الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير. احمده تعالى واشكره حمد الشاكرين الذاكرين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاتقوا الله ايها المسلمون. اتقوا الله حق التقوى. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتق الله اجعل له من امره يسرا ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا عباد الله نفذت وزارة الداخلية يوم السبت الماضي احكاما قضائية في سبعة واربعين رجلا. فقد كانت هذه الاحكام حد الحرابة في حق من صدر منه قتل والتعزير والتعزير بالقتل في حق من سعى لاثارة الفتنة وشق العصا وتفريق الجماعة اما حد الحرابة فدليله قول الله عز وجل انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض سادة ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم واما حكم القتل بالتعزير فادلته كثيرة. ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم من اتاكم وامركم جميع على رجل واحد يريد ان يشق عصاكم او ان يفرق جماعتكم فاقتلوه من كان اخرجه مسلم في صحيحه وفي رواية لمسلم فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان مع ان القتل مع ان الحكم بالقتل في الاسلام من الامور العظيمة ولكن السعي لتفريق كلمة الامة وشق العصا وتفريق وتفريق الجماعة ليس بالامر الهين في شريعة الاسلام. اذ انه يستحق القتل لانه ذلك تنتظم مصالح العباد والبلاد. عباد الله واحكام القتل في المملكة محاطة بضمانات واحتياطات كبيرة حيث تمر على ثلاثة عشر قاضيا. فيحكم فيها اولا دائرة قضائية من ثلاثة قضاة ثم الحكم من خمسة قضاة في محكمة الاستئناف. ثم يصدق الحكم مرة اخرى من خمسة قضاة في المحكمة العليا فلا بد ان تمر هذه الاحكام على ثلاثة عشر قاضيا على الاقل. ثم ترفع للمقام السامي وربما بعض اهل العلم في بعض القضايا وبخاصة الكبيرة منها عباد الله وقد جاء في الاثر حد يعمل به في الارض خير لاهل الارض من ان يمطروا ثلاثين صباحا. وذلك لان اقامة الحدود فيه مصالح عظيمة للبلاد والعباد. كما قال ربنا عز وجل في شأن القصاص ولكم في القصاص حياة. ولكم في القصاص قاسحات يا اولي الالباب لعلكم تتقون. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره اي وفي شرع القصاص لكم وهو وقتل القاتل حكمة عظيمة وهي بقاء المهج وصونها لانه اذا علم القاتل انه سيقتل كف عن صنيعه فكان في ذلك حياة للنفوس وفي الكتب المتقدمة القتل انفى للقتل. فجاءت هذه العبارة من القرآن افصح وابلغ واوجز ولكم في القصاص حياة قال ابو العالية جعل الله القصاص حياة. فكم من رجل يريد ان يقتل فتمنعه مخافة ان يقتل وهكذا يا عباد الله فان في تنفيذ الاحكام القضائية في السبعة والاربعين رجلا فيها اولا عقوبة لهم ثمان فيها ردعا لغيرهم من ان يسلك هذا المسلك وان ينتهج هذا الفكر المنحرف الخبيث الذي اضر بالاسلام والمسلم كثيرا ان نعمة الامن والامان واجتماع الكلمة ووحدة الصف لهي من اعظم النعم. وقد امتن الله تعالى بهذه النعمة على عباده فقال سبحانه واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. واذكروا نعمة الله واذكروا نعمة الله اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا ونهى الله تعالى عن التفرق. فقال ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات. واولئك لهم عذاب عظيم وقال ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء والامر بالاجتماع والجماعة والنهي عن التفرق والامر بالاخذ على يد من سعى لتفريق الامة كثير في نصوص الكتاب والسنة وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الامر بالتمسك بالسنة مع الامر بالتمسك بالجماعة. فقال عليه الصلاة والسلام انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. ولما سأله حذيفة ابن اليمان ماذا توصيني لما ذكر له النبي صلى الله عليه وسلم فتنا عظيمة ستقع فسأله حذيفة بما تأمرني يا رسول الله؟ قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم ومن هنا اصبح يطلق على المتمسكين بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. اهل السنة والجماعة. فلزوم السنة مقرون بلزوم لا يفترقان ولا ينفصلان عباد الله واذا اردتم ان تعرفوا قدر نعمة الامن والجماعة واجتماع الكلمة فانظروا الى احوال بعض الدول المجاورة. وكيف ان الناس يعيشون في خوف ورعب وفتن وقلاقل لا يأمن الانسان على نفسه ولا على اهله مع ما يصحب ذلك مع اما يصحب ذلك الاضطراب من الجوع والفقر ان تنفيذ هذه الاحكام القضائية فيه تعزيز للاجتماع ووحدة للكلمة وفيه اخذ على يد من سعى لتفريق امر المسلمين وفيه ردع لكل من تسول له نفسه المساس بهذا الامر الذي يعتبر خطا احمر كما يقال هو خط احمر بالنسبة للمجتمع ولهذا فانه يتوقع ان يكون لتنفيذ هذه الاحكام انحسار كبير للارهاب باذن الله عز وجل فان الله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن عباد الله وان نعمة الامن والامان واجتماع الكلمة ووحدة الصف. لهي من اعظم النعم ولا هي من اعظم المنن. فينبغي ان نشكر الله عز وجل على هذه النعمة. فان بعض الناس يكون في نعمة ولا يعرف قدرها حتى تزول. بل ربما يتململ من هذه النعمة فاذا زالت تحسر على فواتها. فلنعرف اولا قدر نعمة الله عز وجل علينا في هذه بنعمة الامن والامان واجتماع الكلمة ووحدة الصف والاستقرار. فانها من اعظم النعم. ولنحمد الله عز لنحمد الله تعالى عليها ونشكره عليها ظاهرا وباطنا نحمده ونشكره باقوالنا وافعالنا وجوارحنا والا فان الله عز وجل ليس بينه وبين احد من خلقه نسم. والله له سنن في هذا الكون لا تتغير ولا تتبدل فاذا كفر العباد بانعم الله فان الله سبحانه يبدل هذه النعم بضدها كما قال ربنا عز وجل وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة. يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. فكفر بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون بارك الله لي ولكم القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين واشهد ان محمدا عبده ورسوله امام المتقين صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة عباد الله ان بلادنا هذه هي بلاد الحرمين وهي قبلة المسلمين وهي مأرز الاسلام وهي منبع الدعوة الى الله تعالى. ولذلك فهي مستهدفة من قبل الاعداء مستهدفة من قبل اليهود والنصارى ومستهدفة من قبل الفرق الباطنية الخبيثة من الرافضة والنصيرية والحوثيين وغيرهم نعم لما رأى هؤلاء الاعداء صحة تدين اهل هذه البلاد وصدق فعالهم وثمار اعمالهم وجهوا اليها السهام بدون تقويض خيامها ويريدون العبث بامنها. ولهم في هذا اساليب شتى. ومن ابرزها التغرير ببعض ابناء المسلمين في زعزعة الامن وفي اثارة الفتنة في هذه البلاد. ويسلكون معهم طرقا ماكرة واساليب خبيثة بطريقة احترافية تجعل من هؤلاء الشباب اداة في يد هؤلاء الاعداء. يحركونها كما يريدون للنيل من هذه البلاد واهلها فلابد ان يقف المجتمع بجميع طبقاته وشرائحه مع ولاة امر هذه البلاد ان يقفوا جميعا صفا واحدا في وجه كل لمن يحاول زعزعة امن هذه البلاد واثارة الفتنة وتفريق الكلمة. فان الاجتماع والاتحاد قوة لا يستطيع الاعداء النفوذ الى المجتمع مع وجود هذا الاجتماع ومع وجود هذا التكاتف وهذا التعاون بين الناس وبين ولاة الامر ولكن يجد العدو بغيته عندما يحصل هناك تفريق للكلمة وعندما يحصل هناك خلخلة للصف فان الاعداء يجدون منافذ ينفذون فيها الى هذا المجتمع. فينبغي ان نكون صفا واحدا وان نكون يدا واحدة ان المجتمع بجميع طبقاته وبجميع شرائحه ان يكون يدا واحدة مع ولاة الامر في هذه البلاد وان يقفوا صفا واحدا ضد هؤلاء الاعداء. وان يحرصوا على المحافظة على الامن والامان واجتماع الكلمة ووحدة والاستقرار في هذه البلاد فان هذه من الاسباب التي ينبغي ان تبذل للمحافظة على هذه النعم العظيمة التي نعيش فيها في هذه البلاد الا واكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير. فقد امركم الله بذلك فقال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه تسليما. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. وارض اللهم مع الصحابة اجمعين وعن التابعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بعفوك كرمك يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم انصر الاسلام والمسلمين. اللهم اذل الكفر والكافرين. اللهم اذل النفاق والمنافقين اللهم من ارادنا او اراد الاسلام والمسلمين بسوء. اللهم فاجعل تدبيره تدميرا عليه. يا قوي يا عزيز. اللهم اشغله في نفسه اللهم اشغله في نفسه اللهم اشغله في نفسه واجعل تدبيره تدميرا عليه يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم اللهم ادم نعمة الامن والامان والاستقرار والرخاء ورغد العيش واجتماع الكلمة ووحدة الصف. واجعلنا لنعمك والائك شاكرين اللهم اجعلنا لنعمك والائك شاكرين. اللهم اجعلنا لنعمك والائك شاكرين. اللهم اعنا على شكرك وعلى ذكرك وعلى طاعتك وعلى حسن عبادتك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي لها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. واجعل الموت راحة لنا من كل شر اللهم وفق ولاة امور المسلمين لتحكيم شرعه والعمل بكتابه وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمة لرعاياهم. اللهم وفق امام ولي امرنا لما تحب وترضى وارزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه اذا ذكر وتذكره اذا نسي يا حي يا قيوم. اللهم والف بين قلوب الرعية والراعي واجمع كلمتهم على البر والتقوى يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم ربنا اغفر لنا اللهم ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غل الذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه ما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم صلي على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه وسلم