الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد العلامة زين الدين ابو العباس احمد بن عبداللطيف الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب ما يقول اذا سمع المنادي عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا سمعتم النداء فقولوا مثلما يقول المؤذن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اهدنا اجمعين اليك صراطا مستقيما وبعد هذه الترجمة باب ما يقول اذا سمع المنادي المنادي اي بالصلاة كما مر معنا قول الله تعالى واذا نودي المراد بالنداء هنا او المنادي من ينادي بالصلاة من ينادي بالصلاة وعرفنا ان الاذان الذي هو نداء بالصلاة واعلام بدخول وقتها كلمات جمعت امهات الاعتقاد من تعظيم لله وشهادة له بالوحدانية وشهادة لنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة وايمان بموعود الله عز وجل لاهل الطاعة بالفلاح وهو الفوز في الدنيا والاخرة وهذا يتضمن الايمان باليوم الاخر فهذه الكلمات كلمات عظيمة جمعت امهات الاعتقاد ومر الاشارة الى شيء من الحكم في هذه الكلمات والالفاظ بين يدي الصلاة واعلانا بدخول وقتها وهذا من نعم الله سبحانه وتعالى ومننه العظام على امة الاسلام انظروا فضل الله علينا كان اليهود ولا يزالون يدعون الى عبادتهم ببوق ينفخون فيه والنصارى بناقوس يضربونه وشرفنا جل وعلا بهذه الكلمات المباركات ينادى بها تعظيما لربنا وتكبيرا له وايمانا بجلاله وعظمته وشهادة له بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة كلمات عظيمة جدا ولهذا يشرع لكل مسلم عندما يسمع الاذان ان يقول مثلما يقول المؤذن عبادة لله وتقربا اليه سبحانه وتعالى اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ولهذا يسن للمرء حتى وان كان في اشرف عمل ان يتوقف لو كان مثلا يقرأ القرآن وقراءة القرآن اشرف الاعمال وافضل الذكر يشرع له اذا اذن المؤذن ان يتوقف عن التلاوة وان يستمع للمؤذن وان يقول مثل ما يقول فكيف اذا كان في حديثه المعتاد وكلامه المألوف لا شك انه من باب اولى انه ينبغي عليه ان يتوقف وان يستمع للمؤذن وان يقول مثل ما يقول وان يقول مثل ما يقول ولا يكتفي بالقول اللسان او بالقول بلسانه بل ايضا وهو يقول يستحضر هذه المعاني فالعظيمة من تعظيم لله جل وعلا وايمان بوحدانيته وايمانا الرسالة وايمانا باليوم الاخر الى غير ذلك من المعاني العظيمة التي اشتملت عليها هذه الكلمات المباركات وسبحان الله التوقف عن الاعمال والسماع للمؤذن له اثر عجيب للغاية من جهات عديدة من جهة اقبال العبد على الصلاة وانصراف قلبه عن ملهيات الدنيا وشواغلها لان هذه الكلمات عندما يستمع اليها باصغاء ويردد مع المؤذن تحدث له طمأنينة وسكونا واقبالا على هذه الصلاة فيثمر ذلك تبكيرا اليها ومسارعة الى الذهاب الى بيوت الله تبارك وتعالى لادائها ولسماع الاذان اثره ايضا على العبد في خشوعه في صلاته لان هذه مثل التوطئة والتهيئة للعبد ليقبل على هذه الصلاة بعد ان ردد هذه الكلمات العظام مستشعرا معناها وما دلت عليه من ايمان وتعظيم اقرار وامهات امور الاعتقاد وكثير من الناس فرطوا في الاذان سماعا للمؤذن واجابة آآ للمؤذن بان يقول مثل ما يقول. كثير من الناس فرطوا في ذلك واثر هذا التفريط تفريطا في الصلاة نفسها الذي هذا نداء لها ودعوة الى اقامتها اورد رحمه الله حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن اذا سمعتم النداء اي سمعتم المؤذن يؤذن فاستمعوا الى اذانه وقولوا مثلما يقول ولا يمكن ان يقول الانسان مثلما يقول المؤذن الا بالاستماع ففي هذا طلب الاستماع للاذان والانصات للمؤذن وايقاف كل اللواهي او او كل المشغلات او كل الامور القواطع ايقافها والاصغاء للمؤذن وان يقول مثل ما يقول قال اذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن ونبهت الى ان القول باللسان وحده لا يكفي في تحقيق الثمرة وتحصيل الاثر المبارك بل ينبغي ان يقول بقلبه ولسانه قولوا مثل ما يقول المؤذن اي بقلوبكم والسنتكم قولوا مثل ما يقول المؤذن اي بقلوبكم اعتقادا واستحضارا للمعاني والدلالات وبالسنتكم نطقا بهذه الالفاظ اه المباركات العظيمات ولهذا جاء في صحيح مسلم من حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قال المؤذن الله اكبر الله اكبر فقال احدكم الله اكبر الله اكبر فقال المؤذن الله اكبر الله اكبر فقال الله اكبر الله اكبر ثم قال المؤذن اشهد ان لا اله الا الله فقال اشهد ان لا اله الا الله ثم قال اشهد ان محمدا رسول الله قال اشهد ان محمدا رسول الله ثم قال حي على الصلاة؟ قال لا حول ولا قوة الا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة الا بالله ثم قال الله اكبر الله اكبر قال الله اكبر الله اكبر ثم قال لا اله الا الله فقال لا اله الا الله من قلبه دخل الجنة من قلبه فلا يكفي قولها باللسان مجردا بل لا بد ان يكون القلب حاضرا والذكر عموما ومنه الفاظ الاذان انما يكون نافعا مثمرا مؤثرا مفيدا لصاحبه الفائدة العظيمة عندما يجتمع القلب واللسان وهو اعلى درجات الذكر وارفعها ان يجتمع القلب واللسان فيكون ذاكرا لله سبحانه وتعالى بقلبه وذاكرا وذاكر لله سبحانه وتعالى بلسانه فالثمرة دخول الجنة ثم هذا التهيؤ بهذا الاستماع ان يقول مثل ما يقول المؤذن باب عظيم من ابواب اجابة الدعاء باب عظيم من اجابة من ابواب اجابة الدعاء. ولهذا جاء في سنن ابي داوود قل كما يقول ثم سل تعطى ثم سل تعطى سيأتي ان الدعاء مستجاب بين الاذان والاقامة فسل تعطى وتأتي هذه الكلمات تعظيما وتوحيدا وتمجيدا وثناء مقدمة بين يدي الدعاء ولهذا يشرع ان يأتي اولا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم بالدعوات الاتية اللهم رب هذه الدعوة التامة في الترجمة القادمة ثم يسأل ما شاء من خير الدنيا والاخرة سل تعطى اي دعوتك مستجابة لا ترد نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب وعن معاوية رضي الله تعالى عنه مثله الى قوله واشهد ان محمدا رسول الله ولما قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة الا بالله وقال هكذا سمعنا نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول ثم اورد هذا الحديث عن معاوية رضي الله عنه مثل الحديث الذي قبله الا انه قال لما قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة الا بالله وقال هكذا سمعنا نبيكم يقول سمعنا نبيكم يقول مثله حديث عمر الذي في صحيح مسلم وذكرته قبل قليل فالسنة ان يقول عند قول المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح ان يقول لا حول ولا قوة الا بالله وهنا ذكر فقط حي على الصلاة ولم يذكر حي على الفلاح اكتفاء باحدهما عن الاخر والا الباب واحد اكتفاء باحدهما عن الاخر والا فالباب واحد اذا قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة الا بالله واذا قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة الا بالله لان حي هذه دعاء بمعنى هلموا واقبلوا اقبلوا على الصلاة واقبلوا على الفلاح الذي تنالونه بادائكم لهذه الصلاة فلاح الدنيا والاخرة والفلاح هي كلمة تعني حيازة الخير في الدنيا والاخرة بل انه قيل ان اجمع كلمة في حيازة الخير في الدنيا والاخرة هي كلمة الفلاح واهل الصلاة هم اهلها. قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون فاهل الصلاة هم اهل الفلاح ولهذا في كل نداء للصلاة يقرن بينها هاتين الجملتين حي على الصلاة حي على الفلاح اي صلوا لتفلحوا لا فلاح لكم الا بالصلاة لا تحوزون خير الدنيا والاخرة الا بالصلاة حافظوا على هذه الصلاة تفلحوا في الدنيا والاخرة شرع هنا ان تقول لا حول ولا قوة الا بالله. لماذا لانك تدعى الى عمل الى مجاهدة للنفس الى اداء اعمال وطاعات وبذل اسباب ان لم يعينك الله على فعلها لا تستطيع ان لم يكن لك عون من الله على فعلها لا تستطيع ولهذا اذا سمعت المؤذن ينادي حي على الصلاة تقول لا حول ولا قوة الا بالله تطلب بهذا القول عون الله لان هذه الكلمة لا حول ولا قوة الا بالله كلمة استعانة هذه الكلمة كلمة استهانة هي تحقيق اياك نستعين كما ان لا اله الا الله تحقيقها اياك نعبد تحقيق لا اله الا الله اياك نعبد وتحقيق لا حول ولا قوة الا بالله اياك نستعين ومعنى لا حول ولا قوة الا بالله اي لا تحول من حال الى حال من فقر الى غنى من صحة من مرظ الى صحة من تفريط الى اه طاعة وعبادة واقبال على الله لا يحصل شيء من ذلك الا بعون الله وتوفيقه فتقول لا حول ولا قوة الا بالله تطلب العون من الله سبحانه وتعالى ولهذا شرع للمسلم في كل مرة يخرج فيها من بيته ان يقول بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله يطلب بهذه الكلمات عون الله فيقال هديت وكفيت ووقيت لانه طلب من العون طلب من الله العون فيهدى ويكفى ويوقى قال معاوية هكذا سمعنا نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الدعاء عند النداء عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمد محمدا الوسيلة والفضيلة. وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة هذه الترجمة باب الدعاء عند النداء الدعاء عند النداء. المراد بها ما يدعو به المسلم بعد سماعه للمؤذن وايضا ما يقوله المؤذن بعد آآ اتيانه بكلمات الاذان المباركات فبعد الاذان سماعا او قولا يسرع ان يؤتى بهذا الدعاء المأثور عن نبينا الكريم صلوات الله و السلام عليه. قال عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة اللهم رب هذه الدعوة التامة الاشارة في قوله الاشارة هنا في قوله هذه الدعوة التامة اشارة الى كلمات الاذان اشارة الى كلمات الاذان المباركات ويكفي دلالة على كمال هذه الالفاظ وعظم شأنها انها وصفت هنا بانها دعوة تامة دعوة تامة لا نقص فيها. جمعت الخير ووفت كمالا وتماما اللهم رب هذه الدعوة التامة تامة لانها اتت على امهات الاعتقاد وجوامع الاصول وما ينبغي ان يربط عليه المسلم قلبه اعتقادا وايمانا اتت على ذلك وما سوى ذلك كله تفصيل لهذه الجوامع كله تفصيل لهذه الجوامع المباركات فهي دعوة تامة تامة اي لا نقص فيها اللهم رب هذه الدعوة التامة وهذا استشعار اضافة الى انه توسل استشعار من المتوسل بعظمة هذه الكلمات المباركات التي وفقه الله سبحانه وتعالى لنطقها والاتيان بها فيستشعر فضل الله عليه بان قال هذه الكلمات التامات الكاملات وجعله من اهلها فيتوسل الى الله بذلك وهذه وسيلة من اعظم الوسائل وسيلة من اعظم الوسائل اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة والصلاة القائمة اي التي ستؤدى قياما بين يديك طاعة لك وعبودية وذلا وخضوعا يؤديها اهل الايمان قائمين لله قانتين ثم جاء بعد هذا التوسل المطلوب ات محمدا صلى الله عليه وسلم الوسيلة والفضيلة وهذه دعوة يخص بها عليه الصلاة والسلام كل مرة بعد سماع الاذان تتكرر بتكرر الاذان في اليوم والليلة خمس مرات تقال بعد الاذان وتقال ايضا بعد الاقامة لان الاقامة اذان وينبغي ان يعلم ان الحديث الذي تقدم وهو اذا قال المؤذن فقولوا مثلما يقول يتناول الاذان والاقامة تقول مثل ما يقول هذا يتناول الاذان والاقامة تقول مثله في الاذان وتقول مثله في الاقامة لان الاقامة اذان وفي الحديث بين كل اذانين صلاة. المراد بين الاذانين اي الاذان والاقامة كل منهما اعلام هذا اعلام بدخول الوقت وهذا اعلام بقيام الصلاة كل منهما اذان ات محمدا الوسيلة قل فضيلة الوسيلة اي القبض والرفعة وعلو المكانة والفظيلة اتي محمدا الوسيلة والفظيلة وهي درجة ومكانة لا تنبغي الا لواحد من عباد الله وهو نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وابعثوا مقاما محمودا الذي وعدته اي في قولك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. هذا وعد فكل عسى في القرآن واجبة فهذا وعد من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وابعثوا مقاما محمودا الذي وعدته وقد دلت الدلائل بالسنة ان هذا المقام المحمود هو الشفاعة العظمى التي هي من خصائصه صلوات الله وسلامه عليه والتي يغبطه عليها الاولون والاخرون عندما يقف الناس يوم القيامة موقفا عظيما يوما كان مقداره خمسين الف سنة فيأتون الى ادم ويطلبون منه ان يشفع لهم عند الله في بدء الحساب. فيعتذر ويحيلهم على نوح فيعتذر ويحيلهم على ابراهيم فيعتذر ويحيلهم على موسى فيعتذر ويحيلهم على عيسى فيعتذر ويحيلهم على محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها ويذهب ويخر ساجدا تحت العرش ويحمد الله تبارك وتعالى بما حامد يعلمه الله اياها في ذلك الوقت ثم يقول الله له ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فهذا هو المقام المحمود الذي يغبطه عليه الاولون والاخرون قال عليه الصلاة والسلام من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة حلت له شفاعة يوم القيامة اي وجبت له شفاعتي يوم القيامة وكان من اهلها وكان من اهلها فهذا الذي يحظى بهذه الشفاعة العظيمة هو الذي يكرمه الله بسماع الاذان والعناية بسمائه ثم يدعو بهذه الدعوة المباركة ثم يتبع ذلك الاقبال على الصلاة بخشوع وتبكير وطمأنينة وعناية عظيمة بهذه الصلاة وهذا فيه دلالة ان شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام انما تكون بالاقبال على الله وطاعته وعبادته كما جاء في الحديث ان رجلا قال للنبي عليه الصلاة والسلام اسألك مرافقتك في الجنة فماذا قال له اعني على نفسك بكثرة السجود فهؤلاء هم اهل الشفاعة كثرة السجود اقبالا على الله وعبودية وذلا بين يديه وتوحيدا واخلاصا كما جاء في الحديث الاخر حديث ابي هريرة عندما سأل النبي عليه الصلاة والسلام من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه وهنا الذي يسمع الاذان من قلبه كما جاء معنا في حديث عمر كان من اهل الشفاعة لانه قال لا اله الا الله خالصا من قلبه فكان من اهل شفاعة النبي صلوات الله وسلامه عليه قال من اسعد الناس بشفاعتك؟ اي احراهم واولاهم بها قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه وهذا لفظ الحديث كما ارشد اليه نبينا عليه الصلاة والسلام ولننظر في لفظه مرة ثانية قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا لا يوجد هنا كلمة سيدنا محمدا وقد علمنا كل ما ينبغي ان نقوله ما ترك شيئا صلوات الله وسلامه عليه ولهذا مع ايماننا التام واعتقادنا الكامل انه صلوات الله وسلامه عليه سيد ولد ادم كما قال فانا سيد ولد ادم ولا فخر الا اننا نأتي بهذه الالفاظ كما جاءت عنه صلوات الله وسلامه وكما علم امته. لا نزيد والا لو فتح الانسان باب الزيادة لو فتح باب الزيادة فهذا باب لا حد له لانك مثلا اذا اتيت اللهم رب هذه الدعوة وقلت انا لا اريد ان اكتفي برب اريد ان ايضا اعظم الله اللهم يا ايها الرب العظيم مثلا وتبدأ ينفتح باب الزيادة لا حد له لكن الواجب على المسلم ان يقتصر على ما جاء عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه دون زيادة لا يزاد في الاذان ولا يزاد ايضا فيما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم ان نقوله بعد الاذان نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الاستهام في الاذان عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم الناس ما في النداء والصف الاول ثم لم يجدوا الا ان يستهموا عليه لاستهموا. ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا اليه. ولو ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لاتوهما ولو حبوا وهذه الترجمة باب الاستهان في الاذان اي لفظله وعظيم شأنه. ورفيع مكانته والاستهام هو الاقتراح اي لو ان الناس يعلمون ما في الاذان من فظل عظيم وثواب جزيل عند الله لتزاحموا كل يريد ان يؤذن ولم يكن بينهم فاصل الا القرعة لتزاحمهم على الاذان حرصا عليه فقول باب الاستهان في الاذان هذا بيان لفظل الاذان وعظيم مكانته وان الناس لو علموا فظله لا ال الامر الى هذه الحال اي لتزاحم الناس على الاذان ولم يكن فصل بينهم في ذلك الا القرآن اورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم الناس ما في النداء والصف الاول لو يعلم الناس ما في النداء والصف الاول ثم لم يجدوا الا ان يستهموا عليه لاستهموا لو يعلمون ما في النداء من فضل وما في الصف الاول من فضل ثم لم يجدوا الا ان يستهموا عليه لاستهموا اي لادراكهم وتمام علمهم عظيم فضل الاذان وعظيم فضل الصف الاول قال لو يعلم الناس ما في النداء النداء عرفناه المراد به الاذان وهذا تنبيه على عظيم فضله لكن انظر الى ما ال الحال اليه في بعض ديار المسلمين من تعطيل له اتدرون ماذا يحصل اذا جاء وقت الاذان يفتح جهاز سجل فيه الاذان سجل فيه الاذان ومربوط المآذن في المساجد لا يوجد مؤذن لا يوجد مؤذن واحد فضلا ان يستهموا ويقترعوا على الاذان. لا يوجد اصلا مؤذن يؤذن في مسجل او يؤتى اذان لربما يكون المؤذن قد مات واذا جاء وقت الاذان يظغط على المسجل ويؤذن فهل ادرك هؤلاء فظل الاذان حتى فرط فيه هذا التفريط وضيع مثل هذه الاضاءة وعطل ايضا تحصيل الناس لثوابه والخيرات العظيمة اطول الناس اعناقا يوم القيامة المؤذنون يكون البلد برمته لا يوجد فيه مؤذن اذا دخلت البلد قلت فيه مؤذن قال ما عندنا مؤذن ولا واحد ما في ولا مؤذن. المؤذنون اطول اعناقا يوم القيامة يقول البلد هذا كله من اوله الى اخره طوله وعرضه لا يوجد ولا مؤذن واحد اذا كيف يحصل الاذان عندكم؟ قال نفتح يفتح المسجل بلد بلا مؤذنة اين هؤلاء من هذا الحديث العظيم المبارك والاحاديث الاخرى الكثيرة في فضل الاذان وعظيم وعظيم مكانته قال ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا اليه لو يعلمون ما في التهجير اي من فضل وعظيم ثواب لستبقوا اليه والتهجير هو التبكير لصلاة الظهر خاصة او للصلوات الخمس عموما لو يعلم الناس ما في التبكير لهذه الصلوات من الاجر والثواب لستبقوا اليه اي بادروا وسارعوا آآ الاتيان لاداء هذه الصلوات ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لاتوهما ولو حبوا والعتمة صلاة العشاء والصبح صلاة الفجر لاتوهما ولو حبوا اي على الركب مثل ما يحبي الطفل الصغير الذي للتو بدأ يتحرك لاتوهما ولو حبوا لو علموا ما فيهما من اي الثواب والفظل لا اتوهما ولو حبوا انتبه هنا رعاك الله ونفعني واياك الى قوله لو يعلمون هذا فيه ماذا قوله لو يعلمون هذا فيه تنبيه الى ان من وراء العمل قلب حي يقظ يعلم وان هذا العلم اذا ظعف في القلب ضعف تبعا له العمل واذا قوي هذا العلم بالقلب اثمر ثمرة عظيمة في العمل والاقبال. لو يعلمون فهذا فيه التنبيه على مكانة العلم النافع واثره على العبد في قوة العمل وحسن الاقبال على طاعة الله سبحانه وتعالى قال لو يعلمون ما في العتمة والصبح لاتوهما ولو حبوا لاتوهما ولو حبوا تلاحظ احيانا رجلا كبير السن قواه ضعيفة وبنية ضعيفة واذا سمع الاذان بدأ بهذه البنية الظعيفة ينهض ويحتاج الى وقت حتى يستوي قائما ثم يمشي خطوات ضعيفة الى ان يقوم في الصف ويحتاج منه جهد بدني عظيم حتى يصل الى الصف لم يحمله بدنه وانما حمله ما قام في قلبه وتجد الاخر بنيته قوية بنيته قوية لكن قلبه معوق قلبه معوض فلا يقوم للصلاة مع ان القيام والحركة الى المسجد لا تكلف بدنه جهدا او تعبا فمن وراء هذا العمل قلوب حية يقظة فيها علم وفيها ايمان وفيها تعظيم لهذه الصلاة فتأتي حينئذ الثمار المباركات نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب اذان الاعمى اذا كان له من يخبره عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي يا ابن ام مكتوم قال وكان رجلا اعمى لا ينادي حتى يقال له اصبحت اصبحت وهذه الترجمة اذان الاعمى اذا كان له من يخبره يخبره ان ينبهه بدخول الوقت. لانه لا يرى والوقت لدخوله ومعرفة دخوله يحتاج الانسان الى بصر حتى يرى يرى الزوال ويرى الشفق ويرى الغروب ويرى طلوع الفجر اشياء كلها تحتاج الى رؤية تحتاج الى رؤية بالبصر فيقول اذان الاعمى اذا كان له من يخبره اي بدخول الوقت اذا كان له من يخبره بدخول وقته اي يعلمه بان الوقت قد دخل لان دخول الوقت يحتاج الى رؤية وهو فاقد للبصر فاذا كان له من يخبره فلا مانع من اذانه لا مانع من اذانه كما في الحديث الذي اورده حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان بلالا يؤذن بليل اي الاذان الاول فكلوا واشربوا وهذا فيه ان الاذان الاول لا يحرم الطعام والشراب على من اراد الصيام ولا يوجب الصلاة لانه لم يدخل وقتها بعد لما يدخل وقتها وهو طلوع الفجر ولهذا قال فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن حتى ينادي ابن ام مكتوم حتى ينادي ابن ام مكتوم وابن ام مكتوم رضي الله عنه هو الذي يؤذن الاذان الثاني عند طلوع الفجر والذي يحرم به الاكل والطعام على من اراد الصيام وتحل فيه الصلاة لانه دخل وقتها صلاة الفجر وابن ام مكتوم رضي الله عنه اعمى فاقد للبصر قيل انه ولد اعمى رضي الله عنه وقيل ان بصره كف بعد غزوة بدر. فالله اعلم بذلك قال وكان رجلا اعمى وكان رجلا اعمى اي لا يبصر حتى يقال له اصبحت اصبحت حتى يقال له اصبحت اصبحت تقال له اصبحت اصبحت اي تنبه. دخل الوقت او قارب دخولا فهذا فيه الشاهد للترجمة اذا كان له من يخبره اذا كان له من يخبره نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الاذان بعد الفجر عن حفصة رضي الله تعالى عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا اعتكف المؤذن للصبح وبدا الصبح صلى ركعتين خفيفتين قبل ان تقام الصلاة قوله باب الاذان بعد الفجر المراد بالاذان هنا الاذان الثاني المراد بالاذان الاذان الثاني وهو الذي يكون بعد طلوع الفجر بعد طلوع الفجر اذا طلع الفجر اذن بالاذان الثاني اعلاما بدخول وقت صلاة الفجر. فتحن الصلاة ويحرم الطعام والشراب على من اراد الصيام قال عن حفصة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا اعتكف المؤذن للصبح اذا اعتكف المؤذن للصبح وبدا الصبح صلى ركعتين خفيفتين قبل ان تقام الصلاة صلى ركعتين خفيفتين قبل ان تقام الصلاة. قوله كان اذا اعتكف المؤذن هذه اللفظة في هذا الموضع اعتكف اه فيها اشكال هذه اللفظة فيها فاشكال كان ايذاء اعتكف المؤذن للصبح ولفظ الحديث نفسه في الموطأ وصحيح مسلم كان اذا سكت المؤذن من الاذان لصلاة الصبح وهو الصواب كما نبه على ذلك الحافظ ابن حجر وغيره فقوله كان اذا اعتكف المؤذن للصبح آآ جاء مكانها في الموطأ ومسلم كان اذا سكت المؤذن من الاذان لصلاة الصبح لصلاة الصبح وبدأ الصبح صلى ركعتين خفيفتين قبل ان تقام الصلاة فهذا هو الاذان الثاني ويشرع للمسلم بعد الاذان الثاني ان يصلي ركعتين قبل الفريضة قد مر معنا ان نبينا صلى الله عليه وسلم قال في ثواب هاتين الركعتين خير من الدنيا وما فيها واذا كان قال في ركعتي الفجر النافلة التي قبل صلاة الفجر انها خير من الدنيا وما فيها. فكيف بالفريضة وفي الحديث ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه. اذا كانت النافلة التي تسبق فريضة الفجر خير من الدنيا وما فيها. اذا الفجر نفسه ماذا يكون وهو شأنه اعظم نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الاذان قبل الفجر عن عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يمنعن احدكم اذان بلال من من سحوره فانه يؤذن بليل ليرجع قائمكم ليرجع قائمكم ولينبه نائمكم وليس ان يقول الفجر او الصبح وقال باصابعه ورفعها الى فوق وطأطأ الى اسفل حتى يقول هكذا. يشير بسبابتيه احداهما فوق الاخرى ثم مدهما عن يمينه وشماله وهذه الترجمة باب الاذان قبل الفجر اي الاذان الاول الاذان الاول وقد تقدم ان بلالا يؤذن بليل. ان بلالا يؤذن بليل فهذا الاذان الاول اه ابن ام مكتوم يؤذن اذا طلع الفجر فهذه الترجمة باب الاذان قبل الفجر تتعلق بالاذان الاول قال رحمه الله عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يمنعن احدكم اذان بلال من سحوره لا يمنعن احدكم اذان بلال من سحوره فانه يؤذن بليل فانه يؤذن بليل هذا مثل قوله في حديث ابن عمر المتقدم ان بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا فكلوا واشربوا اي لا يمنعكم اذان بلال الذي هو الاذان الاول من ان تأكلوا وتشربوا لا لا يمنعن احدكم اذان بلال من سحوره. فانه يؤذن بليل ان يؤذن قبل طلوع الفجر فكأنه قيل ما الحكمة من هذا الاذان فكأنه قيل ما الحكمة من هذا الاذان وهو اذان بليل قبل طلوع الفجر قبل دخول الفجر؟ ما الحكمة منه؟ كانه قيل ذلك فاجاب عليه الصلاة والسلام مبينا دون ان يسأل قال ليرجع قائمكم ولينبه نائمكم هذي فائدة الاذان الاول ليرجع قائمكم اذا كان الانسان قائم لامر ما او قائم للصلاة يتهجد فيأتي هذا الاذان ينبهه الى ان الفجر قد اقترب فيتنبه فيأخذ شيئا من وحظا من النوم والراحة تهيئا لهذه الصلاة وقد ارتاح واخذ شيئا من نصيبا وحظا من الراحة لبدنه ليرجع قائمكم وليتنبه نئيمكم النائم يتنبه يتنبه بان يقوم لانه اخذ نصيبه من النوم فيقوم مع الاذان الاول ويأخذ شيئا من النصيب والحظ من قيام الليل ودعاء الله ومناجاته ويتهيأ لهذه الصلاة العظيمة فهذه الحكمة منه قال ليرجع قائمكم ولينبه نائمكم قال وليس ان يقول الفجر او الصبح وقال باصابعه ورفعها الى فوق وطأطأ الى اسفل حتى يقول هكذا يشير بسبابتيه احداهما فوق الاخرى ثم مدهما عن يمينه وشماله هذا الان وصف لدخول الوقت او وصف للفرق بين الفجر الكاذب والفجر الصادق بيان للفرق بين الفجر الكاذب والفجر الصادق بين ذلك عليه الصلاة والسلام بالوصف بالاشارة باليد فقال ليس ان يقول الفجر وهنا اطلق القول واراد الفعل ليس ان يقول الفجر او الصبح وقال باصبعه ورفعها الى فوق و طأطأها الى اسفل يعني اشار الى عليه الصلاة والسلام باصبعه الى فوق وطأطأها الى اسفل يعني لا يكون الفجر الذي آآ تحل به الصلاة ويحرم بها الطعام الفجر والطعام والشراب على الصائم ليس هو الفجر واشار باصبعه عليه الصلاة والسلام اي ليس هو الفجر الذي يأتي ممتدا في الافق لا ليس هو الفجر الذي يأتي ليس هو الضوء الذي يأتي ممتدا في الافق وجاء تشبيهه في الحديث الاخر كدانة بالسرحان وهو الذئب كايات ممتدا فيكون اتجاه الضوء من الشرق الى الغرب باتجاه الظوء من الشرق الى الغرب ممتدا من الشرق الى الغرب ليس هذا هو الذي يكون به اه دخول الفجر اذا ما هو؟ قال حتى يقول هكذا ايضا وضح الفجر الصادق بالاشارة حتى يقول هكذا يشير بسباب احداهما فوق الاخرى سبابتي احداهما فوق الاخرى ثم مدهما عن يمينه وشماله ثم مدهما عن يمينه وشماله. اي ان الفجر الصادق هو الضوء الذي يأتي بهذه الصفة يأتي بهذه الصفة عندما ينظر الانسان الى جهة المشرق لا يجد ضوءا ممتدا في الافق وانما يجد ضوءا منتشرا في المشرق والمغرب اشعارا بان الشمس والضياء والنور نور الصباح قد اقبل ففرق بين الفجر الكاذب بان الفجر الكاذب هو ضوء يمتد وامتداده من الشرق الى الغرب امتد امتداده من الشرق الى الغرب. اما الفجر الصادق فان امتداده من الشمال الى الجنوب امتداده من الشمال الى الجنوب مثل ما اشار النبي عليه الصلاة والسلام باصبعه اي عندما تنظر الى المشرق سترى الضوء ماذا ها هذه الصفة تعني ان الضوء مستطير آآ اه من اه ممتدا من اه الشمال الى اه الجنوب فهذا توضيح الاشارة توضيح من نبينا عليه الصلاة والسلام بالاشارة. وجاء في بعض الاحاديث ليس الفجر المعترض ولكن الفجر المستطير الذي هو يمتد من الشمال الى الجنوب نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب بين كل اذانين صلاة لمن شاء عن عبد الله ابن مغفل المزني رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بين كل اذانين صلاة بين كل اذان صلاة لمن شاء وفي رواية بين كل اذانين صلاة بين كل اذانين صلاة ثم قال في الثالثة لمن شاء وهذه الترجمة بين كل اذانين صلاة لمن شاء اي ان بين الاذان والاقامة لان كلا منهما يطلق عليه اذان. المراد بقوله بين كل اذانين اي بين كل اذان واقامة معنى قولهم بين كل اذانين اي بين اذان الفجر والاقامة واذان الظهر والاقامة واذان العصر والاقامة واذان المغرب والاقامة واذان العشاء والاقامة هذي خمسة مواطن يشملها قوله بين كل اذانين صلاة بين كل اذانين صلاة اي بين اذان الفجر واقامة الفجر واذان الظهر واقامة الظهر واذان العصر واقامة العصر واذان المغرب واقامة المغرب واذان العشاء واقامة العشاء فبين كل اذانين صلاة اعادها مرتين وفي رواية اعادها ثلاثا وقال في الثالثة لمن شاء وقال في الثالثة لمن شاء نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب من قال ليؤذن في السفر مؤذن واحد عن ما لك بن الحويرث رضي الله تعالى عنه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه فاقمنا عنده عشرين ليلة كان رحيما رفيقا فلما رأى شوقنا الى اهالينا قال ارجعوا فكونوا فيهم وعلموهم وصلوا فاذا حضرت الصلاة اؤذن لكم احدكم وليؤمكم اكبركم هذه الترجمة باب من قال ليؤذن في السفر مؤذن واحد ليؤذن في السفر ومؤذن واحد اذا كانوا رفقة او جماعة واحدة في سفر يؤذن واحد منهم لا يؤذنون جميعا ولا يؤذن اثنان او ثلاثة وانما يؤذن واحد اه منهم ويكفي اذانه عن الجميع اعلاما بدخول الوقت واورد رحمه الله حديث ما لك ابن الحويرث قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومي فاقمنا عنده عشرين ليلة فاقمنا عنده عشرين ليلة هذا الاتيان من هؤلاء النفر الى النبي عليه الصلاة والسلام اتيان للتعلم والتفقه في دين الله فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين. ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم فهو اتيان للتفقه في دين الله سبحانه وتعالى قال فاقمنا عنده عشرين ليلة اقمنا عنده عشرين ليلة اي نتلقى العلم على يدي رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. وكان رحيما رفيقا صلوات الله وسلامه وكان رحيما رفيقا رحيما باصحابه رفيقا بها صلوات الله وسلامه عليه فلما رأى شوقنا الى اهلينا. فلما رأى شوقنا الى اهلينا قال ارجعوا حثهم على الرجوع صلوات الله عليه صلوات الله وسلامه عليه وهذا من رفقه ورحمته صلوات الله وسلامه عليه قال لما رأى شوقنا الى اهلينا قال ارجعوا فكونوا فيهم تكون فيهم وعلموهم وصلوا انما جلسوا عنده عليه الصلاة والسلام عشرين ليلة ويقول علموهم يقول علموهم وهذا فيه ان من اتاه الله علما وان قل يبلغه من لا علم عنده لا يشترط في من يعلم غيره الخير ان يحيط بالعلم كله علموهم اي علموهم العلم الذي تعلمتموه وظبطتموه وحفظتموه هذا هو المراد تعلموا عند النبي صلى الله عليه وسلم وحفظوا ورأوا ايضا بابصارهم صلاة النبي عليه الصلاة والسلام رأوا عبادته فهذا العلم الذي حصلوه في عشرين ليلة علم كثير وخير عظيم فقال لهم عليه الصلاة والسلام علموهم فهذا فيه دلالة على ان الانسان اذا كان عنده علم ولو قل يعلم الاخرين يعلم الاخرين يعلم الاخرين في حدود ماذا العلم الذي تعلمه دون ان يزيد او يقول على الله بلا علم دون ان يزيد او يقول على الله بلا علم. هذا خطير جدا خطير جدا ان يقول بلا علم لان من دعا بلا علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح وهل نشأت البدع في الناس الا بسبب الدعوة بدون علم وبدون بصيرة فاذا آآ من كان عنده علم قليل يعلم مثل ما قال نبينا عليه الصلاة والسلام بلغوا عني ولو اية اذا حفظت اية حفظها الاخرين. حفظت الفاتحة حفظها خلقا من الناس يكتب لك اجره لكن اذا كنت تحفظ الاية تحفظ الاية حفظت لفظها لكن لم تعلم معناها ولم تفقه في معناها حفظك لها لا يسوغ لك ان تبلغ الناس ماذا المعنى لان البلاغ بلغوا عني ولو اية نوعان. بلاغ للالفاظ وبلاغ للمعاني بلاغ للالفاظ وبلاغ للمعاني فلا يخوض في بلاغ المعاني من لم يتعلم فقه المعاني والدلالات. والا يترتب على ذلك قول بلا علم. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون ولا تقفوا ما ليس لك به علم ومن المخاطرة الزج بكل احد ليتصدى للدعوة والبيان دون علم تصدى للدعوة والبيان دون علم وبمناسبة الحديث الذي مر قريبا اذكر مرة قديما دار بيني وبين شخص نقاش وكان ممن يرى الزج بكل احد في الدعوة حتى وان كان ليس عنده علم قال لي اليس النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم رب هذه الدعوة التامة في الاذان قال الذي يحفظ الاذان مؤهل للدعوة يقول في الدعوة ما شاء مؤهل قلت انا الزمك باحتجاجك نفسه النبي صلى الله عليه وسلم قال في الاذان اللهم رب هذه الدعوة التامة فاذا في كل مكان تذهب اليه تكتفون بالاذان لانه دعوة تامة لا تزيد عليه هذا فهمك فتؤذن في كل مكان ولا تأتي بشيء اخر لانه دعوة تامة هذه من حقيقة الامور التي تجر للناس البدع والمخالفات فعل آآ المحدثات عندما يتصدر للدعوة ولا يكون عنده فقه وبصيرة بدين الله تبارك وتعالى. قال ارجعوا فكونوا فيهم وعلموهم. اي علموهم الشيء الذي تعلمتموه. وتلقيتموه عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وصلوا حث على المحافظة على الصلوات وان يكون الداعي الى الله قدوة وانتبه لهذا ان يكون الداعي الى الله قدوة صلوا علموهم وصلوا لكن ارأيت اذا كان الذي يعلم الناس يفتقدونه في الصلوات او في بعضها اذا كان الذي يعلم الناس ويخطب فيهم ويعظهم يفتقدونه في بعض الصلوات يقول احد الاشخاص سمعت كلمة لاحد الدعاة بليغة اثرت في نفسي تأثيرا عظيما فسألت عن بيته اردت ان ان اتزود منه وصليت في مسجده صلاة الفجر لاتزود منه واستفيد من علمه تأثرت جدا كما جاء لصلاة الفجر سألت عنه قالوا يتأخر كثيرا عن صلاة الفجر يتأخر كثيرا عن صلاة الفجر. اي صدمة هذا هذه تكون لمثل هؤلاء عندما يكون بليغ اللسان يعظ ويتكلم لكن في العمل مفرط ومضيع والعياذ بالله قال عليه الصلاة والسلام علموهم وصلوا علموهم وصلوا اما اذا افتقد في الصلاة اي نفع سيترتب على حال من كان مضيعا للصلاة والعياذ بالله قال فاذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم احدكم وليؤمكم وليؤمكم اكبركم فهذا هو الشاهد من الحديث للترجمة قال فليؤذن لكم احدكم اي واحدا منكم يؤذن نعم قال رحمه الله تعالى وعنه رضي الله تعالى عنه في رواية اتى رجلان النبي صلى الله عليه وسلم يريد ان السفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا انتما خرجتما فاذنا ثم ثم اقيما ثم ليؤمكما اكبركما ثم اورد هذه الرواية ان آآ رجلان ان رجلين اتيا النبي صلى الله عليه وسلم ويريد ان السفر فقال النبي اذا انتما خرجتما فاذنا اذا انتم خرجتما فاذنا ثم اقيما ليس المراد بالدناء اي معا وانما كما يوضح ذلك الرواية الاخرى فليؤذن لكم احدكم الزنا واقيم ان يؤذن احدكم ويقيم احدكم الصلاة ثم ليؤمكما اكبركما. نعم قال رحمه الله تعالى باب الاذان والاقامة للمسافر اذا كانوا جماعة عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن ثم يقول على اثره الا صلوا في الرحال في الليلة الباردة او المطيرة في السفر وهذه الترجمة الاذان والاقامة للمسافر اذا كانوا جماعة اذا كانوا جماعة ان يؤذن احدهم ويقيم ويصلون جماعة. فالجماعة مشروعة حتى للمسافر فاذا كانوا جماعة لا يصلون فرادا وانما يؤذن احدهم ويقيم يصلون جماعة كما جاء في هذا الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن ثم يقول على اثره الا صلوا في الرحال في الليلة الباردة او المطيرة في السفر فهذا القيد في السفر يدل على انه امر المؤذن ان يؤذن في السفر قوله الا صلوا في الرحال في الليلة الباردة او المطيرة في السفر ظاهره اختصاص هذا في السفر الذي هو صلوا في في حال في الليلة الباردة او الليلة المطيرة والمسافر له من التخفيف والرخصة ما ليس للمقيم لكن ذكر اهل العلم انه يلحق اه من كان في الحظر اذا كانت تلحقه مشقة اذا كانت تلحقه مشقة في الليلة الباردة او الليلة المطيرة نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب قول الرجل فاتتنا الصلاة عن ابي قتادة رضي الله تعالى عنه قال بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم اذ سمع جلبة الرجال فلما صلى قال ما شأنكم؟ قالوا استعجلنا الى الصلاة قال فلا تفعلوا اذا اتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة فما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاتموا. ونكتفي بهذا قدر والكلام على هذا الحديث في اللقاء القادم باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله اه ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا قوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين