الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين. اللهم اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا هذا هو الدرس السادس عشر في شرح كتاب الفضائل من صحيح مسلم في هذا اليوم الثلاثاء السابع عشر من شهر ربيع الاول من عام الف واربع مئة واثنتين واربعين للهجرة كنا قد وصلنا الى فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدأنا في آآ احاديث فضائل عمر ووصلنا الى حديث ابي سعيد قال حدثنا قال الامام مسلم حدثنا منصور بن ابي مزاحم حدثنا ابراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان حاء حدثنا زهير بن حرب والحسن بن علي الحلواني وعبد بن حمير واللفظ هم قالوا حدثنا يعقوب الابراهيم حدثنا ابي عن صالح عن ابن شهاب حدثني ابو امامة ابن سهل انه سمع ابا سعيد الخضري رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا انا نائم رأيت الناس يعرضون وعليهم قمص منها ما يبلغ منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك ومر عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا ماذا اولت ذلك يا رسول الله؟ قال الدين اه هذه رؤيا رآها النبي صلى الله عليه وسلم رأى الناس يعرضون وعليهم قمص جمع قميص والقميص هو الثوب الذي له اكمام هذا الذي نلبسه ونسميه ثوب هذا هو القميص وهذه القمص متفاوتة في اه حجمها فمنها القصير ومنها الطويل ومنها المتوسط فمنها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك ومر عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره فقالوا ما يعني كيف عبرت ذلك يا رسول الله؟ بماذا اولت هذه الرؤيا قال الدين ومعنى ذلك ان عمر رضي الله عنه اه ذو دين متين دين عظيم وورع وتقوى فالقميص تفسر اذا رؤي في المنام بالدين لان القميص يستر عورة الانسان ويحجبه عن وقوع النظر اليها وكذا الدين يستره عن النار ويحجبه عن كل مكروه فاذا هذه اه يعني من قواعد التعبير المعبر الذي يعبر الرؤى لا بد من ان يتأمل بالرموز التي تدل لها هذه الرؤى وهذا التعبير يحتاج الى فراسة ودقة في الاستنباط و ايضا الى علم ولهذا يوسف عليه الصلاة والسلام اعطاه الله تعالى علم التعبير وهل هو مكتسب او انه يكون هبة منه ما هو هبة ومنه ما هو مكتسب واعني بالهبة ان الله تعالى يهب هذا المعبر الدقة في الاستنباط والقدرة على فهم هذه الرموز التي تدل لها الرؤيا ففي هذا الحديث القميص عبره النبي صلى الله عليه وسلم اذا رؤي في المنام بالدين فاذا كان القميص قصيرا فيكون هذا الانسان الذي رؤي عنده رقة في الديانة واذا كان طويلا فعنده متانة في الديانة وقوله وعليه قميص يجره هذا من امثلة ما يحمد في المنام ويذم في اليقظة شرعا فجر القميص مذموم في اليقظة ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة لكنه في المنام يعتبر محمودا فان القميص كلما طال دل ذلك على متانة في الدين ودل هذا الحديث على فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهذه الرؤيا فيها ثناء عليه وتزكية له لانه ذو تقوى وديانة متينة وتأويل القميص بالدين يدل على ان الرؤيا لا تحمل على ظاهرها حتى وان كانت رؤيا الانبياء رؤيا الانبياء من الوحي لكن منها ما يحمل على ظاهره ومنها ما لا يحمل على ظاهرها واكثر الرؤى لا تحمل على ظاهرها وقد يكون في عدد قليل منها تحمل على ظاهرها قال الامام مسلم حدثني حرملة ابن يحيى اخبرني ابن وهب اخبرني يونس ان ابن شهاب اخبره عن حمزة ابن عبد الله ابن عمر ابن الخطاب عن ابيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا ان نائم اذ رأيت قدحا اتيت به فيه لبن وشربت منه حتى حتى اني لارى الري يجري في اظهاري ثم اعطيت فضل عمر ابن الخطاب قالوا فما اولت ذلك يا رسول الله؟ قال العلم هذه ايضا رؤية اخرى هذه رؤية اخرى رآها النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عليه الصلاة والسلام في المنام ان قدحا اتي به وهذا القدح فيه لبن فشرب منه عليه الصلاة والسلام حتى انه روي واصبح يرى الري يجري في اظفاره وبقي في هذا القدح فضلة فاعطاها عمر ابن الخطاب قالوا ما اولت ذلك؟ قال اولت ذلك بالعلم وهذا يدل على ان اللبن اذا رؤي في المنام فيؤول بالعلم ووجه تأويله بالعلم لاشتراك اللبن بالعلم في كثرة النفع وفي انهما سبب الصلاح اللبن غذاء للاطفال وسبب صلاحهم وقوت للابدان والعلم سبب لصلاح الدنيا والاخرة وهذا يدل على فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه اذا ان النبي صلى الله عليه وسلم خصه بهذه الفضلة من اللبن والتي اولها بالعلم ويدل هذا ايضا على غزارة علم عمر وان علمه اخذه من النبي صلى الله عليه وسلم فهو اعلم الصحابة بعد ابي بكر قال الامام مسلم رحمه الله ساقه باسناد اخر ثم قال حدثنا حرملة اخبرنا بنواب اخبرني يونس عن ابن شهاب ان سعيد ابن المسيب اخبره انه سمع ابا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين انا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم اخذها ابن ابي قحافة فنزع بها ذنوبا او ذنوبين وفي نزعه والله يغفر له ضعف ثم استحالت غربا فاخذها ابن الخطاب فلم ارى عبقريا من الناس ينزع نزع عمر ابن الخطاب حتى ضرب الناس بعطن ثم ساق هذا الحديث بعدة روايات ساقه ايضا اه برواية اخرى عن ابي هريرة قال بين انا نائم اريد اني انزع على حوضي اسقي الناس فجاءني ابو بكر فاخذ الدلو من يدي ليروحني فنزع دلوين وفي نزعه ضعف والله يغفر له فجاء ابن الخطاب فاخذ منه فلم ارى نزع رجل قط اقوى منه حتى تولى الناس والحوظ ملئان يتفجر ثم ايضا ساقه بلفظ اخر من حديث ابن عمر قال اريته كاني انزع بدلو بكرة على قليل فجاء ابو بكر فنزع ذنوبا او ذنوبين فنزع نزعا ضعيفا والله تبارك وتعالى يغفر له ثم جاء عمر فاستقى فاستحالت غربا فلم ارى عبقريا من الناس يفري فريه حتى روى الناس وضربوا العطن اه هذه ايضا رؤية ثالثة تدل على فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه اه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيتني على قليل بئر البئر غير المطوية تسمى قليلا آآ عليها دلو فنزعت منها الدلو آآ هي هي المملوئة ماء قال فنزعت منها ما شاء الله ثم اخذها ابن ابي قحافة يعني ايه ابا بكر الصديق فنزع منها ذنوبا يعني دلوا او دلوين وفي نزعه والله يغفر له ظعف ثم استحالت غربا والغرب هو الدلو العظيمة يعني تحولت هذه الدلو صغيرة الى الى دلو كبيرة وعظيمة فاخذها ابن الخطاب يعني عمر ابن الخطاب فلم ارع عبقريا من الناس ينزع نزع عمر العبقري هو كل ما ما يتعجب من كماله وقوته وحذقه واصله آآ نسبة الى ارض تسكنها الجن يقال له عبقر وصارت مثلا لكل منسوب الى شيء رفيع ومن ذلك قول الله تعالى وعبقري حسان فالعرب كانت يعني تسمي الشيء الذي يتعجب من كماله وقوته وحزقه تسميه عبقري ويقولون العبقري هو الذي ليس فوقه شيء. الذي ليس فوقه شيء فعنده كمال وقوة وحذق وليس فوقه شيء وتأويل هذه الرؤيا كما قال العلماء هذا مثال لابي بكر وعمر في خلافتهما وحسن سيرتهما وظهور اثارهما وانتفاع الناس بهما وكل ذلك مأخوذ من النبي صلى الله عليه وسلم ومن بركته واثار صحبته فكان النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب الامر وقام به اكمل قياما وقرر قواعد الاسلام واكمل الله به الدين واتم به النعمة ثم لما توفي خلفه ابو بكر الصديق سنتين واشهر وهذا هو المراد بقوله فاخذ ذنوبا او ذنوبين والمراد ذنوبان يعني دروان كما جاء مصرحا به في الرواية الاخرى وحصل في خلافته خير عظيم للمسلمين وقام بقتال اهل الردة وقطع دابرهم واتسع في عهد الاسلام لكن خلافته لم تطل بل بقيت سنتين وبضعة اشهر وهذا هو معنى الظعف المذكور والحديث يعني قصر خلافته وليس فيه تنقيص لابي بكر ولا اشارة الى ذنب وانما يعني لان ولاية ابي بكر الصديق قصيرة مقارنة بعمر فان عمر ولايته عشر سنين وستة اشهر. بينما ابو بكر سنتان واشهر فهذا هو الظعف الذي اه يعني المراد في الرؤيا وقوله والله يغفر له هذا ليس فيه تنقيص لابي بكر ولا اشارة الى معصية وذنب ارتكبه وانما هي كلمة تقولها العرب يدعمون بها كلامهم تقول فلان الله يغفر له كان كذا وكذا فلان آآ نسأل الله تعالى ان يغفر لنا وله فهذه عادة العرب انهم يدعون للانسان خاصة طيب الذكر عندما يذكر ويذكر اسمه يدعى له يدعى له بالمغفرة او بالرحمة او باي دعاء هنا في قول النبي عليه الصلاة والسلام وفي نزعه والله يغفر له ضعف هذا دعاء له وليس فيه تنقيص لابي بكر والظعف المشار اليه هو قصر ولايته ثم بعد ذلك في عهد عمر رضي الله عنه اه عمر خلف ابا بكر واتسع الاسلام في زمنه وتقرر لهم من احكامه ما لم يقع مثله ودونت دواوين ومصر الامصار واتسعت رقعة بلاد المسلمين في عهده وكثرت الاموال من الغنائم والفتوحات وله آآ اعمال عظيمة وخدمة جليلة للاسلام والمسلمين فهذا معنى كون هذه الدلو استحالت غربا يعني الى دلو عظيمة فاخذها ابن الخطاب وكان قويا في الحق شديدا على اهل الباطل ولهذا قال فلم ارى عبقرية من الناس ينزع نزع عمر في عهده نعيم المسلمون بالامن والامان الرخاء وبالاستقرار حتى ضرب الناس بعطن قوله حتى ضرب الناس بعطن ظاهره انه عائد الى خلافة عمر وقيل انه يعود الى خلافة ابي بكر وعمر رضي الله عنهما لانه بنظرهما وتدبيرهما وقيامهم بمصالح المسلمين تم هذا الامر وضرب الناس بعطل لان ابا بكر قمع اهل الردة وجمع شمل المسلمين والفهم وابتدأ الفتوح وتكاملت في زمن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه هذا يعني وضرب الناس بعطن معناه اروى ابلهم ثم اووها الى عطنها. وهو الموضع الذي تساق اليه بعد السقي لتستريح هذه كلمة يعني يقولها العرب للدلالة على الاستقرار وآآ سعة العيش وراحة الناس فمعنى ذلك ان الناس اروأوا بينهم ثم اواه الى عطنه وهو الموضع الذي تساق اليه فهذه الرؤيا تدل على آآ فضل ابي بكر وعمر والقوة المذكورة في الحديث اشارة الى طول ولاية عمر رضي الله عنه مقارنة بابي بكر ففي فضيلة عمر وانما حصل له الفضل لطول ايامه وما فتح الله له من البلاد والاموال والغنائم في عهده ودل هذا الحديث ايضا على ان من رأى انه يستخرج من بئر ماء فانه يلي ولاية جليلة وتكون مدته بحسب ما استخرج قلة وكثرة اذا هذه الاحاديث الثلاثة فيها ثلاث رؤى وعبرها النبي صلى الله عليه وسلم الاولى القميص وعبره بالدين وقصر القميص يدل على رقة الديانة وطول القميص يدل على متانة الديانة والرؤيا الثانية اللبن وفسره النبي صلى الله عليه وسلم بالعلم فمن رأى انه يشرب لبنا في المنام فمعنى ذلك انه يطلب علما وعلما يحمد عليه والرؤية الثالثة فالاستقاء من البئر من رأى انه يستقي من بئر ماء فانه يلي ولاية جليلة وتكون مدته بحسب استخراجه الماء من البئر قلة وكثرة فهذه ثلاث رؤى عبرها النبي صلى الله عليه وسلم ولا احسن ولا اكمل من تعبيره عليه الصلاة والسلام اه ننتقل بعد ذلك ايضا لرؤية اخرى يعني كل هذه الاحاديث الان في الرؤى وهي تدل على فضل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لكن ننتقل طيب قبل هذا يعني هذه الرؤى الثلاث فيها مدح لعمر وهذا يدل على جواز الثناء والمدح اذا لم يخشى على الممدوح من العجب ومن الفتنة اما اذا خشي عليه من العجب ومن الفتنة فقد ورد النهي عن المدح في هذه الحال وامر النبي صلى الله عليه وسلم بان يحثى في وجوه المداحين التراب وقال الذي مدح اخاه في وجهه قطعت ظهر صاحبك هذا اذا كان يخشى عليه من العجب ومن الفتنة اما اذا كان الممدوح لا يخشى عليه من ذلك فلا بأس بمدحه والثناء عليه بحضرته فبهذه الاحاديث مدح النبي صلى الله عليه وسلم عمرا رضي الله عنه طيب انتقلوا بعد ذلك ايضا لرؤية رابعة قال وحدثنا زهير بن حرب واللفظ له حدثنا سفيان بن ابن عيينة عن عن المنكدر وعمرو عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فرأيت فيها دارا او قصرا فقلت لمن؟ فقالوا لعمر بن الخطاب فاردت ان ادخل فذكرت غيرتك فبكى عمر وقال اي رسول الله او عليك يغار وساق المصنف آآ ايضا حديث بروايات اخرى ومن طريق اخرى عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال بين انا نائم اذ رأيتني في الجنة فاذا امرأة توضأ الى جانب قصر فقلت لمن هذا فقالوا لعمر بن الخطاب فذكرت غيرة عمر فوليت مدبرا قال ابو هريرة فبكى عمر ونحن جميعا في ذلك المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال عمر بابي انت يا رسول الله اعليك اغار اه هذه ايضا رؤية رابعة وهي اه ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل الجنة هذا بالطريقة الرؤيا وجاء تفسير هذا في الرواية الاخرى. الرواية الاولى ليس فيها اشارة للرؤيا حديث جابر. دخلت الجنة فرأيت فيها دارا لكن في حديث ابي هريرة قال بين انا نائم اذ رأيتني في الجنة فاذا امرأة توظأ الى جانب قصر وهذا يفسر الرواية السابقة والروايات يفسر بعضها بعضا وهذا يدل على ان هذا الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم انه رؤيا لكن رؤيا الانبياء حق ورؤيا الانبياء وحي فرأى هذا رأى دارا او قصرا وسأل قالوا لمن؟ قالوا لعمر بن الخطاب قال فاردت ان ادخل فذكرت غيرتك وهي غيرة محمودة فبكى ان عمر رضي الله عنه لما سمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم قال اي رسول الله او عليك يغار وفي الرواية الاخرى انه اه قال رأيت امرأة توظأ الى جانب قصر ثم قلت لمن هذا القصر؟ قالوا لعمر؟ قال فذكرت غيرة عمر فوليت مدبرا فبكى عمر رضي الله عنه وقال بابي انت يا رسول الله اعليك وهذا الحديث يدل على فضل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وعلى انه من اهل الجنة وهذا قد جاء في احاديث اخرى النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بالجنة فهو من العشرة المبشرين بالجنة رضي الله تعالى عنه وارضاه ورأى النبي صلى الله عليه وسلم هذا القصر له ايضا دل هذا على ان الغيرة اه على محارم الله انها محمودة فهي مما يمدح عليها الانسان وتعتبر من مناقبه وبخلاف من لا يغار خلاف من لا يغار على محارمه فان هذه الغيرة اذا زادت ربما تتحول الى دياثة فيكون ديوثا وهذا مذموم المطلوب من المسلم ان يكون لديه غيرة على محارمه فان هذا مما يحمد شرعا وعرفا ايضا من فوائد هذا الحديث جواز ان يقال بابي انت وامي يا رسول الله. يعني افديك بابي وامي فان عمر قال بابي انت يا رسول الله وورد عن الصحابة انهم كانوا يقولون بابي انت وامي يا رسول الله ونحن نفدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بانفسنا وبابائنا وبامهاتنا واحب الينا من انفسنا عليه الصلاة والسلام اذا هذه اربع رؤى مرت معنا وهي تدل على فضل عمر رضي الله عنه الرؤية الاولى رؤية القميص في المنام والتأويلها آآ الدين واذا قصر القميص دل على رقة الديانة واذا طال دل على متانة الديانة الرؤيا الثانية اللبن وتدل على العلم ومن شرب لبنا في المنام آآ يدل على انه يطلب العلم ويكون علما نافعا مباركا الرؤية الثالثة اه الاستقاء استقاء الماء من البئر. وهذا يدل على ان من رأى ذلك فانه يلي ولاية جليلة وتكون اه مدة هذه الولاية بحسب لقائه من البر من البئر كثرة وقلة واما الرؤية الرابعة فهي رؤية رؤية على ظاهرها رأى النبي صلى الله عليه وسلم قصرا لعمر في الجنة فهذه الرؤية الرابعة على ظاهرها وكما ذكرنا ان بعض الرؤى تكون على ظاهرها وبعضها تحتاج الى تأويل وتعبير ثم ساق المصنف رحمه الله سنده عن سعد ابن ابي وقاص قال استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية اصواتهن فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فاذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك وقال عمر اضحك الله سنك يا رسول الله. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعنا صوتك ابتدرنا الحجاب قال عمر فانت يا رسول الله احق ان ان يهبنا ثم قال عمر اي عدوات انفسهن اتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا نعم انت اغلظ وافظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم اه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما لقي كالشيطان قط سالكا فجا الا سلك فجا غير فجك ثم ساق المصنف هذا الحديث ايضا برواية اخرى عن ابي هريرة ان عمر جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة رفعن اصواتهن على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما استأذن عمر وابتدرن الحجاب فذكر نحو حديث السابق اه هذه قصة وقعت اه اننا ان نساء من قريش كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم يكلمنه ويستكثرنه يعني يطلبن كثيرا من كلامه وفتاواه و آآ قضاء حوائجهن فكنا يسألنه ويستفتينه واكثرنا الكلام عليه وكانت اصواتهن مرتفعة. ولهذا قال عالية اصواتهن ورفع الصوت بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى الله عنه يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي لكن قال القاضي عياض يحتمل ان هذا قبل النهي عن رفع الصوت ويحتمل ان علو اصواتهن انما كان باجتماعها لا ان كلام كل واحدة بفرادها اعلى من صوته صلى الله عليه وسلم ومن المعلوم انه اذا اجتمع عدد فتكلموا وارتفعت الاصوات يعني يكون الصوت مرتفعا فيحتمل هذا وهذا دخل عمر رضي الله عنه لما دخل عمر سكتنا وضعنا الحجاب عليهن فالنبي عليه الصلاة والسلام ضحك سأله عمر قال اضحك الله سنك مما تضحك قال عجبت من هؤلاء النسوة كن عندي لما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر يعني اه يا رسول الله انت احق ان ان يهبنا ثم عاتبهن عمر وقال اي عدوات انفسهن هذي كلمة آآ جارية عند العرب يا عدو نفسه اذا اراد انسان ان يعاتب اخر اه يرى انه قد اخطأ يقول يا عدو نفسه يا عدو نفسه لان الانسان يكون عدوا لنفسه اذا آآ ارتكب خطأ لان المفترض ان الانسان يسعى لمصلحة نفسه قال تهبني ولا تهبنا رسول الله قلنا انت اغلظ وافظ يعني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هينا لينا حليما رفيقا فكنا اخذنا راحتهن معه في الحديث وفي الاستفتاء وفي الكلام اما عمر فكان عنده آآ قوة ويعني وصفنا ذلك بالغلظة والفظاظة لكنها في الحق لكنها في الحق كان قويا في الحق رضي الله عنه فالنبي عليه الصلاة والسلام لما سمعهن يقولن ذلك اكد هذا المعنى وقال والذي نفسي بيده ما ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا الا سلك فجا غير فجك وهذه منقبة عظيمة لعمر رضي الله عنه ان الشيطان ما لقيه في مكان الا سلك مكانا غير هذا المكان هربا من عمر رضي الله عنه وهذا يعني ضربه عليه الصلاة والسلام مثلا لبعد الشيطان واغوائه لعمر رضي الله عنه وان عمر مسدد فيما يقول اه بعيد عن اغواء الشيطان وهذا يدل على فظيلة عمر رظي الله عنه يعني كون الشيطان يهرب ويخاف منه وما لقيه سالكا طريقا الا سلك طريقا غير الطريق الذي فيه عمر هذه منقبة عظيمة لهذا الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه وارضاه وعمر رضي الله عنه كان عنده قوة بدنية وقوة نفسية ايضا ولذلك كان مهابا حتى في الجاهلية ولما اراد ان يهاجر اجرى علنا يعني كان كثير من الصحابة يهاجر سرا الا عمر هجر علنا وقال من اراد ان تثكله امه فليلحقني بهذا الوادي. ما لحقه احد فكان في اسلامه عز عظيم للاسلام والمسلمين وكما يعني سبق انه عبقري ومن عظماء التاريخ جمع بين القوة البدنية والقوة العلمية والقوة الذهنية وسداد الرأي كما سيأتي ثم ساق المصنف رحمه الله بسنده قال حدثنا ابو الطاهر احمد ابن عمر ابن شرح حدثنا عبد الله ابن وهب عن ابراهيم ابن سعد عن ابيه سعد ابن ابراهيم عن ابي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول قد كان يكون في الامم قبلكم محدثون فان يكن في امتي منهم احد فان عمر بن الخطاب منهم قال ابن وهب تفسير محدثون ملهمون واختلف العلماء في تفسير هذا آآ اللفظ المحدث او الملهم فقيل ان المعنى انهم مصيبون واذا ظنوا فكأنما حدثوا بشيء وقيل ان الملائكة تكلمهم وقال البخاري يجري الصواب على السنتهم وهذا هو الاقرب ان المعنى انه يجري الصواب على السنتهم. يعني موفقون موفقون لما اعطاهم الله عز وجل من قوة الفراسة وسداد الرأي والحكمة فالاقرب في تفسير محدثون انه يجري الصواب على السنتهم واما القول بانه تكلمه من ملائكة فبعيد. لان هذا انما يكون للانبياء ولكن الاقرب والله اعلم ان ان معنى محدثون يعني يجري الصواب على السنتهم وهذا ايضا حصل لابي بكر رضي الله عنه وقد كان من اعظم الصحابة فراسة كان اذا قال اذا او اذا قال اظن كذا وقع كما ظن اه ثم ساق المصنف رحمه الله سنده قال حدثنا عقبة ابن مكرم العمي حدثنا سعيد بن عامر قال جويرية ابن اسماء اخبرنا عن نافع عن ابن عمر قال قال عمر وافقت ربي في ثلاث بمقام ابراهيم وفي الحجاب وفي اسارة بدر عمر رضي الله عنه نحن قلنا في تفسير المحدثون يعني انهم يجري الصواب على السنتهم والدليل لهذا التفسير ان عمر رضي الله عنه وافق الله تعالى في عدة امور ذكر في هذا الحديث ثلاثة امور في مقام ابراهيم عندما قال يا رسول الله لو اتخذت من مقام ابراهيم مصلى فنزل قول الله تعالى واتخذوا مقام ابراهيم مصلى والثانية في الحجاب قال يا رسول الله ان نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو امرتهن بالحجاب فنزلت اية الحجاب والثالثة في اسارى بدر في القصة المشهورة فكان عمر رضي الله عنه يرى الاسخان وقتل هؤلاء الاسرى كان النبي عليه الصلاة والسلام وابو بكر يعني يريان اه عدم القتل ان يفادوا فنزل القرآن مؤيدا رأي عمر وهناك ايضا موافقات اخرى لعمر من ذلك انه اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة فقال عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وابكارا. فنزلت الاية بذلك بهذا اللفظ سبحان الله ومنها ايضا من الموافقات اه لما اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلي على رأس النفاق عبد الله ابن ابي اكراما لابنه لان ابنه كان صحابيا من افاضل الصحابة واتى يطلب قميص النبي عليه الصلاة والسلام كما سيأتي في الرواية الاتية فاتى عمر ووقف بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام كيف تصلي عليه؟ كيف تصلي على رأس النفاق لا تصلي عليه يا رسول الله فانزل الله تعالى قوله ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره وايضا اه رأى تحريم الخمر وان يمنع الناس منه لضرره العظيم فجاء القرآن موافقا فهذه ستة مواضع وافق فيها عمر القرآن. وهذا يدل على سداد رأيه وعلى حكمته وعلى انه محدث يعني يجري الصواب على لسانه. رضي الله تعالى عنه وارضاه آآ قصة منع الصلاة على المنافقين هنا ساقها المصنف في رواية آآ قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة حدثنا ابو اسامة حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال لما توفي عبد الله ابن ابي ابن سلول جاء ابنه عبد الله بن عبدالله الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله ان يعطيه قميصه ان يكفن فيه اباه فاعطاه ثم سأله ان يصلي عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عليه فقام عمر فاخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اتصلي عليه وقد نهاك الله ان تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما خيرني الله. فقال استغفر لهم او لا تستغفر لهم. ان تستغفر لهم سبعين مرة وسازيد على سبعين. قال عمر انه منافق فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وانزل الله عز وجل قوله ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره انظر الى هذه الرحمة العظيمة من هذا النبي بامته. رأس النفاق الذي اذى النبي صلى الله عليه وسلم اذية شديدة والله تعالى قال والذي تولى كبره منه له عذاب عظيم وهو ابن ابي. مع ذلك انظر كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم معه بعد وفاته استجاب لابنه واعطاه قميصا ليكفن فيه وقام ليصلي عليه فما اعظم شفقة هذا النبي وما اعظم رحمته بامته عليه الصلاة والسلام اه عبدالله بن ابي هو رأس النفاق لكن ابنه كان ابنا صالحا من افاضل الصحابة سبحان الله يخرج الله الحي من الميت فلما مات عبد الله بن ابي اتى ابنه وسأل النبي صلى الله عليه وسلم قميصه ان يكفن فيه اباه يعني مهما كان يبقى ابوه حتى وان كان فيه ما فيه يبقى انه ابوه ثم سأله ان يصلي علي لعل الله تعالى ان يعفو عنه بذلك عمر رضي الله عنه انبهر كيف تصلي يا رسول الله على هذا الرجل؟ على رأس النفاق كيف تصلي عليه وقام عمر فاخذ بثوب النبي صلى الله عليه وسلم. لا تصلي عليه لا تصلي عليه يا رسول الله. وقد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر اتصلي عليه وقد نهاك الله وتصلي عليه؟ قال انما خيرني الله فقال استغفر لهم او لا تستغفر لهم. ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم وسازيد على سبعين فما اعظم رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وما اعظم شفقته عمر رضي الله عنه لم يحتمل لم يحتمل الموقف. قال يا رسول الله انه منافق كيف تصلي عليه فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فنزل القرآن موافقا لرأي عمر. وانزل الله تعالى قوله ولا تصلي على احد منهم مات ابدا. ولا تقم على قبره هذه القصة فيها فوائد منها اولا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تطييب خواطر اصحابه فانه انما اعطاه قميصه واراد ان يصلي عليه تطييبا لقلب ابنه. هذا الرجل الصالح فان ابنه كان صحابيا صالحا وايضا هذا الحديث يدل على عظيم مكارم اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فقد آآ اعطى ابنه قميصه ليكفن فيه ابوه وصلى عليه مع ما هو فيه من الاذى والاذية للنبي عليه الصلاة والسلام لكنه قابل ذلك بالحسنى فالبسه قميصا فالبسه قميصه كفنا وصلى عليه واستغفر له والله تعالى يقول عن نبيه وانك لعلى خلق عظيم ودل هذا الحديث على تحريم الصلاة والدعاء له بالمغفرة والقيام على قبره فاذا كان انسان معروف لما اما الكافر فلا تجوز الصلاة عليه واما المنافق الذي ظهر منه النفاق والاذية للمؤمنين فلا يصلى عليه ايضا اذا وجدت القرائن الدالة على ذلك وانه تظهر منه عبارات كفرية تظهر منه عبارات كفرية فهذا لا يصلى عليه لان الله تعالى قال ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره لكن لابد من القرينة الدالة على ذلك والا الاصل ان من اظهر الاسلام وابطن الكفر فانه يعامل معاملة المسلمين ويصلى عليه يغسل وصلى عليه ودفنه في مقابر المسلمين. لكن اذا ظهرت قرائن تدل على نفاقه وعلى نطقه بالكفر ونحو ذلك فهذا ينبغي يعني الا آآ يصلى عليه خاصة من اهل العلم والفضل لان الله نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن ان يصلي عليه ودل هذا دل ايضا هذا الحديث دل هذا الحديث على فضل الاستغفار سبعين مرة فان الله تعالى قال ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم. وهذا يدل على ان الاستغفار سبعين مرة ان امره عظيم. يعني حتى وان فعلت هذا الامر العظيم فلن يغفر الله لهؤلاء المنافقين وهذا يدل على فضل كثرة الاستغفار. وانه ينبغي للمسلم ان يكثر من الاستغفار وان يصل الى هذا الرقم سبعين مرة او اكثر. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعد له في المجلس الواحد قوله رب اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور ودل هذا الحديث ايضا على انه يشرع بعد دفن الميت ان يقام على قبره ويدعى له بالثبات والمغفرة لقوله ولا تقم على قبره والنبي صلى الله عليه وسلم كان اذا دفن الميت قال استغفروا لاخيكم وسلوا له التثبيت فانه الان يسأل فاذا دفن الميت فيقام على قبره آآ زمنا ويدعى له يدعى له بالمغفرة والرحمة ويدعى له بالثبات وهذا معنى الاقامة على قبره يعني انه يقام على قبره بعد دفنه ويدعى له بالمغفرة والرحمة والتثبيت هذه هي فضائل عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه آآ وله فضائل اخرى فهو رضي الله عنه من افاضل الصحابة بل هو افضل الصحابة بعد ابي بكر الصديق رغم انه لم يكن من السابقين الى الاسلام سبقه الى الاسلام عدد كثير اسلم في السنة الخامسة او السادسة من من البعثة ولكن الاسبقية لا تدل دائما على الافضلية فقد يكون المتأخر افضل من المتقدم فها هو عمر رضي الله عنه سبقه الى الاسلام اناس من الصحابة ولكنه فاقهم في الفضل طيب ننتقل بعد ذلك الى فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه وذكر المؤلف فيه احاديث كثيرة اه ابتدأها قال المصنف رحمه الله حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن ايوب وقتيبة وابن حجر قال يحيى ابن يحيى اخبرنا وقال الاخران حدثنا اسماعيل يعنون ابن جعفر عن محمد ابن ابي حرمل عن عطاء وسليمة ابن يسار وابي سلمة عبدالرحمن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيت كاشفا عن فخذيه او ساقيه فاستأذن ابو بكر فاذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر فاذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه قال ولا اقول ذلك في يوم واحد فدخل فتحدث فلما خرج قال قالت عائشة دخل ابو بكر فلم تهتش له ولم تبالي ثم دخل عمر فلم تهتش له لم تبالي ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال الا استحي من رجل تستحي منه الملائكة وايضا ساق المصنف هذا الحديث من طريق اخرى آآ ان ابا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه لابس عائشة فاذن لابي بكر وهو كذلك فقضى حاجته ثم انصرف ثم استأذن عمر وهو على تلك الحال فقضى اليه حاجته بما صرف قال عثمان ثم استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة اجمعي عليك ثيابك فقظيت الي حاجتي ثم انصرفت قالت عائشة يا رسول الله آآ لم ارك فزعت لابي بكر وعمر رضي الله عنه كما فزعت لعثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عثمان رجل حيي واني خشيت وان اذنت له على تلك بحال الا يبلغ الي في حاجته هذه القصة تدل على فضل عثمان رضي الله عنه حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيته متبسطا الانسان في بيته يتبسط في اللباس ويتبسط في الحديث فكان متبسطا مضطجعا كاشفا عن فخذيه او ساقيه واخرج الطحاوي بلفظ كاشفا عن فخذيه من غير شك بسند صحيح وهذه الفائدة ستأتينا بعد قليل في يعني بحث مسألة الفخذ عورة ام لا استأذن عمر وهو على تلك استأذن ابو بكر وهو على تلك الحال وعمر كذلك لما استأذن عثمان اه سوء النبي صلى الله عليه وسلم ثيابه وغطى فخذه وعائشة رضي الله عنها يعني سألت النبي عليه الصلاة والسلام دخل ابو بكر ولم تهتش له ولم تبالى يعني لم تهتم ولم تكترث ولم تحتفل بدخوله. وعمر كذلك لم لكن لما دخل عثمان جلست وسويت ثيابك فقال عليه الصلاة والسلام الا استحي من رجل تستحي منه الملائكة عثمان رضي الله عنه كان رجل حييا شديد الحياء والانسان اذا كان حييا استحيى منه بخلاف الانسان الجري غير الحي لا يستحي منه كما يستحي من الحي فقال عليه الصلاة والسلام الا استحي من رجل تستحي منه الملائكة وهذا يدل على ان الملائكة يعني الحياء صفة من صفات الملائكة وانه من شدة حيائه الملائكة نفسها تستحي منه وهذه فضيلة ومنقبة ظاهرة لعثمان رضي الله عنه. لان الحياء من الايمان والحياة صفة من صفات الملائكة وقوله على فراشي لابس مرط عائشة المرط هو كساء موصوف يعني هذه القصة تدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع الصحابة معاملة تليق بشخصية كل واحد منهم فلاحظ هنا انه لما دخل عليه ابو بكر بقي على حاله كاشفا فخذيه لما دخل عليه عمر بقي على حاله لما دخل عليه عثمان اه جلس وسوى ثيابه وغطى فخذيه لماذا؟ لان عثمان رضي الله عنه رجل حي فاستحيا منه النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على انه ينبغي التفرس في شخصية من يخالطه الانسان ان يعامله معاملة تتناسب مع شخصيته وفي الرواية الاخرى قال عليه الصلاة والسلام ان عثمان رجل حيي واني خشيت ولا اذنت له على تلك الحال يعني وانا كاشف فخذي متبسط الا يبلغ الي في حاجة من شدة حيائه فالانسان اذا كان يستحي ورأى منظرا يعني لم يألفه ربما لا يستطيع ان يبلغ حاجته ولا ان يفصح عما يريد من شدة حيائه بخلاف الانسان الجريء الانسان الجري يتحدث ويتكلم وحتى لو رأى لو رأى يعني منظرا لم يألفه لا يتأثر اما الحي فقد ينكسر بسبب شدة الحياء ولا يبلغ حاجته ولا يفصح عما في نفسه. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتفرس في في نفوس اصحابه ويعامل كل صحابي بما يتوافق مع شخصيته ومع طبيعته هنا لاحظ ان النبي عليه الصلاة والسلام في هذه القصة كان متوسطا في جلسته وفي لباسه دخل عليه ابو بكر لم يغير تلك الهيئة. دخل عليه عمر لم يغير تلك الهيئة لكن ما دخل عليه عثمان غير تلك الهيئة وغطى فخذيه وسوى ثيابه لانه يعرف ان عثمان انه رجل حيي يخشى ايضا ان ان انه لا يبلغ حاجته ولا يفصح عما في نفسه آآ اذا رأى النبي صلى الله عليه سلم على تلك الحال ايضا قال لابي ذر يا ابا ذر اني اراك ضعيفا فلا تامرن على اثنين فلا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم يعني عرف شخصية اه ابي ذر وهو ان ابا ذر رضي الله عنه يعني كان عنده آآ نوع من من التمسك بالرأي يعني هذي شخصيته كان يتمسك برأيه وعدم والتمسك بالرأي لا يعتبر قوة يعتبر ضعفا فيعني معروفة بشخصية ابي ذر رضي الله عنه انه يتمسك برأيه ولهذا كان ينهى عن الادخار بعد ثلاث وناقشه الصحابة في ذلك وتمسك برأيه فاعتبر النبي عليه الصلاة والسلام ان التمسك بالرأي انه ضعف. ولهذا قال اني اراك ظعيفا فلا تأمرن على اثنين الظعيف الذي تمسك برأيه ما عنده مرونة لا يستطيع ان يتأمر حتى على شخصين لان يعني الامارة والولاية تحتاج الى مرونة واخذ واعطاء آآ تقدير كل موقف بما يستحقه. ولا تولين ما يتيم لانه كان يرى عدم جواز ادخار المال بعد ثلاث فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يعامل كل واحد من اصحابه اه بما يناسب شخصيته ونكتفي بهذا القدر ويعني نجيب الان عما تيسر من الاسئلة احيانا اصلي من الليل واجمعها بتسليمة واحدة واجلس للتشهد قبل الركعة الاخيرة هل فعلي هذا صحيح نعم فعلك هذا صحيح اذا كان عدد الركعات اذا كنت ستصلي اه سبع ركعات او تسع ركعات تجلس في السادسة للتشحن ثم تقوم وتأتي بالركعة السابعة وكذلك اذا كنت ستصلي تسع ركعات تجلس في التشهد في الثامنة وتقوم وتوتر بالتاسعة هاتان الصفتان وردتا عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن الصفة الاشهر والاكثر والمتفق عليها هو ان تصلي اه صلاة الليل مثنى مثنى ثم توتر بواحدة. لقول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى. فاذا خشي احدكم الصبح وليوتر بواحدة. وينبغي ان تكون هذه الصفة هي الغالبة على حالك ان تصلي مثنى مثنى ثم توتر بواحدة. لكن في بعض الاحيان لا بأس ان تسرد آآ خمسا آآ بتشهد واحد وسلام واحد وسبعا وتسعا وايضا سبعا بتشهدين وسلام واحد وتسعا بتشهدين وسلام واحد. يعني تأتي بصفة من الصفات الواردة. لكن على غير الغالب الغالب ان تكون مثنى مثنى ثم توتر بواحدة اذا صلت النساء جماعة فهل يجوز ان اصلي منفرد عنهن او لا يجوز يجوز ان تصلي المرأة منفردة عن جماعة النساء. لان الجماعة لا تجب على النساء لكن الاحسن ان تدخل مع جماعة النساء وتصلي معهن ولو صلت منفردة فلا حرج اذا اصر الامام على الاتيان بركعة خامسة في الرباعية مع تنبيه الجماعة له. وانقسم الجماعة ما بين متابع ومنتظر في التشهد حتى يسلم مع امامه في يعني هذا هو التصرف الصحيح من كان يجزم بان الامام قد زاد ركعة خامسة لا يجوز له ان يتابعه في هذه الركعة الخامسة والا بطلت صلاته اما من لم يجزم بذلك وكان عنده شك فلا بأس ان يتابع الامام لكن اذا جزمت بان الامام قام لركعة زائدة لا يجوز لك ان تتابعه وانما تجلس التشهد منتظرا الامام حتى يصل الى التشهد ثم تسلم او هل يوجد نهينا يوم الجمعة عند الزوال؟ هذا محل خلاف بين العلماء وجمهور العلماء على انه يوجد نهي قبيل الزوال في يوم الجمعة كبقية الايام والقول الثاني ان يوم الجمعة مستثنى ليس فيه وقت النهي قبيل الزوال هذا قول اه مشتهر عند الشافعية والقول الراجح هو قول جمهور وهو ان يوم الجمعة كغيره وان فيه وقت نهي لعموم الادلة والادلة لم تفرق بين يوم الجمعة وغيره آآ في حديث اه عمرو بن عبسة وحين يقوم قائم الظهيرة ولم يقل الا يوم الجمعة وفي حديث عقبة ابن عامر كذلك ثلاث ساعات نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ان نصلي فيهن نقبر فيهن موتانا قال حين يقوم قائم الظهيرة ولم يقل الا يوم الجمعة. فالادلة اتت عامة لكن القائلون باستثناء الجمعة قالوا ان الصحابة لم يكونوا يخرجون من المسجد ليروا آآ هل اصبحت الشمس في كبد السماء ام لا وهذا الاستدلال محل نظر اذ ان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان مسقوفا بجذوع النخل وبالجريد فكانوا يرون الشمس ويعرفون متى تكون الشمس في كبد السماء ومتى يقوم قائم الظهيرة ويحتمل انهم يعني ان بعضهم يخرج ويرى ولم ينقل ذلك فهذا لا يقوى الاستثناء يوم الجمعة من عموم هذه الادلة الصحيحة الصريحة فالقول الراجح ان يوم الجمعة كغيره في وقت النهي اه قبيل الزوال يتزاحم المشيعون بشدة على نثر التراب على قبر المتوفى بعد دفنه دفنه هل هذا اصل؟ نعم ورد آآ انه يحثى على الميت ثلاث حثيات فهذا قد ورد في السنة ولذلك من تيسر له ان يشارك في الدفن والا آآ يحثي آآ ثلاث حثيات بالتراب حتى يكون مشاركا في دفن ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته