ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من اهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. يا ايها الذين الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما عباد الله امر من الامور تحبه جميع النفوس وتأنس به النفوس المؤمنة والكافرة والبرة والفاجرة بل وتتأثر به تأثرا بالغا. هذا الامر هو من اعظم اسباب ترابط المجتمع ووحدته وتآلفه المجتمع الذي تسوده المحبة والمودة والرحمة والالفة. ولذا فقد حث الاسلام على هذا الامر في صور شتى بل وجعله من اثقل ما يكون في ميزان العبد يوم القيامة. هذا الامر جعل كثيرا من الناس يدخلون الاسلام لما رأوا المسلمين يتصفون به ويطبقونه تطبيقا عمليا انه حسن الخلق والخلق كما يعرفه العلماء هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الافعال بسهولة ويسر وحسن الخلق يعني تعاطي الافعال الحسنة الطيبة والاتصاف بها وتكلفها حتى تصير طبعا وهيئة راسخة له. من الصبر والحلم والتواضع وكظم الغيظ ولين الجانب وخفض الجناح وحسن المعاملة ومجانبة الفظاظة والغوظة ومجانبة الفظاظة والغلظة والبعد عن الفحشاء في القول الى غير ذلك مما يعده الناس خلقا محمودا ووصفا حسنا قال ابن مبارك رحمه الله حسن الخلق طلاقة الوجه وبذل المعروف وكف الاذى وقد وردت النصوص الكثيرة مراغبة في الاتصاف بحسن الخلق. ورتبت على ذلك الاجر العظيم بل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من شيء اثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وان الله ليبغض الفاحش البذيء رواه الترمذي وقال حديث حسن وصحيح ويقول عليه الصلاة والسلام لما سئل عن اكثر ما يدخل الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق وعندما ننظر الى الصفات الى افراد وصفات حسن الخلق نجد انها قد رتب عليها الاجر العظيم. حتى ان مجرد تبسمك في وجه اخيك كصدقة مجرد ان تبتسم في وجه اخيك اذا لقيته يكون هذا صدقة وحتى ان طلاقة الوجه عند لقي اخيك صدقة. لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه قريب واذا القيت التحية على اخيك المسلم نلت على ذلك اجرا فان كانت كاملة بان قلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نلت ثلاثين حسنة واذا قلت السلام عليكم ورحمة الله عشرون حسنة. واذا قلت السلام عليكم عشر حسنات وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لاصحابه بل وللامة في حسن الخلق ووصفه ربنا عز وجل بقوله وانك لعلى خلق عظيم جاءه الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسير يوما في الطريق فادركه اعرابي فجبده بردائه جبدة شديدة واذا تلك الجبدة قد اثرت في عاتق النبي صلى الله عليه وسلم. وهو يقول يا محمد مر لي من مال الله الذي فالتفت اليه وضحك وامر له بعطاء ان الرجل العظيم كلما ارتفع الى افاق الكمال اتسع صدره وامتد حلمه وتطلب للناس الاعذار والتمس لاغلاطهم ومسوغات واخذهم بالارفق من حالهم. اخرج البخاري في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال بال اعرابي في فقام الناس اليه ليقعوا فيه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوه واريقوا على بوله سجلا من ماء او قال من ماء فانما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين وجاء في رواية انه بعدما فرغ هذا الاعرابي من بوله دعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال ان هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا القذر انما هي للتسبيح والتكبير وقراءة القرآن. او كما قال عليه الصلاة والسلام وجاء في رواية عند الترمذي ان هذا الاعرابي لما رأى حسن الخلق والرفق من النبي صلى الله عليه وسلم قال الله ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احدا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لقد تحجرت واسعا اولئك هم رسل الله عليهم الصلاة والسلام عنوان الرحمة والشفقة والقدوة في الصفح والمغفرة وجاء في الصحيحين عن انس رضي الله عنه قال ما مسست ديباجا ولا حريرا الين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت رائحة قط اطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين. فما قال لي قط اف ولا قال لشيء فعلته لما فعلته. ولا لشيء لم الا فعلت كذا عباد الله ان المسلم ينبغي له ان يعامل اخوانه بمثل ما يحب ان يعاملوه به. من حسن الاخلاق وكريم السجايا ان المسلم الناصح شفوق باخوانه رفيق بهم يحب لهم الخير كما يحب لنفسه ويجتهد لهم في النصح كما يجتهد لنفسه. اما الفظ القاسي صاحب القلب الغليظ فقد قظت سنة الله عز وجل ان ينفر الناس فلا تقبل منه دعوة ولا يسمع منه توجيه ولا يرتاح له جليس كما قال الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وتأملوا قوله ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ومهما كانت حجتك قوية ومهما كان خطابك مقنعا ومهما كان ما تقوله صحيحا الاخلاق اولا حتى لو كان ما يقوله حقا بل وحيا اذا كان فظا غليظ القلب انفض الناس من حوله الاخلاق مطلوبة اولا واذا كان هذا واذا كان المخاطب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك والذي ينفظ هو فكيف بغيره وكيف بغيرهم ان العقل والحكمة والمعرفة بطبائع الامور تقتضي تقبل الميسور من اخلاق الناس والرضا بالظاهر من احوالهم وعدم قصي على سرائرهم او تتبع دخائلهم. كما تقتضي قبول اعذارهم وحملهم على السلامة وحسن النية اذا وقعت هفوة او حصلت زلة فليس من الادب وليس من الخلق الحسن المسارعة الى هتكها والتعجل في كشفها فضلا عن التحدث بها وافشائها عباد الله حسن الخلق عفو كريم يكظم غيظه وهو قادر على ان ان يمظيه. يعفو وهو قادر على الانتقام. يتسامح ولا يشغل نفسه الخصام العمر عنده اعز والحياة لديه اغلى والاخوة لديه اثمن حسن الخلق النفس سعيد بنفسه واهله يدخل السرور على المحزون. ويمسح الدمع عن الباكي وينير السبيل الحيران بسمة رقيقة ويد حانية وقلب شفوق صاحب الخلق الحسن مؤمن برحمة ربه وعدله مؤمن بعدل الله عز وجل فيما قسم من حظوظ وما وزع من ومواهب فهو يمسي ويصبح سليم الصدر نقي فؤادي يدعو بدعاء الصالحين. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم يقول بعضهم يستدل على رجاحة عقل الانسان بميله الى محاسن الاخلاق واعراضه عن رذائل الاعمال ورغبته في اسداء صنائع المعروف وتجنبه ما يكسبه عارا او يورثه سوء سمعة عباد الله وتتجلى الاخلاق الكريمة عندما يساء للانسان فان في المجتمع طبقة غير محترمة تسيء للاخرين بل بعض بل ربما بعضهم يتلذذ بذلك باذية الاخرين فينبغي ان يكون لدى المسلم ان يكون لديه المنهج الصحيح في التعامل مع هذه الطبقة وذلك بان يعرض عنهم. والا يدخل معهم في صراعات وفي معارك تافهة. تمضي عليه العمر وتصرفه عن كثير من الاعمال التي تهمه في امور دينه ودنياه. والله عز وجل ذكر ذكر المنهج الصحيح في هذا فقال واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. واذا سمعوا اللهو اعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين. خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. فهذه الطبقة المحترمة فهذه الطبقة الجاهلة غير محترمة هذه ينبغي الاعراض عنها. وعدم الدخول معها في صراعات ولا في نقاشات ولا في معارك كتافهة فالعمر اثمن من ان يشغله الانسان بمعارك تافهة مع هؤلاء واعظم من ذلك ان يقابل السيئة بالحسنة وهذه قلة عظيمة لا يوفق لها الا من عظم حظه عند الله عز وجل كما قال ربنا سبحانه ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم اي انك اذا دفعت السيئة بالحسنة انقلب هذا العدو كانه ولي حميم ولكن هذه الخصلة خصلة شاقة على النفوس لا يوفق لها الا من عظم حظه عند الله ولهذا قال عز وجل وما يلقاها اي هذه الخصلة وهي دفع السيئة بالحسنة الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم فان ارتقى الانسان بدفع السيئة بالحسنة فهذا هو المطلوب. وان لم يرتقي الى هذه المرتبة فلا اقل من ان يعرظ عن الجاهلية والا يدخل معهم والا يدخل معهم في خصومات وفي مناوشات وانما يكظم غيظه ويعرظ عنه فان هذا داخل في حسن الخلق المأمور به. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله امام المتقين. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان خير الحديث كتاب الله الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة عباد الله ان من المشاهد ان كثيرا من الحوادث البسيطة التي تقع في المجتمع تقع عندما يقابل فيها الشر بالشر والسيئة بالسيئة فيشتد الخلاف ويقوى النزاع وربما ان حوادث بسيطة تتسبب في نتائج فادحة بل ان كثيرا من حوادث القتل كان سببها حوادث تافهة وبسيطة. نزاع بسيط تطور شيئا فشيئا الى ان تسبب في تلك النتيجة كثير من حوادث الطلاق يكون سببها امور تافهة وبسيطة وكثير من القضايا التي تصل الى المحاكم وربما تمكث تمكث مددا طويلة سببها قضايا تافهة وبسيطة فما ظنكم لو ان احد الخصم قابل السيئة بالحسنة او اعرض عن هذا الجاهل ولم يقابله بمثل سيئته لا شك انه سيرتفع الخلاف وانه سيقضي على هذه المشكلة في مهدها بل سيعود الصفاء الى النفوس. بل ربما انقلب هذا الخصم وكانه ولي حميم فليحرص المسلم على التخلق بذلك وان يعرف المنهج الصحيح للتعامل مع من يسيء اليه. وان يقتدي بالانبياء عليهم الصلاة والسلام فانهم قدوات قدوات للبشر. وكانوا يصبرون يصبرون على اذى الجاهلين. ولا يقابلون السيئة ولا يقابلون السيئة بالسيئة وانما يعرضون عن الجاهلين او يقابلون السيئة بالحسنة مع الصبر والاحتمال وكظم الغيظ عباد الله ان تعامل الانسان مع الاخرين له منزلته في دين الاسلام فليس التدين منحصرا في الشعائر التعبدية التي بين العبد وبين ربه فحسب وليشمل ذلك تعامله مع الاخرين بل انه لو كان كثير الصلاة والصيام والشعائر التعبدية فيما بينه وبين ربه لكنه يسيء للناس فخير منه ذلك الذي هو محافظ على الفرائض واقل منه في النوافل لكنه يحسن الى الناس مصداق هذا ما ما اخرجه احمد بسند صحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له ان فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير انها تؤذي جيرانها بلسانها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي في النار قيل له وان فلانة تصلي المكتوبة. وتتصدق باثوار من الاقم ولا تؤذي احدا من جيرانها. وفي رواية ان فلانة تذكر وبقلة صيامها وصدقتها وصدقتها غير انها تتصدق بشيء من اثوار ولا تؤذي جيرانها بلسانها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي في الجنة فانظروا ايها الاخوة حال هاتين المرأتين الاولى لها عناية بالشعائر التعبدية فيما بينها وبين ربها لكنها الاخرين من حولها بلسانها. فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها؟ قال هي في النار اما الثانية فهي تحافظ على الفرائض وتعمل ما تيسر من النوافل وهي اقل من الاولى في النوافل لكنها لا تؤذي جيرانها بل تحسن اليهم فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها؟ قال هي في الجنة فالدين المعاملة ينبغي للانسان ان يستشعر عظمة هذا الدين وانه يشمل جميع شؤون الحياة فليس خاصا الشعائر التعبدية بينه وبين ربه من صلاة وصيام ونحوها. ولكنه يشمل ايضا تعامله مع الاخرين فينبغي ان يكون حسن الخلق والا يؤذي غيره لا من اهل ولا جيران ولا زملاء ولا غيره وانما يكون حسن الخلق كريم السجايا معهم ليس فقط يكف اذاه عنهم بل يحسن في تعامله معهم. والموفق من وفقه الله عز عز وجل الا واكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير فقد امرك الله بذلك فقال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. اللهم ارض عن صحابة نبيك اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم اذل الكفر والكافرين. اللهم اذل النفاق والمنافقين. اللهم من ارادنا او اراد الاسلام والمسلمين اللهم فاشغله في نفسه. اللهم اجعل تدبيره تدميرا عليه. يا قوي يا عزيز. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ادم علينا نعمة امن والاستقرار والرخاء ورغد العيش والوحدة واجتماع الكلمة واجعلها عونا لنا على طاعتك ومرضاتك واجعلنا لنعمك والائك شاكرين. اللهم اعنا على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك. اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع اللهم اصلح احوال اخواننا المسلمين في كل مكان. اللهم اصلح احوال اخواننا المسلمين في كل مكان. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال قالوا لك اللهم وفق ولاة امور المسلمين لتحكيم شرعه والعمل بكتابه وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمة لرعاياهم اللهم وفق امامنا وولي امرنا لما تحب وترضى وقرب منه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه اذا ذكر وتذكره اذا نسي يا حي يا يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. ربنا اغفر لنا نعم ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم