الحمد لله العلي العظيم قلق فسوى وقدر فهدى واغنى فاغنى واغنى واغنى وكفى واوى له ملك السماوات والارض وما بينهما وما تحت الثرى سبحانه من اله عظيم وسع كل شيء رحمة وعلما احمده تعالى واشكره حمدا وشكرا عدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اما بعد اتقوا الله ايها المسلمون اتقوا الله حق التقوى. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا. ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته. ويعظم له اجرا عباد الله حديث في هذه الخطبة عن امر عظيم اسمه كبير وذنبه عظيم حذرنا ربنا تبارك وتعالى منه في القرآن العظيم تحذيرا بليغا بل قرنه بالخمر والانصاب والازلام وقد تساهل فيه بعض الناس في هذا الزمان تساهلا كبيرا ذلكم هو الميسر الميسر ويطلق عليه القمار وهو كل معاملة دائرة بين الغرم والغنم اي بين الربح والخسارة لا يدري فيها المعامل هل يكون غانما او غانما وهو من كبائر الذنوب قرنه الله تعالى بعبادة الاصنام وبالخمر والانصاب والازلام يقول ربنا عز وجل يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا. فان توليتم فاعلموا ان ما على رسولنا البلاغ المبين فبين الله عز وجل بهذه الايات ان هذه الاشياء المذكورة ومنها الميسر انها امور فاسدة مفسدة ووصفها بانها رجس والرجس النجس فهي تنجس العقائد وتنجس الاخلاق ووصفها بانها من عمل الشيطان وعمل الشيطان كله شر وغش لبني ادم بانه عدو لهم لا يريد لهم الخير ثم امر الله تعالى باجتنابها وعلق على ذلك الفلاح العاجل والاجل فقال فاجتنبوه لعلكم تفلحون ثم بين سبحانه في الاية الثانية مقصود الشيطان من تزيينه للناس تعاطي الخمر والميسر فقال انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر فالشيطان يزين للانسان الخمر والميسر ويريد من تزيينه هذا ان يوقع الانسان فيه فاذا وقع فيه اوقعه في العداوة والبغظاء حتى يتفكك المجتمع ويتقاطع لانه تزول من بينهم الالفة والمحبة ويحل محلها العداوة والبغضاء ثم بين سبحانه ان للشيطان مقصدا اخر اعظم من ذلك قال ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فالشيطان يزين للناس الوقوع في الخمر والميسر حتى يصدهم عن ذكر الله. الذي بذكره تصفو نفوسهم وتطمئن قلوبهم هم ويريد ان يصدهم بذلك عن الصلاة التي هي الصلة بين العبد وربه فتسود فيهم الفوضى والقلق النفسي وتعظم عليهم الغفلة ولما بين سبحانه هذه المفاسد في الخمر والميسر. قال فهل انتم منتهون فلا يليق بالمؤمن العاقل بعد ذلك الا ان يقول انتهيت انتهيت يا رب عباد الله ان الميسر فيه اكل للمال بالباطل اذ عن طريقه يؤخذ المال على المسابقات والمغالبات والمراهنات فيحرم ذلك الا ما استثناه الشارع مما فيه مصلحة التدريب على الجهاد في سبيل الله والاته. لقول النبي صلى الله عليه وسلم لم لا سبق الا في خف او نصل او حافر وقوله لا سبق اي لا يحل اخذ المال في المسابقة الا في خف المقصود بالخف الابل او نصل السهم الذي يرمى به او حافر الخيل التي يسابق عليها. فالحديث يدل على جواز اخذ العوظ في المسابقة بالرمي والابل والخيل وما في حكمها لانها من الات الجهاد في سبيل الله عز وجل ولان في بذل المال في تلك المسابقة تشجيعا على ذلك وتدريبا عليه. ويقاس على ذلك ايضا الوسائل الحديثة الوسائل الحديثة للجهاد في سبيل الله عز وجل. فتجوز المسابقة عليها وما عدا ذلك من المراهنات والمسابقات لا يجوز اخذ العوظ عليه لانه القمار المحرم والميسر والخبيث ومن ومن ابرز صور ذلك الاشتراك باليناصيب بان يدفع الانسان تذكرة ثم اذا حالفه الحظ حصل على مبلغ كبير او انه يخسر قيمة تلك التذكرة فهذا داخل في الميسر ومن ذلك ايضا ما يؤخذ على المغالبة في لعب الورق والبلوت والشطرنج والنرد ونحو ذلك من الالعاب التي تبذل وتهدر فيها الاموال جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لعب بالنردشير فهو كمن غمس يده في لحم خنزير ودمه ومن ذلك ايضا ما يكون في بعض محلات الالعاب في المنتزهات وغيرها وفي بعض محلات العاب الحاسب الالي وغيرها من محلات الالعاب وجود العاب يشترط للدخول فيها بذل مال واللاعب اما ان يفوز بتلك اللعبة فيربح اكثر مما دفع. او يخسر قيمة تلك اللعبة فيكون قد خسر رسم الدخول فهو يبذل مالا وهو متردد بين الربح والخسارة. فهذا من الميسر وهذه لعبة محرمة ولا تجوز ومن ذلك ايضا الرهان والتحدي مقابل عوظ كأن يراهن انسان اخر على امر وان تبين الامر بخلافه اعطاه عوظا فهذا داخل في الميسر ومن اكل المال بالباطل ومن صور الميسر ايضا المسابقات التي تكون في بعض القنوات والوسائل الاعلامية والتي يشترط للدخول فيها دفع مبلغ نقدي بطريق مباشر او بطريق غير مباشر عبر الرسائل التي يحتسب عليها رسم فوق المعتاد او عبر المكالمات التي يحتسب عليها رسم فوق المعتاد فهذا كله داخل في الميسر فاتقوا الله عباد الله واعلموا ان الله لا يحرم شيئا الا لمضرته العظيمة على الفرد والمجتمع. وما قد يوجد في والقمار من منافع فانها مغمورة بجانب المضار كما قال سبحانه يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما تأمل هذه الاية حيث ذكر الله عز وجل المنافع بصيغة الجمع وذكر الاثم بصيغة المفرد فلم يقل فيها فلم يقل فيهما اثام كبيرة ومنافع للناس بل قال اثم كبير اشارة الى ان المنافع مهما كثرت ومهما تعددت فانها مغمورة بجانب هذا الاثم الكبير والاثم الكبير بها فاثم الخمر والميسر اكبر من نفعهما مهما كان فيهما من النفع الحاصل بهما ولا يليق بمن كان واقعا في الميسر ثم يسمع هذا الكلام الا ان يقول كما قال الصحابة رضي الله عنهم لما حرمت الخمر وقال الله تعالى هل انتم منتهون؟ قالوا انتهينا انتهينا. فراقوا الخمر بالسكك حتى جرت جرت السكك بتلك باواني وروايا الخمور التي لديهم امتثالا لامر ربهم عز وجل لما قال لهم فهل انتم منتهون؟ فانتهوا في تلك اللحظة واراقوا ما بايديهم من خمر كان موجودا قبل ان تحرم ما الخمر وهكذا اذا بلغ المسلم النهي عن امر فيجب عليه ان يمتثل ذلك وان يقول قد انتهيت يا رب من كان يقع في مثل هذه الصور من الميسر فعليه ان ينتهي منها وان يتقي الله عز وجل وان يستحضر الاثم الكبير المرتب على ذلك الميسر مع ما يتسبب فيه من البركة ومن المضار الكثيرة على الفرد والمجتمع في الدنيا والاخرة. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب استغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور الرحيم سنة الشكر له على توفيقه وامتنانه اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بعد ان خير الحديث كتاب الله قال الهادي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها كل محدثة بدعة بعد الله ان الميسر يصيب صاحبه بالادمان ففيه فتنة عظيمة لمن ابتلي به ان من يقامر ثم يخسر يحاول الاستمرار لاجل ان يعوض وهو يتردد كل حين ما بين الربح والخسارة فيضيع بذلك وقته وماله وجهده في هذا الميسر كما يقول اهل العلم ان الميسر من الملاهي التي يدعو قليلها الى كثيرها فكثيرا ما يدفع بصاحبه الى الادمان كادمان المخمورين على الخمور والمخدرات وكثيرا ما يدفع بصاحبه الى العكوف عليه كما يعكف اهل الاوثان على عبادتها ولهذا قرن الله تعالى بين الميسر وبين الخمر والانصاب والازلام فقال يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون عباد الله وبعد ان اشرنا لجملة من صور الميسر نذكر صورا اخرى لا تدخل في الميسر حتى لا تشتبه بصور الميسر وضابطها كل معاملة او مسابقة يدخل فيها الانسان وهو تردد بين الغنم والسلامة فهو اما غانم واما سالم فليس خاسرا باي حال فهذا لا بأس به ولا يدخل في الميسر ومن ذلك على سبيل المثال ما تقدمه بعض محطات الوقود وبعض المحلات التجارية من اعطاء المتعامل معها هدايا كمناديل ونحوها فهذا لا بأس به ومن ذلك ايضا تخفيض الغسال نسبة من قيمة الغسيل ونحو ذلك هذا لا بأس به ولا يدخل في الميسر بان غاية الامر ان صاحب المحطة او المحل قد تنازل عن بعظ حقه لصالح الزبون وقد يكون ذلك بطريق غير مباشر ومن ذلك ايضا التخفيض والخصم عن طريق احتساب نقاط عبر برامج مجانية سواء في شركات الاتصالات او في المحلات التجارية او في الصيدليات ونحو ذلك. هذا كله لا بأس به بشرط ان تكون مجانية ولا يدفع العميل في مقابلها شيئا لانه في حقيقة الامر تخفيظ بطريق غير مباشر فالقاعدة في هذا ان المتعامل اذا كان مترددا بين السلامة والربح فلا بأس بتلك المعاملة. واما اذا كان مترددا بين الغنم والغرم بين الربح والخسارة فهذه تدخل في الميسر فهذه المعاملات والمغالبات والمسابقات تدخل في الميسر وهي محرمة في في الاصل وعلى المسلم اذا اشتبه عليه معاملة من المعاملات هل تدخل في الميسر ام لا؟ عليه ان يسأل اهل العلم ولا يدخل فيها حتى يتبين الحكم الشرعي من واقعها حتى يكون على بصيرة من امره خاصة في هذا الزمن الذي نعيشه والذي تستحدث فيه ما بين حين واخر برامج جديدة وامور جديدة مستحدثة ونوازل في هذا الباب. فينبغي لمن اشكل عليه شيء من ذلك الا يدخل فيها حتى يستبين الحكم الشرعي فيها الا واكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير. فقد امركم الله بذلك فقال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. اللهم ارضى عن صحابة نبيك اجمعين. اللهم ارضى عن ابي بكر الصديق وعن عمر بن الخطاب وعن عثمان بن عفان وعن علي ابن ابي طالب وعن سائر صحابة نبيك اجمعين. وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم اذل الكفر والكافرين. اللهم انصر من نصر دين الاسلام في كل مكان. اللهم خذل من خذل دين الاسلام في كل مكان يا اي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم وابرم امة الاسلام امرا رشدا يعز فيه اهل طاعته ويهدى فيه اهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم وفق ولاة امور المسلمين لتحكيم شرعك والعمل بكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمة لرعاياهم. اللهم وفق امامنا وولي امرنا لما تحب وترضى. وارزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه اذا ذكر وتذكره اذا نسي يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم ان لنا اخوة مسلمين مستضعفين قد مستهم البأساء والضراء. اللهم فارحمهم برحمتك يا ارحم الراحمين. وانصرهم بنصرك يا قوي يا عزيز يا نصير المستضعفين ويا مجير المستجيرين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين