الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة زين الدين ابو العباس احمد بن عبداللطيف الزبيدي رحمه الله تعالى في كتابه التجريدي الصريح لاحاديث الجامع الصحيح تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله باب الذكر بعد الصلاة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن عباس كنت اعلم اذا انصرفوا بذلك اذا سمعته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين وبعد هذه الترجمة الذكر بعد الصلاة تأتي هذه الترجمة بعد انهاء ما يتعلق باعمال الصلاة انتهاء بالتسليم الذي هو تحليل الصلاة ورد عن نبينا صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود الذي مر معنا قريبا ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ثم يتخير من الدعاء اعجبه اليه فيدعو وهذا يفيد ان اخر الصلاة وقبل التسليم موطن من المواطن العظيمة التي يتحرى فيها الدعاء ومن كانت لديه دعوات فليتحرى هذه الدعوات قبل ان يسلم اما بعد السلام فان المشروعة فيه اذكار مأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام من تهليل وتسبيح وتحميد وتكبير وقراءة لاية الكرسي ونحو ذلك مما ورد من الاذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم فالاصل ان الدعاء قبل السلام وبعد السلام موطن لذكر الله سبحانه وتعالى بالاذكار المأثورة والتي اورد المصنف رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة شيئا من هذه الاذكار بدأها بحديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن عباس كنت اعلم اذا انصرفوا بذلك اذا سمعته وهذا الحديث يفيد ان ما بعد السلام من الصلاة المكتوبة موطن يشرع فيه الاكثار من ذكر الله بالاذكار المأثورة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. موطن يشرع فيه العناية بذكر الله سبحانه وتعالى بالاذكار المأثورة عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وبعض الناس عندما يفرغ من السلام في الصلاة المكتوبة يبادر الى الدعاء يبادر الى الدعاء وربما بادر الى رفع يديه واخذ يدعو مع ان تحري الدعاء قبل ان يسلم كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام في حديث ابن مسعود ثم يتخير من الدعاء اعجبه اليه في رواية ثم ليتخير من الدعاء ما شاء فبعد السلام يتحرى الذكر ذكر الله سبحانه وتعالى الاذكار المأثورة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. فقوله ان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس منه المكتوبة حين ينصرف الناس من المكتوبة يفيد ان الذي كان عليه العمل في عهد النبي صلوات الله وسلامه عليه هو حين ينصرف الناس من المكتوبة يشرعون في الاذكار يشرعون في الاذكار المأثورة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال رضي الله عنهما ان رفع الصوت بالذكر ان رفع الصوت بالذكر وجاء في بعض الروايات بالتكبير لرفع الصوت اه التكبير مجيء هذه اللفظة في بعض آآ الروايات هو من اطلاق الجزء على مسمى الكل يعني هو مراده ما جاء مفسرا في هذه الرواية رفع الصوت بالذكر ولما كان التكبير من جملة الاذكار التي تقال جاء في بعض الروايات تسمية ذلك تكبيرا فاطلق على الكل آآ او او مسمى الكل آآ اه لفظ التكبير الذي هو جزء من الاذكار المأثورة المشروعة دبر اه الصلوات واما ما يفعله بعض الناس استنادا لهذا الحديث انه بعد ان يسلم يكبر تكبيرة واحدة يرفع بها صوته فالحديث لا يدل على ذلك حديث لا يدل على ذلك بل الحديث يدل على آآ ان الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ رفع الصوت بالذكر كما في هذه الرواية وقوله في الرواية الاخرى بالتكبير المراد بالتكبير اي بذكر الله الذي من جملته تكبير الله سبحانه وتعالى والذي ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه انه يقوله بعد ان يسلم الاستغفار ثلاثا ثم يقول قل اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والاكرام ثم يهلل كما سيأتي معنا في حديث المغيرة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير يهلل يأتي بالتهليل ثم تأتي التسبيحات سبحان الله ثلاثا وثلاثين الحمد لله ثلاثا وثلاثين الله اكبر ثلاثا وثلاثين ثم تماما مئة لا اله الا الله الذي يفيده حديث آآ ابن عباس ان الذي كان على عهد الرسول عليه الصلاة والسلام هو رفع الصوت بالذكر يعني هذه الاذكار ليس التكبير وحده وانما هذه الاذكار التي تكون بعد الصلاة الذي كان على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هو رفع الصوت بها ومن اهل العلم من اعتبر هذه سنة مطلقا دبر كل مكتوبة ان يرفع الصوت بالذكر استنادا لهذا الحديث ومنهم من قال ان الاذكار التي تكون دبر الصلاة باقية على الاصل الذي هو ذكر الله خفية ذكر الله سبحانه وتعالى خفية لا ان يرفع صوته بالذكر وحملوا هذا الحديث الى انه يفعل ذلك احيانا للتعليم انه يفعل ذلك احيانا للتعليم تعليم الناس هذه آآ الاذكار التي تكون دبر كل صلاة. ومن اهل العلم من قال ان هذا الحديث اه يدل على مشروعية الرفع رفع الصوت بالذكر دبر كل صلاة واتفقوا جميعا على ان رفع الصوت بالذكر دبر الصلاة جماعة يعني باداء واحد وبصوت واحد يبدأون جميعا وينتهون جميعا هذا من البدع التي ليست آآ من هدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. وانما المراد في قول من قال من اهل العلم برفع الصوت بالذكر بعد الصلاة اي ان كل مصل يرفع صوته على حدة لا ان يكون الاداء من الجميع جماعيا واحيانا ربما يعني بادارة الامام لهم يكبر ويسبح يحمد وهم يحمدون بتحميده بصوت واحد فهذا ليس من آآ سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل من الامور التي احدثها الناس فاما ان يأتي بالاذكار يرفع بها صوته وكل على حدة يأتي بهذه الاذكار او آآ دون ان يكون ذلك باداء جماعي. ومن المعلوم ان الاذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم دبر الصلاة جاء متنوعة جاءت متنوعة ومن المصلين من يأتي بهذه آآ ببعض هذه الاذكار ومنهم من يأتي بكل هذه الاذكار وكل ونشاطه اما اذا جعلت جماعية الزم الجميع بنوع واحد وبطريقة واحدة وباداء واحد واصبح يؤدي اه امرا يفعله محاكاة للجماعة ومتابعة للجماعة بخلاف ما اذا كان العبد كل ونفسه ويذكر الاذكار التي ينشط لها فالشاهد ان المراد برفع الصوت بالذكر هنا اي كل على حدة كل على حدة ومن اهل العلم من يرى ان هذا انما يسار اليه احيانا من اجل اه التعليم والا فان الذكرى في هذا الموطن يعتبرونه باق على اصله وهو انه اه اه يؤتى به خفية وقول ابن عباس رضي الله عنهما كنت اعلم اذا انصرفوا بذلك اذا سمعته اذا سمعته وهذا قد يفيد انه لم يكن يشهد الجماعة ربما انه كان ذلك في مرحلة صغيرة من سنه اه فلذلك قال اه كنت اعلم اذا انصرفوا بذلك اذا سمعت اذا سمعته هذا احتمال ذكره اهل العلم واحتمال اخر انه ربما انه بحكم صغر سنه يكون في اخر الصفوف وليس هناك مبلغ اه بصوت جهوري للتسليم في عرف انهم انصرفوا من الصلاة بالتكبير صوت الاذكار الجماعية التي صوت الاذكار العالية التي تكون من جماعة المسجد فيعرف انهم انصرفوا اه من صلاة بذلك فيحتمل هذا ويحتمل المعنى الاول نعم قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال جاء الفقراء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب اهل الدثور من الاموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل اموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون فقال الا احدثكم بما ان اخذتم به ادركتم من سبقكم ولم يدرككم احد بعدكم وكنتم خير ما خير من انتم بين الا من عمل مثله تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين قال الراوي فاختلفنا بيننا فقال بعضنا نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر اربعا وثلاثين فرجعت اليه فقال تقول سبحان الله والحمد لله والله الله اكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاثا وثلاثين وهذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه فيه اه ايظا اه ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من اذكار تقال دبر الصلاة المكتوبة وفيه ان الفقراء جاءوا الى النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا يا رسول الله ذهب اهل الدثور من الاموال بالدرجات العلى نعيما مقيم ذهبوا بالدرجات العلا والنعيم المقيم. قصدهم باهل الدثور اي التجار قصد باهل الدثور اي التجار الاغنياء اصحاب الاموال بينوا ذلك قالوا يحجون بها قالوا نعم قالوا يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتميزون عنا بامر بسبب وفرة الاموال عندهم قالوا ولهم فضل اموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون اي نحن ما عندنا مثلهم اموال حتى نشاركهم في هذا حتى نشاركهم في هذا الخير وفي حديث ابي كبسة وهو في السنن وحديث صحيح مر الاشارة اليه في درس ماظي والذي قال فيه عليه الصلاة والسلام اه انما الناس اربعة وذكر منهم آآ رجلا اتاه الله مالا وعلما فهو ينفق ويتصدق من هذا المال ورجل اتاه الله علما ولم يؤته مالا اتاه الله علما ولم يؤته مالا فقال لو كان لي مثل مال فلان قال بنية صادقة لو كان لي مثل مال فلان لفعلت مثله قال النبي عليه الصلاة والسلام هم في الاجر سواء قال هم في الاجر سواء ذاك بماله الذي انفقه وهذا بنيته الصادقة. وعزمه الاكيد ان لو كان عنده مثله لتصدق مثله وهذا باب عظيم للفقراء ينالون به هذا الاجر بالنية الصادقة والعزم الاكيد ان لو كان عندهم من المال مثل فلان لتصدقوا مثل فلان فاذا وجد في هذه النية الصادقة والعزم الاكيد فانه يكون له من الاجر مثل اجره قال هم في الاجر سواء يقولون هؤلاء يعتمرون يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل اموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون فقال عليه الصلاة والسلام الا احدثكم بما ان اخذتم به ادركتم من سبقكم ولم يدرككم احد بعدكم وكنتم خير من انتم بين ظهرانيه. الا من عمل مثله تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين وهذا فيه ما دل عليه الحديث الاخر حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام سبق المفردون سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات فاهل الذكر هم اهل السبق وكأن الناس كأن اهل الاسلام في ميدان ومضمار سباق واهل الذكر الاكثر ذكرا لله سبحانه وتعالى هم الاسبق في هذا المضمار هم الاسبق في هذا المغمار سبق المفردون اي سبقوا غيرهم قال عليه الصلاة والسلام لانبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وخير لكم من انفاق الذهب والورق وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم؟ قلنا بلى يا رسول الله. قال ذكر الله وذكر الله سبحانه وتعالى هو لب العبادات واعظم الناس اجرا في كل عبادة اكثرهم ذكرا لله فيها فالذكر مكانته في الدين عظيمة جدا ولهذا لما ذكروا عدم قدرتهم على هذه الاعمال لعدم وجود الاموال من حج او عمرة او جهاد او صدقات ارشدهم الى العناية بالذكر وبين لهم فضيلته العظيمة. قال الا احدثكم وانظر هذا التشويق الا احدثكم بما ان اخذتم به ادركتم من سبقكم ولم يدرككم احد بعدكم وكنتم خير من انتم بين ظهرانيه يعني كنتم افظل الناس الذين انتم معهم وتعيشون معهم كنتم خير من بين ظهرانيه الا من عمل مثله الا من عمل مثله تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين انظر رعاك الله هذا الفضل العظيم لهذه الاذكار التي تقال دبر كل صلاة مكتوبة. انظر ماذا فيها من الاجر وماذا فيها من السبق وماذا فيها من الربح وانظر تفريط كثير من الناس فيها مع ان هذه الكلمات هذه الاذكار بحساب الدقائق بحساب الدقائق الاتيان بها لا تزيد على دقيقة واحدة عندما تأتي بها مطمئنا سبحان الله سبحان الله سبحان الله لا تأتي الا بدقيقة واحدة مع ان بعض الناس يأتي بها كلها في ثانية يأتي بها لا لا يأتي بالحروف ولا وانما يسندها سردا لا يطلع لا يخرج منها الا حرف السين فقط فلا يكون اتى بها لكن الاتيان المطمئن سبحان الله سبحان الله سبحان الله لا لا تستغرق دقيقة واحدة ومع ذلك الناس زاهدون في الخير الناس في زهد في هذا الخير وفي زهد في هذا الثواب وهي لا تأخذ وقت والثواب المترتب عليها ثواب عظيم مثل ما رأينا في هذا الاحاديث واحاديث اخرى ايظا دلت على عظم فضل هذه الاذكار قال الا الا احدثكم الان اسمع التسويق ثم انظر العمل الذي جاء بعده. الا احدثكم بما ان اخذتم به ادركتم من سبقكم ولم يدرككم احد بعدكم وكنتم خير من انتم بين ظهرانيه الا من عمل مثله. لو لم تسمع هذا الحديث لو لم تسمع هذا الحديث او سمعته لاول مرة وقيل لك الا احدثكم بما ان اخذتم به ادركتم من سبقكم ولم يدركهم احد بعدكم وكنتم خيرا من انتم بين ظهراني الا من عمل مثلهم ماذا يأتي في مخيلك للاعمال ربما تظن ان انها سيذكر لك اعمال مجهدة وتأخذ وقت ولم يذكر عليه الصلاة والسلام الا هذا الذكر العظيم المبارك. وهذا والله يا اخوان شاهد من شواهد كثيرة على فضل هذه الكلمات هذه الكلمات سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. كلمات عظيمة جدا يقول عليه الصلاة والسلام احب الكلام الى الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر حبيبة الى الله هذه الكلمات. هي احب الكلام ينتمي اليه ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول لان اقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر احب الي مما طلعت عليه الشمس ولها اثر عجيب جدا في تكفير الذنوب هذه الكلمات لها اثر عجيب للغاية في تكفير الذنوب ومرة كما جاء في الترمذي كان النبي عليه الصلاة والسلام مع اصحابه فمروا بشجرة يابسة ورقها يابس وكان في يده عصا فضرب عليه الصلاة والسلام الشجرة بالعصا التي في يده فاخذ ورق الشجرة يتناثر ويتساقط والصحابة رضي الله عنهم يرون الورى يتساقط من الشجرة فقال لهم وهم ينظرون للورق يتساقط من الشجرة قال ان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر لتساقط الذنوب كما تساقط ورق هذه الشجرة ان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر لتساقط الذنوب كما تساقط ورق هذه الشجرة فهي كلمات عظيمة جدا ومباركة واتيان المسلم بها دبر الصلاة المكتوبة في هذا الموضع تعيينا له شأن عظيم هي في كل وقت لها اثر عظيم لكن ايضا في هذا الوقت دبر الصلاة المكتوبة لها شأن عظيم ولها ثواب خاص مثل ما ورد في هذا الحديث عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه. قال تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين. اي تقول سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة والله اكبر ثلاثا وثلاثين مرة. وتأتي بتمام المئة بلا اله الا الله كما وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كما دل على ذلكم احاديث اخرى عن النبي صلوات الله وسلامه عليه قال الراوي فاختلفنا بيننا فقال بعضنا نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر اربعا وثلاثين فرجعت اليه فقال تقول سبحان الله والحمد لله والله اكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاثا وثلاثين اي ثلاثا وثلاثين تسبيحة وثلاثا وثلاثين تحميدة وثلاثا وثلاثين تكبيرة نعم قال رحمه الله تعالى وسبحان الله هذه الكلمة معناها انزه الله هي كلمة تنزيه سبحان الله فيها التنزيل لله عن كل ما لا يليق به سبحانه وتعالى ومن النقائص وتنزيهه تبارك وتعالى عن مماثلة المخلوقات وتنزيهه عن كل ما يصفه به الواصفون من اعداء الرسل سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه اي تنزه وتقدس فكلمة سبحان الله كلمة تنزيه لله كلمة تبرئة وتقديس لله تبارك وتعالى عن النقائص عيوب وعن مماثلة المخلوقات وكلمة الله اكبر كلمة كلمة تعظيم لله وايمان بانه سبحانه الكبير الذي لا اكبر منه كما في حديث عادي لما قال له عليه الصلاة والسلام ما يفرك يا عدي؟ ايفرك ان يقال الله اكبر وهل شيء اكبر من الله الله اكبر فيها الايمان بان الله سبحانه وتعالى هو الكبير الذي لا اكبر منه سبحانه وتعالى والحمد لله فيها الثناء على الله الحمد لله فيها الثناء على الله مع حبه ثناء عليه جل وعلا اه على اسمائه الحسنى وصفاته العليا وعلى نعمه والائه ومننه التي لا تعد ولا تحصى والحمد فيه الاثبات اثبات الكمال لله والتسبيح فيه التنزيه لله جل وعلا ولهذا هاتان الكلمتان تأتيان مقترنتين في احاديث مثل سبحان الله وبحمده في ادعية كثيرة واذكار عديدة تأتي هاتان الكلمتان مقترنتين سبحان الله وبحمده وفيهما الاثبات لاثبات الكمال والتنزيه على النقائص وقاعدة اهل السنة في اسماء الله وصفاته اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل كما يدل على ذلك سبحان الله وبحمده سبحان الله وبحمده فيهما التسبيح والتحميد اه التنزيه واثبات الكمال لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى عن المغيرة ابن شعبة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد وهذا الحديث حديث المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة المراد بدبر الصلاة هنا في هذا الموضع اي بعد السلام لان دبر الشيء يطلق على ما كان متصلا به وما كان ايضا بعده ولهذا قال اهل العلم ما كان من ادعية ما كان من ادعية بدبر الصلاة المراد بها قبل السلام. لحديث ابن مسعود يتخير من الدعاء ما شاء واذا كان ذكرا فالمراد دبر الصلاة اي بعد السلام المراد بدبر الصلاة اي بعد السلام فقوله ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دبر كل صلاة مكتوبة اي بعد ان يسلم بعد ان يسلم يأتي بهذه التهليلات لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ولا اله الا الله هذه كلمة التوحيد لا اله الا الله هذه كلمة التوحيد وهي قائمة على النفي والاثبات. نفي في اولها واثبات في اخرها النفي الذي في اولها نفي عام لا اله نفي عام لكل ما يعبد من دون الله والا الله فيها اثبات خاص للعبودية بكل معانيها لله وحده والتوحيد قائم على هذين الركنين اللذين اشتملت عليهما هذه الكلمة النفي والاثبات ولعظم مقام اه التوحيد الذي قام على هذه الكلمة كلمة التوحيد جاء التأكيد على هذا المعنى بقوله وحده لا شريك له وحده لا شريك له. لان لا اله الا الله فيها ماذا اثبات ونفي اكد الاثبات بقوله وحده واكد النفي بقوله لا شريك له فقوله وحده لا شريك له تأكيد للتوحيد الذي دلت عليه لا اله الا الله قوله وحده لا شريك له تأكيد للتوحيد الذي دلت عليه لا اله الا الله لا اله الا الله قائمة على ركنين النفي والاثبات اكد النفي بقوله وحده واكد اكد الاثبات بقوله وحده واكد النفي بقوله لا شريك له قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. هذه الى تمام هذا الذكر براهين للتوحيد صدرت الكلمة بكلمة التوحيد صدر هذا الذكر بكلمة التوحيد ثم اتبع بالبراهين لا اله الا الله لا معبود حق الا الله لانه وحده الملك له الملك المتفرد بالملك لا شريك له الملك ملكه سبحانه وتعالى فلا يستحق ان يعبد وان يصرف له شيء من العبادة الا الملك المتفرد بالملك. اما من سواه لا يملك شيئا فلا يستحق ان يعبد قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير فكونه جل وعلا وحده متفرد بالملك هذا البرهان من براهين وجوب توحيده واخلاص الدين له اما من سواه لا يملك شيئا ولهذا قال العلماء استنادا الى هذه الاية او هذه الايات من سورة سبأ ان من يدعى ان من يدعى يستحق ان يدعى اذا توفرت فيه احد امور الاول ان يكون مالكا ملكا استقلاليا فابطل الله ذلك. قال قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارظ ان لم يكن مالكا ثم امر دون ذلك وهو ان يكون عنده مشاركة مع المالك ولو في شيء قليل فابطل الله ذلك بقوله وما لهم فيهما من شرك يعني هؤلاء الذين يدعون من دون الله ما لهم في السماوات والارض من شرك اي من مشاركة ولا بشيء قليل اذا لا مالك ولا شريكا للمالك بقي امر ثالث دون هذين وهو ان يكون معينا للمالك يحتاج المالك الى ارائه والى افكاره والى معينا للمالك فابطل الله ذلك بقوله وماله اي الله منهم اي هؤلاء الذين يدعون من دونه من ظهير اي من معين اذا لا مالك ولا شريكا للمالك ولا معينا للمالك يبقى امر رابع وهو ان يملك الشفاعة الابتدائية عند المالك بدون اذن المالك فابطل الله ذلك بقوله ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له ولهذا قال بعض العلماء رحمهم الله في هذه الايات قالوا انها قطعت شجرة الشرك من عروقها واجتثتها من اصولها لانها لم تبقي لمشرك متعلق كل ما يخطر ببال المشرك انه يتعلق به فيما في شأن من يدعوه من دون الله ابطل في هذه الاية ابطل ترتيبا مرتبا ابطل ابطالا مرتبا بحسب حال هذه الامور التي يتعلق بها اولئك الذين يدعون غير الله فتفرد الله بالملك هذا برهان عظيم من براهين التوحيد ولهذا في اية الكرسي وهي اعظم اية في تقرير التوحيد وهي اعظم اية في القرآن ذكر في صدر الاية كلمة التوحيد ثم اتبعت بذكر البراهين منها هذا البرهان الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض هذا هذا هو بمعنى قوله اه في في هذا الدعاء له الملك له ما في السماوات وما في الارض اي ملكه سبحانه وتعالى كل ما في السماوات والارض ملك لله هذا من براهين وجوب توحيده واخلاص الدين له البرهان الاخر وله الحمد الحمد كله لله لانه هو هو المنعم وهو المتفضل بيده العطاء والمنع والخافظ والرفع والقبظ والبسط الامور كلها بيده والفضل فظله سبحانه وتعالى فالحمد كله لله الحمد على اسمائه الحسنى سبحانه وصفاته العليا والحمد على نعمه التي لا تعد ولا تحصى وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وقوله وهو على كل شيء قدير. هذا ايضا برهان عظيم من براهين التوحيد قدرة الله على كل شيء وان الله لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما بمعنى قول الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء قال العلماء بان الله على كل شيء قدير العلماء بان الله على كل شيء قدير ايمان العبد حقيقة يقينا لان الله على كل شيء قدير تحت هذا الايمان تذهب عن القلب كثير من الامراض والتعلقات الباطلة التي ما انزل الله بها من من سلطان الله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء من توكل عليه كفاه ومن استعان به اعانه ووقاه. الامر بيده وهو جل وعلا على كل شيء قدير لا يعجزه شيء وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت لا مانع لما اعطيت اذا كتب الله لعبده نعمة لا راد لها ولا مانع لها واذا منع عبده نعمة لا يمكن ان يعطيها اياه احد ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته؟ قل حسبي الله فالامر بيده سبحانه وتعالى هو المعطي المانع لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع وقوله ولا ينفع ذا الجد منك الجد ولا ينفع ذا الجد اي صاحب الحظ والغنى والمال لا ينفعه ماله لا ينفعه ما له ما لم يكن مطيعا لله سبحانه وتعالى مقبلا على عبادته وليست اموال الانسان ولا تجاراته بالتي تقربه الى الله وتدنيه منه لا ينفع ذا الجد منه الجد صاحب المال صاحب الغنى لا ينفعه غناه وانما الذي ينفع هو الايمان والتقرب الى الله وعبادة عبادته سبحانه وتعالى بما شرع وامر قال ولا ينفع ذا الجد منك الجد فهذا ذكر عظيم مبارك يشرع المسلم ان يقوله دبر كل صلاة. دبر كل صلاة مكتوبة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. نعم قال رحمه الله تعالى باب قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب يستقبل الامام الناس الى فسلم عن سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلى صلاة اقبل علينا بوجهه وفي حديث اخر وردت ايضا تهليلات كان عليه الصلاة والسلام يقولها دبر كل صلاة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة الا بالله لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا اله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وهذه تهليلات هي ثلاث تهليلات تقول فيها لا اله الا الله ثلاث مرات وفي كل مرة تتبع لا اله الا الله تحقيق معناها وتأكيده وذكر البراهين والدلائل عليها في كل مرة تتبعها بتحقيق المعنى. لان المرة الاولى تقول لا اله الا الله وحده لا شريك له وعرفنا ان وحده لا شريك له تأكيد النفي والاثبات فالمرة الثانية تقول لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه. هذا تحقيق للمعنى لا نعبد الا اياه هذا هو معنى لا اله الا الله. اي اي نفرد الله وحده بالعبادة في المرة الثالثة تقول لا اله الا الله مخلصين له الدين لان لا اله الا الله تعني اخلاص الدين لله فجاء هذا التهليل الذي يقال دبر كل صلاة تهليلا متبعا بتفسير التهليل وبيان معناه ولهذا تستطيع من خلال هذا التهليل الذي يقوله المسلم دبر كل صلاة ان تستخلص تعريفا للا اله الا الله. من مجموع هذه التهليلات الثلاث تعريفا هو اجمع واحسن ما يكون لان تعرف به لا اله الا الله فلو قيل لك ما معنى لا اله الا الله وقلت معناها الا نعبد الا الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين هذا من من التهليلات الثلاث هذا مستخلص من التهليلات الثلاثة لا اله الا الله وحده لا شريك له ثم لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه ثم لا اله الا الله مخلصين له الدين من هذه التهليلات الثلاث يمكن يستخلص هذا التعريف معنى لا اله الا الله الا نعبد الا الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين. وهذا اجمع ما يكون في تعريف هذه الكلمة. فانظر مكانة كلمة التوحيد ومكانة فهمها والدراية بمعناها وكيف ان هذا المعنى يثبت بقلب المسلم من خلال المواظبة المستمرة على هذا الذكر دبر كل صلاة مكتوبة وهذا مما يؤكد ايها الاخوة اهمية العناية بفهم الاذكار فهما صحيحا الاذكار المأثورة ان يأتي بها وهو يفهم معناها ويحقق ما دلت عليه بينما لما وجد في الناس من يردد مثل كلمة لا اله الا الله غيرها من الاذكار الشرعية تردادا دون فهم للمعنى وجد فيهم مناقضة في الافعال تجد افعالهم تناقض هذه الكلمات التي يقولونها قال باب يستقبل الامام الناس اذا سلم باب يستقبل الامام الناس اذا سلم هذه الترجمة فيها ان من السنة ان الامام بعد ان يسلم يستقبل المأمومين بوجهه ان ينفتل الى جهة المأمومين ويستقبلهم بوجهه سواء انفتل من جهة اليمين او انفتل من جهة اليسار كل ذلكم جاءت به السنة كما سيأتي بترجمة لاحقة قال باب يستقبل امام الناس اذا سلم واورد حديث سمرة ابن جندب رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلى صلاة اقبل علينا بوجهه اذا صلى صلاة اقبل علينا الوجه وهذا يفيد ان ان هذا الصنيع من هديه في كل صلاة اذا صلى اي بعد ان يسلم اقبل على الناس بوجهه اي ان فتل واستقبل الناس بوجه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله تعالى عن زيد بن خالد الجهني رضي الله تعالى عنه انه قال صلى لنا رسول الله صلاة صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على اثر سماء كانت من الليلة فلما انصرف اقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب. واما من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن مؤمن بالكوكب وهذا الحديث حديث زيد ابن خالد الجهني رضي الله عنه شاهد لهذه الترجمة استقبال امام الناس اذا سلم لان زيد قال فلما صرف اقبل على الناس وهذا موطن الشاهد من الحديث للترجمة فلما انصرف اي النبي صلى الله عليه وسلم اقبل على الناس اي اقبل عليهم بوجهه فكان ذلكم هديه كان ذلكم هديه صلى الله هديه صلى الله كان ذلكم هديه صلى الله عليه وسلم دبر كل صلاة مكتوبة قال زيد رضي الله عنه صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية صلى لنا اي صلى بنا اماما صلاة الصبح اي صلاة الفجر بالحديبية المنطقة التي كان فيها صلح الحديبية وهي منطقة قريبة من مكة على اثر سماء كانت من الليلة اي من تلك الليلة التي صلى بهم عليه الصلاة والسلام صبيحتها فكانت ليلة مطيرة كانت ليلة مطيرة فلما انصرف اقبل على الناس صلى الله عليه وسلم فقال هل تدرون ماذا قال ربكم هل تدرون ماذا قال ربكم وهذا فيه من التسويق ما لا يخفى هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال اي الله اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر اي على اثر هذه النعمة نعمة المطر المنة العظيمة بنزول الغيث انقسم الناس الى مؤمن وكافر وقولها قول الله عز وجل في هذا الحديث القدسي اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر المراد بالعباد هنا آآ المراد بالعباد اي العبودية العامة وليس المراد بالعباد العبودية الخاصة التي جاء ذكرها في مثل قوله وعباد الرحمن لان الخلق كلهم عباد لله باعتبار انه ربهم خالقهم وانهم طوع تدبيره وتسخيره وتصريفه سبحانه وتعالى قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافى. فالمراد بالعبودية هنا العامة التي هي عبودية لربوبية الله. سبحانه وتعالى ثم فسر ذلك قال فمن فاما من قال مطرنا بفظل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب من قال مطرنا بفظل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. مؤمن بالله وان النعمة من الله وان الفضل فضل الله. وان الله هو الذي ينزل الغيث سبحانه وتعالى وان الله هو الذي ينزل الغيث من قال مطرنا بفظل الله ورحمته عنده هذه العقيدة الصحيحة والايمان القويم بالله تبارك وتعالى وان الفضل فضل الله فيظيف النعمة الى المتفضل سبحانه وتعالى ومن قال واما من قال بنوء كذا وكذا واما من قال بنوء كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب الذي يضيف النعمة الى الكوكب فيقول مطرنا بنوء كذا وكذا هذا كافر بالله ان كان يعتقد ان الكوكب هو الذي نزل الغيث فهذا كفر اكبر ناقل من الملة وان كان يعتقد ان الذي ينزل الغيث هو الله ويضيف نزول الغيث الى الكوكب اضافة يضيف اليه باعتبار انه السبب فهذا من الشرك الاصغر اذا كان يضيفه اليه باعتبار انه سبب مع ان الكوكب ليس هو السبب ليس هو السبب وانما آآ السبب رحمة الله بالعباد وآآ وتفضل الله على العباد ولجوء العباد الى الله وافتقارهم بين يدي الله سبحانه وتعالى مطرنا بفظل الله ورحمته مطرنا بفظل الله ورحمته ولهذا يؤثر عن ابي هريرة وهذا اورده ابن كثير في تفسيره انه كان في مثل صبيحة الليلة المطيرة يقول رضي الله عنه وارضاه مطرنا بنوء الفتح مطرنا بنوء الفتح قصد بهذه الكلمة الرد على المشركين الذين قلنا مطرنا بنوء كذا وكذا. يقول مطرنا بنوء الفتح ثم يقرأ الاية الكريمة ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مرسل له من بعده فيرد عليهم بقول مطرنا بنوء كذا بنوء كذا يقول مطرنا بنوء الفتح مثل صنيع ابي هريرة صنيع اخر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه صلى بالناس مرة فلم يزد على صلى بهم صلاة الاستسقاء فلم يزد على الاستغفار فقالوا له لم تزد على الاستغفار قال لقد سألت الله بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر ثم تلا فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم وانهارا المجاديح جمع مجدح وهو النجم لما قال سألت الله بمجاديح اراد الرد على المشركين اراد الرد على المشركين الذين يتعلقون بالنجوم ولهذا كان بعضهم اذا امطروا قال ما احسن المجدح مثل قول المطر نبي نو كذا فقول عمر سألت الله بمجاديح السماء يقصد الاستغفار واللجوء الى الله والضراعة بين يديه وسؤاله سبحانه وتعالى نزول الغيث سببه حاجة العباد وافتقارهم والتجاؤهم الى الله سبحانه وتعالى ولهذا يشرع للمسلم على اثر نزول الغيث ان يقول هذه الكلمة العظيمة مقرنة بفظل الله ورحمته وذكرت مرة في احد الدروس قصة سمعتها من صاحبها مباشرة بدون واسطة وهو فيما احسبه الله وحسيبه من العباد وهو حي يرزق كبير السن قارب المئة الان يحدثني بنفسه عن قصته يقول كنت مرة في آآ على بعير لي ومعي قربة فيها ماء قليل وكنت في في كان ذلك الوقت في شدة الصيف والبلد القرية التي يقصدها بعيدة. والماء الذي معه قليل يعني لا يكفي حاجته او لا يسد حاجته فيقول جلست تحت ظل شجرة اقيم مقيلا تحت ظل شجرة في الظهر في القائلة بين انا كذلك واذا بكلب جاء الي يكاد يأكل الثرى من العطش يقول فوقع في قلبي رحمة له ولم يكن معي وعاء هو نفسه يحدثني بذلك ولم يكن معي ويعة فيقول حفرت في الارض حفرة وجعلت ثوبي فيها ويقول ثيابنا اول سميكة تحفظ الماء قليلا ووضعت ثوبي في الحفرة واخذت اصب الماء الذي معي في القربة للكلب ويلعقه بلسانه من ثوبه حتى افراط القربة كاملة يقول وقع في قلبي رحمة له حتى افراط الماء في ماء الذي معي كاملا للكلب وشرب يقول ما جلست قليل الا والسماء تنعقد بالسحور ما كان يقول في السماء من قزعة ما فيها قطعة سحاب. يقول فاذا السماء لبدت سحب وامطرت يقول شربت وشربت ناقتي وشربت الحيوانات والطيور التي في المكان وملأت قربتي ومشيت مطرنا بفظل الله ورحمته مطرنا بفظل الله ورحمته. سبب نزول الغيث اللجوء الى الله والصدق مع الله. ولهذا شرع للمسلمين صلاة الاستسقاء يلجأون فيها الى الله والنبي عليه الصلاة والسلام خرج صلاته الاستسقاء متبدلا متواضعا متخشعا متضرعا الى الله سبحانه وتعالى نزول الغيث رحمة من من الله عز وجل وفضل على عباده واذا نزل الغيث يجب ان يحقق العبد الايمان باظافة النعمة ما هي للمنعم مطرنا بفظل الله ورحمته قال جل وعلا اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفظل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ومن قال بنوء كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب. نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب من صلى بالناس فذكر حاجته فتخطاهم عن عقبة رضي الله تعالى عنه قال صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعا يتخطى رقاب الناس الى بعض حجر حجر نسائه ففزع الناس من سرعته فخرج عليهم فرأى انهم عجبوا من سرعته فقال ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت ان يحبسني امرت بقسمته وهذه الترجمة في من صلى بالناس اي اماما فذكر حاجة فتخطاهم اي تخطى الرقاب لانه مضطر اه للخروج سريعا لتذكر امر اضطره ان يخرج. ومن المعلوم ان الامام يكون في اول اه الصفوف وفي مقدمتها فاذا اراد ان يخرج سريعا بعد السلام مباشرة مضطرا الى الى ذلك معنى ذلك انه يضطر ان يتخطى الرقاب فاورد حديث عقبة رضي الله عنه قال صليت ورأى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعا ثم قام مسرعا يتخطى رقاب الناس الى بعض حجر نسائه اي خرج الى بعض حجر نسائه ففزع الناس من سرعته لان خروجه وبهذه السرعة وبعد السلام مباشرة امر آآ يعد مستغربا ولم يكن من عادته عليه الصلاة والسلام فخرج عليهم اي بعد ان انهى حاجته فرأى انهم عجبوا من سرعته اجبوا من سرعته. فقال ذكرت شيئا من تبر عندنا ذكرت شيئا من كبر عندنا. التبر هو الذهب غير المصوغ التبر هو الذهب غير المصوغ الخام الذهب الخام الذي لم يصغ بعد فيقول ذكرت شيئا من تبر عندنا وهو من الاشياء التي هي معدل الصدقة فكرهت ان يحبسني كرهت ان يحبسني فامرت بقسمته خرج هذا الخروج السريع بعد السلام من اجل الا يؤخر هذا الذهب عنده ولا لشيء قليل صلوات الله ذكره في صلاته وما ان سلم خرج بهذه السرعة آآ الامر بقسمته صلوات الله وسلامه عليه. نعم قال رحمه الله تعالى تحت ترجمة الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الانصراف عن اليمين والشمال عن عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال لا يجعل احدكم للشيطان شيئا من صلاته يرى ان حقا عليه الا ينصرف الا عن يمينه. لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ينصرف عن يساره وهذه الترجمة الانصراف عن اليمين والشمال فيها ان السنة عندما ينصرف الامام من صلاته وينفتل الى جهة المأمومين ان ينصرف تارة من جهة اليمين وتارة من جهة اليسار كما كان عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك. كان ينصرف عن يمينه وكان ينصرف عن شماله كان ينصرف عن يمينه وايضا ينصرف عن شماله صلوات الله وسلامه عليه وابن مسعود رضي الله عنه ينبه هنا قائلا لا يجعل احدكم للشيطان شيئا من صلاته لا يجعل للشيطان شيئا من صلاته يرى ان حقا عليه ان لا ينصرف على الا عن يمينه مثلا ان يقول ان اليمين هي الافظل وان التيامن هو الافظل فلا ينصرف الا عن يمينه ويصبح ملتزما بالانصراف عن اه عن يمينه وهدي النبي صلى الله عليه وسلم هذا تارة وهذا تارة لا يجعل كل انصرافه عنا يمينه فيقول لا اجعل للشيطان حظا في من صلاته يرى ان حقا عليه ان لا ينصرف الا عن يمينه. لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ينصرف عن يساره فاذا الامام عندما ينصرف عن الى جهة مؤمن تارة عن اليمين وتارة عن جهة الشمال كما ثبت كل ذلكم عن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون وبه علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا