الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين اللهم اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وفعلا ما علمتنا واسألك اللهم علما نافعا ينفعنا هذا هو الدرس الرابع والعشرون ففي التعليق على كتاب الفضائل من صحيح مسلم في هذا اليوم الثلاثاء السابع والعشرين من جمادى الاخرة من عام الف واربعمائة واثنتين واربعين للهجرة اه وكنا في الدرس السابق بدأنا فضائل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وصلنا الى قول المصنف رحمه الله حدثنا اسحاق بن ابراهيم الحنظلي اخبرنا عبده بن سليمان حدثنا الاعمش عن الشقيق عن عبدالله انه قال ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة ثم قال على قراءة من تأمروني آآ ان اقرأ فقد فلقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة ولقد علم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اني اعلمهم بكتاب الله ولو اعلم ان احدا اعلم مني لرحلت اليه قال شقيق فجلست في حلق اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فما سمعت احدا يرد ذلك عليه ولا يعيبه اه هذه الرواية من الامام مسلم رحمه الله فيه اختصار وحذف ولا يتضح بها المقصود الا اذا رجعنا للرواية الاصل كما نبه على ذلك اه الشراح وذلك انه في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه لما كثر موت القراء واتسعت رقعة الدولة الاسلامية في ذلك الزمن حصل شيء من الاختلاف في قراءة القرآن فاتى الناس لكبار الصحابة وقالوا ادركوا الناس لان القرآن نزل على سبعة احرف نزل على سبعة احرف تيسيرا على الناس ولكن حصل هذا الاختلاف فالصحابة رضي الله عنهم اجتمعوا وتشاوروا وكان المصحف قد جمع في عهد ابي بكر الصديق امر عثمان رظي الله عنه بان تجمع المصاحف كلها وان اه تحرق ما عدا المصحف الذي على لغة قريش والذي كانت عليه العرظة الاخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على ال جبريل فاجتمع الصحابة على ذلك وجمعوا الناس على حرف واحد على حرف قريش كان القرآن قد نزل على سبعة احرف وامر عثمان رضي الله عنه بتحريق بقية المصاحف وكان هذا الرأي رأيا موفقا. وفق الله له صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرأ الله به شرورا عظيمة وفتنا كبيرة وجمع الله به الامة فاجمع الصحابة على ذلك لما امر لما امر عثمان بتحريق المصاحف عدا المصحف المجمع او المجتمع عليه ابن مسعود رضي الله عنه كان من كبار الصحابة امر عثمان رظي الله عنه اربعة هم الذين يقومون بجمع المصحف على حرف قريش وكتابته ولم يكن عبدالله بن مسعود منهم فعظم ذلك على ابن مسعود وانما لم يجعل الصحابة ابن مسعود منهم مع انه من اعلم الصحابة بكتاب الله عز وجل لان ابن مسعود كانه ذليا وكان حفظ القرآن على لغة هذيل وكان على هذا الحرف والصحابة يريدون ان يجمعوا الناس على لغة قريش وبين لغة هذيل ولغة قريش تباين عظيم ولهذا رأى الصحابة ان من الحكمة انهم لا يدخلون ابن مسعود بهؤلاء النفر الذين يكتبون المصحف على حرف واحد على حرف قريش فعظم ذلك على ابن مسعود وابن مسعود بشر ولذلك آآ قال لما لما قيل له ذلك قال على قراءة من تأمروني ان اقرأ وهنا اختصر المسلم الرواية قالوا على قراءة زيد ابن ثابت. لانه احد النفر الاربعة الذين امرهم عثمان بكتابة المصحف فقال ابن مسعود اخذت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وزيد ابن ثابت له ذئابتان يلعب مع الغلمان اتأمروني ان اقرأ على قراءة زيد بن ثابت وقد كان صبيا وانا رجل كبير في السن واخذت قراءة من من من لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك على ابن مسعود اخذ مصحفه الخاص به واخفاه اصبح يقول في الناس ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة يعني اجعلوني آآ غللت مصحف. اتي مصحفي يوم القيامة وهذا اجتهاد منه رظي الله عنه. اجتهاد منه وقد خفي عليه الوجه الذي ظهر للصحابة من المصلحة العظيمة التي هي من اعظم ما حفظ الله به القرآن عن الاختلاف فاجتهد رضي الله عنه هذا الاجتهاد واخفى مصحفه وكان يقرأ بقراءته الخاصة به ولم يكن هذا الرأي يعني يقدح في اجماع الصحابة. الصحابة اجمعوا على جمع الامة على مصحف واحد وعلى حرف واحد وعلى هذا فقول النبي عليه الصلاة والسلام انزل القرآن على سبعة احرف هذه الاحرف السبعة لم يبقى منها سوى حرف واحد. هو الذي جمع عثمان والصحابة الناس عليه واما بقية الاحرف والتي كتبت بها المصاحف فامر عثمان بان تحرق ولعل الحكمة في ذلك والله اعلم ان هذه الاحرف السبعة نزلت وقت اه النبي عليه الصلاة والسلام من اجل التيسير على الناس من اجل التيسير على الناس ثم بعد ذلك بعد انقطاع الوحي بوفاة النبي عليه الصلاة والسلام اقتضت الحكمة جمع الناس على حرف واحد فكان هذا من التوفيق الذي وفق الله له صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجمعت اجمع الصحابة على جمع الناس على حرف واحد واما القراءات السبع المتواترة فليست هي الاحرف المذكورة في الحديث انزل القرآن على سبعة احرف وانما هذه القراءات السبع المتواترة وحتى العشر هذه كلها قراءات عن الحرف الواحد الذي جمع آآ عثمان الناس عليه بعض الناس يفهم ان القراءات السبع انها هي الاحرف السبعة المذكورة في الحديث هذا فهم غير صحيح ليس المقصود بالقراءات السبع الاحرف السبعة وانما القراءات السبع هذه قراءات سبع عن الحرف الواحد الذي آآ جمع عثمان آآ الصحابة عليه فكان هذا من توفيق الله تعالى للصحابة ان جمعوا الناس على حرف واحد على لغة قريش وعلى العرظة الاخيرة التي عرظها النبي عليه الصلاة والسلام على آآ جبريل فابن مسعود رضي الله عنه كان يعني منه هذا الاجتهاد. ولذلك كان يقول ومن يغل ويأتي بما غل يوم القيامة يعني وانا اريد ان اغل مصحفي ثم قال على من تأمروني ان اقرأ قالوا على زيد قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة عندما يعني من يقرأ صحيح مسلم من غير ان يرجع لسياق هذه القصة لا يتضح له المقصود لكن يعني بينا اه اصل اه هذا اه الكلام وسببه ان اصله وسببه هو اه ما ذكرناه ثم ان ابن مسعود رضي الله عنه اثنى على نفسه بهذه الرواية قال ولقد علم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يعلمهم بكتاب الله ولو اعلم ان احدا اعلم مني لرحلت اليه ومن لم يرد عليه احد من الصحابة وفي الرواية الاخرى التي ساقها مسلم ايضا والله الذي لا اله غيره ما من كتاب الله سورة الا وانا اعلم حيث نزلت وما من اية الا ان اعلم فيما انزلت ولو اعلم احد هو اعلم بكتاب الله مني تبلغه الابل لركبت اليه هذا فيه ثناء على النفس وتزكية على النفس هذا فيه ثناء على النفس وتزكية للنفس وقد ورد النهي عن تزكية النفس فلا تزكوا انفسكم الم تر الى الذين يزكون انفسهم بل الله يزكي من يشاء قال اهل العلم ان النهي عن تزكية النفس انما هو لمن زكاها ومدحها لغير حاجة بل على سبيل الفخر والاعجاب اما تزكية النفس للحاجة فلا بأس كأن يتنقص من الانسان عندما يتنقص من الانسان لا بأس ان يذكر بعضا من مناقبه ومآثره ويزكي نفسه دفعا لي هذه المنقصة ولذلك ابن مسعود انما قال هذا الكلام قال اني لاعلمهم بكتاب الله ولو اعلم ان احدا اعلم مني لرحلت اليه لانه كانه شعر بشيء من اه يعني اه آآ انهم لم يضعوه مع آآ الاربعة الذين كتبوا المصحف تم يعني عظم عليه ذلك كانه شعر يعني بشيء من من الانتقاص والصحابة حاشاهم ذلك ولكن بينا السبب ان المقصود ان ان ابن مسعود انه كان من هذيل الصحابة يريدون كتابة المصحف على لغة قريش لكن ابن مسعود يعني بشر حز في نفسه ذلك اثنى على نفسه آآ لاجل بيان آآ يعني مكانته مكانته في الصحابة وهذا لا بأس به. عندما ينتقص من الانسان او يحط من قدره لا بأس ان يثني على نفسه وان يزكي نفسه وان يبين شيئا من مناقبه ومآثره ولهذا قال النووي قال النهي عن تزكية النفس انما هو لمن زكاها ومدحها لغير حاجة بل للفخر والاعجاب وقد كثرت تزكية النفس من الاماثل عند الحاجة كدفع شر عنه بذلك او تحصيل مصلحة للناس او ترغيب في اخذ العلم عنه او نحو ذلك. فمن المصلحة قول يوسف صلى الله عليه وسلم اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم فقول يوسف اني حفيظ عليم هذه تزكية بل تزكية شديدة للنفس لكن ما فعل ذلك يوسف لاجل المصلحة العظيمة المترتبة على ذلك فان يوسف لو لم يقل ذلك لما جعله الملك على خزائن الارض ولم يأتي من يسد مكانه فرأى يوسف عليه الصلاة والسلام ان المصلحة العظيمة تقتضي ان يقول ذلك وبالفعل لما تكلم يوسف جعله الملك على خزائن الارض فنفع الله به نفعا عظيما واصبحت الناس تفد الى مصر بسبب حسن تدبير يوسف عليه الصلاة والسلام. لما حصلت المجاعة اصبح الناس يفيدون الى مصر ويأخذون منها الميرة بسبب حسن تدبير يوسف عليه الصلاة والسلام وصدق عليه السلام لما قال اني حفيظ عليم حتى ان اخوة يوسف اتى اتوا مع من اتى من الناس وحصل ما حصل مما قصه الله علينا في سورة يوسف فتزكية النفس لاجل المصلحة الراجحة فلا بأس فلو ان يوسف لم يقل للملك اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم لما جعله الملك على خزائن الارض ولا بقي اه كغيره من الناس لكن لما رأى المصلحة العظيمة في ذلك آآ طلب الولاية وزكى نفسه ليس لاجل مصلحة نفسه الخاصة. وانما لاجل مصلحة الناس وكذلك ايضا تجوز تزكية النفس اه اذا كان بتلك التزكية اه ترغيب باخذ العلم عنه او في الاقتداء به كأن يذكر انه كان يفعل كذا وكذا لاجل ان يقتدي به طلابه وتلامذته فهذا لا بأس به فيقول مثلا يختم القرآن في كذا مثلا يقول لطلابه او لتلاميذه او لمن معهم ممن يقتدي به آآ يعني احرصوا على على آآ الاكثار من تلاوة القرآن انا اختم القرآن مثلا في كل اسبوع فهذا لا بأس به لان هذا سوف يشحذ همم هؤلاء ويجعلهم يقتدون به وفي ذلك مصلحة عظيمة او يقول مثلا اني اصوم آآ كذا من النوافل لاجل ان يشحذ همام من حوله فمدح النفس او الثناء على النفس لاجل ترغيب الاخرين في الاقتداء به وليس على سبيل الاعجاب والفخر لا بأس به قال النووي رحمه الله وايضا اه تجوز تزكية النفس لدفع الشر يدافع الشر ومن ذلك قول عثمان رضي الله عنه في وقت حصاره انه جهز جيش العسرة وحفر بئر رومة وحفر بئر روما عثمان رضي الله عنه لما آآ حصره اولئك الخوارج حصروه في في بيته في بيت الخلافة متنقصين له فجعل عثمان يذب عن نفسه وانه قد جهز جيش العسرة وانه قد حفر بئر امة وهذا فيه تزكية للنفس لكن اراد بذلك دفع الشر عن نفسه اذا نقول ان النهي عن تزكية النفس ومدح النفس والثناء عليها انما انما يحمل ذلك على من فعل هذا على سبيل الفخر والاعجاب وان تزكية النفس اه تجوز في مواضع منها ان تكون تزكية النفس لاجل المصلحة كما فعل يوسف عليه الصلاة والسلام قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ومنها آآ اذا تنقص الانسان فلا بأس ان يذكر بعضا من مناقبه ومآثره ويزكي نفسه دفعا لهذا آآ التنقيص كما في هذه القصة فان ابن مسعود شعر بشيء من ذلك حيث لم يجعل مع الاربعة النفر الذين كتبوا المصحف فقال آآ ما مقولته وهذه آآ لقد علم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اني اعلمه بكتاب الله ولو اعلم ان احدا اعلم مني لرحلت اليه ايضا من المواضع آآ دفع الشر عن نفسه كما فعل عثمان رضي الله عنه حينما قال انه قد جهز جيش العسرة وحفر بئر ايضا من المواضع آآ اه ترغيب الناس في اخذ العلم عنه وفي الاقتداء به فهذه مصلحة راجحة يجوز معها ان يذكر بعض مناقبه ومآثره لاجل ان يقتدي به غيره بشرط ان يغلب على نفسه بشرط ان يغلب على ظنه ان غيره سيقتدي به في ذلك فهذه مواضع تجوز فيها تزكية النفس آآ ودل هذا الحديث على فضل ابن مسعود رضي الله عنه حيث كان اعلم الصحابة بكتاب الله عز وجل بدليل ان الصحابة لم يعترضوا عليه ولهذا قال الشقيق فجلست في حلق اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما سمعت احدا يرد ذلك عليه ولا يعيبه وهذا يدل على انهم مقرون له بهذا الفضل. وهذا يدل على فضله وعلى علمه رضي الله عنه ايضا من الفوائد استحباب الرحلة في طلب العلم والذهاب الى الفضلاء حيث كانوا لقوله ولو اعلم ان احدا اعلم مني لرحلت اليه وفي الرواية الاخرى قال ولو اعلم احدا هو اعلم بكتاب الله مني تبلغه الابل لركبت اليه وهذا يدل على فضل الرحلة في طلب العلم وان الانسان اذا سمع بعالم وبمن هو اعلم منه وبمن يرجو ان يستفيد منه فينبغي ان يتواصل معه ان كان قريبا ويرتحل اليه ان كان بعيدا آآ كما كان السلف الصالح يفعلون ذلك ايضا من الفوائد ان الصحابة لم ينكروا قول ابن مسعود انه اعلمهم والمراد اعلمهم بكتاب الله ولا يلزم من هود من ذلك ان يكون آآ اعلمهم بالسنة فان ابا بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم اعلم من ابن مسعود لا شك ان ان ابا بكر وعمر لهما اعلم من ابن مسعود لكن ابن مسعود مراده انه اعلمه بكتاب الله. انه اعلمهم بكتاب الله فلا يلزم من قوله اني لا اعلمه بكتاب الله ان يكون ايضا هو اعلمهم بالسنة ولا يلزم ايضا من ذلك ان يكون هو افظلهم عند الله فاما بالنسبة للعلم فقد يكون الانسان اعلم بباب من العلم ولا يكون اعلم بباب اخر واما بالنسبة للفضل فلا فلا يلزم من العلم الفضل قد يكون الاقل علما هو الافضل عند الله عز وجل. بزيادة بزيادة تقواه وخشيته لله سبحانه وتعالى قال الامام مسلم رحمه الله حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا وكيل حدثنا الاعمش عن الشقيقة عن مسروق قال كنا نأتي عبدالله بن عمرو ونتحدث اليه وقال ابن نمير عنده فذكرنا يوما عبد الله بن مسعود فقال لقد ذكرتم رجلا لا ازال احبه. بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خذوا القرآن من اربعة من ابن ام عبد من ابن ام عبده يعني ابن مسعود فبدأ به ومعاذ ابن جبل وابي ابن كعب وسالم مولى ابي حذيفة فامر النبي عليه الصلاة والسلام بان يؤخذ القرآن من هؤلاء الاربعة قال العلماء سببه ان هؤلاء اكثر ضبطا لالفاظه واتقن لادائه وان كان غيرهم افقهوا في معانيه منهم لان هؤلاء الاربعة المذكورين تفرغوا لاخذ القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم مشافهة وغيره مقتصر على اخذ بعضهم من بعض او لان هؤلاء الاربعة تفرغوا لان يؤخذ عنهم فهذا يدل على فضل هؤلاء الاربعة ابن مسعود ومعاذ وابي وسالم مولى ابي حذيفة وبدأ بابن مسعود وهذا يدل على انه اعلم الصحابة بكتاب الله عز وجل وساق المصنف هذا الحديث برواية اخرى ايضا يقرأ القرآن من اربعة نفر وذكر هؤلاء آآ الاربعة ثم ايضا ساقه برواية اخرى سقوا عن عبد الله ابن عمر قال ذاك رجل لا ازال احبه بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استقرؤوا القرآن من اربعة من ابن مسعود وسالم مولى ابي حذيفة وابي ابن كعب ومعاذ ابن جبل فهذا يدل على فضل هؤلاء الاربعة ويدل ايضا على فضل القرآن وان من اعتنى بحفظه ومعانيه رفعه الله تعالى بذلك فالقرآن يرفع صاحبه وقد جاء في صحيح مسلم ان نافع ابن عبد الحارث والي مكة لقي عمر فقال عمر من استخلفت على الناس؟ يعني في مكة قال استخلفت عليهم ابن ابي ابزى. قال ومن هو قال مولى من الموالي قال استخلفت مولى على اشراف الناس على اشراف اهل مكة قال يا امير المؤمنين انه قارئ لكتاب الله قال عمر اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يرفع بهذا القرآن اقواما ويضع به اخرين فرفع الله تعالى هذا المولى واستخلفه نافع بن عبد الحارث على مكة فالله تعالى يرفع بهذا القرآن من يشاء من عباده هذا القرآن هو كلام رب العالمين وهو رفعة لمن تمسك به رفعة له وشرف في الدنيا والاخرة يرفع الله به اقواما ويضع به اخرين ايظا من اعرظ عن القرآن وظعه الله تعالى فالرفعة انما تكون لمن تمسك بهذا القرآن العظيم. ولهذا نجد ان الحافظ لكتاب الله عز وجل اذا اتى في اي مكان يقدم في الامامة ويقدم في المجلس وينظر له بمنظار الاحترام والتوقير بسبب هذا القرآن فالله تعالى يرفع بهذا القرآن من يشاء من عباده. نسأل الله تعالى ان يرفعنا وآآ وينفعنا بهذا القرآن العظيم ننتقل بعد ذلك الى باب من فضائل ابي بن كعب وجماعة من الانصار رضي الله عنه ابي بن كعب وابي ابن كعب الانصاري سيد القراء شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله النبي صلى الله عليه وسلم اي اية في كتاب الله اعظم؟ قال الله لا اله الا هو الحي القيوم يقصد اية الكرسي فقال عليه الصلاة والسلام ليهنك العلم ابا المنذر وكان عمر يسميه سيد المسلمين وكان ممن يجيد الكتابة وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ويقال انه اول من كتب كتبه فلان ابن فلان مات سنة اثنتين وعشرين للهجرة ولما مات قال عمر مات سيد المسلمين قال حدثنا محمد بن مثنى حدثنا ابو داوود حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت انسا يقول جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعة كلهم من الانصار معاذ بن جبل وابي بن كعب وزيد بن ثابت وابو زيد قال قتادة قلت لانس من ابو زيد؟ قال احد عمومتي ثم ساق المصنف ايضا هذا الحديث بروايات اخرى وقوله قول انس جمع القرآن. هل المقصود لقوله جمع القرآن يعني حفظ القرآن واستظهره حفظا وانه لم يحفظ القرآن الا هؤلاء الاربعة يعني هذا مشكل ولذلك تكلم العلماء عن هذا الحديث كلاما طويلا وقالوا ان هذا الحديث مجمل فيحتمل ان يكون مقصود انس انه لم يحفظ القرآن من الانصار الا هؤلاء الاربعة الذين بحسب علمه وربما يكون فيه غيرهم ممن لم يعلم فهو انما نفى بحسب علمه ويحتمل ان مراد انس بالجمع في هذا الحديث الكتابة اي ان هؤلاء هم الذين كتبوا القرآن فلا ينفي ان يكون غيرهم حفظه عن ظهر قلب اما هؤلاء الاربعة فجمعوه كتابة وحفظا عن ظهر قلب وهذا هو الاقرب والله اعلم ان مقصود انس بقوله جمع قرآن يعني كتبه والا فالذين حفظوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كثر فحفظه الخلفاء الراشدون الاربعة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي كانوا يحفظون القرآن عن ظهر قلب وجماعات من الصحابة كانوا يحفظون القرآن وذكر المازري خمسة عشر صحابيا حفظوا القرآن وابن مسعود كذلك كان يحفظ القرآن وسالم مولى ابي حذيفة وجاء في الصحيح انه قتل يوم نعم. وجاء في الصحيح انه قتل يوم اليمامة سبعون ممن حفظ القرآن واليمامة كانت قريبة من من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فاذا الذين حفظوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كثر وهذه مقولة يتشدق بها بعض من يريد الطعن في القرآن او او من يريد التزهيد في حفظ القرآن وقلنا الصحابة لم يكونوا يحفظون القرآن هذا غير صحيح ويأتي بعضهم بهذه الرواية بقول انس انه جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعة وانه لم يحفظ القرآن على عهد النبي عليه الصلاة والسلام الا اربع. وهذا غير صحيح وهذا فهم غير صحيح فهذا ربما يأتي بهذا الحديث اه بعض من من يريد الطعن في القرآن والمنزلي قال انه يتعلق به بعض الملاحدة ايضا في تواتر القرآن وايضا هناك من يستدل بهذا الحديث على ان الصحابة ان اكثر الصحابة لم يكونوا آآ يحفظون القرآن وهذا هذي كلها دعاوى غير صحيحة وهذا الحديث عن انس بينا الصحيحة في معناه وان المقصود بقول انس جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعة ان المقصود بالجمع هنا آآ الكتابة وانه لا ينفي ان يكون غير جمعه حفظا عن ظهر قلب وان هؤلاء كتبوا وحتى لو قلنا ان المقصود بقول الجماعة حفظ فهذا محمول على على من علمه انس من الانصار فقط ولا يشمل جميع الصحابة والا فالذين حفظوا القرآن من الصحابة جماعات آآ اعداد كثيرة وكما ذكرنا انه قتل يوم اليمامة سبعون حافظا لكتاب الله عز وجل يعني هذه المقولة التي يقولها بعض الناس ان ان اكثر الصحابة لم يكونوا حافظين القرآن هذه مقولة غير صحيحة بل كان معظم الصحابة يحفظون كتاب الله عز وجل عن ظهر قلب. وكان اكثر الصحابة يختمون القرآن كل اسبوع كل اسبوع يختمون القرآن ولذلك كان تحزيب المصحف وقت الصحابة اه على سبعة اجزاء فقط كما ذكر ذلك ابن تيمية وغيره كان كانوا يقسمون المصحف سبعة اقسام فقط لانهم كانوا يختمون القرآن في كل اسبوع مرة كما اوصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو واختاره كثير من السلف ختم القرآن في كل اسبوع مرة وكان الامام احمد يفعل هذا يختم القرآن في كل اسبوع مرة فيقرأ كل يوم سبع القرآن فهذا يدل على ان اكثر الصحابة كانوا حافظين للقرآن لان يعني كثيرا منهم كانوا من الاميين لكن كانوا يحفظون القرآن عن ظهر قلب. ويختمون القرآن في كل اسبوع مرة وكان بعضهم يختم القرآن في اقل من ذلك لكن اكثرهم كانوا في كل اسبوع مرة فاذا نقول ان اه مقولة ان اكثر الصحابة غير حافظين القرآن هذه مقولة غير صحيحة. وانما اه يقولها من يريد التزهيد في حفظ القرآن او من يريد ايضا من من الملاحدة او غيرهم الطعن في القرآن وهناك متشابه من النصوص يتمسك بها من في قلبه زيغ ويريد ان يروج بها لباطله وهذا قد ذكره الله عز وجل في قوله هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله. والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا فطريقة اهل الزيغ والضلال انهم يتبعون المتشابهة من النصوص. ويستدلون به باطلهم واما الراسخون في العلم فانهم يردون المتشابه الى المحكم. ويقولون كل من عند ربنا اه نرجع لكلام الامام مسلم رحمه الله اه قال اه جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعة كلهم من الانصار معاذ بن جبل وابي بن كعب وزيد بن ثابت وابو زيد يعني هؤلاء الصحابة معروفون لكن ابو زيد جيد قال انس قلت قال قتادة قلت لانس من ابو زيد؟ قال احد عمومتي وهو آآ سعد بن عبيد بن النعمان الاوسي يعرف بسعد القارئ قتل بالقادسية سنة خمسة عشرة للهجرة في اول خلافة عمر رضي الله عنه. كان من القراء اه قال الامام مسلم رحمه الله حدثنا هدام بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابي ان الله عز وجل امرني ان اقرأ عليك قال الله سماني لك؟ قال الله سماك لي قال فجعل ابي يبكي حدثنا محمد بن مثنى بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن انس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بن كعب ان الله امرني ان اقرأ عليك لم يكن الذين كفروا. قال وسماني؟ قال نعم. قال فبكى وهذا الحديث حديث عظيم يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم لابي ان الله امرني ان اقرأ عليك لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب قال اوبي سماني الله قال نعم فبكى وحق له ان يبكي ان رب العالمين خالق كل شيء يأمر نبيه ان يقرأ على هذا الصحابي سورة من القرآن هذا والله هو غاية الشرف ولهذا بكى ابي رضي الله عنه لماذا بكى ابي بكى ابي قيل انه انما بكى سرورا بهذا الشرف وهذا الفضل واستصغارا لنفسه عن تأهيله لهذه النعمة واعطائه لهذه المنزلة فكأنه يقول من انا؟ من انا حتى يأمر الرب جل جلاله خالق كل شيء ان يأمر نبيه بان يقرأ بان يقرأ علي سورة من كتابه من انا فبكى آآ سرورا بهذه النعمة واستصغارا لنفسه. عن تأهيله لهذه النعمة واعطائه هذه المنزلة العالية الرفيعة والنعمة فيها من وجهين احدهما كونه منصوصا عليه بعينه. ولهذا قال سماني؟ قال نعم يعني لم يقرأ لم يقل الرب عز وجل اقرأ على احد من اصحابك بل سماه الله له فتزايدت بذلك النعمة الوجه الثاني قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فانها منقبة عظيمة له لم يشاركه فيها احد من الناس وقيل ان ابي انما بكى خوفا من تقصيره في شكر هذه النعمة واما تخصيص هذه السورة سورة لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب ومشركين فلانها سورة عظيمة فهي مع وجازتها جامعة لاصول وقواعد ومهمات عظيمة واما الحكمة من امر النبي صلى الله عليه وسلم من القراءة على ابي لان يتعلم ابي الفاظ القرآن وصيغة ادائه ومواضع الوقوف ونحو ذلك فكانت القراءة عليه ليتعلم منه وقيل انما قرأ عليه ليسن عرض القرآن على حفاظه البارعين فيه المجيدين لاداءه وليسن التواضع في اخذ الانسان القرآن وغيره من العلوم الشرعية من اهلها وان كانوا دونه في النسب والدين والفظيلة والمرتبة والشهرة وغير ذلك وينبه الناس على فضيلة ابي في ذلك ويحثهم على الاخذ منه وكان الامر كذلك وكان ابي بعد النبي صلى الله عليه وسلم كان رأسا واماما مقصودا في ذلك مشهورا به ولهذا فكان من النفر الذين اه كتبوا المصحف ولهذا كان من النفرة الذين ذكروا ذكروا في هذا الحديث جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعة كلهم من الانصار معاذ بن جبل وابي ابن كعب كان من هؤلاء النفر الاربعة وايضا كان آآ عمر رضي الله عنه لما رأى الناس يصلون صلاة التراويح اوزاعا جمع الناس على ابي بن كعب وعلى تميم الداري فكان يؤمان الناس صلاة التراويح باب من فضائل سعد ابن معاذ رضي الله عنه سعد بن معاذ هو سعد ابن معاذ ابن النعمان سيد الاوس رمي بسهم يوم الخندق وكان جرحه يثعب دما وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد سار الى بني قريظة لما نقظوا العهد فقال اللهم لا تمتني حتى تقر عيني بهلاكهم فحقق الله له ما تمنى ولما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم الى بني قريظة وحاصرهم طلبوا من النبي عليه الصلاة والسلام ان ينزلهم على حكم سعد بن معاذ فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك واتي بسعد ابن معاذ وكان جريحا مريظا اتي به على حمار والناس ينظرون فقال النبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم للاوس قوموا الى سيدكم فقاموا اليه وانزلوه من الحمار فجلس والناس يترقبون لحكمه بنو قريظة طلبوا النزول على حكمه ورضي بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان هؤلاء قد ارتضوا حكمك قال حكمي نافذ على هؤلاء؟ قال نعم قال وحكمي نافذ على من هنا يريد النبي عليه الصلاة والسلام اجلالا له؟ قال نعم قال فاحكموا فيهم بان تقتل رجالهم وان تسبى اموالهم وذراريهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات ثم بعد ذلك رجع سعد رضي الله عنه ومات لما مات ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ما ذكر في هذا الحديث العظيم قال حدثنا عبد بن حميد اخبرنا عبد الرزاق اخبرنا بجريج اخبرني ابو الزبير وسمع جابر ابن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنازة سعد ابن ابن معاذ بين ايديهم اهتز لها عرش الرحمن حدثنا عمرو الناقد حدثنا عبد الله بن ادريس الاودي حدثنا الاعمش عن ابي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهتز عرش الرحمن لموت سعد ابن معاذ حدثنا محمد بن عبد الله اه الرزي حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن سعيد عن قتادة حدثنا انس بن مالك ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال وجنازته موضوعة يعني سعدا لها عرش الرحمن. وقدرها هذا الحديث ايضا البخاري في صحيحه اهتز عرش الرحمن بموت سعد بن معاذ وهذا الاهتزاز قدما وهذا الاهتزاز من عرش الرحمن لموت سعد فرحا بقدومه فرحا بقدومه وقد جعل الله تعالى في العرش تمييزا حصل به هذا والله تعالى يجعل ادراكا في الجمادات وفي المخلوقات كما قال سبحانه وان منها لما يهبط من خشية الله فعش الرحمن اهتز فرحا بقدوم سعد يقال لكل من فرح بقدوم قادم عليه اهتز له ومنه اهتزت الارض بالنبات وبعض العلماء تأول هذا الحديث وقال ان المراد اهتزاز اهل العرش وهم حملته وغيرهم من الملائكة فحذف المضاف وقيل المراد بالاهتزاز الاستبشار والقبول ومنه قول العرب فلان يهتز للمكارم قولهم اظلمت الارض واهتزت الارض ونحو ذلك والاقرب والله اعلم ان هذا الحديث على ظاهره وان عرش الرحمن اهتز فرحا بقدوم سعد ابن معاذ رضي الله عنه واستبشارا بذلك وهذا فيه منقبة عظيمة لهذا الصحابي الجليل ان عرش الرحمن اهتز فرحا لقدومه وكما ذكرنا ان الاقرب انه على ظاهره ولا يتأول هذا الحديث فلا يقال المراد به اهتزاز حملة العرش او الملائكة او نحو ذلك وانما هو على ظاهره ان العرش نفسه اهتز فرحا واستبشارا بقدوم سعد بن معاذ رضي الله عنه اجازة الله اعلم بحقيقته لكنه يفيد الفرح والاستبشار بقدوم هذا الصحابي الجليل وعرش الرحمن خلق عظيم يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند ابي داوود بسند صحيح اذن لي ان احدث عن ملك من حملة العرش ما بين اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة احد حملة العرش هذه عظمته فكيف بعظمة العرش وكيف بعظمة خالق العرش جل وعلا ومع ذلك اهتز لموت سعد ابن معاذ فهذه منقبة عظيمة ومرتبة عالية لهذا الصحابي الجليل والعجيب العجيب ان سعد ابن معاذ انما بقي في الاسلام ستة او سبعة سنين اسلم وعمره واحد وثلاثون ومات وعمره سبع وثلاث او ثمان وثلاثون يعني بقي في الاسلام ست او سبع سنين فقط ومع ذلك لما مات اهتز لموته عرش الرحمة يا ترى بماذا ملأ سعد هذه السنيات هذا هذه السنين قليلة ست او سبع سنين تعتبر قليلة. مقارنة باعمال كثير من الناس ايا ترى بماذا؟ ملأ سعد هذه السنوات القليلة التي لما ماتا اهتز لموته عرش الرحمن وهذا يدل على انه ليس العبرة فالانسان بكثرة السنين التي عاشها وانما العبرة بكيف عاشها وبماذا ملأها هذه هي العبرة فهذا سعد رضي الله عنه انما عاش في الاسلام ست او سبع سنين ومع ذلك لما مات اهتز لموته عرش الرحمن وبعض الناس يعمر عمرا مديدا ومع ذلك تكون اعماله الصالحة قليلة وبضاعته مزجاة بالنسبة للاعمال الصالحة فعلى الانسان ان يحرص على الاقتداء بهؤلاء العظماء سعد بن معاذ رضي الله عنه يظهر والله اعلم ان عنده اعمالا قلبية جعلته يصل الى هذه المرتبة العظيمة وهذه الفظيلة وهذا الشرف الكبير الذي لم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم لغيره لا يعلم ان احدا آآ اخبر النبي عليه الصلاة والسلام انه تزن لموته عرش الرحمن الا هذا الصحابي الجليل فنستفيد من هذا فائدة عظيمة وهي ان العبرة ليست بكثرة السنين التي يعيشها الانسان. وانما العبرة كيف يقضي هذه السنين وبماذا يملؤها آآ قال الامام مسلم رحمه الله حدثنا محمد بن مثنى وبن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر حددنا شعبة عن ابي اسحاق قال سمعت البراء يقول اهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة حرير فجعل اصحابه يلمسونها ويعجبون من لينها فقال اتعجبون من لين هذه لمناديل سعد ابن معاذ في الجنة خير منها والين ثم ساق المصنف هذا الحديث برواية اخرى ومنها آآ هذه الرواية حدثنا انس بن مالك انه اهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة من سندس يعني من حرير وكان ينهى عن الحرير فعجب الناس منها فقال والذي نفس محمد بيده انما نادي لسعد ابن معاذ في الجنة احسن منها اه اهدي للنبي صلى الله عليه وسلم حلة من حرير او من سندس فتعجب الناس من لينها وتعجب الناس من نفاستها فقال عليه الصلاة والسلام مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها والين واحسن منها وبهذا اشارة الى عظيم منزلة سعد في الجنة وان ادنى ثيابه فيها وعبر عن ذلك بالمنديل. والمنديل هو ادنى الثياب لانه معدل للوسخ والامتهان فادنى ثيابه في الجنة خير من هذه الحلة التي تعجب الناس منها وهذا يدل على ان نعيم الجنة انه نعيم عظيم اذا كانت مناديل سعد بن معاذ خير من هذه الحلة من الحرير التي يتعجب منها الناس فكيف بما هو اه اعظم من ذلك من النعيم. والجنة فيها من النعيم ومن ومن لذة العين آآ ما لا يستطيع العقل البشري ان يتخيله مجرد تخيل وفوق مستوى تصور وتخيل العقل البشري كما قال عليه الصلاة والسلام عن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر النعيم الذي في الجنة لا يخطر اصلا على قلب بشر يعني فوق مستوى الخيال فوق مستوى التصور والخيال البشري ونعيم جنتي نعيم عظيم جدا فهذه الحلة التي تعجب منها الناس في عهد النبي عليه الصلاة والسلام حلة من حرير لم يروا انعم منها ولا احسن منها يقول عليه الصلاة والسلام مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها والين وهذا يدل على فضيلة هذا الصحابي الجليل وعظيم منزلته. كما ذكرنا انه قد اهتز لموت عرش الرحمن. وان ادنى ثيابه خير من حرير الدنيا وايضا هذا يدل على ان سعد بن معاذ في الجنة فنشهد له بالجنة معتقد اهل السنة والجماعة انهم لا يشهدون لمعين بجنة ولا نار الا من شهد له الكتاب او شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا شهد القرآن لاحد بالجنة او شهد له بالنار فنشهد له بذلك ونشهد بان ابا لهب في النار لان الله قال سيصلى نارا ذات لهب نشهد بان ابا بكر في الجنة لان النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بذلك. ونشهد بان عمر وعثمان وعلي العشرة المبشرين هؤلاء في الجنة. نشهد بان بلال في الجنة لان النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بذلك. ايضا هنا نشهد بان سعد بن معاذ في الجنة لان النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بذلك او معتقد اهل السنة والجماعة انهم لا يشهدون لمعين بجنة ولا نار الا من شهد له القرآن او شهد له رسول الله صلى الله وعليه وسلم بذلك طيب لماذا خص سعد بن معاذ بذلك يعني ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام نذير سعد بن معاذ في الجنة خير منها والين لماذا لم يقل لمناديل فلان من الصحابة؟ يعني ماذا خص سعد من بين سائر الصحابة تخصيص سعد بذلك قيل لانه كان يعجبه ذلك الجنس من الثوب او لان هذه الحادثة كانت قريبة من موت سعد او لاجل كون اللامسين المتعجبين من هذه الحلة من الحرير كانوا من الانصار فقال مناديل سيدكم خير منها ثم قال الامام مسلم رحمه الله حدثناه محمد بن بشار حدثنا سالم بن نوح حدثنا عمر بن عامر عن قتادة عن انس انه كيدر دومة الجندل اهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة فذكر نحوهم ولم يذكر فيه وكان ينهى عن الحرير اه اكيدر دومة الجنة سبقه في درس سابق تكلمنا عن هذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل اليه خالد بن الوليد في سرية فاسره وقدم به للمدينة فصالحه النبي صلى الله عليه وسلم على الجزية واطلقه فكان هو الحاكم لدولة الجندل وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ارتد مع من ارتد وآآ قتل قيل انه اسلم لكنه ذلك لم يثبت. لم يثبت انه آآ انه اسلم لكن آآ يعني لما صالح النبي عليه الصلاة والسلام على الجزية بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام رفضوا دفع الجزية. هذا المقصود بقوله ارتد والا والصحيح انه لم يسلم اه اه لما اسره النبي عليه الصلاة والسلام ثم صالحه بعد ذلك على اه الجزية اهدى للنبي صلى الله عليه وسلم حلة من حرير وقبل ردها النبي صلى الله عليه وسلم في اول الامر فلما رأى ان وكيدر دومة الجندل تغير وجهه قبلها النبي عليه الصلاة والسلام واعطاها عليا وقال شققه خمرا بين الفواطن. شقيقه خمرا بين الفواطن استدل العلماء بهذه القصة على جواز قبول هدية المشرك لان اكيدر دومة جندل كان نصرانيا وقد ترجم البخاري في صحيحه على هذا على هذه القصة بقوله باب قبول هدية المشرك وهذا يدل على انه تجوز قبول هدية غير المسلم وانه لا بأس بذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل آآ هدية آآ اليهود وهدايا للمشركين لا بأس بذلك وهذا لا ينافي عقيدة الولا والبراء فقبول هدية المشرك لا بأس بها بل قبول ايضا دعوتهم للطعام لا بأس بها ولهذا قبل النبي عليه الصلاة والسلام دعوة اليهود للوليمة وايضا كان يتبايع معهم وتوفي ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير فهذه التعاملات مع غير المسلمين اه لا بأس بها ونقف عند اه فضائل ابي دجانة رضي الله عنه نفتتح به درسنا القادم نكتفي بهذا القدر في هذا الدرس والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. حتى الاذان يجيب عما تيسر من الاسئلة اذا كان الشخص في سفره واقلعت الطائرة قبل اذان المغرب وسيصل لبلده في وقت العشاء هل يصلي المغرب في الطائرة على الكرسي مع عدم وجود مكان الصلاة ام يجمعها مع العشاء اذا وصل يجمعها مع العشاء لانه مسافر والمسافر يجوز له الجمع فيجمعها مع العشاء لكن بشرط انه يصلي العشاء اربع ركعات لانه اذا وصل الى بلد الاقامة انقطعت في حقه جميع رخص السفر لكن يجوز له ان يؤخر المغرب بحكم انه مسافر يؤخر المغرب الى وقت العشاء ويصلي المغرب والعشاء اذا وصل الى بلده يصلي المغرب ثلاث ركعات والعشاء اربع ركعات ما الحكمة في قضاء ركعتي الفجر ما فاتته بعد الصلاة بينما الاربع ركعات التي قبل الظهر لا تقضى بعده هذا اولا غير غير مسلم الاربع ركعات التي قبل الظهر اذا فاتت تقضى تقضى بعد الظهر قول اخصائي انها لا تقضى هذا غير صحيح فالسنن الرواتب كلها تقضى سواء اكانت ركعتي الفجر او سنة الظهر او سنة المغرب او سنة العشاء كلها تقضى. لعموم قول النبي عليه الصلاة والسلام نام عن صلاة او نسيها فليصلها اذا ذكرها فكل السنن الرواتب تقضى ما الصيغة الواردة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الاذان ان تقول اللهم صلي وسلم على رسولك محمد تابع المؤذن اذا اذن السنة عند اه الاستماع للاذان ان يتابع المسلم المؤذن اذا اذن فيقول مثل ما يقول فاذا قال اشهد ان محمدا رسول الله المرة الثانية يقول اشهد ان محمدا رسول الله ثم يقول رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ثم اذا قال حي على الصلاة حي على فلا يقول لا حول ولا قوة الا بالله ثم يتابعه في تكبيرتين الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله ثم يقول اللهم صلي وسلم على رسول محمد اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقام محمود الذي وعدته ما حكم من ينشر الحرام ثم تاب؟ هل له توبة وهل يجب اخبار من كان يرسل اليه من كان ينشر الحرام اه يلحقه الاثم اه عند كل من استعمل هذا الحرام وهذا يبين لنا خطورة المسألة وكل من شاهده اذا كان مما يشاهد او استمع له اذا كان مما يستمع يبوء باسمه الذي نشره لقول النبي عليه الصلاة والسلام من دعا الى ضلالة كان عليه من وزر مثل اوزار من تبعه واذا اراد ان يتوب اولا يتوب فيما بينه وبين الله ثم يحرص على منع هذا النشر بما يستطيع ويتواصل مع من نشر لهم هذا الامر المحرم ويطلب منهم ان يحذفوه ولعل الله تعالى ان يتجاوز عنه هل ورد نهي عن النوم على البطن روي في ذلك حديث لكنه ضعيف والذي يظهر ان الامر في ذلك على الاباحة ولم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ان هذه هي اه جلسته او اضطجاء اهل النار. الحديث المروي في ذلك ضعيف الامر في ذلك على آآ الاباحة. الانسان يختار آآ طريقه الانسب له في النوم لكن السنة وردت بان آآ بان الافضل ان يكون النوم على الجنب الايمن ان يكون النوم على الجانب الايمن وفي حديث البراء ان الانسان اذا اراد يتوضأ اذا اراد ان ينام يتوضأ وضوءه للصلاة وينام على جنبه الايمن ويقول اللهم اني اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهي اليك الى غيره الى اخره ويأتي باذكار النوم فالافضل ان ينام على جنبه الايمن لكن مع ذلك لو اراد ان يستلقي على ظهره او ينام على جنبه الايسر او او حتى على بطنه او على اية صفة الامر في ذلك اه واسع الاصل في هذا الاباحة. ولكن الافضل والسنة هو ان يكون نومه على الجانب الايمن اذا تردد اسم النبي صلى الله عليه وسلم اثناء الدروس هل نصلي عليه؟ ام ان ذلك حكاية صوت كالاذان المسجل الافضل هو ان تصلي عليه كل ما سمعته. العموم قول النبي عليه الصلاة والسلام البخيل من ذكرت عنده فلم يصلي علي وقوله من ذكرت عنده يشمل الذكر بأية وسيلة ويشمل كذلك اه عندما يذكر في محاضرة او في دروس مسجلة وهذه المسألة تختلف عن الاذان لان الاذان المطلوب فيه المتابعة المطلوب فيه المتابع متابعة المؤذن. واذا كان الاذان مسجلا فلا يتابع لان المتابعة هنا متعذرة هذه حكاية صوت بينما الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام المطلوب الصلاة عليه كلما ذكر. كلما ذكر باية طريقة ولو كان آآ بحكاية صوت كلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فتتأكد الصلاة عليه طيب ما حكم الشراء من التطبيقات داخل المسجد اذا كان سيعقد الشراء داخل المسجد فهذا لا يجوز لانه لا يجوز البيع والشراء داخل المساجد لقول النبي صلى الله عليه وسلم من رأيتمه يبيع ويشتري داخل المسجد فقول لاربح الله تجارتك فان المساجد لم تبنى لهذا. المساجد دور عبادة بنيت للصلاة وبنيت لحلق العلم. وبنيت لما بنيت له من الذكر والعبادة ولم تبنى للتجارة لا لعقد صفقات تجارية ولا للدعاية ولا لنشدان الضالة فلا يجوز البيع والشراء داخل المسجد فهذا اذا كان سيعقد آآ الشراء اما اذا كان لن يعقد الشراء وانما يطلب طلبا فقط ثم بعد ذلك اذا وصل الطلب سوف يشتري فهذا لا يعتبر شراء ولا يشمله النهي عن اه الشراء داخل المسجد اذا صلى المسافر مع جماعة يتمون الصلاة ودخل معهم في صلاة العشاء بنية صلاة المغرب هل يجلس بعد الثالثة وينتظر الامام المفروض تسكر الباب بس اذا صلى المسافر مع جماعة يتمون الصلاة فدخل معهم في صلاة العشاء بنية صلاة المغرب هل يجلس بعد الثالثة وينتظر الامام حتى ينزل التشهد ام ماذا يعمل؟ اذا كان المسافر يريد ان يصلي صلاة المغرب ودخل مع جماعة يصلون صلاة العشاء وهم مقيمون فلا يلزمه ان يصلي معهم اربع ركعات على القول الراجح وانما اذا قام الامام للركعة الرابعة فيجلس للتشهد ويكمل لنفسه يكمل لنفسه ويسلم ولا يلزمه الانتظار ولو انه انتظر حتى يصل الامام الى التشهد ويسلم معه فلا بأس لكن الاولى انه آآ يكمل لنفسه ويسلم هذا هو الاكمل والانفتال عن الامام لمصلحة او لحاجة لا بأس به وقد فعله ذلك الانصاري لما صلى معاذ بقومه واطال بهم الصلاة حتى قرأ بهم سورة البقرة. فذلك الانصاري اكمل لنفسه الصلاة. وانصرف وقره النبي عليه الصلاة والسلام على هذا التصرف فدل هذا على انه لا بأس ان ينفتل المصلي عن الامام اذا وجد في ذلك مصلحة او حاجة ومن ذلك ما ذكر في هذا السؤال من اختلاف الهيئة بين الامام والمأموم فالمأموم يريد ان يصلي صلاة المغرب والامام يريد ان يصلي صلاة العشاء اربع ركعات اذا قام الامام للركعة الرابعة هو يجلس ويأتي بالتشهد ويكمل لنفسه ويسلم هذا بناء على القول الراجح في المسألة والى المسألة فيها خلاف بين اهل العلم هل السنة المداومة على صلاة الظحى او يتركها احيانا. هذا محل خلاف بين العلماء والقول الراجح انه يسن المحافظة على صلاة الظحى لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم يصبح على كل سلامى من احدكم صدقة. وقوله يصبح على كل سلامة يعني على كل مفصل من مفاصله. ومفاصل الانسان ثلاثمئة وستون مفصلا يعني انه اذا اصبح مطلوب منه ثلاث مئة وستون صدقة شكر نعمة الله تعالى على سلامة مفاصله. ثم ذكر انواعا من الصدقات وكل تسبيحة صدقة وكل تحميد صدقة وكل تكبيرة صدقة ثم قال وجزء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى يعني ان ركعتي الضحى تجزئ عن ثلاثمائة وستين صدقة وهذا الحديث يدل على استحباب المداومة على ركعتي الضحى والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته