الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير. احمده تعالى واشكره حمدا وشكرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اما بعد فاوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فانها اعظم وصية وانها وصية الله للاولين والاخرين ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله قولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما عباد الله قد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان من اشراط الساعة ان تكثر الفتن وفي حديث حذيفة لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فتنا عظيمة وذكر ما يكون في اخر الزمان من الفتن قال له حذيفة ارأيت يا رسول الله ان ادركت ذلك فما تأمرني؟ قال الزم جماعة المسلمين وامامهم عباد الله ان لزوم جماعة المسلمين وامامهم ان لزوم جماعة المسلمين وامامهم واجتماع الكلمة ووحدة الصف مقصد شرعي عظيم. لما يترتب عليه من المصالح العظيمة في امور الدين والدنيا وانك لتعجب حين تقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم من اتاكم وامركم جميع على واحد يريد ان يشق عصاكم او ان يفرق جماعتكم فاقتلوه. رواه مسلم. وفي رواية وفي رواية اخرى عند مسلم يقول عليه الصلاة والسلام انه ستكون هنات وهنات فمن اراد ان يفرق امر هذه الامة وهي جميع. فاضربوه بالسيف كائنا من كان. فمع عظم شأن القتل في الاسلام الا ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بقتل من يسعى لتفريق كلمة الامة وشق عصاها وما ذاك الا للعناية العظيمة من الشريعة الاسلامية باجتماع الكلمة ونبذها للفرقة والاختلاف ولتحقيق هذا المقصد العظيم عنيت الشريعة الاسلامية بتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم. وما ذاك الاهمية من جهة ولحساسيتها من جهة اخرى. فان بعض النفوس قد لا تصبر. وخاصة عندما ترى اثرة واستئثارا بحظور الدنيا. فقد لا وقد لا تصبر كذلك عندما ترى بعض المنكرات. فحسم النبي صلى الله عليه وسلم هذه المسألة العظيمة. ولم يجعلها راجعة الى اجتهاد المكلف. فامر بالسمع والطاعة لولي الامر بالمعروف يقول الامام محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه مسائل الجاهلية التي خالف فيها النبي صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية. المسألة الثالثة من مسائل الجاهلية انهم اي اهل الجاهلية يرون ان مخالفة ولي الامر وعدم الانقياد له فضيلة. ويجعله بعضهم دينا. فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. وامرهم بالصبر على جور الولاة والسمع والطاعة والنصيحة لهم وغلظ في ذلك وابدى واعاد وفي الصحيحين عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى اثرة اثرة علينا وعلى الا ننازع الامر اهله. قال النووي رحمه الله على هذا الحديث الاثرة هي الاستئثار والاختصاص بامور الدنيا. اي اسمعوا واطيعوا وان اختص الامراء بالدنيا اولم يوصلوكم حقكم مما عندهم. وهذه الاحاديث في الحث على السمع والطاعة في جميع الاحوال لاجل اجتماع كلمة فان الخلاف سبب لفساد احوالهم في دينهم ودنياهم. وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كره من اميره شيئا فليصبر عليه فانه ليس احد من الناس خرج من السلطان فمات الا مات ميتة جاهلية. وقوله خرج من السلطان شبرا فيه اشارة ادنى خروج عباد الله ان شحن نفوس العامة ضد ولاة الامر بتصيد الاخطاء والنفخ فيها قد يتسبب في فتح ابواب من الفتن. ولهذا جاء في صحيح البخاري عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما انه قيل له لو اتيت اي امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فكلمته. فقال اسامة انكم لترون اني لا اكلمه الا ان معكم اني اكلمه في السر دون ان افتح بابا لا اكون اول من فتحه. فخشي اسامة من انه لو ناصح عثمان علنا ان يفتح على المسلمين باب فتنة وشر. وفي حديث عياض وفي حديث عياض بن غن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اراد ان ينصح لسلطان بامر فلا يبدي له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به قبل منه فذاك والا كان ادى الذي عليه. عباد الله ينبغي التواصي على اجتماع الكلمة. ونبذ الفرقة وتأليف القلوب قال النووي رحمه الله من النصيحة لائمة المسلمين معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف وتألف وتأليف قلوب الناس لهم. وان التاريخ ليعلمنا ان شحن قلوب الناس تجاه ولاة الامر يجر ابوابا عظيمة من الشرور والفتن. ولهذا كانت الفتن التي وقعت زمن امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه كانت الشرارة في ذلك هي شحن قلوب العامة جاه عثمان وتولى كبرها عبد الله بن سبأ اليهودي الذي اظهر للناس اسلامه واظهر موالاته لال البيت واظهر صلاحه وانه يحمل لواء الاصلاح لكنه كان خبيثا اصبح يؤلم الناس على عثمان رضي الله عنه ويحرضهم على ذلك حتى حصل ما حصل من الفتن العظيمة. مع ان كثيرا من علماء الصحابة كانوا موجودين في في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن لما شحنت النفوس تجاه الخليفة الراشد عثمان اصبح اولئك العامة خارجون عليه لا يقبلون من علماء الصحابة بل ويتهمونهم بمداهنة الخليفة عباد الله وان هناك دعوات من خارج هذه البلاد لابناء هذه البلاد للقيام بمظاهرات وما يسمونه بحراك وانه وما دام ولي الامر قد منع من ذلك فان الخروج لهذه المظاهرات نوع من المنازعة له وهو ولا يجوز شرعا وعلينا ان نستحضر انه ليس كل من ادعى ولبس لباس الاصلاح يكون صادقا فعلينا الا ننخدع والا نسير خلف كل ناعق بل لا بد من ان نرد الامر الى اولي العلم واهل الحل والعقد كما قال الله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه من ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا عباد الله ينبغي ان نستحضر عظيم نعم الله تعالى علينا في هذه البلاد. وان نشكره على ذلك. فان من اول الشكر ان يعرف الانسان قدر النعمة التي هو فيها. فنحن نعيش في امن وامان وفي رخاء ورغد من العيش فينبغي ان نستحضر قدر هذه النعم وان نحمد الله ونشكره على ذلك. والا فان الانسان اذا بطر النعمة ولم يعرف قدره واستخف بها وتململ منها فانها يوشك ان تذهب وان تزول. وكما يقول ابن القيم رحمه الله ان بعض الناس في نعمة ويبدأ يتململ منها ويتململ حتى تسلب منه تلك النعمة فيندم ندما عظيما بنو اسرائيل انعم الله عليهم بالمن والسلوى. لكنهم تململوا من هذه النعمة وطلبوا من موسى قالوا ادعوا لنا ربك اخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وفومها وعدسها وبصلها. قال اتستبدلون الذي ادنى بالذي هو خير؟ اهبطوا مصرا ان لكم ما سألتم وبعض الناس حالهم كحال بني اسرائيل لا يعرفون قدر النعمة التي هم فيها حتى اذا فقدوا تلك النعم وسلبوها ندموا حين لا ينفع الندم. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رجلا سأله فقال سأله هل يحل له ان يأخذ من العطاء؟ وقال الست من الفقراء؟ قال الك امرأة تأوي اليها؟ قال نعم قال الك مسكن تسكنه؟ قال نعم. قال فانت من الاغنياء. قال وان لي خادما. قال فانت من الملوك. اي تعيش عيشة ملوك. قال ابن عباس رضي الله عنهما كان الرجل من بني اسرائيل اذا كان له الزوجة والخادم والدار سمي ملكا وقرأ قول الله تعالى واذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم اذ جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا تعيشون عيشة ملوك فلنحمد الله عز وجل ولنشكره على ما من به علينا من النعم العظيمة والالاء الجسيمة. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيم لشأنه. واشهد اشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل وبدعة ضلالة عباد الله اذا علم شأن وحدة الكلمة بالشريعة والنهي عن الفرقة فليس من كياسة العقل والحكمة ان يساق المرء الى من يريد تصديع هذه الوحدة لما يراه من حق لم يؤدى اليه لانه ان فقد بعض حقه حال الوحدة فسيفقده كله اذا وقعت الفرقة ولن يأمن على نفسه ولا على عرضه ولا على ماله عباد الله لا يعرف فظائل الامن والوحدة الا من اكتوى بنار الخوف والرعب والفوضى والتشريد والغربة. ولنعتبر ولنعتبر بما تنقله وسائل الاعلام من صور لبلدان ليست ببعيدة عنا. تجتاحها فتن وحروب ومجاعات طلاق في فوضى عارمة ودماء تراق ورقاب الى الموت تساق في اعمال النكراء وفتن عمياء فلنعتبر فلنعتبر بما يجري حولنا في تلك البلدان ولنحافظ على هذه النعم التي نحن فيها من الامن والامان واجتماع الكلمة ووحدة الصف ورخاء العيش فلنحمد الله عز وجل ولنشكره على هذه النعم اللهم اللهم انا نحمدك ونشكرك على ما انعمت به علينا من نعمك العظيمة والائك الجسيمة. اللهم ادم علينا الامن والامان والاستقرار والرخاء واجتماع الكلمة ووحدة الصف. واجعلها عونا لنا على طاعتك ومرضاتك. اللهم اعنا على ذكرك وعلى شكرك وعلى طاعتك وعلى حسن عبادتك. اللهم من اراد بالاسلام والمسلمين شرا اللهم فاشغله في نفسه. اللهم اجعل في نحره اللهم اجعل تدبيره تدميرا عليه يا قوي وعزيز. اللهم واعز الاسلام والمسلمين واذل الكفر والكافرين. اللهم من نصر دين الاسلام في كل مكان وخذل من خذل دين الاسلام في كل مكان يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم وفق ولاة امور المسلمين لتحكيم شرعك والعمل بكتابه وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمة لرعاياهم. اللهم امامنا وولي امرنا لما تحب وترضى وارزقه البطالة الصالحة الناصحة التي تعينه اذا ذكر وتذكره اذا نسي يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. واجعل الموت راحة لنا من كل شر. نسألك اللهم من الخير كله عاجله واجله. ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله. عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى ال وصحبه وسلم