الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ونسألك اللهم علما نافعا ينفعنا اه ايها الاخوة سيكون التعليق على كتاب الفضائل من صحيح مسلم في هذا اليوم الثلاثاء التاسع من شهر ربيع الاخر لعام الف واربع مئة واثنتين واربعين للهجرة لا زلنا في الكلام عن فضائل الصحابة رضي الله عنهم وكنا قد وصلنا الى باب فضائل طلحة والزبير باب طبعا الامام مسلم لا يبوب وانما الذي يبوب هو الشارح النووي قال باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما وطلحة وطلحة بن عبيد الله احد العشرة المبشرين بالجنة قتل يوم الجمل سنة ست وثلاثين رمي بسهم والزبير بن عوام ايضا احد العشرة المبشرين بالجنة وامه صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم فيكون الزبير ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم هاجرا للحبشة وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من اصحاب علي في حروبه وقتل رضي الله عنه ولما اخبر علي بذلك قال بشر ابن قاتل نعم قال بشر قاتل ابن صفية بالنار بشر قاتل ابن صفية بالنار قال المصنف رحمه الله قال الامام مسلم حدثنا محمد بن ابي بكر المقدمي وحامد بن عمر البكراوي ومحمد بن عبدالاعلى قالوا حدثنا المعتمر وهو ابن سليمان قال سمعت وابي عن ابي عثمان قال لم يبقى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض تلك الايام التي قاتل فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير طلحة وسعد اه قوله لم يبقى في بعض تلك الايام المراد بذلك يوم احد المراد بذلك يوم احد وقد حصل ما حصل ما ذكره الله عز وجل بسورة ال عمران كان النصر في البداية للمسلمين ثم ان الرماة قاله توجيه النبي عليه الصلاة والسلام ونزلوا لاخذ الغنائم كان قائد قريش كان قائدهم خالد بن الوليد فالتف من وراء الجبل واعاد الكرة فحصل فحصل في في المسلمين جراحات وقتلى وفر من فر هنا في هذه الرواية يقول انه لم يبقى غير طلحة وسعد وجاء في رواية اخرى عند مسلم افرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعة من الانصار ورجلين من قريش والمراد بالرجلين طلحة وسعد وعلى هذا فيكون المراد في هذا الحديث بقوله لم يبق سوى او غير طلحة وسعد اي من المهاجرين اي من المهاجرين والا الانصار بقي منهم سبعة ولما وقعت الهزيمة في من انهزم صاح الشيطان فالناس قتل محمد قتل محمد فاشتغل كل واحد منهم بنفسه ثم بعد ذلك عرفوا انه لم يقتل فتراجعوا اولا فاول وهذا معنى قول الله تعالى فاثابكم غما بغم فان مصيبة قتل النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة له مصيبة شديدة اشد من الهزيمة في المعركة فاصابهم غم شديد لما سمعوا ذلك سمعوا بان النبي عليه الصلاة والسلام قد قتل في غزوة احد ثم لما تبين لهم انه لم يقتل فرحوا بهذا وزال عنهم غم الهزيمة وهذا معنى قوله فاثابكم غما بغم كان يصاب الانسان بمصيبة ثم يعني يخبر بخبر اشد من المصيبة التي وقع فيها ثم يأتيه بان هذا الخبر غير صحيح تجد ان مصيبتها الاولى تخف عليه فكانت المصيبة الاشد عند الصحابة هي ما اشيع من ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل ثم لما تبين لهم انه لم يقتل فرحوا بذلك فرحا عظيما انساهم مرارة الهزيمة وهذا معنى قوله فاثابكم غما بغم اثابكم غما بغم وهذا من حكمة الله عز وجل ومن رحمته بهم قال حدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان ابن عيين عن محمد ابن مكدر عن جابر ابن عبد الله قال سمعته يقول ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندبهم فتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي حواري وحواري الزبير انتدب يعني دعاهم للجهاد وحرضهم عليه ولكن جاءت هذه الرواية مفسرة عند البخاري بعبارة اوظح من حديث جابر رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم من يأتيني بخبر القوم يوم الاحزاب قال الزبير انا. قال من يأتيني بخبر القوم؟ قال الزبير انا. قال من يأتيني بخبر القوم؟ قال الزبير انا فقال لكل نبي حواري وحواري الزبير رواية البخاري مفسرة لهذه الرواية المذكورة هنا يعني اراد النبي عليه الصلاة والسلام احد اصحابه في مهمة استطلاعية يأتي بها يأتي بخبر القوم يذهب معهم وبطريقته الخاصة يأتي بخبر ذلك الجيش وخبر القوم وهي مهمة صعبة صعبة جدا كونه يدخل فيهم فيأخذ اخبارهم ثم يأتي بها النبي عليه الصلاة والسلام هذه مهمة صعبة ولذلك لما النبي عليه الصلاة والسلام قال من يأتي بخبر القوم سكت الصحابة ما تكلم احد الا الزبير. ثم المرة الثانية ثم المرة الثالثة وهذا يدل على شجاعته ويدل على فضله ولذلك اثنى عليه النبي عليه الصلاة والسلام وقال ان لكل نبي حواري وحواري الزبير والحواري هو آآ خاصته من اصحابه حواري هو خاصته من اصحابه ولذلك آآ اصحاب المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام يقال لهم حواريون يعني خلصاؤه وانصاره وهذه منقبة عظيمة للزبير ابن عوام رضي الله عنه حيث وصفه النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الوصف وجعله حواريه يعني خاصة اصحابه جعله من خواص اصحابه رضي الله عنه وارضاه وجاء في قصة اخرى ان النبي صلى الله عليه وسلم انتدب حذيفة ليأتي بخبر القوم فهما قصتان وفي الحروب اه من المهام التي تكون في الحروب اه المهام الاستطلاعية للاتيان بخبر العدو وهذا يدل على يعني جواز التجسس في الجهاد وبعث من يأتي بالاخبار لان الاتيان بالاخبار اه مهم بالنسبة لقيادة المعارك فالنبي عليه الصلاة والسلام بعث الزبير وبعث حذيفة مهمات استطلاعية يأتون بها اخبارا له من القوم فهذه الاخبار معروفة عند الناس من قديم الزمان في الحروب وفي الجيوش يرسلون من يذهب ويتجسس على العدو ويأتي باخبارهم لان ذلك يفيد كثيرا في قيادة المعركة فهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام كان يفعل ذلك ثم ساق المصنف هذا الحديث من طريق اخرى اه ثم قال حدثنا اسماعيل بن الخليل وسويد بن سعيد كلاهما عن ابن مسهر قال اسماعيل واخبرنا علي بن مسهل عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عبد الله الزبير قال كنت انا وعمر بن ابي سلمة يوم الخندق مع النسوة باطم حسان فكان يطأطئ لي مرة فانظر واطأطئ له مرة فينظر فكنت اعرف ابي اذا مر على فرسه بالسلاح الى بني قريظة قال واخبرني عبدالله بن عروة عن عبدالله بن الزبير قال فذكرت ذلك لابي فقال ورأيتني ورأيتني يا بني اذ قلت نعم قال اما والله لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ابويه فقال فداك ابي وامي اه هذه الرواية ساقها المصنف عن عبدالله بن الزبير وعبدالله بن الزبير هو اول مولود في الاسلام بالمدينة من المهاجرين ولد في السنة الاولى من الهجرة ومن المعلوم ان غزوة الخندق وقعت في السنة الخامسة وعلى ذلك فيكون عمره اربع سنوات واشهر. ومع ذلك ظبط هذه القصة ونقلها فقال كنت وعمر بن سلمة ايضا عمر بن سلمة كان صغيرا صبيا يوم الخندق مع النسوة كانوا مع النساء باطن والاطم هو الحصن فكان يطأطئ لي مرة يعني يخفظ عمر بن سلم يخفض لعبدالله بن الزبير ظهره ويصعد على ظهره لكي يرى وتارة العكس عبد الله بن الزبير هو الذي يطأطأ ظهره فيصعد عليه عمر ابن سلمة فرأى عبد الله يقول انه يذكر انه رأى اباه عبدالله ابن الزبير رآه على فرسه بالسلاح الى بني قريظة وحتى ذلك لابيه فقال اه اما والله لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ابويه وقال فداك ابي وامي وهذه ايضا قالها عليه الصلاة والسلام لسعد ابن ابي وقاص وسبق القول بان هذه العبارة انها اه لا بأس بها لا بأس ان يقول الانسان لغيره فداك ابي وامي وان هذه من العبارات التي آآ لا يراد بها حقيقتها وانما يراد اكرام المخاطب وتوقيره وقد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم مع اكثر من صحابي مع سعد ابن ابي وقاص ومع الزبير بن عوام آآ في هذا الحديث آآ من الفوائد آآ فضل الزبير ابن العوام حيث قاله النبي صلى الله عليه وسلم فداك ابي وامي ومن الفوائد ايضا اه ان فيه منقبة لعبدالله بن الزبير حيث ضبط هذه القصة وعمره اربع سنين واشهر فهذا يدل على ذكائه وقوة ذاكرته اذ ان كثيرا من الصبيان لا يضبطون بهذه السن وفيه رد على من قال انه لا يصح سماع الصبي حتى يبلغ خمس سنين والصواب صحته متى ما حصل معه الظبط والاتقان حتى وان كان ابن اربع سنين الصبيان يتفاوتون فيما بينهم تفاوتا كبيرا بعضهم قد يرزق بحدة ذكاء وقوة ذاكرة ويستطيع ان يضبط بعض القصص وعمرها اربع سنين فهذا ليس ممتنعا ليس ممتنعا فهذا الان عبد الله بن الزبير يحكي لنا قصة وعمره اربع سنين اشهر وعبدالله بن الزبير اه ولي الخلافة على الحجاز وجزيرة عربية عموما تسع سنوات ثم عاصره الحجاج بن يوسف تقفي بجيش استطاع التغلب عليه وامسك بعبد الله بن الزبير وقتله ثم صلبه على خشبة وبقي مصلوبا عدة ايام فمر عليه عبد الله ابن عمر الصحابي الجليل قال السلام عليك ابا خبيب السلام عليك ابا خبيب اما والله لقد كنت انهاك عن هذا يعني كان ينهاه عن الدخول في امور السياسة وهذه الامور واقول هذه هي النتيجة الان اما والله لقد كنت صواما قواما شهد له بذلك وهذه تزكية فكان يصوم الدهر كان لا يفطر ولم يبلغه النهي عن صيام الدهر كان صواما وكان يقوم الليل فكان من افاضل الصحابة ومن عبادهم ومع ذلك قتله الحجاج بن يوسف ثم صلبه ولما قال عبدالله ابن عمر هذه المقولة آآ زبالة الحجاج ابلغوه بكلام ابن عمر فحاب ان يتعرض لابن عمر بسوء وامر بان يلقى ابن الزبير في مقبرة قريبة فالقي فجمع اعضاءه بعض من كان حاضرا من الصحابة جمعوه غسلوه وكفنوه وصلوا عليه فهذا قد حصل لهذا الصحابي الجليل مع كونه آآ صحابي ابن الزبير الذي هو ابن عمة النبي عليه الصلاة والسلام وصوام وقوام ولكنه قد ابتلي بهذا آآ الامر طيب ثم ساق المصنف هذا الحديث بطريق اخرى قال وحدثنا ابو كريم حدثنا ابو اسامة عن هشام عن ابيه عن عبد الله بن الزبير قال لما كان يوم الخندق كنت انا وعمر ابن في الاطقم الذي فيه النسوة النسوة يعني نسوة النبي صلى الله عليه وسلم وساق هذا الحديث قال وحدثنا نعم حدثنا قتيبة ابن سعيد حدثنا عبد العزيز عن ابن محمد عن سهيل عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وابو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهدأ فما عليك الا نبي او صديق او شهيد اه كان على جبل حراء النبي صلى الله عليه وسلم وكان معه ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن عوام فتحركت الصخرة وقال النبي صلى الله عليه وسلم اهدأ يعني الجبل فما عليك الا نبي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم او صديق يعني ابا بكر الصديق او شهيده البقية اما عثمان وعلي فقد قتل شهيدين وكذلك ايضا طلحة والزبير قتل ايضا شاهدين لانهم يعني قتلا في معركة الجمل ظلما والمقتول ظلما شهيد وكذلك ايضا طلحة بن عبيد الله قتل ظلما ايضا فيكون شهيدا فتحقق ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وساق المصنف هذا الحديث من رواية اخرى قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على جبل حراء فتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسكن حراء. فما عليك الا نبي او صديق او شهيد. وعليه النبي صلى الله عليه وسلم ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن ابي وقاص رضي الله عنه ففي هذه الرواية فيها زيادة سعد فيها زيادة سعر نحن ذكرنا ان هؤلاء يعني النبي عليه الصلاة والسلام ابو بكر الصديق صديق اه عمر وعثمان وطلحة والزبير نعم عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير هؤلاء قتلوا شهداء سعد ابن ابي وقاص لم يقتل لم يقتل فكيف يعني اعتبره النبي صلى الله عليه وسلم شهيدا الجواب عن ذلك اه قال القاضي عياض انما سمي شهيدا لانه مشهود له بالجنة هذا احسن ما يقال في الجواب عن ذلك لانه مشهود له بالجنة هذا ان صحت الرواية الاخرى لان الرواية الاولى لم يذكر فيها سعد ابن ابي وقاص. والرواية الثانية ذكر فيها سعد والامام مسلم احيانا يذكر الرواية بعد الرواية من باب التنبيه على ضعف الرواية الثانية. لكن ان ثبتت الرواية الثانية فيجاب عن ذلك بان سعد بن ابي وقاص سمي شهيدا لانه مشهود له بالجنة وفي هذا الحديث من الفوائد اه جاء في حديث انس رضي الله عنه عند البخاري قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم احدا ومعه ابو بكر وعمر وعثمان فرجف وقال اسكن احدا فليس عليك الا نبي وصديق وشهيدان ويجمع بين القصتين بالحمل على تعدد القصة القصة الاولى كانت على غار حراء والثانية كانت على جبل احد الاولى كانت على نعم الاولى كانت على جبل حراء والثانية كانت على جبل احد القصة الاولى كانت على جبل حراء والثانية على جبل احد ثم ايضا القصة الثانية ليس فيها سوى النبي عليه الصلاة والسلام وابي بكر وعمر وعثمان. بينما القصة الاولى فيها النبي عليه الصلاة والسلام وابو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة زبير وسعد فتحمل على تعدد القصة وفي هذه القصة من الفوائد اثبات التمييز الجمادات حيث تحركت الصخرة وسكنها النبي صلى الله عليه وسلم وخاطبها بما يخاطب به العقلاء ففهمت ذلك وسكنت والنصوص تدل على ان الجمادات لها ادراك يخصها ويليق بها ليس كادراك الانسان وادراك العقلاء وانما ادراك مناسب لها وهذا قد دل عليه نصوص كثيرة كان الحصى يسبح في يدي النبي في يد النبي عليه الصلاة والسلام وكان آآ الجذع يصيح لما كان النبي عليه الصلاة والسلام يخطب على جذع ثم صنع له منبر فترك الجذع وصعد على المنبر الذي صنع له فسمع لذلك الجذع آآ بكاء كبكاء الصبي فاخذه النبي عليه الصلاة والسلام وجعل يسكنه ويسكته كما يسكت الصبي فهذا يدل على ان الجمادات لها ادراك مناسب لها فهنا لما تحركت الصخرة خاطبها النبي عليه الصلاة والسلام وقال اهدأ فما عليك الا نبي او صديق او شهيد. فهدى فخاطب هذه الصخرة بما يخاطب به العقلاء ايضا من الفوائد اه معجزة النبي عليه الصلاة والسلام حيث اخبر عن قتل هؤلاء شهداء وقد تحقق ما اخبر به فهذه اية من ايات الله عز وجل ايضا من الفوائد جواز التزكية والثناء على الانسان في وجهه اذا لم يخف عليه فتنة باعجاب ونحوه فالنبي عليه الصلاة والسلام اثنى على هؤلاء الصحابة ووصف ابا بكر بانه صديق ووصف البقية بانهم شهداء وهذا ثناء عليهم وفي القصة السابقة وصف الزبير بن العوام بانه حواريه فكان عليه الصلاة والسلام يطلق القابا ويثني على بعض اصحابه وهذا عند اهل العلم ثناء على الانسان بحضرته مشروط بان يأمن الفتنة فان بعض الناس قد لا يأمن اذا اثني عليه قد يصاب بالعجب والغرور ربما وقع في الكبر بسبب ذلك ولكن من كان لا يخاف عليه ذلك لقوة صلاحه وعلمه وفضله لا بأس بالثناء عليه في وجهه ننتقل بعد ذلك الى هذه قول المصنف رحمه الله قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة حدثنا ابن امير وعبدة قال حدثنا هشام عن ابيه قال قالت لعائشة ابواك والله من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح بعد ما اصابهم القرع اه هذا حصل بعد غزوة احد بعد غزوة احد الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح والقرح هو الجراح وفي هذا اشارة لما جرى في غزوة حمراء الاسد لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة من احد لمن بقي من اصحابه اكثرهم جريح وقد بلغ بهم الجهد والمشقة نهايته فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج في اثر العدو وقال لا يخرجن معنا الا من شهد احدا وخرجوا كلهم واستجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح وربما كان فيهم المثقل بالجراح لا يستطيع المشي ولا يجد مركوبا ربما حمل على الاعناق حتى وصلوا الى حمراء الاسد فلقيهم وعين بن مسعود واخبر بان ابا سفيان وقريشا قد جمعوا جموعهم على ان يرجعوا للمدينة فيستأصلوا اهلها فقالوا لما قال نعيم ابن مسعود هذا للنبي عليه الصلاة والسلام والصحابة قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ثم ان معبد الخزاعي وهو حليف للنبي عليه الصلاة والسلام لقي ابا سفيان وقريشا وخوفهم بان محمدا واصحابه في جيش عظيم وقد اجتمع معه كل من تخلف عنه وقد تحرقوا عليكم ومغتاظون بالنسبة لكم قال فالنجاة النجاة فقذف الله في قلوبهم الرعب ورجعوا الى مكة مسرعين خائفين ورجع النبي صلى الله عليه وسلم في اصحابه الى المدينة مأجورا منصورا فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم هذه القصة حصلت بعد غزوة احد فهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم مثخنون بالجراح قد بلغ بهم الجهد والمشقة نهايته ومع ذلك لما امرهم النبي صلى الله عليه وسلم وندبهم لملاقاة عدوهم استجابوا لله والرسول حتى ان كان بعضهم لا يستطيع المشي ولا يجد مركوبا فيحمله الصحابة على اعناقهم مستجيبين لله وللرسول وخوفهم من خوفهم خوفهم نعيم ابن مسعود بان قريشا سوف تستأصلهم من المدينة فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل الذين قال لهم الناس يعني نعيم بن مسعود آآ ان الناس يعني قريشا قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء. لان معبد الخزاعي ذهب الى قريش وخوفهم. فرجعت قريش طائفي فالنبي عليه الصلاة والسلام واصحابه انقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله وهذا يدل ايضا على ان الاخبار مؤثرة في الحروب العسكرية اخبار قد يكون خبر من شخص واحد يؤثر على جيشه باكمله فهذا يعني معين ابن مسعود قال ما قال لكنه لكن النبي عليه الصلاة والسلام واصحابه كانوا على جانب من الايمان والتقوى فلم يؤثر فيهم قوله بل انقلبوا بنعمة بل قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل زادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل لكن معبد الخزاعي لما خوف قريشا خافوا. فتسبب في آآ رجوعهم خائفين مسرعين فهذا يدل على ان الحرب النفسية انها مؤثرة مؤثرة في الحروب العسكرية بل احيانا تكون هي الحاسمة في الحروب العسكرية فنقل الاخبار والحرب النفسية هذه آآ من من اعظم آآ ما ما آآ تكون في الحروب فالامور النفسية هذه تؤثر تأثيرا كبيرا على سير الحروب وعلى اه الانتصار في المعارك قال باب من فضائل ابي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ابو عبيدة هو عامر ابن عبد الله ابن الجراح الصحابي الجليل احد العشرة المبشرين بالجنة قتل ابوه يوم بدر كافرا وما شئت وما ذكر من ان ابا عبيدة هو الذي قتل اباه لم يصح هذا مذكور في بعض الكتب ان ابا عبيدة لقي اباه في غزوة بدر فقتله هذا لم يثبت ولم يصح لكن اباه قتل كافرا ولم يثبت ان ابا عبيدة هو الذي قتله ولما قدم عمر الشام دخل منازل بعض الصحابة الموجودين هناك فطلب منه ابو عبيدة ان يدخل بيته وكان هو امير الشام وقد فتح الله عليه الفتوح واجتمعت له الكنوز والخزائن لما دخل عمر لم يجد في بيته اكثر من سلاحه واداة واداة رحله فبكى عمر وقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم انت امين هذه الامة يعني ابو عبيدة هو امير الشام وعنده الكنوز وعنده الغنائم وعنده الاموال ومع ذلك ليس في بيته شيء لم يجد عمر في بيته شيئا سوى سلاحه فقال صدق رسول الله انت امين هذه الامة وبكى عمر والامين هو الثقة والرظي قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة حدثنا اسماعيل ابن علية عن خالد الحاور محدثنا زهير بن محرم حدثنا اسماعيل ابن مليق اخبرنا خالد عن ابي قلابة قال قال انس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل امة امينا وان اميننا ايتها الامة ابو عبيدة هذه منقبة عظيمة لهذا الصحابي الجليل ابو عبيدة عامر ابن الجراح رضي الله عنه ثم ساق المصنف حديثه قال حدثني عمرو الناقد حدثنا عفان وحدثنا حماد وهو ابن سلمة عن ثابت عن ناس ان اهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة والاسلام قال فاخذ بيد ابي عبيدة فقال هذا امين هذه الامة وساق المصنف هذا الحديث ايضا عن حذيفة قال جاء اهل نجران الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ابعث الينا رجلا امينا فقال لابعثن اليكم رجلا امينا حق امين حق امين. قالها مرتين قال فاستشرف لها الناس فبعث ابا عبيدة ابن الجراح فهذه من مناقب هذا الصحابي الجليل آآ ابي عبيدة عامر بن الجراح ان النبي صلى الله عليه وسلم وصفه بانه امين هذه الامة وبعثه الى اهل نجران يعلمهم السنة وصفه بالامانة لما قالوا ابعثنا الينا رجلا امينا قال لابعثن اليكم رجلا امينا حق امين حق امين فلما قال هذه المقولة استشرف لها الناس كل يريد ان ينال هذه المنقبة وهذا الوصف العظيم فبعث ابا عبيدة عامر ابن الجراح رضي الله عنه وارضاه وكان عليه الصلاة والسلام يطلق القابا على بعض اصحابه فاطلق على ابي بكر الصديق واطلق على على ابي عبيدة انه امين هذه الامة. وعلى خالد بن الوليد بانه سيف الله المسلول واطلق القاب على عدد من اصحابه وكان يثني عليهم ويشجعهم فكانت هذه الكلمات لها اثر كبير في تشجيع هؤلاء الصحابة والكلمات المشجعة لا شك انها تؤثر على الانسان تأثيرا كبيرا تشجيع الانسان في اي مجال من المجالات تشجيعه في طلب العلم تشجيعه في مجال اه في المجال الذي اه يحسنه ايضا لانه قد احسن في هذا المجال هذه من الامور المهمة والتي ينبغي ان يتنبه لها ايضا على وجه الخصوص المعلمون مع طلابهم فان الطالب اذا شجعه المعلم اه يكون لهذا الاثر الطيب على هذا اه اه الطالب اه الحافظ الذهبي الحافظ الذهبي يقول انه رآه شيخه وقد كتب كتابة فقال خطك هذا يشبه خط المحدثين. قال فحبب الي الحديث واصبح من المحدثين الكبار ومن الحفاظ بسبب كلمة سمعها من شيخه الامام البخاري الذي صنف هذا الصحيح هذا الكتاب العظيم سمع كلمة من شيخه اسحاق قال لو ان احدا منكم صنف في الصحيح من حديث النبي عليه الصلاة والسلام. قال فوقعت هذه الكلمة في نفسي فبدأت الفكرة بدأت الفكرة من مقولة شيخه لو ان احدكم صنف وجمع الحديث من كلام النبي عليه الصلاة والسلام تصنف هذا الكتاب العظيم صحيح البخاري اعظم دواوين السنة وهذا كله بسبب تشجيع بكلمة عابرة من شيخه ربما لم يلقي لها بالا فمثل هذه الكلمات آآ قد تكون مشجعة ويكون اثرها عظيما ولذلك طرح الافكار وتشجيع الطلاب وبمثل هذه الكلمات وهذه العبارات هذا لا شك انه مفيد مفيد للطالب يستفيد منه فائدة كبيرة خاصة الصغار الصغار يحتاجون الى تشجيع فانهم بالتشجيع يتقدمون ويتحمسون وربما يعني برعوا في ذلك المجال كما حصل للحافظ الذهبي. كلمة سمعها من استاذه فقال حبب الي هذا المجال مجال حديث فاصبح من كبار المحدثين ايضا في هذه القصة من الفوائد اه مشروعية بعثوا من يعلم الناس الاسلام والسنة مشروعية بعث المعلمين والدعاة الى الله عز وجل وهذا كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم يرسل دعاة الى الله عز وجل في اقطار الارظ كي يعلموا الناس الاسلام ويعلمونهم امور دينهم لتقلوا بعد ذلك الى باب من فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما والحسن والحسين هما ابنة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم هو جدهما من قبل الام قال حدثني احمد بن حنبل حدثنا سفيان ابن عيينة حدثني عبيد الله بن ابي يزيد عن نافع بن جبير عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لحسن اللهم اني احبه فاحبه واحبب من يحبه وهذه منقبة عظيمة للحسن ابن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بانه يحبه ودعا لمن احبه قال اللهم فاحبه واحبب من يحبه من يحب الحسن دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بان الله يحبه واحبب من يحبه. فنحن نحب الحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم نحبه ونتقرب الى الله عز وجل بحبه ونرجو بذلك ان يكون ذلك ونرجو ان يكون ذلك سببا لنيل محبة الله اهي سبحانه قال حدثنا ابن ابي عمر حدثنا سفيان عن عبيد الله ابن ابي يزيد عن نافع ابن جبير ابن مطعم عن ابي هريرة قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من النهار لا يكلمني ولا اكلمه حتى جاء سوق بني قينقاع ثم انصرف حتى اتى خباء فاطمة فقال اثمل لكع اثم لكع يعني حسنا فظننا انه آآ ان ان ما تحبسه امه لان تغسله وتلبسه سخابا فلم يلبث ان جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما وصاحبه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اني احبه فاحبه واحبب من يحبه يعني هنا هذه الرواية بينت اه السياق الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام هذه المقولة يقول ابو هريرة خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من النهار يعني في قطعة من النهار و لا يكلمني ولا اكلمه يعني اتى مصاحبا له حتى جاء النبي عليه الصلاة والسلام سوق بين قينقاع ثم انصرف حتى اتى خباء فاطمة يعني بيت فاطمة فقال اثم لكع اثم لك؟ يعني الحسن. يعني بنكع الحسن المراد به الصغير لكاع المقصود به الصغير هنا المراد به هنا الصغير لكاع قد تطلق على الصغير فقال يعني كانه يقول اين الصغير اين الحسن فانتظر عن النبي عليه الصلاة والسلام وكانت امه فاطمة تغسله وتلبسه سخابا والصخاب هو القلادة من القرنفل والمسك والعود ونحوها من اخلاط الطيب يعمل على هيئة السبحة يجعل قلادة للصبيان وللجواري فنظفته امه فاطمة آآ غسلته ثم وضعت عليه هذه هذا السخاب اي هذه آآ القلادة فلما اتى النبي عليه الصلاة والسلام اعتنقه كل منهم اعتنق صاحبه. النبي عليه الصلاة والسلام اعتنقه والحسن اعتنق النبي عليه الصلاة والسلام فقال اللهم اني احبه فاحبه واحبب من يحبه وفي هذا الحديث آآ جواز لباس الصبيان القلائد ونحوها من الزينة حتى وان كان ذكرا لا بأس بان يلبس قلادة فلا يختص هذا بالاناث من الصغار فالباس الصبي الذكر القلادة لا بأس بها فهنا فاطمة البست الحسن قلادة ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ايضا فيه من الفوائد انه استحباب وتنظيف اه الصغار خاصة عند لقائهم لاهل الفضل واستحباب النظافة مطلقا وايضا في هذه القصة من الفوائد استحباب ملاطفة الصبي ومداعبته رحمة له ولطفا فالنبي صلى الله عليه وسلم كان اذا لقي الاطفال يلاعبهم يداعبهم ويمازحهم لم يكن فظا ولا غليظا فكان هذا هو هدي النبي عليه الصلاة والسلام التبسط مع الاطفال وملاعبتهم وممازحتهم اه الضحك معهم كان عليه الصلاة والسلام يفعل هذا مع الاطفال خاصة مع الاطفال من قرابته كالحسن والحسين اه ثم ساق المصنف هذا الحديث من طريق اخرى عن البران قال رأيت الحسن ابن علي على عاتق النبي صلى الله عليه وسلم ويقول اللهم اني احبه فاحبه وايضا ساقه من طريق اخرى عن البراء ايضا قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا الحسن ابن علي على عاتقه ويقول اللهم نحبه فاحبه اه ثم قال المصنف رحمه الله طبعا قبل هذا اه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واظعا الحسن ابن علي على عاتقه اخذ العلماء من هذا فائدة وهو ان الاصل في الاطفال الطهارة ما لم يتحقق من نجاستهم فالنبي عليه الصلاة والسلام حمل الحسن ابن علي ووضعه على عاتقه لانه يحتمل ان به نجاسة لكنه حمل ذلك وبناه على الاصل فالاصل فيهم الطهارة والاصل في مماستهم اه آآ الطهارة حتى يتحقق من نجاستها. قال النووي رحمه الله لم ينقع عن السلف التحفظ آآ من ملابس الاطفال و اه بناء على الاصل وهو ان الاصل الطهارة وهذا الاصل عموما الاصل في الاشياء الطهارة وليس النجاسة وهذا الاصل مفيد للانسان الاصل في الاشياء الطهارة فمثلا الثوب الذي تلبسه اسراويل الاصل فيها الطهارة ابني على هذا الاصل ما لم تتحقق من نجاستها الاصل في البقعة الطهارة فلك ان تصلي في اي مكان لان الاصل هو الطهارة ما لم تتحقق من نجاسة هذه البقع بعض الناس اذا اراد ان يصلي يتحرج ويقول ربما يكون في هذا المكان نجاسة وهذا التحرج لا وجه له لانه ينبغي ان يبني على الاصل وهو الطهارة الاصل هو الطهارة فاذا كنت لا تعلم عن هذا المكان شيئا ابني على الاصل وهو الطهارة وصلي فيه الا اذا تحققت من نجاسته فلا تصلي فيه وهذا اصل عظيم يفيد الانسان في اموره وفي تعاملاته كذلك الاصل في الاطفال الطهارة عندما تحمل طفلا ربما يكون هذا الطفل يحمل نجاسة لكن انت تبني على الاصل وهو ان الاصل الطهارة فلا يظر ماسة هذا الطفل ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام حمل الحسن ووضعه على عاتقه مع انه طفل صغير وربما خرجت او تخرج منه نجاسة لكنه بنى هذا الامر على الاصل قال المصنف رحمه الله حدثني عبد الله ابن الرومي اليماني وعباس بن عبد العظيم العنبري قال حدثنا النظر بن محمد حدثنا عكرمة وابن عمار حدثنا اياس عن ابيه قال لقد قت بنبي الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين بغلته الشهباء حتى ادخلتهم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم هذا قدامه وهذا هذا يدل على تواضع النبي عليه الصلاة والسلام هو نبي الامة وهو القائد وهو كل شيء بالنسبة للصحابة ومع ذلك يردف خلفه آآ بعظ اصحابه في هذه القصة اردف الحسن والحسين. جعل الحسن وجعل احدهما قدامه والاخر خلفه آآ قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لابي بكر قال حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية بن شيبة قالت قالت عائشة خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر اسود. فجاء الحسن بن علي فادخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء علي فادخله ثم قال انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم هذا الحديث يسمى حديث الكساء هو حديث معروف ومشهور خرج النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت الاية انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا وعليه مرط مرحل المرط هو الكساء والمرحل اي المنقوش عليه صور اه رحال الابل فهذا الكساء جاء الحسن ابن علي فادخله فيه في هذا الكساء ثم جاء الحسين فادخله فيه ثم جاءت فاطمة بنته فادخلها في هذا الكساء ثم جاء علي فادخله ثم قال انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت واطهركم تطهيرا. وهذا يدل على انهم كلهم انهم من اهل البيت ان هؤلاء المذكورين في هذه القصة من اهل البيت الحسن والحسين وفاطمة وعلي انهم من اهل البيت ولكن هذا لا ينفي ان يكون غيرهم من اهل البيت فازواج النبي صلى الله عليه وسلم من اهل البيت لان هذه الايات انما نزلت فيهم انما يريد الله ليذهب عنكم الانس اهل البيت نزلت في الاصل في في زوجات النبي عليه الصلاة والسلام لكن ادخل معهم النبي عليه الصلاة والسلام في اهل البيت ادخل معهم الحسن والحسين وفاطمة وعليا. فهؤلاء كلهم آآ من اهل البيت طيب آآ باب من فضائل زيد ابن حارثة هو ابنه اسامة حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن قال عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن ابيه انه كان يقول ما كنا ندعو زيد بن حارثة الا زيد بن محمد حتى نزل القرآن يدعوه لابائهم ويقسط عند الله كان النبي صلى الله عليه وسلم قد تبنى زيد بن حارثة ودعاه ابنه فكان يقال زيد ابن محمد وكانت العرب تفعل ذلك. يتبنى الرجل مولاه او غيره. فيكون ابنا له يرثه وينتسب اليه حتى ابطل الاسلام التمني ونزل حتى ابطل الاسلام التبني. ونزل قول الله تعالى ادعوهم لابائهم واقسطوا عند الله فرجع كل انسان الى نسبه الا من لم يكن له نسب معروف فيضاف الى مواليه. لهذا قال سبحانه فان لم تعلموا اباءهم فاخوانكم في الدين يقوموا عليكم فالتبني كان في اول الاسلام ثم اه ابطله الله عز وجل وامر بان يدعك كل انسان الى ابيه فاصبح زيد ابن حارثة يدعى بزيد فاصبح زيد كان يدعى بزيد ابن محمد اصبح يدعى بزيد ابن حارثة وعوضه الله عز وجل عن هذا بان ذكر اسمه في القرآن وهو الصحابي الوحيد الذي ذكر الله اسمه في القرآن فلما قضى زيد منها وترا زوجناكها لعل الحكمة في ذلك والله اعلم ان انه كان يدعى زيد ابن محمد لما ابطل التبني فاصبح يدعى زيد ابن حارثة يعني جبر خاطره فاكرمه الله سبحانه بان ذكر اسمه في القرآن. واي شرف اعظم من هذا هذا الشرف اعظم من آآ الشرف السابق وهو انه كان يدعى زيد ابن محمد فاكرمه الله عز وجل بهذا الشرف بان الله تعالى ذكر اسمه في القرآن فلما قضى زيد منها وترا زوجناك وهو الصحابي الوحيد الذي ذكره الله تعالى باسمه في القرآن وهذا يدل على ابطال التبني وانه لا يجوز التبني لان بعض الناس يأخذ لقيطا ثم ينسبه لاسمه. وهذا محرم بل من الكبائر لا يجوز ان ينسب انسان احدا اليه وهو لا ينتسب اليه حقيقة الله تعالى يقول ادعوهم لابائهم واقسطوا عند الله وان لم تعلموا اباءهم فاخوانكم في الدين ومواليكم قال حدثنا يحيى ابن يحيى ويحيى ابن ايوب وقتيبة ابن حجر قال يحيى ابن يحيى اخبرنا وقال الاخرون حدثنا اسماعيل يعنون ابن جعفر عبد الله ابن دينار انه سمع ابن عمر يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وامر عليهم اسامة بن زيد فطعن الناس في امرته وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان تطعن في امرته فقد كنتم تطعنون في امرة ابيه من قبل وايم الله ان كان لخليقة للامرة وان كان لمن احب الناس اليه وان هذا لمن احب الناس الي بعده ثم ساق المصنف ايضا هذا الحديث برواية اخرى عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال على المنبر اه ان تطعنوا في امارته يريد اسامة ابن زيد فقد طعنت في امارة ابيه من قبل وايم الله ان كان لخليقا لها وايم الله ان كان لاحب الناس الي وايم الله ان هذا لها لخليق يريد اسامة ابن زيد وايم الله ان كان لاحبهم الي من بعده فاوصيكم به فانه من صالحيكم اه اسامة بن زيد آآ لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان عمره ثماني عشرة سنة فكان صغيرا ومع ذلك ولاه النبي صلى الله عليه وسلم على جيش فتكلم من تكلم كيف يولى على هذا الجيش؟ هذا اه الشاب الصغير الذي عمره ثماني عشرة سنة. وهذا الجيش فيه كبار في السن وفيه اشياخ ثم توفي النبي صلى الله عليه وسلم آآ ولم ينفذ ذلك الجيش وجاء من جاء الى ابي بكر الصديق وطلب منه ان يغير امرأة اسامة كان شاب عمره ثمان عشرة سنة والجيش فيه كبار في السن فرفض ابو بكر الصديق ذلك وقال والله لا احلن لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر بان يسير ذلك الجيش وفيهم آآ كبار الصحابة وفتح الله عليه وانتصر ذلك الجيش فالنبي عليه الصلاة والسلام قال ان تطعنوا فيه فقد طعنت في امارة ابيه من قبل وان كان لخليقا للامارة فانه عليه الصلاة والسلام توسم فيه انه ان عنده صفات آآ القيادة. فهو من من من القياديين وهذا يدل ايضا على ان من كان مؤهلا فانه يولى وان كان صغيرا فالسن لا يكون عائقا لتولية الافضل فليس بالظرورة ان يولى الاكبر وانما يولى الافضل. فالنبي عليه الصلاة والسلام ولى اسامة ابن زيد وجعله اميرا على جيش فيه كبار الصحابة مع انه كان شابا صغيرا عمره ثماني عشرة سنة لما رأى فيه من الاهلية والكفاءة ولهذا قال وان كان لخليقا للامارة فالعبرة بالكفاءة وليست العبرة بالسن فاذا وجد انسان كفؤ فانه يولى وان لم يكن كبيرا. وان كان يوجد فيمن يولى عليه من هو اكبر منه فاذا المعول عليه ليس كبر السن وانما المعول عليه هو الكفاءة ولهذا يجوز ان يولى الصغير على الكبير اذا كان الصغير اكفأ من الكبير ويجوز ايضا يولى المفضول على الفاضل للمصلحة وفي هذا الحديث جواز نعم وفي هذا الحديث آآ فضل زيد ابن حارثة واسامة ابن زيد رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبهما حبا شديدا قال وان كان لمن احب الناس الي وان هذا لمن احب الناس الي من بعده ولذلك كان زيد ابن حارثة يسمى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان اسامة بن زيد يسمى ابن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن نحبهما لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبهما. ونحن نحب الحسن لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبه. بل كان يقول اللهم احبب من احبه بل نحن نحب صحابة النبي صلى الله عليه وسلم جميعا ونتقرب الى الله عز وجل بحبه ونقف عند قول المصنف باب من فضائل عبد الله ابن جعفر يفتتح به الدرس القادم ان شاء الله وحتى الاذان نجيب عما تيسر من الاسئلة تقول عندي مشكلة في فهم القدر. الم يرد الحديث ان الله كتب مقادير العباد قبل ان يخلق السماوات والارض فلماذا يلام الانسان على فعل ذنب ارتكبه طيب هل انت تحتج بالقدر في امورك الدنيوية لو اتى انسان وظربك وقال انما فعلت ذلك بقدر الله هل تقبل منه هذا العذر اذا كنت لا تحتج القدر في امورك الدنيوية فلماذا تحتج به على ربك ولهذا لما اوتي بسارق فقال مهلا يا امير المؤمنين. قال لعمر مهلا يا امير المؤمنين فانما سرقت بقدر الله قال عمر ونحن نقطع يدك بقدر الله الانسان مغيب عنه القدر لا يدري على هذا لا تقوم له الحجة الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي لانه لا يدري مغيب عن القدر ومسائل القضاء والقدر هذه نهى السلف عن التعمق فيها لماذا؟ لانها فوق مستوى عقل الانسان ان عقل الانسان لا يدرك كثيرا من امورها. ولهذا نؤمن بها كما وردت. وينبغي عدم التعمق فيها نؤمن بالقضاء والقدر وان الله كتب مقادير كل شيء قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة والانسان جعله الله تعالى مخيرا. انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا الانسان لا يحتج بالقدر في امور دنياه كذلك لا ينبغي له الا يحتج بالقدر على ربه عز وجل ونحيل الاخ الكريم الى ما كتبه العلماء في كتب العقائد في في هذا الموضوع الكلام عنه يطول اذا تقدم شخص طالبا خطبة امرأة واحضر هدايا لمن يرغب في خطبتها ترغيبة في الزواج و هل يلزم رد الهدايا؟ علم انه لم يطالب بها ولكن من نفس شيء ما دام ان هذه الهدايا قد قبضت فليس له ان يطالب بردها لقول النبي صلى الله عليه وسلم العائد في هبته كالكلب يقي ثم يعود في قيءه اذا وهبت هبة او هديت اهديت هدية وقبظت هذه الهبة او الهدية ليس لك ان ترجع فيها وشبه النبي صلى الله عليه وسلم ان يفعل ذلك بصورة بشعة وهي الكلب يقيء ثم يعود في قيءه اذا اهديت هدية فينبغي ان تنسى هذه الهدية ولا تطالب من اهديت له هذه الهدية بارجاعها اذا ترك ركنا مثلا في الركعة الاولى وتذكره بعد السلام هل يلزمه تكبيرة الاحرام اه اذا تذكره بعد السلام لا يكبر تكبيرة الاحرام وانما يقوم ويأتي بركعة فالركن الذي تركه في الركعة الاولى تبطل معه تلك الركعة وتقوم الركعة التي بعدها مقامها. وعلى ذلك فلا بد ان يقوم ويأتي بركعة بعد ذلك ويسجد للسهو واذا لم يتذكر الا بعد السلام فانه يقوم ويأتي بركعة ولا حاجة لان يكبر تكبيرة الاحرام ما توجيه فضيلتكم لمن يلعن الاموات ويسبهم وبعضهم من الاخيار النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن سب الاموات قال لا تسبوا الاموات فانهم افضوا الى ما ما قدموا الا يجوز سب الاموات؟ بل قال بعض اهل العلم حتى وان كانوا كفارا لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الاموات واكثر الاموات في عهده عليه الصلاة والسلام كانوا من الكفار فهؤلاء افضوا الى ما قدموا متى يشرع رفع السبابة في الصلاة يشرع رفع السبابة في الصلاة في التشهد من اول التشهد الى اخره التشهد الاول والتشهد الاخير السنة ان ترفع اصبعك السبابة مع احناءه قليلا هكذا وكلما ذكرت اسم الله تحركه. تقول التحيات لله تحركه. اشهد ان لا اله الا الله تحركه. اللهم صلي على محمد تحركه. كلما ذكرت اسم الله تحركه فترفع اصبعك السبابة مع انحناءه قليلا يعني لا تنصبه هكذا وانما تحنيه قليلا وتحركه كلما ذكرت اسم الله والاخ يقول وايضا عند الدعاء خارج الصلاة عند الدعاء خارج الصلاة السنة ان يرفع يديه وليس السبابة يرفع يديه هكذا ويستقبل القبلة ويدعو كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل من كان متهاونا في الصيام لما كان عمره من اربع عشرة سنة الى سبع عشرة ويشرب ماء اذ عطش ولا يحصي الايام التي افطرها ماذا يفعل الان؟ عليه التوبة الى الله عز وجل وعليه ان يجتهد في قضاء الايام التي على الظن انه افطرها بعد بلوغه ويحتاط يحتاط ويجتهد في معرفة عدد تلك الايام. فاذا شك هل هي مثلا عشرة ايام او خمسة عشر يجعله خمسة عشر يوما ويحتاط اجل ذلك هل الفجر مدته مساوية للشفق اي انه ساعة وثنتي عشر دقيقة قبل شروق الشمس آآ الشفق يعني الفجر يطلعوا مع طلوع الشفق الفجر الصادق يطلع مع طلوع الشفق فالشفق يطلع بطلوع الفجر الصادق ويمتد الى غروب الشمس وعكسه من بعد غروب الشمس حتى يغيب الشفق اللي هو نهاية وقت المغرب فحصة الفجر وحصة المغرب متساويتان. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين