والانسان ايها الاخوة مهما كان عليه من القوة في العبادة. لا يمكن ان يعبد الله عز وجل كما يحب الله الا عن طريق العلم. لكن نحتاج في هذا الزمن الى رفع مستوى الهمة وان يحرص طالب العلم على طلب العلم وان يخلص النية لله عز وجل لو لم يكن من الخير الا انه يتعرض لمغفرة الله. اشهدكم اني قد غفرت له. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين حياكم الله تعالى في هذا الدرس العلمي وهو الدرس السادس والثلاثون بالتعليق على كتاب البر والصلة والاداب من صحيح مسلم في هذا اليوم الثلاثاء الرابع عشر من شهر صفر من عام الف واربعمائة وثلاثة واربعين للهجرة وقد وصلنا في التعليق على صحيح مسلم الى آآ صلة الرحم وتكلمنا في الدرس السابق عن جملة من الاحكام والاداب المتعلقة بصلة الرحم ووصلنا الى حديث جبير ابن مطعم آآ قال الامام مسلم في صحيحه حدثني زهير ابن حرب وابن ابي عمر قال حدثنا سفيان يعني نعم. قال نعم قال حدثنا سفيان عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه يعني عن جبير بن مطعم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل نتقاطع. قال ابن ابي عمر قال سفيان يعني قاطع رحم ثم ساق المصنف هذا الحديث ايضا من طريق اخرى عن جبير اه اه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة قاطع رحم قوله عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة هذا الحديث من احاديث الوعيد واهل السنة والجماعة فهموها بمجموع آآ ما ورد في احاديث الوعد والوعيد فاخذوا بمجموع النصوص الواردة وقالوا ان مرتكب الكبيرة عموما سواء اكانت قطيعة رحم اه او غيرها انه اه مؤمن بايمانه في الدنيا فاسق بكبيرته وفي الاخرة اه تحت مشيئة الله تعالى ان شاء عذبه وان شاء عفا عنه لكنه لا يخلد في النار وعلى ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث لا يدخل الجنة قاطع رحم يعني هذا من نصوص الوعيد من نصوص الوعيد والا ليس معناه انه يحرم عليه دخول الجنة قد يكون المعنى انه لا يدخلها في اول الامر مع السابقين بل يعاقب بتأخره وقد يكون ذلك يعني حمله بعض اهل العلم على من يستحل القطيعة بلا سبب وبكل حال لا يدل الحديث على آآ انه يحرم عليه دخول الجنة لكنه يدل على ان قطيعة الرحم من كبائر الذنوب طيب لماذا لماذا قلنا ان اه مرتكبة هذه الكبيرة وقاطع الرحم انه لا يدخل الجنة يعني ماذا لا نحمله على ظهر الحديث؟ فنقول انه لا يدخل الجنة ابدا الجواب لان هناك نصوص اخرى دلت على ان مرتكب الكبيرة تحت مشيئة الله تعالى وانه اذا دخل النار لا يخلد في النار فنحن نعمل جميع النصوص لا نأخذ بطرف من النصوص ونهمل طرفا اخر من النصوص ولذلك ظل في هذا الامر طائفتان الطائفة الاولى طائفة اخذت بنصوص الوعيد واهملت نصوص الوعد فاتوا الى مثل هذا الحديث لا يدخلوا الجنة قاطع رحم والاحاديث الاخرى التي فيها الوعيد في حق مرتكب الكبيرة مثل قول الله تعالى متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ونحو ذلك من النصوص فقالوا ان مرتكب الكبيرة خالد مخلد في النار لا يدخل الجنة ابدا وهو في الدنيا آآ المعتزلة قالوا في منزلة بين منزلتين والخوارج قالوا انه يكون كافرا وهذا لا شك ان هذا المنهج منهج باطل ومنحرف يقابله منهج اخر الذي ظلت فيه الطائفة الاخرى وهو اه منهج آآ المرجئة الذين قالوا لا يضر مع الايمان ذنب اخذوا بعظ النصوص مثل قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله ونحو ذلك وقالوا لا يظر مع الايمان ذنب وهذا ايضا منهج باطل ومنحرف اهل السنة والجماعة جمعوا بين نصوص الوعد والوعيد وقالوا ان مرتكب الكبيرة في الدنيا مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته واما في الاخرة فهو تحت مشيئة الله اي ان شاء الله عذبه وان شاء عفا عنه لكنه اذا دخل النار لا يخلد في النار فاهل الكبائر الذين ماتوا على التوحيد لا يخلدون في النار عند اهل السنة والجماعة وهذا هو الحق الذي يدل له مجموع النصوص الواردة وعلى ذلك يحمل قول النبي عليه الصلاة والسلام هنا لا يدخل الجنة قاطع على ان المقصود لا يدخلها ابتداء او انه آآ او ان هذا من نصوص الوعيد او ان هذا من نصوص آآ الوعيد وآآ يجمع بينها وبين نصوص الوعد بان يعني ان هذا يدل على ان قاطع الرحم انه مرتكب لكبيرة اه من كبائر الذنوب وانه ربما لو استمر على هذه القطيعة ربما تكون سببا لرجحان كفة سيئاته فيدخل النار لكنه مع ذلك لو دخل النار وهو وهو ما قد مات على التوحيد لا يخلد في النار ابد الاباد وانما يكون مصيره الى الجنة. لان اهل الكبائر الذين ماتوا على التوحيد آآ لا يخلدون في النار وان انما يكون مصيرهم الى الجنة برحمة ارحم الراحمين. من فوائد هذا الحديث دل هذا الحديث على ان قطيعة الرحم من كبائر الذنوب لقوله عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة قاطع وكل معصية ورد فيها الوعيد بنفي دخول الجنة فانها من الكبائر وضوابط الكبيرة هي كل معصية فيها حد في الدنيا او وعيد في الاخرة من لعنة او غضب او نار او نفي ايمان او نفي دخول الجنة ونحو ذلك هذا هو ضابط الكبيرة وعلى هذا قطيعة الرحم تدخل تحت هذا الضابط فتكون قطيعة الرحم من كبائر الذنوب وقاطع الرحم يكون فاسقا انتقلوا بعد ذلك لحديث انس رضي الله عنه قال المصنف رحمه الله تعالى حدثني حرملة ابن يحيى التجيبي اخبرني من وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب عن انس ابن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره ان يبسط عليه رزقه او ان ينسأ في اثره فليصل رحمه ثم ساق المصنف هذا الحديث من طريق اخرى عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه ومعنى قوله من احب ان اه يبسط له في رزقه. يعني يوسع له في رزقه ويزاد ويكثر رزقه ومعنى قوله ينسأ له في اثره ينسى يعني يؤخر والاثر هو الاجل اي يمد له في عمره يطيل الله عمره فمعنى الحديث من احب ان يزيد الله في رزقه وان يطيل عمره فليصل رحمه. هذا هو معنى هذا الحديث فدل هذا على ان صلة الرحم من اسباب بسط الرزق ومن اسباب طول العمر فان قال قائل كيف تكون صلة الرحم من اسباب بسط الرزق وطول العمر والاجال والارزاق مقدرة مكتوبة كما قال الله تعالى اذا جاء اجلهم فلا لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون قد فرغ الله كتب الله مقادير كل شيء قبل ان يخلق السماوات والارض خمسين الف سنة فكيف تكون صلة الرحم سببا لبسط الرزق وطول العمر اجاب العلماء عن ذلك بعدة اجوبة فقال بعضهم ان المراد بذلك بقاء ذكره الجميل بعده فكأنه لم يمت حكاه القاضي عياض لكن هذا ضعيف والقول الثاني ان المراد بالزيادة هنا البركة في عمره والتوفيق للطاعات وعمارة اوقاته بما ينفعه في الاخرة والبركة في رزقه والقول الثالث ان بسط الرزق وطول العمر نسبي وان المراد وان المراد بذلك ان من يصل رحمه يزاد له في رزقه ويطيل الله عمره حقيقة ولكن هذا انما هو في الصحف التي بايدي الملائكة واما في اللوح المحفوظ فما في اللوح المحفوظ لا يزيد ولا ينقص وعلى ذلك دل قول الله عز وجل يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب وام الكتاب اللوح المحفوظ فالصحف التي بايدي الملائكة يكتب فيها بان عمر فلان ابن فلان مثلا ستون الا ان وصل رحمه فعمره سبعون والذي يكتب في اللوح المحفوظ ان عمره سبعون ويكتب ويكتب في الصحف التي بايدي الملائكة بان رزق فلان ابن فلان كذا فان وصل رحمه فيكون رزقه كذا والذي في اللوح المحفوظ هو آآ رزقه بعد البسط والزيادة وهذا معنى الاية يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب فالصحف التي بايدي الملائكة يدخلها المحو والاثبات لكن ما ينتهي اليه الامر هو الذي يكتب في اللوح المحفوظ فلا يدخله المحو ولا الاثبات وهذا هو القول الراجح هذا هو القول الراجح ان آآ بسط الرزق وطول العمر انما يكون بالنسبة للصحف التي بايدي الملائكة واما في اللوح واما ما في اللوح المحفوظ فلا يدخله محو ولا اثبات ولا زيادة ولا نقص والى هذا تدل الاية الكريمة يمحو الله ما يشاء ويثبت. وعنده ام الكتاب فان قال قائل نجده في الواقع اناسا من اوصل الناس رحما لارحامهم ومع ذلك يموتون واعمارهم قصيرة وارزاقهم ظيقة فكيف نجمع بين هذا الحديث وبين ما نراه في الواقع الجواب ان المقصود ببسط الرزق وطول العمر آآ بسط الرزق وطول العمر النسبي فهذا الذي عمره قصير يعني مثلا مات عمره اربعون سنة وهو واصل رحمه لو لم يصل رحمه لمات قبل ذلك. لربما مات وعمره ثلاثون لكن بسبب صلته لرحمه مد له في عمره بدل ما يموت ثلاثين مات وعمره اربعون كذلك هذا الذي آآ رزقه ليس واسعا لو لم يصل رحمه لكان رزقه اضيق من ذلك فزيد له في رزقه وبسط له في رزقه بسبب صلته لرحمه دل هذا الحديث على ان جزاء صلة الرحم وثواب صلة الرحم عظيم عند الله عز وجل ففي الاخرة الاجر العظيم والثواب الجزيل واما في الدنيا فينال الواصل جزاء معجلا وذلك ببسط الرزق وطول العمر وايضا بان ييسر الله له اموره فان الله لما خلق الخلق قامت الرحم وتعلقت بالعرش قالت يا ربي هذا مقام العائذ بك من القطيعة فقال الله لها اما ترضين ان اصل من وصلك وان اقطع من قطعك قالت بلى قال فذلك لك فتكفل الله عز وجل الرحم بان يصل من وصلها وان يقطع من قطعها. ما معنى يصل من وصلها؟ ان يصل من وصل رحمه بكل خير وبر وتوفيق وتيسير فتجد ان الواصل لرحمه اموره ميسرة وتجد انه يكون موفقا في حياته سعيدا بخلاف القاطع لرحمه فان الله يقطعه من كل بر وتوفيق وتيسير تجده من اضيق الناس عيشا ومن اكثرهم قلقا واعظمهم نكدا بسبب قطيعته لرحمه صلة الرحم لها ثواب معجل في الدنيا وقطيعة الرحم لها عقوبة معجلة في الدنيا قبل الاخرة. ولهذا جاء في الحديث الصحيح حديث ابي بكر رضي الله عنه وحديث عظيم يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما من ذنب اجدر من ان يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم يعني هذا هاتان المعصيتان هم هم اكثر الذنوب تعجيلا لعقوبتها في الدنيا تعجل في الغالب عقوبتها في الدنيا قبل الاخرة البغي وقطيعة الرحم ما معنى البغي؟ البغي معناها التعدي على الناس تعدي على الناس في دمائهم واموالهم واعراضهم التعدي على الاخرين في الغالب ان عقوبته معجلة في الدنيا قبل الاخرة المعصية الثانية قطيعة الرحم فعقوبتها في الغالب معجلة في الدنيا قبل الاخرة. ننتقل بعد ذلك الى حديث ابي هريرة قال الامام مسلم صحيح حدثني محمد ابن مثنى محمد ابن بشار واللفظ بمثنى قال حدثنا محمد ابن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت العلاء ابن عبد الرحمن يحدث عن ابيه عن ابي هريرة ان رجلا قال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعوني واحسن اليهم ويسيئون الي واحلم عنهم ويجهلون علي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لان كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك قوله واحلم عنهم ويجهلون علي الجهل هنا معناه القبيح من القول وقوله فكأنما تسفهم المل المل هو الرماد الحار اي كانما تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحقهم من الالم كما اه يلحق اكل الرماد الحار من الالم وقوله لا يزال معك من الله ظهير اي معين معين عليهم ما دمت على ذلك اه هذا الرجل اتى النبي صلى الله عليه وسلم واشتكى له بان له اقارب وارحام اه يصلهم ويقطعونه ويحسن اليهم ويسيئون اليه ويحلم عليهم ويجهلون عليه فالنبي عليه الصلاة والسلام اوصاه بالصبر وقال لان كنت كما قلت كانما تسفهم المل يعني يلحقهم العار بذلك ولا يزال معك من الله معين على على ذلك عليهم ما دمت على ذلك. من فوائد هذا الحديث اولا ان من اعظم ما يكون من صلة الرحم ان يصل الانسان من قطعه من ارحامه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ليس الواصل بالمكافئ انما الواصل الذي اذا قطعت رحمه وصلها يعني هذا هو الواصل حقيقة وهذا الرجل كان له قرابة يصلهم ويقطعونه فالنبي عليه الصلاة والسلام قال انه لا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك فهذا من اعظم ما يكون من صلة الرحم ثانيا دل هذا الحديث على ان من وصل من قطعه واحسن الى من اساء اليه فانه اولا ينال من الله عز وجل الاجر والثواب ثانيا ان هذا الذي قد احسن اليه مع اساءته له ان هذا الاحسان ينزل في قلبه منزلة النار المحرقة بما يجد من الم الخزي والفظيحة لقوله لان كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل يعني كأنما تطعمهم الرماد الحار فان الانسان اذا اساء واتى احد واحسن اليه وهو يسيء اليه وذاك يحسن فيلحقه في قرارة نفسه الم شديد هذا معنى قوله فكأنما تسفهم المل يعني لا تظن انهم مرتاحون سعيدون بذلك بل هم يتألمون هذا الفعل الذي تقوم انت به من احسانك اليهم مع اساءتهم لك فكأنك تحرجهم بذلك يجدون بذلك الم الخزي والفضيحة ايضا من فوائد هذا الحديث ان من وصل ايضا من فوائد هذا الحديث ان من وصل رحمه التي تقطعه فان الله عز وجل آآ يكون ظهيرا فان الله تعالى يكون معينا له عليهم وظهيرا لقوله ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك والمعنى ان الله يؤيدك بالصبر على جفائهم وحسن الخلق معهم ويعليك عليهم في الدنيا والاخرة فيؤثرك الله عليهم ويعليك عليهم الدنيا والاخرة ما دمت على ذلك في احسانك اليهم مع اساءتهم لك ننتقل بعد ذلك للباب الذي بعده باب تحريم تحاسد والتباغض والتبادر باب تحريم التحاسد والتباغظ والتدابر حدثني يحيى ابن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن انس ابن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوان ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ثم ساق المصنف هذا الحديث من من طرق اخرى وساقه بلفظ يتحاسدوا ولا تباغظوا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله اخوانا وفي هذا الحديث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الامور التباغض والتحاسد والتدابر والهجران والقطيعة قوله لا تباغظوا اي لا تفعلوا الاسباب التي تؤدي الى البغضاء بينكم فان البغظاء اثر لافعال تسبقها فلا تفعلوا ما يؤدي الى الشحناء والبغضاء بينكم وبين اخوانكم المسلمين ولا تحاسدوا طيب الحسد سنقف معه وقفة ولا تدابروا اه التدابر معناه اه ان كل واحد منهما يهجر اخاه و يعطيه دبره فيكون بينهما شيء من آآ التدابر هذا معنى التدابر يعني يكون بينهما هجران كل منهما اه يعطي الاخر دبره وهذا فيه اشارة للهجران فيصد عنه ويعرظ عنه ويعطيه دبره وكانه يقول لا يعرظ بعظكم عن بعظ وكونوا عباد الله اخوانا اي يتعامل كل منكم مع اخوانه المسلمين المعاملة معاملة المؤمنين ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث فلا يجوز الهجران فوق ثلاثة ايام واما اقل من ثلاثة ايام فيجوز وهذا من باب مراعاة احوال النفوس فان النفوس فان الانسان مجبون على الغضب ومجبول على انه لا يتحمل بعض المواقف سمح له في ان يهجر اخاه المسلم ثلاثة ايام فقط لا يزيد عليها ما زاد عليها فانه يكون حراما وهذا يدل على عظمة هذه الشريعة ومراعاتها لاحوال النفوس لان هؤلاء بشر يبقون بشرا ولو قيل لا يجوز ان يهجر المسلم اخاه مطلقا ربما شق ذلك لكن جعل له مساحة ثلاثة ايام وبعد الثلاثة ايام لا يجوز الهجران بعدها وقوله لا تحاسدوا يعني نقف مع الحسد و كلام العلماء في تعريفه الحسد اولا ما معنى الحسد ما تعريف الحسد اذا قيل حسد وفلان يحسد فلانا اما معنى الحسد؟ الحسد قال جمهور العلماء ان الحسد حقيقته تمني زوال النعمة عن المحسود وهذا هو التعريف المشهور وقال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله الحسد هو كراهة نعمة الله على غيره ويعني بعظ آآ آآ طلبة العلم يرجح تعريف ابن تيمية رحمه الله لكن عندما نتأمل في التعريفين فليس بينهما فرق فالخلاف لفظي لماذا لان من كره نعمة الله على غيره فقد تمنى زوالها كيف يكره نعمة الله على غيره ولا يتمنى زوالها كل من كره نعمة الله على غيره فقد تمنى زوالها ولهذا ابن تيمية رحمه الله نفسه قال ان من كره النعمة على غيره تمنى زوالها وعلى ذلك لا يكون هناك فرق بين التعريفين وسواء عرفت الحسد بانه تمني زوال النعمة عن المحسود او عرفته بانه كراهة كراهة نعمة الله تعالى على غيره فالتعريفان بمعنى واحد. طيب ما هي اسباب الحسد ما الاسباب التي تؤدي للحسد الحسد له عدة اسباب من من ابرزها اه العداوة والبغضاء فالعداوة والبغض تسبب الحسد. كذلك ايضا التعلق بالدنيا وحب الرئاسة وطلب الجاه لان من وجد لديه ذلك يحسد غيره غالبا يريد ان ينفرد بهذا الشيء ولا يكون احد مثله او افظل منه كذلك ايضا من اسباب الحسد الكبر والبغي والتطاول على الاخرين وايضا من اسباب الحسد كثرة المجاورة والمخالطة ونحو ذلك والحسد غالبا يكون بين الاقران وارباب الصنعة الواحدة في الغالب يعني ما تجد مثلا انسان كبير يحسد صغيرا في الغالب ولا تجد مثلا فلاح يحسد طبيب او طبيب يحسد فلاح تجد ان الفلاحين يحسد بعضهم بعضا. الاطباء يحسد بعضهم بعضا. طلبة العلم يحسد بعضهم بعضا فارباب الصنعة الواحدة يحسد بعضهم بعضا غالبا قد يكون هناك حالات قليلة او نادرة تخرج عن هذا لكن غالبا ان الحسد يقع بين الاقران وبين ارباب الصنعة الواحدة الحسد فيه مفاسد كثيرة اولها اول هذه المفاسد ان الحاسد يعترض على حكمة الله عز وجل وقضائه وقدره. الحاسد يعترض على نعمة الله تعالى وذلك لان الحاسد اذا تمنى زوال النعمة على غيره كانه اعترظ على حكمة الله وان فلانا لا يستحق هذه النعمة ولهذا يقول الشاعر الا قل لمن ظل لي حاسدا اتدري على من اسأت الادب اسأت على الله في حكمه اذ لم ترضى لي ما وهب هو اعتراض على قضاء الله وقدره وحكمته ايضا من مفاسد الحسد ان الحسد هو اول ذنب عصي الله تعالى به في السماء بعد خلق ادم كما ذكر الله ذلك عن ابليس اللعين انه حسد ابانا ادم لما اظهر الله تعالى فضل ادم وامر الملائكة بالسجود له فحسده ابليس وقال ااسجد لمن خلقت طينا وهو ايضا اول ذنب عصي الله تعالى به في الارض بالنسبة للبشر كما قال الله تعالى واتل عليهم نبأ ابن ادم بالحق اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر. قال لاقتلنك. قال انما يتقبل الله من وانما قتله لانه حسده على نعمة الله عليه لان الله تقبل منه لان الله تقبل من اخيه ولم يتقبل منه ثم ان الله تعالى ذكر الحسد من صفات شرار الخلق ومن صفة ابليس وذكر الله تعالى الحسد انه من صفات الكفار فذكره من صفات اليهود والنصارى ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم عن ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا لماذا حسدا من عند انفسهم وكذلك اليهود كانوا يتشوفون لظهور نبي فلما ظهر هذا النبي من العرب حسدوا العرب على هذا الشرف العظيم ولم يؤمنوا به مع انهم يعرفونهم كما يعرفون ابناءهم يعرفون انه نبي وانه مرسل من عند الله كما يعرفون ابناءهم ولهذا عبد الله بن سلام لما اسلم سأله بعض الصحابة فقالوا له اكنت تعرف ان رسول الله ان اكنت تعرف رسول الله مثل ما تعرف ابنك قال واكثر هم يعرفون كما يعرفون ابناءهم لكنهم لم يؤمنوا به حسدا. حسدوا العرب على هذا الشرف وهذا الفضل العظيم وهو ايضا داء الامم السابقة ومن اسباب هلاكها كما قال الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم فهذا البغي بسبب الحسد والحاسد لا يخلو غالبا من البغي على المحسود اما بلسانه او بافعاله ولذلك اه تجد ان من حسد شخصا في الغالب انه يقع في عرظه يغتابه يسخر منه يستهزأ به كل ذلك بسبب الحسد. وربما تعدى ذلك الى افعال يفعل امورا فيها اذية له بسبب الحسد ربما رفع فيه شكاية ربما كذب عليه وزور عليه زور عليه كلامه لم يقله بسبب الحسد والبغي وينبغي للمسلم ان ان يبتعد عن الحسد وان يحرص على سلامة الصدر فان الحاسد هو الذي يتألم قبل المحسود ولذلك ذكر الله عز وجل ان من نعيم اهل الجنة ان الله نزع من قلوبهم الغل آآ فالله تعالى قد نزع من قلوب اهل الجنة الغل اخوانا على سرر المتقابلين ونزعنا ما في صدورهم من غل فالله تعالى ذكر هذا في معرظ الامتنان على اهل الجنة وان هذا من نعيم اهل الجنة ان الله نزع من قلوبهم الغل لان الغل يسبب للانسان الالم النفسي ويسبب له الكبت الضيق والحرج ولذلك اهل الجنة ينزع الله من قلوبهم الغل فلا يجدون هذه الالام النفسية ذهاب الغل نعيم نعيم معجل من كان ليس عنده غل فهو في نعيم معجل لان الله ذكر ذلك من نعيم اهل الجنة. ان الله نزع من قلوبهم الغل وقد اثنى الله عز وجل على الانصار بسلامة صدورهم فقال والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يعني الانصار يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا يعني حسدا لا يحسدون لا يحسدون اخوانهم المهاجرين فاثنى الله على الانصار بسلامة صدورهم وانهم لا يحسدون اخوانهم المهاجرين اه اخرج ابن ماجة بسند صحيح عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له يا رسول الله اي الناس افضل قال كل مخموم القلب صدوق اللسان قالوا يا رسول الله صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال هو التقي النقي لا اثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد هذا مخموم القلب التقي النقي لا اثم فيه ولا اه اه بغي ولا غل ولا حسد يعني انه سليم الصدر صدوق اللسان وسليم الصدر. هذا هو افضل الناس وهذا يدل على ان سلامة الصدر انها منزلة رفيعة ومنزلة علية وصف الله تعالى بها اولياءه ووصف بها المؤمنين الصادقين فينبغي ان يحرص المسلم على ان يحقق هذه الخصلة ان يكون سليم الصدر لاخوانه المسلمين لا يحمل على اي احد من اخوانه المسلمين الحسد او الغل او الغش او البغي او نحو ذلك وانما يحب لاخوانه المسلمين ما يحب لنفسه. ويكره لهم ما يكره لنفسه فينبغي ان يجاهد الانسان نفسه وان يحرص على سلامة صدره من الحسد ومن الغل ومن الحقد ومن البغضاء ليس من الحسد المذموم الغبطة وهي ان يتمنى مثل نعمة الله على الغير من غير كراهة لنعمة الله على ذلك الانسان وهذا هو المذكور في قول النبي عليه الصلاة والسلام لا حسد يعني لا غبطة الا في اثنتين. رجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته يعني على انفاقه في الحق ورجل اتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها يعني ينبغي الا يغبط احد الا احد هذين الرجلين وفي الحديث الاخر اه اه لا لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله آآ القرآن فهو يقوم به اناء الليل واناء النهار. ورجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق يعني ينبغي الا يغبط الا هؤلاء فالغبطة محمودة اذا كان الانسان يتمنى ان يكون مثل غيره لكن لا يتمنى زوال النعمة عن غيره ولا يكره نعمة الله على غيره فسلامة الصدر من اخلاق المؤمنين الصادقين ومن صفات اولياء الله تعالى وعباده المتقين. فينبغي للمسلم وخاصة لطالب العلم ان يحرص على سلامة صدره على اخوانه المسلمين وان يبتعد عن الحسد ويبتعد عن الغل ان يحب لاخوانه المسلمين ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه. ويظهر اثر ذلك في تعامله معهم بان يتعامل معهم باخلاق المؤمنين من المحبة والمودة واللين والبشاشة والتواضع وخفض الجناح ونحو ذلك ننتقل بعد ذلك آآ الكلام عن عن هجر المسلم وهذا سيأتي بالحديث في الباب الاتي ننتقل اليه قال باب تحريم الهجرة فوق ثلاثة ايام بلا عذر شرعي حدثنا يحيى ابن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عطاء ابن يزيد الليثي عن ابي ايوب الانصاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق وثلاث ليال يلتقيان فيعرظ هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ثم ساق المصنف هذا الحديث من طرق اخرى وساقه عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل للمؤمن ان يهجر اخاه فوق ثلاثة ايام وساخوا من حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا هجرة بعد ثلاث يقال الهجر ويقال هجرة كلاهما بمعنى واحد ومعنى هجران المسلم يعني قطيعة المسلم لا يكلمه لا يسلم عليه لا يرد عليه السلام يعتزله هذا هو هجران المسلم اه دل هذا الحديث على تحريم هجر المسلم اكثر من ثلاثة ايام وعلى انه يجوز ذلك في حدود ثلاثة ايام فاقل وذلك مراعاة لاحوال النفوس فان الانسان مجبول بطبعه على الغضب وآآ قد اه لا يقبل اذا قيل له انه لا يجوز لك الهجران مطلقا فيترك يوما ويومين وثلاثة حتى ينفس عما في نفسه وبعد ذلك نقول لا يجوز لك ان تهجر اخاك اكثر من ثلاثة ايام في حدود الثلاثة ايام فاقل لا بأس وان كان الافضل تركه لكن لا بأس بان يهجر الانسان آآ اخاه ثلاثة ايام فاقل اما اكثر من ثلاثة ايام فلا يجوز اه دل هذا الحديث على تحريم هجر مسلم اكثر من ثلاثة ايام وهذا هو الاصل لقوله عليه الصلاة والسلام لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ليال ولكن اذا كان بالهجر مصلحة شرعية كأن يكون هذا الذي يريد ان يهجره مرتكبا لمنكر او مقيما على معصية واذا هجره اكثر من ثلاثة ايام فربما يؤدي ذلك الهجر الى ان يرتدع هذا الانسان عن تلك المعصية فهذا الهجر لا بأس به وان زاد على ثلاثة ايام ومما يدل لذلك ما جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم هجر الثلاثة الذين خلفوا وامر بهجرهم خمسين ليلة فزاد ذلك على ثلاثة ايام حتى ان كعب ابن مالك يقول انه يأتي ويسلم على النبي عليه الصلاة والسلام فلا يرد عليه. يقول فانظر هل حرك شفتيه برد السلام ام لا لا يرد عليه لانه عليه الصلاة والسلام هجره وامر المسلمين بهجره هو ومن معه ثلاثة الذين خلفوا وكان في ذلك الهجر فيه مصلحة عظيمة فان هؤلاء الثلاثة تابوا الى الله تعالى توبة عظيمة ذكرها الله عز وجل في القرآن وقالوا على الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجأ الى الله الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبوا فكان هذا الهدر سببا لان يتوبوا الى الله تعالى هذه التوبة العظيمة فاذا كان الهجر فيه مصلحة شرعية فلا بأس ان يزيد على ثلاثة ايام مثل ان يكون مثلا هذا الانسان يرتكب منكرا ان يكون مقيما على معصية فيهجر لاجل ان يترك تلك المعصية وذلك المنكر. فهذا لا بأس به وان زاد على ثلاثة ايام. اما اذا كان سبب الهجر امور دنيوية يعني ليست ليست ليس في ذلك امور شرعية فلا يجوز ان يزيد الهجر على ثلاثة ايام واذا زاد على ثلاثة ايام فان هذين المتهاجرين يأثمان. لقوله عليه الصلاة والسلام لا يحل لا يحل يعني يحرم لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث آآ ايضا من فوائد هذا الحديث اه ان الهجر يزول بمجرد القاء السلام ورده لقوله عليه الصلاة والسلام وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ولهذا قال مالك الشافعي وبعض الائمة قالوا ان السلام يقطع الهجران ويرفع الاثم ويزيله فالحد الادنى لازالة الهجر هو القاء السلام ورد السلام فاذا كنت تلقي السلام على هذا الانسان مع ذلك انك لم تهجره فاذا الهجر يزول بالقاء السلام ورده لقوله عليه الصلاة والسلام وخيرهما الذي يبدأ بالسلام يعني خيرهما الذي يزيل الهجر وذلك بالقاء السلام وعلى ذلك هذا يمكن ان يستفاد يستفاد هذا المعنى اه مع بعظ الناس الذين اه كثرة الاحتكاك بهم تؤذي الانسان. فان بعض الناس الاخلاق هم سيئة وربما اذا خالطهم الانسان او احتك بهم اذوه فكيف يتعامل معهم نقول يقلل الاحتكاك بهم لكن لا يهجرهم يسلم عليهم يرد عليهم السلام لكن يقلل الاحتكاك بهم وبذلك لا يكون هاجرا لهم ويسلم من شرهم وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان ابواب الجنة تفتح في يومين من ايام الاسبوع وهما يوما الاثنين والخميس فيغفر لكل من لا يشرك بالله شيئا الا من كان بينه وبين اخيه شحناء فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا اي ان من كان بينه وبين اخيه المسلم هجران وقطيعة وشحناء يحرم من هذه المغفرة ولذلك من كان بينه وبين احد من الناس هجران او قطيعة عليه ان يبادر ويزيل هذه القطيعة وهذا الهجر حتى ينال هذا الفضل ويدخل في مغفرة الذنوب فانه في كل يوم اثنين وخميس تفتح ابواب الجنة ويغفر لكل من لا يشرك بالله شيئا يعني آآ من صغائر الذنوب الا من كان بينه وبين اخيه شحناء فلا تغفر ذنوبهما لا تغفر الصغائر ويقال انظروا هذين حتى يصطلحا انهم يحرمان هذه المغفرة بسبب ما بينهما من هجران وقطيعة. والحد الادنى لازالة هذا الهجران والقطيعة هو ان يسلم عليه. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام وخيرهما الذي يبدأ بالسلام فينبغي يعني اذا كان بينك وبين احد من الناس قطيعة او هجران على الاقل يعني ان ان ان تزيل هذا الهجران بان تسلم عليه وتبتغي بذلك الاجر عند الله عز وجل فهذا خير عند الله عز وجل وخير ايضا حتى عند الناس خير عند الله تعالى انه قال خيرهما يعني عند الله وكذلك عند الناس فالناس يثنون على هذا الانسان الذي اتى اه لهذا الذي حصل بينه وبين هجران وهو الذي بدأ بالسلام يثنون عليه ويذكرونه والمحاسن وان هذا الانسان قد بدأ بانتقاء نفسه وازال هجران بينه وبين اخيه المسلم فاذا اذا كان بينك وبين احد هجرانا او قطيعة فينبغي ان تبادر وان تزيل هذا الهجران والقطيعة حتى لو كان هو الذي اخطأ عليك ابدأ انت وكن خيرا منه وحتى تنال الخيرية المذكورة في هذا الحديث وخيرهما الذي يبدأ بالسلام الا تريد ان تكون انت خيرا من هذا الذي آآ قد حصل بينك وبينه هجران؟ اذا ابدأ انت بالسلام وابدأ بازالة القطيعة بالقاء السلام والتحية عليه تبتغي بذلك الاجر والثواب من الله عز وجل طيب قال المصنف رحمه الله تعالى باب تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجس ونحوهما حدثنا يحيى ابن يحيى قال قرأت على مالك عن ابي زنادة لا حرج عن ابي هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا اه ثم ساق مصنف هذا الحديث بالفاظ اه اخرى اه نبدأ اولا باول هذا الحديث العظيم. قال اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث المراد بالظن المنهي عنه ظن السوء وذلك بان يظن بالاخرين ظن السوء. قال الخطابي رحمه الله تعالى قال هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس فان ذلك لا يملكه ومراد الخطاب آآ ان المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليه ويستقر في قلبه دون ما يعرض في القلب ولا يستقر فان هذا لا يكلف به فاذا سوء الظن الذي يستقر في النفس ويستمر عليه الانسان هذا هو الذي يؤخذ به اذا كان هذا بدون قرينة وبدون دليل هذا لا يجوز ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فان الظن اكسب الحديث غالبا ان يكون هذا توهم ويكون آآ كذبا ولا يكون حقيقة فينبغي للمسلم ان يحرص على ان يحسن الظن باخوانه المسلمين وان يحمل وان يحمل اقوالهم وافعالهم على احسن المحامل ان تعتذر لاخيك المسلم تقول ربما يقصد كذا تحمله على احسن المحامل فان لم تجد ما تعتذر به عنه قل لعل له عذر ولا نعلمه وتحسن الظن باخوانك المسلمين بعض الناس مبتلى بسوء الظن بالناس تجد انه يسيء الظن بالاخرين وينظر للاخرين بمنظار آآ سيء لذلك هذا سوء الظن قد يتسبب في اخلاق سيئة سوء الظن هو السبب للتجسس اين الذي يتجسس اه اذا اساء اذا اساء ظنه بما يتجسس عليه والا لو كان حسن الظن به لما تجسس عليه فاذا التجسس هو من اثار سوء الظن كذلك سوء الظن يجعله يحتقره يجعله آآ يستهزئ به يجعله يسخر منه لانه لا يرى له قدرا ولا يرى له قيمة فهو قد اساء به الظن والمطلوب منه من المسلم ان يحسن الظن باخوانه المسلمين. ولهذا قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم وفي هذا الحديث يقول عليه الصلاة والسلام اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث فالظن الذي ليس معه دليل ولا قرائن تدل على صدقه ينبغي ان يجتنبه المسلم. فانه اكذب الحديث ولئن تخطئ في حسن الظن خير من ان تخطئ في سوء الظن لن تحسن الظن بانسان فتخطئ خير من ان تسيء به الظن فتخطئ وبقية الحديث نتكلم عنه ان شاء الله في الدرس القادم لان الكلام عن الحديث حديث طويل وله روايات متعددة فنوجه الكلام عن بقية الحديث للاسبوع القادم ان شاء الله تعالى. فنقف عند قوله ولا ولا تحسسوا ونجيب الان عما تيسر من الاسئلة في حديث البراء عند نزول ملك الموت ذكر المؤمن والكافر ما مصير الموحد العاصي هل يجيب من اسئلة القبر اه اذا كان كافرا او منافقا فانه لا يجيب. يقول ها ها لا ادري اما اذا كان مؤمنا حتى وان كان عنده معاص فانه يجيب عن اسئلة الملكين من ربك؟ ما دينك؟ ما هذا النبي الذي بعث فيكم وهذه الاسئلة وهذا الامتحان لا تكونوا للشهيد الذي قتل في سبيل الله عز وجل كفى ببارقة السيوف امتحانا واختبارا له واذا كان لا يسأل هذا الشهيد فمن باب اولى انه لا يسأل الصديقون ولا الانبياء والرسل لانهم فوق السؤال هؤلاء يحتاجون الى ان ان تسألهم الملائكة كما ذكر ذلك اهل العلم فالانبياء والصديقون والشهداء هؤلاء اه لا لا يسألون انما من كان دونهم هم الذين يسألون هذه الاسئلة من ربك؟ ما دينك؟ ما هذا النبي؟ الذي بعث فيكم؟ هذا اقره بعض اهل العلم جمعا بين الادلة الواردة في هذه المسألة والله اعلم اه المسجد الذي اصلي فيه مسجد للاحناف وطريقة الاقامة للصلوات عندهم مختلفة اه فماذا افعل نعم آآ الحنفية يعتمدون طريقة او اذان ابي محذورة يعتمدون اقامته بمحذورة قامت ابي محذورة كصفة الاذان بصفة اذان بلال وهي صفة صحيحة فلا بأس لا بأس بان يكون الاذان او الاقامة باحدى الصفات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهؤلاء الاحناف على طريقة الامام ابي حنيفة في في ان الاقامة تكون على طريقة اقامة ابي محذورة واقامته بمحظورة واقامة بلال كلاهما قد وردت بها السنة فالامر في هذا واسع شخص بدأ بالطواف من الركن اليماني بالخطأ. ثم لما وصل نهاية الشوط تبين له الخطأ هل يكمل الطواف ام يبدأ من جديد ما كان من الركن اليماني الى الحجر الاسود هذا لا يحسب ما بعد الحجر الاسود هنا يبدأ بسبعة اشواط فالطواف يبدأ من الحجر الاسود الى الحجر الاسود وامر القوس اليماني فهو قبل الحجر فمعنى ذلك انه اذا بدأ من الركن اليماني يكون قد ابتدأ قبل الحجر الاسود هذه المسافة التي ما بين الركن اليماني للحجر الاسود هذه ملغية لا لا تحسب وما بعدها يحسب ما حكم شراء الذهب بالتقسيط الذهب عند شرائه بالاوراق النقدية لابد من التقابض يدا بيد فمن قال عليه الصلاة والسلام الذهب بالذهب والفضة بالفضة والتمر بالتمر والبر بالبر والشعير بالشعير وملحه الملح هاء انبهاء يدا بيد سواء بسواء فمن زاد او استزاد فقد اربى. فاذا اختلفت الاجناس فبيعوا كيف شئتم اذا كان يدا بيد وهنا اختلفت الاجناس اختلف اه الذهب عن الورق النقدي. فهنا يشترط شرط واحد وهو التقابظ فلابد من التقابظ فبيع الذهب بالتقسيط يفتقد هذا الشرط يفتقد شرط التقابظ ولذلك فانه لا يجوز لابد ان يكون بيع الذهب بالورق النقدي ان يكون حالا ولا يجوز ان يكون مؤجلا متى يبدأ الانسان الترخص بيرخص السفر يبدأ الترخص برخص السفر بعد مفارقة عمران البلد الذي هو فيه وليس من حين مغادرة بيته وانما من مفارقة العمران لان هذا هو هدي النبي عليه الصلاة والسلام وقر هذا اهل العلم ولذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم بحجة الوداع فتجهز للسفر ولبس لباس السفر وصلى صلاة الظهر في المدينة اربع ركعات لم يترخص برخص السفر ثم سار فلما وصل الى ذو الحليفة ووصل لها قبل العصر صلى صلاة العصر اه ركعتين صلى الظهر في المدينة اربعا وصلى العصر في ذي الحليفة ركعتين فالمسافر انما يترخص برخص السفر بعد مفارقة العمران فمثلا يعني مدينة كبيرة مثل مدينة الرياظ لا يبدأ بالترخص برخص السفر حتى يفارق اخر احياء مدينة الرياض في الجهة التي سافر اليها اه اه يعني سواء كان يعني من اي جهة في الغالب ان نقاط التفتيش توضع على مداخل المدينة فهذه يعني من القرائن التي يمكن ان يستأنس بها في هذا كان حي من من احياء المدينة بعد مفارقته هنا اه يبدأ في احتساب مسافة اه السفر واما بالنسبة للاستراحات اه محطات الوقود هذه لا تعتبر. المعتبر هو اخر عمران اه اخر حي من احياء المدينة اخر عمران للمدينة او البلد الذي هو مقيم فيه فيبدأ بحساب المسافة واقل مسافة للسفر هي اه ثمانون كيلو متر فاذا كانت المسافة ثمانين كل كيلو متر من من آآ مفارقة العمران فيعتبر آآ سفرا اما اذا كانت اقل من ثمانين فلا يعتبر سفره على سبيل المثال المسافة الان ما بين اه الرياض والخرج اصبحت اقل من مسافة السفر اقل من ثمانين كيلو مترا فليس لمن ذهب الى الخارج ان يترخص برخص السفر كذلك ما بين الرياض الى حريملة مثلا اقل مسافة السفر اقل من ثمانين كيلو متر كذلك ما بين اه الدمام الى الجبين اقل من ثمانية كيلو متر اذا حسبتها من اخر عمران الدمام الى اول عمران الجبيل كذلك مثلا ما بين الرياظ ما بين مكة الى جدة ما بين مكة اذا حسبتها من اخر عمران جدة مثلا الى اول عمران مكة اقل من ثمانين كيلو متر. فاذا حسبتها بهذه الطريقة تجد ان المسافة اقل من ثمانين كيلو متر لذلك لا يترخص برخص السفر. لكن بعض الناس يحسبه بطريقة خاطئة يحسبها آآ من بيته وهذا هذا خطأ لانه اذا حسبها من بيته فتكون المسافة غير صحيحة ايضا انبه هنا الى قضية اخرى وهي ان بعض الناس يعتمد في حساب مسافة السفر على اللوحات المكتوبة على اللوحات الموجودة على هذه اللوحات تحسب المسافة الى وسط المدينة وليس الى عمران اول العمران. ولذلك لا يعتمد عليها فهي مثلا اذا قال بقي على الرياض مئة كيلو يقصدون الى وسط مدينة الرياض مئة كيلو وبالنسبة لرخص السفر من اخر عمران الباد الذي انت فيه الى اول عمران اه المدينة التي تريد ان ان تصل اليها هذه هي اه يعني المسافة فاذا كانت المسافة ثمانين كيلو متر فاكثر فهي مسافة سفر وان كانت اقل من ثمانين كيلو متر لا تعتبر مسافة سفر. يقول انا في بلد يصعب علي اعفاء اللحى اعفاء اللحية وربما تحصل مضايقات اتقوا الله ما استطعتم القاعدة الشرعية فاتقوا الله ما استطعتم. والنبي عليه الصلاة والسلام يقول وما امرتكم فيه بامر فاتوا منه ما استطعتم. لكن لا بد ان ان يغلب على ظنك حصول الظرر اما اذا كان مجرد توهم هذا لا يلتفت اليه لان بعظ الناس يعني عنده خوف شديد وشكوك تهيئات هذه لا لا يعول عليها لكن لو كان يغلب على ظنك حصول الظرر فالظرورات تبيح المحظورات والله تعالى يقول فاتقوا الله ما استطعتم هناك غطاء للوجه تضعه المحرمة على وجهها لكنه شفاف امام العينين ليس مفتوحا كالنقاب هل يصح استخدامه عند الاحرام نعم لا بأس ما دام انه ليس كالنقاب ليس له آآ فتحة النقاب فلا يعتبر نقابا لا يأخذ حكم النقاب المرأة المحرمة ممنوعة من النقاب او ما كان يشبه النقاب مثل البرقع اه اما اذا كان غطاء وليس فيه فتحة فتحة للعينين هذا لا يشبه النقاب. ولا تكون المرأة المحرمة ممنوعة منه ما حكم القاء السلام على من يقرأ القرآن لا بأس بذلك لانه اذا كان يشرع القاء السلام على المصلي اذا كان يحسن الرد الذي يقرأ القرآن من باب اولى النبي عليه الصلاة والسلام كان اذا مر به الصحابة سلموا عليه وهو يصلي وكان يرد عليهم بالاشارة هكذا من غير كلام وهذه السنة ان المصلي يسلم عليه ويرد بالاشارة بكفه بظهر كفه هكذا فاذا كان يشرع السلام على المصلي فعلى الذي يقرأ القرآن من باب اولى واما قول بعض الناس انك تشوش عليه هذا غير صحيح قارئ القرآن يتوقف عن القراءة ويرد السلام ثم يعود ويكمل يكمل القراءة من الموضع الذي قد توقف عنده لان مصلحة افشاء السلام اعظم من مما قد يخشى من التشويش على القارئ فان النبي عليه الصلاة والسلام قال افشوا السلام بينكم وقوله افشوا يدل على الشيوع والكثرة يعني اكثروا من القاء السلام والتحية بينكم في كل مناسبة لان هذا من اسباب حصول المحبة والمودة بين المسلمين ولذلك نقول لا بأس بان تسلم على من يقرأ القرآن ويتوقف ويرد عليك السلام ثم يكمل القراءة لا بأس بذلك اذا كانت الام تكره ولدها على الزواج ببنت اختها وهو لا يريد هنا لا يجب عليه ان يطيع امه في ذلك لان القاعدة الشرعية انما الطاعة في المعروف ليس هذا من المعروف ان الاب او الام يكره ابنه او ابنته على الزواج من بمن لا يرتضيه. هذا زواج وهذا يعني شركة عمر آآ ليس واجبا شرعا على الابن او البنت ان يطيع اباه وامه في ذلك ولا يأثم بهذا لكن مع ذلك كما قال الله تعالى في من فيما لو امر الوالدان آآ ولدهما بالشرك قال وان هداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا يعني لا تطعمه فيما امرك به لكن مع ذلك احسن اليهما وصاحبهما في الدنيا معروفا فلا يلزمك ان تقبل بهذا الزواج لكن نقول كما قال ربنا سبحانه صاحب صاحب امك في الدنيا معروفا واحسن اليها وتلطف بها وارفق بها لكن لا يلزمك ان تستجيب لطلبها بان تتزوج من بنت اختها وانما الزواج يكون على حسب قناعتك فاذا لم تقتنع بذلك لا يلزمك ان تجيب طلب امك او ابيك للزواج ولان هذا ليس من المعروف الذي تجب الطاعة فيه. لكن مع ذلك اذا رفظت فينبغي ان يكون ذلك برفق وبلطف وبلين وان توسط ايضا من يقنع والدتك بذلك ولان كل انسان له مفاتيح وهناك اناس يقتنع منهم فامك لها يعني من الاخوات او من الخالات من من تقتنع بكلامها اه فوسط من يقنع والدتك بذلك حتى ايظا يعني تبقى علاقتك بوالدتك علاقة جيدة وتبر بها ويبين لها بان هذا لا يلزم شرعا لا يلزم الابن ان يطيع امه آآ في في ان يتزوج بمن تريد امه ما دام انه لا يريد زواج من هذه المرأة والقاعدة العظيمة في هذا الباب انما الطاعة في المعروف ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته