ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما عباد الله ونحن الان في غرة شهر صفر الخير هذا الشهر الكريم نقف وقفات مع اعتقاد لا زال يعشعش في رؤوس بعض الناس. وهو التشاؤم بهذا تهرب او بغيره من الازمان. او بغيره من الاماكن او بغيره من امور يعتقدون ان انها شؤم على الانسان. من وهذه الاعتقادات هي شبيهة بالاعتقادات الجاهلية. فان اهل الجاهلية كانوا يعتقدون الشؤم في ازمنة وامكنة واشخاص وغير ذلك. والعجيب ان بعض الناس لا زالت هذه الامور تؤثر فيهم. فيتشاءم بعض الناس بشهر وبعضهم يتشائم بايام من الاسبوع. ايام يحددونها وبعضهم بيوم الثلاثاء. وبعضهم بالاربعاء وبعضهم السبت وبعضهم بغيره. فلا يتزوجون في هذه الايام ولا يعقدون الصفقات فيها. وبعضهم قاموا باماكن معينة ويتشاءم بعضهم باشخاص معينين الى غير ذلك من اعتقادات الجاهلية التي لا تزال قائمة في اذهان بعض الناس وتؤثر فيهم تأثيرا كبيرا. وهذا كله قد ابطله الاسلام وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر. متفق عليه. فقوله لا عدوى نفي لما كان يعتقده اهل الجاهلية من ان الامراض تعدي بطبعها من غير اعتقاد تقدير الله عز وجل لها ولا هامة الهامة هي البومة وهو نفي لمن كان يعتقده اهل الجاهلية انها اذا وقعت على بيت احدهم تشاءم وقالت معك الي نفسي او نعت الي احدا من اهل داري فيعتقد انه سيموت او ان بعض اهل داره سيموت تشاؤما بهذا الطائر. وقد كان التشاؤم كثيرا عند اهل الجاهلية. كان احدهم اذا اراد ان يخرج الى سفر رأى طائرا تشاءم او تفائل به. ان رآه ذات اليمين تفائل واستمر في سفره. وان رآه ذات الشمال ورجع عن السفر وبعضهم اذا خرج فوجد قابله رجل اعور تشاءم وترك السفر وهكذا نجد ان اعتقادات الجاهلية في هذا الامر كثيرة فابطل هذا كله الاسلام. وقوله ولا صفر المقصود به شهر صفر فقد كان اهل الجاهلية يتشائمون به ويقولون انه شهر مشؤوم فابطل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاعتقاد وبين انه لا تأثير له. وانه زمن كسائر الازمنة ووقت كسائر الاوقات التي جعلها الله تعالى للاعمال الصالحة عباد الله ان الخير والشر والنعم والمصائب كلها بقضاء الله وقدره. كما قال ربنا عز وجل ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ويقول سبحانه وان تصبهم سنة يقول هذه من عند الله. وان تصبهم سيئة يقول هذه من عندك. قل كل من عند الله. فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا فكل من عند الله عز وجل ما يصيب الانسان انما هو بقضاء الله تعالى وقدره. والله سبحانه يخلق ما يشاء ويختار. ما يصيب العباد من الشرور والعقوبات فان الله سبحانه قد قدره عليهم بسبب بهم ومعاصيهم وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم. وليس للمخلوق يد في تقديره وايجاده. يقول النبي صلى الله عليه وسلم واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعت على ان يضرك بشيء لم يضرك الا بشيء قد كتبه الله عليه. رفعت الاقلام وجفت الصحف ولكن هذا لا ينافي ان الله تعالى يجعل بعض مخلوقاته سببا للخير او الشر. لكن ليست الاسباب ليست الاسباب هي التي تحدث هذه الامور وانما ذلك راجع الى مسبب الاسباب وهو الله عز وجل. ومطلوب من العبد ان يتعاطى اسباب الخير وان يجتنب اسباب الشر. يقول ربنا عز وجل ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة. واحسنوا ان الله يحب المحسنين قال الحافظ ابن رجب رحمه الله اما تخصيص الشؤم بزمان دون زمان كشهر صفر او غيره فغير صحيح. وانما الزمان كله لله تعالى وفيه تقع افعال بني ادم فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه وكل زمان انشغله العبد بمعصية الله فهو شؤم عليه. فالشؤم حقيقة انما هو في معصية الله عز وجل. فالمعاصي والذنوب تسخط الله عز وجل واذا سخط الله تعالى على عبده شقي في الدنيا والاخرة كما ان الطاعات ترضي الله سبحانه واذا رظي الله تعالى على عبده سعد في الدنيا والاخرة والعاصي مشؤوم على نفسه وعلى غيره فانه لا يؤمن ان ينزل عليه عذاب الناس خصوصا من لم ينكر عمله فالبعد عنه مطلوب وكذلك اماكن المعاصي يتعين البعد عنها والهرب منها خشية نزول العذاب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه لما مر على ديار ثمود بالحجر لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين الا ان تكونوا باكين خشية ان يصيبكم ما اصابهم. فحجر اماكن المعاصي. وهذا من الامور المطلوبة ان تهجر هذه الاماكن وان وان يهجر العصاة المأمورون بهجرهم فان المهاجر من هجر ما نهى الله عنه فالذنوب شؤم على اصحابها. الذنوب مشؤومة وعقوبتها اليمة. وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. فاتقوا الله عباد الله واعمروا بيوتكم واوقاتكم بطاعة الله عز وجل. وتعلقوا بالله وتعالى ان التشاؤم والطيرة انما تكون من اناس ضعف عندهم التوكل على الله عز وجل وضعف الايمان في قلوبهم والا فالمؤمن المتوكل على الله سبحانه لا يلتفت لهذه الامور. ويعتقد ان البركة والخير في طاعة الله هو ان الشؤم في معصية الله عز وجل عباد الله وان التشاؤم بازمنة معينة وامكنة معينة واشخاص معينين. دليل على الجهل المطبق لهذا الانسان المتشائم والا فهذه مخلوقات لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا. فكيف تؤثر على الاخرين؟ لكن هذا من امور الجاهلية والتي هي مع الاسف لا تزال باقية لدى بعض الناس ومثل ذلك ايضا سب الدهر او سبوا اجزاء من الدهر فان هذا قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. يقول عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار. وفي رواية لا تسب الدهر فان الله هو الدهر اي ان الله سبحانه هو الذي يقلب الدهر ويقلب الليل والنهار. وذلك ان العرب كان من شأنها انها تسب والذهر عند النوازل وينسبون اليه ما يصيبهم من المكاره والمصائب. فيقولون اصابتهم قوارع الدهر. ويسبون هذا الدهر ويشتمونه فمن سب الدهر فهو في الحقيقة قد سب من بيده الدهر مقلب الليل والنهار. فكان مرجع السب الى الله سبحانه وتعالى اذ هو الفاعل في الحقيقة وما يدري في الدهر من خير او شر فهو بارادة الله عز وجل. الخير تفضل من الله والشر بسبب ذنوب العباد ومعاصيهم بعض الناس عندما يضيق يسب هذا اليوم او يسب هذا الشهر او يسب الساعة او يسب هذا الزمن وهذا بسب الدهر الذي قد ورد النهي عنه. فعلى المسلم ان يجتنب هذا السب ان يجتنب السب عموما. وان يجتنب سب الدهر على وجه فان من سب الدهر فانه قد سب الله عز وجل يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وان تصبهم حسنة يقول هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فما لي بهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك وارسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا. بارك الله لي ولكم القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيم لشأنه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي لرضوانه. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. عباد الله ان العبد كلما قوي توكله على الله عز وجل كلما ابتعد عن الطيرة وعن التشاؤم وعن التعلق بهذه الامور التي هي من افعال اهل الجاهلية وقد ذكر الله تعالى الطيرة والتطير عن الامم السابقة التي كذبت رسلها فذكر الله تعالى عن قوم فرعون وان تصبهم سيئة يتطيروا يتطيروا ان يتشائموا بموسى ومن معه. وكذلك ايضا ثمون تطيروا بنبيهم صالح قالوا طيرنا بك وبمن معك. كذلك مشركوا العرب تطيروا بمحمد صلى الله عليه وسلم. كما قال الله عنهم وان تصبهم سيئة يقولوها هذه من عندك فرد الله تعالى كل قل كل من عند الله فما لهؤلاء قوم لا يكادون يفقهون حديثهم. فهذا ذكره الله تعالى عن الامم السابقة وكان موجودا وشائعا عند العرب في الجاهلية. والعجيب انه الان منتشر خاصة لدى المجتمعات والشعوب التي يقل فيها نور الوحي والنبوة. فتعظم هذه الامور وتقوى هذه الامور لديهم حتى الامم التي تدعي انها متحضرة وان لديها تقدم مادي كبير نجد ان هذه الامور لا زالت تضرب باطناب بها في تلك الشعوب فالغرب عندهم التشاؤم على قدر كبير والعجب انهم يتشائمون بامور لا يصدق العاقل انه يتشاءم منها فانهم لا يتشائمون بالارقام. واذا ركبت طائرة كثير من الطائرات التي الاجنبية والتي تكون من هذه الامم تجد انهم في مقاعد الطائرة عندما يضعون الارقام يضعون الارقام من واحد الى عشرة ثم احد عشر ثم اثنى عشر ثم يقفزون الى اربعة عشر فلا يضعون الرقم الرابع عشر وفي العمارات عندهم والابنية عندما يكون هناك مصعد يضعون الارقام المصاعد فاذا وصلوا الى الرقم ثلاثة عشر قفزوا من الثاني عشر الى الرابع عشر كل هناك تشاؤم يرقن من الارقام وهذا امر عجيب الرقم هو مجرد رقم ليس له علاقة بما يقدره الله عز وجل في هذا الكون. ولكن هذا يدل على الجهل المطبق. وعلى ان هذه منتشرة وشائعة بتلك الامم. فاذا كان التشاؤم اذا كان التشاؤم عنده من مجرد رقم فكيف بغيره من الامور؟ كيف سائر الازمنة والاماكن فاذا قل اذا قل الايمان بالله عز وجل ونور الوحي والنبوة فان هذه الامور تشيع وتنتشر لدى هذه التي تدعي انها متحضرة حتى فيما يعتقدونه من الالعاب العالمية يأتون بحيوانات ويتشائمون بها. فان فعل هذا وكذا اعتقدوا انه سيفوز الفريق الفلاني. واذا فعل الحيوان هذا كذا اعتقدوا بانه سيفوز سينهزم. وسبحان الله. هذه امور الجاهلية كنا ولكن هذه الامم تفعل ما كان تفعله الامم السابقة وما كان يفعله اهل الجاهلية. وهؤلاء بعيدون عن نور الوحي والنبوة ولكن العجب ان يفعل ذلك المسلمون ان يفعل ذلك بعض ابناء المسلمين وان تكون هذه الامور مؤثرة في حياتهم والشائعة لديهم وهم يسمعون ويقرأون النصوص من الكتاب والسنة والتي تبين ان هذه الامور لا اثر قالها مطلقا فيما يقضيه الله عز وجل ويقدره. وان الخير كل الخير والفأل في طاعة الله عز وجل. وان الشؤم كل شؤم في معصية الله سبحانه وان الطاعات هي سبب لحلول البركات ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض. وان المعصية هي سبب للشؤم على العاصي نفسه وعلى من يصحبه وعلى الاماكن التي يكون فيها اذ لا لا يؤمن من نزول عقوبة عليه فتعم من كان معه هذا هو اعتقاد اهل الاسلام انه لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وان الامور كلها بتقدير الله عز وجل وان هذه الامور التي لا تزال تضرب اطنابها في تلك الشعوب انها لا قيمة لها ولا حقيقة لها وانها من افعال اهل الجاهلية فاتقوا الله عباد الله واحذروا من هذه الامور واحذروا من التشاؤم باي شيء بزمان او بمكان او بصوت او بشخص او باي شيء اعلق وعلقوا وتعلقوا بالله عز وجل. علقوا قلوبكم بالله سبحانه وكلما كان المسلم اقوى ايمانا واعظم توكلا على الله عز وجل لم يلتفت لهذه الاعتقادات لم يلتفت لهذه الامور انما هذه الامور تؤثر كثيرا على من ضعف ايمانه بالله عز وجل وضعف توكله على الله سبحانه وظعف تعلقه بالله عز وجل فتؤثر عليه هذه الامور. وهذه الامور وان كانت ولله الحمد ليست شائعة ولا منتشرة في مجتمعنا الا انها موجودة. فبلغني ان بعض الناس لا يتزوج في اوقات معينة. ويرفضون الزواج نهائيا وان بعض التجار يرفضون السفر وعقد الصفقات في اوقات معينة هذا واقع موجود ولهذا فلا بد من التواصي على على هؤلاء وتبيان ان هذه اوقات قدرها الله عز وجل تملأ بالخير والشر. فان ملأها الانسان بطاعة الله كانت خيرا عليه وان ملأها بمعصية الله تعالى كانت شرا وشؤما عليه. فالخير والبركة في الطاعة والشؤم انما هو في المعصية. واما ان هذا الزمن له تأثير في القضاء والقدر فهذا امر غير صحيح غير معقول عقلا وغير صحيح شرعا الا واكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير. فقد امركم الله بذلك فقال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم وصلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارضى اللهم عن صحابته اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اللهم ارضى عنا معهم بعفوك وكرمك واحسانك يا رب العالمين اللهم انصر الاسلام والمسلمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم اذل الكفر والكافرين اللهم اذل النفاق والمنافقين اللهم من ارادنا او اراد الاسلام والمسلمين بسوء فاجعل تدبيره تدميرا عليه. يا قوي يا عزيز يا حي يا قيوم. اللهم ادم علينا نعمة الامن والاستقرار والرخاء والوحدة واجتماع الكلمة واجعلها عونا لنا على طاعتك ومرضاتك. واجعلنا لنعمك والائك الشاكرين. اللهم اعنا على شكرك وعلى ذكرك وعلى حسن عبادتك. اللهم وفقنا لان عبودك وان نطيعك كما تحب وترظى. وان نحمدك وان نشكرك كما تحب وترضى. اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها. واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة. اللهم انا نعوذ بك من مظلات الفتن. ما ظهر منها وما بطن. اللهم وفق ولاة امور المسلمين لتحكيم شرعه والعمل بكتاب تابع وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم وفق امامنا ونائبيه واخوانه واعوانه لما تحب وترظى ولما فيه الخير للاسلام وعز المسلمين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غل الذين امنوا. ربنا انك رؤوف رحيم. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه ما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه وسلم