ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا اللهم لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاتقوا الله ايها يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الذين اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. عباد الله شهر رمضان هو شهر الجود والاحسان. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اجود الناس. وكان اجود ما يكون في رمضان. ينبغي للمسلم ان بالنبي صلى الله عليه وسلم. وان يتضاعف جوده في هذا الشهر المبارك. وان وان يكثر من البذل والانفاق في سبل الخير. ويبدأ اولا بتفقد الاموال التي عنده. فيخرج ما فيه الزكاة منها ثم يستكثر بعد ذلك من الصدقات والانفاق في سبل الخير مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل. في كل سنبلة مئة حبة وهم يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم. عباد الله وجرت عادة كثير من الناس اخراج في هذا الشهر المبارك. ولعلنا نعطي نبذة عن ابرز احكام الزكاة التي يحتاج اليها. الزكاة يا عباد الله هي الركن الثالث من اركان الاسلام. فهي اركن اركان الاسلام بعد الشهادتين وبعد الصلاة فهي اذا اكلوا من الصيام ومن الحج فينبغي للمسلم ان يهتم بها وان يسأل اهل العلم عما يشكل عليه من مسائلها واحكامها. وقد جاء الوعي الشديد في حق من بخل بالزكاة او في اخراجها يقول الله تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله بعذاب اليم يوم يمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباهم وجنوبهم امه هذا ما جلستم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تجلسون. وكل مال لا تؤدى زكاته فهو يعذب به صاحبه يوم القيامة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من صاحب ذهب ولا فضة لا وادي بنا حقها الا اذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فيكوى بها وجبينه وظهره. كلما بردت اعيدت له. في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله اما الى الجنة واما الى النار. فهذا وعيد شديد في حق لمن بخل بالزكاة وانه يعذب في الموقف قبل ان يقرأ بين العباد يؤتى بهذه الاموال التي كنزها ولم يخرج زكاتها فيعذب بها يوم القيامة. وان من المؤسف له حقا ان وجد من بعض المسلمين من يتساهل بهذه الفريضة وبهذا الركن العظيم. اما جهلا او تهاونا وتفريطا او مخلد وبكل حال فهو على خطر عظيم. حتى لو كان جاهلا فجهله بالزكاة واحكامها لا يعفيه من المسئولية لا سيما في بلادنا هذه التي يكثر فيها العلماء وطلبة العلم فبامكانه ان يسأل عن الاموال التي وما يجب فيها الزكاة. وبعض الناس يصعب عليه ان يسأل خوفا من ان يفتى بوجوب الزكاة عليه فيشق عليه اخراجها وتجد هذا الانسان يفتي نفسه بنفسه بعدم وجوب الزكاة عليه وذلك لا همته امام الله عز وجل وهو على خطر عظيم لو مات على تلك الحال ومثل هذا الجاهل ذاك المفرق المتهاون بالزكاة الذي يجلس الاموال ويكدسها ولم يخطر بباله يوما ان يتفقدها وان ينظر يجب عليه الزكاة منها واشد من هذا وذلك من بخل بالزكاة فلم يخرج الزكاة بخلا هذا هو حقا وهو متوعد بالوعيد الشديد في الدنيا والاخرة عباد الله الزكاة تجب في اربعة اصحاب ولا اموال في الخارج من الارض من الحبوب والثمار البهيمة الانعام والذهب والفضة وما في حكمها من اوراق نقدية وعلوم التجارة. اما الحبوب والثمار فان كانت تسقى بلا كلفة ولا مؤونة كالتي تسقى بمياه الامطار والانهار والعيون فالواجب فيها العش اي عشرة بالمئة. اما ان كانت تشقى بمؤونة وكلفة كالتي تشقى بالمكائن الرافعة للماء ونحوها. فالواجب فيها نصف العسر اي خمسة بالمائة. وتفاصيل احكام زكاتها مذكورة في كتب الفقه. واما بهيمة الانعام الابل والبقر والغنم فلا تجب الزكاة الا في السائمة منها وهي التي ترى العشب والكلى اكثر السلف واما المعلوفة اكثر السنة فلا تجب فيها الزكاة الا ان تكون معدة للتجارة فتزكى زكاة عروض التجارة وتفاصيل احكام زكاة بهيمة الانعام مذكورة في كتب الفقه. واما الذهب والفضة فتجب فيهما الزكاة ونصاب الذهب عشرون مثقالا وهو يعادل خمسة وثمانين جراما الفضة مئتا درهم وتعادل خمس مئة وخمسة وتسعين جراما. وفي حكمها في وقتنا الحاضر الاوراق النقدية فتجب فيها الزكاة اذا بلغت نصابهم ونصاب الاوراق النقدية هو ادنى النصابين من الذهب والفضة الفضة الان ارخص بكثير من الذهب. وعلى هذا فانصاب الاوراق النقدية هو نصاب الفضة. ونصاب الفضة خمسمئة وخمسة وتسعون جراما فنضرب سعر الجرام من الفضة في خمسمائة وخمسة وتسعين يخرج نصاب الاوراق النقدية وهو يعادل هذه الايام يعادل الفا ومائتين وخمسة واربعين ريالا سعوديا تقريبا. او ما يعادلها من اخرى قالوا فمن ملك هذا المبلغ فاكثر وحال عليه الحول فيجب عليه ان يزكيه. بغض النظر عن الغرض الذي ادخر هذا المبلغ لاجله حتى لو ادخره للنفقة او ادخره لزواج او ادخره لبناء مسجد او مدخره لبناء مسكن او ادخره لشراء ارض او ادخره لاي غرض من الاغراض. ما دام قد بلغ نصابه وحال عليه الحق فيجب عليه ان يزكيه. وقد اصبح كثير من الناس اليوم تكون دخولهم شهريا ومرتباتهم شهريا. ولا يدري الانسان ما الذي ادخر فحال عليه الحول؟ وما الذي صرف ذلك فلم تجد فيه الزكاة لكونه لم يحل عليه الحول. وطريقة اخراج زكاة الدخل الشهري عدة طرق من ايسرها واسهلها ان يتخذ له وقتا محددا في السنة. ولنفترض مثلا انه منتصف شهر رمضان فيزكي جميع الاموال التي عنده. ناويا تعجيل الزكاة فيما لم يحل عليه وبذلك لا ينظر لزكاة امواله الا مرة واحدة في السنة. كلما اتى هذا التاريخ زكى جميع ما ان هاوية تعجيل الزكاة فيما لم يقل عليه الحول. هذه الطريقة اسهل واحوط واوطأ وله وله ان يطلب كشف حساب بنكه مثلا فينظر الى رصيده طيلة السنة ويزكي ادنى رصيد في العام لكونه هو الذي قد حال عليه الحول. عباد الله والصنف الرابع عروض التجارة وهي كل ما اعده الانسان طلبا للربح والتكسب والتجارة. فتقيم عند تمام الحول ويخرج ربع عشر قيمتها وعلى هذا فاصحاب المحلات التجارية عليهم في نهاية السنة ان يجردوا ما عندهم من بضاعة السيولة ويزكوها. والواجب الزكاة في السيع المعدة والمعروضة للبيع. واما الاصول المستغلة كما قال الزكاة فيها فلو كان هناك محل تجاري مثلا للتسوق فان الاصول التي في هذا المحل من الثلاجات ونحو ذلك هذه لا زكاة فيها. انما يزكي السلع المعروضة للبيع. فيجردها ويخرج ربع عشر قيمتها ومن كان عنده ارض فان زكاة هذه الارض تتأثر بنيته وهو ادرى بنيته فان كان قد نوى بهذه الارض ان يبني عليها مسكنا او يبني عليها عقارا لتأجيره مثلا فلا زكاة لهذه اما ان كان قد جزم بنية البيع والتجارة اما في الحال او في المستقبل فهي من عروض التجارة ويجب عليه ان يزكيها عند تمام الحول بقيمتها عند تمام الحول بغض النظر عن القيمة التي اشترى بها اما اذا كان مترددا في النية وليس له نية واضحة فتارة يقول اريد ان ابني عليها مسكنا وتارة يقول اريد ان ابيعها فهذه لا زكاة فيها. لا تجد الزكاة بها في الارض الا اذا جزم بنية واما الاسهم فالمساهم لا يخلو اما ان يكون مستثمرا او مضاربا فالمستثمر هو الذي ملك اسهما بغرض الاستفادة من ريعها وارباحها. فهو لا يتاجر فيها لا يبيع ويشتري فيها وانما اشترى اسهما وتركها او اكتتب في شركة وتركها او انه كان يضارب يبيع ويشتري في الاسهم ثم بعد ذلك توقف وتركها. فهذا تكفي زكاة الشركة عنه. ولا يلزمه ان يزكي باعتبار ان مساهمة عندنا في المملكة ملزمة من قبل الدولة بدفع الزكوات الى مصلحة الزكاة والدخل التي تصرفها في مصاريفها الشرعية. اما ان كان المساهم مطالبا ان يبيع ويشتري ويتادر بهذه الاسهم. فهذه تعتبر عروض التجارة عليه ان يقيم ما لديه في المحفظة في نهاية السنة ويخرج ربع عشر قيمتها واما الصناديق الاستخبارية التي في البنوك فيجب على من كان مستديرا فيها ان يزكي ما يملك فيها والاشهر او غير ذلك مما في الصناديق. لان هذه الصناديق لا تزكى حاليا من قبل البنوك. فيجب المستثمرين ان يخرجوا زكواتها. عباد الله وعلى المسلم ان وبزكاته المستحقين. والمستحقون للزكاة هم ثمانية اصناف ذكرهم ربنا عز وجل في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين. والعابرين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب. والغانمين وفي سبيل وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم. فانظر كيف ان الله تعالى صدر هذه الاية باداة الحصر انما ثم ختمها بقول فريضة من الله والله عليم حكيم. اي ان هذه القسمة صادرة عن علم وعن حكمة. فلا يجوز وصرف الزكاة بغير هذه الاصناف الثمانية. فلا تصرف الزكاة في بناء المساجد. ولا تشرب الزكاة في بناء المدارس. انما تصرف لهذه الاصناف الثمانية واوضح هذه الاصناف في مجتمعنا ثلاثة اصناف. الفقراء والمساكين والغائبين. اما الفقراء المشاكل فهم ذوو الحاجات هم المحتاجون لكن الفقراء اشد حاجة من المساكين فالفقير هو المعدم الذي الذي ليس عنده شيء او عنده دون نصف الكفاية. واما المسكين فمن فهو الذي عنده نصف الكفاية او اكثرها فهو الذي عنده نصف الكفاية او اكثرها لكن ليس عنده تمام الكفاية. مثال ذلك رجل ما ليس عنده شيء هذا فقير عنده دخل يكفيه الى عشرة من الشهر هذا فقير ايضا. عنده دخل يكفيه الى منتصف الشهر فهذا مسكين له دخل يكفيه الى عشرين من الشهر لكن لا يكفيه الى اخر الشهر فهذا مسكين. عنده دخل يكفيه الى اخر الشهر هذا ليس ولا مسكين ولا تحل له الزكاة. والعبرة بما ظهر من الحال. وليس بلازم ان تتيقن ان هذا هو فقير او مسكين وانما بما غلب على ظنك من حاله. ولكن اذا شككت فيه فاخبره انها زكاة وان لا تحل لغني ولا لقوي مكتسب. وقد اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلان شابان جنان. يسألانه فصعد النظر فيهما ثم قال ان شئتم واعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لطوي مكتسب. لكن على ان يتحرى في الزكاة خاصة ان يتحرى المستحقين. وان يبحث عن شريحة من المجتمع مساعدتهم اعظم اجرا وثوابا من غيرهم. وهم المتعففون الذين لا يسألون الناس الحافا يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفه بشيمار. هناك في المجتمع شريحة من الفقراء والمساكين. من المتعففين اذا نظر اليه الجاهل ظنه اغنياء يراهم يلبسون ملابس نظيفة ويخالطون الناس ولا يظهر عليهم اثار الفقر لتعففهم لكن الانسان الفطن اذا تأمل في احوالهم وجد انهم فقراء او مساكين. وذلك بالنظر الى دخولهم الشهرية ونفقاتهم فيرى ان هذا الانسان دخله ضعيف ونفقاته كبيرة ومستأجر لبيت فيعرف انه فقير لكنه متعفف وانظر كيف ان الله تعالى وصف الذي لا يعرف هذه الشريحة من الفقراء وصفه بالجاهل قال اغنياء من التعفن. وفي هذا الاشارة الى انه ينبغي للمسلم ان يكون لديه فطنة والفراسة وان يبحث عن هذه الشريطة من الفقراء والمساكين وان نساعيهم. اما السائل ان لم تعطه انت فسيعطيه غيرك. لانه يسأل وعنده جرأة لكن ذاك الفقير المتعفف الذي لا يسأل الناس شيئا ان اعطاه احد شيئا اخذه وان لا يسأل وربما انه يستحي من السؤال وربما انه عنده عزة نفس من السؤال لكنه فقير متعفف ويعرفهم الفضل يعرفهم بالفراسة. ولهذا قالوا تعرفهم بسيماهم. فابحثوا عن هذه الشريحة من الفقراء والمساكين هو حريص على مساعدتهم فان في مساعدتهم اجرا عظيما وثوابا جزيلا. والصنف الثاني من اوضح اصناف الزكاة في مجتمعنا الغالبين وهم الذين لحقتهم ديون كثيرة هم عاجزون عن سدادها. وليس كل بدين يكون غالبا مستحقا للزكاة فان كثيرا من التجار الان عليهم ديون ولهم ديون الغالب المستحب والزكاة هو المدين الذي عليه ديون حالة وقد عجز عن سدادها ولو ان الدائن رفع فيه شكاية لربما سجن بسبب ذلك الدين. هذا هو الذي تحل له الزكاة. اما اذا كان عليه ديون لكنه قادر على تشكيلها حيث ان دخله دخل اغنياء ويستطيع ان يجدول الديون على دخله وهذا لا تحل له الزكاة وانما من الموصل له حقا ان بعض الاغنياء يزاحمون الفقراء في حقوقهم. فتجد ان بعض الناس دخله دخل اغنياء مع ذلك يزاحم الفقراء في الزكاة. وهذا لا يحل له. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من اخذ اموال الناس تكثرا فانما يأخذ جمرا فليستقل او ليستكثر. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه وتوبوا الحمد لله على لسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيم لشأنه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى دواه. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور وكل مهلة بدعة وكل بدعة ضلالة. عباد الله ان من اعظم النعم التي ينعم الله تعالى بها على العباد نعمة الامن والاستقرار. فالامن امره عظيم الامن نعمة عظيمة كبيرة لا يعرف قدر هذه النعمة الا من اكتوى بنار فقدها. فوقع في الخوف والقلق والذعر والاضطراب الامن هو الهدف النبيل الذي تنشبه المجتمعات البشرية وتتسابق الى تحقيقه الشعوب. يقول الله تعالى عن قوم سيروا فيها ليالي واياما املين. وامتن على قريش قال فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنه من خوف وان الامن مطلب قبل قبل الرزق ولهذا دعا ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام دعا بنعمة الامن قول الرزق قال رب اجعل هذا البلد امنا وارزق اهله من الثمرات لان الانسان مهما كان عندهم من الاموال اذا لم يكن امنا فان هذه الاموال لا ينتفع بها ويعيش في قلق وفي اضطراب وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم بدعائه انه كان يقول اللهم استر عوراتي وامن روعاتي وهذا من اذكار الصباح والمساء ويختل الامن وزعزعت اركانه فتقع فيقع بسبب ذلك شرور مستطيرة وفتن عريضة. ولنعتبر باحوال البلدان من حولنا ونرى كيف ان الامن لما اختل عندهم حصل عندهم من الفتن والفوضى والاضطراب والقلاقل والله تعالى به عليم. نحن في هذه البلاد نعيش في امن وامان وفي استقرار وفي رخاء ورغم عيش هذه نعم عظيمة من الله تعالى علينا. فلنستحضر اولا هذه النعم لنستحضر قدر هذه النعم ونحمد الله تعالى ونشكره عليها فان النعم اذا شكرت تقر بل تزيد واذا كفرت فانها تذهب والله ليس بينه وبين احد من خلقه نسب. الله عز وجل له سنن في هذا الكون. ولا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم فلنحمد الله عز وجل على ما نحن فيه من هذه النعم العظيمة نعمة الامن والاستقرار والرخاء ورغد العيش وان نستعين بها على طاعة الله عز وجل وان نحرص على اقامة دين الله سبحانه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى ان تدوم هذه النعم وحتى تقر وحتى تزداد والا فان سنن الله عز وجل لا تحابي احدا وان الامن الذي يتحقق يتحقق بطاعة الله عز وجل واعظم ما يتحقق به الامن التوحيد. الذين امنوا ولم يلبس ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. فبالتوحيد يتحقق الامن للبلاد والعباد والظلم الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم ظلم اعظم الظلم الشرك بالله تعالى ان الشرك لظلم عظيم. فاعظم ما يتحقق به الامن هو تحقيق التوحيد واخلاص الدين لله عز وجل فنحمد الله فلنحمد الله ونشكره على نعمة الامن والاستقرار ولنحرص على شكر هذه النعمة بطاعة الله سبحانه واقامة دين الله عز وجل واجتناب المعاصي على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فانه باذن الله هو السياج والحصن الحصين لدوام النعم لان النعم لان المنكرات اذا انكرت فانه باذن الله تعالى يكون المجتمع في امان. ولكن عندما تعلن المنكرات ولا تنكر فان هذا يعرض المجتمع كله لعقوبة الله عز وجل. اللهم ادم علينا نعمة الامن والاستقرار والرخاء ورغد العيش واجعلها عونا لنا على طاعتك ومرضاتك. اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيته وفجاءة نقمته وجميع سخطه. اللهم اجعلنا لنعمك والائك شاكرين. اللهم اعنا على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم ارنا الكفر والكافرين. اللهم انصر من نصر دين الاسلام في كل مكان. اللهم اخذ من خذل دين الاسلام في كل مكان. يا حي يا قيوم يا اللهم وفق ولاة امور المسلمين والعمل بكتابه وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمة لرعاياهم. اللهم وقمامنا وولي امرنا وتحب وترضى. اللهم ارزقه البطانة الصالحة الناصحة. التي تذكره اذا نسيت وتعين اذا ذكر. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال يا ايها الكرام اللهم بارك لنا في شهر رمضان اللهم اعنا على اتمام صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه واجعلنا ممن تغفر له في هذا الشهر واجعلنا من عتقائك من النار. اللهم اسقنا نسألك من الخير كله. عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. ونعوذ بك من شر كل عاجله واجله ما علمنا منه ما لم نعلم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه وسلم