الحمد لله الرؤوف الرحيم البر الجواد الكريم واحمده تعالى واشكره واشهد ان لا اله الا الله الملك العظيم واشهد ان محمدا عبده ورسوله. الهادي الى صراط مستقيم صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاتقوا الله عباد الله. اتقوا الله حق التقوى. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا اذا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا. ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته. ويعظم له اجرا عباد الله لما خلق الله تعالى الناس جعلهم مختلفين مختلفين في خلقهم وفي صورهم وفي تفكيرهم ومشاعرهم وفي سلوك حياتهم فالنفس البشرية هذه طبيعتها ولهذا تمايز الناس في اخلاقهم وتشاكلوا في طباعهم يقول ربنا سبحانه ونفسي وما سواها فالهمها فجورها وتقواها والمؤمن عليه ان يسعى لنيل افضل الصفات. وازكى السجايا الا وان من احسن صفات المرء ومن خير ما يتحلى به في حياته صفة التسامح فهي صفة كريمة والساعي لها كريم النفس النفس المتسامحة من اصفى النفوس واسعدها فهي تحمل روحا محبة للخير تبذل الاحسان للناس. انها نفس تحمل بين جوانحها قلبا رحيما. يحب السعادة للاخرين ويرجو الخير لكل المسلمين يتألم لالامهم ويفرح لفرحهم اخرج ابن ماجة بسند صحيح عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل اي افضل فقال عليه الصلاة والسلام كل مخموم القلب صدوق اللسان قالوا يا رسول الله صدوق اللسان نعرفه. فما مخموم القلب؟ قال هو التقي النقي لا اثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد. صاحب النفس المتسامحة السمحة تراه برق الثنايا يبتسم لكل من يراه لين العريكة ودودا لطيفا يألف ويؤلف صاحب القلب المتسامح تراه سهلا قريبا من الناس غير فظ ولا غليظ. وهذه من صفات اهل الجنة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم في بعظ صفات اهل قال اهل الجنة ثلاثة وذكر منهم رجلا رحيما رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم. اخرجه مسلم في صحيحة التسامح معنى عظيم. من وفق له وفق لخير كثير فاذا تسامحت وتنازلت عن بعض حقك اذا تنازلت عن حقك او بعض حقك ترجو بذلك الاجر من الله عز عز وجل فان الاجر يكون عند الله عظيما. يقول الله تعالى فمن عفا واصلح فاجره على الله ان التسامح والتنازل خلق يدل على رح الحياة في تلك النفس بل هو عنوان صفائها وبرهان نقائها وتأمل معي هذا الحديث العظيم الذي يدل على عظيم شأن التسامح جاء في الصحيحين عن ابي مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء الا انه كان يخالط الناس وكان موسرا فكان يأمر غلمانه ان ييسروا على الموسر وان يتجاوزوا عن المعسر فقال الله نحن احق بذلك منك تجاوزوا عن عبدي انه رجل كان يداين الناس فاذا جاءوا بما عندهم والا صبر ويأمر غلمانه بالا يعسروا على المدينين. بل ييسر على الموسرين ويسقط الدين عن المعسرين فكان جزاؤه ان غفر الله له وقال نحن احق بذلك منك تجاوزوا عن عبدي عباد الله واذا جاء الحديث عن التسامح فان اول من يذكر في هذا الشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله عنه وانك لعلى خلق عظيم لم يكن فظا ولا غليظا ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك يقول ربنا عز وجل عن نبيه صلى الله عليه وسلم لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليهما عنتم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم جاء في الصحيحين ان اعرابيا اتى النبي صلى الله عليه وسلم من خلفه وجبده جذبة شديدة. وقال يا محمد اعطني من مال الله الذي عندك فانه ليس من مالك ولا مال ابيك فالتفت عليه النبي صلى الله عليه وسلم وتبسم وامر له بعطاء كان بامكانه ان يأمر من معه من الصحابة بان يعاقبوه. لكنه عليه الصلاة والسلام اثر ان يختار خلق التسامح فابتسم وامر له بعطاء وعلى هذا الخلق النبيل الكريم سار صحابته صلى الله عليه وسلم. فقد كان مجتمعه مجتمعا متصافيا متسامحا ان فلا عداوة ولا انتقام. حتى ذكروا ان عمر رضي الله عنه جلس زمن خلافة ابي بكر رضي الله عنه للقضاء. فمكث عاما كاملا لم يأت اليه احد يرفع شكوى او مظلمة لان التسامح واخلاق المؤمنين كان هو السائد بينهم عباد الله وربما يظن بعض الناس ان التسامح لغة الضعفاء وهذا مفهوم مخالف للصواب بل بتسامحك عن حقك او بعض حقك وتسامحك وتسامحك مع اخوانك المؤمنين انت بهذا تنال في الدنيا وساما رفيعا لك عند الناس. وفي الاخرة لك الثواب العظيم والاجر من الله عز وجل. فمن عفا واصلح فاجره على الله وتأمل يا اخي الكريم عندما يكون هناك خصومة بين اثنين وكل منهما متمسك برأيه مطالب بحقه غير ناظر لفضل الصلح والاصلاح غابت عنهما فضائل التسامح فانه لن يكون بينهما الا القطيعة الطويلة والهجر المقيت وتوتر النفوس وتكون بينهما معركة كل منهما خاسر فيها. ليس فيها منتصر نعم كل منهما خاسر خسر رضا الله وخسر راحة قلبه وطمأنينة ضميره وثناء الناس على عقله وحلمه وان تعفو اقرب للتقوى والصلح خير عباد الله واليكم هذا النموذج الرائع من اعظم علماء الاسلام الامام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول عن احد تلامذته جئته يوما مبشرا له بموت اكبر اعدائه واشدهم عداوة واذى له. فنهرني واسترجع ثم قام من فوره الى بيت اهله. فعزاهم وقال لهم اني لكم مكانة ولا لكم امر تحتاجون فيه الى مساعدة الا ساعدتكم فيه انها اخلاق الكبار التسامح والتنازل عن بعض الحقوق هي اخلاق الكبار والعظماء. لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو التواب الرحيم الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة عباد الله ان النفوس قد جبلت على الشح والاستقصاء في اخذ الحقوق كما قال ربنا سبحانه واحضرت الانفس الشح اي جبلت على الشح ولكن عندما يعود الانسان نفسه على التسامح وعلى الغظ عن الهفوات وعدم تتبع الزلات. فلا يحاسب على كل كلمة ولا يهجر لمجرد ولا يقطع رحما لاجل لعاعة من الدنيا فانه بذلك فانه بذلك يكون متسامحا وينال الراحة والطمأنينة والسعادة في الدنيا والاجر والثواب من الله تعالى ان بعض الناس لمجرد ان صاحبه لم يحسن اختيار الكلمة المناسبة للحديث معه ويتغير عليه ويتنكر عليه ويهجره واذا اختلف معه على لعاعة من الدنيا قاطعه وتنكر عليه. وقد يكون رحما تجب صلته فكن يا اخي كن مبادرا متسامحا مبادرا للعفو ولتكن روحك روحا متسامحة مع الاخرين ولا تكن ولا تكن عنتا وصعبا مع ارحامك واقاربك واهلك واصدقائك فينفروا منك حتى لو فاتك بعض حقك كن متسامحا فان الاستقصاء في المطالبة بالحقوق يورث العقوق ويورث القطيعة و الناس واسعدهم اكثرهم تسامحا وكما قال ربنا سبحانه خذ العفو اي خذ ما عفا وصفى لك من اخلاق الناس وما سمحت به طباعهم ولا في المطالبة بحقوقك. ان بعض الناس يضع معايير صارمة لمن يتعامل معه. فان اخل بها عتب عليه وربما قاطعه وهذا الصنف من الناس يعيش قلقا متوترا قليل اصدقاؤه بل ينبغي تغليب جانب التسامح والتركيز على المحاسن وغض الطرف عن المساوئ والتغافل عن الهفوات. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يفرك اي لا يبغض مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها خلقا اخر. وهذه قاعدة عظيمة في التعامل مع الاخرين. انكره منها خلقا رضي منها خلقا اخر. ذكره النبي صلى الله عليه وسلم مع الزوجة فينظر الزوج لما فيها من المحاسن ويغض الطرف عن المساوئ. وهكذا في تعامله مع والديه واولاده وارحامه واصحابه وجيرانه يركز على المحاسن ويغض الطرف عن المساوئ ويكون متسامحا فانه بذلك يكون عيدا ويكون محبوبا وله من الله تعالى الاجر العظيم والثواب الجزيل. اما من يضع معايير صارمة للتعامل معه ويعتب على من لم يطبق هذه المعايير فانه سيكون فانه يبقى قلقا موترا ويبقى بعيدا عن عن السماحة والتسامح اذا انت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت واي الناس تصفو مشاربه فينبغي ان يعود المسلم نفسه على السماحة والتسامح وان يكون هينا لينا يألف ويؤلف الا واكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير. فقد امركم الله بذلك فقال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد. اللهم ارضى عن صحابة نبيك اجمعين وعن ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم اذل الكفر والكافرين اللهم انصر من نصر دين الاسلام في كل مكان واخذل من خذل دين الاسلام في كل مكان يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم وفق ولاة امور المسلمين لتحكيم شرعك. واجعلهم رحمة لرعاياهم. ووفق امامنا وولي امرنا وولي عهده بما تحب وترظى ولما فيه صلاح البلاد والعباد ولما فيه عز الاسلام والمسلمين. اللهم قرب منهم البطانة الصالحة الصادقة المخلصة التي اذا ذكروا وتذكرهم اذا نسوا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين مسلمات الاحياء منهم والاموات اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطل ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم