الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة زين الدين ابو العباس احمد بن عبداللطيف الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد وعنه رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. الامام العادل وشاب نشأ في عبادة ربه ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله. ورجل تصدق اخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله وبعد فهذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه في ذكر السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله ساقه الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح لبيان مكانة المساجد وفظلها وعظيم ان يكون قلب العبد معلقا بها لان هذا هو العمارة الحقيقية لبيوت الله عز وجل فالمساجد تعمر بالايمان والطاعة والذكر والصلاة وتلاوة القرآن ومن كان قلبه معلق بالمساجد فانه كلما فرغ من صلاة اخذ يترقب مجيء الاخرى وربما جلس منتظرا الصلاة بين صلاة واخرى بشدة عنايته بالمساجد واهتمامه بها كوني قلبه معلقا بالمساجد بيوت الله تبارك وتعالى التي اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه قال عليه الصلاة والسلام سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله لكي ندرك مكانة هذا الظل وعظيم شأنه لنتذكر ان الخلائق يقفون يوم القيامة يوما واحدا مقداره خمسين الف سنة يوما واحدا مقداره خمسين الف سنة وماذا يكون بالنسبة لاعمال الناس في الدنيا ستين سنة سبعين سنة مئة سنة يقفون يوما واحدا مقداره خمسين الف سنة على ارض عفراء مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض لا يوجد فيها اشجار ولا ابنية ولا ظل ارض مستوية ومع هذا كله وطول المدة فان الشمس تدنو من الخلائق حتى تكون قيد مين قريبة منهم ثم يعرق الناس فمنهم من يكون العرق الى ركبتيه ومنهم من يكون الى حقويه ومنهم من يكون الى ثدييه ومنهم من يلجمه العراق الجاما لنتذكر ذلك اليوم حتى ندرك مكانة هذا الظل وعظيم شأنه ففي ذلك اليوم يضل الله سبحانه وتعالى في ظله يوم لا ظل الا ظله اهل اوصاف كاملة وخصال عظيمة واعمال مباركة جاء تبيانها في هذا الحديث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء ايضا تبيانها في احاديث اخرى فليس الامر منحصرا في هذه الخصال السبعة المذكورة في هذا الحديث بل دلت ادلة اخرى ان ثمة خصالا توجب الظلال والامام بن حجر رحمه الله صاحب فتح الباري شرح صحيح البخاري له مصنف سماه معرفة الخصال الموجبة للضلال الموجبة للظلال اي في ان يكون الانسان من اهل آآ من هؤلاء الذين يظلهم الله في ظل ظله يوم لا ظل الا ظله ومن ذلكم ما جاء في صحيح مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من انظر معسرا او وضع عنه اظله الله في ظله يوم لا ظل الا ظله من انظر معسرا او وضعا انظره امهله فنظرة الى ميسرة او وضع عنه اي جزءا من الذي عليه كان ثوابه ان يضله الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وهاتان الخصلتان وهما في صحيح مسلم ليستا في هذا الحديث فالحديث ليس حاصرا والحديث ليس حاصرا للخصال الموجبة للظلال في هذا الحديث او في هذه السبع المذكورة في هذا الحديث بل ثمة خصال اخرى والعلماء جمعوا في ذلك اه مصنفات جمعت الاحاديث الذاكرة للخصال الموجبة للظلال والسيوطي رحمه الله له كتابان مطبوعان كله كلاهما في هذا الباب احدهما مطول والاخر مختصر في من يضلهم الله سبحانه وتعالى في ظله يوم لا ظل الا ظله اضافة الظل الى الله في ظله اضافة تشريف وتعلي اهل مكانة هذا الظل وبيان لرفيع شأنه وجاءت بعض الاحاديث مفسرة لهذا قال يظلهم في ظل عرشه الظل الذي اطلق هنا يحمل على المقيد في بعض الروايات فهو ظل العرش يظلهم الله في ظله اي في ظل عرشه والاظافة هنا اظافة تشريف وبيان لمكانة هذا الظل العظيمة ومنزلة العلية والفوز العظيم الذي يفوز به من يكرمهم الله سبحانه وتعالى بهذا الظل الظليل نسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجعلنا اجمعين من هؤلاء قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله الامام العادل الامام العادل اي الذي قام في شؤون الرعية بالعدل فلا يحيف لهذا ولا يظلم ذاك بل يعامل الناس بالعدل ويحكم فيهم بالعدل فلا يظلم يقيم بينهم العدل حكما به بين الناس دون ان يظلم منهم احدا فمن كان بهذه الصفة من الائمة ولاة الامر فانه يفوز يوم القيامة بهذا الفوز العظيم. والثواب العظيم بان يكون ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وذكر في مقدمة هؤلاء السبعة وذلك للاثر العظيم المبارك عليه وعلى رعيته عندما يكون حاكما عدلا مقسطا منصفا فهذا الصلاح فيه ينعكس على الرعية ينعكس على الرعية فانه اذا طاب طابت الرعية وحسنت حالهم قال وشاب نشأ في عبادة ربه اي ومات على ذلك نشأ في عبادة ربه اي منذ نشأته لم تكن عنده صبوة لم تكن عنده صبوة بل منذ نشأ وهو على الاستقامة مستقيما على طاعة الله تبارك وتعالى ليس عنده ما يكون عند غالب وعامة الشباب من صبوة او انحراف او نزوات او امور محرمات بل منذ نشأ وهو على الاستقامة والمحافظة على الطاعة والبعد عما نهى الله تبارك وتعالى عنه ورجل قلبه معلق في المساجد ورجل قلبه معلق بالمساجد وهذا موضع الشاهد من ذكر هذا الحديث في الترجمة بيان مكانة المساجد اهمية عناية العبد بهذه المساجد والارتباط بها صلاة وذكرا ومواظبة على اداء طاعة الله فيها قال ورجل معلق قلبه بالمساجد بمعنى انه كل ما فرغ من صلاة انتظر الاخرى وشغله الشاغل المسجد مهتما به معتنيا بالمكث فيه معتنيا بذكر الله سبحانه وتعالى فيه. معتنيا بالصلاة في بيوت الله تبارك وتعالى فمن كان كذلك فانه يكون من هؤلاء الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله قال ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجلان والحديث قال سبعة يظلهم الله في ظله وهنا قال رجلان لان المراد الصفات والخصال في جميع ما ذكر لان كل خصلة من هذه الخصال يكون تحتها خلق ممن يوفقهم الله سبحانه وتعالى للقيام بها فالمراد الخصال والخصلة هنا المعنية هي المحبة في الله والتحاب في الله ولما كانت هذه الخصلة لا تكون الا بين شخص واخر احتاج المقام ان يقال رجلان رجلان اجتمعا عليه وتفرقا عليه اجتمعا عليه وتفرقا عليه اي انهما في اجتماعهما وتفرقهما بعدهما وقربهما على هذا التحاب لا يغيره ابتعاد الاجسام او تباعد البلدان او الامكنة او الازمان فان حبهما او تحابهما في الله رابطة وثيقة ارتباط عظيم لا يتخلى عنه اي منهما باي امر من الامور وهذا فيه تنبيه على انه لا يليق بالمتحابين في الله ان ينفصل عن هذه المحبة لتوافه الدنيا مثل ما قد يحصل بتوافه الدنيا تجد مثلا شخصين بينهما محبة في الله عظيمة ثم لامر تافه من توافه الدنيا ربما ينفصلان او يوجد بينهما من الشحناء او العداوة او نحو ذلك. وهذا كله من نزغ والشيطان فالتحاب في الله وساد قوي ورباط وثيق يجتمع عليه اهله ولا يفرقهم عنه مكان ولا وقت ولا امور وانما هم مجتمعون عليه ما دام مقيمين لطاعة الله سبحانه وتعالى لان الطاعة هي التي تجمعهم والبدعة هي التي تفرق ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تدابروا ولا تباغضوا. وكونوا عباد الله اخوانا قال بعض اهل العلم في قوله ولا تباغظوا نهي عن البدعة لان البدعة توجد الفرقة كما ان السنة توجد الالفة والمحبة قال ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال طلبته اي دعته لنفسها كما جاء في بعض الروايات دعته امرأة ذات منصب وجمال اجتمع لهذه المرأة المنصب والمكانة والحسن والجمال وفي الوقت نفسه هي الطالبة وهذه الامور في الفتنة عظيمة جدا ولا يسلم من ذلك الا من سلمه الله تبارك وتعالى لان ثمة مغريات كبار كونها هي الطالبة وذات منصب وذات المنصب تطلب لمنصبها ومكانتها وذات حسن وجمال فمثل هذه المرأة آآ طلبها يكون مغريا لكثير من الناس ولا يسلم منه الا من عافاه الله سبحانه وتعالى وسلمه بان يذم نفسه بزمام تقوى والمخافة من الله سبحانه وتعالى قال ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله سواء قال ذلك بلسان حاله في قلبه او قاله لها بصوت تسمعه زجرا لها وردعا اني اخاف الله اي ان الله سبحانه وتعالى مطلع علينا يرانا واخافه سبحانه وتعالى بان ارتكب هذه المعصية وانا اعلم انه يراني وانه مطلع علي ولهذا قال العلماء رحمهم الله ان اكبر رادع واعظم زاجر عن اقتراف المعاصي هو العلم بان الله يراك هذا اكبر رادع واعظم زاجر الم يعلم بان الله يرى علم العبد واستحضاره ان رب العالمين يراه سبحانه وتعالى هذا اكبر زاجر ولهذا ترى في كثير من ايات القرآن تختم بمقام التهديد والوعيد بقوله ان الله خبير بما تعملون ان الله بما تعملون خبير والله بصير بالعباد والله بما تعملون بصير ايات كثيرة جدة فعلم العبد بان الله بصير به مطلع عليه يراه لا تخفى عليه منه خافية هذا اكبر رادع واكبر زاجر فاستحضر هذا الرجل بهذا المقام الخطير في الفتنة رؤية الله واطلاعه وعلمه قال اني اخاف الله اني اخاف الله ومما يذكر في هذا المقام وقد ذكره ابن رجب رحمه الله في كتاب له في كلمة الاخلاص كتاب عظيم في كلمة الاخلاص قال راود اعرابي اعرابية في الصحراء. راودها عن نفسها وقال لها مما تخافين ونحن في مكان لا يرانا الا الكواكب يقصد لا يرانا احد من الناس. مما تخافين ونحن في مكان لا يرانا الا الكواكب فقالت المرأة واين مكوكبها واين مكوكبها؟ اين مكوكب الكواكب؟ رب العالمين الا يرانا فانزجر الرجل وارتدى فذكر العبد ان الله سبحانه وتعالى يراه هذا اكبر زاجر ولهذا قال هذا الرجل اني اخاف الله اني اخاف الله ورجل تصدق اخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينا. تصدق بصدقة فاخفاها ومن شدة مبالغته وحرصه الا ترى الصدقة جاء في الحديث تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينا بحيث لا يشعر به آآ الناس ولا يدرون عنه وانما ينفق ولهذا كان بعض السلف كان بعض السلف يتعاهد بعض بيوت الفقراء ليلا فلا يدري الفقراء من هم من هو الذي اعطاهم ولا يدري ايضا الناس ما الذي اعطاهم؟ فيتعهد بيوت الفقراء ليلا يحمل الطعام والرزق وغير ذلك ثم يضعه عند الباب ويطرق الباب ويمشي فيجدون رزقا عند بيتهم لا يدرون ممن وبعض الفقراء على اثر موت بعظ الصالحين وجدوا ان العطاء الذي كان يصلهم بين وقت واخر توقف فعرفوا انه فلان من الناس قال ورجل تصدق اخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ذكر الله خاليا اي ليس بحضرة الناس بان يكون الخشوع اظهارا لما لم ينطوي عليه قلبه من خشوع صادق مع الله سبحانه وتعالى بل كان ذكره لله خاليا ليس عنده احد ففاضت عيناه اي خشوعا وخشية من الله سبحانه وتعالى فهؤلاء اهل هذه الخصال من السبعة او هم السبعة الذين او ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب فضل من غدا الى المسجد ومن راح وعنه رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من غدا الى المسجد وراح اعد الله له نزله من الجنة كلما غدا او وراح وهذه الترجمة فظل من غدا الى المسجد ومن راح الغدو المضيء من بكرة النهار الغدو المضي من بكرة النهار فاذا خرج اه الانسان مبكرا ذاهبا في عمل ما يقال لخروجه غدو وفي الحديث ما لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا تغدو اي في الصباح وتروح اي في المساء ترجع فالغدو هو المضي في اول النهار والرواح هو آآ المظي في في اخر النهار المظيء في اخر النهار فيما بعد الزوال ثم انهما يستعملان توسعا في كل ذهاب ومجيء يستعملان توسعا في كل ذهاب ومجيء وفي الحديث الذي في الترجمة قال من غدا الى المسجد وراح من غدا الى المسجد وراح هذا يتناول كل ذهاب واياب من المسجد والى المسجد سواء في صلاة الفجر او الظهر او العصر او المغرب او العشاء من غدا الى المسجد وراح اعد الله له نزله من الجنة. كلما غدا او راح فهذا الغدو والرواح يكون فيه اعداد لنزله اي ظيافته وكرامته في جنة النعيم وهذا الحديث من ضمن ادلة كثيرة تدل على ان الجنة مخلوقة وموجودة الان ان الجنة مخلوقة وموجودة الان وان العبد بمثل هذا العمل الصالح يعد له اه النزل مثله ما جاء في الحديث لما لقي نبينا صلى الله عليه وسلم ابراهيم الخليل فقال له ابلغ امتك مني السلام واخبرهم ان الجنة قيعان وانها عذبة التربة وانها طيبة التربة عذبة الماء. وان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر بمعنى ان العبد كلما اتى بهذه الاذكار غرس له في الجنة غرس له في الجنة وهنا قال من غدا الى المسجد وراه اعد الله له نزله من الجنة كلما غدا وراه فهذا الغدو والرواح الى بيوت الله تبارك وتعالى من ثماره واثاره انه يعد له النزل في الجنة نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب اذا اقيمت الصلاة فلا صلاة الا المكتوبة عن عبد الله ابن مالك ابن بحينة رجل من الاسد رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا وقد اقيمت يصلي ركعتين فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم لاف به الناس قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح اربعا الصبح اربعا وهذه الترجمة باب اذا اقيمت الصلاة فلا صلاة الا المكتوبة فيه ان اه النهي عن التشاغل او الانشغال بالنوافل مع قيام الفريضة والله سبحانه وتعالى ما تقرب اليه بشيء احب اليه مما افترض على عباده فاذا اقيمت الصلاة المفروظة يقبل عليها ولا يشتغل الانسان بالنفل والفرظ قائم ولهذا جاء في الحديث ان اذا اقيمت الصلاة فلا صلاة الا المكتوبة اذا اقيمت الصلاة فلا صلاة الا المكتوبة اورد رحمه الله تحت هذه الترجمة هذا الحديث ان رجلا من الازد آآ عن رجل عن عبد الله بن ابي عن عن عبد الله بن مالك رضي الله عنه ان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا وقد اقيمت الصلاة يصلي ركعتين رأى رجلا وقد اقيمت الصلاة يصلي ركعتين فلما انصرف صلى الله عليه وسلم من الصلاة لاف به الناس لاف به الناس اي بالرجل ومعنى لاثوا به اي احاطوا به احاطوا بالرجل لاف به الناس. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح اربعا الصبح اربعا ينكر عليه. صلوات الله وسلامه عليه وهذا فيه ان ان الصلاة المكتوبة اذا اقيمت لا يشتغل بغيرها وانما يحرص المسلم على ادراكها من اولها ويبدأ مع الامام من تكبيرة الاحرام فاذا كان بدأ بنفل اذا كان بدأ بنفل واقيمت الصلاة يقطع النفل واذا كان في اخره يمكنه ان يتمه قبل ان يكبر الامام يتم نافلته خفيفة ويبدأ صلاته مع الامام من اولها نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب حد المريض ان يشهد الجماعة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه فحظرت الصلاة فاذن فقال مروا ابا بكر فليصلي بالناس فقيل له ان ابا بكر رجل اسيف اذا قام في مقامك لم يستطع ان يصلي بالناس واعاد فاعادوا له فاعاد الثالثة فقال انكن صواحب يوسف امروا ابا بكر فليصلي بالناس. فخرج ابو بكر فصلى فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين كأني انظر رجليه تخطان من الوجع فاراد ابو بكر ان يتأخر فاومأ اليه النبي صلى الله عليه وسلم ام مكانك ثم اوتي به حتى جلس الى جنبه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وابو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة ابي بكر رضي الله تعالى عنه وفي رواية جلس عن يسار ابي بكر فكان ابو بكر يصلي قائما نعم وعنها رضي الله تعالى عنها في رواية قالت لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه استأذن ازواجه اي فاذن له في بيته ان يمرظ في بيتي نعم وعنها رضي الله تعالى عنها في رواية قالت لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه استأذن ازواجه ان يمرض في فاذن له وباقي الحديث تقدم انفا هذه الترجمة باب حد المريض ان يشهد الجماعة عقدها الامام البخاري رحمه الله تعالى لبيان الحد الذي يأخذ فيه المريض بالعزيمة في شهود الجماعة المريض الذي يأخذ فيه بالعزيمة في شهود الجماعة يعني ما هو حد المرض وواضح في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام في مرضه الذي مات فيه وجد من نفسه شيئا من النشاط فقام متكئا على اثنين من اصحابه العباس هو علي متكئا على اثنين من اصحابه ورجلاه تخطان في الارض لشدة المرض يهادى بين الرجلين حتى جاء الى المسجد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه اورد رحمه الله تحت هذه الترجمة هذا الحديث الذي فيه مثال عملي في مثال عملي بتعظيم الصلاة والعناية بها والمحافظة عليها ومجاهدة النفس على القيام بها وان وجد من نفسه شيء من النشاط مع مرضه ولو ان يساعده بعض اخوانه ويعضدوا له ويعاونوه فان هذا من الخير له فان هذا من الخير له مثل ما قال عبد الله بن مسعود والحديث في صحيح مسلم قالوا ولقد رأيتنا يعني اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف فهذا الحديث فيه مثال عملي بتعظيم الصلاة والعناية بها والمواظبة عليها جاء في صحيح البخاري ان ذكر ام المؤمنين رضي الله عنها كان في مجلس مبارك عقد او جلس فيه لتذاكر الصلاة وتعظيمها وكان هذا من شأن السلف رضي الله عنهم وارضاهم يجلسون مجالس يتذاكرون فيها عظمة الصلاة ومكانة الصلاة واهمية الصلاة وهذا الامر فعلا يحتاج اليه الناس الناس يحتاجون حاجة ماسة شديدة الى آآ العناية تذاكر عظمة الصلاة ومكانتها تذاكر عظمة الصلاة ومكانتها وجاء في صحيح البخاري في سياقه لهذا الحديث عن الاسود قال كنا عند عائشة قال كنا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها قال فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها ماذا نستفيد من هذا يا اخوان اننا فعلا نحتاج الى مجالس ومجالس نتذاكر فيها المواظبة على الصلاة والتعظيم للصلاة مثل ما قال الاسود رحمه الله قال كنا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها ذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها وبهذه المناسبة اشير ان الله عز وجل يسر لي اعداد كتاب طبع الان ولعله يصل في هذين اليومين عنوانه تعظيم الصلاة عنوانه تعظيم الصلاة بدأته في مقدمته بهذا الحديث وبهذه القصة بهذا الحديث وبهذه القصة قصة الاسود ومن معه عندما جلسوا عند ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها مجلسا تذاكروا فيه المواظبة على الصلاة والتعظيم لها فهذا مقام عظيم جدا فعلا يحتاج الناس فيه ولا سيما في زماننا هذا الذي كثر فيه التهاون في الصلاة وكثر التفريط فيها واصبح كثير من الناس عند ادنى الامور يترك الصلاة ويتهاون فيها او يتخلف عنها او يأتيها متأخرا قال الاسود كنا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها فقالت لما مرض رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرت القصة قبل ان ندخل في القصة ماذا ارادت عائشة رضي الله عنها بهذه القصة؟ والمجلس عرفنا انه عقد لتذاكر المواظبة على الصلاة والتعظيم لها ماذا ارادت ارادت بذلك ان تذكر لهم مثالا عظيما للقدوة صلوات الله وسلامه عليه في تعظيمه للصلاة حتى مع اشتداد مرضه مرضه الذي مات فيه. صلوات الله وسلامه عليه. كيف حاله صلوات الله وسلامه عليه في هذه الصلاة. وقد قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا قالت لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرظه الذي مات فيه لما مرض مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فحظرت الصلاة فاذن فقال مروا ابا بكر فليصلي بالناس مروا ابا بكر فليصلي بالناس. فقيل له ان ابا بكر رجل اسيف ان ابا بكر رجل اسيف. الرجل الاسيف هو سريع البكاء والحزن والتأثر قالت قالوا ان ابا بكر رجل اسير من ذلك قول آآ يعقوب يا اسفا على يوسف هو من هذا الباب الاسف الحزن وشدة الحزن يا اسفا على يوسف اي ما اشد او واشد حزني على يوسف الله حزناه على يوسف واسفه على يوسف فالاسف هو شدة الحزن. قالوا ان ابا بكر رجل اسيف اي اه سريع البكاء والحزن والتأثر اذا قام في مقامك لم يستطع ان يصلي بالناس لم يستطع ان يصلي بالناس يعني لسرعة تأثره وبكائه وحزنه لم يستطع ان يصلي بالناس واعاد اي قال مروا ابا بكر فليصلي بالناس فاعادوا له اي الكلام نفسه ان ابا بكر رجل اسير فاعاد الثالثة فقال انكن صواحب يوسف انا كنا صواحب يوسف والمراد فيها بهذا التكرار والترداد الالحاح انكن صواحب يوسف مروا ابا بكر فليصلي بالناس مروا ابا بكر فليصلي بالناس فخرج ابو بكر فصلى. اي اخذ يصلي بالناس في هذه المدة مدة مرض النبي صلى الله عليه وسلم فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة خفة اي شيء من النشاط قليل من النشاط وجد من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين جاء في بعض الروايات انهما العباس وعلي يهادى بين رجلين كاني تقول عائشة انظروا رجليه تخطان اي في الارض من الوجع تخطان في الارض اي من الوجع من شدة المرض الذي كان معه صلوات الله وسلامه عليه يهادى بين رجلين رجل يعضد له عن يمينه والثاني عن شماله ورجلاه تخطان في الارض وهذه الحال معروفة الشخص الذي يشتد به المرض ثم يعضد له عندما يمشي تكون رجله تخط في الارض ما ينهضها مثل ما كان ينهضها في نشاطه ذكروا في شمائله عليه الصلاة والسلام اذا مشى مشى تقلعا يعني رجله ينهضها بقوة من الارض صلوات الله وسلامه عليهم ومشيته تدل على قوته لكن هذه في حال مرضه الذي مات فيه صلوات الله وسلامه عليه فكانت رجلاه تخطان في الارض رجلاه تخطان في الارض هذا هو الشاهد من الحديث وفيه التعظيم للصلاة والمواظبة عليها وان الانسان كل ما وجد من نفسه النشاط حال مرضه عليه ان ان يعتني بهذه الصلاة ان يعتني بهذه الصلاة في بيوت الله مع انه واقع كثير من الناس لا يكون مريضا وبعافية تامة ويبقى على فراشه في البيت متكاسلا لا يقوم للصلاة لكن لو كان الذي دعي اليه طعاما لو كان الذي دعي اليه طعاما او دعي الى لهو لقام بنشاط مما يدل على ضعف مكانة الصلاة في القلوب وان من وفق لتعظيم الصلاة ومعرفة عظمتها ومكانتها في قلبه فان قلبه المعظم للصلاة يحمله على النهوض ببدنه المتثاقل وبدنه الظعيف وجسمه المريظ بخطوات متثاقلة حتى يصل الى المسجد واذا صلح القلب وعظم الصلاة البدن يتبعه اذكر انني في قرية من القرى شرق المدينة رأيت حبلا ممدودا من باب بيت الى باب المسجد حبلا ممدودا من باب بيت الى باب المسجد فسألت قالوا يسكن في هذا البيت رجل اعمى يسكن في هذا البيت رجل اعمى وهم في بادية والبيوت متناثرة بعيدة عن المسجد ليس فيها شوارع معبدة او نحو ذلك فربط حبلا من باب بيته الى باب المسجد والحبل ليس ممسوسا وانما ملقى في الارض فيخرج من بيته ويأخذ الحبل ولا يحتاج الى قائد الى ان يصل باب المسجد واذا خرج امسك بالحبل ورجع الى بيته اهتماما بالصلاة وعناية بها وترى مبصرين واصحاء واقوياء وربما يمر من المسجد والصلاة قائمة ولا يهتم. وما ذاك الا لان قلبه لم يعظم الصلاة ليس فيه تعظيم للصلاة وليس فيه ادراك لمكانة الصلاة ومنزلتها قال فاراد ابو بكر ان يتأخر اراد ابو بكر ان يتأخر فاومأ اليه النبي صلى الله عليه وسلم ام مكانك اي لا لا تتأخر تأخر من اجل ان ان يتقدم النبي صلى الله عليه وسلم لامهم ثم اوتي به لانه يعضده العباس وعلي رضي الله عنهما اوتي به حتى جلس الى جنبه الى جنبه اي الى جنب ابي بكر رضي الله عنه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وابو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة ابي بكر رضي الله عنه ولهذا جاء في رواية جلس عن يسار ابي بكر فكان ابو بكر يصلي قائما جلس عن يسار ابي بكر قال وعنها في رواية قالت لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه استأذن ازواجه ان يمرض في بيتي اي في بيت عائشة فاذن له وباقي الحديث اه تقدم انفا ومن فوائد هذا الحديث فضيلة ابي بكر رضي الله عنه صديق الامة وانه خير امة محمد صلوات الله وسلامه عليه بل خير الناس في جميع الامم بعد النبيين وهو وعمر افضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على الاطلاق ومن لطائف العلم وجميلة ان آآ آآ هارون الرشيد سأل ما لك او الرشيد سأل ما لك ابن انس سأله عن مكانة ابي بكر وعمر ومنزلتهما مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان منزلتهما معه احياء كمنزلتهما معه امواتا قال شفيت قلبي قال شفيت قلبي فانظر هذا الجواب ما ابدعه هذا الاكرام لابي بكر وعمر بان يدفن الى جوار النبي صلى الله عليه وسلم دليل وحده عبر التاريخ كله على مكانة هذين الصحابيين وان هذه المكانة والقرب بحيث دفن معه صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة دليل على مكانة هذين الصحابيين اه الجليلين في اثناء حياة النبي الكريم عليه عليه الصلاة والسلام وانهما خير اصحابه على الاطلاق رظي الله عنهما وعن الصحابة اجمعين ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا و ان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنا. اللهم فيا ربنا وفقنا لتعظيم الصلاة وحسن اقامتها على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم اصلح لنا ديننا الذي وعصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا. ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا