ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق ومنها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما عباد الله الحديث في هذه الخطبة عن افضل ما تعوذ به المتعوذون. عن سورتين من كتاب ربنا ما انزل في التوراة ولا في الانجيل ولا في القرآن مثلهما. سورة قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس هاتان السورتان العظيمتان قد تضمنت الاستعاذة بالله من جميع الشرور. قال الامام وابن القيم رحمه الله تضمنت هاتان السورتان الاستعاذة من الشرور كلها باوجز لفظ واجمعه واجله على المراد واعمه استعاذة. بحيث لم يبق شر من الشرور الا دخل تحت الشر المستعاذ منه فيهما اما سورة الفلق فتضمنت الاستعاذة من اربعة امور من شر المخلوقات التي لها شر عموما ومن شر الغاسق اذا وقب ومن شر النفاثات في العقد. ومن شر الحاسد اذا حسد. افتتحت هاتان الصورتان قل والامر بالقول يقتضي المحافظة على هذه الالفاظ التي عينها الله للنبي صلى الله عليه وسلم ليتعوذ بها فاجابتها مرجوة اذ ليس هذا المقول مشتملا على شيء يكلف به او يعمل به حتى يكون المراد قل لهم ان يفعلوا كذا وهذا يدل على اهمية المحافظة على هذه الالفاظ الواردة في هاتين السورتين. قل اعوذ اعوذ اي التجأ واعتصم برب الفلق والفلق هو الصبح ورب الفلق هو الله عز وجل فهو الصبح واسباب ظهوره. وقول الله تعالى من شر ما خلق. اي من شر جميع المخلوقات. وقد دخل في بذلك الاستعاذة من كل شر في اي مخلوق قام به الشر. من حيوان او غيره انسيا كان او جنيا او هام او دابة او ريحا او صاعقة او اي نوع من انواع البلاء ثم بعد الاستعاذة من شرور المخلوقات عموما عطف على ذلك ثلاثة انواع من الشرور الشر الاول ذكره الله تعالى بقوله ومن شر غاسق اذا وقب. والغاسق هو الليل كما قال ابن عباس رضي الله عنهما اذا اي اذا اقبل ودخل بظلامه فالوقوف معناه الدخول والامر بالاستعاذة من الليل اذا اقبل ودخل لانه تكثر فيه الشرور. ومن ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر المتفق على صحته حيث يقول اذا كان جنح الظلام او امسيتم فكفوا صبيانكم فان الشيطان طال ينتشر حينئذ فاذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم واغلقوا الابواب واذكروا اسم الله. فان الشيطان لا يفتح بابا مغلقة واوكوا قرابكم واذكروا اسم الله وخمروا انيتكم واذكروا اسم الله ولو ان تعرضوا عليها شيئا واطفئوا وفي هذا الحديث دليل على ان اغلاق الباب مع ذكر اسم الله انه يمنع دخول الشياطين الى ذلك المكان وكذلك تغطية الطعام والشراب مع ذكر اسم الله يمنع وصول الشياطين اليه. اخرج مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترسلوا فواشيكم اي مواشيكم وصبيانكم اذا غابت الشمس حتى اذهب فحمة العشاء وهو الوقت الذي بين صلاتي المغرب والعشاء. فان الشياطين تنبعث حتى تذهب فحمة العشاء وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول غطوا الاناء واوكوا السقاء فان في تأتي ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء او بسقاء ليس عليه وكاء الا نزل فيه من ذلك الوباء هذه بعض الشرور التي تكون في الليل وحينئذ فلا غرو ان نؤمر بالاستعاذة بالله من شره ومن شر اذا وقب ثم امر الله تعالى بالاستعاذة من نوع اخر من الشرور وهو نوع خبيث يحدث ظررا عظيما للانسان وهو السحر وما يفعله السحرة فقال ومن شر النفاثات في العقد. والنفاثات قيل هن النساء السواحر. ورجح ابن القيم وغيره من كثير من المفسرين ان المراد بالنفاثات الارواح والانفس النفاثات وهذا يعم الرجال والنساء لان كثير السحر انما هو من جهة الانفس الخبيثة والارواح الشريرة. فلهذا ذكرت النفاثات بلفظ التأنيث دون التذكير. والنفث هو النفخ مع تحريك اللسان وقوله في العقد اي السواحل. يعقدن الخيوط وينفثن على كل عقدة حتى ينعقد ما من السحر قال ابن القيم رحمه الله والنفس فعل الساحر فاذا تكيفت نفسه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور ويستعينوا عليه بالارواح الخبيثة نفخ في تلك العقد نفخا معه ريق فيخرج من نفسه الخبيثة نفس ممازج الشر والاذى مقترن بالريق الممازج لذلك. وقد تساعده الروح الشيطانية على اذى المسحور. فيقع فيه السحور باذن الله تعالى الكوني القدري للامر الشرعي وقد دلت الاية على تأثير السحر وان هذه وان له حقيقة. فانظروا رحمكم الله كيف تضمنت الاية الكريمة الاستعاذة بالله تعالى من هذا الشر العظيم بابلغ واوجز عبارة ثم امر الله تعالى بالاستعاذة به من شر عظيم من نوع اخر. وهو شر الحاسد اذا حسد ومن شر حاسد اذا حسد وشر الحاسد على المحسود عظيم. فكما انه يؤذي ذلك الحاسد. يؤذي المحسود قد يؤذيه بيده ولسانه فانه قد قد يؤذيه كذلك بنفسه وعينه. فان العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين. قال بعض المفسرين وانما قيدت الاستعاذة من شر الحاسد اذا حسد لان الانسان قد يكون في طبعه الحسن لكنه غافل لاه عن المحسود. فاذا خطر على ذكره وقلبه انبعثت نار الحسد من قلبه فيحصل اذى الحاسد للمحسود عند صدور الحسد بالفعل. ولهذا قال اذا حسد ويدخل في الحاسد العائن فان العائن حاسد خاص وهو من اضر ما يكون من الحاسد. فكل عائل حاسد وليس كل حاسد عائنا. ولهذا جاءت الاستعاذة من الحاسد فاذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين. وهذا من شمول القرآن واعجازه وبلاغته عباد الله والامر بالاستعاذة من شر الحاسد اذا حسد لان ضرر الحاسد على المحسود عظيم خاصة فيما يتعلق بعين الحاسد فان قد دلت على تأثيرها في المحسود باذن الله عز وجل. والتجارب عند الخاصة والعامة. شاهدة بذلك. فكم من نعمة سلبت بسبب العين. وكم من انسان معافى عاد مريضا طريح الفراش. قد احتار الاطباء في امره. فحوصاتهم وتحاليلهم تثبت انه ليس به مرض لكنه طريح على فراشه يعاني من المرض وما ذاك الا لان علته بالروح لا البدن بل ان العين ربما تسببت باذن الله عز وجل في هلاك المحسود. فانظروا رحمكم الله كيف تضمنت هذه الاية الاستعاذة من كل ما قد يلحق المحسود من حاسده من شر بهذا اللفظ الموجز البليغ؟ فهذه بعض المعاني التي تضمنتها هذه السورة العظيمة. واما سورة الناس فقد افردت الاستعاذة فيها من شر عظيم هو الذي يؤز الناس الى المعاصي ازا وهو الشيطان الرجيم. الوسواس الخناس. والمستعاذ به هو الله عز وجل هو رب الناس وملك الناس واله الناس. فذكر الله عز وجل في هذه الايات الثلاث قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس ذكر وثلاث صفات وهي الربوبية والملك والالوهية. قال ابن القيم رحمه الله تأمل هذه الجلالة وهذه العظمة التي تضمنتها هذه الالفاظ الثلاثة على ابدع نظام واحسن سياق رب الناس ملك الناس اله الناس. وقد اشتملت هذه الاضافات الثلاث على جميع قواعد الايمان. وتضمنت جميع معاني اسماء الله الحسنى. فان رب الناس الرب هو قادر الخالق البارئ المصور الحي القيوم العليم السميع البصير الى غير ذلك من معاني ربوبيته. ملك الناس الملك هو امر الناهي المعز المذل الى غير ذلك من المعاني العائدة الى العظمة والجلال. اله الناس. الاله هو لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال فيدخل في هذا الاسم جميع الاسماء الحسنى. فانظروا رحمكم الله كيف تضمنت هذه الاسماء الثلاثة في هذه الايات الثلاث التي لا تتجاوز كتابتها في المصحف سطرا واحدا ومع ذلك تضمنت معاني اسماء الله الحسنى فكان المستعيذ بها جديرا بان يعاذ وبان يحفظ وبان يمنع من الوسواس الخناس. وبان لا يسلط عليه فسبحان من انزل هذا الكتاب واودع فيه من الاشرار والعجائب ما لا يحيط به الاعلام الغيوب. اللهم بارك لنا في القرآن العظيم وانفعنا فيه وانفعنا بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسان المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه. انه وهو الغفور الرحيم الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتهانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله رضوانه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة. عباد الله وبعد ان ذكر الله عز وجل اوصافه الثلاثة التي ترجع اليها جميع الاسماء الحسنى رب الناس ملك الناس اله الناس. ذكر المستعاذ منه وهو شر عظيم. هو سبب الذنوب والمعاصي. وهو سبب اضلال الناس انه الشيطان الرجيم. وسماه الله تعالى الوسواس من الوسوسة. وهي القاء القاء وهي الالقاء الخفي في النفس فالشيطان هو الذي يزين للانسان المعاصي. والشيطان هو الذي يثبت الانسان عن الطاعات. لا ليس له سبيل على ابن ادم الا بهذا الطريق الخبيث الماكر. سلاحه ووسيلته هو هذا الطريق وهو وسوسة فالشيطان لا يجبر الانسان على المعصية. لا يكبله بالحديد ويوقعه في المعصية. لكنه عن طريق الوسوسة يزين المعصية له تزيينا عظيما. ويرغبه فيها ويثبته عن الطاعات حتى تكون ثقيلة عليه. ولذلك اذا دخل اذا دخل الشيطان مع اهل النار اذا كان مع اهل النار في النار فانه يخطب فيهم كما قال الله تعالى وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم. فكيد الشيطان اذا انما هو في الوسوسة. انما يدعو الشيطان يدعو الانسان للمعصية ويكرر عليه ذلك ويزينها له حتى يقع فيها. ويثبته عن الطاعات ويكرر عليه حتى تثقل عليه. ثم وصف الله الشيطان بوصف اخر فقال الخناس. قال المفسرون معنى الخناس الذي اذا ذكر العبد ربه انخنس اي كف وانقبظ. قال ابن عباس رضي الله عنهما الشيطان جاثم على ابن ادم فاذا سهى وغفل وسوس فاذا ذكر الله خنس وقال بعضهم الشيطان رأسه كرأس الحية وهو واضع رأسه على ثمرة القلب يمنيه ويحدثه. فاذا ذكر العبد ربه انخنس واذا لم يذكره عاد رأسه عاد ووضع رأسه يوسوس اليه ويمنيه. وتأمل كيف وصفه الله عز وجل بالخناس. وهذا على صيغة فعال فاتى بصيغة من صيغ المبالغة. ولم يقل الخامس وانما الخناس. وذلك ايذانا بشدة هروبه وعظيم نفرة الشيطان وهروبه عند ذكر الله عز وجل. فذكر الله يقمع الشيطان ويطرده. وهذا من رحمة الله تعالى عبادة وهذا من لطف الله عز وجل بعباده ان جعل ذكره يطرد الشيطان ويقمعه لان الشيطان يتسلط على الانسان بغير اختياره فجعل الله تعالى للعباد امرا هينا يطردون به الشيطان ويقمعونه وهو ذكر الله عز وجل هذا فان من يكثر من ذكر الله سبحانه لا يستطيع الشيطان ان يتسلط عليه بتزيين المعاصي او بتثبيته عن الطاعات وانما يتسلط الشيطان على الغافل الله عن ذكر الله عز وجل. اذا هجمت عليك الوساوس فقل اعوذ من الشيطان الرجيم. ستجد ان جميع الوساوس تنقشع عنك مباشرة. تزول عنك تلقائيا. لان هذا الشيطان خنس ويهرب وينقبض. وكلما عاد قل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ربي اعوذ بك من همزات الشياطين. واعوذ بك يحضرون ستجد ان الوساوس وان هذه الهواجيس التي هجمت عليك انها تزول مباشرة وتنقشع تلقائيا من رحمة الله تعالى بعباده. ثمان الله عز وجل قال في وصف هذا الوسواس الخناس قال الذي يوسوس في صدور الناس فهذه صفة ثالثة. وهو انه يوسوس في صدور الناس. فان الله عز وجل قد جعل للشيطان نفوذا الى بالعبد وصدره فهو يدخل الى جوف الانسان ويجري منه مجرى الدم. ثم قال سبحانه من الجنة والناس. قال ابن القيم رحمه الله الصواب في معنى الاية ان قول الله من الجنة والناس بيان للذي يوسوس وانهم نوعان انس وجن كما ان شيطان الجن يوسوس فكذلك ايضا للانس شياطين يوسوسون لابن ادم. كما قال الله تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن. ولكن القاء الانس وسوسته انما يكون بواسطة الاذن. واما شيطان الجن فلا لتلك الواسطة لانه ينفذ الى جوف ابن ادم ويجري منه مجرى الدم فتأملوا رحمكم الله كيف دلت هاتان السورتان العظيمتان على وجازة الفاظهما على هذه المعاني العظيمة وما لم نذكره من المعاني اكثر بكثير مما ذكرناه. وتأملوا كيف ان هاتين السورتين قد تضمنتا الاستعاذة بالله من جميع الشرور التي في الدنيا والتي قد تعرض لابن ادم. فسبحان الله كيف ان الله تعالى جمع جميع الشرور التي قد تعرض للانسان في الدنيا جمعها في هاتين السورتين فالمستعيذ بالله تعالى في هاتين السورتين يكون قد استعان بالله من جميع الشرور التي في الدنيا. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن هاتين السورتين انهما افضل ما تعوذ به المتعوذون. اخرج النسائي بسند صحيح عن عقبة ابن عامر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لن تقرأ شيئا ابلغ عند الله منه قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة هاتين السورتين مع سورة قل هو الله احد عقب كل صلاة وتكرار قراءتهما بعد صلاتي الفجر والمغرب ثلاث مرات. وكان عليه الصلاة والسلام اذا اوى الى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ قل هو الله احد وقل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس. ثلاث مرات ثم يمسح بهما رأسه ووجهه وجهه وما استطاع من جسده وهذه سنة ينبغي ان يحرص عليها المسلم قبل ان تنام اقرأ هذه السور الثلاث الاخلاص والفلق والناس وتنفث بعد كل اية ثم تمسح وجهك ورأسك وما استطعت من جسده. كان عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك بنفسه. ولما مرض في اخر حياته كان كانت عائشة رضي الله عنها تفعل ذلك معه. ثم انه عليه الصلاة والسلام كان يسترقي بهاتين السورتين لما سحب فانه قد سحره اليهود فانزل الله عز وجل هاتين السورتين فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ او بهما وكلما قرأ اية انحلت عقدة من السحر وكان السحر في مشط ومشاطة في بئر فاتى جبريل النبي عليه الصلاة والسلام فاستخرج ذلك السحر فاذا به احدى عشرة عقدة وانزل الله تعالى هاتين فجعل يقرأ هاتين السورتين وهاتان السورتان مكونتان من احدى عشرة اية فكلما قرأ اية انحلت عقدة فلما ختم بسورة الناس انحلت هذه العقد الاحدى عشرة عقدة وشفي النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك السحر وذلك السحر متعلق ببدنه وليس له تعلق بامور الرسالة والتبليغ. ولكن ولكنه بشر على الصلاة والسلام يصيبه ما يصيب البشر. فشفاه الله عز وجل بهاتين السورتين العظيمتين ان هاتين السورتين العظيمتين لمن قرأهما بصدق دبر كل صلاة حصن عظيم للمسلم يتحصن به من جميع الشرور به من السحر يتحصن من العين يتحصن من الشياطين يتحصن من جميع الشرور التي في الدنيا. فليحرص المسلم ليحرص على ان يقرأ هذه السور الثلاث دبر كل صلاة وان يكررها بعد الفجر وبعد المغرب ثلاث مرات وكذلك ايضا قبل النوم يقرأها ثلاث مرات مع النفث والمسح على ما استطاع من جسده فانه اذا فعل ذلك بصدق ويقين فان هذا من اعظم ما يتحصن به الانسان من الشرور التي في الدنيا الا واكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير فقد امركم الله بذلك فقال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارضى اللهم عن صحابة نبيك اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب اللهم انصر الاسلام والمسلمين. اللهم اذلنا الكفر والكافرين. اللهم اصلح احوال المسلمين في كل مكان. اللهم ابرم لامة الاسلام امرا الرشد يعز فيه اهل طاعته ويهدى فيه اهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وترفع فيه السنة وتقمع فيه البدعة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات. الاحياء منهم والاموات. اللهم وفق ولاة امور المسلمين لتحكيم واجعلهم رحمة لرعاياهم. اللهم وفق امامنا وولي امرنا لما تحب وترضى. وقرب منه البطانة الصالحة الناصحة. التي تعينه اذا ذكر وتذكره اذا نسي وتعينه على ما فيه صلاح البلاد والعباد. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيته وفجاءة نقمته وجميع سخطك. نسألك اللهم من الخير كله عاجله واجله. ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه ما لم نعلم. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه