الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى كتاب الصلاة باب كيف فرضت الصلاة في الاسراء عن انس رضي الله تعالى عنه قال كان ابو ذر رضي الله تعالى عنه يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرج عن سقف بيتي وانا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء من ذهب ممتلئ حكمة وايمانا فافرغه في صدري ثم اطبقه ثم اخذ بيدي فعرج بي الى السماء الدنيا. فلما جئت الى السماء الدنيا قال جبريل بخازن السماء افتح. قال من هذا قال جبريل قال هل معك احد؟ قال نعم معي محمد صلى الله عليه وسلم فقال ارسل اليه؟ قال نعم. فلما فتح علونا السماء الدنيا فاذا رجل قاعد على يمينه اسوده. وعلى يساره اسوده اذا نظر قبل يمينه ضحك واذا نظر قبل يساره بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت لجبريل من هذا؟ قال هذا ادم وهذه الاسودة عن يمينه وشماله نسم بني فاهل اليمين منهم اهل الجنة والاسود التي عن شماله اهل النار. فاذا نظر عن يمينه ضحك واذا نظر قبل شماله حتى عرج بي الى السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال الاول ففتح قال انس ذكر انه وجد في السماوات ادم وادريس وموسى وعيسى وابراهيم صلوات الله عليهم ولم يثبت كيف منازلهم غير انه ذكر انه وجد ادم في السماء الدنيا وابراهيم في السماء السادسة قال انس فلما مر جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم بادريس قال مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح فقلت من هذا؟ قال هذا ادريس ثم مررت بموسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والاخ طالح قلت من هذا؟ قال هذا موسى ثم مررت بعيسى فقال مرحبا بالاخ الصالح والنبي الصالح. قلت من هذا؟ قال هذا عيسى ثم مررت بابراهيم فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت من هذا؟ قال هذا ابراهيم صلى الله عليه وسلم وكان ابن عباس وابو حبة الانصاري يقولان قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى اسمع فيه صريف الاقلام قال انس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم ففرظ الله على امتي خمسين صلاة فرجعت فرجعت بذلك حتى مررت على موسى صلى الله عليه وسلم فقال ما فرض الله لك على امتك قلت فرظ خمسين صلاة قال فارجع الى ربك فان امتك لا تطيق ذلك. فرجعت فوظع شطرها فرجعت الى موسى وضع شطرها فقال راجع ربك فان امتك لا تطيق. فراجعت فوظع شطرها فرجعت اليه فقال ارجع الى ربك فان امتك لا تطيق ذلك. فراجعته فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي فرجعت الى موسى فقال راجع رب راجع ربك فقلت استحييت من ربي ثم انطلق بي حتى انتهى بي الى سدرة المنتهى الوان ما ادري ما هي ثم ادخلت الجنة فاذا فيها حبائل اللؤلؤ واذا ترابها المسك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا كتاب الصلاة وكان اورد قبله كتاب الوضوء وما يتبع كتاب الوضوء من كتب كلها تتعلق بالطهارة وتقديم كتاب الوضوء وما تبعه قبل الصلاة هو من تقديم الشرط على المشروط ومن تقديم الوسيلة على الغاية فالطهارة وسيلة والصلاة غاية ولا تصح الغاية الا بهذه الوسيلة التي هي الطهارة فناسب والحالة اذ ان تقدم المسائل او الاحاديث او الاحكام التي تتعلق بالطهارة على الصلاة والطهارة شرط من شروط صحة الصلاة ومعها ايضا شروط اخرى لا تصح الا بها مثل استقبال القبلة وستر العورة ونحو ذلك والامام البخاري رحمه الله تعالى افرد الطهارة بكتاب مستقل وكتب اخرى تتبعه لها تعلق بالطهارة لسعة تفاصيلها من جهة ولانها من حيث الواقع العملي تسبق الصلاة وتتقدم عليها من حيث الفعل اما استقبال القبلة وستر العورة ونحو ذلك من الشروط فانها اعمالا تكون مقارنة للصلاة ولاجل ذلك ادرجها الامام البخاري رحمه الله في كتاب الصلاة مثل ستر العورة واستقبال القبلة ونحو ذلك ادرجها رحمه الله تعالى في كتاب الصلاة وقدم الحديث عنها على التفاصيل التي تتعلق بالصلاة من حيث الاركان والواجبات والمستحبات والصلاة لغة هي الدعاء وصلي عليهم ان صلاتك سكن لهم اي ادع الله لهم. فالصلاة هي الدعاء وايضا في الحديث قال كم اجعل لك من صلاتي اي من دعائي فالصلاة لغة الدعاء اما في الشرع فهي اقوال واعمال مخصوصة مفتتحة التكبير مختتمة بالتسليم والصلاة هي اعظم العبادات واجلها واعظم فرائض الاسلام بعد التوحيد وهي صلة بين العبد وربه وهي عماد الدين ولا حظ في الاسلام لمن ضيعها ذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع قارون وفرعون وهامان وامية ابن خلف خرجه الامام احمد في المسند باسناد جيد فظلها ومكانتها العظيمة في دين الاسلام وردت به نصوص كثيرة في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه كما انه كذلك جاءت النصوص الكثيرة في الوعيد لتاركها والتهديد له وبيان عظم عقوبته عند الله تبارك وتعالى حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ومضيعوا الصلاة مضيع للاسلام لا حظ له في الاسلام ان كان مضيعا للصلاة فيا عماد الدين واعظم اركانه بعد الشهادتين وهذا الكتاب كتاب الصلاة في صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى عقده بيان التفاصيل التي تتعلق بالصلاة من حيث الشروط اولا عدا الطهارة لانه افردها ومن حيث الاركان والواجبات والتفاصيل التي تتعلق الصلاة مما سنقف عليه من خلال هذا الكتاب المختصر الامام الزبيدي رحمه الله تعالى واول باب بدأ به باب كيف فرضت الصلاة في الاسراء كيف فرضت الصلاة في الاسراء مراده رحمه الله بعقد هذا الباب بيان وقت فرظية الصلاة وايضا الخصوصية التي كانت للصلاة من بين سائر العبادات في كيفية فرضيتها فانه من المعلوم ان جميع العبادات والاوامر والنواهي نزل فيها جبريل على نبينا عليه الصلاة والسلام بينما الصلاة وحدها خصت بان عرج بالنبي عليه الصلاة والسلام الى ما فوق السماء السابعة وكلمه ربه وسمع كلام الله من الله سبحانه وتعالى مباشرة ولهذا فان نبينا عليه الصلاة والسلام كليم الله كما ان موسى عليه السلام كليم الله كما ان موسى عليه السلام سمع كلام الله من الله بلا واسطة فان نبينا عليه الصلاة والسلام عندما عرج به الى ما فوق السماء السابعة سمع كلام الله من الله بلا واسطة لكن الرؤية رؤيته لله سبحانه وتعالى لم تثبت فلم تحصل الرؤية لان الرؤية نعيم ادخره الله سبحانه وتعالى لعباده في الدار الاخرة اما في الحياة الدنيا فانها لم تقع لاحد من اه الناس وقد قال عليه الصلاة والسلام اعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا ولما سئل عليه الصلاة والسلام هل رأيت ربك؟ قال نور انا اراه فالنبي عليه الصلاة والسلام يوم او ليلة اسري به سمع كلام الله تبارك وتعالى من الله فكان كليم الله وهو ايظا خليل الله كما ان ابراهيم خليل الله ولهذا قال العلماء ان نبينا عليه الصلاة والسلام اجتمع فيه ما تفرق في الانبياء اجتمع فيه ما تفرق فالانبياء لعظيم فضله ورفيع مكانته وعلو منزلته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهذا العروج الذي حصل له ايظا هو من الدلائل العظيمة على عظيم شرفه وفضله مكانته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وفي حادثة اه او قصة المعراج فرضت الصلاة على نبينا صلوات الله وسلامه عليه فرضت اول ما فرضت عليه خمسين صلاة في اليوم والليلة خمسين صلاة في اليوم والليلة فنزل عليه الصلاة والسلام بهذه الفريضة ولقي موسى عليه السلام وكان في السماء السادسة على الصحيح فقال ارجع الى ربك واسأله التخفيف ارجع الى ربك واسأله التخفيف قال ذلك عليه السلام رحمة منه بامة محمد صلى الله عليه وسلم فرجع الى الله عز وجل وسأله التخفيف ولم تزل او لم يزل عليه الصلاة والسلام مترددا بين موسى وبين الله في كل مرة يسأل التخفيف حتى خففت الى خمس صلوات وهي خمس بالفعل والعمل وخمسون بالثواب والاجر فاذا الصلوات الخمس خصت بذلك كيف فرضت وهو الباب الذي عقده رحمه الله جوابه في الحديث الذي ساقه فرضت على نبينا عليه الصلاة والسلام فوق السماء السابعة ليلة عرج به صلوات الله وسلامه عليه وهذا امر خصت به هذه الفريضة من بين سائر العبادات وقد اختلف اهل العلم في سنة في السنة التي كان فيها الاسراء والمعراج واختلفوا ايضا في الشهر واختلفوا في اليوم وجزم عدد من اهل العلم ان الاسراء كان قبل الهجرة بسنة كان قبل الهجرة بسنة اي لما قارب عمر النبي عليه الصلاة والسلام اثنين وخمسين عاما ففي ذلك الوقت في قول آآ جمع من اهل العلم كان الاسراء والمعراج واختلفوا ايضا في الشهر اختلفوا في الشهر هل هو في ربيع او في شوال او في رجب في ذلك خلاف بين اهل العلم واختلفوا ايضا في اليوم وهذا الاختلاف بين اهل العلم في تحديد السنة والشهر واليوم فيه دلالة على ان تلك الليلة او نعم تلك الليلة لا يترتب على العلم بوقتها يوما او سنة او شهرا عبادة مطلوبة من الناس ولو كان يترتب عليه عبادة تطلب من الناس في ذلك الوقت من كل عام لعلم ذلك ولظبطه الصحابة والتابعون باحسان ولكن لما كان لا يترتب على العلم به عبادة لم يكن امره مضبوطا كما ضبطت الاعمال باوقاتها وصفاتها بادلتها وشواهدها من كلام بالله عز وجل وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهذا وحده كاف في بيان خطأ ما يفعله بعض الناس من تخصيص ليلة معينة في السنة للاحتفال بالاسراء والمعراج ويا ليلة السابع والعشرين من شهر رجب يخصصونها للاحتفال بالاسراء والمعراج. وقد عرفنا ان تحديد اليوم وتحديد الشهر ليس عند احد فيه يقين وانما فيه خلاف اه طويل عريض بين اهل العلم في تحديده ولو فرظ ان تحديده ثابت في ليلة سبع وعشرين من شهر رجب فما الدليل على مشروعية الاحتفال تلك الليلة وقد علم ان الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم وهم احرص الناس على الخير واسبقهم اليه لم يكن منهم شيء من تلك الاحتفالات ولم يقصدوا فعل شيء منها ولو كان خيرا لسبقونا اليه وهم السباقون لكل خير الحقنا واياكم بهم والصالحين من عباده انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب والعجب كل العجب ان بعض الناس يهتم بالاحتفال بليلة الاسراء والمعراج فلا يفوت اي عمل من اعمال الاحتفال من بدء الليل الى منتهاه لكن الصلوات الخمس التي فرضت على النبي عليه الصلاة والسلام في تلك الليلة ليلة المعراج لا يحافظ عليها ولا يعتني بها فالفرظ الذي حصل في تلك الليلة لا يحافظ عليه والامر المحدث الذي ربط بتلك الليلة لا يفرط فيه وهذا حقيقة نوع من الانتكاس فالفرظ يضيع والامر المحدث يعتنى به ويواظب عليه اذا فمثل هؤلاء لم يفقهوا حقيقة الاسراء والمعراج والقصد منه والخير الذي كان فيه وهذه العبادة التي فرضت على النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه في تلك الليلة حتى ان بعض اولئك ليسهر ليلة السابع والعشرين على الاحتفال وينام في ذلك اليوم عن صلاة الفجر ويضيعها. لانه استغرق ليله في السهر ثم يضيع صلاة الفجر مع الجماعة. وان صلاها صلاها وهو منهك تمام الانهاك من ذلك السهر الذي امضاه محتفلا بتلك الليلة وعلى كل فان هذا العمل اعني الاحتفال داخل بلا ريب تحت قول نبينا عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه وقول الامام البخاري رحمه الله باب كيف فرضت الصلاة في الاسراء اي انها فرظت على النبي عليه الصلاة والسلام في تلك الليلة من فوق سبع سماوات فرضت خمسين ثم خففت الى خمس صلوات في اليوم والليلة فنزل عليه الصلاة والسلام بتلك الفريضة والاسراء والمعراج كان في ليلة واحدة اتي عليه الصلاة والسلام بالبراق دابة واسري به في تلك الليلة الى بيت المقدس وصلى بالنبيين فيه ثم عرج به الى ما فوق السماء السابعة عرج به الى السماء الاولى واستفتح له بابها ففتح ودخل ثم التي تليها ثم التي تليها الى ما فوق السماء السابعة ثم فرضت عليه الصلاة ونزل بها كل ذلكم حصل في ليلة واحدة وهذا من ايات الايات الله العظيمة الدالة على كمال قدرته سبحانه وتعالى لان بين السماء والارض مسيرة خمس مئة عام وسخن كل السماء خمسمائة عام وبين كل سماء وسماء خمس مئة عام هذه المسافات الطويلة البعيدة كلها في ليلة واحدة كلها قطعها عليه الصلاة والسلام في ليلة واحدة ذهابا وايابا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ومما استدل به اهل العلم في قصة الاسراء والمعراج ان فيها دليلا على علو الله سبحانه وتعالى لان النبي عليه الصلاة والسلام عرج به الى الله عرج به الى الله سبحانه وتعالى وفي القرآن تعرج الملائكة والروح اليه اي الى الله سبحانه وتعالى فعرج به الى الله سبحانه وتعالى المعراج هو من الدلائل على العلو فاولئك الذين يقولون وتعالى الله عما يقولون ان الله في كل مكان كيف يفقهون قصة المعراج وكيف يفقهون فضيلة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وكيف يعون مدلول هذا الحديث العظيم وقد قال لي احد الافاضل توفي رحمة الله عليه قال لقيت شخصا يقول ان الله في كل مكان قلت له قلت له هل تؤمن بالاسراء والمعراج قال نعم قلت له هل تؤمن بفضيلة النبي عليه الصلاة والسلام تلك الليلة انه عرج به وانه كلم الله وسمع كلام الله من الله كما جاء في الصحيحين غيرهما تؤمن بذلك او لا تؤمن قال الا اؤمن بذلك قال ان انكرت علو الله سبحانه وتعالى فانك لا لفضيلة نبيك اثبت ولا لعلو الله سبحانه وتعالى اقررت وكل ذلك ثابت في الحديث وانت بذلك انكارك يتضمن انكار هذه الفظيلة العظيمة التي اكرم بها نبينا صلوات الله وسلامه عليه يقول فتنبه الرجل وقال امنت بعلو الله سبحانه وتعالى على خلقه لانه فعلا التأمل في هذا هذه اه القصة فيها دلالة ظاهرة اما العلوم من حيث هو فادلته في القرآن والسنة ليست بالمئات بل بالالاف كما قال ابن القيم والله قال يا قومنا والله ان لقولنا الفا تدل عليه بل الفان يعني الايات والاحاديث التي تثبت علو الله سبحانه وتعالى هي من الكثرة بهذا العدد الذي اشار اليه رحمه الله تعالى اورد الامام البخاري رحمه الله تحت هذه الترجمة حديث آآ انس رضي الله عنه قال كان ابو ذر يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فرج عن سقف اه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرج عن سقف بيته وانا بمكة انس يروي عن ابي ذر فهو من رواية الصحابي عن الصحابي قال كان ابو ذر يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرج عن سقف بيتي وانا بمكة فنزل جبريل اي فتح في سقف البيت وسقف البيت اعلاه فتحة فتح فيه فتحة فنزل جبريل قال العلماء اهذا هذا الفتح في سقف البيت وهذا امر ليس بالهين ان ينفتح فتحة في سقف البيت يدخل منها جبريل فيه توطئة لما بعده هذا الشيء الذي رآه عليه الصلاة والسلام فرج فرجة اي فتح فتحة في سقف بيته ثم دخل جبريل لو نزل على النبي عليه الصلاة والسلام فيه توطئة لما بعده وهو فتح صدره اولا شق صدره صلوات الله وسلامه عليه وغسل قلبه بماء زمزم كما سيأتي ثم ذاك الحدث العظيم وهو فتح ابواب السماء بابا بابا له صلوات الله وسلامه عليه والسماء لها ابواب فتفتح له ابواب السماء بابا بابا في تلك الليلة فبداية هذا الفتح فرجة في سقف بيته عليه الصلاة والسلام فكانت هذه الفرجة توطئة لما سيحدث بعدها قال فنزل جبريل ففرج صدري فرجه اي شقه وشقوا الصدر تكرر قيل ثلاث مرات وقيل اربع مرات منها عندما كان اه مسترضعا صلوات الله وسلامه عليه فحادثة شق الصدر تكررت ومن المواطن التي حصل فيها هذا الموطن وهو الليلة التي اسري به الى بيت المقدس ثم عرج به الى السماء قال ففرج صدري اي شقه اي شقه ثم غسله بماء زمزم ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست اي وعاء من ذهب ممتلئ حكمة وايمانا فافرغه في صدري ممتلئا حكمة وايمانا فافرغهم في صدري اي افرغ هذا الطست الممتلئ حكمة وايمانا في صدر النبي عليه الصلاة الصلاة والسلام ثم اطبقه اي اعاد آآ اعاده كما كان بعد غسله وملئه بما كان في اه ذلك الطست من حكمة وايمان ثم اخذ بيدي فعرج بي الى السماء الدنيا. ثم اخذ بيده فعرج بي الى السماء الدنيا هذه الرواية فيها اختصار والا فانه قبل المعراج الاسراء اوتي البراق دابة واسري به الى بيت المقدس واما الانبياء ثم من بيت المقدس عرج به فالرواية فيها اه اختصار لذكر اه الاسراء قال فعرج بي الى السماء الدنيا فلما جئت الى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء افتح وهذا فيه ان لكل سماء باب وعلى الابواب خزنة واستفتح جبريل عليه السلام الباب قال افتح واخذ من هذا من هذا اهل العلم ان الجرم جرم السماء ليس جرما شفافا يشف عن ما وراءه بحيث يرى ما وراءه واستفادوا ذلك من سؤال الخازن قال من هذا؟ قال جبريل. قال هل معك احد؟ قال نعم قال هل معك احد؟ قال قال نعم يعني لو كان جسما شفافا يرى ما وراءه لما احتاج هذا الملك الى هذا السؤال قال هل معك احد؟ قال نعم معي محمد صلى الله عليه وسلم قال ارسل اليه؟ قال نعم فلما فتح علونا السماء الدنيا فاذا رجل قاعد على يمينه اسوده وعلى يساره اسوده المراد باسوده اي اشخاص المراد باسوده اي اشخاص وفي قصة عبد الرحمن ابن عوف في مع الغلامين في غزوة بدر ماذا قال له كل من الغلامين لما سألاه عن عدو الله قال والله لا يفارق سوادي سوادة اي شخصي شخصا لا يفارق سوادي سواده اي لا يفارق شخصي شخصه فالمراد بالاسودة اي اشخاص رأى اسودة عن يمينه واسوده عن يسارهم قال اذا نظر قبل يمينه ضحك اي ادم واذا نظر قبل يساره بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت لجبريل من هذا؟ قال هذا ادم في بعض الروايات تقديم الترحيب على السؤال ببعض الروايات تقديم الترحيب على السؤال وفي بعضها تأخير تأخيره قال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت لجبريل من هذا؟ قال هذا ادم وهذه الاسوده عن يمينه وشماله نسموا بني نسم بنيه نسموا بنيه فاهل اليمين منهم اهل الجنة والاسود التي عن شماله اهل النار والاسوده التي عن شماله اهل النار قال فاذا نظر عن يمينه اي الى اهل الجنة ضحك واذا نظر قبل شماله اي الى اهل النار بكى قال ثم عرج بي الى السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال الاول ففتح قال انس فذكر انه وجد في السماوات ادم وادريس وموسى وعيسى وابراهيم صلوات الله عليهم ولم يثبت كيف منازلهم ولم يثبت كيف منازلهم اي لم اه يثبت اي لم يحفظ وان كان غيره حفظ آآ منازلهم اي منازل كل نبي في كل سماء. من تلك السماوات السبع قال ولا ولم يثبت آآ كيف منازلهم غير انه ذكر انه وجد ادم في السماء الدنيا وابراهيم في السماء السادسة وابراهيم في السماء السادسة كذا جاء في هذه الرواية والصحيح من ذلك ان ابراهيم وجده في السماء السابعة وجده في السماء السابعة وان الذي وجده في آآ السماء آآ السادسة موسى عليه السلام والخامسة هارون الذي وجده في السماء السادسة هو موسى عليه السلام وليس ابراهيم فابراهيم وجده في اه السماء السابعة. قال انس فلما مر جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم بادريس قال مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح فقلت من هذا؟ قال هذا ادريس ثم مررت بموسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح قلت من هذا؟ قال هذا موسى قال هذا موسى جاء في اه حديث سئلت عنه قبل ايام آآ جاء في حديث انه لما مر بموسى عليه السلام اه تذمر وصار له صوت متذمرا وصار له صوت فسأل محمد عليه الصلاة والسلام من هذا؟ وما هو تذمره؟ قال هذا موسى وقال لما على صوته؟ قال تذمر وعلا صوته على ربه هكذا جاء في الرواية فهي رواية غير صحيحة يعني رواية غير صحيحة وكان الاخ السائل استشكل ذلك فقلت له يتحقق من الرواية فرجات فاذا هي لم تصح من حديث عبد الله بن عباس والشيخ الالباني رحمه الله اه اوردها في السلسلة الضعيفة في الف وسبع مئة وكذا لا اذكر الان بين رحمه الله تعالى ضعف هذه الرواية وعدم اه ثبوتها ولعل الاخ السائل يكون حاضرا يراجع سلسلة الاحاديث الضعيفة للالباني ويستفيد من تحقيقه رحمه الله تعالى وبيانه لعدم ثبوت هذه الرواية وعدم صحتها والامام بن كثير ذكرها في التفسير وايضا ضعفها وقال فيها غرائب ضعفها وقال فيها غرائب في تفسيره لسورة الاسراء في بدايتها جمع الروايات ومنها هذه الرواية وبين عدم اه صحتها قال ثم مررت بعيسى فقال مرحبا بالاخ الصالح والنبي الصالح. قلت من هذا؟ قال هذا عيسى ثم مررت بابراهيم فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت من هذا؟ قال هذا ابراهيم وكان ابن عباس وابو حبة الانصاري يقولان قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى اسمع فيه صريف الاقلام اسمع فيه صريف الاقلام اي صوت الاقلام صوت آآ الاقلام اي وهي تكتب بما يقضيه الله سبحانه وتعالى من اقضية تكتب ما يقضيه الله سبحانه وتعالى من اه اقضية وهذه الكتابة هي داخلة في عموم الكتابة الاولى ان الله قدر مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة واول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فهذه كتابة من بعد كتابة ليست خارجة عن اه اه الاولى مثل ايضا امر الملك بان يكتب اه في عندما يكون الجنين في آآ الشهر الرابع يرسل اليه ملك ويؤمر بكتب اربع كلمات بكتب اربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد فهي داخلة في الكتابة الاولى التي كانت في اللوح اه المحفوظ كل نبي يمر به عليه السلام في السماوات يرحب ويقر بالنبوة. يقر بنبوة النبي عليه الصلاة والسلام. مرحبا بالاخ الصالح والنبي الصالح مرحبا بالاخ الصالح والنبي الصالح الا آآ ادم وابراهيم فانهما قالا بالابن الصالح قال انس قال النبي صلى الله عليه وسلم ففرض الله على امتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال ما فرض الله لك على امتك قلت فرظ خمسين صلاة قال قال فارجع الى ربك فان امتك لا تطيق ذلك قال ذلك عليه السلام رحمة بالامة امة محمد عليه الصلاة والسلام وشفقة عليها الا الا تطيق هذا آآ العمل خمس آآ خمسين صلاة في اليوم والليلة قال فراجعت فوظع شطرها فرجعت الى موسى قلت وظع شطرها اي نصفها قال راجع ربك فان امتك لا تطيق فراجعت فوظع شطرها فرجعت اليه فقال ارجع الى ربك فان امتك لا تطيق ذلك فراجعته فقال هي خمسون وهي خمس وهي خمسون هي خمس اي بالفعل وخمسون اي في الاجر والحسنة بعشر امثالها. قال هي خمسون هي خمس وهي خمسون. لا يبدل القول لديه فرجعت الى موسى فقال راجع ربك فقلت استحييت من ربي صلوات الله وسلامه عليه. قال ثم انطلق حتى انتهى بي الى سدرة المنتهى وغشيها الوان ما ادري ما هي ثم ادخلت الجنة فاذا فيها حبائل اللؤلؤ واذا تربتها المسك نسأل الله عز وجل ان يعيننا اجمعين على اقام الصلاة وذرياتنا والمحافظة عليها وان يدخلنا اجمعين جنات النعيم بمنه وكرمه انه وتعالى سميع الدعاء. ولاحظ هذا الارتباط بين فرضية الصلاة ونزول النبي عليه الصلاة والسلام ودخوله الجنة في تلك الليلة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. الشاهد ان هذا الحديث فيه بيان كيفية فرض الصلاة وانها فرظت في تلك الليلة آآ العظيمة ليلة المعراج يوم ليلة عرج بنبينا عليه الصلاة والسلام الى السماء وان الصلاة تميزت وخصت بذلك من بين فرائض الاسلام وواجبات الدين مما يدل على عظيم مكانتها ورفيع قدرها واهمية اه المحافظة عليها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر فاقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر ثم اورد هذا الحديث ايضا له تعلق بكيف فرضت الصلاة عن عائشة رضي الله عنها قال فرظ الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر ركعتين ركعتين في الحضر والسفر فاقرت صلاة السفر اي بقيت على الاصل ركعتين ركعتين وزيد في صلاة الحضر. وجاء ايضا من حديث عائشة رضي الله عنها في البخاري وغيره قالت فرضت الصلاة ركعتين ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ففرضت اربعا ففرضت اربعا اه اول ما فرضت قبل الهجرة كانت ركعتين ركعتين اي الفجر اثنتين الظهر اثنتين والعصر اثنتين والمغرب ثلاثا كما والعشاء ركعتين ثم زيدت بعد الهجرة زيد في لصلاة الحظر واقرت صلاة السفر زيد في صلاة الحظر اي زيد في الظهر اه ركعتين فصارت اربعا وفي العصر ركعتين فصارت اربعا وفي العشاء ركعتين فصارت اربعا والفجر لم يزد فيها الفجر لم يزد فيها ومما قيل في ذلك لان صلاة الفجر خصت بمشروعية اطالة القراءة فيها قصت بمشروعية اطالة القراءة فيها كما قال الله وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا فمما قيل في ذلك ان الفجر آآ فيها آآ اه اطالة اه القراءة فابقيت ركعتين وينبغي على المسلم ان ان يعنى بهذا الجانب ان يعنى بهذا الجانب وان لا يحصل عنده ملل ووظجر اذا اطيل شيئا ما في صلاة الفجر في القراءة لان هذا اصبح يعد مشكلة في كثير من المساجد في كثير من المساجد يتذمرون من ذلك ويتضجرون والسبب معروف السبب انهم يسهرون بالليل ويأتي للفجر متعبا يأتي للفجر متعبا فاذا اطال الامام شيئا قليلا من مل من ذلك وتعب وضجر اما غيره ممن نام مبكرا يتمنى ان لو اطال الامام زيادة على ذلك لما يحصل له من راحة وهنائة بالقراءة. لكن من يسهر بالليل يتضجر واكثر ما يكون الظجر ليلة الجمعة واصبحت ليلة الجمعة هي ليلة السهر لدى اكثر الناس ليلة الجمعة اصبحت هي ليلة السهر ومشروع في فجر الجمعة قراءة قراءة السجدة وهل اتى قراءة السجدة وهل اتى فيتضجر بعض الناس من ذلك لكن اذا استشعر الانسان قيمة الصلاة و مكانتها وروض نفسه وحرص على النوم المبكر يتحول الضجر الى هناءة ولذة وقرة عين كما كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول جعل قرة عيني في الصلاة وكان يقول ارحنا بالصلاة يا بلال نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفا به عن عمر ابن ابي سلمة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه هذا الباب باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفا به وكذلك الابواب التي بعده تتعلق باللباس في الصلاة وستر اه العورة وهي ابواب عديدة كلها تتعلق بذلك لعلنا نؤجل الحديث عنها الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخ وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. فاللهم اصلح لنا ديننا الذي وعصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على فمن عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين