ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساء به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما عباد الله نقف في هذه الخطبة وقفات يسيرة مع قصة عظيمة مليئة بالدروس والعظات للمؤمنين انزل الله في شأنها قرآنا يتلى الى قيام الساعة. هذه القصة تبين عظيم حرمة المؤمن عند الله عز وجل لا سيما ان كان من اهل الخير والصلاح وتبين عظيم خطر اللسان واهمية شأن كلمة التي يطلقها الانسان وتبين خطر النفاق والمنافقين وعظيم ضررهم على المسلمين انها قصة الافك التي انزل الله تعالى في شأنها عشر ايات من كتابه الكريم في سورة النور او في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اراد سفرا اقرع بين فايتهن خرج سهمها خرج بها معه. وانه اقرع بيننا في غزات فخرج سهمي. فخرجت ومعه بعد ما انزل الحجاب وانا احمل في هودج وانزل فيه. فسرت حتى اذا فرغ رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم من غزوته تلك وقفل اي رجع ودنونا من المدينة اذن ليلة بالرحيل حين اذنوا بالرحيل حتى جاوزت الجيش. فلما قضيت من شأني اقبلت الى الرحل فلمست صدري. فاذا عقد لي قد قطع فرجعت التمسه فحبسني ابتغاءه. واقبل الرهط الذين كانوا يرحلونني. فاحتملوا الهودج على بعيري وهم يحسبون اني فيه. وكان النساء اذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم. وانما كنا نأكل العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم حين رفعوه خفة الهودل فحملوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش. فجئت منزلهم وليس فيه احد منهم. فتيممت اي قصدت منزلي وظننت انهم سيفقدونني فيرجعون الي تقول عائشة فبينما انا جالسة غلبتني عيناي فنمت وكان صفوان ابن المعطل السلمي قد نزل من وراء الجيش فالدلج اي سار من اخر الليل. فاصبح عند منزله فرأى سواد انسان نائم فاتاني فعرفني حين رآني وكان قد رآني قبل الحجاب. فاستيقظت باسترجاعه فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني تخمرت وجهي بجلبابي. والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه وهوى حتى اناخ راحلته فوطئ على يدها فقمت اليها فركبتها. فانطلق بي فانطلق يقول بي الراحلة حتى اتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة وهم نزول. قالت عائشة فهلك من هلك وكان الذي تولى كبر الافك عبدالله بن سلول. اي انه انه قذف ام المؤمنين رضي الله عنها قذفها الزنا مع صفوان بن المعطل السلمي وعائشة رضي الله عنها لا تدري تقول عائشة فقد من المدينة فاشتكيت بها شهرا اي مرضت والناس يفيضون في قول اصحاب الافك ولا اشعر وهذا من حكمة الله عز وجل اذ انها لو كانت تعلم طيلة هذه المدة لهلك تقول عائشة وهو يريبني ان يجعلني اشك وارتاب اني لا ارى ان النبي صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت ارى منه حين اشتكي اي حينما اكون مريضة كنت ارى منه اللطف والاهتمام وهذه المرة لم ترى منه هذا اللطف والاهتمام. وانما يدخل فيسلم علي ثم يقول كيف تيكم؟ ثم ينصرف. فذلك الذي يريدني منه ولا اشعر بالشر حتى نقهت اي شفيت من مرضي. تقول عائشة فخرجت انا وام مسطح وابنها هو مصطفى بن اثاثة احد احد الذين تكلموا في الافك. قبل المناصع وهو متبرجنا وكنا يعني النساء لا نخرج الا ليلا قبل ان يتخذ الناس كنف اي بيوت الخلاء. حتى اذا فرغنا من شأننا نمشي عثرة ام مسطح فقالت تعس مصفح قلت لها بئس ما قلت اتسبين رجلا شهد بدرا؟ قالت يا هيمتاه الم اسمعي ما قال قلت وما قال فاخبرتني بقول اهل اهل فاخبرتني بقول اهل الافك فازددت مرظا الى مرظي فلما رجعت الى بيتي فلما رجعت الى بيتي دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف تيكم قلت ائذن لي ان اتي ابوي. وانا حينئذ اريد ان استيقظ الخبر من قبلهما فاذن لي اتيت ابوي فقلت لامي يا اماه ماذا يتحدث الناس به؟ قالت يا بنية هوني على نفسك فوالله لقلبا كانت فوالله لقلما كانت امرأة قط وظيئة عند رجل يحبها ولها ضرائب الا اكثرنا عليها فقلت سبحان الله لقد تحدث الناس بهذا قالت عائشة فبكيت تلك الليلة حتى اصبحت لا يرقأ لي درب ولا اكتحل بنوم. اي انها طيلة الوقت لا تأكل ولا تشرب ولا تنام انما طيلة وقتها تبكي. قال ثم اصبحت ابكي. قالت ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب واسامة بن زيد حين استلمت الوحي يستشيرهما في فراق اهله. فاما اسامة فاشار عليه بما يعلم اهله وبالذي يعلم من الود لهم. فقال هم اهلك يا رسول الله. ولا نعلم عنهم الا خيرا. واما علي فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك النساء. النساء سواها كثير. وسل الجارية تخبرك. فسأل النبي صلى الله عليه وسلم الجارية. هل رأيت منها شيئا يريبك؟ قالت لا والذي بعثك بالحق. لا والذي بعثك بالحق نبيا ان رأيت منها شيئا ان رأيت منها امرا اغمسه يعني اعيبه عليها اكثر من انها جارية حديثة الصدق تنام عن عجين اهلها فتأتي الداجن فتأكله. قالت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه واستعذر من المنافق ابن ابي فقال وهو على المنبر من يعذرني من رجل بلغني اذاه وفي اهلي فوالله ما علمت على اهلي الا خيرا ولقد ذكره لي رجلا ما علمت عليه الا خيرا وما كان يدخل على اهله الا معي. تقول عائشة وبكيت يومي ذلك. لا يبقى لي دمع ولا اكتحل بنوم ثم بكيت ليلتي مقبلة لا يرقى لي دمع ولا اكتحل بنوم. فاصبح ابواي عندي. وقد بكيت ليلتين ويوما حتى ظننت ان البكاء فارغ حتى ظننت ان البكاء فارق الكبدي فبينما هما جالسان فبينما هما جالسان عندي وانا ابكي اي استأذنت امرأته اذ استأذنت امرأة من الانصار فاتت تلهف فجلست فبينما نحن كذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل وقد مكث شهرا لا يوحى اليه في شأني بشيء. فتشهد ثم جلس ثم قال اما بعد فانه قد بلغ عنك كذا وكذا فان كنت بريئة فسيبرئك الله. وان كنت قد الممتي بذنب. وان كنت قد الممتي بذنب فاستغفر الله تعالى وتوبي اليه. فان العبد اذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه تقول عائشة فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي اي جف حتى ما احس منه بقطرة. فقلت لابي اجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال. قال والله ما ادري ما اقول. والله ما ادري ما اقول لرسول الله فقلت لامي اجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال قالت والله ما ادري ما اقول لرسول الله قلت اني والله سمعت حديثا تحدث الناس به واستقر في نفوسكم وصدقتم به. فلان قلت لكم اني لا تصدقوني بذلك. ولئن اعترفت لكم بامر والله يعلم اني منه بريئة لتصدقنني. اي ان النفوس يغلب عليها سوء الظن. فوالله ما اجد لي ولكم مثلا الا ابا يوسف. اذ قال فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ثم تحولت فاضجعت على فراشي وانا والله اعلم اني بريئة وان الله مبرئني. ولكن ما كنت اظن ان الله سينزل فيك كلاما يتلى اي في القرآن. ولكن كنت ارجو ان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها. تقول عائشة فوالله ما رام مجلسه اي ما نهض من مجلسه. ولا خرج احد من البيت حتى انزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم فاخذه ما كان يأخذه من البرحاء من شدة الوحي عليه فسري عدوه فسري عنه وهو يضحك فكان اول كلمة تكلم بها ان قال يا عائشة احمد الله تعالى فانه قد برأك فقالت لامي قومي الى رسول الله فاحمديه. فقلت والله لا فوالله لا اقوم اليه ولا احمدك. ولا احمد الا الله تعالى هو الذي انزل برائتي. فانزل الله تعالى عشر ايات من سورة النور انزل قوله سبحانه ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولى كبره منه له عذاب عظيم. لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا. وقالوا هذا بي لولا جاؤوا عليه باربعة شهداء فاذ لم يأتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون. ولولا فضل الله عليكم رحمته بالدنيا والاخرة لمسكم فيما حفظتم فيه عذاب عظيم. اذ تلقونه بالسنتكم وتقولون بافواهكم ما ليس لكم وتحسبونه هينا وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. ولولا ان سمعتموه قلتم يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم. يعدكم الله ان تعودوا لمثله ابدا. ان كنتم مؤمنين ويبين الله لكم الايات والله عليم حكيم. ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون. ولولا فضل الله عليكم ورحمته وان الله رؤوف رحيم. فلما انزل الله تعالى هذه الايات في براءتي. فقال ابو بكر الصديق وكان ينفق على مسطح ابن اثاثة. وكان ابن خالته وكان فقيرا فقال والله لا انفق عليه شيئا بعدما قال بعد ما قال ما قال في عائشة. فانزل الله تعالى قوله ولا يأتي لاولو الفضل منكم والسعة. اي اوتوا اولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله. وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم؟ والله غفور رحيم. فقال ابو بكر بلى والله اني احب ان يغفر الله لي. فرجع الى مصطلح النفقة التي كان ينفق عليه وقال والله لا انزعها منه ابدا. قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش زوج النبي عليه الصلاة والسلام عن امر فقال يا زينب ما علمت وما رأيت. وكانت ضرتها واشد ازواج النبي صلى الله عليه وسلم منافسة لها كانت فرصة للانتقام لكن ماذا كان الموقف؟ قالت يا رسول الله احمي سمعي وبصري. والله والله ما علمت عليها الا خيرا قالت وهي التي كانت تسامين اي تنافسني. من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم. فعصمها الله بالورع ولكن كان لها اخت اخذتها الحمية لاختها فوقعت فيما وقع فيه اصحاب الافك. وهي حملة بنت جحش فجلدها النبي صلى الله عليه وسلم وجلد مسطح وجلد حسان هؤلاء الثلاثة جلد كلا منهم ثمانين جلدة حد القذف. والعجيب انه لم يجلد ابن ابي الخبيث الذي كان يشيع الافك. فقيل في ذلك اقوال قيل انه كان لا يتكلم عند من يخشى ان يشهد عليه. كان يشيع الافك ويشيع الكذب والشر لكنه اذا خشي ان احدا من المؤمنين يريد ان يشهد عليه لم يتكلم. وهذا من خبثه ولكن الله تعالى خصه فقال والذي تولى كبره منهم له عذاب اليم. عباد الله هذه القصة العظيمة فيها دروس عظيمة للامة على مر الاجيال. فجدير بافراد الامة ان يستفيدوا من تلك الدروس. وان يعتبروا بما فيها من العبر العظيمة كما قال ربنا سبحانه يعظكم الله وان تعودوا لمثله ابدا ان كنتم مؤمنين ويبين الله لكم الايات والله عليم حكيم. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا استغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو التواب الرحيم الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم والشباب هو محدثاتها وكل محدثات بدعة عباد الله فقد انزل الله تعالى في شأن حادثة الافك قرآنا يتلى الى قيام الساعة لتكون دروسا عظيمة مفيدة للامة على مر الاجيال افتتحها سبحانه بقوله ان الذين جاءوا بالافك اي الكذب الشنيع وهي رمي ام المؤمنين رضي الله عنها بهذا الامر منكم اي جماعة منكم منتسبون اليكم ايها المؤمنون. منهم المؤمن الصادق في ايمانه. منهم حسان ابن ثابت ومصطلح ابن وحملة بنت جحش وهم من خيار الصحابة رضي الله عنهم. لكنهم اغتروا بترويج المنافقين. ومنهم المنافق من هنا ينبغي للمؤمن ان يتثبت في كل ما يقول وان لا ينساق وراء ما يشيعه ويروجه المنافقون في المجتمع من من اشاعات اكاذيب لا سيما اذا كانت بحق مؤمن ويزداد الاثم حينما يكون ذلك في حق انسان صالح فان الاثم يكون اعظم ونعتبر بهذه القصة العظيمة فان هناك صحابة افاضل منهم من شهد بدرا انساق مع هذه الاراجيف وادبه النبي صلى الله عليه وسلم وندما ندما عظيما على ذلك. حتى ان حسان بن ثابت وضع قصيدة عصماء يمدح فيها ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ويقول فيها حصان رزان وما تزن بريبة وتصبح غرسا من لحوم الغوافل فندم ندما عظيما لكن كان السبب في ذلك هو الاستعجال في نقل الكلام من غير تثبت ومن غير تبين وهذه موعظة ودرس للمؤمنين. فاذا بلغك قانة في اخيك المسلم. او ان اخاك المسلم قذف بسوء او تكلم فيه فاياك فاياك ان تنقل هذا الكلام وانما احسنوا الظن في اخيك المسلم. وقل والله ما نعلم عنه الا خيرا. ثم قال سبحانه لا تحسبه شرا لكم بل هو خير لكم اي لا تظنوا ايها المسلمون ان في حديث الافك شر نحر بل ان فيه خيرا كثيرا لو تدبرتم ومن تلك الخيرية اكرام الله لام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بتبرئتها من فوق سبع سماوات مع ما حصل لها من الاجر العظيم ومنها موعظة المؤمنين بهذا الحدث العظيم وبالايات التي نزلت في ذلك تعاتبهم وموعظة لمن بعده لو حصل مثل ذلك. ثم قال سبحانه والذي تولى كبره ومنهم له عذاب عظيم وهو المنافق ابن ابي توعده الله تعالى بالعذاب العظيم. ثم قال سبحانه ولولا ان سمعتم ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا وقالوا هذا افككم بي. اي هلا انكرتم ذلك بفك الباطل الذي رميت به ام المؤمنين عند سماعكم له لاول مرة وقستم ذلك على انفسكم. فان كان لا يليق بكم علمتم ان ام المؤمنين اولى بالبراءة منه. وقلتم موقنين فهذا افك مبين. قال بعض اهل العلم هذه الاية فيها تنبيه على ان حق المؤمن اذا سمع قالة في اخيه ان يبني الامر على ظن الخير وان يقول بناء على ظنه هذا افك مبين. ثم قال سبحانه لولا جاؤوا عليه باربعة شهداء فاذ لم بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون. اي هلا جاء اولئك المفترون باربعة شهداء عدول يشهدون على دعواهم. فاذا عجزوا عن الاتيان بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والاخرة لمسكم فيما افضتم فيه عذاب عظيم اذ تلقونه بالسنتكم اي تتلقونه ويلقيه بعضكم على بعض وتستوشون حديثه وهو قول باطل وتقولون بافواهكم ما ليس لكم به علم والامر محظوران عند الله. التكلم بالباطل والقول بلا علم. وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. وهذا فيه زجر بليغ عن تعاطي بعض الذنوب على وجه التهاون بها. فان العبد لا يفيد حسبانه شيئا ولا يخفف ذلك من عقوبته. فقد يرتكب وهو يظن انه هين لكنه عند الله عظيم. ثم قال سبحانه لولا ان سمعتموه قلت ما يكون لنا ان نتكلم بهذا كهذا بهتان عظيم. اي هلا ان سمعتم حديث الافك قلتم تكفير للخائضين وزجر للمفترين. ما ينبغي لنا وما يجوز لنا ان نتكلم بهذا البهتان وهذا الافك المبين. يعظكم الله وان تعودوا لمثله ابدا ان كنتم مؤمنين. ان يذكركم الله تعالى وينصحكم وينهاكم تقول ان تقولوا مثل هذا القول وان تعودوا لمثل هذا الافك. فالله يعظكم وينصحكم عن ذلك ونعم المواعظ نصائح من ربنا فيجب علينا مقابلتها بالقبول والاذعان والتسليم والشكر له على ما بين لنا هذه عظة من الله وهذا درس للمؤمنين جميعا في كل زمان ومكان عباد الله ان الانسان قد يرتكب ذنوبا يعتقد انها صغيرة لكنها عند الله عظيمة. وان حقوق العباد امرها عند الله الله عز وجل عظيم جدا. فربما ينقل الانسان كلمة قيلت في عرض اخيه المسلم. وربما يتناقلها مع على سبيل المزاح والدعابة ولكنها عند الله تعالى عظيمة. ولهذا فهذه القصة فيها دروس بليغة للامة على في كل زمان ومكان وان الانسان ينبغي ان يحفظ لسانه والا يقول الا خيرا او ليصمت من كان يؤمن بالله واليوم الاخر يقل خيرا او ليصمت الا واكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير. فقد امركم الله بذلك فقال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. وارضى اللهم عن صحابته اجمعين وعن التابعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بعفوك طردك يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم اذل الكفر والكافرين. اللهم اذل النفاق والمنافقين. اللهم من ارادنا واراد الاسلام بسوء فاشغله في نفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه يا قوي يا عزيز. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا التي فيها معاش واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادن. واجعل حياتنا زيادة لنا في كل خير. واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم وفق ولاة امور المسلمين لتحكيم شرعه والعمل بكتابك وسنة نبيه واجعلهم رحمة لرعاياهم. اللهم ارزق امامنا وولي امرنا لما تحب ولما فيه صلاح البلاد والعباد وقرب منه البطانة الصالحة الناصحة التي تدله على الخير وتعينه عليه. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال الجلال والاكرام. اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم