محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه منيرا فبلغ رسالة ربه وادى الامانة ونصح امته وجاهد في الله حق جهاده وعبد ربه مخلصا له الدين حتى اتاه اليقين. فصلوات الله وسلامه عليه. ما من خير الا دل امته عليه وما من شر الا حذرها منه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاتقوا الله ايها المسلمون. اتقوا الله حق التقوى. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما عباد الله كان الحديث في خطبة الجمعة الماضية عن جوانب من السيرة العطرة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في المرحلة المكية ونستكمل الحديث في هذه الخطبة عن بعض الجوانب من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في المدنية مرحلة ما بعد الهجرة. وقبل ذلك نؤكد على اهمية معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. وواقف حياته ومنهجه في الدعوة الى الله تعالى. ان السيرة النبوية العطرة هي التي تضع للمسلمين المعالم التي يجب عليهم ان يسيروا عليها وتوضحوا لهم الطريق التي ينبغي ان يسلكوها لانها هي الترجمة العملية لحياة ذلك النبي الكريم. التي امرنا باتخاذها منهجا وامرنا ربنا عز وجل بان نتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة واسوة فقال لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. وان سيرته صلى الله عليه وسلم بهذا المفهوم العميق هي التي تربى عليها الافذاذ من السلف الصالح. فكانوا نماذج حية للاسلام. يرى فيها الناس خاصتهم وعامتهم المدلول الحقيقي لدين الاسلام الذي اعز الله تعالى به هذه الامة بعد ذل مريض واصبحت هذه الامة خير امة اخرجت للناس. عباد الله بعد ما مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة من بعد بعثته يدعو الناس الى تحقيق التوحيد واخلاص الدين لله عز ويقول ايها الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا ولقي من كفار قريش لقي منهم ما لقي من اصناف الاذى القولي والفعلي. اذن الله تعالى له بعد ذلك بالهجرة الى المدينة كان عليه الصلاة والسلام كان اذا اتى موسم الحج يذهب الى قبائل العرب ويعرض نفسه ودعوته عليهم ان يهاجر اليهم فينصروه. وكان اذا دخل على حي من احياء العرب اذا دخل خيمة تبعه وعمه ابو لهب فاذا عرظ النبي صلى الله عليه وسلم على القبيلة ذلك العرظ دخل عمه وقال انا عمه وانا اخبر به وهذا مجنون فلا تسمعوا له. وكان الاوس والخزرج في المدينة كان معهم اليهود وكان اليهود يتوعدونه بان هذا الزمان هو زمان نبي سيخرج واذا خرج فسنتبعه ونقاتلكم ونخرجكم من المدينة فكان عندهم علم بخروج نبي. فلما عرض النبي صلى الله عليه وسلم عرظوا دعوته على الاوس والخزرج قالوا ان هذا هو النبي الذي تتوعدكم به اليهود بادروا اليه فاسلموا وانصروه. تكون لكم الدولة وبالفعل امنوا فكانت نفوسهم متهيئة للاسلام فاسلموا فحصلت لهم بيعة العقبة الاولى. ثم بيعة العقبة الثانية. ثم ارسل النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة من يدعوهم ويعلمهم امور دين الاسلام. ثم انه عليه الصلاة والسلام هاجر اليهم في المدينة واثناء وعندما اراد ان يهاجر اجتمعت قريش وهموا بقتله عليه الصلاة والسلام وان يضربوه ضربة رجل واحد وحتى يضيع الدم بين القبائل. فلا يطالب فلا يطالب بدمه فاجتمعوا لذلك ولكن الله تعالى ابطل كيدهم ومكرهم واذ يمكروا بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. فهاجر عليه الصلاة والسلام الى المدينة وكانت هجرته فاتحة خير للاسلام والمسلمين بل انها كانت اعظم حدث في السيرة. ولذلك لما اراد الصحابة ان يؤرخوا التاريخ الاسلامي تباحثوا ثم اتفقوا على ان اعظم حدث في السيرة النبوية هو الهجرة. فجعلوا التاريخ الاسلامي مرتبطا بالهجرة النبوية فاصبح التاريخ الاسلامي هو التاريخ الهجري هاجر اليهم النبي صلى الله عليه وسلم واقام دولة الاسلام وصار للمسلمين قوة ودولة. ولكنه عليه الصلاة والسلام لم يسلم من الاذى من قبل اليهود الموجودين في المدينة ومن قبل المنافقين الذين استتروا بالنفاق بعدما رأوا قوة المسلمين ولا سيما بعد غزوة بدر وارادوا بذلك ان تحقن دماؤهم واموالهم. فاظهروا الاسلام وابطنوا الكفر واذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه اذى شديدا حتى بلغت اذيتهم للنبي عليه الصلاة والسلام الى ان اذوه في اهله قذفوا ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها الفاحشة وهي الصديقة بنت الصديق الطاهرة التي برأها الله تعالى في كتابه الكريم في عشر ايات في سورة النور فهي تتلى الى قيام الساعة. بلغ اذى المنافقين بالنبي عليه الصلاة والسلام الى هذه الدرجة ولكن الله تعالى فضحهم في كتابه الكريم. وبين للمسلمين حالهم واوصافهم وخبثهم ومكرهم وقال هم العدو فاحذرهم. كما في سورة البقرة وسورة التوبة وسورة المنافقون وغيرها. ولم يكن المنافق ولم يكن النفاق ولم يكن النفاق موجودا في مكة قبل الهجرة لان الناس كانوا قسمين مسلمين وكفار ولكن بعد الهجرة لم يستطع هؤلاء المنافقون ان يظهروا كفرهم وهم يرون قوة المسلمين. فاستتروا بستار النفاق فابطنوا الكفر هو اظهروا الاسلام ولهذا يقول اهل العلم انهم كلما قويت دولة الاسلام برز وظهر النفاق. لان الكافر لا يستطيع ان يظهر فيستتر بالنفاق واذا ضعفت دولة الاسلام قل النفاق لان الكافر يستطيع ان يبوح بكفره ولا حاجة لان يظهر موطن الكفر مع ضعف المسلمين عباد الله وبعدما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة واسس دولة الاسلام اذن له بالقتال وكان ممنوعا ومن القتال في مكة بل كان يرى الاصنام تعلق في الكعبة. ومع ذلك كان اصحابه ينتظرون منه اشارة بتكسيرها وكان يمنعهم من ذلك. بل كان يدعو الناس بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة. لان المسلمين كانوا في تلك في ظعف وفي قلة من العدد والعدد. ولو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم من معه من الصحابة في تلك الفترة واجه الكفار قريش الذين كانوا على جانب كبير من العدد والعدة لو واجهوه بالقوة فقاتلوهم او كسروا اصنامهم مثلا لقضي على دولة الاسلام في مهدها كان المسلمون في تلك الفترة في الفترة المكية ممنوعين ان كانوا ممنوعين من الجهاد بالسيف لانهم كانوا في مرحلة ظعف فليس من الحكمة ان يجاهدوا بالسيف ولكن لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة واصبح للمسلمين قوة ودولة شرع الجهاد في سبيل الله عز وجل وكانت حياته عليه الصلاة والسلام حياة جهاد ومجاهدة وتضحية وفداء لنصرة دين الله عز وجل ففي السنة الثانية من الهجرة جمع الله تعالى بين المسلمين وكفار قريش من غير ميعان فكانت غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون انتصارا عظيما واعز الله جنده وهزم المشركين. وفي السنة من الهجرة كانت غزوة احد. وفي السنة الرابعة كانت غزوة بني النضير. وفي السنة الخامسة كانت غزوة الاحزان غزوة بني قريظة وفي السنة السادسة كانت غزوة الحديبية والتي سماها الله عز وجل فتحا مبينا. فقال انا فتحنا لك فتحا مبينا وقد نزلت هذه الاية عند رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية في السنة السادسة من الهجرة فتعجب الصحابة وقالوا يا رسول الله اوفتح هو؟ قال نعم. وبالفعل كان ذلك الصلح مع ان ظاهره كان فيه اظاظة الاسلام والمسلمين الا ان عواقبه كانت فتحا عظيما ومبينا للاسلام والمسلمين. وهذا يدل على ان بعض امور قد تكون في ظاهرها ان فيها شر للاسلام والمسلمين ولكن الله تعالى يجعل في عاقبتها خيرا عظيما الاسلام والمسلمين. فانظروا كيف ان الله عز وجل سمى صلح الحديبية فتحا مبينا. انا فتحنا لك فتحا وفي السنة السابعة من الهجرة كانت غزوة خيبر وفي السنة الثامنة كانت غزوة فتح مكة ثم غزوة حنين وفي السنة التاسعة كانت غزوة تبوك. ثم مكث النبي صلى الله عليه وسلم بقية تلك السنة في المدينة. يستقبل وفود التي تأتي المدينة لتعلن اسلامها لتعلن اسلامها وذلك ان قبائل العرب لما رأوا ان النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة وهزم كفار قريش انقادت انقادت قبائل العرب للنبي صلى الله عليه وسلم اصبحت تفد اليه الوفود بالاعداد الكبيرة وتعلن اسلامها في المدينة. وفي السنة العاشرة من الهجرة حج النبي صلى الله عليه وسلم بالناس حجة الوداع وكان يقول ايها الناس خذوا عني مناسككم لعلي لا القاكم بعد هذا وفي السنة الحادية عشرة من الهجرة توفي النبي صلى الله عليه وسلم. بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمره اربعون سنة وتوفي وعمره ثلاث وستون سنة. اي انه بقي في البعثة والرسالة ثلاثا وعشرين سنة ومع ذلك اخرج الله تعالى به الناس من الظلمات الى النور. واتم الله تعالى به الدين واكمل به النعمة ونزل فعليه وهو يخطب الناس في عرفة في حجة الوداع نزل عليه قول الله عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم النعمة ورضيت لكم الاسلام دينا. قال رجل من اليهود لعمر اية تقرأونها في كتابكم لو نزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا منها عيدا. فقال عمر اني والله لاعلم اي اية تريد. واي مكان نزل واين نزلت؟ ومتى نزلت؟ اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس في يوم عرفة فاكمل الله له به الدين. اكمل الله تعالى بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الدين واتم النعمة. وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم رسالة ربه. يقول ابو ذر رضي الله عنه ما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائر يطير بجناحيه الا وذكر لنا منه علما. فجعل الله تعالى هذا الدين كامل تاما فما من امر يحتاج اليه الناس على مر الامصار والاعصار الا وفي ديننا العظيم بيانه باوضح بيان ولم يقف علماء المسلمين يوما من الايام في اي مصر وفي اي عصر في اي مصر وفي اي عصر عاجزين عن ان يجدوا الحكم الشرعي لاي قضية تقع لان الله تعالى قد جعل هذا الدين تاما كاملا فلله تعالى والمنة اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين واشهد ان محمدا عبده ورسوله المتقين صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثات بدعة. عباد الله في شهر ربيع الاول من السنة الحادية عشرة من الهجرة مرض النبي صلى الله عليه وسلم. وقد اشتد به المرض حتى لم يستطع الخروج للصلاة بالناس وقالوا مروا ابا بكر فليصلي بالناس. فصار ابو بكر الصديق يصلي بهم. وفي فجر وفاته عليه الصلاة والسلام اطل على المسلمين وهم يستوون لصلاة الصبح وكشف عن ستر حجرته ونظر اليهم وتبسم تبسم لانه رأى ان الله تعالى قد اكمل به الدين واتم به النعمة وابلغ رسالة ربه. ولما رآه الصحابة كادوا يفتتنون في صلاتهم. فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم. فاشار اليهم ان اتموا صلاتكم ثم دخل غرفة عائشة وارخى الستر. وفي ضحى ذلك اليوم يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الاول من السنة الحادية عشرة من الهجرة توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستند الى حجر عائشة رضي الله عنها وكان يقول اين انا غدا؟ كان في يوم الاحد يقول اين انا غدا؟ يريد ان يكون في بيته عائشة لانها كانت هي احب نسائه. ففهمت زوجاته انه يريد ذلك. فتنازلن لعائشة ان يبقى النبي صلى الله عليه وسلم عندها. فبقي عندها وكان في ضحى ذلك اليوم يوم الاثنين كان مستندا الى حجرها. فتوفي عليه الصلاة والسلام وهو يقول اللهم الرفيق الاعلى ونادت فلما علمت فاطمة بذلك قامت وقالت يا ابتاه اجاب ربا دعاك يا جنة الفردوس مأوى يا ابتاه الى جبريل الانعام وحزن الصحابة بعد علمهم بخبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا. حتى ان بعضهم لم يصدق بذلك منهم بعض اكابر الصحابة كعمر بن الخطاب كعمر بن الخطاب الذي انكر خبر وفاته وقال انه قد ذهب الى ربه وكما ذهب موسى الى ربه وسيرجع فيقطع رقاب اناس من المنافقين. هم الذين يشيعون ان النبي صلى الله عليه وسلم توفي والمصيبة الشديدة اول مراحلها عدم التصديق. فلم يصدق كثير من الصحابة بان النبي صلى الله عليه وسلم قد توفي وكان ابو بكر الصديق قد خرج في ضيعة له. ثم لما بلغه الخبر اتى على فرس وثبته الله بثبات الانبياء فدخل على الناس وهم يموتون في المسجد ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجى في غرفة عائشة فكشف عن وجهه وقبل ما بين عينيه. وقال بابي انت وامي يا رسول الله طبت حيا وميتا اما موتة الدنيا فقد ذقتها اما موتة الدنيا فقد ذقتها ولكن لن تموت بعدها ابدا ثم خرج ابو بكر الصديق الى الناس في المسجد وهم ما بين مصدق ومنكر. وخطب الناس فقال ايها الناس من كان محمدا فان محمدا قد مات. ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت. ثم تلا قول الله عز وجل وما الا رسول قد خلت من قبله الرسل. افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم؟ ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا الله وسيجزي الله الشاكرين. وقول الله تعالى انك ميت وانهم ميتون. فاطمئن الناس لقول ابي بكر. قال ابن عباس رضي الله عنهما كأن الناس لم يعلموا ان الله انزل هذه الاية الا بعد ان تلاها ابو بكر الصديق الناس كلهم تلقاها الناس منه كلهم فما اسمع بشرا من الناس الا وهو يتلو هذه الاية. وهذا يدل على ان الانسان مهما كان عليه من العلم والعبادة قد يذهل حتى عن ابسط الاشياء فيحتاج الى من يذكره الناس يحتاجون خاصة في الفتن والمصائب العظيمة يحتاجون الى من يذكرهم بقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ان يحرص على تثبيتهم كما فعل الصديق رضي الله تعالى عنه. فتنى الناس هذه اية وتيقنوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي توفي عليه الصلاة والسلام بعد ما اكمل الله به الدين اتم به النعمة فصلوات الله وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار وصلوات الله وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الابرار كان حريصا عليه الصلاة والسلام غاية الحرص على دعوة الناس الى دين الله عز وجل واجه من الظلمات الى النور حتى ان الله تعالى قال لعلك بافع نفسك الا يكونوا مؤمنين ان نشأ ينزل عليه من السماء اي اية فظلت اعناقهم لها خاضعين. اي لعلك يا محمد باقع نفسك. اي انك متأسف تكاد تقتل نفسك هما وغما واسفا الا يكونوا مؤمنين. لو اراد الله تعالى منهم الايمان الاجباري لانزل اية كونية فظلت اعناقهم لها خاضعين لكن الله تعالى يريد من البشر الايمان الاختياري. كان عليه الصلاة والسلام رحيما شفيقا بامته وعند الموقف يوم القيامة في عرصات يوم القيامة الذي هو خمسون الف سنة ينال الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون معه وما لا يحتملون. حتى ان البشر يقول بعضهم لبعض اذهبوا الى من يشفع لكم عند الرب عز وجل في الفصل والقضاء بين العباد فيذهبون الى ادم فيعتذر ثم الى نوح فيعتذر ثم الى فيعتذر ثم الى موسى فيعتذر ثم الى عيسى فيعتذر وكل منهم يقول نفسي نفسي. وعندما يذهبون الى محمد صلى الله عليه وسلم فلا يعتذر بل يقول انا لها انا لها ويذهب ويسجد تحت العرش ثم يقول الله له يا محمد ارفع واشفع تشفع فيشفع في ان يخسر الله ويقضي بين العباد فيظهر الله فظل هذا النبي على الاولين والاخرين. في ان الله تعالى قبل شفاعته في الفصل والقضاء بين العباد. وذلك هو المقام المحمود الذي اعطيه النبي صلى الله عليه وسلم فيرى جميع البشر من ادم الى قيام الساعة يرون فضل هذا النبي العظيم عظيمة وعظيمة لاكرام الله عز وجل له. ثم يقول الله تعالى له وستعطى. كل يقول نفسي نفسي حتى اولو العزم من الرسل الا هذا النبي العظيم الا هذا النبي الكريم. عندما يرفع رأسه يقول يا ربي امتي يا رب امتي فيقول الله له انا سنرضيك في امتك ولا نسوؤك. فانظروا الى كمال شفقته عليه الصلاة والسلام في امته في هذه اللحظة يقول يا ربي امتي ولذلك اكثر من يدخل الجنة من الامم من هذه الامة وكل وكل الناس من الامم الاخرى كل يتمنى يوم القيامة انه من هذه الامة لما يرى من اكرام الله تعالى لها كنتم خير امة اخرجت للناس اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. اللهم ارضى عن صحابته اجمعين وعن التابعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الكفر والكافرين. اللهم انصر من نصر دين الاسلام في كل مكان وخذل من خذل دين الاسلام في كل مكان يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات. الاحياء منهم والاموات اللهم اصلح احوال المسلمين في كل مكان. اللهم وفق ولاة امور المسلمين لتحكيم شرائعك والعمل بكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. هو رحمة برعاياهم ووفق امامنا وولي امرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيتي للبر والتقوى يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا ديناننا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير الموت راحة لنا من كل شر. نسألك اللهم من الخير كله عاجله واجله. ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين