الحمد لله الذي جعل الصلاة عمود الدين. واخبر بانها كبيرة الا على الخاشعين. الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون. احمده تعالى واشكره حمدا وشكرا كما ينبغي لجلال وجهه من سلطانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بشيرا ونذيرا. وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. فبلغ الرسالة وادى الامانة ما من خير الا دل امته علي وما من شر الا حذرها منه. فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه ومن نهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين. وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاتقوا الله ايها المسلمون اتقوا الله حق التقوى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون عباد الله جاء في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم اي العمل احب احب الى الله تعالى. قال الصلاة على وقتها فدل هذا الحديث العظيم على ان المحافظة على الصلاة في وقتها انه احب الاعمال الى الله عز وجل وذلك لان هذه العبادة هي عمود الدين وهي اكد اركان الاسلام بعد الشهادتين وهي الصلة بين العبد وربه ويجتمع فيها من انواع العبادات ما لا يجتمع في غيرها. ولذلك كانت هي الفارقة بين الكفر والاسلام. فلا حظ في الاسلام لمن ضيع الصلاة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. ويقول العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. عباد الله ان منزلة الصلاة في الاسلام عظيمة جدا ومكانتها كبيرة. فينبغي للمسلم ان احرص عليها وان يهتم بها غاية الاهتمام. وان يقيمها كما امر الله عز وجل وثمة اخطاء متعلقة باداء هذه العبادة وهذا الركن العظيم. تقع من بعض الناس اما جهلا او تهاونا وتفريطا وبعض هذه الاخطاء قد تؤثر على الصلاة تأثيرا كبيرا بل ربما تبطلها. وننبه على ابرز هذه الاخطاء فمن ذلك ان بعض الناس لا يحسن الطهارة التي هي شرط من شروط صحة الصلاة يتوضأون على عجل ويتركون مواضع من اعضاء الوضوء لم يصبها الماء. وهذا الوضوء على هذه الصفة لا تبرأ به الذمة ولا لا تصح به الصلاة. عن انس رضي الله عنه قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وفي قدمه مثل الظفر لم الماء فقال ارجع فاحسن وضوءك وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة حتى اذا في الطريق تعجل قوم عند العصر فتوضأوا وهم عجال. فانتهينا اليهم واعقابهم تلوح لم يمسها الماء فنادى النبي صلى الله عليه وسلم باعلى صوته ويل للاعقاب من النار ويل للاعقاب من النار فانظروا رحمكم الله كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذا القدر اليسير مثل قدر الظفر والعقب جعله مؤثرا على صحة الطهارة. بل انه امر ذلك الرجل بان يعيد الوضوء. وجاء في رواية وامره بان يعيد الصلاة ايظا ان يعيد الوضوء والصلاة وهذا يدل على ان ترك اي عظو من الاعظاء من اعظاء الوظوء لم يمسه ما لم يمسه الماء ان هذا مؤثر على صحة الوضوء. فعلى المسلم ان يتأكد من وصول الماء الى جميع اعضاء الوضوء ومن الاخطاء التي يقع فيها بعض الناس انهم عندما يتوضأون وعندما يصلون الى غسل اليدين تجد انه يضع الذراع تحت صنبور الماء فيغسل الذراع ويغسل المرفق ولا يغسل الكف. باعتبار انه غسل الكف في اول الوضوء وهذا غير صحيح فغسل الكف في اول الوضوء هذا من المستحبات ومن سنن الوضوء. اما غسل اليد هنا وهو من فروظ الوظوء فلا بد من غسل اليد كاملة من اطراف الاصابع الى المرفقين مع دخول المرفقين في الغسل يغسل الكف ويغسل الذراع ويغسل المرفق. ولابد من ان يتأكد من هذا. اما لو صب صنبور الماء على ذراعه وعلى مرفقه ولم يرسل الكف فهذا لا يصح وضوءه. واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم امر رجلا ترك قدر مثل الظفر لم يصبه الماء امره بان يعيد الوضوء. فكيف بمن ترك الكف كاملة لم يصبها الماء؟ فهذا لا يصح وضوءه وهو ينبني على ذلك انه لا تصح صلاته عباد الله وفي مقابلة هؤلاء المتساهلين في الوضوء طائفة ابتليت بالوسواس في الطهارة وفي الصلاة فتجد الواحد منهم يعيد الوضوء عدة مرات. حتى ربما تفوته الصلاة مع الجماعة بسبب ذلك. وربما اعاد الصلاة عدة مرات وهذه الوسوسة من الشيطان الرجيم ولا يتسلط بها الا على ظعيف الارادة. ومن كان عنده قلة بصيرة في الدين اخرج ابو داوود والنسائي عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الوضوء فاراه الوضوء ثلاثا ثم قال هذا الوضوء فمن زاد فقد اساء وتعدى وظلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يأتي الشيطان الى احدكم في صلاته فينفخ في مقعدته فيخيل اليه انه احدث ولم يحدث فاذا وجد ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتا او يجد ريحا عباد الله ومن الاخطاء المتعلقة بالطهارة ايضا ان بعض الناس يكتفي بغسل الجمعة ولا يتوضأ. وغسل الجمعة مستحب استحبابا مؤكدا لكنه لا يكفي عن الوضوء. وبناء على ذلك من اكتفى بغسل الجمعة ولم يتوضأ فان صلاته لا تصح لكونه لم يأت بشرط من شروطها وهو الطهارة. سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله هل يغني الغسل عن الوضوء؟ فقال اذا كان الغسل عن الجنابة ونوى المغتسل الحدثين الاصغر والاكبر اجزاء عنهما. ولكن الافضل ان يستنجي ثم يتوضأ ثم غسله اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. واما اذا كان الغسل لغير ذلك كغسل الجمعة والتبرد النظافة فلا يجزئ عن الوضوء ولو نوى ذلك. لعدم الترتيب وهو فرض من فروض الوضوء ولعدم وجود طهارة كبرى يندرج فيها الطهارة الصغرى بالنية كما في غسل الجنابة. فلينتبه من يغتسل غسل الجمعة لابد ان يتوضأ وضوء وضوء الصلاة ولا يكتفي بغسل الجمعة عن الوضوء. ومن الملاحظات ايضا ان بعض الناس يخل شروط الصلاة وهو الوقت. فلا يصلي الصلاة في وقتها. فتجده يؤخر بعض الصلوات وبخاصة صلاة الفجر عن وقتها فلا يصلي صلاة الفجر الا بعد طلوع الشمس. وهذا يدخل في الساهين الذين توعدهم الله عز وجل في قوله فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. فوصفهم الله تعالى بانهم مصلون. وتوعدهم مع ذلك بالويل لانهم عن صلاتهم ساهون. قال ابن عباس رضي الله عنهما ان يؤخرونها عن وقتها. فتأخير الصلاة عن وقتها محرم وهو من الكبائر والمسألة هي مسألة اهتمام. فمن كان مهتما بهذه العبادة فانه لن يؤخرها عن وقتها. وسيأتي بها كما امر الله سيأتي بها مع الجماعة في المسجد ولكن عندما يضعف الاهتمام بهذه العبادة فانه سيجد ثقلا وكسلا وتراخيا وربما اذا صلى لا يصلي الا بعد خروج الوقت وانها لكبيرة الا على الخاشعين ومن الملاحظات التي يقع فيها بعض الناس كذلك ان من الناس عند ان من الناس من هو عند قراءة الفاتحة والاذكار في الصلاة يكتفي بقرائتها في قلبه دون ان يحرك بها لسانه. وقد ذكر اهل العلم ان تلك القراءة لا تجزئ. وان القراءة المجزئة هي التي يحرك بها لسانه لانها اقوال ولا تتحقق الا بتحريك اللسان. وبناء على ذلك فان صلاة من يصلي على الحال اي بان تكون القراءة في قلبه دون تحريك للسان لا تصح. وهكذا ايضا بالنسبة لقراءة القرآن والاذكار خارج الصلاة لابد فيها من التلفظ ولابد فيها من تحريك اللسان والا فان مجرد النظر للمصحف والقراءة في القلب دون تلفظ بالقراءة وتحريك للسان لا تعتبر قراءة. ولذلك لو ان رجلا طلق زوجته في نفسه من غير ان لسانه بكلمة الطلاق لم يقع طلاقه باجماع العلماء وهذه المسألة مسألة خطيرة يقع فيها بعض الناس. يكبر الصلاة ويقرأ الفاتحة ويأتي بالاذكار في نفسه. من غير ان رسالة هذا لا تصح صلاته لان هذه القراءة في نفسه لا تعتبر قراءة حقيقة وانما هي مجرد تأمل وتفكر فلينتبه لهذا الخطأ الشنيع الذي وقع فيه بعض الناس ومن واقع استفتاءات بعض الناس انهم وقعوا وفي مثل هذه الاخطاء وهي اخطاء كبيرة ومؤثرة وفي المقابل من الناس من اذا صلى خلف الامام رفع صوته رفعا يشوش به على من يصلي بجواره وربما تسبب في تغليطه في القراءة او في تفويته الخشوع وهذا فيه نوع اذية للمسلمين. ولا يجوز للمسلم ان يؤذي اخوانه قاله المسلمين ولو برفع الصوت بالقراءة فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لبعض اصحابه لما رآهم يرفعون اصواتهم بالذكر اربعوا على انفسكم ولا يؤذي بعضكم بعضا بالقراءة ان الذي تدعونه ليس باصم ان الذي تدعونه سميع بصير ومن ومن الملاحظات على بعض الناس التساهل في الصلاة جالسا مع القدرة على القيام بعض الناس تجد انه يزاول اعماله واموره الدنيوية وهو قائم بكل نشاط وقوة. فاذا اتى الى الصلاة جالسا معتذرا بانه لا يستطيع او انه يشق عليه القيام والقيام مع القدرة ركن من اركان الصلاة في الفريظة. ومستحب في صلاة النافلة لا بأس ان يصلي جالسا في صلاة النافلة اما في صلاة الفريضة فليس له ان يصلي جالسا الا اذا كان عاجزا او اذا كان القيام يشق عليه مشقة كبيرة ومما تعرف به هذه المشقة ان هذه المشقة الكبيرة يفوت بسببها الخشوع في الصلاة. بحيث لو صلى قائما لكان مشغولا بنفسه لم يخشع في صلاته ففي هذه الحال له ان يصلي جالسا. اما اذا كانت مشقة يسيرة محتملة فعليه ان حرص على ان يصلي قائما في صلاة الفريضة واما صلاة النافلة فان الامر فيها واسع. وبعض الناس اذا صلى صلاة الفريضة استند الى عمود او جدار وهو قادر على القيام وهذا الاستناد هو في معنى الصلاة جالسا وفيه اخلال بركن القيام مع القدرة ومن الملاحظات كذلك ان بعض الناس ربما تلثم في الصلاة من غير سبب. وقد ذكر اهل العلم ان التلثم في الصلاة من غير سبب انه مكروه لان المصلي في مقام مناجاة الرب عز وجل. ومنها مسابقة الامام وقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم من يسابق الامام بقوله اما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الامام ان يجعل الله رأسه رأس حمار او يحول صورته صورة حمار. وهذا الوعيد لا يكون الا على امر محرم. وقد ذكر اهل العلم ان المشروع للمأموم تابعة الامام وذلك بالا ينتقل من ركن حتى يصل امامه الى الركن الذي يليه. فمثلا عندما يسجد الامام لا لا يسجد المأموم الا عندما يضع الامام جبهته على الارض. وقد جاء في الصحيحين عن البراء رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن احد منا ظهره حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا ثم نقع سجودا بعده ومن الملاحظات ايضا ان بعض الناس يخل بركن الطمأنينة فتجده ينقر صلاته كنقر الغراب وهذا ليس له من صلاته الا التعب. فقد جاء رجل الى المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيه. فصلى ثم تا وسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السلام ثم قال ارجع فصلي فانك لم تصلي. فرجع فصلى ثم اتى وسلم عليه السلام وقال له ارجع فصلي فانك لم تصلي. فصلى ثم اتى وسلم فرد عليه السلام وقال ارجع فصلي فانك لم تصلي قال والذي بعثك بالحق لا احسن غير هذا فعلمني. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اذا قمت الى الصلاة فاستقبل القبلة وكبر وما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تعتدل ساجدا ثم ارفع حتى تعتدل جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها. فارشده النبي صلى الله عليه وسلم الى الطمأنينة في الصلاة فقال اركع حتى تطمئن راكعا اسجد حتى تطمئن ساجدا اجلس حتى تطمئن جالسا. ومن هنا اخذ جمهور اهل العلم من هذا ان الطمأنينة ركن من اركان الصلاة. فالذي يصلي صلاة لا يطمئن فيها يقال له ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل ارجع فانك لم تصلي. ارجع فصلي فانك لم تصلي. اي ان هذه الصلاة غير صحيحة. لان الاصل في النفي انه ينصرف الى الوجود فان لم يمكن فالى الصحة فان لم يمكن فالى الكمال. ونفي وصرف النفي الى الوجود غير ممكن. لان الصلاة هنا موجودة. وحين اذ فينصرف النهي النفي في قوله عليه الصلاة والسلام فانك لم تصلي الى نفي الصحة. وهذا يشمل الفريضة والنافلة. فان بعض الناس يخل بركن الطمأنينة في صلاة التراويح مثلا وهذا ايضا يقال له فانك لم تصلي فلابد من الطمأنينة لابد ان يطمئن المصلي في جميع صلواته لانه ليس المقصود من الصلاة مجرد حركات يؤديها قيام وركوع وسجود وانما المقصود الطمأنينة وما يحصل من جراء ذلك من المناجاة لله عز وجل والخشوع والتعظيم لله سبحانه وتعالى. اقول قولي لهذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروا وتوبوا اليه. انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم عباد الله ومما يلاحظ على بعض الناس انهم عندما يأتون للمسجد لا يأخذون زينتهم للصلاة وقد قال الله تعالى يا ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد قال اهل العلم المراد بقوله عند كل مسجد اي عند كل صلاة فيشمل ذلك الصلاة في المسجد ويشمل ذلك ايضا الصلاة في البيت فالمراد كما قال المفسرون اي عند كل سجود والمراد عند كل صلاة. وعلى هذا فيشرع للمصلي ان يأخذ زينته عندما يصلي. وبعض الناس عندما يأتي للمسجد يأتي بملابس النوم او يأتي بملابس رثة او يأتي وهو حاسر الرأس مع انه في المناسبات المهمة كالاعراس مثلا وغيرها لا يفعل ذلك. ولما رأى ابن عمر غلامه يصلي وهو حاسر الرأس. قال له ارأيت لو خرجت الى السوق اكنت تخرج هكذا؟ قال لا. قال فالله احق ان يتزين له. والزينة ترجع ترجع الى عرف المجتمع وربما يكون تغطية الرأس عند بعض الناس ليس من اخذ الزينة وعند اخرين يعتبرون من اخر الزينة. وينظر للمناسبات المهمة لذلك المجتمع فما يؤخذ من الزينة في تلك المناسبات فمعنى ذلك انه من اخذ الزينة وعلى ذلك فينبغي ان يهتم المسلم عندما يصلي وان يحرص على اخذ زينته في الصلاة وان يلبس احسن ملابسه حتى لو كان يصلي صلاة النافلة في البيت كما لو كان يصلي صلاة الوتر او صلاة الضحى ينبغي ان يلبس احسن ملابسه وان يأخذ زينته في لان اخذ الزينة ليس لاجل نظر الناس وانما هو بحق الله عز وجل. ولهذا فان المرأة اذا صلت في البيت وليس في البيت الا وربما اولادها فمطلوب منها ان تغطي رأسها فلا تصح صلاتها بدون خمار وذلك لان هذا انما هو من اخذ الزينة لحق الله عز وجل وليس لاجل نظر الناس ومن الملاحظات ايضا ان بعض الناس وربما كثير من الناس يتأخرون في المجيء الى صلاة الجماعة والجمعة ويفوتهم بذلك خير كثير. جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم الناس ما في التهجير اي تبكير لاستبقوا اليه. والتبكير سنة متأكدة في حق المأموم. واما الامام فالسنة له في صلاة الجمعة ان يأتي مع الخطبة وفي بقية الصلوات مع وقت الاقامة. لان هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم. ويتأكد التبكير في حق المأموم في صلاة الجمعة. فقد على التبكير لصلاة الجمعة ثواب واجر خاص. ليس في غيرها من الصلوات. فقد جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى الجمعة في الساعة الاولى فكأنما قرب بدنه. ومن اتى الجمعة بالساعة الثانية فكأنما قرب بقرة. ومن اتى الجمعة بالساعة الثالثة فكأنما قرب عشان اقرن ومن اتى الجمعة بالساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن اتى الجمعة بالساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فاذا دخل الامام الصحف واقبلت الملائكة تستمع الذكر اي الخطبة. فتأمل يا اخي المسلم هذا الحديث العظيم وطبقه على نفسك. كم يكون لك من اجل التبكير هل يكون لك اجر الساعة الاولى؟ ام اجر الساعة الاخيرة؟ وبعض الناس قد اعتاد على الا يأتي الجمعة الا بعد دخول الخطيب وهو بهذا يحرم نفسه من هذا الخير العظيم وهكذا ايضا بالنسبة للتبكير للصلوات. فان من ذهب الى المسجد مبكرا يحصل على غنائم كثيرة. اولا ان الملائكة تدعو له حتى تقضى الصلاة. تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه. ولا شك ان دعاء الملائكة حري بالاجابة. ثانيا انه عندما يأتي للمسجد مبكرا يظمن انه لا تفوته تكبيرة الاحرام. وهذه منزلة علية. كان السلف الصالح يتسابقون اليها كان الاعمش رحمه الله قريبا من سبعين سنة لم تفته تكبيرة الاحرام. وكان سعيد ابن المسيب يقول ما نودي بالصلاة من اربعين سنة الا وهو في المسجد. وفي ترجمة ابراهيم ابن ميمون. انه كان اذا رفع المطرقة فسمع النداء لم يردها حتى يذهب للمسجد ويؤدي الصلاة. فكان السلف الصالح يتسابقون الى التبكير للمسجد والا تفوتهم تكبيرة الاحرام مع الامام ثم ايضا الذي يذهب للمسجد مبكرا يشتغل بقراب وبطاعات يشتغل اما بصلاة واما بتلاوة قرآن واما باذكار من تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير الى ان تقام الصلاة فهو في غنائم عظيمة. فاذا عود الانسان نفسه على ذلك اكتسب هذه العادة في ان يذهب للمسجد مبكرا مع الاذان او او مع او قبيل الاذان فانه سيحصل اجورا عظيمة كثيرة والموفق من وفقه الله عز وجل. الا واكثروا من الصلاة والسلام على بشير النبي السراج المنير. فقد امركم الله بذلك فقال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. اللهم ارضى عن صحابة نبيك اجمعين وعن التابعين وفي من تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم اذل الكفر والكافرين. اللهم انصر من نصر الاسلام في كل مكان وخذوا من خذل دين الاسلام في كل مكان. اللهم وابرم لامة الاسلام امرا رشدا. يعز فيه اهل طاعته. ويهدى فيه اهل معصيتك. ويؤمر في بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وترفع فيه السنة وتقمع فيه البدعة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين المسلمات الاحياء منهم والاموات اللهم وفق ولاة امور المسلمين لتحكيم شرعه واجعلهم رحمة لرعاياهم. ووفق امامنا وولي امرنا لما تحب وترضى وقرب منه البطانة الصالحة الناصعة التي تعينه اذا ذكر وتذكره اذا نسي يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر نعوذ بك امة من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك. ونسألك اللهم من الخير كله عاجله واجله. ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه وسلم