الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا احمده تعالى واشكره حمدا وشكرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا وصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اما بعد فاتقوا الله ايها المسلمون اتقوا الله حق التقوى. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما عباد الله سمعتم بالعمل الاجرامي الذي قامت به الفئة الضالة يوم الاحد الماضي وترتب عليه مقتل احد رجال الامن وعامل مسلم ومقتل اثنين من هؤلاء المعتدين هؤلاء المقتولون جميعا في هذا الحادث ليسوا يهودا وليسوا نصارى وليسوا بوذيين ليسوا كفارا انهم جميع مسلمون لكن هذه الفئة الضالة انحرفت فيفهم الاسلام فنزلوا النصوص الواردة في الكفار على اخوانهم المسلمين وما اشبه الليلة بالبارحة فالذين قتلوا عثمان بن عفان وعلي ابن ابي طالب رضي الله عنهما كانوا قتلهم جهادا ويتقربون به الى الله تعالى. بل ان الذي قتل علي ابن ابي طالب كان رجل من العباد ويرى في جبهته اثر السجود. ولما قتله قال هذا ارجى عمل اتقرب الى الله فانظروا الى الانحراف الشديد في فهم الاسلام في فهم الجهاد وفي فهم الاسلام والسؤال المهم من المستفيد من هذه الاعمال الاجرامية؟ من المستفيد من ان يأتي طائفة من ابناء المسلمين ويقتلون مسلمين من جنود الوطن يمارسون عملهم للحفاظ على امن البلاد وما الفائدة التي يجنيها اولئك من هذا العمل الاجرامي؟ وهل هو الا ضرب من دروب الافساد في الارض؟ نعم ان المستفيد الاكبر من هذا العمل الاجرامي هو اعداء المسلمين ان هذه الفئة الضالة المنحرفة في فهم الاسلام ينبغي ان يقف ضدها المجتمع بجميع اطيافه. وان يتعاون ويتكاتف ابناء المجتمع مع ولاة امر هذه البلاد للقضاء على هذه الفئة وعلى هذا الفكر الخبيث المنحرف وان هذه الفئة اشبه ما تكون بالخوارج الذين يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان جماعة مبتدعة منحرفة في فهم الاسلام على مر التاريخ اضروا بالاسلام والمسلمين ضررا عظيما. اخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي سعيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وفي صحيح مسلم عن علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيخرج في اخر الزمان سيخرج في اخر الزمان قوم احداث الاسنان سفهاء الاحلام يقولون من قول خير البرية يقولون من خير قول البرية يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمي كما يمرق السهم من الرمية. يخرج في اخر الزمان قوم احداث الاسنان. اي صغار في السن. سفهاء احلام اي قليل العقول يقولون من خير قول البرية ان يأتون بنصوص من القرآن والسنة. يقرأون القرآن الا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصفهم يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان وفي صحيح مسلم عن ابي ذر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج هم شر الخلق والخليقة وانما كانت هذه الطائفة هم شر الخلق والخليقة لعظيم ضررهم. فهم يحرفون النصوص وينزلون النصوص التي نزلت في فرغ ويجعلونها في المسلمين ثمان هذه الفئة الضالة من السهل اختراقها من قبل اعداء المسلمين. والا لماذا لم نسمع عن هذه الفئة انها اطلقت رصاصة واحدة على الصهاينة المعتدين المحتلين الفلسطين مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا سؤال كبير ومهم. لماذا؟ لماذا لم يطلق هؤلاء رصاصة واحدة على اعداء المسلمين؟ انما ضحاياهم هم من المسلمين ومن ابناء المسلمين عباد الله وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بافتراق هذه الامة الى فرق كثيرة. يقول عليه الصلاة والسلام افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت صار على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قيل يا رسول الله قال من كانت على ما انا عليه واصحابي. وفي رواية قال هي الجماعة. وهذا خبر من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من لا ينطق عن الهوى عن افتراق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كل فرقة منها تدعي انها على الحق. وبين النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه الفرق كلها في النار ما عدا فرقة واحدة هي الفرقة الناجية ووصفها عليه الصلاة والسلام بانها ما كانت على ما على ما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه اي ان هديها موافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولهدي صحابته رضي الله عنهم وهذا الخبر عن افتراق الامة يستدعي من المسلم ان يكون حذرا اشد الحذر من ان تزل به القدم فيكون مع هذه الفرق المنحرفة التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانها كلها في النار. وان يحرص المسلم على التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم وان يلزم جماعة المسلمين وامامهم حتى يكون مع الفرقة الناجية. وفي حديث حذيفة لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن شرور وفتن ستقع في هذه الامة. قال حذيفة فما تأمرني يا رسول الله ان ادركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم ما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور الرحيم الحمد بالله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان خير الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثات بدعة عباد الله نعيش الان في زمن قد انفتح فيه العالم بعضه على بعض. واصبحت وسائل التقنية الحديثة تنقل للانسان ما في في هذا العالم بخيره وشره واستغل اعداء الاسلام استغلوا هذه الوسائل في التغرير بشباب الامة واستهدفوهم لايقاعهم في فتن الشبهات وفي فتن الشهوات ليصرفوهم عن التمسك بدينهم. وكان من جراء ذلك وقوع فئة من الشباب في الغلو وما يتبعهم من التكفير والتفجير والارهاب بشتى الوانه وصوره. ووقوع فئة اخرى من الشباب في التحلل حتى وصل ببعضهم الوقوع في الالحاد والتخلي عن الدين والمبادئ والقيم ومطلوب من المجتمع وبخاصة من ارباب التأثير والتوجيه والارشاد من العلماء والخطباء والمعلمين والاعلاميين ومن الاباء والامهات ان يعززوا في نفوس هؤلاء الشباب التمسك بدينهم من غير غلو ولا تفريط. وان يحذروهم من ان يسلكوا مسالك الضالة المنحرفة التي تعج بها الساحة في هذا العالم هذه الفرق تبدأ اول ما تبدأ مع الشام في تشكيكه في المسلمات وفي تشكيكه فيما هو عليه وفي اسقاط الرموز وفي شيطنة الرموز حتى تكون هذه الرموز تكون ليست محل ثقة عنده. وحينئذ اذا اسقطت الرموز وشكك في المسلمات يكون هذا الشاب مهيئا لتقبل سموم تلك الفرق. تبدأ تلك الفرق في بث سمومها الزعاف لدى ذلك الشاب حتى يعتنق تلك الافكار ثم يكون عدوا لمجتمعه ولامته وان المسئولية لتقع اولا على الوالدين. فعلى الاباء والامهات عليهم مسؤولية عظيمة في هذا الشأن على الاباء والامهات ان يحرصوا على تربية اولادهم. التربية الصالحة ان يعززوا فيهم التمسك بدينهم وان يعززوا فيهم الاعتزاز بدينهم وان يحذروهم من مسالك هذه الفرق المنحرفة. على الاباء والامهات ان يبذلوا اسباب هداية الدلالة والارشاد. وان يسألوا الله لاولادهم هداية الالهام والتوفيق ثم اننا في هذه البلاد نعيش في نعم كثيرة ومن اعظم هذه النعم نعمة يغفل عنها كثير من الناس وهي نعمة صفاء العقيدة والمنهج. فنحن ولله الحمد في هذه البلاد نعيش في صفاء العقيدة. ليس عندنا شركيات وليس عندنا بدع ظاهرة نعيش على التوحيد وعلى الدين الصحيح ولله تعالى الحمد والمنة. وان الرسل الذين ارسلهم الله تعالى للامم السابقة التي انحرفت عن دين الله عز وجل. لم تكن تنكر ان الله هو الخالق الرازق ولكن كان عندها انحراف في جانب العقيدة. فارسل الله الرسل لاجل تصحيح العقيدة وتخليص الدين لله عز وجل وتحقيق التوحيد ولذلك فان صفاء العقيدة وتحقيق التوحيد هو اهم المهمات. فنحن نعيش في هذه البلاد في هذه النعمة ولله تعالى الحمد والمنة ينبغي ان نستشعر هذه النعمة وان نبين عظيم قدر هذه النعمة لاولادنا من البنين والبنات وان نبين لهم نعمة تمسك هذه البلاد واهلها بالعقيدة الصحيحة بالعقيدة الصافية وان نحذرهم من الفرق المنحرفة التي تخالف هذه العقيدة الصحيحة عباد الله ينبغي ان نبين ان العقيدة الصحيحة وهذا المنهج الصحيح الذي عليه البلاد هذه البلاد واهلها. اننا انما نقول ذلك ليس تقليدا وليس تعصبا وانما نقول ذلك بالادلة والبراهين الكثيرة. وقد قام علماء الاسلام في قرون ماظية بجهود كبيرة في سبيل تحقيق ذلك تحقيق صفاء العقيدة في هذه البلاد ولله تعالى الحمد والمنة فلابد من ان نبين لهذا الجيل لابنائنا وبناتنا هذه النعمة حتى يعرفوا عظيم قدر ما هم عليه وحتى يتمسكوا بهذه العقيدة الصحيحة وبهذا المنهج الصحيح وحتى يحذروا من ان يسلكوا مسالك الفرق المنحرفة ثمان الاباء والامهات عليهما ان يدعوا الله عز وجل في ان يحفظ اولادهما ان يحفظ اولادهما من بشتى انواعه وصوره من الانحراف الى الغلو او من الانحراف الى التحلل. وان يجعل اولادهم قرة لهم وهذا الامر يغفل عنه بعظ الاباء والامهات. يركزون على بذل اسباب هداية الدلالة والارشاد لكنهم يغفلون عن هداية الالهام والتوفيق. والتي لا يملكها الا الله وحده. يغفلون عن ان يدعوا لاولادهم بهذه الهداية وان الاب والام مهما بذلا من اسباب هداية الدلالة والارشاد اذا لم يرد الله هداية هذا الولد من ابن او بنت فانه لن يهتدي ولهذا لم يستطع نوح عليه الصلاة والسلام ان يهدي ابنه مع انه نبي مرسل من عند الله عز وجل. ومن هنا ينبغي ان يسأل الوالدان يسألان الله عز وجل لاولادهما هداية الالهام والتوفيق والا يقصرا في بذل اسباب هداية في الدلالة والارشاد اللهم من ارادنا او اراد بشبابنا فتنة ومكيدة. اللهم اجعل كيده في نحره. اللهم اجعل تدبيره تدميرا عليه. اللهم فيه عجائب قدرتك. اللهم احفظنا واحفظ بلادنا وامننا وايماننا وعقيدتنا. اللهم احفظنا بالاسلام قائمين واحفظنا بالاسلام قاعدين واحفظنا بالاسلام راقدين. اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. اللهم انا نعوذ بك من المظلات الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. واذل الكفر والكافرين. اللهم انصر من نصر دين الاسلام في كل مكان. واخذ من خذل دين الاسلام في كل مكان يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم ابرم امة الاسلام امرا رشدا يعز فيه اهل طاعتك ويهدى فيه اهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر اللهم وفق ولاة مسلمين بتحكيم شرعك والعمل بكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمة لرعاياهم. اللهم وفق امامنا وولي امرنا لما تحب وترضى. وخذ بناصيتي للبر والتقوى وارزقه البطانة الصالحة الناصحة. التي تذكره اذا نسي وتعينه اذا ذكر. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك ترؤف الرحيم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد الحمد لله رب العالمين