الحمد لله الواحد الاحد القيوم الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وقدر فهدى وجعل من وجعل من الانسان زوجين ذكرا وانثى تعالى واشكره حمدا وشكرا كما يحب ربنا ويرضى. واحمده واشكره حمدا وشكرا عدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاتقوا الله ايها المسلمون اتقوا الله حق التقوى. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا الا وانتم مسلمون. ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتق الله يجعل له ومن امره يسرا ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا. عباد الله يقول ربنا عز وجل في محكم كتابه ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها. وجعل بينكم مودة ورحمة. ان في ذلك لايات لقومية تفكرون فامتن الله عز وجل على عباده بان خلق لهم ازواجا واحاط هذا الزواج جاء برباطين برباط المودة وبرباط الرحمة. وجعل بينكم مودة ورحمة. وامر بالتفكر في هذه الاية العظيمة ان في ذلك لايات لايات لقوم يتفكرون. ان زواج لنعمة عظيمة من الله على عباده. وفيه فوائد ومصالح كبيرة. وينبغي ان يحث الشباب وان تحث الشابات على الزواج بل ان يشجع على الزواج المبكر خاصة في زمننا هذا الذي الذي نعيش فيه والذي قد كثرت فيه دواعي الفتن في شتى دروبها وكثرت فيه وسائل المغريات والملهيات مثيرات خاصة للشباب والشابات. ولذلك فتتأكد الدعوة الى المبادرة للزواج والى توعية المجتمع باهمية الزواج المبكر واثره في حماية الشباب من عواصف الفتن وتيارات الانحراف عباد الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة تزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء فارشد النبي صلى الله عليه وسلم الشباب وخصهم خصهم بذلك الارشاد لان عندهم الاستعداد للزوال وعندهم الطاقة التي اذا ما بدرت بوظعها في موظعها السليم افادت. خصهم بهذا النداء. فقال يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج اي من كان قادرا على مؤونة النكاح فليبادر للزواج ثم ذكر فائدتين عظيمتين للزواج قال فانه اغض للبصر واحصن للفرج اما اما كونه اغض للبصر فان الشاب اذا تزوج قرت عينه وسكنت نفسه ولم يتطلع الى ما حرم الله عز وجل في الغالب. لان الله تعالى قد اغناه بحلاله عن حرامه. واحصن للفرج اي ان الزواج سبب للاعفاف. والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. فهو من اسباب العفة ومن اسباب احصان الفرج. لانه يجد زوجة ويصرف شهوته وطاقته الى الحلال الى ما اباحه الله عز وجل. فيكون في ذلك احصان لفرجه واعفاف لنفسه وغض لبصره. ثم ان الزواج يحصل به السكن النفسي والعاطفي ويحصل به الاستقرار والراحة كما قال ربنا عز وجل في الاية السابقة ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا كونوا اليها وعندما نتأمل الايات الواردة في شأن الزواج نجد ان القرآن الكريم يقرر ان من ابرز واسمى مقاصد النكاح وجود السكن بين الزوجين. هو الذي خلقكم من نفس واحدة جعل منها زوجها ليسكن اليها. فنجد الاشارة الى السكن عند ذكر الزواج في عدة ايات من كتاب الله عز وجل مما يدل على ان من ابرز مقاصد النكاح هو حصول السكن والسكن يعني الطمأنينة ويعني الراحة ويعني ويعني زوال القلق ويعني ان يذهب عنه الاضطراب وان تقر نفسه وان يرتاح باله وهذا لا يتحقق بغير الزواج. ثم ان من مصالح الزواج حصول الاولاد الذين تقروا بهم اعين والديهم كما قال سبحانه والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين هم شطر زينة الحياة الدنيا كما قال ربنا سبحانه المال والبنون زينة الحياة الدنيا والانسان يطلب الزينة فكما انه يطلب المال فهو كذلك يطلب الاولاد لانهم يعادلون المال في كونهم زينة الحياة الدنيا. هذا في الدنيا ثم انه في الاخرة يجري نفعهم على ابائهم ان صلحوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له. فالاولاد فيهم عظيمة في الحياة وبعد الممات. ولمصالح النكاح العظيمة اختار الله عز وجل اختار النكاح لانبيائه ورسله. فقال سبحانه ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية. فالنكاح من سنن المرسلين وقال في حق ادم وجعل منها زوجها ليسكن اليها واقتطع من زمن كليمه موسى عليه الصلاة سلام عشر سنين في رعاية الغنم لتحصيل مهر الزوجة ومعلوم مقدار هذه السنين العشر معلوم مقدار هذه السنين العشر وانها تتطلب مالا كثيرا ومع ذلك قبل موسى عليه الصلاة والسلام بذلك لاجل ان يتزوج ويترتب على ذلك الزواج ما يترتب من مصالح ومنافع. واختار الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم افضل الاشياء فكان عليه الصلاة والسلام عنده عدة زوجات عنده تسع زوجات او ولا هدي فوق هديه عليه الصلاة والسلام. ثم ان النكاح يترتب عليه كثرة انجاب الولد فيحصل بذلك مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم بامته يوم القيامة. كما قال تزوجوا الودود الولود فاني مباه بكم والامم يوم القيامة ثم ان النكاح فيه مصالح عظيمة لو لم يكن فيه الا انه بصدد انه لا عمله بموته ولو لم يكن فيه الا انه يخرج من صلبه من يشهد لله بالوحدانية ولرسوله بالرسالة ولو لم يكن فيه الا لغض بصره واحصان فرجه عن التفاته الى ما حرم الله ولو لم يكن فيه الا تحصين امرأة يعفها الله به ويثيبه على قضاء وطنه ووطنها ولو لم يكن فيه الا ما يثاب عليه من نفقته على امرأته وكسوتها ومسكنها. كما قال عليه الصلاة والسلام واعلم انك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها حتى ما تجعله في في ولو لم يكن فيه الا تكثير اهل الاسلام الا تكفير الاسلام واهله وغيظ اعداء الاسلام. ولو لم يكن فيه الا تعديل قوته الشهوانية الصارفة له عن تعلق قلبه بما هو انفع له في دينه ودنياه. ولو لم يكن فيه الا لبنات اذا صبر عليهن واحسن اليهن كن له سترا من النار ولو لم يكن فيه الا انه اذا قدم فراطين لم يبلغ الحنف ادخله الله بهما الجنة. اي اذا مات له ولدان من ابن او بنت. قبل ان يبلغ سن البلوغ كان ذلك من اسباب دخوله الجنة كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولو لم يكن فيه الا استجلابه عون الله في الحديث ثلاثة حق على الله عونهم وذكر منهم النكح يريد العفاف الى غير ذلك من المصالح والفوائد العظيمة في النكاح اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ما لك يوم الدين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين. اشهد ان محمدا عبده ورسوله امام المتقين. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان خير الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم واشترى للامور محدثاتها وكل محدثة بدعة. عباد الله ان اقبال الشباب والشابات على الزواج يتحقق به المصالح المترتبة على الزواج. كما ان فيه تحصينا للمجتمع من الفتن. وان العزوف عن الزواج يترتب عليه في المقابل مفاسد كبيرة على الفرد وعلى المجتمع. ومن هنا تقع المسؤولية الكبيرة في تشجيع الشباب على الزواج تقع المسؤولية على العلماء وعلى الخطباء واصحاب المنابر الاعلامية وتقع المسؤولية بشكل اخص على الوالدين. فعلى الاب والام ان يقوما بدورهما في توعية ابنهما الشاب باهمية الزواج. وما يترتب عليه من المصالح الكبيرة واثره في في واثره في الاستقرار النفسي والعاطفي للشام. وعلى الاب والام ان يقوما كذلك بتوعية ابنته بقبول الخاطب الكفر مرضي الدين والخلق. ان بعض الاباء والامهات لا يلقي بالا لهذا الامر ولا يهتم به فهذا الشاب يقضي معظم وقته مع اصحابه وليس عنده الوعي باهمية الزواج او ان عنده تصورات خاطئة عن الزواج كأن يكون لديه تصور بان الزواج تقييد للحرية ونحو ذلك. حتى اذا تصرم معظم الشاب بدأ يفكر بالزواج. وان المطلوب من الوالدين ان يحث ابنهما على الزواج وان يساعداه في تحقيق ذلك وفي لتذليل العقبات التي قد تقف امامه. وهكذا ايضا بالنسبة للبنت اذا تقدم لها الخاطب الكفر فعلى الاب والام مسؤولية كبيرة في توعية ابنتهما وفي تشجيعها على القبول بالخاطب الكفر. وان الفتاة كالزهرة كلما ما تقدم بها العمر فانها تذبل ويقل خطابها. ان بعض الاباء والامهات لا يلقي بالا بهذه المعاني. يرى ابنه الشاب قد تقدم به العمر ولم يحثه ولم يكن جادا في حثه على الزوال وفي مساعدته وفي تيسير امور الزواج بالنسبة له. وفي توعيته باهمية الزواج المبكر واثره في الاعفاف وفي الاصلاح وفي الاستقرار النفسي والعاطفي وفي كونه يتسبب في في الانجاب وفي الحصول على ذرية واولاد. نجد ان هذا الاب لم يفاتح ابنه يوما بهذا الموضوع وهكذا يقال بالنسبة للام. وهذا تقصير كبير من الوالدين في حق ابنهما الشام وربما ان هذا الابن الشام يندم حين حينما يمضي معظم سن الشباب وتمضي زهرة شباب وهو لم يتزوج ولم يتدارك سن الشباب الا متأخرا فيندم ويلقي باللائمة على والديه في كونهما لم بمسؤوليتهما في التوعية وفي التوجيه وفي التشجيع وفي الارشاد. فعلى الوالدين مسؤولية كبيرة في هذا الجانب فعليه ان يستشعر هذه المسؤولية وهكذا ايضا يقال بالنسبة للفتاة بل ان الاب الناصح يبحث عن الخاطب الكفر لابنته قال البخاري في صحيحه باب عرظ عرظ الانسان ابنته او اخته على اهل الخير ثم ساق البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين تأيمت ابنته حفصة اي مات زوجها قال عمر فاتيت عثمان اي عمر بعد ما مات زوج ابنته اصبح يبحث لها عن زوج. قال فأتيت عثمان فعرظت عليه حفصة. فقال سانظر في امري فلبثت ليالي ثم لقيني فقال قد بدا لي الا اتزوج يومي هذا. قال عمر فلقيت ابا بكر الصديق فقلت ان شئت زوجتك حفصة بنت عمر فصمت ابو بكر فلم يرجع الي شيئا فكنت اوجد عليه مني على عثمان ليالي فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم واصبحت احدى امهات المؤمنين ثم ان ابا بكر بقي عمر واعتذر منه بانه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكرها ولم ولم يرد افشاء سره فانظروا ايها الاخوة الى حرص عمر رضي الله عنه على تزويج ابنته التي مات زوجها وكيف انه عرضها على عثمان ثم عرضها على ابي بكر الصديق. ولعل الله تعالى علم منهم هذا الحرص فقيظ لها زوجا لم يخطر ببال عمر وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم واصبحت احدى امهات المؤمنين وهكذا اذا كان الاب والام حريصين على تزويج اولادهما من بنين وبنات فان الله تعالى ييسر هذا الامر ولكن عندما يغيب هذا المعنى عن اذهان الوالدين فان هذا الشاب وهذه الشابة يمضي عليهما العمر وتمضي زهرة الشباب ولم يتزوجا ثم يحصل الندم فيما بعد. اخبرني رجل كبير في السن يقول انه كان حريصا تزويج اولاده من بنين وبنات. يقول وكنت كل يوم ادعو الله عز وجل بان يرزق اولادي بان يرزق ابنائي وان يرزق بنيات ازواجا صالحين. يقول فوالله قرت نفسي بتزويجهم جميعا واني احمد الله تعالى على ذلك فانظروا الى هذا الحرص من هذا الرجل وكيف انه يدعو الله كل يوم في هذا الامر وهذا يدل على حرصه الكبير ولعل الله تعالى قيل ولعل الله عز وجل استجاب له وقيظ لبناته ازواجا صالحين وقيد ايضا لابنائه زوجات صالحات فهكذا هكذا اذا استشعر الوالدان المسؤولية وقام بدور التوعية وبذل الاسباب ودعو الله عز وجل تحقق كل خير بالنسبة لاولادهما من بنينا وبنات. الا واكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير. فقد امركم الله بذلك فقال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد اللهم ارضى عن ابي بكر الصديق وعن عمر ابن الخطاب وعن عثمان بن عفان وعن علي بن ابي طالب وعن سائر صحابة نبيك اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم اذل والكافرين. اللهم اذلنا النفاق والمنافقين. اللهم من ارادنا واراد الاسلام والمسلمين بسوء. اللهم فاشغله في نفسك. اللهم اجعل كيده في نحره. اللهم اللهم اجعل تدبيره تدميرا عليه يا قوي يا عزيز يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم وفق ولاة امور المسلمين لتحكيم والعمل بكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. ووفق امامنا وولي امرنا لما تحب وترضى. وخذ بناصيته للبر والتقوى منه البطانة الصالحة الناصحة التي تدله على الحق وتعينه عليه. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. نسألك اللهم من الخير كله عاجله واجله. ما علمنا منه ما لم نعلم. ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين