الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام الزبيدي رحمه الله تعالى في بكتابه التجريدي الصريح باحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قول النبي صلى الله عليه وسلم رب مبلغ اوعى من سامع عن ابي بكرة رضي الله تعالى عنه قال قعد النبي صلى الله عليه وسلم على بعيره وامسك انسان بخطامه او بزمامه قال اي يوم هذا؟ فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه سوى اسمه قال اليس يوم النحر؟ قلنا بلى. قال فاي شهر هذا؟ فسكتنا فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه فقال اليس بذي الحجة؟ قلنا بلى. قال فان دمائكم واموالكم واعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا ليبلغ الشاهد الغائب فان الشاهد عسى ان يبلغ من هو اوعى له منه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الترجمة باب قول النبي صلى الله عليه وسلم رب مبلغ اوعى من سامع عقدها الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح لبيان ان من يسمع الحديث ويتمكن من حفظ لفظه قد يبلغه الى غيره فيفقه منه ويستنبط منه احكاما لم يتمكن ذاك السامع من استنباطها او استخراجها من الحديث فيكون المبلغ اوعى من السامع المبلغ الذي بلغه الحديث بهذه الواسطة اوعى من السامع اي اوعى ممن سمع الحديث مباشرة من النبي عليه الصلاة والسلام. مبلغ عني اوعى من سامع مني هذا هو المعنى رب مبلغ عني اوعى من سامع مني فقد يكون من يبلغه الحديث اوعى اي اكثر فهما او استنباطا او استخراجا للاحكام ممن سمع الحديث ونقله وهذا يحصل كثيرا احيانا ينقل طالب من طلاب العلم حديثا وقف عليه الى عالم فيقول له العالم هذا يدل على كذا ويدل على كذا ويدل على كذا ويستفاد منه كذا من ويذكر له امورا لم يكن يدرك ان هذا الحديث يدل عليها او انها يمكن ان تستنبط من الحديث فقوله رب مبلغ اوعى من سامع اي رب مبلغ عني اوعى من سامع مني اي مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا اللفظ الذي ذكره رحمه الله هنا جاء موصولا عنده في كتابه الصحيح في كتاب الحج باب الخطبة واما اللفظ الذي في اه الحديث هنا فهو لفظ مقارب لكن لفظ الترجمة جاء موصولا عند الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الحج وقوله رب هذه تأتي للتقليل تأتي للتقليل وقد تكون ايضا للتكثير فليس من شرط المبلغ ان يكون اوعى من السامع قد يكون قد لا يكون ولهذا قال رب رب مبلغ اوعى من سامع فالسامع قد يكون احفظ واوعى ممن اه يبلغ اه الحديث او المبلغ بالحديث فاذا رب تأتي احيانا للتقليل وتارة تأتي بالتكثير اورد هنا حديث ابي بكرة رضي الله عنه قال قعد النبي صلى الله عليه وسلم على بعيره وامسك انسان بخطامه او بزمامه شك الراوي وهما بمعنى واحد والخطام او الزمام هو ما يمسك من حبل يقاد به اه البعير قال قعد النبي عليه الصلاة والسلام على بعيره اي انه القى هذا الخطاب او هذه الخطبة وهو على البعير وهذا فيه الخطبة من عال او مرتفع لانها تبلغ السامعين وخاصة اذا كانوا كثر فيروا المتحدث ينفذهم او يبلغهم صوته اذا كان مرتفعا شيئا ما وفيه جواز القعود او الجلوس على الناقة وهي واقفة لحاجة اما اذا كان عن غير حاجة فلا يفعل اراحة لها وانما تركب لا السير لا لمجرد ان تكون واقفة يكون جالسا فوقها فهذا عن غير حاجة فلا يفعل ففيه جواز ذلك اذا كان عن حاجة مثل وقوف النبي او قعود النبي عليه الصلاة والسلام لحاجة وهي البيان للناس كي يروه ويسمعوا حديثه عليه الصلاة والسلام قال وانسان وامسك انسان بخطامه اي البعير او بزمامه جاء في بعض الروايات ما يفيد انه آآ ابو بكرة نفسه رضي الله عنه وقيل غير ذلك لكن الذي صوبه الحافظ ابن حجر اه رحمه الله تعالى ان الذي كان ممسكا بخطام الناقة هو ابو بكرة رضي الله عنه راوي الحديث فقال النبي عليه الصلاة والسلام اي يوم هذا فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه سوى اسمه هذه الخطبة كانت في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة بحجة الوداع والنبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع تكررت خطبه فخطب يوم آآ يوم عرفة عشية عرفة آآ خطب يوم عرفة بعد الزوال صلوات الله وسلامه عليه وخطب ايضا يوم النحر وخطب ايضا في اوسط ايام التشريق فكانت خطبه ومواعظه هي تلك الحجة متكررة ومتنوعة وتسمى خطبة الوداع لانها كانت في الحجة المعروفة بحجة الوداع التي ودع فيها الناس وقال عليه الصلاة والسلام لعلي لا القاكم بعد عامي هذا فعرفت بحجة الوداع وخطبه في حجة الوداع لها شأن عظيم جدا فخطبة المودع هي معدودة في جوامع الخطب وجوامع الوصايا فالنبي عليه الصلاة والسلام خطب يوم النحر هذه الخطبة التي يرويها هنا ابو بكرة رظي الله عنه وخطب النبي عليه الصلاة والسلام في حجة اه الوداع التي كانت يوم عرفة ويوم النحر اوسط ايام التشريق وايظا مواعظه التي تخللت تلك الايام جماعة غالبها في رسالة اه مطبوعة بعنوان خطب ومواعظ من حجة الوداع مع تعليقات و آآ تنبيهات في رسالة مطبوعة بهذا العنوان خطب ومواعظ من حجة الوداع قال اي يوم هذا فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه سوى اسمه قال اليس يوم النحر قلنا بلى قلنا بلى قال فاي شهر هذا؟ فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه فقال اليس بذي الحجة؟ قلنا بلى وجاء ايضا في بعض الروايات قال اي بلد هذا فظننا انه سيسميه بغير اسمه فقال اليس البلد الحرام فذكر الشهر وحرمته واليوم وحرمته والبلد وحرمته ذكرهم بحرمة هذه الاشياء الثلاثة مقدمة بين ذكر بين يدي ذكر امر عظيم الا وهو حرمة الدماء والاموال والاعراض وهذه طريقة عظيمة جدا في النصح والتمكين الموعظة في القلوب فلم يقل لهم مباشرة ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة هذا اليوم وكحرمة وانما ذكرهم اولا بالبلد وحرمته والشهر وحرمته واليوم حرمته وهم يعرفون انه بلد حرام وشهر حرام ويوم حرام استحضروا ذلك فقال حينئذ عليه الصلاة والسلام فان دمائكم واموالكم واعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا لما ذكرهم بحرمة المكان والزمان ذكرهم ان الدماء والاموال والاعراظ حرام بينكم كحرمة البلد وحرمة الزمان فكأنه يقول عليه الصلاة والسلام يا من عرفت حرمة البلد وعرفت حرمة الزمان وعرفت حرمة اليوم فتنبه ان حرمة الدماء والاموال والاعراض في كل وقت وفي كل مكان حرام كحرمة البلد وحرمة الشهر وحرمة اليوم وكانوا يدركون حتى قبل الاسلام حرمة المكان حرمة الزمان قد مر معنا قريبا كفار مضر ماذا كانوا يصنعون ماذا قال وفد عبد القيس للنبي عليه الصلاة والسلام قالوا ان بيننا وبينك هذا الحي من كف من كفار مضر ولا نستطيع ان نأتيك الا في الشهر الحرام اي رجب لماذا لان الكفار يعرفون حرمته فلا يقاتلون فيه فلا يقاتلون فيه فكانت معروفة اه حرمة السهر وحرمة المكان معروفة ومتقررة في النفوس ذكرهم عليه الصلاة والسلام ان حرمة او علمهم ان حرمة الاعراض والاموال والدماء مثل حرمته الزمان والمكان قال ان دمائكم واموالكم واعراضكم بينكم حرام جاء في حديث اخر ايضا هو في حجة الوداع انه صلى الله عليه وسلم قال الا انما هن اربع الا انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق. ولا تزنوا ولا تسرقوا وهذا ايضا قاله في حجة الوداع صلوات الله وسلامه عليه وهو في المسند وغيره قال الا انما هن اربع اي عظائم الذنوب وكبائر الاثام واخطر الجرائم اربعة احذروها اشد الحذر وهذا يستفاد منه ان الحاج والمعتمر ينبغي ان يرجع وهو يحمل في قلبه وقد رجع من حجه وعمرته اجتناب هذه العظائم واجتناب الذنوب الا انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا الامر الاول من هذه الاربع هو اعظم الذنوب على الاطلاق وهو الشرك بالله ويتعلق بحق الله على العباد ثم الثلاثة الباقية تتعلق بحقوق الناس لا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا لا تقتلوا النفس يعادلها هنا في حديثنا هذا ان دماءكم ولا تسرقوا يعادلها في هذا الحديث اموالكم ولا تزنوا يعادلها في هذا الحديث اعراضكم وبهذا نعلم ان هذه الامور الثلاثة المتعلقة بحقوق العباد يا اخوان بهذا نعلم ان هذه الامور الثلاث المتعلقة بحقوق العباد الدماء الاموال الاعراض خطيرة جدا خطيرة جدا الامر فيها ليس بالهين التعرظ لدماء الناس او التعرض لاموال الناس او لاعراض الناس هذا في كبريات الذنوب وعظائم الاثام والنبي صلى الله عليه وسلم لا يزال في مقامات كثيرة جدا يحذر ويحذر ويبين خطورة هذا الامر وانه غاية في الخطورة الدماء والاموال والاعراظ ولهذا مرة كتب رجل لابن عمر قال اوصني بالعلم كله او اوصني بالعلم قال العلم كثير العلم كثير لكن ان استطعت ان تأتي يوم القيامة خميس البطن من اموال المسلمين قفيف الظهر من دمائهم كافة اللسان عن اعراضهم فافعل. ذكر هذه الثلاث نفسها ذكر هذه الثلاث من استطاع ان ان يتخلص من هذه الثلاث الدماء الاموال الاعراظ فاز فوزا عظيما هذي اخطر ما تكون اه التعديات على الناس واكبر ما يكون في الاثام المتعلقة بالحقوق حقوق العباد الدماء والاموال والاعراض ولهذا قال نبينا هنا عليه الصلاة والسلام فان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم قال واعراظكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا ثم اوصى عليه الصلاة والسلام الحاضر السامع الشاهد ان يبلغ الغائب الذي لم يحضر ولم يسمع فقال صلوات الله وسلامه عليه ليبلغ الشاهد الغائب ليبلغ الشاهد الغائب التبليغ هنا المطلوب تبليغ ماذا الفاظ كلامه الفاظ كلامه الفاظ كلام الرسول صلى الله عليه وسلم قال ليبلغ الشاهد الغائب ففيه طلب حفظ هذا الكلام الذي قاله عليه الصلاة والسلام وابلاغه الغائبين الذين لم يسمعوا او لم يحضروا بيان النبي عليه الصلاة والسلام قال فان الشاهد عسى ان يبلغ من هو اوعى له منه فان الشاهد عسى ان يبلغ من هو اوعى له منه الشاهد الحاضر الذي سمع من النبي عليه الصلاة والسلام عسى ان يبلغ من هو اوعى له منه قظية الوعي والفقه والاستنباط هذه تتفاوت فيها المدارك والفهوم وقدرات الناس تتفاوت وليس كل اهل ان يستنبط ويستخرج الاحكام وانما هذا مقام له اهله لكن من حفظ حديثا حفظ حديثا يبلغه ولهذا يقع خلط في هذا الباب حقيقة يعني قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث بلغوا عني ولو اية قول النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية. البلاغ نوعان بلاغ الالفاظ وبلاغ المعاني بلاغ الالفاظ وبلاغ المعاني حفظ شخص اية واتقن حفظها يبلغها الاخرين ويحفظها الاخرين ويؤجر على ذلك لكن لو انه حفظ اية واتقن حفظها تماما ثم ذهب الى الناس واخذ يشرح الاية ويبين معانيها وهو ليس من اهل البصيرة والعلم والفهم هل له ذلك بمجرد حفظه للاية دخل مقاما ليس مقامه فالبلاغ بلاغ الالفاظ وبلاغ المعاني بلاغ الالفاظ وبلاغ المعاني ولهذا بعظ الناس يخطئ جدا في فهم ذلك تجد مثلا يتصدر للدعوة والكلام والخوف امور العلم اذا نبه على ها قال النبي صلى الله عليه وسلم قال بلغوا عني ولو اية بلغوا عني ولو اية ولم يعي هذا القائل ان البلاغ بلغ الفاظ وبلغ معانيه هنا قال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث فان الشاهد عسى ان يبلغ اه ان يبلغ من هو اوعى له منه ان يبلغ من هو اوعى له منه. الشاهد اه اي شيء بلغ الان اللفظ بلغ اللفظ الفاظ احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام عسى ان ان يكون الغائب اوعى له منه لانه ان بلغ هذا الحديث عالما فقيها متبصرا بالاحكام سيستنبط منه من المعاني والدلالات ما لا يتمكن غيره من ذلك للتفاوت بين اه الناس في هذا في هذا الجانب قال ليبلغ الشاهد الغائب ايضا يستفاد من هذا اهمية نشر السنة وسنة النبي عليه الصلاة والسلام واشاعتها في الناس وذكر احاديث النبي عليه الصلاة والسلام وفي حجة الوداع دعا بالنبي عليه الصلاة والسلام دعوة عظيمة مباركة ميمونة لمن يفعل ذلك فماذا قال؟ في مسجد الخيف عندما خطب الناس في مسجد الخير في حجة الوداع قال عليه الصلاة والسلام نضر الله هذا دعاء من النبي عليه الصلاة والسلام نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فحفظها فاداها كما سمعها فدعا له بنظرة الوجه وهو بهاؤه وحسنه نوره وضياؤه دعوة مباركة تنالوا كل من اعتنى بالسنة حفظا وفهما وابلاغا في اي وقت من الاوقات واي زمان من الازمنة نعم قال رحمه الله تعالى عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الايام كراهة السآمة علينا ثم اورد هذا الحديث حديث ابن مسعود وهو تحت باب عند الامام البخاري باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا كي لا ينفروا باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفه اي كي لا يملوا ويصابوا بالسآمة والملل فكان يتخولهم ومعنى انه يتخولهم بالموعظة والعلم اي وعظه لهم وتعليمه لهم يفاوت بين اوقاته يفاوت بين اوقاته حتى لا يملوا وحتى ايضا تشتاق النفوس الى ذلك والى وعظ النبي عليه الصلاة والسلام فقول الامام البخاري باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم عطف العلم على الموعظة وهذا من عطف العام على الخاص. لان الموعظة من العلم قال لك كي لا ينفروا كي لا كي لا يحصل لهم سآمة وملل من العلم فينفروا ويتخلوا عنه ويتركوه فكان يتخولهم بذلك صلوات الله وسلامه عليه اورد حديث ابن مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة معنى يتخولنا ان يراعي الاوقات في وعظنا يراعي الاوقات في وعظنا وتذكيرنا فيفاوت بينها قال يتخولنا بالموعظة في الايام بمعنى انه ايام يعظهم ويعلمهم وايام يتوقف وايام يعظ وايام يتوقف وهكذا لماذا؟ قال كراهة السآمة علينا السآمة هي الملل السآمة هي الملل كراهة السآمة علينا اي كراهة ان نمل من آآ المواصلة والاستمرار ان نمل ذلك ابن مسعود رضي الله عنه كان يعظ الناس كل خميس وهذا اورده الامام البخاري رحمه الله فقالوا له وددنا انك لو وعدتنا كل يوم وددنا انك وعدتنا كل يوم. فذكر لهم رضي الله عنه حديث النبي عليه الصلاة والسلام. قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الايام كراهة السآمة علينا نعم قال رحمه الله تعالى عن انس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ثم اورد في الباب نفسه حديث انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا وهذا تعيد متين جدا ومهم في دعوة الناس وتحبيبهم للخير وترغيبهم في السنة وترغيبهم في الاعمال الصالحة. وايضا يتناول دعوة الكفار الى الاسلام والنبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا وابا ذر الى اليمن قال لهما بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا فدعوة الكافر ايضا دعوة العصاة الى الاسلام ايضا من اقبل اقبلت نفسه لهذا الدين يتعامل معه بهذا التوجيه المبارك الذي يقول فيه عليه الصلاة والسلام يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا لماذا لانه لو اعطي هذا الذي مثلا اسلم حديثا او هذا الذي اهتدى حديثا واستقام اعمالا كثيرة ربما كانت سببا لتنفيره او اعطي برامج مثلا علمية يلتزمها اول ما يستقيم يقال له تفعل كذا وتحفظ كذا وتقرأ كذا الى اخره يعطى قائمة طويلة ربما يكون ذلك سبب تنفيره من العلم؟ وكم من شخص نفر وشردت نفسه بسبب انه لم يوفق بشخص يحسن آآ ملاينته والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى لكن هذه اسباب مطلوبة ولابد منها فالذي استقام حديثا عندما يسأل ويقرب من اهل الخير ماذا افعل؟ وماذا علي ان اقرأ؟ وماذا لا تعظم له الامور ولا تكبر ولا يهول ويلزمك كذا ويجب عليك كذا الى اخره وانما ييسر الامر وانا انصح في هذا الباب من اه استقام حديثا ان يكتفى معه بكتاب واحد الاربعين للنووي في الاحاديث يكتفى معه بكتاب واحد الاربعين لانه جمع العقيدة والعبادة والادب الخلق وجمع اه جوامع الكلم بانتقاء دقيق جدا وهو كتاب مبارك ونفع الله سبحانه وتعالى به نفعا عظيما ومن يوفقه الله لحفظ هذا الكتاب وعدد احاديثه اثنين واربعين حديثا من وفقه الله لحفظ هذا الحديث الاحاديث حسن فهمها يكون عنده قاعدة جيدة للاستقامة والثبات على دين الله. بعد ذلك يتنقل في منازل العلم ودرجاته وهو نفسه سيتذوق العلم ويحس بطعمه ويحس ايضا بتغير في آآ حياته ويجد ان انه اجتمعت عنده ادلة يحفظها في جميع ابواب الدين في جميع ابواب الدين يجتمع عنده ادلة. اذكر من الطرائف قبل سنوات تقرب من آآ العشرين سنة عقدت مجلسا في شرح الاربعين في جماعة مسجد كنت اؤمه وفيه صغار وكبار سن اكدت على حفظ الاربعين اكدت على حفظ الاربعين وكنت اسمع يوميا واشرح. اشرح بعد العصر ثم اسمع والتزم كثير منهم واذكر جاء هذا موضع الشاة شخص يعمل نجارا وقال بعد ما مضينا في سبعة احاديث قال اريد ان ادخل معكم قلت بشرطا تسمعني السبعة الاحاديث التي مضت. قال بشرط ان تشرحها لي قلت وافعل اذا انتهينا اجلس معك واشرحها لك فحفظها واستمر معنا حتى ختمنا الكتاب وكان اميزهم حفظا وكان عاملا نجارا في عزبة مع نجارين وعمال يسكن معهم جاءني بعد ان انتهينا بايام وسلم علي قالوا يريد ان اقول لك شيئا نتفظل قال والله اني حاس نفسي الان عالم قال والله حاس نفسي عالم خير ان شاء الله قال لي في العزبة مع العمال اي واحد يخطي منهم ارد عليه بحديث اي واحد يخطي منهم ارد عليه بحديث واقول لهم من رواه ومن خرجه ومن الصحابي اي واحد يخطئ ان كان صلاة ان كان في الادب ان كان في المعاملة ان كان في كذا ان كان اي خطأ انا ارد عليهم بحديث من احاديث اقول يا اخي هذا خطأ النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا. واجيب الراوي فقلت الان انت اخذت الاربعين فقط وهذا مفتاح للعلم. فانت الان في البداية وجدت هذا الاثر عليك وهذه الفائدة الثمينة كيف لو زدت كتاب كذا وكتاب كذا وشجعته على المواصلة. شاهد القول ان الاربعين والله مباركة ونافعة وكل من يوفق للاستقامة لا يعطى في البداية قائمة كتب ومراجع والى اخره وانما مثل ما قال عليه الصلاة والسلام يسروا ولا تعسروا يقال الامر سهل جدا يوجد كتاب واحد الاربعين هذا اذا حفظته فيه خير وبركة وله فائدة عظيمة والى اخره ويشجع عليه يحس ان الامر هين جدا في عمل باتقان في في حفظ هذا الشيء القليل بخلاف اذا جمع لها اشياء كثيرة تستثمرها نفسه ويترك كل ذلك فالشاهد ان قوله يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا هذه قاعدة عظيمة ومهمة في باب الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وتراعى مع في دعوة الكافر وايضا دعوة العصاة نعم. قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين عن معاوية رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وانما انا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الامة قائمة على امر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي امر الله هذه الترجمة باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين اخذها الامام البخاري رحمه الله من لفظ الحديث الذي ساقه حديث معاوية آآ رظي الله عنه وارضاه قال عن معاوية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وانما انا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الامة قائمة على امر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي امر الله فالحديث ثلاث جمل كل جملة اشتملت على بيان امر عظيم الاول ان من ييسر الله سبحانه وتعالى له سبيل الفقه فالدين فقد اراد به خيرا والثانية ان الله سبحانه وتعالى وحده هو المعطي وبيده المن والعطاء لا شريك له والفضل فظله والمنه منه جل في علاه والثالثة ان الخير باقي ولا يزال باقيا الى قيام آآ الساعة فهذه ثلاث جمل عظيمة مترابطة ومعانيها متلازمة جمعها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم الجملة الاولى وهي موضع الشاهد للترجمة من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فيه ان من وفق لطلب العلم ورزق سلوك سبيله فهذا من ارادة الله الخير به لماذا لان الخير لا ينال الا بالعلم الخير لا ينال الا بالعلم ولا يهتدى اليه الا بالعلم فالعلم مقدم وبه يبدأ ولا يمكن ان يصل الى الخير الا من خلال العلم ولهذا قال في الحديث الاخر عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة فالخير الخير والاعمال النافعة والطاعات الزاكية والقربات كلها لا سبيل الى العلم آآ الى الوصول اليها الا بالعلم فالعلم اساس للخير لا حصول للخير ولا وجود للخير الا به ولهذا يقول حافظ ابن حجر بفتح الباري قال في ذلك بيان ظاهر لفظل العلماء على سائر الناس ولفضل التفقه في الدين على سائر الام على سائر العلوم فقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. اي يتفقه في الدين. اما كونه يحصل علوما اخرى فتلك العلوم ليست هي التي اشيد باهلها واثني على اهلها في في هذا الحديث وانما الاشادة هنا والثناء بمن اكرمه الله ومن عليه بالتفقه في دين الله وان ذلك من ارادة الله سبحانه وتعالى الخير به قال اهل العلم رحمهم الله مفهوم المخالفة مفهوم المخالفة لهذا الحديث ان من اعرض عن العلم ولم يقبل عليه ولم يحرص عليه. هذا من امارات عدم ارادة الخير به هذا من من امارات عدم ارادة الخير به لانه اذا اراد الله او من اراد الله به خيرا فقهه في الدين اذا من لم يتفقه في الدين فهذا من امارات عدم ارادة الخير به عياذا بالله من ذلك ولهذا كل احد يحب لنفسه الخير ليعلم ان الخير مرتبط بالفقه في الدين. معنى ذلك ان المسلم ينبغي ان يكون له حظ من الفقه في الدين في كل يوم ولو قدرا يسيرا يجعل جزءا من من من كل يوم يكرمه الله سبحانه وتعالى ببلوغه ان يكون له حظ وقدر من العلم وان كان قليلا ومما يؤكد هذا المعنى ان نبينا عليه الصلاة والسلام كان كل يوم كما في حديث ام سلمة كان كل يوم بعد ان يصلي الصبح يقول اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا والحديث جمع اهداف المسلم في يومه فمن جملة اهدافه المطلوبة منه في كل يوم ان يحصل علما نافعا لا ان يصبح بخير وصحة وعافية ثم تغرب شمس ذلك اليوم دون ان يحصل علما هذا من الخسران وفي زماننا هذا تيسرت الامور وتيسرت الوسائل تيسرا عظيما فينبغي للعبد ان يحرص على التفقه في الدين وان يكون له حظ يومي منه وان قل يبلغ به رضوان الله سبحانه وتعالى ويفوز به بثوابه جل وعلا قال وانما انا قاسم والله يعطي وانما انا قاسم والله يعطي وهذا فيه ان المعطي المانع الخافض الرافع هو الله سبحانه وتعالى وهذا يفيدنا في بابنا باب الفقه في الدين ان العلم هبة ربانية ومنا الهية يوفق اليها سبحانه وتعالى من شاء من عباده وفي القرآن وقل ربي زدني علما ومر معنا الدعاء قريبا اللهم اني اسألك علما نافعا كان يقول ذلك كل يوم اذا اصبح العلم هبة ربانية ومنة الهية وهو من الله سبحانه وتعالى وعطاءه. ولهذا ينبغي على العبد مع بذله للسبب الذي دل عليه اول الحديث ان يدعو الله دائما ان يفقهه وان يعلمه وان يعطيه العلم وان يجعله من اهله وان آآ يرزقه الفهم قال ولن تزال هذه الامة قائمة على امر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي امر الله. هذا ايضا يداوي امرا قد يقع في النفوس بعض الناس قد يصاب باحباط بكثرة الفتن التي في بلده او في زمانه او في مكانه فيصاب باحباط لا تقبل نفسه على خير ولا على علم وعلى ولا على فهم الى غير ذلك. وهذا من الخطأ لان باقي يقول عليه الصلاة والسلام ولا يزال له وجود مهما كانت الفتن ومهما كانت المصائب ومهما كانت العظائم الخير باق الى قيام الساعة فهذا مما يبعث في النفس الامل ايضا الاقبال على الخير وعلى اهله وتتبع اماكنه ومواضعه والازدياد منه يقول عليه الصلاة والسلام ولن تزال هذه الامة والمراد هذه الامة اي طائفة كما في الرواية الاخرى قائمة على امر الله قائمة على امر الله اي على هديه ودينه الذي شرعه وبعث به رسوله عليه الصلاة والسلام لا يظره من خالفهم حتى يأتي امر الله حتى يأتي امر الله والمراد بامر الله هنا الريح التي اه يبعثها الله في اخر الزمان فتقبض رح كل مؤمن ومؤمنة فلا يبقى بعد ذلكم الا شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله باب الفهم في العلم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاوتي بجمار فقال ان من شجرة وذكر الحديث وزاد في هذه الرواية فاذا انا اصغر القوم فسكبت هذا الباب عقده الامام البخاري رحمه الله بعنوان باب الفهم في العلم لبيان فضل ذلك لبيان فضل ذلك والفهم فطنة فطنة نباهة يكرم الله سبحانه وتعالى بها الانسان فبهذه النباهة التي اكرمه الله سبحانه وتعالى يستطيع ان يعرف من القول او الفعل آآ الامر الذي يسأل عنه ولا يفطن الاخرين الاخرين لا يفطنوا لما فطن له ولا يتنبهوا لما تنبه له. ففي هذه الترجمة يتكلم رحمه الله عن الفهم في العلم اي فظله ومكانته والفهم في العلم فطنة يفهم بها صاحبها من الكلام ما يقترن به من قول او فعل ما يقترن به من قول او فعل ينظر في الكلام الذي سئل عنه وينظر فيما يقترن به من قول او فعل ويكون عنده فطنة فينتبه آآ السؤال ولهذا بعض الاسئلة التي تطرح تجد من يجيب عليها يقولون ما شاء الله عنده فطنة عنده فطنة انتبه ولم ننتبه آآ يعني يكون عنده من التأمل والدقة والمقارنة السريعة الى ان يصل الى ذلك بما اتاه الله سبحانه وتعالى من فطنة والفطنة هذه والفهم ليست اه اه لكل احد وانما ييسر الله سبحانه وتعالى من ذلك اه ما شاء لعباده اورد مثالا لذلك آآ قصة ابن عمر وقد مرت معنا قالت كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاوتي بجمار نخلة جمار النخلة قلبها وهو لونها ابيظ وهو حلو الطعن جميل المذاق غالبا آآ اه اذا يعني اه اه استوصلت جثة النخلة ولم يستفد منها يؤخذ الجمار الذي في اه داخل النخلة ويؤكل وهو طعمه حلو ومذاقه جميل فاوتي عليه الصلاة والسلام بجمار نخلة واكل منه والصحابة رضي الله عنهم حول جلوس ثم وضع عنده وقال اخبروني عن شجرة لا يتساقط ورقها ولا ولا ذكر من اوصافها جعلها الله مثلا للمؤمن مشيرا الى قوله تعالى الم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء قال جعلها الله مثلا للمؤمن فخاض الصحابة في شجر البوادي مع ان النبي صلى الله عليه وسلم اكل من جمار النخلة وضعها امامه ثم سأل هذا السؤال فخاضوا في شجر البوادي حتى اه في في تمام الحديث سكتوا فقال هي النخلة عليه الصلاة والسلام قال هي النخلة يقول اه الزبيدي رحمه الله وفي هذه الرواية زيادة فاذا انا اصغر القوم فسكت الحديث سبق ان مر لكن فيه هذه الزيادة ان انه علم انه النخلة وفهم ان النخلة لكنه سكت لانه اصغر القوم القوم من باب الادب ولا سيما مع اه ابيه وابي بكر رضي الله عنهما ولهذا لما قال له والده كما جاء في بعض الروايات ما منعك ان تقول هي النخلة قال مكانك ومكان ابي بكر مكانك ومكان ابي بكر اي راعى الادب واستشعر وجود والده وابو بكر فلم يقل شيئا فقال له والده لان كنت قلت ان النخل احب الي من كذا وكذا احب الي من كذا وكذا لانه كان ميدان منافسة في الفهم بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام ولم يصل احدا الشيء الذي اراده صلوات الله وسلامه عليه الا ابن عمر وقع في نفسه كما اخبر انها اه النخلة فهذا اتى به شاهدا رحمه الله لقضية الفهم نعم قال رحمه الله تعالى عن عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ورجل اتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها. هذا الحديث اورده الامام البخاري رحمه الله تحت باب ارتباط في العلم والحكمة الارتباط العلم والحكمة اي ان العلم والحكمة ومن يؤتى العلم والحكمة فانه يغبط والغبطة في هذا والمراد بالغبطة والاغتباط ان يتمنى الانسان لنفسه مثل ما للغير يتمنى ان يكون عنده مثل ما عند الغير دون ان يتمنى زوال ذلك عن الغير ان تمنى زوال ذلك عن اخيه الغير فهذا يسمى حسد وهو مذموم لكن الغبطة هي ان يتمنى الانسان لنفسه ان يكون له مثل ماء للغير من الخير ان كان علما آآ يعلمه او ما لم ينفق منه في سبيل الله فالغبطة في ذلك اورد رحمه الله تحت هذه الترجمة هذا الحديث عن ابن مسعود قال قال النبي عليه الصلاة والسلام لا حسد الا في اثنتين والمراد بالحسد في الحديث اي الغبطة المراد بالحسد هنا اي الغبطة والمعنى لا حسد الا في اثنتين اي لا غبطة الا في اثنتين والغبطة هي ان يتمنى العبد ان يكون له مثل مال الغير من خير دون ان يتمنى زوال الخير عنه فهذه غبطة محمودة ومطلوبة واذا صدق فيها يؤجر اجرا عظيما يؤجر اجرا عظيما كما في حديث ابي كبشة الانماري رضي الله عنه وهو في المسند وجامع الترمذي وسنن ابن ماجة وغيرها بسند ثابت ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اه انما الدنيا لاربع ببعض الفاظه قال انما الدنيا اه لاربع ووضح حال الناس في هذه اه الدنيا وانهم ينقسمون الى اربعة اقسام قسمة عجيبة جدا في مسألة العلم والمال قال رجل اتاه الله مالا وعلما فهو ينفق من ماله بحق ينفق من ماله بحق بحقه اي بما اتاه الله سبحانه وتعالى من علم لانه بالعلم يعرف الحلال ويعرف الحرام ويعرف البيوع المحرمة يعرف المعاملات المحرمة ويعرف الحقوق الواجبة فيصل الرحم ويؤدي الزكاة الواجبة ويتصدق وو الى اخره لان عنده مال وعنده علم بدين الله سبحانه وتعالى وشرعه هذا الاول والرجل الثاني قال اتاه الله علما ولم يؤته مالا ولم يؤته مالا فقال لو كان لي من المال مثل فلان لعملت مثل عمله لانه يشترك معه في ماذا في العلم ولكن ليس عنده مال قال لو كان عندي من المال مثل فلان لعملت مثل عمله ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام قال هم في الاجر سواء هم في الاجر سواء اجر هذا واجر هذا واحد قال هم في الاجر سواء وهذا فظل الله سبحانه وتعالى اذا كان الانسان عنده علم ورأى شخصا عنده مال وثراء وينفق هي من من هذا المال زكاة وحقوقا ويعامل معاملات صحيحة وبما اتاه الله من علم تمنى ان يكون عنده مثل ما له لينفق مثل نفقته يكون مثله في الاجر قال هما في الاجر سواء قال والرجل الثالث اتاه الله مالا ولم يؤتي علما اتاه الله مالا ولم يتع فهو يخبط في ما لله سبحانه وتعالى بغير حق هذا الثالث. والرابع لم يؤته مالا ولا علما ويقول لو كان عندي مثل فلان من المال لفعلت مثل فعله. قال فهما في الوزر سواء قال فهما في الوزر سواء فالناس احد هؤلاء الاربعة احد هؤلاء اه الاربعة في هذا الجمع الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حديث ابي كبشة الانماري رضي الله عنه الشاهد ان الغبطة في آآ في العلم الذي صاحبه آآ يعمل به ويعلمه الناس وكذلك المال الذي ينفق صاحبه منه في سبيل الله ويؤدي الحقوق الغبطة في ذلك محمودة واذا صدق الانسان في ذلك دخل ذلك في ميزان حسناته وكان اجره كاجر آآ ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى قال لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله مالا فسلط على هلكته. وفي بعض نسخ الصحيح ورواياته فسلطه على هلك في الحق لاحظ التعبير فسلطه في لفظ سلطة سلطه على هلكته لان المال اما ان يكون سلطة على صاحبه فيبخل ويشح ويقتر ويكون المال هو المتسلط او يكون السلطة لصاحب المال فسلطه على هلكته بالحق فينفق ويعطي بسخاء وكرم وبذل تسلطه على هلكته في الحق والرجل الاخر اتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها من الله عليه بالفهم والبصيرة والفقه في دين الله سبحانه وتعالى فهو يعلم الناس ذلك ففي هذين الامرين تكون الغبطة تكون الغبطة وعرفنا معنى الغبطة ان يتمنى العبد لنفسه اه مثلما للغير من خير او علم او نحو ذلك. نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم علمه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اللهم علمه الكتاب هذه الترجمة قال رحمه الله باب قول النبي عليه الصلاة والسلام اللهم علمه الكتاب فيها التنبيه على مكانة الدعاء واهميته في طلب العلم سواء دعاء الانسان لنفسه اللهم علمني الكتاب اللهم فقهني في الدين اللهم زدني علما الى غير ذلك او دعاءه لغيره من ابناءه او اولاده او نحو ذلك فهذا امر مهم جدا لان العلم كما تقدم هبة ومنة وتوفيق من الله سبحانه وتعالى فمقام الدعاء مقام عظيم ومكانته مكانة عظيمة جدا وينبغي ان يعتني بها المسلم عناية عظيمة ولهذا اورد الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة قال باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم علمه الكتاب علمه الكتاب للقرآن فهما وفقها اه تدبرا واستنباطا دعا له النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الدعوة آآ العظيمة قال ابن عباس ظمني رسول الله وهذا الظم ظم شفقة ورحمة وعطف ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اللهم علمه الكتاب اللهم علمه الكتاب كان رظي الله عنه حبر الامة فقها وفهما كتاب الله سبحانه وتعالى وآآ فهما لايات القرآن مجاهد يقول قرأت القرآن كله على ابن عباس اية اية اقفه عند كل اية واسأله عن معناها اقف عند كل اية واسأله معناها واثر عنه انه قال في قوله تعالى والراسخون في العلم قال انا منهم متحدثا بنعمة الله سبحانه وتعالى اه اه وذكر انه ما من اية اه من ايات القرآن الكريم الا وعنده فيها فقه وعلم فالدعاء له مكانة عظيمة مكانة عظيمة ومنزلة علية وينبغي على المسلم ان يعتني به ويختم هذا المجلس بالدعاء نسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واجعل ما اتعلموا حجة لنا لا علينا اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب. فاللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا في جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين