الحمد لله الذي من علينا بشريعة الاسلام وشرع لنا ما يقرب اليه من صالح الاعمال. الحمد لله الذي من على عباده بمواسم الخيرات. ووفق من شاء منهم لفعل الطاعات. احمده تعالى واشكره حمدا وشكرا كما ينبغي لجلال وجهه عظيم سلطانه احمده واشكره حمدا وشكرا عدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. ارسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. فصلوات الله وسلامه عليه. وعلى اله صحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين. وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاتقوا الله ايها المسلمون اتقوا الله حق التقوى. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون عباد الله ها نحن نعيش في موسم من مواسم التجارة مع الله عز وجل بالاعمال الصالحة نعيش موسما من مواسم الخيرات والبركات. نعيش ايام وليالي شهر رمضان الذي انزل قيل فيه القرآن هذا الشهر المبارك هذا الشهر العظيم وهذا الموسم الكريم الذي جعله الله تعالى رحمة للمؤمنين لكي يتزودوا فيه بزاد التقوى فبادروا رحمكم الله فرص هذا الشهر قبل فواتها. واغتنموا ساعاته في التزود بزاد التقوى. ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم هذا الشهر وصف الله تعالى ايام صيامه بقوله اياما معدودات. واذا كانت اياما معدودات وسرعان ما تنقضي وسرعان ما تطوى صحائفها بما عمل الانسان فيها فبادروا رحمكم الله بادروا في اغتنام ايام هذا الشهر ولياليه عباد الله وقد فرض الله تعالى الصيام في هذا الشهر المبارك وجعله ركنا من اركان الاسلام يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فبين الله تعالى الحكمة من فرضية الصيام وهي تحقيق التقوى لله عز وجل فينبغي ان يظهر اثر التقوى على الصائم. فالذي تكون حال فطره وحال صومه سواء معنى ذلك ان صومه لم يحقق الثمرة التي لاجلها شرع الصيام وهي التقوى لله عز وجل عباد الله وان حقيقة الصيام ليست الامساك عن المفطرات الحسية من الاكل والشرب والجماع ونحوها. ولكن انها تعني الامساك عن جميع المعاصي وجميع الذنوب وقت الصيام وان كان وان كان ترك الذنوب مطلوبا في جميع الاوقات. الا انها تتأكد وقت الصيام والذي لا يحترم صيامه وتقع منه معاصي فيه فان هذه المعاصي اذا كثرت من الصائم ربما يصل الى المرحلة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه اخرجه البخاري في صحيحه اي ان من لم يحترم الصوم فلم يدع قول الزور والعمل به لم يدع المعاصي القولية والفعلية فليس لله حاجة في ان يدع طعامهم وشرابه اي انه لا يؤجر ولا يثاب على هذا الصيام. وان كان تحصل به براءة الذمة وعلى هذا فان كل معصية تقع من الصائم تخدش في الصوم. وتنقص من اجر الصائم قد كان كثير من السلف الصالح اذا صاموا جلسوا في المساجد يتعبدون بتلاوة القرآن والاذكار ويقولون نحفظ صومنا ولا نغتاب احدا. فاحرص اخي المسلم احرص على الا تقع منك معصية وانت صائم واحرص على ترك الذنوب والمعاصي عموما. لكن وانت صائم هذا يتأكد حتى يكون اجرك عظيما وثوابك جزيلا واذا تربى المسلم في مدرسة الصيام على هذا فان هذا مما يعينه على ترك الذنوب والمعاصي وعلى التوبة الى الله عز وجل وهذه من ابرز حكم مشروعية الصيام عباد الله شهر رمضان هو شهر القرآن وقد انزل الله تعالى القرآن في هذا الشهر المبارك شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ومعنى انزال القرآن في هذا الشهر اي ابتداء نزولي فقد ابتدأ نزول القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان ثم اصبح بعد ذلك ينزل مفرقا على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة وهذا القرآن العظيم قد جعله الله تعالى الاية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فانه ما من نبي من الانبياء الا اعطي من الايات ما على مثله امن البشر لان النبي عندما يأتي للناس ويقول انا نبي ورسول من عند الله. فلا بد ان يأتي باية تدل على صدقه. فكان من الله عز وجل ان اعطى كل نبي اية. فاعطى موسى العصا واعطى عيسى انه يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى باذنه واعطى صالح الناقة وهكذا. واما اية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد اقتضت حكمة الله تعالى ان تبقى ايته الى قيام الساعة يراها الناس جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن. اية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو هذا القرآن العظيم هذا القرآن العظيم الذي تحدى الله تعالى تحدى الله تعالى به افصح الناس وابلغ الناس وهم العرب وقت تنزيل تحداهم عن ان يأتوا بمثله فعجزوا. ثم تحداهم على ان يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا. ثم تحداهم عن ان يأتوا بسورة مثله فعجزوا ثم تحداهم عن ان يأتوا باية واحدة من مثله فعجزوا وقد تكفل الله تعالى بحفظه فلم يوكل حفظه للبشر ولهذا لم يتغير منه حرف واحد منذ نزوله. فنحن نقرأه غظا طريا كما كان يقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم وقد جعل الله تعالى من خصائص هذا القرآن العظيم ان مجرد تلاوته يؤجر المسلم ويثاب عليها حتى ولو لم يفهم المعنى فمجرد التلاوة يتعبد لله تعالى بها ويؤجر بها سواء قرأها بفهم او بغير فهم وان كان القراءة بفهم وتدبر اعظم اجرا وثوابا وبكل حرف يقرأه المسلم عشر حسنات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف. اخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وقد حسب بعض اهل العلم ضرب عدد حروف القرآن في عشرة وكانت النتيجة ان من ختم القرآن الكريم كاملا فهو موعود بان يحصل على اكثر من ثلاثة ملايين حسنة وذلك فضل الله وفضل الله يؤتيه من يشاء. ولهذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانه ينبغي الا يغبط احد من الناس الا على من كان عنده احدى صفتين. الصفة الاولى من اعطاه الله القرآن. فهو يقرأه في الليل وساعات النهار والصفة الثانية من رزقه الله مالا ووفقه على انفاقه في سبل الخير لا حسد اي لا غبطة الا في اثنتين. رجل اتاه الله القرآن فهو يقوم به اناء الليل واناء النهار. ورجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق والموفق من وفقه الله عز وجل. كان السلف الصالح لهم عناية كبيرة بتلاوة القرآن مع دخول هذا الشهر. كان مالك اذا دخل شهر رمظان اوقف دروس العلم وقال هذا هو شهر القرآن واقبل على تلاوة القرآن من المصحف كان الامام الشافعي له ستون ختمة في شهر رمضان وقد وجد في الوقت الحاضر من يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة او اكثر. وهم احياء يرزقون وهذا فضل الله فضل الله يؤتيه من يشاء. فلا اقل يا اخي المسلم لا اقل من ان تختم القرآن مرة واحدة. لا يليق بالمسلم ان يدخل عليه شهر رمظان وينقظي وهو لم يختم القرآن عباد الله ان مجرد تلاوة القرآن عمل صالح. يقول الله تعالى ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور. ليوفيهم اجوره ويزيدهم من فضله انه غفور شكور وفي صحيح مسلم عن ابي امامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا اصحابه وعن عقبة ابن عامر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لاصحابه ايحب احدكم ان يغدو الى بطحان او الى العقيق وهما موظعان بالمدينة فيأتي منه بناقتين كوماوين اي عظيمتي السنام من غير اثم ولا قطيعة رحم قالوا كلنا يحب ذلك يا رسول الله. قال افلا يغدو احدكم الى المسجد تعلم او فيقرأ ايتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث خير من ثلاث واربع خير من اربع ومن اعدادهن من الابل فسبحان الله يقرأ ايتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين. وكانت الابل انفس الاموال عند العرب ولهذا مثل النبي صلى الله عليه وسلم بها. فيا له من اجر عظيم ومن ثواب جزيل. والموفق من وفقه الله تعالى عن ابي موسى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الاترجة ريحها طيب طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر. ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل ليس لها ريح وطعمها مر وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام بعشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة كتب من القانطين ومن قام بالف اية كتب من المقنطرين رجوا اخرجه ابو داوود بسند صحيح عباد الله ان عظمة المسلم تكمن في مصاحبته مع القرآن وفي العيش معه وفي تلاوته وتدبره والعمل به كتاب امن انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. هذا الكتاب كتاب مبارك. كتاب مبارك في كل شيء في تلاوته في تدبره في العمل به في تعلمه في تعليمه بل حتى في الرقية به والاستشفاء به عباد الله ومما يتأكد فعله في هذا الشهر المبارك بعد المحافظة على الفرائض صلاة التراويح فانها سنة قد سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام باصحابه ثلاث ليال وخشي ان تفرض على امته فتركها ثم ان عمر رضي الله عنه احيا هذه السنة واصبح الناس منذ ذلك الحين الى وقتنا هذا يصلونها جماعة في المساجد فاول من سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عليه الصلاة والسلام من قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. متفق عليه ومعنى ايمانا ايمانا بالله وبما اعده من الثواب للقائمين واحتسابا اي طلبا لثواب الله عز وجل لم يحمله على ذلك رياء ولا سمعة او طلب مال او جاه او نحو ذلك فالمعنى الاحتساب الاخلاص لله عز وجل عندما يصلي صلاة التراويح وهناك معنى لطيف اخر للاحتساب وهو ان المسلم يستحضر الاجر والثواب فعندما يأتي يصلي صلاة التراويح ربما يجد كسلا وربما يجد تعبا وربما يجد ثقلا فعليه ان يحتسب الاجر والثواب عند الله عز وجل. فيقول في نفسه انا اصبر نفسي على ان اؤدي صلاة التراويح لكي يزيد رصيد حسناته واجد ثواب ذلك عند الله عز وجل يوم القى ربي. فهو يحدث نفسه بهذا الاجر والثواب. فهذا داخل في معنى الاحتساب هذا مما يعظم به الاجر وايضا مما يخف به العمل وهكذا ايضا في الصيام ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وينبغي لمن صلت التراويح ان يكملها والا ينصرف حتى ينصرف الامام. لقول النبي صلى الله عليه وسلم من قام مع امامي حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ومعنى ينصرف ان يسلم من الركعة الاخيرة فينبغي لك اخي المسلم اذا صليت التراويح ان تحرص على ان تتمها وان تكملها الى اخر ركعة حتى يكتب لك اجر قيام ليلة عباد الله وشهر رمضان شهر الجود والبذل والانفاق في سبيل الله عز وجل من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة. والله يقبض ويبسط واليه ترجعون شهر رمضان كان النبي صلى الله عليه وسلم فيه اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان فينبغي اولا ان يتفقد المسلم الاموال التي عنده. ويخرج الزكاة يخرج الزكاة الواجبة عليه فانها ركن من اركان الاسلام. وفريضة من فرائض الدين وبعد اخراج الزكاة يكثر من البذل والانفاق في سبيل الله عز وجل. فان الاجر على ذلك عظيم والثواب مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن هشام والله واسع عليم. وما تنفقوا من خير فلانفسكم وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين اخرج البخاري في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال يوما للصحابة ايكم مال وارثه احب اليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا من احد الا ماله احب اليه قال فان ماله ما قدم وان ما لوارثه ما اخر. بعض الناس انما يجمع مال وارث الثروة التي بيده انما هي للورثة يتعب فيها ويكدح فيها ويجمعها للورثة تنتقل اليهم غنيمة باردة يشاء ان يتصدق منها في حياته. ولم يشأ ان يجعل منها وقفا او وصية تنفعه بعد مماته. فينبغي للمسلم ينبغي للمسلم العناية بهذه الامور وان يجعل هذا المال الذي تعب في تحصيله ان يجعله ان يجعله نافعا له في حياته وبعد مماته رجى البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم يصبح العباد فيه الا وملكان ينزلان يقول احدهما اللهم اعط منفقا خلفا ويقول الاخر اللهم اعط ممسكا تلفا وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي بفلات من الارض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فافرغ ماءه في حرة فاذا شرجة اي مسيل ماء من تلك الشراب قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فاذا هذا الماء يدخل في حديقة رجل واذا هذا الرجل قائم يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبدالله ما اسمك قال فلان فاذا هو الاسم الذي سمع في السحابة قال يا عبد الله لم تسألني عن اسمي قال اني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان لاسمك فقل لي ما تصنع فيها قال اما اذا قلت هذا فاني انظر الى ما يخرج منه. فاتصدق بثلثه. واكل انا وعيالي ثلثا. وارده فيها ثلثا رواه مسلم والنصوص في فضل الانفاق كثيرة جدا. فاتقوا الله عباد الله واكثروا من البذل والجود والانفاق في سبيل الله. لا سيما فيه شهر الجود والاحسان واقتدوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم الذي كان اجود ما يكون في رمضان. اقول قولي هذا واستغفر الله لي لكم نساء المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان خير الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة عباد الله ينبغي التفقه في احكام الصيام. واذا اشكل على المسلم شيء فليسأل اهل العلم عما يشكل عليه من مسائله واحكامه ومن الاسئلة التي تكثر مع دخول شهر رمظان بلع الريق فيسأله كثير من الناس عن حكم بلع الريم وهل له اثر على افساد الصيام؟ والجواب ان بلع الريق معفو عنه باجماع العلماء بل حتى لو تعمد بل عريقه لم يؤثر هذا على صيامه. لكن قال الفقهاء يكره ان يجمع ريقه فيبتلعه. مجرد كراهة فقط وليس تحريما فينبغي عدم التدقيق في مثل هذه المسائل لان هذا التدقيق يؤدي الى الوسواس واما بالنسبة للبلغم الذي يكون في الفم فالذي ينبغي لفظ هذا البلغم ولا يظر الصائم فان ابتلعه ان كان عن غير قصد فلا شيء عليه باجماع العلماء وان كان ذلك بقصد فمحل خلاف والاظهر كذلك انه لا يفسد الصيام كما هو رواية عن الامام احمد رحمه الله تعالى لانه ليس في معنى مفطرات الصيام ومما يكثر السؤال عنه الاكل والشرب وقت اذان الفجر لا حرج في الاكل والشرب وقت الاذان. وقد جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سمع احدكم النداء والاناء في يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه. اخرجه ابو داوود وهو حديث صحيح له شواهد وطرق متعددة ومن جهة المعنى فان الفجر يخرج شيئا فشيئا. ولهذا لو راقب اثنان الفجر لربما اختلفا احدهما يقول طلع والاخر يقول لم يطمع فهو ليس كبقية الاوقات يكون وقته في دقيقة واحدة ومتفقا عليه وانما يخرج شيئا فشيئا واضاءته تزداد شيئا فشيئا. ولهذا قال اهل العلم من اكل شاة كان في طلوع الفجر فصيامه صحيح لان الاصل بقاء الليل وعلى هذا فلا يشدد في هذه المسألة من اكل او شرب وقت اذان الفجر فلا حرج عليه. وقد رويت اثار عن كثير من الصحابة تدل وعلى التسامح في هذه المسألة انما الذي يشدد فيه الاكل والشرب قبل غروب الشمس. فهذا لا بد من التأكد من ان الشمس قد غربت. لان الله تعالى قال ثم اتموا الصيام الى الليل. ويعرف غروب الشمس اما بمشاهدتها او بخبر الثقة بصوت المؤذن او غيره ومما يكثر السؤال عنه صيام المريض والمريض قد اباح الله تعالى اباح الله تعالى له الفطر في رمضان. قال فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر فمن نصحه الطبيب بالا يصوم فانه يفطر اذا كان هذا المرض اذا كان المرض يزيد بالفطر او ربما يتضرر لو صام. او انه يتأخر الشفاء لو صام فانه يفطر ولا حرج عليه يتحرج المريض وهو الفطر لان الله الذي شرع الصيام هو الذي اباح الفطر للمريض. واذا كان المرظ يرجى برؤه فانه يقضي كما قال سبحانه فمن كان منكم مريضا او على سفره فعدة من ايام اخر. اما اذا كان المريض مرضا لا يرجى برؤه في طعم عن كل يوم مسكينة واما بالنسبة للكبير فانه يجوز له الفطر اذا كان الصيام يشق عليه. ومما يكثر عنه السؤال في هذا المجال ان يكون الكبير لم يفقد عقله بالكلية وظبطه ليس تاما فهذا ان صام اجرة على الصيام وان لم يصم فلا شيء عليه لانه في هذه الحال التي خف الظبط عنه بحيث يأتيه الظبط احيانا يخف الظبط عنه احيانا قد اصبح مثل الصبي المميز. والصبي المميز ان صام اجرة على صيامه وان لم يصم فلا اثم عليه لان القلم مرفوع عنه. وهكذا ايضا في الكبير او المريض الذي خف الظبط عنه ان صام اجرة على صيامه وان لم يصم فلا يحرجه اقاربه واهله وانما يتركونه ولا شيء عليه. والله تعالى قال يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. بل ان الصبي اذا كان عمره اربع عشرة سنة قد قارب البلوغ لكنه لم يبلغ لم يجب عليه وان صام اجرة على صيامه لكون الظبط عنده غير تام فهكذا ايظا بالنسبة الكبير او المريظ الذي خف عنده الظبط الا واكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير فقد امركم الله بذلك فقال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. اللهم عن صحابة نبيك اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم انصر الاسلام والمسلمين اللهم اذل الكفر والكافرين اللهم اذل النفاق والمنافقين اللهم من ارادنا او اراد والمسلمين بسوء اللهم فاشغله في نفسه اللهم اجعل كيده في نحره اللهم اجعل تدبيره تدميرا عليه يا قوي يا عزيز اللهم بارك لنا في شهر رمضان اللهم وفقنا واعنا لاتمام صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه. اللهم اجعلنا ممن يصومه ويقومه ايمانا واحتسابا. اللهم اجعلنا ممن تغفر له هم في هذا الشهر المبارك واجعلنا من عتقائك من النار. اللهم وفقنا فيه لما تحب وترظى من الاقوال والاعمال. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اعنا على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك. اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك جميع سخطك. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله. ما علمنا منه وما لم نعلم. ونعوذ بك من الشر كله. عاجله واجله ما علمنا منه ما لم نعلم اللهم ان لنا اخوة مسلمين مستظعفين مستتهم البأساء والضراء. اللهم فكن لهم ناصرا ومعينا. اللهم ارحمهم برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم بك نستنصر لاخواننا المستضعفين. فانصرهم بنصرك يا قوي يا عزيز. وارحمهم برحمتك يا من رحمته وسعت كل شيء يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم وفق ولاة امور المسلمين لما تحب وترضى. اللهم وفق امامنا وولي امرنا لما تحب وترضى وارزقه البطانة صالحة ناصحة التي تدله على الحق وتعينه عليه تذكره اذا نسي وتعينه اذا ذكر يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام ربنا اغفر لنا اخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غل الذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم