ان تستحضر رؤيته لك اه اطلاعه عليك قال متى الساعة متى الساعة سؤال عن وقتها قال ما المسئول عنها بالم من السائل ما المسئول عنها يعلم من السائل اي انه لا علم له بها. كما ان السائل النبي عليه الصلاة والسلام لا علم له بوقتها فالمسئول ايضا جبريل لا علم له بوقتها لا يعلم متى الساعة الا الله سبحانه وتعالى يسألك الناس عن الساعة قل انما علمها عند الله قل انما علمها عند الله وهذا اسلوب حاصر فعلم الساعة عند الله لا يعلم متى الساعة ومتى قيامها الا الله سبحانه وتعالى رب العالمين قال ما المسئول عنها باعلم من السائل وساخبرك عن اشراطها وساخبرك عن اشراطها اي ساخبرك عن علاماتها واماراتها والاشراط هي العلامات والامارات فهل ينظرون الا الساعة ان تأتيهم بغتة فقد جاء اشراطها اي علاماتها وامراتها والساعة لا تقوم حتى يأتي بين يديه امارات وعلامات وقسمها العلماء الى قسمين علامات كبرى وعلامات صغرى والعلامات الكبرى تأتي عند دنو قيام الساعة ومن شأنها انها كالعقد اذا انقطع ينفرط بمعنى انه اذا ظهرت واحدة من العلامات الكبرى توالت العلامات تباعا واذا ظهر شيء من العلامات الكبرى العظام للساعة لا ينفع الايمان يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا والعلامات الصغرى آآ منها ما قد ظهر ومنها ما سيظهر وفي هذا الحديث اشارة الى شيء منها قال وما علاماتها؟ او قال سأخبرك عن اشراطها اذا ولدت امة ربها اي سيدها ومالكها وفي رواية عمر قال ان تلد الامة ربتها ان تلد الامة ربها اي سيدها قيل ان هذا هي اه كثرة السراري بسبب هذه الكثرة يقع مثل هذا المعنى يقع مثل هذا المعنى ان تلد الامة ربها اي سيدها تكون هي سرية ويطأها سيدها بملك اليمين وتلد اه اه حرا سيدا قيل هذا المعنى وقيل غير ذلك قال ان تلد امة ربها واذا تطاول رعاة الابل قلبهم في البنيان هنا قالوا رعاة الابل وفي حديث عمر قال ان ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان يتطاولون في البنيان اي يكون من شأن هؤلاء الذين كانوا حفاة عراة عالة واهل رعاية للشاة او للابل يتركون هذا هذا الامر ويصبح بينهم تنافس في البنيان تنافس في البنيان وتطاول في البنيان فيبني مثلا احدهم عشرة ادوار فيقول الاخر انا ابني اطول منه عشرين دور ويأتي الثالث وينافسه يتنافسون في البنيان ويكون هذا البناء ليس له غرظ الا التنافس التفاخر ونحو ذلك من اه المعنى فهذه امارة من الامارات وعلامة من العلامات في زماننا هذا زمن تطاول في البنيان وتنافس تنافس وتطاول في اه البنيان وكثر ما يسمى بناطحات السحاب. يعني عمائر طوال تناطح السحاب اي تلامس السحاب من طولها تلامس السحاب من طولها ادوار عالية ورفيعة جدا قال آآ في خمس في خمس لا يعلمهن الا الله في خمس اي هذا الذي سألت عنه وهو الساعة وقتها في خمس لا يعلمها الا الله يعني قيام الساعة متى ومتى ينزل الغيث وما في الارحام خمس لا اه لا يعلمها الا الله ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا تدري نفس باي ارض تموت فقال في خمس لا يعلمها لا يعلمهن الا الله ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عنده علم الساعة الاية ثم ادبر اي الرجل ذهب فقال ردوه. قال النبي عليه الصلاة والسلام ردوه اي طلب منهم ان يعيدوا الرجل او يطلبوا منه ان يرجع فلم يروا شيئا فلم يروا شيئا فقال هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم قال هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم الامام البخاري رحمه الله كما في الاصل لما وصل الى هذا الموضع قال جعل ذلك كله من الايمان جعل ذلك كله من الايمان يعني هذه هذه التفاصيل لانه قال فيه تمامه هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم واراد ان يصل من ذلك الى ان الايمان آآ الاسلام شيء واحد لكن التحقيق في ذلك آآ وينظر تفاصيل واسعة في هذا المقام ونافعة جدا في كتاب اه الايمان لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من ان بينهما فرق فالاسلام العمل الظاهر والايمان الاعتقاد الباطن لكن اذا افرد كل منهما شمل معنى الاخر نعم قال رحمه الله تعالى باب فضل من استبرأ لدينه عن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك ان يواقعه الاوان لكل ملك حمى الاوان حمى الله في ارضه محارمه. الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فهذه الترجمة باب فضل من استبرأ لدينه فضل من استبرأ لدينه اي فضل من كان من اهل الورع متورع اي امر يشتبه عليه ويلتبس عليه حكم حكم ولا يستبين له هل هو حلال او حرام؟ يتورع عنه ويتقيه ويتجنبه حفظا لدينه. ورعاية لايمانه فهذا المقام العظيم اه مقام الورع من مكملات الايمان من مكملات الايمان ولهذا اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة في كتابه الايمان بيانا ان مما يكمل به ايمان المرء ان يكون ورعا ان يكون ورعا ومتحاشيا الامور التي آآ تكون قد توصل صاحبها الى الحرام وتوشك ان تدخل صاحبها في الحرام وان الورع هو الذي يتجنب ما اشتبه عليه ويبتعد عنه ولا يرعى حول الحمى لانه يخاف ان يقع في الحمى فيقع في المحظور فيكون ذلك فيه الظرر على ايمانه فاذا هذا الورع الذي هو الاستبراء للدين استبراء للدين هو من من مكملات الايمان ومما يتم به ايمان المرء ولهذا اورد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة في كتابه الصحيح اورد حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس فذكر الاقسام ثلاثة قسم حلال بين وقسم حرام بين وقسم مشتبه وايضا بين الموقف الذي يكون عليه المسلم تجاه هذه الاقسام الثلاثة اما الحلال البين فهذا الانسان يأتيه وينتفع به ولا حرج عليه في ذلك لان الله احله له واباحه له والحرام البين يجتنبه لان الله سبحانه وتعالى حضر ذلك ومنعه ونهاه عنه فاجتنبوه ويبتعد عنه لانه حرام بين ثم بين هذين القسمين قسم ثالث مشتبه مشتبه بمعنى لا يدرى هل هو من الحلال البين او الحرام البين ثم هذا الاشتباه الذي في هذا القسم ليس على جميع الناس ليس اشتباها على جميع الناس وانما اشتباه على اكثر الناس اما العلماء الذين من الله عليهم بالبصيرة في دينه والفقه بشرعه فانه عندهم امره بين لا اشتباه فيه بما اتاهم الله من بصيرة وعلم وفهم ولهذا قال في الحديث مشبهات لا يعلمها كثير من الناس كثير من الناس لم يقل لا يعلمها جميع الناس وانما قال كثير من الناس اذا بعضهم وهم العلماء الراسخون اهل الفقه والبصيرة في دين الله امرها واضح ويلاحظ الانسان من نفسه تكون بعض المسائل مشتبهة عنده فيذهب الى عالم راسخ ويقول له ما حكم كذا فيقول له لا يجوز لان الله قال ولان الرسول صلى الله عليه وسلم قال ولانه كذا فيفصل له فتنجلي امامه ويدرك انها حرام بين كانت مشتبهة فلما رجع الى آآ العالم الراسخ انجلى امرها فاذا الاشتباه هنا نسبي وليس مطلق الاشتباه هنا اشتباه النسبي وليس مطلق ولهذا قال كثير من الناس اما الراسخون اه في العلم يكون عندهم آآ البصيرة والفهم الذي يعرفون به آآ امر فتلك المشتبهات على كثير من اه الناس الشخص الذي اشتبه عليه الامر لا يدري اهو حلال بين ام حرام بين كيف يتعامل ما الطريقة الصحيحة للتعامل الكلام الان في المشتبه مع ان بعض الناس بعض الناس في امر الحلال والحرام لم يبالوا في امر الحلال والحرام لم يبالوا. واصبح عندهم قاعدة اصبح عندهم قاعدة اه وهي ان الحلال ما حل في اليد والحرام ما انحرم من الوصول اليه اما الذي حل في يده حلال ما دام وصل في حوزته وفي يده ملكه ويعده حلالا له بقطع النظر عن الطريقة التي وصل فيها والحرام ما لم يتمكن من الوصول اليه ما لم يتمكن من الوصول اليه وهذا المعنى من قديم حتى ان شيخ الاسلام اشار الى ذلك رحمه الله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اشار الى ذلك قال ان بعض الناس الحلال عنده محل في يده والحرام ما انحرم من او لم يتمكن من الوصول اليه ما الموقف الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم الناصح لنفسه تجاه المشتبه تجاه المشتبه يعني الامر الذي اشتبه عليه حكم لا يدري هو حلال بين او حرام بين يقول عليه الصلاة والسلام فمن اتقى المشبهات في رواية المشتبهات استبرأ لدينه وعرضه من اتقى المشبهات اي المشتبهات استبرأ لدينه وعرضه. ما معنى استبرأ لدينه وعرضه وهذا الموضع موضع الشاهد من حديث للترجمة فضل من استبرأ لدينه استبرأ لدينه وعرضه اي طلب البراءة للدين وطلب البراءة للعرظ قوله استبرأ لدينه اي فيما بينه وبين الله ولعرظه اي فيما بينه وبين الناس اذا اتقى المشتبهات فانه باتقائه للمشتبهات استبرأ لدينه اي فيما بينه وبين ربه سبحانه وتعالى وايضا استبرأ لعرظه اي فيما بينه وبين الناس فيسلم له دينه ويسلم له عرظه ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك ان يقع فيه في لفظ اخر ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام من وقع في الشبهات وقع في الحرام وظرب على ذلكم مثالا قال كراع يرعى حول الحمى يوشك ان يواقعه الاوان لكل ملك حمى الاوان حمى الله في ارضه محارم هذا مثال عظيم جدا يوضح هذه المسألة توظيحا جليا والامثال تجعل الامور المعنوية بمثابة الامور الحسية الواضحة فيقول عليه الصلاة والسلام كرائن يعني من وقع في المشتبهات كراع حول الحمى يوشك ان يرتع فيه ما هو الحماء ما هو الحماء اه الملوك والسلاطين يجعل بعظهم لنفسه في الارظ كن خصبة وفيها مثلا صيد وفيها زراعة وفيها مثلا انهار او غير ذلك يجعل عليها حمى ويبين للناس حتى لو لم يوضع سياج مثلا يقال منك المنطقة الفلانية الى المنطقة الفلانية هذي حمى ولا احد يقربها وينتشر هذا بين الرعاة ومن يقربها يعاقب فتجد الراعي بعيد يأخذ غنمه بعيد حتى لا يعرض نفسه للعقوبة يكون بعيدا عن الحمى والمتهاون من الرعاة المخاطر يأتي حول الحمى ما يدخل يأتي حول الحماء تكون منطقا قريبة من الحمى مثلا في اشياء جيدة لمشيته فيأتي قريب من الحمى هذا القرب الذي من الحمى ماذا سيترتب عليه قال يوشك ان يرتع فيه يوشك ان يرتع فيه اي يكاد ويقرب ان يرتع لان الغنم اذا اقتربت ستدخل وتنفلت في المكان المحمي المحظور فقال اه الاوان لكل ملك حمى الاوان حمى الله في ارضه محارمه الاوان حمى الله في ارضه محارمه يعني الامور التي حرمها على عبادة ونهاهم عنها هي حماة في ارظه فلا يقربها ولا ايظا يقرب الاشياء التي توصله اليها فالذي يتقي الشبهات يبعد عن نفسه هذه المنافذ والمداخل والنبي عليه الصلاة والسلام ظرب مثلا قال ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران وفي السورين ابواب وعلى الابواب ستور مرخاة الى اخر الحديث قال وهذه الابواب التي عليها ستور مرخاة محارم الله يعني المداخل الى آآ الى الحرام فمثل هذه المداخل الان تصور الامر باب وعليه ستارة الستارة هذي لا تكلف الدخول لو قال الانسان ايش في ورا الستارة هذي؟ ابا اقرب اشم الريحة بس كم فقط او قال مثلا لا قال نفتح الستارة شوي ونشوف ايش في في الداخل مثلا هذا بدأ يقرب وبدأت نفسه تضعف وهذا الان هو الذي يحصل في الانسان كيف تنفلت نفسه مثلا في حرام ما ما يدخل فجأة في وحل آآ الحرام وعفن الباطل وانما يسارقه تسارقه نفسه في ذلك شيئا شيئا خطوة خطوة ثم يرى نفسه في الوسط وسط الحرام فالنبي عليه الصلاة والسلام نصح الامة نصحا عظيما وبين بيانا وافيا وشافيا صلوات الله وسلامه عليه. قال فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كراع يرعى حول الحمى يوشك ان يقع فيه الاوان لكل ملك حمى الاوان حمى الله في ارضه محارمه الاوان في الجسد مظغة الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فانظر هذه المضغة الخطيرة جدا صغيرة وخطيرة وقد قيل قديما المرء باصغريه المرء باصغريه القلب واللسان هذان العضوان من اخطر ما يكون بل اخطر ما يكون في الانسان المرء باصغريه المرء ما هو بيده وجثته وطوله وعرضه المرء باصغره هذان الاصغران القلب واللسان هما من يحركان هذا الجسد ويسيرانه فاذا استقام القلب استقام اللسان واذا استقام اللسان استقام الجسد ولا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم لسانه ولا يستقيم لسانه حتى يستقيم قلبه خطير جدا القلب واذا علم ذلك فالعناية باصلاحه من اهم المهمات واولى الامور بالعناية والاهتمام ولهذا نبه عليه الصلاة والسلام على هذا المقام والخطورة العظيمة التي تترتب على القلب وانه بصلاحه صلاح الجسد وبفساده فساد الجسد الاوان في الجسد مضغة يعني قطعة صغيرة مضغة يعني اه مثل قدر ما يوضع في الفم مضغة قطعة صغيرة جدا قطعة صغيرة جدا هذه القطعة الصغيرة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ابو هريرة رضي الله عنه يقول القلب ملك القلب ملك والاعضاء جنوده فاذا طاب الملك طاب الجند واذا خاب الملك خاب الجند يقول ابن تيمية رحمه الله وقد اورد قول ابي هريرة قالوا وكلام النبي صلى الله عليه وسلم اتم او كلمة قريبة من هذا المعنى لان الملك قد يطيب ويفسد بعض الجند وقد يخيب الملك ويصلح بعض الجند لكن القلب اذا طاب طابت الاعضاء كلها بدون استثناء لانها هي معه تبع لا تتخلف عن مراده واذا فسد فسد اذا فسد القلب فسدت الجوارح لا يمكن ان تتخلى في الجوارح عن مرادات القلوب وبعض الناس يخادع نفسه لا صلاة لا عبادة ولا دين ويرتكب محرمات. واذا نهي يقول انا قلبي ابيظ والكلام يقول لك على القلب الكلام على القلب والمدار على القلب ما هو على الظاهر وانا يقول قلبي ابيض مثل القشطة يقول نقي طاهر ولا يصلي ولا يصوم ويرتكب محرمات واثام والى غير ذلك اينه من قول النبي عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مرة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب اللهم اصلح قلوبنا يا ربنا اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها نعم قال رحمه الله تعالى باب اداء الخمس من الايمان عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال ان وفد عبد القيس لما اتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال من القوم او من قالوا ربيعة قال مرحبا بالقوم او بالوفد غير خزايا ولا نداما فقالوا يا رسول الله ان لا نستطيع ان نأتيك الا في الشهر الحرام. وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر. فمرنا بامر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة وسألوه عن الاشربة فامرهم باربع ونهاهم عن اربع امرهم بالايمان بالله وحده. قال اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصيام رمضان. وان تعطوا من المغنم الخمس ونهاهم عن عن الحنتم والدباء والنقير والمزفت وربما قال المقير وقال احفظوهن واخبروا بهن من ورائكم نعم آآ كنت قد عزمت ان اتم في هذا المجلس كتاب الايمان ولكن آآ هذا الحديث حديث وفد ابن القيس فيه فوائد عظيمة اه له اهمية كبيرة جدا في في بيان الايمان وايظا مكانة العمل اه من الايمان ومنزلته منه اظافة الى فوائد عظيمة جدا في التلقي اه الطلب والاثار العظيمة المترتبة على ذلك فلعله اه يؤجل الى اللقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى آآ نسأل الله الكريم ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا الى وان تجعل حبك احب الينا من انفسنا واهلينا واموالنا ومن الماء البارد اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اقسم من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين