الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير. احمده تعالى لا حمدا وشكرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. احمده واشكره حمدا وشكرا عدد خلقه عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد وان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بالحق بشيرا ونذيرا. وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله ايها المسلمون اتقوا الله حق التقوى. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون عباد الله ها هو قد مضى من رمضان اكثر من الثلث وتبقى اقل من الثلثين. وربما يكون ما تبقى خيرا مما مضى. فانما تبقى فيه ليلة القدر التي هي خير من الف شهر. فاجتهدوا رحمكم الله وشمروا الى مزيد من الطاعة والعبادة والعمل الصالح وتزودوا بزاد التقوى. فان الايام والليالي تمر سريعا وتذهب جميعا والموفق من وفقه الله تعالى لاغتنام ما تبقى من عمره في طاعة الله سبحانه وفيما يقربه الى الله تعالى زلفى. عباد الله وان شهر رمضان هو شهر الجود والاحسان. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اجود الناس. وكان اجود ما يكون في رمضان. ولان كان الجود والانفاق في وجوه البر محمودا في كل وقت. الا انه يتأكد اكدوا في هذا الشهر المبارك كما قال ربنا سبحانه مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كما حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا من ولا اذى لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان ملكين ينزلان كل يوم يدعوان للمنفق بالخلف ويدعوان على الممسك بالتلف في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم يصبح العباد فيه الا وملكان ينزلان. فيقول احدهما اللهم اعط منفقا خلفا. ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا عباد الله وقد كان الصحابة رضي الله عنهم وهم القدوة والاسوة للامة الذين هم خير القرون وافضل القرون قد كان عندهم حرص عظيم على هذا الجانب. كانوا حريصين على البذل والانفاق في سبيل الله على قلة ما في ايديهم من الاموال. جاء في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه قال اصبت الم اصب في حياتي انفس منه. فذهبت للنبي صلى الله عليه وسلم استشيره فيه قلت يا رسول الله اني اصبت مالا هو انفس مال اصبته في حياتي. فبم تأمرني؟ قال حبس الاصل وسبل الثمرة اي اوقف هذا المال. فاوقفه عمر رظي الله عنه في وجوه البر وعن انس رضي الله عنه قال كان ابو كان ابو طلحة اكثر الانصار بالمدينة مالا من نخل. وكان احب امواله اليه بيرحاء. وكانت مستقبلة المسجد. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها. ويشرب من فيها طيب فلما نزلت هذه الاية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. جاء ابو طلحة رضي الله عم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال يا رسول الله ان الله انزل عليك لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وان احب اموالي الي بيرحا وانها صدقة لله ارجو برها وذخرها ذخرها عند الله تعالى فظعها يا رسول الله حيث اراك الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ بخ ذلك مال رابح ذلك مال الرابح. وقد سمعت ما قلت واني ارى ان تجعلها في الاقربين ابو طلحة في اقاربه وبني عمه وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لما نزل قول الله تعالى من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا؟ قام ابو الدحداح فقال يا رسول الله ان الله يريد منا القرض؟ قال نعم يا ابا الدحداح. قال فاني قد اخرجت ربي حائطي وكان حائطه اي بستانه فيه ست مئة نخلة. ثم جاء يمشي حتى اتى الحائط وفيه ام الدحداح في عيالها فناداها يا ام الدحداح قالت لبيك قال اخرجي اي من البستان فاني قد اخرجته. قالت ومن اقرضته؟ قال فاني اقرضته ربي وكان في المدينة بئر رومة. وكانت ليهودي وكان هذا اليهودي يبيع ماءها على المسلمين يبيع كل قربة بدرهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يشتري بئر رومة فيكون دلوه في فيها كدلاء المسلمين وله الجنة. فاشتراها عثمان بن عفان رضي الله عنه واوقفها على المسلمين وفي ترجمة عثمان ذكر اهل السير قصة عجيبة وقد حدث في خلاف في خلافة ابي بكر الصديق رضي الله عنه ان اصاب الناس قحط. ثم قدمت المدينة عير لعثمان من فخرج الناس يتلقونها فاذا هي الف بعير موسوقة برا وزيتا وزبيبا فاناخت بباب عثمان فلما جعلت احمالها في داره جاءه تجار المدينة وقالوا بعنا من هذا الذي وصل اليك فانك تعلم حاجة الناس اليه. قال عثمان كم تربحونني على شرائي؟ قالوا الدرهم بدرهمين قال اعطيت زيادة على هذا. قالوا نعطيك اربعة. قال قال اعطيت اكثر. قالوا خمسة قالوا قال اعطيت اكثر. قال ومن الذي اعطاك اكثر؟ ما في المدينة تجار غيرنا وما سبقنا احد اليك. فمن الذي اعطاك اكثر مما اعطينا؟ فقال الله فقال الله اعطاني بكل درهم عشرة فهل عندكم زيادة؟ قالوا لا. قال فاني اشهد الله اني جعلتها صدقة على الفقراء والمساكين ثم فرقها عليهم فما بقي من فقراء المدينة احد الا اخذ منها ما يكفيه واهله وكان عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما اذا اعجبه شيء من ماله وتعلقت به نفسه تصدق به. يتأول قول الله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون عباد الله ان البذل والانفاق في سبيل الله برهان على صدق ايمان صاحبه. ولهذا جاء في صحيح مسلم عن ابي مالك الحارث بن عاصم الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصدقة برهان فهي برهان على ايمان العبد لان المال محبوب الى النفوس. والنفوس شحيحة به. فاذا بذله الانسان لله فان الانسان لا يبذل ما يحب الا لما هو احب اليه منه. فلهذا كانت الصدقة برهانا على صدق الانسان مع ربه وعلى قوة ايمانه. وانه لينبغي المبادرة بالبذل والانفاق. وعدم التأخير والتسويف. عن عقبة ابن ابن الحارثة رضي الله عنه قال صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعا فتخطى رقاب الناس الى بعض حجر نسائه ففزع الناس من سرعته فخرج اليهم وقال قد ذكرت شيئا من كبر. اي قطع من ذهب او فظة عندنا من الصدقة فكرهت ان يحبسني حابسا فامرت بقسمته. اخرجه البخاري في صحيحه. فينبغي للمسلم المبادرة الى فعل الخير. وان لا يتوانى في ذلك فان الانسان لا يدري متى يفجأه الموت ربما يباغته الاجل او ربما يباغته مرض الموت فلا يستطيع حينئذ ان يتصدق او ان يعمل من الصالحات ما كان يتمنى ان يعمل. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اي الصدقة اعظم اجرا؟ قال ان تصدق وانت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل غنى ولا تمهل حتى اذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان. متفق عليه ها انتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله. فمنكم من يبخل ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه. والله الغني وانتم الفقراء وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو التواب الرحيم الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه. واشهد ان محمد عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي ايادي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة عباد الله وان مما يتأكد على المسلم ان يتفقد ان يتفقده من الاموال ان يتفقد الاموال التي يجب فيها الزكاة فيخرج الزكاة من امواله. فان الزكاة ركن من اركان الاسلام. وفريضة من فرائض الدين هي الركن من اركان الاسلام. فعلى المسلم ان يعنى باخراجها عناية كبيرة. وان يسأل اهل العلم عما يشكل عليه من احكامها وقد توعد الله عز وجل توعد مانع الزكاة فقال والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان مانع الزكاة انه يعذب في الموقف يوم القيامة في يوم كان مقداره خمسين الف سنة وانه يعذب بنفس المال الذي بخل باخراج الزكاة منه. وان هذا المال يتبعه ويقول انا كنزك انا كنزك. على هيئة شجاع الاقرع. في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فاتقوا الله عباد الله واخرجوا زكاة اموالكم طيبة بها نفوسكم. عباد الله والاموال التي تجب وفيها الزكاة اربعة. الاول الخارج من الارظ من الحبوب والثمار. فتجب الزكاة في الحبوب وفيما يكال ويدخر من الثمار ولها تفاصيل مذكورة في كتب الفقه. الثاني السائمة من بهيمة الانعام. فتجب الزكاة فيما فتجب الزكاة فيما يأكل العشب والكلى مما لا يعلف من بهيمة الانعام. اما ما يعلفه الانسان من بهيمة الانعام فلا زكاة فيه انما تجب فيما لا يعلف مما يأكل العشب والكلأ اكثر السنة. الا اذا كانت معدة للتجارة فتجب فيها الزكاة زكاة عروظ التجارة والثالث النقدان وهما الذهب والفضة وفي معناهما في الوقت الحاضر الاوراق النقدية كالريالات والجنيهات والدولارات غيرها من انواع الاوراق النقدية. الرابع عروض التجارة. فهذه هي اصناف الاموال التي تجب فيها الزكاة ومما يكثر السؤال عنه زكاة الراتب الشهري او الدخل الشهري كيف يزكى؟ لزكاته طريقتان الطريقة ان يحصي الانسان ما حال عليه الحول من دخله الشهري فيزكيه. ما دام انه قد بلغ النصاب. ونصاب الاوراق النقدية هو ادنى النصابين من الذهب او الفضة. اي انه هو نصاب الفضة لان الفضة في وقتنا الحاضر ارخص بكثير من الذهب. ويعاد تقريبا هذه الايام الف ومئتين واثنين واربعين ريالا. فمن ملك هذا المبلغ فاكثر فتجب عليه الزكاة اذا لا عليه الحول فيحصي ما حال عليه الحول من دخله الشهري فيزكيه ويمكن ان يستعين على ذلك كشف حساب من البنك والطريقة الثانية ان يحدد وقتا معينا في السنة. كمنتصف شهر رمضان مثلا فيزكي جميع الرصيد عنده سواء حال عليه الحول او لم يحل عليه الحول. وينوي بما لم يحل عليه الحول تعجيل الزكاة. وتعجيل الزكاة جائز قد وردت به السنة وبذلك فانه لا ينظر لزكاة رصيده الا مرة واحدة في السنة كلما اتى منتصف زكى جميع ما عنده ناويا تعجيل الزكاة فيما لم يحل عليه الحول. وهذه الطريقة الثانية اسهل واضبط عباد الله ومما يكثر السؤال عنه زكاة الاسهم والمساهم لا يخلو اما ان يكون مستثمرا او مضاربا. فان كان مستثمرا اي انه لا يبيع ويشتري في الاسهم بل اشتراها وتركها او اكتتب في اسهم وتركها او انه كان يبيع ويشتري فيها ثم بعد تركها فلم يعد يبيع ويشتري فيها. فهذا تكفي زكاة الشركة عنه. ولا يلزم بالزكاة. لان المال الواحد لا يزكى مرتين وجميع الشركات المساهمة عندنا في المملكة ملزمة بدفع زكواتها الى مصلحة الزكاة والدخل. وتصب زكواتها في حساب الضمان الاجتماعي مباشرة والحالة الثانية ان يكون المساهم مضاربا اي يبيع ويشتري في الاسهم. فهذا يجب عليه ان يزكي ما عنده من اسهم فينظر الى التاريخ الذي دخل فيه تجارة الاسهم. فاذا حال عليه الحول ووصل مثل هذا اليوم من العام الذي يليه فانه ينظر الى ما في محفظته من اسهم كانه يريد ان يبيعها ويخرج ربع العشر اي يخرج اثنين ونصف في المئة وهكذا من كان مشتركا في صندوق من الصناديق الاستثمارية يجب عليه ان يخرج ما يخصه منها من زكاة لان البنوك لا تدفع زكاة الصناديق الاستثمارية لمصلحة الزكاة والدخل. وانما المصلحة انما تأخذ زكوات الشركات فقط اما الصناديق الاستثمارية فانها لا تجبى زكاتها. وعلى هذا فمن كان مشتركا في صندوق استثماري فعليه ان يخرج القدر الواجب عليه من الزكاة ومما يكثر السؤال عنه من مسائل الزكاة زكاة الاراضي وزكاة الاراضي متأثرة بنية المالك. فان كان المالك لهذه الارض لا يريد بيعها وانما يريد ان يبني عليها مسكنا او يريد ان يبني عليها عقارا لتأجيره. فهذا لا زكاة عليه اذا كانت نيته غير واضحة اي انه متردد في النية فتارة يقول اريد ان ابني تارة يقول اريد ان ابيع فهذا لا زكاة عليه ايضا. وانما الزكاة تجب على من جزم بنية البيع. اما في الحال او في المستقبل. فهذا هو هو الذي قد اعدها للتجارة فيجب عليه ان يخرج زكاتها. ومما يحسن التنويه عنه ان رسوم الاراضي التي تحتسب على الاراضي لا يجوز احتسابها من الزكاة. وذلك لانها لن تذهب لاهل الزكاة ومصارف الزكاة الثمانية وانما هي رسوم تفرض على المحتكرين. فلا يجوز احتسابها من الزكاة. ثم ايضا ثمان هذه ان الزكاة عبادة وشعيرة تصرف لمصارف معينة وهي تختلف اختلافا كبيرا عن هذه الرسوم ومما يكثر السؤال عنه من مسائل الزكاة زكاة عروظ التجارة كيف يزكي هذه العروظ؟ من كان عنده عروض تجارة كان يكون عنده محل لبيع سلع اما لبيع جوالات مثلا او ملابس او غير ذلك من امور التجارة فانه يجرد جميع ما عنده في المحل. كانه يريد ان يصفيه وان يبيع. ثم يخرج ربع العشر اي اثنين نصف المئة ومما يكثر السؤال عنه حكم دفع الزكاة للعمال والخدم والسائقين ونحوهم. فيجوز دفع الزكاة اليهم بالشروط. الشرط الاول ان يكونوا مستحقين للزكاة كأن يكونوا فقراء او مساكين او غانمين. الشرط الثاني الا يربط بين وبين العمل باي وجه من الوجوه. ولا ينوي باعطاء الزكاة لهذا العامل ان تحسين العمل او جودة العمل او نحو ذلك. الامر الثالث او الشرط الثالث الا يلحق هذه الزكاة بمنة ولا اذى. فان بعض ناس يدفعوا الزكاة للعامل او للخادمة ثم بعد حين من الدهر اذا حصلت اساءة من هذا العامل قال الم اعطك زكاة مالي الم افعل كذا؟ وهذا يبطل اجر الزكاة تماما. كما قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقات بالمن والاذى فالمن والاذى يبطل اجر الصدقات والزكوات واذا كان سيمتن على هذا الذي سيعطيه زكاة او صدقة فلا حاجة لهذا لهذه الصدقة. قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى. ان الشريعة الاسلامية تريد منك اذا دفعت زكاة او صدقة لهذا الفقير او لهذا ان تحفظ كرامته والا تجرح مشاعره بمنة ولا اذى. اما من لم يلتزم بهذا وجرح مشاعر الفقير بمنة او باذى او باي كلمات نابية اما في الحال او في المستقبل فان هذا يبطل الاجر تماما ومما يكثر السؤال عنه من مسائل الزكاة ان بعض الناس يشكل عليه معرفة المستحقين للزكاة. والمستحقون للزكاة هم الذين ذكرهم الله تعالى في اية التوبة في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم. واوضح هذه الاقسام الثمانية في مجتمعنا الفقراء والمساكين والغارمين. اما الفقراء والمساكين فهم ذوو الحاجات. لكن الفقراء اشد حاجة من المساكين فان المساكين قد ذكر الله تعالى المساكين في قصة موسى مع الخضر وان لهم سفينة يعملون عليها واما السفينة لمساكين يعملون في البحر والفقير ضابط الفقير هو المعدم الذي لا يجد شيئا او يجد دون نصف الكفاية والمسكين هو الذي يجد نصف الكفاية او اكثرها دون تمام الكفاية. ونوضح هذا بالمثال الذي لا يجد شيئا هذا واضح انه فقير من يكون دخله يكفيه الى اقل من منتصف الشهر فهذا فقير ايضا. من كان دخله يكفيه الى منتصف الشهر فهذا مسكين من كان دخله يكفيه الى عشرين من الشهر مثلا لكنه لا يكفيه الى اخر الشهر فهذا مسكين فهؤلاء جميعا مستحقون للزكاة اما من كان دخله يكفيه الى اخر الشهر فهذا مكفي ولا تحل له الزكاة ومن باب اولى اذا كان يدخر شيئا من دخله فهذا لا تحل له الزكاة. واما الغارمون فالمقصود بهم المدينون الذين عليهم ديون حالة وهم عاجزون عن سدادها اما من عليه ديون مؤجلة او مقصطة فلا تحل له الزكاة. انما الذي انما الذي يعتبر من الغارمين المستحقين للزكاة هو الذي حل عليه الدين وهو عاجز عن سداده. بحيث لو ان الدائن رفع فيه شكاية لربما سجن بسبب هذا الدين فهذا من الغارمين وهذا يباح ان يعطى من الزكاة ما يسدد به دينه ولا بأس ان يسدد الدائن مباشرة لان بعض المدينين ربما يكون سيء التدبير فتعطى الزكاة للدائن مباشرة. وينبغي العناية ايها الاخوة بهذا الصنف فكم من انسان مسجون الان منقطع عن اطفاله وعن اسرته بسبب ديون ابتلي بها لحقته هذه الديون فهو الان مسجون بسببها وينتظر محسنا يأتي ويعيد البسمة لاطفاله. يسدد عنه ويخرج من السجن ويرجع لاسرته واطفاله. فما اعظم اجر من تلمس حاجات هؤلاء وقضى ديونهم فان اجره عظيم وثوابه جزيل. اتقوا الله عباد الله واحرصوا على العناية بامر الزكاة. وتحروا امر المستحقين فان الزكاة تحتاج الى مزيد من التحري اكثر من الصدقات. لكن قال اهل العلم ان من ظهر من حاله انه تحق للزكاة ولم يظهر عليه اثر غنى جاز دفع الزكاة اليه ولو لم يتيقن الانسان استحقاقه للزكاة لان مسألة الفقر والغنى من الامور التي قد لا تتضح اتظاحا كبيرا ولو دفع الزكاة لغني ظنه فقيرا اجزأ لكن المطلوب ان اجتهد في التحري وفي البعث وفي البحث عن المتعففين الذين لا يسألون الناس الحافا يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف فان اعطاء هؤلاء الزكاة اعظم اجرا وثوابا. الا واكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير. فقد امركم الله كما قال سبحانه يا ايها الذين امنوا ان ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارضى اللهم عن صحابة نبيك اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم انصر الاسلام والمسلمين. اللهم اذل الكفر والكافرين. اللهم اذل النفاق والمنافقين. اللهم من ارادنا او اراد الاسلام والمسلمين بسوء فاشغله في نفسه. اللهم اجعل كيده في نحره. اللهم اجعل تدبيره تدميرا عليه. يا قوي يا عزيز. اللهم ابرم لامة الاسلام امرا رشدا. يعز فيه اهل ويهدى اهل معصيتك ويأمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم وفق ولاة امور المسلمين لتحكيم شرعك والعمل بكتابه وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. واجعلهم رحمة لرعاياهم. اللهم وفق امامنا وولي امرنا لما تحب وترضى. وخذ بناصيته للبر والتقوى وارزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه اذا ذكر وتذكره اذا نسي يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم بارك لنا فيما ما تبقى من شهر رمضان اللهم اعنا على اتمام صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه. اللهم وفقنا فيه لما تحب وترظى من الاقوال والاعمال يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اعنا على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة سنة وقنا عذاب النار. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله. ما علمنا منه وما لم نعلم. ونعوذ بك من الشر كله. عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين