الحمد لله الكريم الوهاب غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب. اذ الطول لا اله الا هو اليه ادعو واليه متب. احمده تعالى واشكره حمدا وشكرا كما ينبغي لجلاله بوجهه وعظيم سلطانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاتقوا ايها المسلمون يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق التقوى. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيم عباد الله نقف في هذه الخطبة وقفات يسيرة مع احاديث عظيم من مشكاة النبوة خصه النبي صلى الله عليه وسلم من قصص السابقين لاجل ان خذ العبر والعظات منه حديث عظيم في قصة عجيبة هذه القصة وهذا الحديث وجهه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن اعلم اهل الارض فدل على راهب فاتاه فقال انه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة؟ قال اتقتل تسعة وتسعين نفسا وتسأل هل لك من توبة؟ لا ليس لك توبة فقتله وكمل به المئة. ثم انه سأل عن اعلم اهل الارض. فدل على رجل عالم فاتاه فقال انه قد قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال هذا العالم نعم ومن يحول بينك وبين التوبة ولكنك بارض سوء. انطلق الى ارض كذا وكذا. فان بها اناسا يعبدون الله هذا فاعبد الله معهم ولا ترجع الى ارضك فانها ارض سوء فانطلق هذا الرجل حتى اذا كان في منتصف الطريق اتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة رحمتي وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه الى الله وقالت ملائكة العذاب انه لم يعمل خيرا قط فاتاهم ملك في صورة ادمي. فجعلوه بينهم اي حكما. فقال قيسوا ما بين الارضين والى ايتهما كان ادنى فهو له. فقاسوا فوجدوه ادنى الى الارض التي اراد. فقبضته الرحمة ولم يعمل خيرا قط قال قتادة قال الحسن ذكر لنا انه لما اتاه الموت نأى بصدره وفي رواية فكان الى القرية الصالحة اقرب بشبر فجعل من اهلها. وفي رواية فاوحى الله الى هذه ان تباعدي. والى هذه ان تقربي قال قيسوا ما بينهما فوجدوه الى هذه اقرب بشبر فقبضته ملائكة الرحمة عباد الله هذه قصة عجيبة فيها فوائد عظيمة ودروس كبيرة هذه القصة تفتح بابا عظيما من الامل لكل عاص ومذنب مهما كانت معصيته ومهما كبر ذنبه وجرمه انها قصة رجل اسرف على نفسه بالمعاصي والذنوب الكبار ثم رجع الى الله تعالى بعدما وجد ذل واحس بوحشتها واظلمت عليه وانبه ضميره. لقد قتل تسعة وتسعين نفسا معصومة ظلما عدوانا والقتل العمد العدوان من اعظم الذنوب ومن اعظم الجرائم. وهو محرم في جميع الشرائع السماوية كما قال الله تعالى انه من قتل نفسا من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا. وقرنها بجريمة الشرك الذي هو اعظم الذنوب. فقال والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك اثام مضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب. ويقول سبحانه ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. وجاء في البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم الدم حراما وهذا في جريمة قتل واحدة فكيف بمن قتل مائة نفس؟ ان الجرم اعظم والاثم اكد ولكن رحمة الله واسعة والله تعالى يتوب على من تاب. هذا الرجل تاه وضل وعاش في مستنقع من الجرائم وقتل نفوسا معصومة. ولكن لا يزال في قلبه وفي نفسه بذرة الخير بذرة من ايمان انبته وجعلته يبحث عن الخير وعن الحق ويسأل عن اعلم اهل الارض لكي يدله على الطريق الصحيح. فلما ذهب الى ذلك العابد وليس بعالم اغلق في وجهه باب التوبة فكمل به المئة لانه اصيب باليأس والاحباط. ولكن لا تزال بذرة الخير فيه. ولا يزال ضميره يؤنبه حتى سأل مرة اخرى عن اعلم اهل الارض فدل على عالم فقال ومن يحول بينك وبين التوبة؟ لقد بدأ يبحث عن الطريق الصحيح واراد ان يغير حياته بالتوبة ولكنه استعظم ذنوبه وجرائمه ولذلك وجعل يسأل هل له من توبة حتى وصل لاعلم اهل الارض؟ فتاب واقبل الى ربه اقبل الى ربه طيبا منيبا ويقدر الله عز وجل ان يأتيه الموت في تلك اللحظات وهو لم يعمل خيرا قط لكن انه اقبل الى الله تائبا فاشكل امره على الملائكة وهذه من الامور العجيبة ان الملائكة يشكل عليها امر رجل من بني ادم لكن امر هذا الرجل عجيب وقصته اعجب فهذا رجل اشرف بالذنوب والمعاصي قتل مئة نفس لكنه في اخر لحظة من حياته اقبل الى الله تائبا. فملائكة رحمة تقول انه اقبل الى الله تائبا وملائكة العذاب تقول انه اشرف على نفسه بهذه الذنوب الكبار ولم اعمل خيرا قط فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فارسل الله تعالى ملك على صورة ادمي وقال قيسوا ما بينهما فوجدوه اقرب الى القرية التي هاجر اليها بشبر. فقبضتهم ملائكة الرحمة وهو لم يعمل خيرا قط. ما اعظم رحمة الله! وما اعظم جود الله! وما اعظم احسانه الى عباده فانظروا كيف ان لحظات اقبل فيها هذا الرجل الى ربه تائبا منيبا رجحت بحياة مليئة بالجرائم والمعاصي والذنوب الكبار وقتل النفوس المعصومة. لكنها رحمة الله التي سبقت غضبه رحمة الله واحسانه وفضله وعفوه. فسبحانه جل وعلا هو التواب الرحيم ومن التواب غافر الذنب وقابل التوب جل وعلا. ان التوبة الصادقة تجب ما قبلها من الذنوب والمعاصي والاسلام يهدم ما كان قبله من الفجور والعصيان. ولما قدم عمرو بن العاص الى النبي صلى الله عليه سلم يريد الاسلام وضع يده في يد النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه على الاسلام. ثمان عمرو قبض يده فقال له عليه الصلاة والسلام ما لك يا عمرو؟ قال اردت ان اشتري. قال تشترط ماذا؟ قال ان يغفر لي. فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم اما علمت يا عمرو ان الاسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة تهدم ما كان قبلها وان الحج يهدم ما كان قبله. رواه مسلم التوبة الصادقة من اعظم منازل العبودية. التي يرتقي بها العبد في سلم الحسنات فاين الايسين من رحمة الله؟ القانطين من عفوه وغفرانه. المسرفين على انفسهم بالذنوب والمعاصي اقبلوا على الله تائبين منيبين. لا تستعظموا الذنوب مهما كانت فان الله لا يتعاظمه ذنب الا غفره يدعو عباده للتوبة يحثهم عليها ويعدهم بقبولها يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط ويده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. واذا كان ثلث الليل الاخر ينزل الرب عز وجل الى السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله وعظمته وينادي عباده كل ليلة هل من فاغفر له. هل من داع فاستجيب له؟ هل من سائل فاعطيه؟ فما اعظم مغفرة الله وما اعظم احسانه رحمته بعباده قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. ويقول الله تعالى في الحديث القدسي يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا ابالي. يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. فما اعظم كرم الرحمن جل وعلا وما اعظم احسانه وجوده بعباده ما اجل فضله يعصونه بالليل والنهار فيحلم عليه ويعافيهم ويمهلهم ويرزقهم ويتودد اليهم يدعوهم الى التوبة والغفران وهو الغني عنهم هو الغني الحميد وهو العزيز الحكيم. وهو ذو البطش الشديد لكنه رحمن رحيم بعباده جل وعلا عباد الله ومن اعظم فوائد هذه القصة ان باب التوبة مفتوح للعصاة والمذنبين مهما كانت ذنوبهم وخطاياهم فمن تاب تاب الله عليه لا يحول بين المذنب وبين التائبين لا يحول بين المذنب وبين ان يتوب الى الله تعالى حائل. ولا يصده مانع. باب التوبة مفتوح ما دام حيا ولم تبلغ الروح الحلقوم او تطلع الشمس من مغربها. فاذا بلغت الروح الحلقوم اغلق في وجه باب التوبة لانه انتقل من عالم الغيب الى عالم الشهادة ورأى الملائكة امامه حينئذ لا ينفع ولا تنفع التوبة. وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت وهكذا اذا طلعت الشمس من مغربها اذا رأى الناس هذه الاية الكونية العظيمة تابوا اجمعين ولكن اغلقوا باب التوبة فلا تقبل حينئذ. وما عدا ذلك ما لم تبلغ الروح الحلقوم وما لم تطلع الشمس من مغربها. فباب التوبة مفتوح ولا احد يحول بين العباد وبين التوبة. ومن اسماء الله عز وجل التواب ومن اسمائه الغفور العفو وهو جل وعلا واسع المغفرة. بل اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق. بان الله سبحانه يفرح بتوبة عبده فرحا عظيما مع غناه عنه. لكنه لكنه يحب الاحسان لعباده جل وعلا فعن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا الله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب من احدكم كان على راحلته بارض الفلات فانفلتت منه. وعليها طعامه وشرابه فايس منها اي ينتظر الموت وجلس تحت ظل شجرة فايس منها فاتى شجرة فاضطجع في ظلها اي من راحلته ينتظر الموت. فبينما هو كذلك اذا هي بها قائمة عنده. فاخذ بخطامها قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح فانظروا فانظروا الى عظيم فرحة الله عز الله عز وجل بتوبة عبده اشد فرحا من توبة هذا الانسان. ما ظنك بانسان في صحراء في برية وعلى جمل او على بعير ثم وعليها طعامه وشرابه فانفلتت منه هذه الراحلة وبقيت تحت ظل شجرة يائسا ينتظر الموت فبينما هو كذلك نام ثم استيقظ فاذا براحلته عنده عليها طعامه وشرابه ما ظنك بفرحه؟ انها فرحة من رأى الموت ثم رأى الحياة. فرح عظيم لا يوصف. الله عز وجل اشد فرحا بتوبة عبده من توبة هذا الانسان وهذا يدل على على عظيم احسان الله عز وجل لعباده وعلى محبته لتوبة عباده اذا تابوا اليه يفرح جل وعلا بذلك. فرحا شديدا مع انه سبحانه غني عن عباده جل وعلا كما قال في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجندكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا لكنه سبحانه كريم جواد رحمن رحيم نحب من عباده ان يتوبوا وان يقبلوا اليه. عباد الله ومن فوائد هذه القصة ان الاعمال بالخواتيم لقد عاش هذا الرجل حياته مسرفا حياة كلها اوحال في المعاصي اشرف على نفسه بالخطايا قتل مئة ظلما وعدوانا لكنه لكن الله عز وجل اراد له حسن الخاتمة فقبضته ملائكة الرحمة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراعا فيسبق عليه الكتاب فيعمل اما لاهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل تعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها والمراد بذلك عند اهل العلم فيما يبدو للناس. والا من كان محسنا ثم حصل منه زلة في حياته فان الله عز وجل عدل لا يدخل النار بسبب تلك الزلة لكن هذا فيما يبدو للناس انسان مراء في ظهر الناس كأنه من اهل الجنة فيختم له بعمل اهل النار فيدخلها وانسان اخر اسرى يظهر للناس انه مسرف على نفسه الذنوب والمعاصي لكن لكن عنده اقبال وانابة وتوبة الى الله ثم يختم له بالخاتمة الحسنة فيدخل الجنة يدل على انه ينبغي للمسلم ان يسأل الله تعالى حسن الخاتمة. ان ساعة التوبة لاسعد لحظات وايامه لانها تخرجه من ظلمات المعاصي الى نور الطاعة والايمان. وتحيي لديه تحيي لديه المعاني المعاني الايمان وتفتح له افاقا من الحياة والنعيم والسعادة والراحة لا يجدها الا من تاب الى ربه وانام بل يقول بعضهم ان تلك اللحظة لحظة التوبة الصادقة هي لحظة لحظة كأنها اعظم لحظة فرح تمر على الانسان كما قال الصحابي الجليل كعب بن مالك حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وانزل الله توبته وانطلق الناس يهنئونه بتوبة الله عليه وقال النبي صلى الله عليه وسلم لتهلك توبة الله عليك ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك امك لانه هذا اليوم الذي تاب الله تعالى فيه عليه. فهي لحظات عظيمة في حياة الانسان ومن فوائد هذه القصة بيان فضل العالم على العامل. فانظروا كيف ان هذا العالم وجه هذا الرجل التوجيه الصحيح بينما اخطأ في ذلك وضيق على هذا الرجل. فالعلماء الربانيون الذين يصدرون في اقوالهم وفتاواهم عن العلم هم ورثة الانبياء يهدي يهدي الله تعالى بهم من الضلال ويبصر بهم من العمى. هم مثلهم كمثل النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فاذا الم بالمسلم نازلة او اشكل عليه شيء ان عليه ان يسأل اهل العلم من اثبات الناصحين الذين يدلونه على الحق ويرشدونه اليه. لا كما يفعله بعض الناس حينما تشكل عليه يسأل من يعرف ومن لا يعرف في امور دينه ودنياه فربما دل بامر غير مناسب كما ان هذا الرجل ذهب لذلك الراهن اغلق في وجهه باب التوبة وقال ليس لك توبة لكنه لما ذهب الى ذلك العالم فتح له افاق وارشده لان يذهب لان يغير بيئته. فكان ذلك سببا من اسباب من الاسباب التي جعل يقبل الى الله تعالى تائبا منيبا. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب استغفروه وتوبوا اليه انه هو التواب الرحيم الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان محمدا عبده ورسوله رسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فان خير الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور حدثاتها وكل محدثة بدعة. عباد الله ومن اعظم الدروس والفوائد المستفادة من هذه القصة الفائدة والدرس الذي اشار اليه اعلم اهل الارض حينما قال لهذا الرجل انك بارض سوء تنطلق منها الى ارضك كذا وكذا فان فيها قوم يعبدون الله عز وجل. وذلك ان هذه البيئة التي شجعت هذا الرجل على قتل مئة نفس هي بيئة سيئة فاسدة وهذا يدل على اثر البيئة واثر الصحبة على الانسان. فعلى الانسان اذا اراد التوبة الصادقة واراد والانابة الى الله عز وجل ان يختار له جلساء صالحين. والا فانه اذا استمر على جلسائه السيئين الذين كانوا سببا في ان يقع في هذه الذنوب والمعاصي يزينون له المعاصي ويثبطونه عن الطعام فانه حتى وان تاب لن لن لن لن تكون هذه التوبة صادقة اذا اراد الصدق في التوبة فعليه ان يغير من جلسائه وان يبتعد عن جلساء السوء وان يحرص على مساء الخير الذين يعينونهم اذا ذكر ويذكرونه اذا نسي احس كل يوم منهم بزيادة في امر دينه بعلم يتعلمه بفائدة يسمعها بامور مفيدة في امور دينه ودنياه. والمرء على دين خليله فلينظر احدكم الى من يخالل ولهذا فمن كان صادقا من اراد ان ان يتوب الى الله عز وجل فعليه ان يفارق تلك الاماكن التي تسببت في وقوعه في تلك المعاصي وان يحرص على جلساء السوء فان من علامة صدق التوبة هجران رفقاء السوء والاقبال على مجالسة اهل الخير. عباد الله ويوم القيامة الظالم المشرف على نفسه بالذنوب والمعاصي يعض على يديه كما قال سبحانه ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. حياة مليئة بالندم. لكنه لا يذكر الا امرا واحدا. كان هو السبب في ان يقع في هذه الذنوب والمعاصي وان يسرف على نفسه ما هو هذا السبب؟ اشار اليه ربنا عز وجل في قوله عن هذا الظالم يا ويلتى ليتني لم اخذ فلانا خليلا. لقد اضلني عن الذكر بعد ان جاءني. وكان الشيطان للانسان خذولا. فلم يذكر ان هذه الحياة المليئة بالندم الا ندمه على مصاحبة فلان الذي اظله عن الذكر والذي تسبب في ان يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي لم يذكر من هذه الحياة المليئة بالندم الا جليس السوء. فيرى عظيم اثره في اظلاله وعظيم اثره في اغوائه ولذلك فعلى المسلم ان يحرص على جلساء الصالحين وعليه ان ينتقي جلساءه وان يبتعد عن جلساء السوء الا واكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنيب. فقد امركم الله بذلك فقال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. اللهم ارضى عن صحابة نبيك اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بعفوك يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم اذل الكفر والكافرين. اللهم انصر من نصر دين الاسلام في كل مكان. واخذل من خذل دين الاسلام في يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. واجعل الموت راحة لنا من كل شر. نعوذ بك اللهم من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك. اللهم وفق ولاة امور المسلمين لتحكيم شرعك. واجعلهم رحمة لرعاياهم. ووفق امامنا وولي امرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى وقرب منه البطانة الصالحة الناصحة ووفقه وولي عهده لما فيه صلاح البلاد والعباد يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. نسألك اللهم من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه ما لم نعلم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين