الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة زين الدين ابو العباس احمد بن عبداللطيف الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب فضل السجود عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا لا يا رسول والله قال فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا. قال فانكم ترونه كذلك. يحشر الناس يوم القيامة من كان فيقول من كان يعبد شيئا فليتبع فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع الطواغيت. وتبقى هذه الامة وفيها منافقوها فيأتيهم الله فيقول انا ربكم. فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا. فاذا جاء ربنا ما عرفناه فيأتيهم الله فيقول انا ربكم فيقولون انت ربنا. فيدعوهم فيظرب الصراط بين ظهرانيه جهنم فاكون اول من يجوز من الرسل بامته ولا يتكلم يومئذ احد الا الرسل وكلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان؟ هل رأيتم شوك السعدان؟ قالوا نعم. قال فانها مثل شوك السعدان غير انه لا يعلم قدر عظمها الا الله تخطف الناس باعمالهم فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو حتى اذا اراد الله رحمة من اراد من اهل النار امر الملائكة ان يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم باثار السجود وحرم الله على النار ان تأكل اثر السجود. فيخرجون من النار فكل ابن ادم تأكله النار الا اثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميد ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو اخر اهل النار دخولا الجنة مقبل بوجهه قبل النار قل يا رب اصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها واحرقني ذكاؤها فيقول هل عسيت ان فعل ذلك بك ان تسأل غير ذلك فيقول لا وعزتك فيعطي الله فيعطي الله ما يشاء من فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق فيصرف الله وجهه عن النار. فاذا اقبل به على التي رأى بهجتها سكت ما شاء الله ان يسكت ثم قال يا رب قدمني عند باب الجنة. فيقول الله له اليس قد اعطيت العهود والمواثيق الا تسأل غير الذي كنت سألت فيقول يا رب لا اكون اشقى خلقك فيقول فما عسيت ان اعطيت ذلك الا تسأل غيره؟ فيقول لا وعزتك لا اسأل غير ذلك. فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه الى باب الجنة فاذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور من النظرة والسرور فيسكت ما شاء شاء الله ان يسكت فيقول يا رب ادخلني الجنة. فيقول الله ويحك يا ابن ادم ما اغدرك؟ اليس قد اعطيت العهود والميثاق الا تسأل غير الذي اعطيت فيقول يا رب لا تجعلني اشقى خلقك. فيضحك الله عز وجل منه ثم ياذن له في دخول الجنة فيقول تمنى فيتمنى حتى اذا انقطعت امنيته. قال الله عز وجل زد من كذا وكذا اقبل يذكره ربه حتى اذا انتهت به الاماني قال الله تعالى لك ذلك ومثله معه. قال ابو سعيد الخدري لابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله لك ذلك وعشرة امثاله. قال ابو هريرة لم احفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم الا قوله لك ذلك ومثله معه. قال ابو سعيد اني سمعته يقول ذلك وعشرة امثاله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم امدنا بعون منك وتوفيق. اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما. واجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اهدنا اجمعين اليك صراطا مستقيما وبعد هذا باب في فضل السجود والسجود عبادة من اعظم القرب وطاعة من اجل الطاعات والعبد اقرب ما يكون من ربه وهو ساجد اذ سجوده لربه تبارك وتعالى هيئة هي في غاية الذل والحضوع والانكسار بين يدي الرب العظيم منزها ربه مقدسا له معظما له جل وعلا مؤمنا بعلوه وعظمته سبحانه داعيا ومناجيا فيا عبادة من اعظم العبادات وطاعة من اعظم الطاعات وقد جاء في فضل السجود احاديث كثيرة منها هذا الحديث الذي ساقه الامام البخاري رحمه الله تعالى وموضع الشاهد منه قوله وحرم الله على النار ان تأكل اثر السجود مما يدل على المكانة العظيمة للسجود والاثر البالغ لمن اكرمه الله تبارك وتعالى بان كان من الساجدين والسجود وكلما كثر كثر القرب قرب العبد من ربه وارتفعت درجة عند الله وحطت خطاياه وغفرت ذنوبه وزاد اجره عند ربه سبحانه وتعالى وفي الحديث ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اسألك مرافقتك في الجنة؟ قال اعني على نفسك بكثرة السجود اعني على نفسك بكثرة السجود وهذا دليل على انه كلما اكثر السجود كلما كان ذلكم اعظم في القرب الى الله تبارك وتعالى ورفعة الدرجات وجاء في المسند للامام احمد رحمه الله تعالى عن مطرف قال كنتم كنت في المسجد مع نفر من قريش فاتى رجل واخذ يصلي يركع ويسجد ويقوم ويركع ويسجد ويقوم ولا يقعد يعني ما رأيته توقف عن الصلاة يركع ويسجد ويقوم يركع ويسجد ولا يقعد اي مستمرا في صلاته فقلت لهم ان هذا لعله لا يدري قام من شفع او وتر من كثرة ما رآه يصلي ويكثر من الصلاة ظن فيه هذا الظن انه لا يدري هل يسلم من شفع او يسلم من وتر فقال هذه الكلمة فقال له رفقاؤه الا ذهبت اليه؟ وقلت له الا ذهبت اليه فقلت له فذهب اليه وقال له يا عبد الله لعلك لا تدري انت تسلم من شفع او من وتر قال الله يدري قال الله يدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسجد لله سجدة الا رفعه بها درجة وحط بها عنه خطيئة الا رفعه بها درجة وحط بها عنه خطيئة فقلت من انت قال ابو ذر قلت من انت؟ قال ابو ذر فرجع الى اصحابه وقال لهم جزاكم الله من جلساء شرا امرتوني ان اذهب الى احد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واعلمه والشاهد من هذه القصة اللطيفة مكانة السجود وعظم ثوابه عند الله وايضا عظم استجابة الصحابة رضي الله عنهم وعنايتهم بما يبلغهم من احاديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فهذا ابو ذر رظي الله عنه يكثر من السجود عملا بهذا الحديث الذي ترتب فيه على السجود هذه الاثار العظيمة رفعة الدرجات وحط الخطايا وغفران الذنوب فكان رظي الله عنه وارظاه يكثر من السجود وفيه لطف الصحابة ورفقهم وحسن تعاملهم مع الناس اذ ان مثل هذا الكلام الذي صدر من هذا الرجل مزعج جدا لكنه لم يتلقه الا باللطف والرفق ثم بين له رضي الله عنه وارضاه ما في السجود وكثرته من عظيم الثواب ورفعة الدرجات وغفران الذنوب ذاكرا له ما سمعه في ذلك عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وفي اول ما نزل على على نبينا عليه الصلاة والسلام سورة اقرأ وهي اول ما نزل اولها امر بالقراءة وخاتمتها امر بالسجود واسجد واقترب وفيها ان العبد كلما اكثر السجود زاد قربا ورفعة عند الله تبارك وتعالى فالسجود عبادة عظيمة وطاعة جليلة يضع فيها المسلم جبهته على الارض في هيئة ذل وخضوع وانكسار لله تبارك وتعالى يرجو رحمته ويخاف عذابه وجبهة الانسان ووجهه اشرف شيء فيه فيضعه على هذه الصفة وعلى هذه الهيئة متذللا لربه خاضعا بين يديه تبارك وتعالى طامعا في اجره وثوابه وعظيم نواله سبحانه اورد رحمه الله تحت هذه الترجمة هذا الحديث في فضل السجود عن ابي هريرة رضي الله عنه ان الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة هل نرى ربنا يوم القيامة؟ اي هل المؤمنون يرون الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وهذا السؤال تكرر من الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم موجها الى النبي عليه الصلاة والسلام مبنيا على حرصهم العظيم على الخير ورغبتهم العظيمة. هل نرى ربنا يوم القيامة؟ هل يكرمنا الله سبحانه وتعالى ويشرفنا بان نراه وهم يدركون رضي الله عنهم وارضاهم ان رؤية الله جل في علاه هي اشرف نعيم واكمل نعيم فسألوا النبي عليه الصلاة والسلام هذا السؤال قالوا هل نرى ربنا يوم القيامة قال عليه الصلاة والسلام هل تمارون فالقمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا لا هل يحصل عندكم مرية او ارتياب او جدال او نقاش في رؤية القمر ليلة البدر دون ان يكون بينكم وبينه سحاب هل تمترون في ذلك؟ قالوا لا ما يكون بيننا انطلاق في ذلك قال عليه الصلاة والسلام فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا لا نمتري في ذلك بل هذا امر ظاهر واضح محقق بين ان الشمس رابعة النهار ليس بينها بين الناس وبينها حجاب ان كل مبصر يراها. لا مرية في ذلك. ومثله ما تقدم في شأن القمر قال عليه الصلاة والسلام فانكم ترونه كذلك فانكم ترونه كذلك اي الله سبحانه وتعالى ترونه كذلك قال انكم ترونه كذلك هنا تشبيه والتشبيه هنا للرؤية بالرؤية وليس للمرء بالمرء ليس تشبيه للرب القمر او الشمس وانما تشبيه للرؤية بالرؤية اي كما انكم ترون القمر هي ليلة نصف الشهر ليلة التمام ترونه بابصاركم عيانا حقيقة وكما انكم ترون الشمس في وسط النهار ليس بينكم وبينها حجاب عيانا حقيقة بابصاركم فان فانكم سترون الله تبارك وتعالى يوم القيامة عيانا حقيقة بابصاركم هذا معنى قوله فانكم ترونه كذلك اي انها رؤية حقيقية بالابصار ليست رؤية قلبية بالعلم وانما هي رؤية حقيقية مثل ما ترون الشمس ومثل ما ترون القمر ايضا سترون الله حقيقة بابصاركم وهذا دل عليه القرآن قول الله سبحانه وتعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ناظرة من النظرة وهي الحسن والبهاء والجمال الى ربها ناظرة اي بابصارها لان النظر هنا عدي بالى الى ربها واسند الى الوجه قال وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة فاسند النظر الى الوجه وعداه بالاله فلا يكون الا بالعين من الباصرة فهي رؤيا بصرية بالعين يكرمهم الله سبحانه وتعالى بها يوم القيامة واتى بهذا المثال لتأكيد هذا الامر وتثبيته بيان انه حق وانها رؤية بصرية ومع ظهور هذا الامر وجلائه وبيانه ودلالة كتاب ربنا عليه وسنة نبيه. عليه الصلاة والسلام الا انه وجد في الامة ممن تخطفتهم الاهواء من اخذوا يمارون في الرؤية من اخذوا يمارون في الرؤية ويجادلون فيها بالباطل ويقحمون عقولهم القاصرة ويردون بها مثل هذه الاحاديث الصريحة والنصوص البينة دلالة على ثبوت الرؤية رؤية الله سبحانه وتعالى يوم اه القيامة ولا يزال اهل هذا الفكر العقلاني موجودا يردون الايات الصريحة والاحاديث الصحيحة بعقولهم القاصرة تكذيبا وجهدا وقد قال بعض السلف قديما حري بمن جحد الرؤية ان يحرمها يوم القيامة حري بمن جحد الرؤية ان يحرمها ان لا يكون من اهلها يوم القيامة لا سيما وانه لم يقم يوم في قلبه طمعه في ان يرى الله لانه يعتقد ان الله لا يرى فعليه وعلى هذا لم يقم اصلا في قلبه طمعا يرى الله لم تطمع نفسه يوما في ذلك ولم يدعو الله سبحانه وتعالى يوما ان يحقق له ذلك لان عقيدته تملي عليه ان الله لا يرى ونبينا عليه الصلاة والسلام كان يقول في صلاته كما صح عنه قبل ان يسلم كما في حديث عمار ابن ياسر اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك الكريم والشوق الى لقائك. في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة وهؤلاء ما قام في قلوبهم طمع اصلا في ان يروا الله فظلا عن ان يدعوا الله سبحانه وتعالى بان يحقق لهم ذلك قال فانكم ترونه كذلك عرفنا ان المراد بقوله كذلك اي حقيقة بابصاركم قال يحشر الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبع من كان يعبد شيئا فليتبع اي فليتبع معبوده فليتبع معبودة لينظر الى اين سيذهب به ذاك المعبود الذي تعلق به قلبه والتجأ اليه في حياته دعاء وسجودا وذلا وخضوعا من كان يعبد شيئا فليتبع فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع الطواغيت اي كل يتبع ما كان يعبد من شمس او قمر او شجر او حجر او غير ذلك كل يتبع ما كان يعبد ثم هذه المعبودات تقدم بعابديها الى النار ثم تكون هو تكون هي واياهم في النار مثل ما قال الله عن فرعون يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وتبقى هذه الامة فيها منافقوها وتبقى هذه الامة فيها منافقوها المنافق هو الذي كان يظهر الايمان يظهر الاسلام اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون فالمنافق هو ذاك الذي كان يتظاهر بالايمان يأتي ويصلي مع الناس ويقيم شعائر الاسلام مع الناس يظهر الايمان والدين لكن باطنه خراب تبان فيأتي تبقى هذه الامة وفيها منافقوها تبقى هذه الامة وفيها منافقوها فيأتيهم الله فيأتيهم الله فيقول انا ربكم فيأتيهم الله فيقول انا ربكم فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فاذا جاء ربنا عرفناه فاذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله فيقول انا ربكم فيقولون انت ربنا. فيدعوهم وهذا فيه تمحيص يظهر منه معرفة اهل الايمان بربهم حقا وصدقا معرفة اهل الايمان بربهم حقا وصدقا بما تعرف به به سبحانه وتعالى الى عباده قالوا في في المرة الثانية هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا. فاذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله فيقول انا ربكم والواجب على المسلم في احاديث الصفات الواجب على المسلم في احاديث الصفات ان يمرها كما جاءت وان يؤمن بها كما وردت والا يقحم عقله القاصر الضعيف اعتراضا وانتقادا كأن يقول لم او كيف او نحو ذلك من الاسئلة المبنية على الاعتراض والانتقاد وعدم التسليم الواجب على المسلم ان يؤمن بها كما جاءت ويمرها كما وردت والله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء جل في علاه قال فيقولون انت ربنا فيدعوهم فيظرب الصراط بين ظهراني جهنم. فيظرب الصراط اي على متن جهنم بين ظهراني جهنم وايضا يظرب بين اهل النفاق واهل الايمان بسور له باب باطنه فيه الرحمة الذي هو من جهة اهل الايمان وظاهره الذي من جهة اهل النفاق من قبله العذاب. ينادونهم كانوا معهم ينادونهم الم نكن معكم؟ قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني هذي حالكم فيظرب الصراط بين ظهراني جهنم الصراط صراط مستقيم ينصب على متن جهنم جاء وصفه بانه احد من السيف وادق من الشعر وعلى جنبتيه كلاليب تخطف الناس ويؤمر الجميع بالمرور والعبور من فوق الصراط قد قال الله تعالى في القرآن وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقظيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا قال فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم فاكون اول من يجوز من الرسل بامته اول من يجوز اي اول من يمر ويعبر بامته وهذا فيه شرف امة محمد عليه الصلاة والسلام وانها اول الامم عبورا ومرورا وهي اول الامم دخولا الجنة قال ولا يتكلم يومئذ احد الا الرسل لا يتكلم يومئذ احد الا الرسل وكلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم كلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وهذه شفاعة من الرسل لاممهم شفاعة من الرسل عليهم صلوات الله وسلامه لاممهم اللهم سلم سلم يسألون الله تبارك وتعالى السلامة اممهم اللهم سلم سلم وهذا وهذه الشفاعة هي للعصاة الذين استحقوا دخول النار ان يسلمهم الله من الدخول لان شفاعات الانبياء للامم يوم القيامة انواعا منها الشفاعة لمن استحق دخول النار الا يدخلها استحق دخول النار بذنوب دون الكفر والشرك بالله الا يدخلها وهذا يدل عليه هنا قوله اللهم سلم سلم ومنها شفاعات لمن دخل النار بان يخرج منها وفي جهنم كلالين جمع كلوب وهو الذي يخطف من يمر به كلاليب وصفها النبي صلى الله عليه وسلم مثل شوك السعدان مثل شوك السعدان والسعدان شجر ترعاها الابل له شوك ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ان الكلاليب التي تخطف الناس مثلها كمثل شوك السعدان كمثل شوك السعدان قال هل رأيتم شوك السعدان قالوا نعم هل رأيتم شوك السعدان؟ قالوا نعم قال فانها مثل شوك السعدان غير انها لا انه لا يعلم قدر عظمها الا الله شوكة السعدان صغير لكنها هي مثله اي في اه الشكل شكلها يشبه شوكة السعدان لكن قدرها وعظمها وحجمها لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى غير انه لا يعلم قدر عظمها الا الله. تخطف الناس باعمالهم تخطف الناس اي المارين على الصراط باعمالهم ومن خطفته سقط في النار عياذا بالله من خطفته الكلاليب سقط في النار لان تحته النار الحامية تخطف الناس باعمالهم اي بحسب الاعمال بحسب الاعمال التي اوجبت ان يستحقوا هذه العقوبة بان تخطفهم الكلاليب فيسقطوا في النار فمنهم من يوبق بعمله فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجوا منهم من يوبق بعمله يهلك بعمله والموبقات المهلكات ومنهم من يخردل ثم ينجو يخردل يقطع تخطبه آآ الكلاليب ويتقطع ثم ينجو حتى اذا اراد الله رحمة من اراد من اهل النار امر الملائكة ان يخرجوا من كان يعبد الله امر الملائكة ان يخرجوا من كان يعبد الله وهذا فيه دلالة ان بعض اهل التوحيد يدخلون النار بسبب الكبائر وعظائم الذنوب التي ارتكبوها دون الكفر بالله لان من كان كافرا بالله لا يخرج من النار بل يبقى فيها ابد الاباد كما قال الله تعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير قال فيخرجونهم ويعرفونهم باثار السجود فيخرجونهم ويعرفونهم باثار السجود يخرجهم الملائكة من النار ويعرفونهم باثار السجود قال وحرم الله على النار ان تأكل اثر السجود وهذي فظيلة عظيمة من فضائل السجود يدخل النار وتأكله الا موضع السجود قيل المراد من موضع السجود الاعضاء السبعة التي ستأتي بالترجمة اللاحقة وقيل المراد آآ اثر السجود اي الجبهة جبهة الانسان تعرفهم الملائكة باثار السجود فيخرجون من النار فيخرجون من النار فكل ابن فكل ابن ادم تأكله النار الا اثر السجود الا اثر السجود فهذا موضع الشاهد من الحديث للترجمة ان فيه فضيلة للسجود عظيمة وهي ان النار لا تأكل اثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا يخرجون من النار قد امتحشوا احترقوا تفحموا يخرجون امتحشوا اي احترقوا تفحموا يخرجون مثل قطع الفحم يخرجون مثل قطع الفحم متفحمين احرقتهم اه النار امتحشوا اي احترقوا تغيرت الوانهم وتغيرت الى ان اصبحت مثل قطع الفحم قد امتحشوا فينصب عليهم ماء الحياة يصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة بكسر الحاء في حميل السيل والحبة هي البذور بذور اه اه الاشجار التي تنبت في الصحراء التي تنبت في الصحراء قال الحبة في حميل السيل في حميل السيل اي التي يحملها السيل على متنه لان البذور التي تنبت على اثر اه الامطار وجريان الاودية بالماء ولا سيما تجدها زروعا كثيرة على جنبتي الوادي من اين جاءت هذه البذور الكثيرة فنبتت على جنبتي الوادي يحملها السيل السيل عندما يأتي يطفح في الوادي بالماء يحمل البذور التي في الارض لانها خفيفة يحملها على متنه ثم يقذفها على جنبتي الوادي فتحيا بمائه فتحي بماءه فهؤلاء يلقون كما جاء في الحديث في نهر الفردوس نهر الحياة في الجنة يلقون فيه فيحيون بماءه كما تنبت الحبة من حميل السين كما تنبت الحبة من حميل السيل. قال في الحديث الا ترون تخرج صفراء ملتوية عندما تنبت فهؤلاء يحيون مثلها يلقون في نهر الفردوس فيحيون بماءه يحيون بمائه. قال فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد يقضي جل وعلا بين العباد بمعنى ان يكون اهل الجنة الذين هم اهلها في الجنة واهل النار الذين هم اهلها في النار ويخرج عصاة الموحدين من النار وخروجهم من النار ليس دفعة واحدة لان ذنوبهم التي اوجبت دخولهم النار ليست على قدر واحد ومستوى واحد بل متفاوتون ولهذا جاء في الحديث انهم يخرجون ظبائر ظبائر اي دفعات دفعات افواجا افواج الى ان يبقى رجل بين الجنة والنار وهو اخر اهل النار دخولا للجنة اخر اهل النار اي خروجا من النار ودخولا الجنة لانهم يخرجون دفعات دفعات حتى يخرج اخر واحد من هؤلاء وها هي الان تأتي قصة هذا الرجل الذي هو اخر رجل يخرج من النار ثم بعده لا يخرج من النار احد بعد هذا الرجل لا يخرج من النار احد ابد الاباد لا يخرج من النار احد يبقون فيها مخلدين مثل ما قال الله في القرآن وما هم بخارجين من النار ابد الاباد يلقون في النار اما هذا الرجل ومن قبله يخرجون من النار لان ذنوبهم لم تكن كفرا وشركا بالله وانما كانت دون الكفر والشرك بالله فدخلوا النار دخول تطهير وتنقية لان الجنة دار الطيب المحض دار الطيب المحط وهؤلاء عندهم موبقات دون الكفر فادخلوا للنار ادخلوا في النار ليتنقوا ويتطهروا من ادران تلك الذنوب ثم يدخلون طيبين الى الجنة قد نقوا وطهروا من ذنوبهم وفي الدنيا انهر ثلاثة كما عبر ابن القيم من تطهر بها طهرته وهي الحسنات الماحية والمصائب المكفرة والتوبة النصوح ولم ومن لم يتطهر بها طهر يوم القيامة في نهر جهنم ومن لم يتطهر بها طهر يوم القيامة في نهر جهنم فهذا الدخول لدخول هؤلاء العصاة الى النار دخول تطهير وتمحيص وتنقية واخر رجل يخرج من هؤلاء هذا الرجل الذي ذكر النبي عليه الصلاة والسلام قصته هنا قال وهو اخر اهل النار دخولا الجنة مقبل بوجهه قبل النار مقبل بوجهه قبل النار بعدها نخرج فيقول يا رب يا رب اصرف وجهي عن النار اصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها واحرقني ذكاؤها قد قسمني اي اهلكني كسبني ريحها اي اهلكني ريحها واحرقني ذكاؤها اي وهج النار احرقني يسأل الله تبارك وتعالى ان يصرف وجهه عن النار. هذا الطلب الان الاول ان يصرف وجهه عن النار لان وجه قبل النار تأذى من آآ لهب النار وهجوا النار فسأل الله ان يصرف وجهه عن النار فيقول اي الله هل عسيت ان فعل ذلك بك ان تسأل غير ذلك ان تسأل غير ذلك فيقول لا وعزتك يحلف بعزة الله لا وعزتك اي لا اسف غير ذلك فقط اريد ان يصرف وجهي عن النار وبعدها لن اسأل لا وعزتك فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق يحلف وعهود ومواثيق انه لن يسأل شيئا غير هذا فقط يريد ان يصرف وجهه عن النار ثم فقال في صرف الله وجهه عن النار فاذا اقبل به على الجنة رأى بهجتها رأى بهجة الجنة اي حسنها وجمالها رأى بهجتها سكت ما شاء الله ان يسكت ثم قال يا رب يا رب قدمني عند باب الجنة يا رب قدمني عند باب الجنة فيقول الله له اليس قد اعطيت العهود والمواثيق الا تسأل غير ذلك غير الذي كنت سألت فيقول يا رب لا اكون اشقى خلقك لا اكون اشقى خلقك فيقول فما عسيت ان اعطيت ذلك الا تسأل غيره فما عسيت ان اعطيت ذلك الا تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا اسأل غير ذلك فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه الى باب الجنة فاذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النظرة والسرور فيسكت ما شاء الله ان يسكت فيسكت ما شاء الله ان يسكت فيقول يا رب ادخلني الجنة يا رب ادخلني الجنة. فيقول الله ويحك يا ابن ادم ما اغدرك اليس قد اعطيت العهود والمواثيق الا تسأل غير الذي اعطيت فيقول يا رب لا تجعلني اشقى خلقك فيضحك الله منه فيضحك الله منه وهذا فيه اثبات الضحك صفة لله تبارك وتعالى تليق بجلاله وكماله وكما جاء في عن ابي رزين رضي الله عنه لما اخبر لما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان الرب يضحك قال لا عدنا الخير من رب يضحك لعدمنا الخير من رب يضحك ثم يأذن له في دخول الجنة يأذن له في دخول الجنة مر معنا انه اخر اهل النار دخولا الجنة اخر اهل النار دخولا الجنة فيأذن الله له بالدخول ثم يقول الله له فمن فمن ماذا تتمنى ان يكون لك في الجنة؟ فمن هذا من هو اخر اهل النار دخولا الجنة انظروا كرامته انظروا كرامته وما اعد له في الجنة فكيف بمن هو اعلى منه وارفع قال تمنى فيتمنى حتى اذا انقطعت امنياته قال الله عز وجل زد من كذا وكذا اقبل يذكره ربه حتى اذا انتهت به الاماني حتى اذا انتهت به الاماني انتهت الاماني تمنى اشياء كثيرة وانتهت الاماني. اتمنى كذا واتمنى كذا واتمنى كذا. ويذكره ربه سبحانه وتعالى حتى فاذا انتهت به الاماني حتى اذا انتهت به الاماني ما معنى انتهت الاماني؟ ما بقي شيء اخر عنده يتمناه الذي عنده قاله وذكره الله سبحانه وتعالى باشياء وتمناها وانتهت الاماني انتهت الاماني قال الله له لك ذلك ومثله معه لك هذا الذي تمنيت كله ومثله معه ومثله معه ابو سعيد الخدري رضي الله عنه كان حاضرا المجلس قال لابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله لك ذلك وعشرة امثاله لك ذلك وعشرة امثاله حفظ ابو سعيد عشرة امثاله ولا تعارض بين بين ذلك قد يكون فعلا الذي سمع ابو هريرة مرة واحدة ثم اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بزيادة الفضل والمن بانها عشرة امثال فاخبر بذلك وسمعه ابو سعيد رضي الله عنه قال ابو هريرة لم احفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم الا قوله لك ذلك ومثله معه. قال ابو سعيد اني سمعت يقول ذلك لك ذلك لك وعشرة امثاله ذلك لك وعشرة امثاله هذا لاخر اهل الجنة دخولا الجنة. له كل ما تمناه وذكره الرب سبحانه وتعالى امورا ثم اعطي ما تمناه ومعه عشرة امثاله ومعه عشرة امثاله والشاهد من الحديث ما جاء فيه ان الله عز وجل حرم على النار ان تأكل اثر السجود. هذا فيه فضيلة عظيمة للسجود ونسأل الله عز وجل لنا اجمعين ان يدخلنا الجنة بلا حساب ولا عذاب نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب السجود على سبعة اعظم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في رواية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اسجد على سبعة اعظم على الجبهة واشار بيده على انفه واليدين والركبتين واطراف القدمين ولا نكفت الثياب والشعر ويؤجل الكلام على هذا الحديث الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اصلح لنا ديننا الذي وعصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير موته راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اقسم لنا من خشيتك كما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا