لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين اما بعد فنرحب بكم ايها الاخوة مع استئناف هذا الدرس في التعليق على كتاب الفضائل من صحيح مسلم باب تبسمه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته حدثنا يحيى ابن يحيى اخبرنا ابو خيثم عن سماك ابن حرب قال قلت لجابر بن سمرة اكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس اذا طلعت قام وكانوا يتحدثون فيأخذون في امر الجاهلية فيضحكون ويتبسم صلى الله عليه وسلم اه هذا الحديث فيه عدة فوائد اولا فوائده تحباب جلوس المصلي في مصلاه بعد صلاة الصبح الى طلوع الشمس والاحسن ان يبقى حتى تطلع الشمس طلوعا حسنا يعني يزول وقت النهي ولهذا جاء في الرواية الاخرى عند مسلم حتى تطلع الشمس حسنا يعني طلوعا حسنا وهذا الوقت من الاوقات الفاضلة قد امر الله تعالى بالتسبيح فيه والذكر وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس قبل الغروب سبحوه بكرة واصيلا والبكرة هي اول النهار بعد صلاة الصبح وهذا الوقت ينبغي ان يغتنمه المسلم بالذكر والدعاء ونحو ذلك قال اهل العلم وانما كان عليه الصلاة والسلام يجلس في مصلاه بعد صلاة الصبح لان ذلك الوقت وقت نهي لا يصلى فيه وهو بعد صلاة مشهودة وهي صلاة الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا واشغال اليوم لم تأتي بعد يكون الانسان خاليا من المشاغل فيقع الذكر والدعاء على فراغ قلب وحضور فهم وجاء حديث ابي هريرة عن الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان له اجر حجة وعمرة تامة تامة تامة لكن هذا الحديث ظعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويغني عنه حديث جابر هنا الذي ذكر فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس في مصلاه حتى تطلع الشمس فينبغي لك اخي المسلم ان تحرص على اغتنام هذا الوقت الفاضل وان تشتغل فيه بالذكر اختلف العلماء ايهما افضل ان اشتغل فيه بتلاوة القرآن او بالذكر والدعاء والذي يظهر ان الافضل هو الاصلح لقلب المسلم لم يرد في ذلك شيء الافضل هو الاصلح لقلب المسلم والمرأة في ذلك كالرجل ينبغي اذا صلت صلاة الفجر ان تبقى في مصلاها تذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس فهذه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يداوم عليها غالبا وانما قلت غالبا لانه في بعض الاحيان كان يخرج بعد صلاة الصبح مباشرة كما في حديث جويرية لما قرأ صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم رجع بعدما اضحى فقال ما زلتي على حالك التي تركتك عليها قالت نعم قال لقد قلت بعدك اربع كلمات لو وزنت بما قلت لوزنتهن الله وبحمده عدد خلقه الله وبحمده زنة عرشه سبحان الله وبحمده ورضا نفسه سبحان الله وبحمده مداد كلماته لكنه غالبا كان عليه الصلاة والسلام يجلس في مصلاه حتى تطلع الشمس ممتثلا امر ربه يسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس قبل الغروب ايضا من فوائد هذا الحديث جواز الحديث المباح في المسجد ان الصحابة كانوا يتحدثون في امر الجاهلية ويضحكون يتحدثون حديثا يؤدي الى الضحك كان عليه الصلاة والسلام يقرهم على ذلك ويتبسم وهذا يدل على جواز الحديث المباح لا بشرط ان يكون مباحا فلو ان احد جماعة المسجد جلس معك يتحدث معك في امور مباحة في المسجد فلا بأس وبعض العامة ينكر هذا وهذا الانكار لا وجه له لان الصحابة كانوا يفعلونه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لكن التوسع في ذلك يخشى معه من ان يجر الكلام المباح كلاما محرما فيقع الانسان في الغيبة او السخرية او نحو ذلك ولهذا فينبغي عدم التوسع لذلك والا فاصل الكلام المباح في المسجد لا بأس به بل بل يجوز حتى الشعر المباح كان حسان يلقي الشعر في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فلحظ اليه عمر فقال قد كنت انشد الشعر فيه حضرة من هو خير مني ومنك يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا من فوائد هذا الحديث حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يجالس اصحابه ولا يترفع عنهم ويتبسط معهم ويستمع لحديثهم وحكاياتهم ويشاركهم ايضا تاركهم ويتفاعل معهم حيث كانوا يضحكون وكان يتبسم هذا من كمال حسن خلق وهذا يدل على ان الانسان ينبغي ان ينبسط ويتبسط مع الاخرين الا يكون منزويا منقبضا وهذا يلحظ على يعني بعض طلبات العلم تجد انه لا يدخل مع العامة ويكون منقبضا هذا خلاف هدي النبي عليه الصلاة والسلام اكملوا هدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم كان عليه الصلاة والسلام يجالس اصحابه ويتحدث معهم يستمع اليهم الحديث الذي يظحك ويظحكون ويتبسم لكن بشرط ان يكون ذلك الحديث مباحا ولا يكون محرمة وقد قال عليه الصلاة والسلام الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذان ثم انه اذا فعل ذلك طالب العلم كان ذلك ادعى لدعوة العامة من الله عز وجل ومن نشر العلم لانهم يحبونه اذا فعل ذلك ويألفونه فالتبسط مع الناس في الحديث هذا من من حسن الخلق ومن مكارم الاخلاق شرط ان يكون ذلك الحديث مباحا ولا يجر الى الكلام المحرم ايضا من فوائد هذا الحديث انه لا بأس بان يذكر الانسان الاعمال التي كان يعملها قبل استقامته مستقبحا لها وشاكرا لنعمة الله عز وجل ان هداه ان الصحابة كانوا يذكرون الاعمال التي كانوا يعملونها ايام كونهم غير مسلمين استقباحا لها وشكرا لما هداهم الله عز وجل اليه من الدين الحنيف بل ان هذا يدخل في الشكر فان من ابواب الشكر التي يغفل عنها كثير من الناس ذكر نعم الله تعالى والله تعالى يقول واذكروا نعمة الله عليكم فمن الشكر ان تذكر نعم الله عليك وذلك بان تعددها على وجه على وجه الشكر لله سبحانه تشكر الله عز وجل تذكر هذه النعم فيما بينك وبين نفسك وعند الاخرين فتقول نحن انا كنت في كذا وكذا ونعم الله علي بكذا وكذا اللهم لك الحمد ولك الشكر فهذا يدخل في الشكر وهذا المعنى يغفل عنه كثير من الناس ولو تأملنا قول الله تعالى واذكروا نعمة الله عليكم نجد ان نتكرث في القرآن كثيرا يا ايها الناس اذكروا نعمة الله عليكم و فذكر نعم الله تعالى وتعدادها على وجه الشكر هذا من ابواب الشكر الصحابة رضي الله عنهم كانوا يذكرون ما كانوا عليه في الجاهلية ويذكرون ان الله تعالى هداهم وذلك من باب تذكر نعم الله العظيمة عليها وهذا يدخل في باب الشكر واذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا هنا موسى يذكر بني اسرائيل يقول اذكروا نعمة الله عليكم. ثم ذكر لهم نعمتين النعمة الاولى اذ جعل فيكم انبياء. النعمة الثانية وجعلكم ملوكا. النعمة الثالثة واتاكم ما لم يؤتي احدا من العالمين فاذا تذكير الناس بنعم الله عز وجل هذا من الشكر باب من ابواب الشكر. كون الانسان يذكر نعمة الله عليه ونعم الله عليه هذا من ابواب الشكر ايضا من من فوائد هذا الحديث ان التبسم بوجه الاخرين انه من حسن الخلق كان عليه الصلاة والسلام كثير التبسم كان تبسمه هو الغالب لم يكن يظحك يعني ظحكا بصوت مرتفع في معظم احيانه وانما كان يتبسم قال الجدير ابن عبد الله البجلي ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اسلمت الا تبسم وجاء في الحديث الصحيح تبسمك في وجه اخيك صدقة فالتبسم عند ملاقاة الاخرين هذا من من كمال الخلق من كمال حسن الخلق وانت انظر لحالك عندما يقابلك شخص ويتبسم في وجهك او يقابلك شخص اخر عابسا تجد الفرق كبير بين هذا وذاك الذي يقابلك متبسما تأنس اليه وتتبسط له اما الذي يقابلك بوجه مكفهر عابس فانك تنقبض منه وتستوحش منه فاذا ينبغي عند ملاقاة الاخرين ان يلاقيهم المسلم بالبشر وبالتبسم اه باب رحمته صلى الله عليه وسلم بالنساء والرفق بهن حدثنا ابو الربيع العتكي وحامد ابن عمر وقتيبة ابن سعيد وابو كامل جميعا عن حماد ابن زيد قال ابو الربي حدثنا حماد حدثنا ايوب عن ابي قلابة عن انس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره وغلام اسود يقال له انجشه يحدو فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا انجش رويدك شوقا بالقوارير ثم ساق المصنف الحديث بروايات اخرى لعلنا اولا يعني نستعرض هذه الروايات ثم نتكلم عن الحديث يعني بالجملة قال وحدثنا ابو الربيع العتكي وحمد بن عمر وابو كامل قالوا حدثنا حماد عن ثابت عن مس بنحوه وحدثني عمرو للناقد وزهير بن حرق كلاهما عن ابن علية قال زهير حدثنا اسماعيل حدثنا ايوب عن ابي قلابة عن ابي عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى على ازواجه وسواق يسوق بهن يقال له انجشه فقال ويحك يا اندش رويدا سوقك بالقوارير. قال قال ابو قلابة تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه وحدثنا يحيى بن يحيى اخبرنا يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن انس عن انس ابن مالك هاء وحدثنا ابو كامل حدثنا يزيد حدثنا التيمي عن انس ابن مالك قال كانت ام سليم مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن يسوق بهن قال نبي الله صلى الله عليه وسلم اي انجشه رويدا سوقك بالقوارير وحدثنا ابن المثنى حدثنا عبد الصمد حدثني همام حدثنا قتادة عن انس قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاد حسن الصوت قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم رويدا يا انجشه لا تكسر قوارير يعني ضعفت النساء وحدثناه ابن بشار حدثنا ابو داوود حدثنا هشام عن قتادة عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر حاد حسن الصوت اه هذه القصة ساقها الامام مسلم بهذه الروايات احصلها ان ازواج النبي عليه الصلاة والسلام وكان معهن ام سليم وبعض النساء كنا معه في سفر قال في بعض اسفاره وقال في تنبيه المعلم انها حجة الوداع انها حجة الوداع وكان معه غلام اسود يقال له انجشه يحدو يحدو يقال حدوت الابل حدوا اي حثثتها على السير كان حسن الصوت حسن الصوت ويأتي ويترنم باراجيز وباشعار باصوات حسنة وقال عليه الصلاة والسلام قال له يا انجشة وويدك رفقا بالقوارير او قال شوقا بالقوارير القوارير يعني ضعفت النساء وسميت بذلك اه تشبيها بقارورة الزجاج لضعفها واسراع الانكسار اليها اختلف العلماء في المرادي بهذا الحديث على قولين القول الاول ان معناه ان انجشه كان حسن الصوت وكان يحدو بهن وينشد نشيدا من القريظ ومن الاراجيز وما فيه تشبيب فلم يأمن من ان يفتن من ان من ان يفتني من فتنتهن بذلك فامر بالكف عن ذلك والمعنى يعني رفقا بالقوارير يعني بالنساء حتى لا تحصل الفتنة يفتتن بصوتك والقول الثاني ان المراد به الرفق في السير قالوا لان الابل اذا سمعت الحذاء والصوت الحسن بالشعر بالاراجيز فانها تسرع في المشي لانها تستلذ ذلك فاذا اسرعت المشي ازعجت الراكب فنهاه عليه الصلاة والسلام عن ذلك لان النساء يضعفن عند شدة الحركة فيخشى اه سقوطهن او لحقوق الظرر بهن اذا هنا قولان قول اولا المقصود بقوله رفقا بالقوارير يعني اه حتى لا تحصل الفتنة من هؤلاء النساء بصوتك الحسن والقول الثاني ان المقصود ان صوتك الحسن يحث الابل على سرعة السير فهذا يؤدي الى الاضرار الراكب على الابل ومنهم منهن ومنهم النساء الضعيفات والاقرب هو القول الاول الاقرب هو القول الاول قال القاضي عياض هذا اشبه بمقصوده صلى الله عليه وسلم وذلك ان المرأة بطبيعتها انه ربما يعني تحب الصوت الحسن من الرجال وبعض النساء يكون عندهن ضعف شديد في هذا الجانب فربما تفتتن بصوت ذلك المنشد بصوت حسن ويتعلق قلبها به فكأنه عليه الصلاة والسلام يقول يا انجشة صوتك حسن انتبه لا تفتن النساء اللاتي يستمعن اليك هذا هو الاقرب في معنى هذا الحديث وهذا الحديث فيه فوائد منها اولا رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء انه قال رفقا بالقوارير قصهن بذلك وعلى كلا القولين في معنى الحديث فهو يدل على رحمته عليه الصلاة والسلام بالنساء قد شبههن بالقوارير اه لان يعني تشبيها بقارورة الزجاج لضعفها واسراع الانكسار اليها ايضا من فوائد هذا الحديث جواز الهدى وهو الترنم بالاراجيز والاصوات الحسنة والشعر الملحن هذا لا بأس به وقد كان معروفا عند العرب كانوا يترنمون بالاشعار ويأتون بها اصوات ملحنة فهذا جائز ولا بأس به يسميه بعض الناس نشيد ويسميه غيرهم بتسميات اخرى فاذا كانت هذه غير مصحوبة بالمعازف فلا بأس بها كانت تفعل بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث اما اذا كانت مصحوبة بالمعازف فانها محرمة لادلة كثيرة منها قول النبي عليه الصلاة والسلام كما في البخاري علق من صيغة الجزم ليكونن في امتي اقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف فقرن المعازف بالخمر بالحراء بالزنا هذا يدل على تحريمه. اما اذا كانت بدون معازف فلا بأس بها وهذا يقودنا الى معرفة حكم الشيلات ما يسمى بالشيلات الشيلات اذا كانت بدون معازف فلا بأس بها. اذا كان شخص اه يأتي بشعر ملحن صوت حسن هذا لا بأس به قصيدة يشهدها بصوت ملحن هذا لا بأس به اما اذا كانت مصحوبة بالمعازف فانها لا تجوز اذا كانت مصحوبة باصوات بشرية متداخلة على وجه لا يشبه المعازف لا بأس بها اذا عندنا الشعر الملحن كان يسميه بعض السلف غناء هذا لا بأس به واشتبه هذا على بعض الناس فاتوا بهذه الاثار المروية عن بعض الصحابة والتابعين والتي فيها تسمية الشعر ملحن غناء وقالوا ان هذا يدل على انهم يستمعون للاغاني وهذا كلام غير صحيح بل حكى ابن رجب وغيره من اهل العلم الاجماع على الاستماع للمعازف وان اه ما اثر في ذلك عن بعض السلف ان المقصود به الشعر الملحن اه ايضا من فوائد هذا الحديث هنا ذكر النووي قال في من فوائده مباعدة النساء من الرجال ومن سماع كلامهم الا الوعظ ونحوه يعني ما كان يخشع من الفتنة فينبغي الا يكون المجلس فيه مختلطا بين الرجال والنساء هنا في هذا الحديث قال قال ابو قلابة تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه قال بعض الشراح ان ابا ابا قلابة قال هذا الكلام لاهل العراق لما كان عنده كان عندهم شيء من التكلف ومن كان يتنطع في العبارة يعني لا يأتي بمثل هذه الالفاظ يجتنب مثل هذه الالفاظ. كونه عليه الصلاة والسلام يقول رفقا بالقوارير. يقول هذه كلمة يعني لو قالها اه لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه لما يعني في في هؤلاء من من تكلف والتنطع هذا هو المقصود اه ابي قلابة بهذه آآ الكلمة ثم قال صنف رحمه الله اه قال النووي باب قربه صلى الله عليه وسلم من الناس وتبركهم به وتواضعه لهم. قال الامام مسلم في صحيحه حدثنا مجاهد بن موسى وابو بكر بن النظر ابن ابي النظر وهارون ابن عبد الله جميعا ابي النظر قال ابو بكر حدثنا ابو النظر يعني هاشم ابن القاسم حدثنا سليمان ابن المغيرة عن ثابت عن انس ابن مالك قال كان رسول الله اي صلى الله عليه وسلم اذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بانيتهم فيها جاء جاء خدم المدينة بانيتهم فيها الماء فما يؤتى باناءه الا غمس يده فيها اه فربما جاؤوه في الغداة الباردة فيغمس يده فيها اه هذا الحديث يذكر فيه انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا صلى صلاة الفجر جاءه خدم المدينة وجواريهم والولدان والصبيان اتوا بالاواني التي فيها الماء لاجل ان يغمس النبي صلى الله عليه وسلم يده بهذا الماء فيتبركوا به قال فما يؤتى باناء الا غمس يده فيها وهذا يدل على جواز التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم كان الصحابي رضي الله عنهم يتبركون بالنبي صلى الله عليه وسلم يتبركون ادخال يده في الماء ويتبركون بشعره يتبركون بكل شيء يقع منه عليه الصلاة والسلام وهذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم والنووي رحمه الله على مسلم قال انه يدل على جواز التبرك باثار الصالحين وقد اخطأ في ذلك كما قال يعني كثير من المحققين من اهل العلم قالوا ان هذا الحديث لا يدل على جواز التبرك باثار الصالحين وذلك لان الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوه مع غير النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلوه مع الخلفاء الراشدين لم يفعلوه مع ابي بكر الصديق ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا عشرة المبشرين بالجنة ولم يفعلوه مع احد قط والنبي صلى الله عليه وسلم لو كان مشروعا لنقل عن الصحابة رضي الله عنهم ثم انه تبرك باثار الصالحين قد يفضي الى الوقوع الشرك تعظيمه من دون الله سبحانه وتعالى والغلو في الصالحين من الغلو في الصالحين من ابواب الشرك فالصواب اذا ان التبرك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وانه اه لا يشمل التبرك باثار اه الصالحين ايضا من فوائد هذا الحديث تعظيم الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث كانوا يرسلون خدمهم ليغمس يده فيها في انيتهم وايضا من من الفوائد ذكر بعض الشراح ان من الفوائد طهارة الماء المستعمل لانه عليه الصلاة والسلام يدخل يده في هذا الماء ثم يأخذونه ويستفيدون منه ويشربونه ولو كان يتنجس بذلك لما فعله الصحابة واقره النبي عليه الصلاة والسلام على ذلك قال الامام مسلم حدثنا محمد بن رافع حدثنا ابو النظر حدثنا سليمان عن ثابت عن انس قال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه واطاف به اصحابه فما يريدون ان تقع شعرة الا في يد رجل اه كما ذكرنا كان الصحابة يتبركون باثاره عليه الصلاة والسلام ويتبركون بشعره كان الحلاق يحلق شعره فما تقع شعرة الا ويتسابقون عليها يريدون التبرك بها وهذا يدل على تعظيم الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال عروة ابن مسعود لما ارسلته قريش لصل حديب لصالح النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع اليهم قال اي قوم لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وعلى كسرى وعلى النجاشي والله ما رأيت ملكا قط يعظمه اصحابه ما يعظم اصحاب محمد محمدا فكان الصحابة يعظمون النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما شديدا لكن لا يؤدي الى الغلو من غير غلو وهذا الحديث ايضا يؤكد ما ذكرناه من اه التبرك باثار النبي صلى الله عليه وسلم وآآ تبرك باثار النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا يعني جائز في حياته وايضا اه لو وجد الشيء من اثاره بعد مماته لكن الان في وقتنا الحاضر ونحن الان في القرن الخامس عشر الهجري لا يوجد شيء من اثار النبي صلى الله عليه وسلم وما يذكر من انه توجد في بعض البلدان آآ يعني آآ اثار النبي عليه الصلاة والسلام لم تثبت. كل هذه لم تثبت و اه الغالب ان انها ان هذا الكلام اه غير صحيح قال وحدثنا ابو بكر بن ابي شيبة حدثنا يزيد ابن هارون عن حماد ابن سلمة عن ثابت عن انس بن امرأة كان في عقلها شيء فقالت يا رسول الله ان لي اليك حاجة فقال يا ام فلان انظري اي السكك شئتي حتى اقضي لك حاجتك اه فخلى معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها وهذا يدل على تواضع النبي عليه الصلاة والسلام تلقاه المرأة وتأخذ بيده ويقضي لها حاجتها مع انه عليه الصلاة والسلام هو النبي وهو الرسول وهو ايضا يعني القائد للمسلمين هو رئيس الدولة الاسلامية في المدينة ومع ذلك تلقاه المرأة وتأخذ بيده ويقضي حاجتها ذات مرة لقيته امرأة كان في عقلها شيء يعني من الجنون فقالت يا رسول يا رسول الله اني اليك ان لي اليك حاجة يعني اقضي حاجتي وقال انظر اي السكك اي الطرق تريدين اقضي حاجتك منها فخلى معها في بعض الطريق يعني وقف معها في طريق وتكلم معها وقضى حاجتها وقضى حاجتها عليه الصلاة والسلام وهو وهذا يدل على تواضعه عليه الصلاة والسلام ويدل ايضا على قربه من الناس ومخالطته لهم و اه فانظر كيف ان المرأة المرأة في عقلها الشي ومع ذلك تأتي للنبي عليه الصلاة والسلام وتطلب منه ان يقضي لها حاجتها فيفعل فاي خلق اعظم من هذا وهذا يدل على كمال خلق النبي عليه الصلاة والسلام قد وصفه الله تعالى فقال وانك لعلى خلق عظيم وانك لعلى خلق عظيم. فاكد الله عز وجل ذلك بمؤكدات. المؤكد الاول ان والمؤكد الثاني اللام وانك لا المؤكد الثالث حرف الاستعلاء على المؤكد الرابع وصف الخلق بانه عظيم وكان خلق النبي صلى الله عليه وسلم عظيما جدا فانظر الى الى حسن خلقه كيف ان تلقاه المرأة التي في عقلها شيء وتطلب انه يقضي حاجتها فيستجيب ويذهب معها بل يقول اختاري اي طريق بدين ويقضي لها حاجتها من فوائد هذا الحديث ذكر بعض الشراح انهم استفادوا من هذا الحديث ان الخلوة بالمرأة الاجنبية اذا كانت في الطريق والناس يشاهدون ان هذا جائز وانما ينهى عنه اذا كان في محل لا يراهما احد والخلوة معنى ذلك خلوة الرجل للمرأة ان يكون في مكان بحيث لا يراهما احد اما لو كان في مكان والناس تنظر اليهم لا يعتبر لا يعتبر ذلك الوتن لا يعتبر ذلك خلوة. ولهذا قال فخلى معها في بعض الطرق ولا لم يعتبر هذا من الخلوة آآ المحرمة ونكتفي بهذا القدر ونقف عند باب مباعدته صلى الله عليه وسلم الاثام نفتتح به درسا قادم ان شاء الله. وما تبقى الان من الوقت نجيب فيه عما تيسر اه من الاسئلة هل ورد فضل لسلامة الصدر على الناس قبل النوم ويقصد بذلك العفو عن من اخطأ في حقه لا اعلم انه ورد في ذلك شيء خاص ولكن هذا مطلوب في كل وقت تطلبه في كل وقت قبل النوم وبعد النوم وفي كل وقت كما قال عليه الصلاة والسلام لما سئل عن خير الناس قال خير الناس كل صدوق اللسان مخموم القلب قالوا يا رسول الله صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال مخموم القلب هو المؤمن الذي لا غش فيه ولا غل ولا حسد الذي لا غش فيه ولا غل ولا حسد فيعني سليم الصدر تلين الصدر فهذا خير الناس والله تعالى اثنى على المؤمنين الذين يدعون بهذا الدعاء والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم كيف نجمع بين حديث ان الله تجاوز لامتي ما حدثت به انفسها ما لم تتكلم وتعمل وبين قول الله تعالى وان تبدوا ما في انفسكم وتخفوه يحاسبكم به الله آآ الاية منسوخة هذي نزلت فشق ذلك على الصحابة وقال عليه الصلاة والسلام لهم لما اتوا وجثوا على الركب قالوا يا رسول الله حمل من التكاليف ما لا نطيق كيف نحاسب على ما ما يكون في انفسنا فقال اتريدون ان تقولوا كما قالت بنو اسرائيل لموسى سمعنا وعصينا؟ قولوا سمعنا واطعنا فقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. فانزل الله تعالى الاية التي بعدها. لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. ربنا لا تؤاخذ نسينا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا. ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا وقبلها الاية امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فهذه الاية منسوخة منسوخة بالاية التي بعدها وقالوا سمعنا واطعنا وآآ على ذلك فما يحدث الانسان به نفسه غير مؤاخذ به وهذا من رحمة الله بالمؤمنين. حديث النفس كله لا يؤاخذ به الانسان الهواجيس واحاديث النفس لا تؤاخذ بها. الحمد لله هذا من رحمة الله وفضله على عباده ان الله عفى لامتي ما حدثت به انفسها بشرط ما لم تعمل او تتكلم يحاسب على العمل وعلى الكلام. اما حديث النفس هذا لا تحاسب عليه ولا تؤاخذ به اذا نسي المأموم قراءة الفاتحة في الركعة الثالثة من صلاة العشاء هل يلزمه اعادتها قراءة الفاتحة هي ركن في حق الامام والمنفرد واما المأموم فليست ركنا في حقه وانما هي واجبة والواجبات عموما يتحملها الامام عن المأموم فلو ترك المأموم واجبا من واجبات الصلاة صحت صلاته ولم يلزمه حتى سجود السهو وعلى ذلك فاذا ترك المأموم قراءة الفاتحة في احدى الركعات في الركعة الثالثة او الرابع مثلا من صلاة العشاء فصلاته صحيحة بهذا القدر الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين