الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اما بعد فهذا مجلس من مجالس الذكر ومجلس من مجالس العلم قد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته بان لله ملائكة سيارة تلتمس مجالس الذكر فاذا وجدوا مجلس ذكر قالوا الم الى حاجتكم وفي اخر الحديث ان الله عز وجل يقول للملائكة اشهدكم اني قد غفرت لهم فتقول الملائكة يا ربي ان فيهم فلانا ليس منهم. وانما اتى لحاجة وجلس فيقول الله هم القوم لا يشقى بهم جليس مجالس الذكر يتعرض فيها من يجلس فيها يتعرض لمغفرة الله عز وجل ويتعرض لنفحاته والملائكة تحفها وتغشاها السكينة والرحمة ومجالس الذكر تشمل مجالس العبادة ومجالس العلم كما ذكر ذلك العلماء ايها الاخوة والحديث في هذه المحاضرة عن عبادة عظيمة يغفل عنها كثير من الناس هذه العبادة لو عني المسلم بها لكان لذلك اعظم الاثر على ثباته بل وعلى زيادة ايمانه وقوة يقينه عبادة التفكر في عظمة الله عز وجل وعظيم خلق الله سبحانه وبديع اياته هذه العبادة اثنى الله عز وجل على المتصفين بها بل اخبر بان المتصفين بها هم اولو الالباب اي اصحاب العقول الرشيدة السليمة وهذا من اعظم ما يكون من الثناء والتزكية لهم وانه لا يحقق هذه العبادة عبادة التفكر الا اولو الالباب يقول ربنا عز وجل ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك سبحانك فقنا عذاب النار فذكر الله عز وجل من صفات اولي الالباب ذكر لهم وصفين الوصف الاول كثرة الذكر لله سبحانه على جنوبهم يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. الوصف الثاني التفكر التفكر في خلق الله عز وجل ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا فانت ربنا احكم الحاكمين ما خلقت السماوات والارض وما وما فيها من دابة باطلا سبحانك فقنا عذاب النار وذم الله عز وجل ذم من لا يتفكر ويستخدم جوارحه للوصول الى الحق وتمييز الحق من الباطل وقال عز وجل ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها. اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون فدل هذا على ان صفة التفكر في عظمة الله عز وجل وبديع صنعته واياته انها من المؤمنين الصادقين اولي الالباب فينبغي للمسلم ان يحرص على تحقيق هذه العبادة وان يعنى بها عناية كبيرة فان ذلك يزيد الايمان ويرسخ اليقين ويجلب الخشية لله عز وجل ولهذا قال سبحانه انما يخشى الله من عباده العلماء لماذا؟ لماذا انما يخشى الله من عباده العلماء لانهم عندهم علم بعظمة الله عز وجل ولذلك فهم يخشون الله تعالى اكثر من غيرهم وهم الذين يتفكرون في خلق الله عز وجل وبديع صنعته وعجائب اياته وقد كان السلف الصالح على جانب عظيم من هذا الامر فكانوا يتفكرون في خلق الله ويتدبرون اياته يقول احدهم ما طالت فكرة امرئ الا فهم ولا فهم الا علم ولا علم الا عمل ويقول اخر لو تفكر الناس في عظمة الله لما عصوه وسالقي جوانب يسيرة لبعض مظاهر عظمة الله عز وجل والا فالامر اوسع بكثير من ذلك والحديث عن هذا الموضوع يطول لكنني فقط القي الماحة يسيرة على بعض الجوانب بعظمة الله عز وجل وعظيم صنعه وبديع اياته فاذا نظر العبد الى ما خلق الله عز وجل في هذا الكون من المخلوقات العظيمة والايات الكبيرة ففي كل شيء له اية تدل على انه واحد ونبدأ اولا بما يذكره الله تعالى كثيرا في القرآن ويدعو للتأمل فيه والتفكر فيه وهو خلق السماوات والارض ولهذا ذكر الله تعالى هذا الامر من صفات اولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض فاذا نظر الانسان الى هذه السماء وهي سبع سماوات كما دلت لذلك النصوص اذا نظر الى السماء في حسنها وارتفاعها وعظمتها وكمالها عرف تمام قدرة الله سبحانه اانتم اشد خلقا ام السماء بناها رفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج والسماء بنيناها بايد يعني بقوة. وانا لموسعون الايدي هنا غير غير اليد الواردة في النصوص الاخرى التي يثبتها اهل السنة والجماعة لكن الايد هنا كما قال المفسرون معناها بقوة والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون اخرج ابو داوود عن العباس ابن عبد المطلب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هل تدرون كم بين السماء والارض قلنا الله ورسوله اعلم. قال بينهما خمسمائة عام وبين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام. وكثف اي سمك كل سماء خمسمائة عام وبين السماء السابعة والعرش بحر بين اسفله واعلاه كما بين السماء والارض والله فوق والله فوق ذلك وليس يخفى عليه شيء من اعمال بني ادم ثم قبل قبل العرش الكرسي والكرسي كما صح عن ابن عباس هو موضع قدمي الرب عز وجل والسماوات والارض بالنسبة للكرسي كحلقة القيت في فلاة من الارض والكرسي بالنسبة للعرش كحلقة القيت في فلاة من الارض سبحان الله انظر الى الى عظمة الله عز وجل سبع سماوات شداد عظيمة الخلق محكمة البناء لا ترى فيها فطورا ولا ترى فيها تشققات ولا ترى فيها ادنى خلل ولهذا يقول سبحانه الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير ومن اياته هذه الارظ العظيمة التي نعيش عليها وما جعل الله تعالى فيها من الرواسي والاقوات والخلق الذي لا يحصيه الا الله تعالى فانظروا كيف مهدها الله عز وجل وسلك لنا فيها سبلا وجعل فيها رواسي وبارك فيها من فوقها وقدر فيها اقواتها. وذللها لعباده جعل هذه الارض ذلولا يمشون عليها ويأكلون من رزقها وجعل هذه الارض قارة لا تضطرب ولا تتزلزل باذن الله سبحانه وفي الارظ ايات للموقنين الله الذي جعل لكم الارض قرارا والسماء بناء وانظروا ايها الاخوة كيف ان الارض لما تزلزلت ثوان معدودة ثواني لم تصل الدقيقة انظروا الى اثارها المدمرة في في بعض بلاد الشام وتركيا خلفت هذا الدمار الشامل العظيم الهائل واكثر من عشرين الف قتيل مع ان تحركها وتزازلها انما هو ثوان معدودة فقط فسبحان من ثبتها وجعلها قرارا جل وعلا ثمان هذه الارض على عظمتها هي كوكب صغير المجموعة الشمسية والمجموعة الشمسية جزء يسير بمجرة درب التبانة التي تنتمي لها هذه المجموعة وفي الكون من المجرات مليارات المجرات مليارات المجرات تسبح في هذا الكون وكل في فلك يسبح سبحان الله انظر الى حجم الانسان بهذا الكون صغير جدا ما حجم الانسان في الارض وما حجم الارض في المجموعة الشمسية؟ وما حجم المجموعة الشمسية؟ في مجرة درب التبان التي التي هي مجرتنا وما حجم هذه المجرة في هذا الكون العظيم الفسيح؟ الذي فيه بلايين المجرات وسبحان من خلقها وابدعها واتقن صنعها جل وعلا هذه السماوات على عظمتها وهذه الارضين على عظمتها خلقها الله عز وجل وما بينها في ستة ايام ابتدأ خلق الارض كما في سورة فصلت ابتدأ خلق الارض في يومين وجعل فيها رواسيا من فوقها وهيأها لما تصلح لما يصلح له من الاقوات في يومين اخرين فتلك اربعة ايام ثم استوى الى السماء وهي دخان فسواهن سبع سماوات فاصبحت ستة ايام مع انه سبحانه لو اراد لخلق السماوات والارض بقوله كن فيكون لكنه سبحانه حكيم انما يقدر الامور باسبابها والا لو شاء الله عز وجل لاذهب هذا الكون كله كلمة كن واتى بكون جديد بكلمة كن قل فمن يملك من الله شيئا ان اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وامه ومن في الارض جميعا انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون جل وعلا سئل احد الاعراض ما الدليل على وجود الله قال سبحان الله البعرة تدل على البعير واثر الاقدام يدل على المسير فسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج وبحار ذات امواج. الا يدل ذلك على اللطيف الخبير وذكر عن الامام ابي حنيفة رحمه الله ان بعض الزنادقة سألوه عن وجود الخالق فقال دعوني فاني مفكر في امر قد اخبرت عنه قد اخبرت بان سفينة في البحر مملوءة بانواع من المتاجر وليس بها احد يحرسها ولا يسوقها. وهي مع ذلك تذهب وتجيء وتسير بنفسها وتخترق الامواج العظام حتى تخلص منها وتسير حيث شاءت بنفسها من غير ان يسوقها احد قالوا هذا كلام لا يقوله عاقل هل يعقل ان سفينة تفعل ذلك بنفسها قال سبحان الله ويحكم هذه الموجودات بما فيها من العالم العلوي والسفلي وما اشتمل عليه من الاشياء المحكمة ليس لها ليس لها صانع فبهت القوم ورجعوا للحق ويقال انهم اسلموا على يديه بقوة حجته واي ملحد تستطيع ان تبطل الحاده بقضية الخلق الخلق قضية الخلق لا احد يستطيع ان ينكرها تقول من الذي خلقك هل انت خلقت نفسك؟ سيقول قطعا لا لو خلق نفسه اختار وجها غير هذا الوجه وعينيه غير هاتي العينين وانف غير هذا الانف اختار خلقا اخر اذا ما خلق نفسه. طيب من الذي خلقك تنظر من حولك تجد بشرة مثلك لم يخلقوا انفسهم كيف يخلقون غيرهم تنظر فتجد جمادات جبالا واشجارا وانهارا وحيوانات لا عقل لها ولا يمنح العقل من لا عقل له فلا بد اذا من خالق ولابد لهذا الخالق الذي خلقك وخلق كل شيء لابد ان يخبر عن نفسه وما في احد اخبر عن نفسه انه خلق هذا الكون كله الا الله عز وجل هل في احد ادعى انه خلق هذا الكون غير الله لا يوجد لانه لو اتى احد وادعى قضية الخلق ادنى يعني ربما يأتيه طفل ويبهته اذا كنت تدعي انك تخلو اخلق لنا الان ننظر لا يستطيع لا يجرؤ احد ان يدعي قضية الخلق ولذلك فان دعاوى هؤلاء الملاحدة دعاوى ضعيفة مهلهلة تستطيع ان تنقضها في الحال بقضية الخلق ما يستطيع يقف حائرا ولذلك كان الكفار في الامم السابقة ما احد منهم استطاع ان يجرؤ على انكار قضية الخلق ولئن سألتم من خلقهم ليقولن الله. ولئن سألتم من خلق السماوات والارض ليقولن الله كل الامم السابقة ما في احد جرأ على انكار وجود الله وانكار قضية الخلق لكن كان كانت المشكلة عندهم ان عندهم انحرافا في العقيدة فارسل الله الرسل لتصحيح هذا الانحراف وهذا يدل على اهمية توحيد واهمية العناية بالعقيدة فان الله انزل الكتب وارسل الرسل لاجل تحقيق التوحيد واخلاص الدين لله عز وجل ايضا من ايات الله سبحانه التي تستدعي من المسلم التفكر والتأمل ما بث الله تعالى في السماوات والارض من دابة ففي السماء ملائكة لا يحصيهم الا الله عز وجل يقول عليه الصلاة والسلام اطت السماء وحق لها ان تعظ ما من موضع اربع اصابع الا وعليه ملك واظع جبهته لله ساجد او قائما سبحان الله ويقول عليه الصلاة والسلام لما ذكر البيت المعمور الذي اقسم الله به والبيت المعمور قال ان البيت المعمور فوق السماء السابعة يطوف به كل يوم سبعون الفا من الملائكة ثم لا يعودون اليه الى يوم القيامة كل يوم سبعون الف يطوفون بالبيت المعمور ولا يعودون اليه مرة اخرى فكم عددهم ويخبر عليه الصلاة والسلام وانتبه لهذا الحديث الذي اخرجه ابو داوود بسند صحيح يخبر عليه الصلاة والسلام عن ملك من حملة العرش الثمانية ويحمل عرش ربك فوقه يومئذ ثمانية. فيقول اذن لي ان احدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة سبعمائة سنة ما بين اذنه الى عاتقه اذا كانت هذه عظمة مخلوق فكيف بعظمة الخالق جل وعلا ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته الحقيقية رآه مرتين مرة في الارض ومرة في السماء كما ذكر ربنا ذلك في سورة النجم لما رأى جبريل قال رأيته له ست مئة جناح قد سد الافق فالملائكة خلق عظيم عالم اخر لا يحصيهم الا الله عز وجل واما الارض ففيها من اجناس الدواب وانواعها ما لا يحصى اجناسه فظلا عن انواعه وافراده فانظروا ايها الاخوة كم على هذه الارض من البشر من بني ادم واخر احصائية كانت قبل شهرين للبشر على الارض انهم بلغوا ثمانية مليارات هؤلاء الان الاحياء كم عددهم منذ ان خلق الله ادم الى قيام الساعة يقول عليه الصلاة والسلام لما قال للصحابة اني لارجو ان تكونوا ربع اهل الجنة. قالوا فحمدنا الله وكبرنا. ثم قال اني لارجو ان تكونوا ثلث اهل الجنة قالوا فحمدنا الله وكبرنا ثم قال اني لارجو ان تكون نصف اهل الجنة قالوا فحمدنا الله وكبرنا. قال ما انتم في الامم الا الا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الاسود او كالشعرة السوداء في جلد الثور الابيظ نسبة هذه الامة في الامم كنسبة شعرة الى جلد ثوب سبحان الله نسبة قليلة شعر في جلد ثور كم كم نسبتها كم تعطيها من من مئة وهذا يدل على كثرة البشر اذا كانت هذه الامة منذ من نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الى قيام الساعة ومع ذلك نسبتهم في البشرية كنسبة شعرة الى جلد ثوب اذا كم عدد البشر اعداد عظيمة وهائلة فسبحان من خلقهم واحصاهم واعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا هذا يا اخواني يدل على عظمة الخالق جل وعلا وعلى طلاقة القدرة فهو على كل شيء قدير اذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون ومن اياته خلق السماوات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لايات للعالمين فهؤلاء الان البشر بهذه الاعداد العظيمة السنتهم مختلفة والوانهم مختلفة فلا تجد شخصين متشابهين من جميع الوجوه قال ابن كثير قال حازم ابن كثير رحمه الله فجميع اهل الارض بل اهل الدنيا منذ ان خلق الله ادم الى قيام الساعة كل له عينان وحاجبان وانف وجبين وفم وخدان وليس يشبه واحد منهم الاخر بل لا بد ان يفارقه بشيء من السمت او الهيئة او الكلام ظاهرا كان او خفيا يظهر عند التأمل ولو توافق جماعة في صفة من جمال او قبح لابد من فارق بين كل واحد منهم وبين الاخر ثم انظر الى ما على هذه الارض من اصناف الحيوانات التي لا يحصيها الا الله عز وجل كم على اليابسة فقط من اصناف الحيوانات وهي انما تعاد تقريبا الثلث وكم في هذه البحار والمحيطات من الحيوانات وهي مع ذلك مختلفة الاجناس والاشكال والاحوال فمنها النافع للعباد الذين يعرفون به كمال نعمة الله عليهم ومنها الضار الذي يعرف به الانسان قدر نفسه وضعفه امام خلق الله عز وجل وهذه الدواب كلها تسبح بحمد الله سبحانه وتشهد بتوحيده وربوبيته تسبح له السماوات السبع والارض وما فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم وكل دابة من هذه الدواب وكل صنف من هذه الحيوانات انما خلق لحكمة بالغة فالله لا يخلق شيئا عبثا وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا. فويل للذين كفروا من النار والاعجب من هذا كله ان الله عز وجل تكفل برزق هذه الدواب كلها جميع هذه الذنوب تكفل الله برزقها التي تعيش في البحر او في البر وما من دابة في الارض الا على الله رزقه لو ذهبت للبرية لو ذهبت للربع الخالي او لاي برية من البراري تجد فيها حشرات وتجد فيها حيوانات وتجد فيها طيورا تقول سبحان الله سبحان من تكفل برزقها تعيش في تلك الصحاري والقفار واحيانا تكون صحاري قاحلة ما فيها شي ومع ذلك تجد فيها حشرات تعيش تجد فيها حيوانات تعيش كفل الله تعالى برزقها وما من دابة في الارظ الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها. كل في كتاب مبين ومن مخلوقات الله تعالى واياته التي تكرر في القرآن الامر بالتفكر فيها هذه الرياح اللطيفة التي يرسلها الله عز وجل فتحمل السحب الثقيلة المحملة بالمياه الكثيرة ويسوق الله تعالى هذا السحاب ثم يؤلف بينه فيجمعه حتى يتراكم كالجبال ويحجب نور الشمس بكثافته وتظلم الارض من سواده وتراكمه ضم بعضه الى بعض سريعا واذا شاء نفرقه فرقه سريعا. فاصبحت السماء صحوا وفي ذلك دلالة على عظمة خالقها وعلى عظمة مصرفها ومدبرها جل وعلا. ولذلك اقسم الله تعالى بها وهو العظيم لا يقسم الا بالعظيم من مخلوقاته فقال والذاريات يعني الرياح والذاريات ذروة. فالحاملات وقر اي السحب التي وقرها من الماء فهذه الرياح وهذه السحب مسخرة بامر الله عز وجل ولنأخذ هذه القصة التي وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. والتي تبين عظيم قدرة الله عز وجل في انشاء السحاب وفي تفريقه جاءه الصحيحين عن انس رضي الله عنه قال اصابت الناس سنة يعني قحط على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ذات يوم على المنبر قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم جمعة على المنبر اذ دخل اعرابي فقال يعني قاطع النبي عليه الصلاة والسلام وهو يخطب هو عليه الصلاة والسلام كريم الخلق توقف واستمع لماذا يقول لاي شيء يقوله هذا الاعرابي قال يا رسول الله يقول الاعرابي يا رسول الله هلكت الاموال وجاع العيال وانقطعت السبل فادعوا الله ان سلام فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه. يقول انس ووالله ما في السماء من قزعة يعني ما في قطعة سحاب الجو كان صحوا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا قال فثار السحاب امثال الجبال. ولم ينزل النبي صلى الله عليه وسلم من من على منبره الا والمطر يتحاذر من لحيته سبحان الله بامر الله عز وجل تكونت هذه الصحف في لحظة وامطرت في لحظة وبقي المطر مستمرا اسبوعا كاملا يقول انس مطرنا يومنا ذلك ومن الغد ومن الغد ومن الغد الى الجمعة الاخرى يعني استمر المطر اربعا وعشرين ساعة ومع ذلك لم ينقل عن النبي عليه الصلاة والسلام انه جمع لاجل المطر مع انه استمر اربعا وعشرين ساعة لمدة اسبوع قال حتى كانت الجمعة الاخرى. والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقام ذلك الاعرابي او غيره. فقال يا رسول وان قاطع النبي عليه الصلاة والسلام الخطبة ايضا. المرة الثانية في الاسبوع الثاني قال يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال وهلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله ان يمسكها عما والنبي صلى الله عليه وسلم اعطاه الله الحكمة ما دعا الله ان يمسكها لان المطر والغيث خير للبلاد والعباد. ولكن قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على كانوا والظراب وبطون الاودية ومنابت الشجر يقول انس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم لا يشير بيده الى ناحية الى السماء الا تقطع السحاب سبحان الله تقطع الزحام وتمزق فما نرى منه شيئا على المدينة واصبح الناس وصحت السماء في لحظة سبحان الله. وسال الوادي شهرا ولم يجيء احد من ناحيته الا حدث بالجوع فنظري العظيم قدرة الله عز وجل كيف ان السحاب تكون في لحظة وامطر الناس في لحظة واستمر المطر الى الجمعة الاخرى؟ ولما قال عليه الصلاة والسلام اللهم حوالين ولا علينا تمزق هذا واصبح الجو صحوا في في لحظة انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا. فترى الودق يخرج من خلاله. فاذا اصاب به من يشاء من عباده اذا هم يستبشرون وان كانوا من قبل ان ينزل عليهم من قبله لمبلسين فانظر الى اثار رحمة الله. كيف يحيي الارض بعد موتها؟ ان ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيء قدير واذا انتقلنا ايها الاخوة الى عالم النبات وجدنا العجب العجاب وقد اشار ربنا سبحانه الى شيء من ذلك في كتابه يقول سبحانه وهو الذي انزل من السماء ماء فاخرج به نبات كل شيء. فاخرجنا منه خضرا. نخرج منه حبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من اعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه. انظروا الى اذا اثمر وينعى ان في ذلكم لايات لقوم يؤمنون ويقول والارض مددناها والقينا فيها رواسيا وانبتنا فيها من كل زوج بهيج. تبصرة وذكرى تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ونزلنا من السماء ماء مباركا فانبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نظير فربنا سبحانه ذكر انواعا من الاشجار والنباتات كي نتفكر ونعتبر ونتبصر تبصرة وذكرى لكل عبد وانظر الى كيف ان الله عز وجل يخلق النباتات المتنوعة تسقى بماء واحد؟ ويخرج به ثمرات مختلفا الوانها من اسفر واحمر وابيض وغير ذلك من الوان الثمار وايضا تتنوع تتنوع طعومها. فطعم هذا يختلف عن طعام هذا يختلف عن طعم هذا وايضا تتنوع روائحها وفي الارض قطع متجاورات وجنات من اعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان. صنوان يعني يجمعه اصل واحد فتفرع منه وغير الصنوال يعني منفردة وهذا هو الغالب على الاشجار والنخيل انها منفردة يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل ان في ذلك لايات لقوم يعقلون سبحان الله اشجار النخيل تسقى بماء واحد ويفظل الله بعظه على بعظه في الاكل ولذلك تتفاوت اقيامها مع انها تسقى بماء واحد وبذرت ببذرة واحدة ومع ذلك تختلف تختلف في في طعومها تختلف في الوانها تختلف في روائحها تختلف في اشكالها يختلف في كل شيء وهي قد بذرت ببذرة واحدة واسقيت بماء من ماء واحد يسقى من ماء واحد ونفضل يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل يقول الامام الشافعي رحمه الله يقول هذا ورق التوت طعمه واحد تأكله الدود يعني دود القز فيخرج لابليس يعني الحرير مقصود الحرير الطبيعي لان الحرير الطبيعي يخرج من دود القز وتأكله النحل فيخرج منه العسل وتأكله الشاة والبعير والانعام فتلقيه بعرا وروثا وتأكله الظباء فيخرج منه منه المسك. وهو شيء واحد سبحان الله هذا يدل على عظيم قدرة الله سبحانه. تأمل في نبات الارض وانظر الى اثار ما صنع المليك عيون من لجين شاخصات باحداق هي الذهب السبيك على كتب الزبرجد شاهدات بان الله ليس له شريكه ثم اذا انتقلنا ايها الاخوة الى خلق الانسان نجد العجب العجاب وفي انفسكم افلا تبصرون خلق الانسان نفسه فيه ايات وفيه عجائب فاذا نظر الانسان الى نفسه ومبدأه ومنتهاه وانه خلق من ماء مهين من نطفة من ماء مهين والاطباء يقولون ان الانسان لا يكون قادر على الانجاب باذن الله الا اذا بلغت الحيوانات المنوية اكثر من عشرين مليون يعني الحد الادنى عشرين مليون ويخلق الانسان من حيوان منوي واحد فقط من هذه العين. يعني العشرين مليون على الاقل الحد الادنى حيوان منوي واحد يلقح البويضة وباذن الله عز وجل يخلق الانسان من ذلك واصله من الطيب اصله من تراب فانظر الى هذه النقلة البعيدة ما بين اصل الخلقة التراب ثم من من نطفة من ماء مهين ثم اذا به خصيم يخاصم ربه ويعترظ على ربه او لم يرى الانسان انا خلقناه من نطفة فاذا هو خصيم مبين خلق من نطفة من ماء مهين كون منه اللحم والعظام والعروق والاعصاب. واوحيضت هذه الاشياء بجلد متين وجعل في ثلاث مئة وستون مفصلا ما بين كبير وصغير وثخين ورقيق. وجعل في جسمه ابواب متعددة. بابان للسمع وبابان البصر وبابان للشم وبابان للطعام والشراب والنفس وبابان لخروج الفضلات المؤذية وقد عجز الطب الحديث بالاته الدقيقة واجهزته المتطورة عن الاحاطة بخلق هذا الانسان وقد امر الله عز وجل في قرآنه العظيم بان يتأمل الانسان في عظمة خلقه فقال سبحانه وفي انفسكم افلا تبصرون؟ وقال الم نخلقكم من ماء مهيب؟ مهين يعني حقير يراق يخلق منه الانسان فجعلناه في قرار مكين الذي هو الرحم الى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون. ويقول جل وعلا اولم يرى الانسان انا خلقناه من نطفة فاذا هو خصيم مبين ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة. فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم نشأناه خلقا اخر فتبارك الله احسن الخالقين انظر في مبتدأ خلق الانسان من هذه القطرة من ماء مهين ضعيف مستقذر لو مرت بها ساعة من الزمان فسدت وانتنت كيف استخرجها رب الارباب العليم من بين الصلب والترائب من قادة لقدرته مطيعة لمشيئته مذللة القياد على بطرقها واختلاف مجاريها الى ان ساقها الى مستقرها فجعلها في قرار مكين. لا يناله هواء فيفسده ولا برد ولا عارض يصل اليه ولا افة تتسلق عليه. ثم قلب تلك النطفة ثم قلب تلك النطفة البيضاء الى علقة حمراء ثم جعلها مضغة لحم مخالفة للعلقة في لونها وحقيقتها وشكلها. ثم جعلها عظاما مجردة لا كسوة عليها وانظر كيف قسم تلك الاجزاء المتساوية الى الاعصاب والعظام والعروق والاوتار. وكيف ربط بعضها ببعض باقوى رباط واشده ثم كسا كساها لحما ركبه على تلك العظام وجعله وعاء لها وركب الاعضاء الباطنة من القلب والمعدة والكبد والطحال والرئة والمثانة والامعاء وبقية اجهزة الجسم كل واحد منها له قدر يخصه. ومنفعة تخصه ثم انظر الى في تركيب العظام قواما للبدن وعمادا لها قدرها خالقها وبارئها باشكال متباينة فمنها الصغير والكبير والطويل والقصير والمنحني والمستدق والعريض والمصمت والمجوف انظر الى هذه العظام في الانسان بهذه الاشكال المتنوعة المتباينة كيف خلق الله هذه العظام؟ وكيف ركب بعضها الى بعض؟ وجعل بينها مفاصل حتى تتيسر حركتها وتأمل في كيفية خلق الرأس وما فيه من العظام حتى قيل انها خمسة وخمسون عظما. مختلفة الاشكال والمقادير والمنافع. وكيف ركب الله عز وجل هذا الرأس على البدن وجعله عاليا وجعل فيه خمس حواس. وجعل في الات الادراك من السمع والبصر والشم والذوق واللمس وجعل فيه العينين وحسن شكل العينين وهيئتها. وجمل العينين بالاجفان وجعلهما غطاء لها وسترا وحفظا وانظر الى عجيب صنع الله تعالى في العينين شحمة يبصر بها الانسان سبحان الله شحمة يبصر بها الانسان. لم يستطع الطب الحديث ان يحيط باسرارها وعجائبها اطباء العيون يتخصصون في في تخصصات جزئية دقيقة في العين فهذا طبيب متخصص في الشبكية وذاك طبيب متخصص في القرنية وذاك طبيب متخصص في جزء اخر من اجزاء العين ومع ذلك الطبيب المتخصص لا يحيط بكل شيء في تخصصه وهي عين عين ومع ذلك اطباء متخصصون يتخصص كل طبيب في جزئية من العين. ومع ذلك لا يحيط بكل شيء سبحان الله وانظر الى الاذن وعجيب صنع الله تعالى لها. فقد خلقها الله احسن خلقة وجعلها مجوفة لتجمع الصوت فتؤديه الى الصباخ ومن العجيب ان الله تعالى جعل ماء الاذن مرا شديد المرارة. وماء العينين مالحا شديد الملوحة. وماء الفم عذبا ثلاثة مياه في الرأس احدها مر شديد المرارة والاخر مالح شديد ملوحة والثالث عذب اما ماء الاذن فجعله الله في غاية المرارة حتى لا يجاوز الاذن الهوام. والحشرات ولا يدخله وتدفعه الى غير ذلك من الاسرار وجعل ماء العينين مالحا شديد الملوحة ليحفظها لانها شحمة قابلة للفساد. فكانت الحكمة تقتضي ان يكون ماء العينين مالحا حفظا لها وصيانة وجعل ماء الفم عذبا حلوا حتى يدرك به طعوم الاشياء على ما هي عليه فتبارك الله احسن الخالقين وشق عز وجل للانسان الفم في احسن موضع واليقه واودع فيه من المنافع والات الذوق والكلام والات الطحن والقطع ما يبهر العقول فاودعه اللسان الذي هو احد اياته الدالة عليه وجعله ترجمانا لملك الاعضاء القلب مبينا لما يريد كما جعل الاذن رسولا مبلغا اليه ثم زين سبحانه هذا الفم باسنان التي هي جمال له وزينة وبها قوام العبد وغذاؤه. وجعل بعضها ارحاء للطحن وجعل بعضها الة للقطع واحاط سبحانه على ذلك حائطين واودعهم من المنافع والحكم ما اودعهما واحاط حائطين على الاسنان وهما الشفتان وخلق للانسان يديه هما الة العبد وسلاحه وجعل فيهما الاصابع الخمسة وقسم كل اصبع الى ثلاثة انامل والابهام الى اثنتين وركب الاظفار ركب الاظفار على رؤوس الاصابع زينة لها وعمادا ووقاية حتى يلتقط الانسان بها الاشياء الدقيقة التي لا ينالها جسم الاصبع ومن عجائب خلق الله عز وجل في الانسان ما فيه من الامور الباطنة التي لا تشاعب كالقلب والكبد والطحال والرئة والرئة والكلية والامعاء والمثانة وما في بطنه من الالات عجيبة والقوة المتعددة مختلفة المنافع وانظر الى هذه الاجهزة الباطنة في الانسان كيف انها تعمل بغير اختيار الانسان وهذا من رحمة الله تعالى بالانسان فلو ان القلب يخضع عمله لارادة الانسان كيف سينام وكيف سيعمل؟ وهكذا الكبد وهكذا المعدة وهكذا الطحال وهكذا بقية الاعضاء انظر الى الغذاء عندما تأكل طعاما كيف انه يدخل مع الفم وتطحنه في الاسنان تقطع الاسنان هذا الطعام قطعا صغارا وتطحنه ثم بعد ذلك اعين بماء يعجن ثم جعل له مجرا وطريقا الى جانب طريق النفس. ينزل هذا ويصعد هذا فلا يلتقيان. لا يلتقيان مجرى الطعام ومجرى النفس مع كونهما متقاربان غاية القرب ولو التقيا لشرق الانسان ثم جعل له حوايا وطرقا توصل هذا الطعام للمعدة فهي خزانته وموضع اجتماعه ولها بابان باب اعلى يدخل منه الطعام وباب اسفل يخرج منه الطعام والباب الاعلى اوسع من الاسفل فاذا انتهى الهظم من المعدة فان ذلك الباب ينفتح الى انقظاء الدفع. ويحيط بالمعدة من داخلها وخارجها حرارة نارية. لاجل ان ينضج الطعام كما ينضج الطعام في القدر بالنار ويكون الغذاء داخل المعدة من طرق ومجار خارجا منها الى الاعضاء وخارجا الى الاعضاء من طرق ومجال اخرى. هذا وهذا خارج بحكمة احكم الحاكمين والكبد تمتص اشرف ما في ذلك وهو الدم ثم تبعثه الى جميع البدن من عرق واحد ينقسم الى مجار كثيرة. ويوصل الى كل واحد من الشعور والاعصاب والعظام ما يكون به قوامه سبحان الله يأكل الانسان الطعام ولا يدري كيف تعمل هذه الاعضاء ما يدري وهي تعمل هذا العمل العظيم تتولى هذه الاجهزة هظم الطعام وامتصاصا نافع واخراج الفضلات باتقان عجيب بديع سبحان الله قطع لحم المعدة قطعة لحم من الذي الهمها؟ تهضم الطعام ما الذي الهمها من الذي الهم الامعاء من الذي الهم الرئة؟ من الذي الهم الكلية ما الذي الهم الطحال؟ قطع لحم كل له مهمة مهمة دقيقة كل يقوم بمهمته الدقيقة فسبحان الله هذه الاجهزة تعمل بهذا الاتقان البديع العجيب من غير ان تتعارض في اعمالها وبهذا التنسيق وتمتص احسن ما في الغذاء ثم تطرد الباقي في الفضلات فسبحان الله العظيم تأملوا ايها الاخوة تأمل فقط في لقمة هذا الطعام الذي تأكله كيف يذهب للمعدة؟ طيب المعدة قطعت لحم كيف تهظم؟ لماذا تهظم المعدة نفسها مع انها من اللحم كيف البنكرياس يقوم بمهمته الطحالق بهمته. الكبد تقوم مهمتها. الامعاء تقوم مهمتها. وهكذا بقية اجهزة الجسم كل يقوم بمهمته البالغة التعقيد ولا تتعارض فيما بينهم تفعل ذلك بتنسيق عجيب بديع فمن الذي الهمها انه العزيز الحكيم جل وعلا وفي انفسكم افلا تبصرون وهذه ايها الاخوة يعني المظاهر من عظمة خلق الانسان هذا شيء يسير والا لو اردنا نتكلم لطالبنا المقام فاذا كان اذا كانت هذه عظمة الخالق بخلق الانسان الذي خلق من نطفة من ماء مهيب فكيف بعظمته في ملكوت السماوات والارض وتأمل كيف ان الانسان بهذا الخلق وبهذا التكوين العجيب خلق من هذه النطفة من ماء مهين وانه لو اجتمع الانس والجن على ان يخلقوا لهذه النطفة سمعا او بصرا او عقلا او قدرة او علما او روحا بل عظما واحدا من اصغر عظامها. بل عرق من ادق عروقها بل شعرة واحدة لعجزوا عن ذلك كله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا فمن كانت فمن كان هذا صنعه في قطرة من ماء مهين فكيف بصنعه في ملكوت السماوات والارض كيف بصنعه في ملكوت السماوات في علوها وسعتها واستدارتها وعظيم خلقتها وحسن بنائها وعجائب شمسها وقمرها وكوكبها ومقاديرها واشكالها فلا ذرة فيها تنفك عن حكمة وهكذا ايضا الارض بعجائب ما فيها من خلق الله سبحانه اانتم اشد خلقا ام السماء بناها رفع سمكها فسواها وغطش ليلها واخرج ضحاها والارض بعد ذلك دحاها اخرج منها ماءها ومرعاها واذا كنا نعجب ايها الاخوة من بديع خلق الله عز وجل لهذا الانسان من سلالة من ماء مهين فالعجب الذي لا ينقضي من الروح التي بين جنبي الانسان من الروح التي تحل في جسد الانسان منذ ان يكون عمره اربعة اشهر في بطن امه فيرسل الله تعالى الملك وهو في بطن امه يرسل الله الملك لهذا الجنين وهو في بطن امه ويؤمر باربع كلمات. بكتب رزقه واجله وعمله وشقيا وسعيد. ويؤمر بنفخ الروح فيه فيصبح انسانا الانسان مكون من جسده وروح هذه الروح ما حقيقتها ما حقيقة روحك التي بين جنبيك واين موقعها الانسان اذا قطعت يداه ورجلاه الروح تبقى ايضا اين موقع الروح وكيف تسري في الجسم هذه الروح جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك هكذا يصفها العلماء مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس وينفذ في جوهر الاعضاء ويسري فيها سريان الماء في النبات هذه الروح من عجائب خلق الله عز وجل ولذلك عندما تفارق الروح البدن يصبح جثة هامدة وهذا هو معنى الموت هذه الروح سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنها فتوقف فانزل الله عز وجل قوله ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا يعني هذه الروح ليست من عالمكم الذي تعرفونه عالم المال هي من عالم اخر لا تعرفونه من امر ربي والعجب العجب من الملحد الذي ينكر الله عز وجل لانه لم يرى الله ويؤمن بان فيه روحا بين جنبيه وهو لم يرها واذا قلت هل تؤمن بان فيك روح؟ يقول نعم كيف تؤمن بها ولم ترى؟ قال باثارها طيب اثار الله عز وجل في كل شيء وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد فهذه الروح ايها الاخوة هي من عجيب خلق الله سبحانه. لا يعرف البشر عنها شيئا لا يعرف البشر عنها شيئا اطلاقا لانها ليست من عالم المادة ولهذا قال الله عز وجل ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من علم الا قليلا لا يمكن يعني هذه الروح لا يمكن ان تعرف حقيقتها ولا يمكن ان تعرف كونها وليست من عالم المادة ولذلك الملك هو الذي يأتي ويأمر بنفخ الروح فسبحان الله العظيم ايها الاخوة ولو استرسلنا في مظاهر عظيم خلق الله عز وجل وبديع اياته لطال بنا المقام لكن حسبنا ان نشير اشارات لشيء يسير من مظاهر عظمة الخالق جل وعلا وان المسلم ينبغي ان يعنى بهذه الجوانب جوانب التفكر في مظاهر عظمة الله سبحانه والا يتبلد احساسه فان بعض الناس مع مرور الوقت يتبلد عندها الاحساس ويكون غافل عن التفكر والتأمل ينبغي ان تحرك حاسة التفكر التفكر في عظمة الله التفكر في في عظيم خلق الله سبحانه انظر اول لنفسك وما اودع الله تعالى فيك من عجيب صنعته وبدائع اياته انظر لهذه السماء التي فوقك انظر للارظ انظر لما بث الله تعالى فيها من في السماء والارض من دابة انظر الى الى النبات انظر الى الحيوان كلما رأيت شيئا تفكر في عظمة الله سبحانه وقل كما يقول اولوا الالباب سبحانك ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار والله سبحانه احكم الحاكمين لا يخلق شيئا عبثا وكل ما خلقه الله سبحانه انما هو لحكمة بالغة وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار الله عز وجل ما خلق هذا الخلق العظيم بهذا بهذا الصنع البديع العجيب الا لحكمة ما خلقها الله تعالى باطلا خلق الله تعالى الانسان وامره ان يعبده واخبر بان مقامه على هذه الارض انها مدة قصيرة وان عمره قصير واجله مغيب وانه سينتقل من الحياة في هذه الدار بعد ذلك الى حياة الخلود اما في سعادة ابدية في جنة عرضها السماوات والارض واما في شقاء في نار تلظأ فحياة الخلود هي التي تكون بعد الموت وهي الحياة الحقيقية وهي الحياة الكاملة ولذلك عندما يرى الانسان اهوال يوم القيامة يقول يا ليتني قدمت لحياتي اليست حياتك في هذه الدنيا حياة؟ لا يراها حياة مقارنة بالحياة في الاخرة حياة الخلود فعلى المسلم ان يعتبر بذلك وان ينظر الى ما خلق الله تعالى في كل شيء انه اعده الله عز وجل وخلقه لحكمة عظيمة وان كل ما على هذه الارض سيفنى وسيحاسب الله تعالى الخلائق يوم القيامة سيحاسب الله تعالى من كلفه وهم الجن والانس وسيكون هناك العدل التام لا ظلم اليوم. دار العدالة المطلقة وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين فلا يظن الانسان عندما يرى هذه الخلائق العظيمة وهذه المخلوقات في السماء وفي الارظ وان هذا خلق عبث كلا انما خلق لحكم عظيمة ولذلك اولو الالباب عندما يتأملون في عظمة الخالق يقولون سبحانك ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. يعني خلقت هذا واعددته لليوم الاخر. لكي يختبر العباد في هذه الدار فمن نجح في هذا الاختبار فاز بالسعادة الابدية ومن فشل في هذا الاختبار فقد خسر كل شيء حتى نفسه. فمن ثقلت ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون فاقول ايها الاخوة في ختام هذه المحاضرة اذكر الجميع بالعناية بعبادة التفكر. التفكر في عظيم خلق الله سبحانه. والبعد عن ان يكون الانسان عنده تبلج في الاحاسيس والمشاعر وانما يكون عنده تفكر في كل شيء. تفكر في خلق نفسه تفكر في خلق السماوات تفكر في خلق الارض. تفكر في كل شيء يقابله ويشاهد وان يكون مثل مثل حال اولي الالباب الذين يقولون ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. اسأل الله تعالى ان يستعملنا جميعا في طاعته وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يجعلنا من اولي الالباب من المتفكرين في صنعته وبدائع اياته. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين الاسئلة ان شاء الله نجيب عنها بعد الاذان باذن الله اهذا سائل يقول ما هي متطلبات نيل علم استشعار عظمة الله عز وجل يكون ذلك بالقراءة والاطلاع والتأمل في كتب اهل العلم وبخاصة اهل العلم الذين تكلموا عن هذه الجوانب وعلى رأسهم الامام ابن القيم رحمه الله انه قد تكلم عن جوانب من عظمة الله عز وجل في كتاب مفتاح دار السعادة وفي غيره كذلك ايضا يعني علماء اخرون تكلموا ايضا عن بديع صنع الله تعالى ولو انك دخلت في محرك بحث مثلا تبحث عن الكتب التي في عظمة الله وفي عظمة خلق الله عز وجل لوجدت شيئا كثيرا بالقراءة في هذه الكتب والتأمل فيها تستفيد في في التفكر في عظمة الله. وقبل ذلك ايضا تدبر القرآن والنظر في كتب التفسير وما ذكروه في تفسير الايات التي ذكرنا بعضها في هذه المحاضرة كذلك ايضا ينبغي ان يكون لديك حرص على عبادة التفكر فكر في كل شيء عندما تأخذ تأكل لقمة من الطعام تفكر كيف ان هذه اللقمة الطعام تمر بهذه المجاري؟ تذهب للمعدة تذهب للامعاء وهي تعمل باتقان عجيب تتأمل تتفكر في في مواهب وهبك الله تعالى من البصر ومن السمع وغير ذلك فايضا يكون عندك هذا الحس حس التفكر والتأمل والتدبر الذي سينمو شيئا فشيئا مع مرور الوقت ولذلك يعني ذكر الله عز وجل آآ ان الذين يخشون العلماء انما يخشى الله من عباده العلماء. لانهم اكثر علما بعظمة الله عز وجل عظيم صنعته وبديع اياته اعاني من فتور وكسل في العبادة فما الحل النفس لها اقبال وادبار النفس لا تكون على وتيرة واحدة في النشاط في العبادة بل لا بد ان يعقب هذا النشاط فتور ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي يقول ان لكل عمل شرة يعني نشاط ولكل شرة فترة يعقب هذا النشاط فتور فمن كانت فترته الى سنتي فقد هدي وهذه المرحلة مرحلة الفتور هي اخطر ما تكون على النفس واكثر المنتكسين انما هم في مرحلة واكثر منتكسين انما ينتكسون في مرحلة الفتور ولهذا روي ان احد الصحابة لما حضرته الوفاة بكى قيل ما يبكيك؟ قال ابكي لاني اموت وانا في مرحلة الفتور. وددت اني اموت وانا في مرحلة اقبال النفس والشرة شرالته النشاط لكن اذا اقبلت النفس فعلى المسلم ان يغتنم ذلك وان يكثر من النوافل بعد المحافظة على الفرائض واذا ادبرت النفس فيحافظ الفرائض وما تيسر من النوافل ومن اسباب زوال هذا الفتور الحرص على تدبر القرآن الكريم فان القرآن الكريم هو كلام رب العالمين فيه نبأ وما قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بين في دعوة للانسان للتأمل والتفكر فيه ذكر قصص الامم السابقة فيه ذكر احوال القيامة واحوال الاخرة فيه ذكر انه النار ونحو ذلك فاذا قرأ المسلم قراءة بتدبر هذا مما يزيد ايمانه ويبعد عنه الفتور والدليل لذلك قول الله عز وجل واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا هكذا اذا قرأوا القرآن زادتهم القراءة ايمانا فتدبر القرآن الكريم ايضا هو من من اسباب اه قوة الايمان وزيادة الايمان كذلك ايضا على المسلم ان يحرص على الجلساء الصالحين الذين يعينون الانسان اذا ذكر ويذكرونه اذا نسي فان هذا من اسباب زوال الفتور ومن اسباب ايضا الثبات لان الانسان يتأثر بمن يجالسهم ولذلك يوم القيامة الظالم عندما يعض على يديه من شدة الندم والحسرة والاسف حياة مليئة بالندم لكنه لا يذكر الا امرا واحدا. يرى انه هو السبب في في في المصائب. هو السبب في الظلال الذي الذي صار اليه. ما هو يقول ربنا سبحانه ويوم يعض الظالم على يديه. يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتا حياة مليئة بالندم ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اظلني عن الذكر بعد اذ جاءني فيرى ان السبب في ظلاله هو جليس السوء فلان هو السبب ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اظلني عن الذكر بعد اذ جاءني الانسان يتأثر بجلسائه فينبغي ان ان يحرص المسلم على اختيار الجلساء الطيبين الصالحين الذين ينتفعوا منهم ويستفيدوا منهم ويقوى ايمانه بمجالستهم ما نصيحتكم ما نصيحتكم لمن يشاهد بعض المقاطع والقنوات التي يكونوا فيها الالحاد بقصد مشاهدة ما عندهم هذا فيه خطورة كبيرة على الانسان فان القلوب ضعيفة والشبه خطافة والشبهة اذا استقرت في القلب يصعب ان تخرج منه كثير ممن حصل عنده لوثة انحراف هذا هو السبب الرئيسي يدخل لهذه المواقع بدافع الفضول ثم تستقر الشبه في قلبه شيئا فشيئا حتى ينحرف او على الاقل يبقى في مرحلة الشك قد قال النبي صلى الله عليه وسلم من سمع بالدجال فلينأ عنه. رواه مسلم. يعني يبتعد عنه ولا يقول عندي ايمان وانا اعرف ان المسيح الدجال لا يبتعد عنه هكذا ايضا مواطن الفتن ينبغي الابتعاد عنها قد كان السلف الصالح يحذرون من من مجالسة اهل البدع فكيف بالدخول في مواقعهم والاستماع لكلامهم وشبههم فينبغي الحذر ان يحذر المسلم الدخول لهذه المواقع فكثير ممن حصل عنده انحراف سواء من جهة التكفير او من جهة الارجاء او من جهة الالحاد او اي لوثة من من لوثات الانحراف كان من اسبابها الرئيسة هو ان هذا الانسان خاصة الشباب هذا الشاب يدخل بدافع الفضول ثم تستقر الشبه في قلبه وتزداد الشبه شيئا فشيئا الى ان يضل وينحرف ولذلك ينبغي البعد عنها والا يدخلها الا طلاب علم متمكنون للرد على اصحابها اما ان يدخل الانسان الذي ليس عنده علم وبدافع الفظول فان هذا يخشى عليه ويذكر عن عمران ابن حطان كان من الصالحين ومن المتمسكين بالسنة حريصين عليها ورأى امرأة جميلة لكنها كانت من الخوارج فاراد ان يتزوجها كيف تتزوجها وهي من الخوارج قال سادعوها ان شاء الله وتترك مذهب الخوارج وترجع لمذهب اهل السنة فلما تزوجها سحبته فاصبح خارجيا هي التي اثرت عليه بدل ما يؤثر عليه اثرت عليه هذا وهو كان يعني معدودا ممن يطلب العلم والحديث ومع ذلك اثرت عليه امرأة الانسان ضعيف ولذلك ينبغي البعد عن هذه المواقع والا يدخلها الانسان وان يحافظ على دينه وآآ يكون على حذر من ان يلج مواطن الفتن يقول ساسافر من الدمام الى جدة عن طريق الطائرة ولاقارب اريد زيارتهم اولا ثم بعد ذلك ساذهب للعمرة كيف احرم اما ان تحرم وانت في الطائرة عنده محاذاة الميقات وتذهب للعمرة ثم تعود لاقاربك والخيار الثاني ان تذهب لاقاربك بغير احرام ثم اذا اردت الاحرام ترجع للميقات وتحرم منه والمسافة الان ما بين جدة والميقات يعني وادي محرم آآ الذي في الهدف الطائف ليست كبيرة في حدود ساعة ونصف تقريبا فالمسافة ليست كبيرة يعني يمكن ان تحرم من السيل او من وادي محرم لان هذا هو الميقات لمن كان هنا في الدمام والرياض هذه المناطق ميقاتهم هو آآ قرن المنازل الذي هو من السير الكبير او وادي محرم وادي محرم هو اعلى قرن. قرن ووادي كبير متسع اعلاه وادي محرم. واسفله السيل الكبير ولذلك الاحرام من وادي محرم ليس محاذيا للسير وانما هو جزء من السير هو اعلاه فيمكن ان تذهب لجدة وتزور اقاربك واذا اردت العمرة ترجع للميقات اما السيل او وادي محرم وان كان وادي محرم اقرب الى جدة من السيل لكن لابد من الاحرام من الميقات ما الحكم في من يفعل ذنبا ويتوب؟ ثم يفعله مرة اخرى ويتوب لا بأس بذلك لان اه الانسان من طبيعته انه خط الانسان ليس معصوما حتى وان تاب من الذنب فربما تضعف نفسه ويعود للذنب مرة اخرى لكن المهم انه اذا تاب يكون صادقا في توبته وقد جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله اذنب عبدي ذنبا فعلم ان له ربا يغفر الذنب فاستغفر فغفرت له ثم اذنب ذنبا فعلم انه ربا يغفر الذنب فاستغفر فغفرت له ثم اذنب عبدي ذنبا فعلم انه ربا يغفر الذنب استغفرت غفرت له ولا يزال عبدي يذنب ذنبا فيستغفر فاغفر له ولا ابالي حمل هذا العلماء على ان هذا الانسان وقع في الذنب وتاب توبة صادقة يعني اقلع عن الذنب وعزم عزما صادقا على الا يعود اليه. وندم على ما حصل منه. لكن مع مرور الوقت حصل عنده ضعف نفس فرجع للذنب مرة اخرى فلا يمنع هذا من ان يجدد التوبة ويتوب مرة اخرى. وهكذا ايضا لو وقع في الذنب مرة ثالثة يعود ويتوب. والله تعالى يحب التوابين والتواب على على صيغة المبالغة فعال يعني كثير التوبة الشيطان عدو للانسان ربما ان الانسان اذا وقع في ذنب وتاب ثم رجع اليه مرة اخرى اتاه الشيطان بالوساوس وكيف تفعل هذا والله لا يقبل توبتك هذا غير صحيح. الله تعالى اقبل توبة التائبين ويبسط يده بالليل يتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل وباب التوبة مفتوح لا يغلق الا اذا طلعت الشمس من مغربها والا اذا بلغت الروح الحلقوم طيب لماذا؟ لماذا يغلق باب التوبة اذا بلغت الروح الحلقوم وطلعت الشمس من مغربها؟ لان الانسان انتقل من عالم الغيب الى عالم الشهادة اذا بلغت الروح الحلقوم رأى الملائكة هنا لا تنفعه التوبة ليست التوبة الذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان. لان الناس كلهم يتوبون في هذه اللحظة ما تنفع. وهكذا اذا طلعت الشمس من مغربها هذه اية كونية انتقل الناس فيها من عالم الغيب الى عالم الشهادة امن الناس كلهم اجمعون. هنا يغلق باب التوبة فما دام ان الروح لم تبلغ الحلقوم ولم تطلع الشمس من مغربها فباب التوبة مفتوح. قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم هل تجزئ قراءة الامام للفاتحة ام يجب على المأموم ان يقرأ الفاتحة هذه المسألة محل خلاف بين الفقهاء والقول الراجح ما عليه اكثر الفقهاء وهو مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة واختارها الامام ابن تيمية وجمع حق من اهل العلم من ان المأموم لا تجب عليه قراءة الفاتحة فيما جهر فيه الامام وان قراءة الامام قراءة لمن خلفه ولم يقل بوجوب قراءة الفاتحة على المأموم فيما جهر فيه الامام سوى الشافعية فقط واعتمدوا على حديث لعلكم تقرأون خلف امامكم قالوا نعم. قال لا تفعلوا الا فاتحة الكتاب رواه احمد لكنه حديث ضعيف والاقرب والله اعلم والذي يدله مجموع ما ورد في هذه المسألة هو ما عليه اكثر اهل العلم من ان المأموم لا يجب عليه قراءة الفاتحة فيما جهر فيه الامام اما ما لم يجهر فيه الامام مثل الصلاة السرية ومثل الثالثة والرابعة في صلاة الظهر والعصر والعشاء والثالثة في المغرب فيجب على المأموم ان يقرأ الفاتحة لكن ايضا ليست ركنا في حق المأموم وانما واجبة ولذلك تسقط عن المسبوق ولو كانت ركنا ما سقطت على المسبوق يقول بعض الناس يورد سؤالا من خلق الله هذا السؤال يؤدي الى التسلسل يعني عندما تقول من خلق كذا من خلق كذا من خلق كذا ثم تقول من خلق الله. طيب من خلق من خلق من خلق ينتهي الى التسلسل وهذا الباطن عقلا هذا باطن عقله كأن يكون مثلا هناك سباق ويأتي انسان ويفوز يعني ولله المثل الاعلى المركز الاول فيقال من الذي قبل الاول هذا سؤال غير مقبول الله تعالى خالق كل شيء وليس قبله شيء ليس مسبوقا حتى بالعدم لم يسبقه حتى عدم هو خالق كل شيء هو الاول فليس قبله شيء والاخر فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء يعني احاط بعموم الزمان والمكان الاول ليس قبله شيء الله تعالى ليس قبله شيء اطلاقا وهو الاخر فليس بعده شيء وهو في العلو الظاهر فليسبقه شيء والباطن الصحيح في معنى الباطن يعني الذي لا يحول بينه وبين خلقه شيء جل وعلا وليس المقصود به السفل تعالى الله عن ذلك فالله سبحانه وتعالى خالق كل شيء وكما يقول يعني الفلاسفة والمناطق يقولون ان الامور تنقسم الى ثلاثة اقسام امر مستحيل لذاته مستحيل الوجود وممكن الوجود وواجب الوجود مستحيل هذا غير موجود لكن يبقى ممكن الوجود وواجب الوجود. ممكن الوجود هو الخلائق كلهم لانهم حدث يعني اتوا محدثين. فلابد من خالق لهم. لكن لابد ان تنتهي هذه المخلوقات الى خالق غير مخلوق وهو الله عز وجل وما يعبروا عنه بواجب الوجود الله تعالى خالق كل شيء وليس شيء قبله جل وعلا ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا يزال الناس يتساءلون حتى يقول بعضهم من خلق كذا ومن خلق كذا حتى يقول هذا الله خلق الخلق ومن خلق الله فاذا وجد احدكم ذلك فليستعذ بالله ولينتهي يعني هذه الوساوس التي ترد الانسان ينبغي ان ينتهي الانسان عنها لان اصلا هذا السؤال لا معنى له لا معنى له. الله خالق كل شيء وليس قبله شيء ومثل هذه الاسئلة تكون في الذات الالهية وفي الخلق ونحو ذلك هذه من وساوس الشيطان وقد جاء بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ان احدنا ليجد في نفسه ما يتعاظم ان يتكلم به يعني من شدته قال بعضهم لو اخر من السماء الى الارض ما تكلمت به قال بعضهم لو اكون حمما ما تكلمت به فقال عليه الصلاة والسلام اوجدتموه؟ قالوا نعم. قال ذاك صريح الايمان يعني دليل على قوة الايمان مدافعة ذلك دليل على قوة الايمان لكن النبي عليه الصلاة والسلام ارشد من وجد هذا الى ان يستعيذ بالله من الشيطان وينتهي. وجاء في بعض الروايات انه يقرأ سورة قل هو الله احد ويقرأ امنت بالله ورسله وينتهي يعني يقطع التفكير يقطع التفكير ولا يظره لا تظره هذه الوساوس وقد قال عليه الصلاة والسلام ان الله عفا لامتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم رواه مسلم. وهذه بشرى كل الوساوس التي تجدها في نفسك لا تؤاخذ بها ما لم تعمل او تتكلم لكن اذا اتتك هذه الوساوس استعذ بالله من الشيطان الرجيم وانتهي. يعني اقطع التفكير فيها ويعني انشغل بامور اخرى تسلفت قريبا لي مبلغا من المال وكنت ازكي عنه اذا حال الحول توفي الرجل ولا يعلم ابناءه بالمبلغ وانا سامحتهم ولا اخبر احدا يجب علي ان ازكي عن المبلغ اذا كنت قد آآ يعني يئست من ان يصل اليك هذا المبلغ وان هذا الرجل معسر او مماطل فلا تجب عليك الزكاة اصلا لا تجب وما كنت تزكيه عنه واعتبره صدقة والاحسن انك لا تخبر بذلك احدا حتى تكون هذه خبيئة عمل. ما دمت سامحته فتكون خبيئة عمل صالح لك فالمسلم ينبغي ان يكون خبيئة اعمال صالحة لا يعلم بها احد الا الله عز وجل فان هذه اجرها عند الله تعالى عظيم مع علاج قسوة القلب حيث غالبا احاول التفكر في عظمة الله فلا اجد خشوعا جاء رجل الى الحسن البصري وسأله مثل هذا السؤال قال اجد قسوة في قلبي فما العلاج فقال الحسن رحمه الله اذب قسوة قلبك بكثرة ذكر الله لان قسوة القلب بسبب تعلق الانسان بالحياة المادية فاذا اكثر من ذكر الله فانه يبدأ القلب يرق ويجد الانسان خشوع فاذا اكثر الانسان من ذكر الله تعالى فسيجد الخشوع وسيجد رقة القلب وسيجد انكسار النفس وسيجد الاقبال على الطاعة لان الانسان اذا تعلق بالامور المادية يقسو قلبه لكن اذا بدأ يكثر من ذكر الله تعالى وقل تعلقه بامور المادة هنا يخشع قلبه فنقول يعني اذب قسوة قلبك بكثرة ذكر الله عز وجل ولهذا تجد من نفسك هذا مثلا في العشر الاواخر من رمضان ونحو ذلك تجد ان عندك فمن الخشوع ورقة القلب اكثر من اي وقت اخر. لماذا؟ لان الاعمال الصالحة تكثر منك في ذاك الوقت فاذا نقول اكثر من ذكر الله عز وجل تذهب عنك قساوة القلب كيف نغرس في نفوس ناشئة تعظيم الله عز وجل ذلك في سلوكهم يغرس ذلك اه نقل مثل هذه الاحاديث وهذه المعاني التي قيلت في المحاضرة وغيرها ان تنقل لهم وان يبين لهم عظيم خلق الله عز وجل وبديع صنعته وبديع اياته ويبين لهم خاصة الاباء والامهات عليهم مسؤولية تجاه ابنائهم وفي ايضا عليه مسؤولية في سلامة عقيدتهم وفي تحصينهم ايضا خاصة في هذا العصر الذي نحن نعيشه واصبح العالم كما يقال كالقرية صغيرة فهنا تعظم المسؤولية على الاباء والامهات في تحصين اولادهم من الفتن وفي غرس تعظيم الله عز وجل وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم في نفوسهم كيف تفسر حدوث الزوائر؟ كيف تفسر حدوث الزلازل والحروب؟ التي تودي بحياة كثير من الناس الابرياء برحمة الله عز وجل الله تعالى احكم الحاكمين. لا يسأل عما يفعل والله سبحانه وتعالى لم يجعل حياة الانسان مقتصرة على هذه الحياة الدنيا انما هناك حياة الخلود فالله تعالى يقدر مثل هذه الامور وله الحكمة ومن ذلك ان الله يريد ان يتخذ منهم شهداء فان من يموت بالهدم شهيد وعلى هذا من يموتون بالزلازل شهداء وهناك ايضا من يصابون فيكون في هذه الرفعة في درجاتهم وتكفير لسيئاتهم ويكون ايضا هناك ايضا من يساعدهم فيكون في ذلك ايضا آآ زيادة في حسناتهم بسبب هذه المساعدات وزيادة في اجورهم ولله تعالى الحكمة البالغة في هذا. الله تعالى لا يقضي قضاء الا وله فيه الحكمة جل وعلا. ولا يقضي قضاء الا خيرا فهو عز وجل احكم الحاكمين وهو اعلم بهم منا وارحم بهم منا فهو سبحانه لا يسأل عما يفعل ما الافظل بما تفعل فيه الصدقة الافضل ان تكون الصدقة جارية وهي الوقف فان عمر رضي الله عنه يقول اصبت مالا في حياتي لم اصب اصبت مالا لم اصب في حياتي انفس منه فاستشرت النبي صلى الله عليه وسلم فاشار علي بالوقف قال ان شئت حبست اصل وصدقت بها يعني بالوقف والمستشار مؤتمن قال اهل العلم ولو كان هناك شيء افضل من الوقف لاشار به النبي صلى الله عليه وسلم على عمر فدل ذلك على ان الوقف هو افضل ما تبذل فيه الاموال فمن يعني اراد افضل مجال تبذل فيه الاموال فلا يجعله في وقف ولا يلزم ان يكون الوقف وقفا كبيرا يمكن وقف يعني صغير لكن يبقى اصله ويكون ريعه مثلا في وجوه البر فان هذا ما دام الوقف ينتفع به يدر على صاحب حسنات بحياته وبعد مماته. بل انني اقول ان الانسان اذا اوقف وقفا واحسن تدبيره واحسن نظارته فربما ينفعه اكثر من اولاده ربما ينفعه بعد مماته نفعا اكثر من اولاده واعرف امرأة ليس لها اولاد ليس لها اولاد لم ترزق باولاد لكن الله عز لكن الله عز وجل وفقها لتوقف وقفا ويقول الناظر على الوقف اظن انه لو كان لها اولاد بررة ما استطاعوا ان يفعلوا كما فعل هذا الوقف وما من سبيل خير الا وصرف فيه منه فالوقف اذا احسن تدبيره ينفع الانسان اكثر من الاولاد لكنه مهم ان يحسن تحريره وكتابته وتدبيره ونظارته ويستشير اهل العلم في ذلك. ولذلك عمر استشار النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا نجد نجد اوقافنا الان لها عشرات السنين بل ربما بعضها مئات السنين ولا تزال لا يزال نفعها قائما وتدر على اصحابها حسنات عظيمة وهم في قبورهم فاذا افظل ما تبذل فيه الاموال الاوقاف ما رأيكم في من يتعمدوا ايذاء جيرانه ويقوموا برأي بعض المخلفات امام باب جاره مع انه محافظ على صلاته هذا السؤال سئل النبي صلى الله عليه وسلم سؤالا شبيها به كما جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند الامام احمد بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له يا رسول الله ان فلانة تكثر من صلاتها وصيامه وصدقتها غير انها تؤذي جيرانها بلسانها فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي في النار قالوا وان فلانة ليست بكثيرة صلاة ولا صيام ولا صدقة غير ان عندها اثوار من اقط تهدي تهدي لجيرانها احيانا وتحسن لجيرانها فقال عليه الصلاة والسلام هي في الجنة وهذا يدل ايها الاخوة على ان الدين لا ينحصر فقط في الشعائر التعبدية بينك وبين الله وانما ايضا يشمل تعاملك مع الاخرين الذي يكثر الصلاة والصيام والصدقة والحج والذكر لكنه يؤذي الناس فهذا على خطر عظيم ينبغي ان كما تحسن علاقتك بربك سبحانه في الشعائر التعبدية فيما بينك وبين الله. ايضا ان تحسن علاقتك بالاخرين تحسن علاقتك بجيرانك قد قال عليه الصلاة والسلام ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه تحسن علاقتك باقاربك فان صلة الرحم شأنها عظيم. ولا يدخل الجنة قاطع كما قال عليه الصلاة والسلام تحسن علاقتك باسرتك تحسن علاقتك بالناس كلهم اما ان الانسان يحسن علاقته بربه في الصلاة والصيام والصدقة ونحو ذلك. لكنه يسيء في علاقاته بالاخرين فهذا على خطر عظيم على المسلم ان يكون متوازنا في حياته ان يعنى بالشعائر التعبدية فيما بينه وبين ربه. ويعنى كذلك بعلاقته بالاخرين خاصة من لهم عليه حق متأكد مثل والديه وارحامه وجيرانه فهؤلاء عليه ان يحسن التعامل معهم كيف اترك النظر الحرام يكون ذلك بالمجاهدة فان المعصية المعصية لها دافع من النفس تحتاج الى مجاهدة والله عز وجل يقول واما من خاف مقام ربه ونهى النفس ونهى النفس عن الهوى وهذا دليل على ان النفس بطبعها تنجرف للهوى فتحتاج الى نهي والنفس تحتاج الى عزم وحزم وقوة وكما يقول القائل والنفس كالطفل ان تهمله شب على حب الرضاع وان تفطموا ينفطم. رأيت الطفل ان تتركه يرظى يستمر في الرظاع لكن عندما يفطم يتألم يوما او يومين او ثلاث ثم ينفطم هكذا النفس واذا رأت النفس من الانسان حزما وعزما وقوة فانها تنقاد له اما اذا رأت منه ضعفا او ترددا فانها تقوده للردى ولذلك هي تحتاج الى نهي وعزيمة. واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى وطريق الجنة محفوف بالشهوات وطريقه وطريق النار محفوظ بالشهوات وطريق الجنة محفوظ بالمكاره كما قال عليه الصلاة والسلام حفت الجنة بالمكانة. وحفت النار بالشهوات وقد اخرج الترمذي ابو داوود بسند صحيح ان الله لما خلق الجنة قال لجبريل اذهب فانظر اليها فذهب ونظر اليها وما اعد الله لاهلها من النعيم العظيم وقال يا ربي لا يسمع بها احد الا دخلها ثم حفت بالمكاره وقال الله اذهب فانظر اليها فذهب ونظر اليها وقد حفت بالمكاره فقال يا ربي خشيت الا يدخلها احد ثم قال الله اذهب وانظر الى النار فذهب ونظر الى النار واذا هي يركب بعضها بعضا فقال ربي لا يسمع بها احد فيدخلها ثم حفت بالشهوات فقيل اذهب وانظر اليها فنظر الى النار وقد حفت بالشهوات فقال يا ربي خشيت الا ينجو منها احد فالجنة حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات فالمسلم عليه ان يجاهد نفسه ان يجاهد نفسه حتى تستقيم على طاعة الله عز وجل. حتى يبتعد عن معصية الله سبحانه ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ونعتذر للاخوة الذي لم يتسع الوقت للاجابة عن اسئلته