الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد يقول الامام الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان ام حبيبة وام سلمة رضي الله تعالى عنهما ذكرتا كنيسة رأتاها بالحبشة فيها تصاوير. فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ان اولئك اذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور فاولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين لا نزال مع الابواب التي تتعلق بالمساجد والاحكام المتعلقة بها والاداب التي تختص بالمساجد وهذه الترجمة تتعلق ببناء المسجد اذا احتيج الى بناءه في مكان ما وفي ذلكم المكان قبور للمشركين ايجوز ان تنبش هذه القبور وتنقل من مكانها وموضعها ويتخذ مكانها مسجدا او لا يجوز ذلك فهذه الترجمة رحمه الله تعالى عقدها لبيان هذا الامر هل تنبش قبور مشركي الجاهلية هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مسجد اي هل يجوز ذلك وقبور هؤلاء قبور مشركي الجاهلية ليس لها حرمة بخلاف قبر المسلم فان له حرمة فلا يجوز ان ينبش بل يبقى في مكانه مراعاة لحرمته ولا ينبش ايضا ويجعل مكانه مسجد اعني قبر المسلم او قبور المسلمين لان الفتنة بقبورهم واردة قد تقع بخلاف قبور المشركين فانها من جهة تؤمن الفتنة بقبورهم لان الفتنة انما تكون بالصالحين وقبور الصالحين اما قبر الكافر المشرك فان الفتنة من جهته او افتتان الناس بقبره مأمونة هذا من ناحية ومن ناحية اخرى لا حرمة له لا حرمة له واما قبور المسلمين فلها حرمة من جهة وايضا الافتتان بها قد يقع وقد يحصل ولهذا يجتنب فيما يتعلق قبور المسلمين قال هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد اورد رحمه الله تعالى حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان ام حبيبة واما سلمة زوجتي النبي صلى الله عليه وسلم وكانتا ممن هاجر الى الحبشة ذكرتا كنيسة رأتاها بالحبشة فيها تصاوير اي ابان ووقت هجرتهما الى الحبشة رأتا كنيسة فيها تصاوير وهذه التصاوير تصاوير لرجال صالحين وكان هؤلاء اذا مات فيهم الصالح بنوا على قبره مسجدا واتخذوا له تصاوير جعلوها في كنائسهم معابدهم ومواضع عبادتهم فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم اي ذلك رؤياتهما لتلك تصاوير في تلك الكنيسة فقال النبي عليه الصلاة والسلام اولئك بكسر الكاف ويجوز فتحها كسر الكاف لان الخطاب للانثى والكاف كاف للخطاب قال اولئك شرار الخلق؟ قال نعم. قال ان اولئك اذا كان فيهم الرجل الصالح اذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور فيه اي المسجد بنوا على قبره مسجدا اي مكانا العبادة وصوروا فيه تلك الصور فلاحظ امران جعلهما او جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم بهما اي بهذين الامرين شرار الخلق قال اولئك شرار الخلق ثم علل علل ذلك بذكر هذين الامرين ان الرجل الصالح اذا مات فيهم بنوا على قبره مسجدا بنوا على قبره مسجدا وبناؤهم المسجد على قبره وباب من الابواب التي يتخذونها لتعظيم ذلك الرجل الصالح وكما يقال تخليد ذكره ان يذكر فلا ينسى بمثل ان يبنى بناء على قبره بناء مسيد وضخم وكبير ومزين الى اخر ذلك فاذا مات فيهم الرجل الصالح اتخذوا على قبره مسجدا وصوروا فيه اي في المسجد تلك التصاوير وتلك التصاوير التي يصورونها هي تصاوير لذلك او لاولئك الرجال الصالحين وهذان اعني اتخاذ التصاوير وبناء المساجد على قبور الصالحين هما بوابة الشرك ومدخله في قديم الزمان وحديثه بوابة الشرك ومدخل الشرك في قديم الزمان وحديثه بناء المساجد على القبور وتصوير التصاوير للصالحين والاحتفاظ بها وقد بعث النبي عليه الصلاة والسلام عليا كما في حديث ابي الهياج الاسدي الا يدع قبرا مشرفا الا سواه ولا صورة الا طمسها لا يدع قبرا مرتفعا له بناء الا سواه ولا ايظا صورة الا طمسها. ذكر هذين الامرين ذكر ارتفاع القبور بالبناء عليها وذكر التصاوير وكثيرا ما يذكرا معا اعني البناء على بناء المساجد على القبور واتخاذ التصاوير للرجال الصالحين لانهما البوابة للشرك والمدخل والفتنة بالشرك في قديم الزمان وحديثه تقع في الغالب الاعم من هاتين الجهتين لماذا لان الرجل الصالح كما لا يخفى له مكانة في القلوب ومنزلة في النفوس احبوه الناس وعرفوا فضله وعرفوا مكانته وعرفوا قدره وقلوبهم قريبة منه تحبه فجاء الشيطان ودخل على كثير من الناس من هذا المدخل قال لهم كيف يموت هذا الصالح ويدفن وينسى ولا يبقى اي ذكرى له لابد ان تجعلوا شيئا يذكركم به واقترح عليهم طريقتين الطريقة الاولى ان يبنى على قبره بناية عالية لا يكون مثل القبور الاخرى يبنى عليه بناية عالية من اجل كل ما رأوا تلك البناية العالية يتذكروا ذلك الرجل الصالح والاقتراح الثاني ان يتخذوا له تصاوير صور تعلق في المجالس في البيوتات في المعابد في الاعمال الى غير ذلك ايضا حتى يتذكروا ذلك الرجل الصالح ثم جاء للجيل الذي بعدهم وقال اعرفتم لم صنع اباؤكم واجدادكم هذا الصنع وجعلوا هذه التماثيل وجعلوا هذه الابنية على قبور هؤلاء انهم اذا استغيث بهم اغيثوا اغاثوا واذا سئلوا اعطوا اعطوا فعبدوهم من دون الله فعبدوهم من دون الله. فهكذا يخطو الشيطان بالناس خطوات بعضها يكون نظره لاجيال بعيدة اجيال قادمة يخطط لاجيال قادمة لهذا الان تجد احيانا بعض الامور يقول الانسان لا نحن نعرف وليس علينا خطر ان لم يكن عليك خطر لكونك تعرف فعلى اولادك خطر وعلى احفادك وذريتك وذريتهم من بعدهم خطر وتكون فتحت الباب واعنت الشيطان على ذريتك فيما بعد نعم قد تقول انا اعرف ادرك ان هذا خطر لكن يأتي الجيل الثاني والثالث من ذريتك وتكون اعنت الشيطان عليهم بفتح الباب والشريعة جاءت بسد الذرائع الشريعة جاءت بسد الذرائع التي تفضي الى الشرك وتؤدي بالانسان الى الباطل سواء فيه هو نفسه او في ذرياته من بعده حسمت الشرك وسدت ذرائعه واغلقت منافذه وحمى النبي صلى الله عليه وسلم حماه وصان جناب التوحيد ومن ذلكم نهيه عليه الصلاة والسلام عن اتخاذ القبور مساجد او البناء من المساجد على القبور او اتخاذ الصور للصالحين قال ان اولئك اذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره تصاوير الحديث الان عن النصارى الحديث عن النصارى وهما ذكرتا كنيسة والنصارى هم الذين لهم الكنائس واليهود لهم البيع مكان العبادة للنصارى يقال له كنيسة فالحديث عن النصارى فقال انهم اذا مات فيهم الرجل الصالح لم يذكر النبي لما كان الحديث عن النصارى خاصة لم يذكر النبي لم يقل انهم اذا مات فيهم النبي اتخذوا قبره مسجدا لان عيسى عليه السلام لم يمت بل رفعه الله اليه وليس له قبر وليس بين عيسى وبين محمد عليه الصلاة والسلام نبي لكن لما ذكر مجموعهم في الحديث الاخر مع اليهود قال لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد انبيائهم هذا الصنيع اليهود وصالحيهم صنيع النصارى فلما ذكر المجموع ذكر آآ الانبياء والصالحين ذكر الانبياء والصالحين ويأتي في بعض الاحاديث اتخذوا قبور انبيائهم لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم. وهذا ايضا باعتبار المجموع اي الانبياء ومن يتبع الانبياء كما تفسر ذلك وتوضحه الروايات الاخرى فلا يرد اشكال على هذا الحديث لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد لا يرد اشكالا يقال كيف يقال ذلك والنصارى ليس بعد عيسى نبي وعيسى ليس له قبر فكيف يقال لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فهذا غير وارد الاشكال اصلا لان هذه الروايات كما ترون يوضح بعضها بعضا فهنا لما ذكر النصارى اقتصر على الرجال او الرجل الصالح ولم يذكر النبي قال انهم اذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التصاوير بنوا على قبره مسجدا هذه صورة منصور اتخاذ القبور مساجد. الذي ورد فيه اللعن لان النبي عليه الصلاة والسلام قال وسيأتي الحديث لاحقا لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ما صفة ذلك وكيف تكون القبور اتخذت مساجد من ذلكم البناء عليه كما في هذا الحديث بنوا على قبره مسجدا فالبناء عليه اتخاذ له مسجدا بالبناء عليه ووضع الابنية وتزينه والى غير ذلك هذا من اتخاذه مسجدا والامر الثاني بتحري العبادة عنده والعكوف عنده وتحري العبادة فهذا من اتخاذه مسجدا وفيه اللعن لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد اذا كان من سجد لله عند القبر اذا كان من سدد لله عند القبر يعني تحرى السجود لله عند القبر استحقنا هذا اللعن لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبياء المساجد اذا كان من سجد لله عند القبر اتخذ استحق هذا اللعن فكيف بمن يسجد للقبر نفسه فكيف بمن يسجد للقبر نفسه اذا كان من سجد لله عند القبر تحرى السجود لله عند القبر قال افضل اعظم اقرب او غير ذلك وتحرى السجود لله عند القبر استحق هذا اللعن اتخذه مسجدا فكيف بمن يسجد للقبر نفسه؟ او لصاحب القبر من دون الله قال فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه الظمير هنا يعود على المسجد تلك الصور قال فاولئك بكسر الكاف ويجوز الفتح شرار الخلق عند الله يوم القيامة اولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة حكم عليهم صلوات الله وسلامه عليه بهذا الحكم انهم شرار الخلق لان هذين الامرين اتخاذ القبور على اتخاذ المساجد على القبور واتخاذ التصاوير للصالحين هما المنفذ والبوابة التي تفضي بالناس الى الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى فصار هؤلاء شرار الخلق لانهم فتحوا الشر برمته على انفسهم وعلى الاجيال التي بعدهم انظروا الى حال ابناء والاحفاد والذريات التي تتوالى مع اه توالي اه السنين والاعوام مشركة بالله عابدة غير الله كيف ان اولئك الاوائل لما اتخذوا تلك التصاوير واتخذوا القبور مساجد جنوا على تلك الاجيال جناية عظيمة فاصبحوا ناشئين على الشرك بالله واتخاذ الاوثان والانداد مع الله سبحانه وتعالى والنبي عليه الصلاة والسلام لما نهى عن اتخاذ القبور مساجد لما نهى عن اتخاذ القبور مساجد يعني نهى عن تحري الصلاة والعبادة فيها لماذا لماذا نهى عن ذلك لماذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد ان تتحرى الصلاة او العبادة عند القبور كان مر معنا جعلت لي الارض مسجدا وطهورا لكن القبور ما يجوز ان يصلى لله عندهم. وعمر ابن الخطاب رأى آآ رأى احد الصحابة اظنه معاذا او انس يصلي والى جنبه القبر ما رأى او امامه ما انتبه ما رآه فاخذ يصيح به يا انس القبر يا انس القبر مثل لو تقول لصاحبك يا فلانة الحية او يا فلان العقرب يا انس في القبر وكان يظن انه يقول القمر ما سمع ما سمع الكلمة جيدا يصيح به يا انس القبر فنبهوه من حوله يقول لك القبر عندك فلماذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن اتخاذ القبور مساجد قال بعضهم واساء ايما اساءة الفهم قال لان ذلك مظنة النجاسة نجاسة القبر مظنة النجاسة ان القبور لما تحفر وكذا قد يكون هناك شيء من الدم او فقالوا مظنة النجاسة فمن اجل ذلك منع نجاسة قبر من اتخذوا قبور انبيائهم وصالحيهم انبيائهم فنجاسة قبر من لو كانوا يعقلون ولكن النبي عليه الصلاة والسلام لما نهى عن اتخاذ القبور مساجد من اجل مظنة اتخاذها اوثان من دون الله من اجل مظنة اتخاذها او ثان من دون الله لان هذا يطرق للشرك ويمهد له اذا تحرى الانسان العبادة عند القبر والسجود عند القبر وقال هذا ابلغ وافضل يأتيه الشيطان في مرحلة قادمة ويصرفه الى ان يسجد للقبر نفسه وان لم يصرفه هو صرف ذريته من بعده فالنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك حسما للشرك وسدا للذرائع التي تفظي الى الشرك بالله فالنبي عليه الصلاة والسلام جاء بالتوحيد وحمى حماه ونهى عن الشرك وسد الذرائع المفضية اليه ومن ذلكم نهيه عليه الصلاة والسلام عن اتخاذ قبور الانبياء والصالحين مساجد نهيه عن اتخاذ قبور الانبياء والصالحين مساجد واولئك الذين يقولون ان الامر المقصود به نجاسة اه النجاسة الحسية قالوا ينحصر النهي على تربة القبر نفسه. اما حوله والى جنبه يقول لا يشمله فانظر كيف سوء الفهم ادى بهم الى تجويز الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعله تجويز الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعلة النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بلحظات يقول لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبياء المساجد يقصد انهم يتحرون العبادة عند القبور فجاء هؤلاء بهذا الفهم الخاطئ وجوزوا ما لعن النبي عليه الصلاة والسلام فاعلة وهذا يوضح لنا خطورة علماء الضلال على الناس وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين لماذا لان الائمة المضلين يزينون الباطل يزينون الباطل يزخرفون القول للناس حتى يكون في تصورهم الحق باطلا والباطل حقا وهذا مكمن خطورة هؤلاء على الناس ولا سيما على العوام الجهال قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث قال هذا الحديث يدل على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى ولا ريب ان كل واحد منهما محرم على انفراده فتصوير سورة هذا محرم وبناء القبور على المساجد بانفراده ايضا محرم نعم قال رحمه الله تعالى عن انس رضي الله تعالى عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فنزل اعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف فاقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم اربع عشرة ليلة ثم ارسل الى بني النجار فجاءوا متقلدي السيوف كاني انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته وابو بكر رضي الله تعالى عنه رجفه وملأ بني النجار حوله حتى القى بفناي ابي ايوب وكان يحب ان يصلي حيث ادركته الصلاة ويصلي في مرابظ الغنم وانه امر ببناء المسجد فارسل الى ملأ من بني النجار فقال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم بحائطكم هذا؟ قالوا لا والله لا نطلب ثمنه الا الى الله تعالى فقال انس فكان فيه ما اقول لكم قبور المشركين وفيه خرب وفيه نخل. فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور مشركين فنبشت ثم بالخرب فسويت وبالنخل فقطع. فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه الحجارة وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول اللهم لا خير الا خير الاخرة فاغفر للانصار والمهاجرة ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث انس ابن مالك رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة اي حينما هاجر اليها صلوات الله وسلامه عليه وكان في رفقته ابو بكر رضي الله عنه وارضاه فنزل اعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف بحي اي من احياء العرب يقال لهم بنو عمرو بن عوف فاقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم اربع عشرة ليلة فاقام فيهم اربع عشرة ليلة وهذا الموضع هو موضع مسجد قباء تلك المنطقة فاقام فيهم عليه الصلاة والسلام اربع عشرة ليلة ثم ارسل الى بني النجار ثم ارسل الى بني النجار فجاؤوا ارسل اليهم ان يدعوهم فجاؤوا متقلدي السيوف قال انس كاني انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته وابو بكر ردفه وابو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله حول النبي عليه الصلاة والسلام جعل النبي عليه الصلاة والسلام ابا بكر ردفه اي على الناقة اظهارا لمكانة ابي بكر والا ابو بكر معه ناقته هاجر بها مع النبي عليه الصلاة والسلام لكن جعله النبي عليه الصلاة والسلام ردفة اظهارا لمكانته فابو بكر رضي الله عنه وارضاه له مكانته في الاسلام من اول الامر ومن بدايته وهو مع النبي عليه الصلاة والسلام ملازما له حتى انه فاز بامر لم يناله غيره من الصحابة وهو التنصيص على صحبته في القرآن الكريم. اذ يقول لصاحبه اذ يقول لصاحبه وهذا لم يظفر به احد الى غير ذلك من خصائصه العظيمة ودلائل مكانته العلية وينبغي ان يعرف ان ابا بكر عليه الصلاة والسلام ليس افضل امة محمد صلى الله عليه وسلم فقط بل هو افظل الناس بعد الانبياء في جميع الامم ابو بكر رضي الله عنه ليس افضل امة محمد صلى الله عليه وسلم فقط بل هو افضل الناس بعد الانبياء في كل الامم يأتي الرجل الاول في الافظلية بعد النبيين في كل الامم ابو بكر رظي الله عنه. يجب ان يعلم ذلك هذا الرجل العظيم الكبير الذي له المكانة العالية والمنزلة الرفيعة وقد صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ابو بكر وعمر سيدا كهول اهل الجنة من الاولين والاخرين عدا النبيين ابو بكر وعمر سيد كهول اهل الجنة من الاولين والاخرين عدا النبيين وهذا المعنى دل عليه القرآن الله جل وعلا قال في القرآن كنتم خير امة اخرجت للناس فامة محمد عليه الصلاة والسلام خير الامم وابو بكر خير امة محمد عليه الصلاة والسلام فهو افظل الناس بعد النبيين رضي الله عنه وارضاه اراد النبي عليه الصلاة والسلام ان يظهر مكانة من اول الهجرة وبدايتها فكانت معه ناقته فجعله رديفة جعله رديفه كما يقول انس رضي الله عنه في هذا الحديث كأني انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته وابو بكر رضي الله عنه ردفه وملأوا بني النجار حوله حتى القى بفناء ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه القى اي رحله اه متاعه بفناء ابي ايوب وكان يحب ان يصلي حيث ادركته الصلاة كان يحب ان يصلي حيث ادركته الصلاة ومر معنا الحديث جعلت من خصائصه عليه الصلاة والسلام قال جعلت لي الارض مسجدا وطهورا فايما امرئ من امتي ادركته الصلاة فليصل في اي مكان ادركته الصلاة فليصل فكان عليه الصلاة والسلام يحب ان يصلي حيث ادركته الصلاة ويصلي في مرابط الغنم ويصلي في مرابض الغنم وانه امر ببناء المسجد امر ببناء المسجد اي مسجده هذا صلوات الله وسلامه والسلام عليه فارسل الى ملأ بني النجار فقال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا. الحائط هو البستان الحائط هو البستان الذي تحيط به الجدران من جوانبه قال ثامنوني بحائطكم اي ماذا تريدون من ثمن على هذا الحائط تامنوني اي اخبروني بالثمن الذي تريدونه بهذا الحائط اي من اجل ان يجعله عليه الصلاة والسلام مسجدا قال ثامنوني بحائطكم هذا قالوا لا والله لا نطلب ثمنه الا الى الله لا والله لا نطلب ثمنه الا الى الله يعني ما نريد اي مال تمن لهذا المسجد الا الى الله اي ثوابا واجرا من الله سبحانه وتعالى فانظر الى هذا الموقف العظيم وهذا النصح وايضا هذا الخير الذي ادركهم وساقه الله سبحانه وتعالى لهم جعلوا ارضهم مسجدا وكانت ارضهم مسجد النبي عليه الصلاة والسلام بني عليها مسجده صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه الصلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة فيما سواه فكم هي تلك الاجور التي نالها هؤلاء بهذه اليمين المباركة كم هي الاجور؟ وكم هم المصلون في هذا المسجد مد التاريخ فكم هي الاجور التي نالها هؤلاء بهذه اليمين المباركة؟ لا والله لا نطلب ثمنه الا الى الله سبحانه وتعالى اي ثوابا واجرا اي ثوابا واجرا فقال انس فكان فيه اي ذلك الموضع او ذلك الحائط كان فيه ما اقول لكم قبور المشركين وفيه خرب وفيه نخل هذه الثلاثة اشياء كانت موجودة فيه في هذا الحائط في قبور للمشركين وفيه خرب اي بيوت خربة اماكن خربة وفيه نخل فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت نبشها اي حفرها واخراج الرفات الذي فيها فامر بها فنبشت وهذا موضع الشاهد من سياق هذا الحديث للترجمة فنبست واخرجت وجعلت في مكان اخر ابعدت عن هذا المكان وذلك انها ليس لها حرمة من جهة وايضا الفتنة من جهتها مأمونة كما سبق ايضاح ذلك فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت ثم بالخرب فسويت ان هدمت وسويت بالارض فما بقي لها وجود او علو او ارتفاع وبالنخل فقطع وبالنخل فقطع فصفوا النخلة قبلة المسجد تصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عظتيه الحجارة وجعلوا عضادتي الحجارة اصبحت آآ مواد بناء المسجد من الحائط وفيه وهذه ايضا كرامة لهؤلاء الذين حلفوا تلك اليمين مواد البناء من المسجد من الحائط فامر عليه الصلاة والسلام بالنخل فقطع فصفوا النخل قبلة المسجد قبلة المسجد اصبح هو الجدار الامامي. قبلة المسجد وجعلوا عضادته الحجارة اي سندوه وعضدوه اه الحجارة وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم ويقول اللهم لا خير الا خيرا اللهم لا خير الا خير الاخرة فاغفر للانصار والمهاجرة واغفر لنا معهم يا رب العالمين نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الصلاة في مواضع الابل عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما انه كان يصلي الى بعيره وقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله هذه الترجمة باب الصلاة في مواضع الابل مواضع الابل على نوعين اما معاطن معاطن الابل وهي اماكن التي تأوي اليها بالليل تنام فيها كل ليلة وهي مأواها تذهب في الصباح في المرعى واكل العشب والنبات وشرب الماء ثم ترجع بالليل الى مكان معين يسمى معاطن الابل معاطن الابل هذا جاء فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الصلاة فيه النهي عن الصلاة فيه وانه مأوى للشياطين فنهى عليه الصلاة والسلام عن الصلاة فيه وهذه الترجمة قال الصلاة في مواضع الابل فهل يعارض ذلك الصلاة التي نهي عنها في معاطن الابل الجواب لا لان المراد هنا بالصلاة في مواضع الابل يعني في في اثناء سيرها في اثناء سير البعير في الطريق ثم يبرك في مكان يصلى في في المكان ولا حرج ليس هذا اه مأواه وليس وليست تلك معاطن الابل التي نهي عن الصلاة فيها مراده الصلاة في مواضع الابل اي التي تكون في الطريق ليست المعاطي التي تأوي اليها اه كل ليلة وانما البعير اه في سيره اه اذا تعب او نحو ذلك اه برك في مكان يصلى في اه ذلك المكان ولا حرج اورد حديث ابن عمر انه كان يصلي الى بعيره وقال رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يفعله يصلي الى بعيره يكون البعير امامه مثل السترة هنا البعير امامه مثل السترة. بارك ويصلي الى بعيره هذا امر جائز لكن هل هذه الصلاة يجوز ان تفعل في معاطن الابل اي ما اماكنها التي هي تأوي اليها كل ليلة لا يجوز فاذا يفرق بين هذا وذاك نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب من صلى وقدامه تنور او نار او شيء مما يعبد فاراد به الله عن انس رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عرضت علي النار وانا اصلي هذه الترجمة باب من صلى وقدامه اي امامه تنور والتنور معروف آآ توقد فيه النار ويصنع فيه الخبز الطعام قال وقدامه تنور او نار او شيء مما يعبد او شيء مما يعبد واراد فاراد به الله اراد به الله المراد هنا ليس انه صنع ذلك قصدا اتى بتنور امامه او نارا امامه او نحو ذلك ليس المراد هنا انه فعل ذلك قصدا وانما مراده من كان وقف في مكان يصلي لله سبحانه وتعالى صلاته المعتادة ثم صادف ان امامه تنور او نار ولم يتنبه لذلك لا انه تقصد ذلك لا انه تقصد ذلك اذا كان الانسان يأتي بنار ويشعلها امامه او تنور ويشعله امامه ويجعله في قبلته ويصلي هذا لا يحل باي حال من الاحوال وهذا باب من من من ابواب آآ وذريعة من ذراع الشرك بالله سبحانه وتعالى لكن المراد هنا مراد البخاري رحمه الله شخص يصلي صلاته المعتادة لله ثم صادف النمامة النور او امامه نار او اشياء من هذه هذا القبيل ما تنبه لها لم يتنبه لها هل تفسد صلاته وتبطل الجواب لا لا لا تبطل صلاته ولا تفسد بذلك. ففرق بين من يقصد وبين من آآ حصل ذلك آآ اتفاقا لا قصدا واورد حديث انس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم عرظت علي النار وانا اصلي عرظت علي النار اي كانت امامه رآها حقيقة وهو يصلي بالناس اي صلاة الكسوف وسيأتي ذلكم عند المصنف رحمه الله تعالى والامام البخاري في كتابه الصحيح في هذا الموضع لم يروي هذا الحديث بالاسناد لم لم يروه بالاسناد فذكره هنا حسب اه فهمي ليس على شرط المختصر لان وان كان اورده في موضع اخر اه من كتابه الصحيح مسندا لكنه في هذا الموضع اه اورده معلقا ولم يسنده ومن يراه هنا يتوهم ان البخاري رحمه الله اسنده في في هذا الموضع لان آآ المختصر اشترط على نفسه ان يقتصر على الاحاديث المسندة المتصلة نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب كراهية الصلاة في المقابر عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا طاء هذه الترجمة باب كراهية الصلاة في المقابر كراهية الصلاة في المقابر والكراهة آآ في اطلاق المتقدمين يراد بها التحريم كقوله تعالى كل اولئك كان سيئه عند ربك مكروها فالكراهة يراد بها التحريم فكراهية الصلاة في المقابر اي تحريم ذلك فليست الكراهنة اه ليس المراد الكراهة وانما المراد التحريم وانما المراد التحريم وهذا فيه لعن كما سيأتي في بذلكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اورد اولا حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم من للتبعيض والمراد بالبعض هنا النفل وليس الفرض فليس المراد اجعلوا من صلاتكم اي من فرضها في بيوتكم لان الفرض يجب على الرجل المستطيع القادر ان يصليه في المسجد. ولا يجوز ان يجعل منه في بيته فقوله اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم اي النفل اما الفرض فمكانه اه المساجد في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها ويذكر ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال فقوله من صلاتكم اي النفل اما الفرض فانه لا يصلى الا في المساجد الا لمن آآ لم يستطع لمرض او نحوه قال لا تتخذوها قبورا لا تتخذوها قبورا اي لا تجعلوا بيوتكم مثل القبور لان القبور لا يصلى فيها وهذا وجه الاستشهاد بالحديث للترجمة لان القبور لا يصلى فيها نهي عن الصلاة فيها ليست مكان للصلاة فلا تجعلوها قبورا اي لا تجعلوها مثل القبور لا يصلى فيها والبيت الذي لا يصلى فيه ولا يذكر الله سبحانه وتعالى فيه اشبه بالمقبرة كما جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل البيت الذي يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر فيه الله مثل الحي والميت وفي رواية مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت روايتان ثابتتان ومجموع الروايتين يفيد ان الذي لا يذكر الله في بيته ولا يجعل من صلاته اي نفلها في بيته اصبح بيته له مثل المقبرة فاصبح بيته شبيه ببيت الاموات ببيت الاموات فاصبح مثل مقبرة ولهذا قال لا تجعلوا بيوتكم قبورا لان الذي لان الذي لا يذكر الله في بيته ولا يصلي في بيته ولا يقرأ القرآن في بيته هو في الحقيقة جعل بيته مثل المقبرة له دفن دفن نفسه في بيته وهو حي دفن نفسه في بيته وهو حي واصبح بيته مقبرة له وايضا قلبه الذي في صدره الذي لا يذكر الله اصبح صدره مقبرة لقلبه اصبح صدره مقبرة لقلبه وبيته مقبرة له هذه حال الذي لا يذكر الله وحال البيت الذي لا يذكر فيه الله. الذي لا يذكر لا يذكر الله قلبه في داخل صدره كأنه ميت في مقبرة والبيت الذي لا يذكر فيه الله اهله فيه كأنهم في مقبرة قال لا تتخذ ولا تتخذوها قبورا اي بيوتكم لا تتخذوها قبورا بمعنى صلوا في بيوتكم واذكروا الله في بيوتكم اقرأوا كلام الله في بيوتكم تعلموا العلم وتعلموا العلم الشرعي من ذكر الله انت في بيتك ايها الاخ الموفق اذا فتحت كتابا في الفقه او التفسير او الحديث واخذت تقرأ او تقرأ على اولادك هذا من ذكر الله في بيتك الذي يخرج بيتك عن ان يتخذ مقبرة ايضا عندما تقوم وتتوضأ وتصلي لله ركعتين او اه تقرأ شيئا من القرآن او تسبح سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر هذا احب الكلام الى الله سبحانه وتعالى انت بهذا الصنيع وبهذه الاعمال تخرج بيتك من ان يكون مقبرة لك ولاولادك بينما الذي لا يذكر الله في في بيته بيته مقبرة اشبه المقابر وقلبه الغافل عن ذكر الله مقبور في صدره مقبور في صدره هذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام ولا تتخذوها قبورا ولا تتخذوها قبورا اي لا تتخذوا بيوتكم قبورا وهذا يتناول البيت الذي تسكنه بشكل دائم ملكا لك او استئجارا لوقت طويل او لسكناه في يوم وليلة كل هذه يعتنى فيها بذكر الله طالب اللي في السكن غرفته السرير الذي يجلس عليه فيه يجعل ذلك المكان نصيب من صلاته من ذكره من قراءته للقرآن يجعل لذلك المكان نصيبا من من قراءته من صلاته من ذكره من قراءته للقرآن يجعل لمكانه اه اه في في سكنه نصيبا من ذلك حتى لا يكون بيت الانسان او سكنه اه مقبرة لهم نعم قال رحمه الله تعالى عن عائشة وابن عباس رضي الله تعالى عنهم قال لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فاذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا وهذا الحديث حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم اي الموت لما نزل اي الموت برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى انك ميت وانهم ميتون فلما نزل به الموت اي في اللحظات الاخيرة لنبينا صلوات الله وسلامه عليه في الحياة الحياة الدنيا لما نزل به الموت رفق يطرح خميصه غطاء كان معه عليه الصلاة والسلام يطرح خميصة له على وجهه فاذا اغتم بها كشفها فاذا اغتم بها كشفها وليتنبه ان نبينا عليه الصلاة والسلام بشر يصيبه ما يصيب البشر يوعك ويمرض ويغتم آآ الاغتمام هو يضيق النفس ويشتد على الانسان عندما يغطي نفسه بلحاف او بغطاء فاذا اغتم كشفها حتى يتمكن من اه استنشاق الهواء بدون هذا الغطاء الذي يقلل من نصيب الانسان من الهواء فاذا اغتم كشفها عن وجهه عليه الصلاة والسلام فقال وهو كذلك قال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد لعنة الله عاليهود والنصارى اتخذوا قبور انبياء مساجد. هذا قاله ومات بعده بلحظات عليه الصلاة والسلام. هذا اللعن قال عليه الصلاة والسلام ومات بعده بلحظات الان عندما نتحدث مثلا عن النسخ وان الحكم الفلاني نسخ هذا الحديث هل فيه احتمال نسخ هل هناك احتمال انه نسخ قاله ومات بعده بلحظات في اخر لحظات حياته عليه الصلاة والسلام وهو يغتم تلك القطيفة وينحيها عن وجهه ويقول في تلك اللحظات لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبرا بها المساجد وهذا اللعن الصادر من نبينا عليه الصلاة والسلام في تلك اللحظات الاخيرة من حياته هو من كمال نصحه لامته عليه الصلاة والسلام وعظيم حرصه خوفا على امته ونصحا لهم وتحذيرا صلوات الله وسلامه عليه في اللحظات الاخيرة التي يودع في هذه الحياة يلعن اليهود والنصارى لانهم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يقول لعنة الله على اليهود والنصارى. اتخذوا قبور انبياء المساجد. لماذا لماذا هذا اللعن وفي هذا الوقت بالذات؟ في اللحظات الاخيرة من حياته قالت يحذر ما صنعوا يحذر ما صنعوا اي تنبيه وايقاظ للامة انتبهوا ان تفعلوا مثلهم وان تصنعوا مثل صنيعهم لان من صنع مثل صنيعهم استحق اللعن مثلهم استحق اللعن مثلهم واستحق العقوبة مثل عقوبتهم يحذر ما صنعوا اذا اليس ايها الاخوة من الجدير لكل مسلم ان يفهم هذا الامر الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعلة مرة ثانية اليس من الجدير بكل مسلم ان يفهم معنى هذا الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعلة في لحظاته الاخيرة من حياته اليس ما الجدير بكل مسلم ان يفهم ما ما معنى اتخذوا قبور انبياء المساجد ما معنى اتخذوا قبور انبياء المساجد؟ ولابد ايضا ان نفهم هذا المعنى فهما صحيحا لابد ان نفهمه فهما صحيحا لماذا لان فيه لعن ونعرف هذا الذي فيه لعن من اجل ان نحذره كما قال حذيفة رضي الله عنه كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني وفي هذا يقول القائل تعلم الشر لا بالشر ولكن لتوقيه فان من لم يعرف الشر من الناس يقع فيه فلا بد من معرفة ذلك حتى يحذر الانسان وهنا وهنا يأتي سؤال مهم ما المراد بقوله اتخذوا قبور انبيائهم مساجد او ما هو الصنيع الذي ان فعله الانسان اتخذ القبر مسجدا ما هو الصنيع الذي ان فعله الانسان يكون بذلك اتخذ القبر مسجدا اهل الضلال لما ارادوا ان يلبسوا على العوام واخرجوهم عن حقيقة ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه ويوقعوهم فيما نهى عنه عليه الصلاة والسلام قالوا ان النبي اراد بقوله اتخذوا قبور انبياء المساجد النهي عن السجود على ذات القبر حتى انني قديما سمعت رجل يقول ان المراد ويصير هكذا انه لا يجوز لك ان تظع جبهتك على القبر نفسه هذا هو اتخاذ الكور والمساجد لماذا قال احتمال النجاسة اكتمال النجاسة نجاسة القبر والحديث عن الانبياء اتخذوا قبور انبيائهم انبياء المساجد والله حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء فاين هذا الذي يتحدث عنه في قبر النبي اين هذا الذي يتحدثون عنه في قبر النبي او نبي من الانبياء يقول مظنة النجاسة فلا يفسد على القبر لكن لو صلى يقول الى جنبه او جواره او امامه او خلفه يقول كل هذا لا يشمله النهي فانظر كيف يلبسون على العوام وبناء على ذلك العامي يسمع الحديث لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبياء مساجد ويأتي عند القبر ويصلي عند القبر وهو عند نفسه ان الحديث لا يشمله ان الحديث لا يشمله بسبب ذلك العالم المضل الذي اظله عن الحق والهدى اذا ما معنى قوله اتخذوا قبور انبياء من المساجد. ما الذي اذا صنعه الانسان يكون به قد اتخذ القبر مسجدا. يتلخص ذلك في امرين الامر الاول بالبناء عليها بالبناء عليها وقد مر معنا فيما تقدم قول النبي عليه الصلاة والسلام اذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا هذا من الموجبات اللعن وهو من اتخاذ القبور مساجد وهو من اتخاذ القبور مساجد بمعنى انه اذا مات الرجل الصالح او الرجل المشهور او الرجل الذي مكانه يبنون على قبره بناية ظخمة كبيرة عظيمة عالية رفيعة مزخرفة مزينة الى غير ذلك هذا من اتخاذها مساجد بالبناء عليها الثاني من اتخاذها مساجد تحري العبادة عندها تحري العبادة عندهم يذهب ويصلي لله عند القبر او يسجد لله عند القبر او يذبح لله عند القبر او يتحرى الدعاء عند القبر تحرى العبادة عند القبر يكون بذلك اتخذه مسجدا واستحق بذلك هذا اللعن استحق بذلك هذا اللعن يتحرى العبادة عند هذا القبر بالعكوف عند القبور يمكث الساعات الطويلة والخشوع والخضوع آآ تحري العبادة يتحرى ذلك عند اه عند القبور عكوفا وذلا وخشوعا يتحرى العبادة عندها هذا من اتخاذها مساجد هذا من اتخاذها مساجد فاذا الحديث او اللعن في قوله لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبورا انبيائهم وفي رواية وصالحيهم اه مساجد اتخذوا قبور انبيائهم مساجد اي بالبناء عليها او بتحري العبادة عندها كل ذلك من اتخاذها مساجد وفيه هذا الوعيد الشديد عن نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اصلح لنا ديننا الذي وعصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. فاللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك مما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احيينا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا وراء همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه