والانسان ايها الاخوة مهما كان عليه من القوة في العبادة. لا يمكن ان يعبد الله عز وجل كما يحب الله الا عن طريق العلم. لكن نحتاج في هذا الزمن الى رفع مستوى الهمة وان يحرص طالب العلم على طلب العلم وان يخلص النية لله عز وجل لو لم يكن من الا انه يتعرض لمغفرة الله. اشهدكم اني قد غفرت له الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين حياكم الله تعالى في هذا الدرس العلمي بهذا اليوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر صفر عام الف واربعمائة وثلاثة واربعين للهجرة فاسأل الله تعالى ان يرزقنا الفقه في الدين وان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا اللهم ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا اه هذا الدرس في التعليق على كتاب البر والصلة والاداب من صحيح مسلم كنا قد وصلنا اه الى باب فظل عيادة المريظ قال الامام مسلم رحمه الله تعالى حدثنا سعيد بن منصور وابو الربيع الزهراني قال حدثنا حمادي يعنيان ابن زيد عن ايوب عن ابي قلابة عن ابي ماء عن ثوبان قال ابو الربيع رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم حديث ابي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائد المريض في مخرفة الجنة ثم نعم عائد المريض في مخرفة الجنة حتى يرجع ثم ساق المصنف هذا الحديث من طريق اخرى عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا لم يزل في غرفة الجنة حتى يرجع ثم ساقه من طريق اخرى ان المسلم اذا عاد اخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع ثم ساقه ايضا من طريق اخرى آآ بلفظ من عاد مريظا لم يزل في غرفة الجنة. قيل يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال جناح هذا الحديث بالفاظه وطرقه يدل على فضل عيادة المريض و زيادة نعم زيارة المريض وعيادة المريض سنة مؤكدة وقد تكون واجبة في حق من له عليك حق واجب كابيك وامك واخيك واختك ونحو ذلك فمثلا لو كان ابوك مريضا ولم تزره في مرضه مع قدرتك على ذلك فهذا يعتبر نوعا من العقوق وهكذا لو كانت امك مريظة ولم تعدها في مرضها من غير عذر فهذا يعتبر نوعا من العقوق وهكذا لو كان اخوك او كان اختك او من له عليك حق واجب فإذا الأصل في عيادة المريض انها مستحبة استحبابا مؤكدا لكنها قد تكون واجبة باعتبارات اخرى باعتباري مثلا بر الوالدين او باعتبار صلة الرحم ونحو ذلك وقد ورد بفضل عيادة المريض اه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على عظيم اجرها وعلى عظيم ثوابها عند الله سبحانه ومن هذا ومن هذه النصوص هذا الحديث العظيم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عائد المريض في مخرفة الجنة حتى يرجع وفي اللفظ الاخر اه لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع قيل وما خرفة الجنة؟ قال جناحا اه اي ان ذلك يؤول به الى الجنة. اي ان ذلك يؤول به الى الجنة فدل هذا على ان عيادة المريض انها من اسباب دخول الجنة وانها من اسباب نيل الثواب العظيم الذي يوصل صاحبه الى الى جنات النعيم ولذلك ايها الاخوة ينبغي لمن عاد مريضا ان يحتسب الاجر والثواب عند الله عز وجل في عيادته لهذا المريض فان هذا الاحتساب آآ يضاعف به الاجر والثواب ايضا مما ورد في عيادة المريض اه حديث ابي هريرة قال المصنف رحمه الله حدثني سويد بن سعيد حدثنا مروان بن معاوية عن عاصم الاحول بهذا الاسناد حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا يبهزون حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن ابي رافع عن ابي هريرة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن ادم مرضت فلم تعدني. فيقول يا ربي كيف اعودك وانت رب العالمين؟ قال اما علمت بان عبدي مرض فلم تعده اما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن ادم استطعمتك فلم تطعمني قال يا ربي كيف اطعمك وانت رب العالمين؟ قال اما علمت انه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ اما علمت انك فلو اطعمته لوجدت ذلك عندي. يا ابن ادم استسقيتك فلم تسقني قال يا ربي كيف اسقيك وانت رب العالمين؟ قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه اما علمت انك لو سقيته وجدت ذلك عندي هذا الحديث حديث عظيم اه دل على فضل عيادة المريض وعلى فضل اطعام الطعام وعلى فضل سقيا الماء في اول الحديث يقول الله عز وجل في هذا الحديث القدسي يقول يا ابن ادم مرظت فلم تعدني المعنى اه ان فلانا من الناس مرض وليس المعنى بان الله عز وجل مرض فان هذا المعنى منتف قطعا لان الله سبحانه يستحيل عليه المرض فان المرظ صفة نقص والله سبحانه منزه عن كل نقص وبدليل قوله اما علمت ان عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ اما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده فهذا مفسر لقوله مرظت فلم تعدني. يعني آآ المعنى اني اثيبك الثواب العظيم على عيادتك لفلان لو انك عدته ووجدتني عنده اي وجدت ثوابي وكرامتي آآ لك على عيادتك هذا المريض وهذا الحديث يدل على فضل عيادة المريض وعلى انها من الاعمال الصالحة العظيمة فان الله عز وجل في هذا الحديث يقول اه يا ابن ادم مرظت فلم تعدني. فيقول يا ربي كيف اعودك وانت رب العالمين؟ فيقول اه اما علمت ان عبدي فلانا مرض فلم اما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده انما قال الله عز وجل ذلك تشريفا لهذا العبد قال مرضت فلم تعدني من باب التشريف له والا فالمعنى انه مرض عبدي فلان فلم تعده انت لو انك عدته ولو وجدت ثوابي وكرامتي اه لك جزاء وفاقا على عيادتك لهذا المريض ايضا من فوائد هذا الحديث اه دل قول الله عز وجل في هذا الحديث القدسي اما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده آآ دل هذا آآ الحديث على قرب المريض من الله عز وجل. دل على قرب المريض من الله عز وجل ولهذا قال بعض العلماء ان دعوة المريض حرية بالاجابة اذا دعا لشخص او دعا على شخص لان الله عز وجل قال في هذا الحديث القدسي اما علمت ان عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ اما علمت انك لو وعدته لوجدتني عنده. وهذا يقتضي اجابة دعوته. هذا يدل على ان المريض ان دعاء المريض حري بالاجابة سواء دعا اه دعا لغيره او دعا عليه سواء دعا لغيره او دعا عليه من باب اولى اذا دعا لنفسه. ولهذا ينبغي للمريض ان يتضرر الى ربه سبحانه وتعالى في ان يكشف عنه الظر وان يعافيه وان يشفيه. لان بعظ المرظى يعتمد على الاسباب المادية وربما اعتمد بقلبه على علاج الاطباء. ونسي بان الشافي هو الله عز وجل كما قال الله تعالى واذا مريظته فهو يشفين. فالله سبحانه وتعالى هو الشافي وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. ولهذا ينبغي ان يتعلق قلب المريض بالله سبحانه وان يستحظر بان الشفاء من عند الله فهو الذي يشفي وهو الذي يكشف الظر وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. فيلجأ المريض بقلبه الى الله سبحانه ويفعل الاسباب اسباب الشفاء من الادوية والعلاجات ونحوها على انها مجرد اسباب والا فالشفاء بيد الله سبحانه وكشف الظر بيد الله عز وجل فينبغي توعية المرظى بهذه المعاني. وهي ان تتعلق قلوبهم بالله سبحانه وتعالى. وان اه بان الشفاء بيد الله سبحانه. واذا مرضت فهو يشفين. وان الله سبحانه وتعالى هو الذي بيده الضر والنفع. وما هم بضارين به لا حد الله باذن الله ويمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو فتظرع القلوب الى الله سبحانه وتعالى في كشف الظر وفي الشفاء وفي طلب العافية. وان يفعل الاسباب على انها مجرد اسباب والا فان فلو اجتمع جميع اطباء العالم على علاج مريظ من المرظى اه لم يرد الله تعالى شفاؤه فانه لن يشفى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو اه دل هذا الحديث على فضل اطعام الطعام لقول الله تعالى في هذا الحديث القدسي يا ابن ادم استطعمك يا ابن ادم دل هذا الحديث على فضل اطعام الطعام. لقول الله تعالى في هذا الحديث القدسي يا ابن ادم استطعمتك فلم اطعمني قال يا ربي كيف اطعمك وانت رب العالمين؟ قال اما علمت انه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ اما علمت انك لو اطعمته لوجدت ذلك كعندي فدل هذا على فضل اطعام الطعام فان قول الله تعالى في هذا الحديث القدسي لوجدت ذلك عندي اي وجدت بابه عندي مدخرا لك يوم القيامة. يتأكد ذلك بحق الجائع فانه يتأكد اطعامه ويتأكدوا ذلك ايضا في حق من استطعم. اذا اتاك فقير او مسكين فاستطعمك طعاما فيتأكد ان تجيب دعوته وان تطعمه ما دمت قادرا على ذلك. فان في هذا الاجر العظيم والثواب الجزيل من الله عز وجل وقد ورد في فضل الطعام احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء في صحيح البخاري عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل اي الاسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف هذا الحديث جاء في صحيح البخاري وصحيح مسلم في الصحيحين. في الصحيحين سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الاسلام خير قال ان تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف وقوله اي الاسلام خير اي اعمال الاسلام اكثر نفعا وخيرا فبين النبي عليه الصلاة والسلام ان من اعظم اعمال الاسلام التي هي خير والتي هي اكثر نفعا وثوابا واجرا عند الله عز وجل اطعام الطعام فاطعام الطعام فضله عظيم واجره جزيل وهكذا ايضا اه افشاء السلام ولهذا قال وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف وجاء في حديث عبد الله بن سلام الذي كان حبرا من احبار اليهود كان اتى للنبي صلى الله عليه وسلم يختبره يريد ان يعرف هل هو نبي فيتبعه ام لا؟ قال عبدالله بن سلام لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ان جفل الناس عليه فكنت ممن انجفل فلما تبينت وجهه عرفت ان وجهه ليس بوجه كذاب وهذه فراسة الانسان الفطن يتفرس في من يقابله فتعرف بفراستك من هو الصادق من الكاذب؟ تعرف ان وجه هذا الانسان ليس بوجه كذاب وان وجه فلان وجهه كذاب من خلال تعابير وجهه ومن خلال كلماته ومن خلال سمته هذه الامور يعرفها يعرفها من كان عنده فطنة ومن كان عنده ذكاء ومن كان عنده فراسة يستطيع ان يميز الصادق الكاذب فان الصدق له صولة وتظهر اثاره على صاحبه تظهر اثار الصدق على صاحبه في منطقه وفي تعابير وجهه وفي اه تصرفاته وفي نظراته بينما الكذب آآ تظهر اثار الكذب على الكذاب. في كلامه وفي نظراته وفي تعابير وجهه وفي آآ اه مشاعره فاثار الصدق والكذب اه تظهران على الصادق وعلى اه الكاذب وهذا امر معروف ولهذا اه اصبح الان اه آآ من الامور التي تدرس كيف تعرف آآ الكذاب من الصادق واصبح هذا تخصصا يتخصص فيه بعض الناس في كشف الكذب يسمونه تخصص في كشف الكذب. بان يقف وينظر لهذا الانسان وينظر الى الى كلامه والى تعابير وجهه والى مشاعره الى حركاته في عرف انه صادق او كاذب فالصدق له صولة ولهذا لما رأى رجل آآ اثنين يختصمان فيما بينهما اتاه شخص وقال ما ما شأنهما؟ قال والله ما فهمت منهما شيئا لكن عرفت بان آآ هذا الرجل آآ ليس آآ وجهه بوجه كذاب يعني ان له صولة وله آآ جزم آآ عزم وتعابير الصدق تظهر عليه على وجهه فقال عرفت بان هذا كلامه كلامه ووجهه ليس بوجه كذاب ولهذا قال عبد الله بن سلام هنا في هذا الحديث قال فلما تبينت وجهه عرفت ان وجهه ليس بوجه كذاب. فوقر الاسلام في قلبه فاسلم رظي الله عنه يقول عبد الله ابن سلام فكان اول شيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم آآ قوله اه ايها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الارحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام وهذا الحديث اخرجه احمد والترمذي وابن ماجة بسند صحيح فامر النبي عليه الصلاة والسلام اطعام الطعام. فاطعام الطعام من افضل الاعمال الصالحة بل جعله النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل في الاسلام خير جعله من خير خصال آآ الاسلام ايضا دل هذا الحديث على فضل سقيا الماء لقول الله تعالى في هذا الحديث القدسي يا ابن ادم استسقيتك فلم تسقني. قال يا ربي كيف اسقيك وانت رب العالمين؟ قال على استسقاك عبدي فلان فلم تسقه. اما انك لو سقيته لوجدت ذلك عندي. اي لوجدت ثواب ذلك عندي وهذا يدل على فضل سقيا الماء خاصة اذا طلب السقيا احد الناس اذا انسان ظمآن او ليس عنده ماء وطلب منك السقيا فيتأكد في حقك ان تسقيه ماء وآآ دل هذا الحديث على ان سقيا الماء اه انها من الاعمال الصالحة العظيمة التي يؤجر عليها المسلم اجرا جزيلا من الله عز وجل ولذلك ما يفعله بعض الناس من وظع السقيا في المساجد سواء كان ذلك اه قوارير الماء او كان ذلك بوضع برادات قريبة من المساجد او من مجتمعات الناس كل هذا من الاعمال الصالحة. فسقيا الماء من الاعمال الصالحة العظيمة اه ننتقل بعد ذلك الى باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض او حزن او نحو ذلك حتى الشوكة يشاكها وذكر المصنف في هذا الحديث اه عدة احاديث الحديث الاول حديث عائشة رضي الله عنها قال حدثنا عثمان بن ابي شيب واسحاق وابراهيم قال اسحاق اخبرنا وقال عثمان حدثنا الجليل عن الاعمش عن ابي وائل عن مسروق قال قالت عائشة قالت عائشة رضي الله عنها ما رأيت رجلا اشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وثم ساق المصنف هذا الحديث من طرق اخرى ثم ساقه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقال فقلت يا رسول الله انك لتوعك وعكا شديدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجل اني اوعك كما يوعك رجلان منكم وهذا يدل اولا قوله قول عائشة رضي الله عنها اه ما رأيت رجلا شد عليه الوجع. الوجع المقصود به المرض والعرب تسمي كل مرض وجعا ولا يزال هذا اه المصطلح شائعا عند العامة يسمون المرظ وجعا وجع فلان فلان وجعان فيقصدون انه مريظ فالنبي عليه الصلاة والسلام في اخر حياته اشتد عليه المرض واشتدت عليه الحمى ودخل عليه ابن مسعود وقال يا رسول الله انك لتوعك وعكا شديدا قال اجل اني اوعك كما يوعك رجلان منكم وذلك لاجل ان ينال النبي صلى الله عليه وسلم اعلى درجات الصبر فانه كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اشد الناس بلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل. ان كان في صلابة من دينه شدد عليه البلاء وذلك لاجل ان ينال اعلى درجات الصبر وان العبد ليكون له المنزلة من الجنة ما يبلغها بكثرة صلاة ولا صيام ولا عمل. وانما اه يبلغها ببلاء يصيبه فيرفعه الله تعالى بسبب ذلك البلاء حتى يصل الى الدرجة الرفيعة التي كتبها الله تعالى له وهذا الحديث يدل على رفعة قدر النبي صلى الله عليه وسلم حيث ضوعف له الاجر بمرظه آآ الذي اصابه في اخر حياته فانه قد اشتد به المرض واصبح يوعك وعكا شديدا وآآ كما يوعك رجلان يعني مرضه عن مرض رجلين اصابتهما الحمى وذلك ليرفعه الله تعالى بهذا المرظ درجات ولينال اعلى درجات الصبر فانه عليه الصلاة والسلام سيد الصابرين وسيد الشاكرين قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يصيبه اذى من مرض فما سواه الا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها وهذا فيه بشارة عظيمة لكل من ابتلي بمرض او غيره من المصائب ومن البلايا بان فيها تكفيرا للخطايا والسيئات ولهذا قال النووي رحمه الله هذه الاحاديث فيها بشارة عظيمة للمسلمين فانه قل ما ينفك الواحد منهم ساعة من شيء من هذه الامور وفيه تكفير الخطايا بالامراض والاسقام ومصائب الدنيا وهمومها وان قلت مشقتها وفيه رفع الدرجات بهذه الامور وزيادة الحسنات وانظر الى قول النبي عليه الصلاة والسلام الا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها وهذا يدل على ان آآ المريض يكفر الله تعالى عنه بسبب هذا المرض من سيئاته. ويكفر الله تعالى عنه وبه من خطاياه ولهذا فينبغي للمريض ان يستحضر هذا المعنى وهو ان هذا المرض الذي قد ابتلي به ان فيه تكفيرا لخطاياه وتكفيرا لسيئاته ورفعة لدرجاته ان هو احتسب الاجر والثواب عند الله عز وجل فتأملوا قول النبي عليه الصلاة والسلام ما من مسلم يصيبه اذى من مرض فما سواه الا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها. ارأيت الشجرة عندما يتحات ورقها هكذا ايضا اه تتحات الذنوب والخطايا من هذا الذي قد ابتلي بمصيبة من مرض او غيره ثم ساق المصنف حديث عائشة عن ابراهيم بن اسود قال دخل شباب من قريش على عائشة وهي بمنى وهم يضحكون فقالت ما يضحككم؟ قالوا فلان خر على طرب فلان خر على طنبي فاصطاد. الطنب هو الحبل. والفسطاط هو الخباء فكادت عنقه او عينه ان تذهب. فقالت عائشة لا تضحكوا. فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها الا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة. وساق مصنف هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيب المؤمن بشوكة فما هو قهى لرفعه الله بها درجة او حط عنه بها خطيئة. هذا يعني عائشة دخلت على شباب وهم يضحكون اكون على انسان آآ سقط وخر على حبل حبل خبا فتعثر وكادت عنقه عينه تذهب فقالت عائشة لا تضحكون فاني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم شوكة فما فوقها الا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة. اي ان هذا فيكون هذا تكفيرا لسيئاته ورفعة آآ لدرجاته. ثم ساق المصنف هذا الحديث ايضا عن عائشة رضي الله عنها بلفظ لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها الا قص الله بها من خطيئته ثم ساقه ايضا بلفظ ما من مصيبة يصاب بها المسلم الا كفر بها عنه حتى الشوكة يشاكها وفي لفظ لا يصيب المؤمن من مصيبة حتى الشوكة الا قص بها من خطاياه او كفر بها من خطاياه. وفي لفظ آآ ما من شيء يصيبه والمؤمن حتى الشوكة تصيبه الا كتب الله له بها حسنة او او حطت عنه بها خطيئة. وايضا في معنى هذا الحديث معنى حديث عائشة حديث ابي هريرة وابي سعيد انه ما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه الا كفر به من اه وهذه الاحاديث تدل على اه ان اه المصائب التي تصيب الانسان ان الله تعالى يكفر عنه بها من سيئاته. ايا كان تلك المصيبة سواء كانت تلك المصيبة كانت مرضا او كانت آآ تلك المصيبة آآ في في امر ما لي او كانت تلك المصيبة في امر متعلق باهله او كانت تلك المصيبة في اي امر من من امور الحياة فيكفر الله تعالى عنه بها من سيئاته وهو حتى الشوكة يشاكها وحتى الهم يهمه. ولهذا في حديث ابي سعيد وابي هريرة اه قال عليه الصلاة والسلام ما يصيب المؤمن من وصب يعني وجع ولا نصب يعني تعب ولا سقم يعني مرض ولا حزن حتى الهم حتى مجرد الهم يهمه الا كفر به من سيئاته لكن اختلف العلماء هل المصائب التي تصيب آآ الانسان اه هي مجرد كفارات او ان المسلم يؤجر عليها يعني ينال مع الكفارة اجورا ظاهر الادلة يعني قال بعض العلماء ان المصائب هي فقط كفارات ولا يؤجر عليها المسلم ولكن هذا القول قول مرجوح والصواب وهو ظاهر الادلة ان جميع المصائب تكفر الذنوب ويؤجر المسلم عليها. ان هو احتسب الاجر والثواب فالمصائب يكفر الله تعالى بها عن الانسان من خطاياه ولو لم يحتسب فان احتسب الاجر عند الله عز وجل على المصيبة كان له فائدتان. الفائدة الاولى تكفير الذنوب والفائدة الثانية الاجر والثواب من الله عز وجل وآآ لذلك اذا اذا اصيب الانسان باي مصيبة حتى وان اصابته شوكة فينبغي ان يحتسب الاجر والثواب عند الله عز وجل فان تلك المصيبة تكون تكفيرا لسيئاته ويكون فيها ايضا اجر من الله عز وجل له. ولهذا يشرع عند المصيبة كما جاء في حديث ام ان يقول المصاب اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها الا اجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها. قالت ام سلمة فلما مات ابو سلمة قلت انا لله وانا اليه راجعون. اللهم اجرني في مصيبتي اخلف لي خيرا منها وانا اقول في نفسي ومن خير من ابي سلمة فاخلف الله تعالى عليها من هو خير من ابي سلمة وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم. تزوجها واصبحت احدى امهات المؤمنين اجرني في مصيبتي يدل على ان المصائب ليست فقط كفارات للذنوب وانما ايضا يؤجر المسلم عليها ان هو احتسب الاجر والثواب عند الله عز وجل. ولهذا من اصيب بمصيبة فعليه ان يستحضر ان هذه المصيبة فيها تكفير لسيئاته وانه يؤجر عليه ان احتسب الاجر والثواب عند الله. ولهذا اقول للمرضى اقول اه هذا المرض الذي اصبت به في في تكفير عن عن الخطايا والسيئات. وكذلك ايضا فيه اجر وثواب عند الله عز وجل لك. ان انت اكتسبت الاجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى اذا كان المسلم تكفر عنه خطاياه بالمرض فهل يشرع ان يتمنى المسلم المرض؟ الجواب لا. لا يشرع ذلك لان تمنيه له تعرض للبلاء وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال لا تتمنوا لقاء العدو فاذا لقيتموهم فاصبروا وسلوا الله العافية قال لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية. فاذا لقيتموهم فاصبروا ولهذا فلا يتمنى المسلم المرض ولا يتمنى المصيبة لكنه اذا اصيب بالمرض او اصيب بمصيبة فيحتسب الاجر والثواب عند الله عز وجل. وان هذا المرض او المصيبة سبب لتكفير خطاياه وسيئاته بل يشرع له اذا اذا اه مرض مع الاحتساب والصبر يشرع له ان اه يفعل اسباب اه الشفاء وذلك بالتداوي فان النبي صلى الله عليه وسلم قال تداوي عباد الله ولا تتداوي بحرام ولما مرض احد الناس وعاده النبي صلى الله عليه وسلم قال ادعو طبيب بني فلان اتى الطبيب وقال يا رسول الله او ينفع اه الدواء؟ قال سبحان الله ما انزل الله من دار الا انزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله. فقول النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الطبيب لعلاج هذا المريض هذا يدل على استحباب آآ التداوي. وقوله متداوي يا عباد الله ولا تتداووا بحرام. فهذا امر واقل ما يفيده الامر والاستحباب القول الراجح ان التداوي انه مستحب لان الانسان بهذا التداوي يفعل اسبابا لعلاج هذا المرض الذي قد يعيقه عن فعل بعض الطاعات وبعض الاعمال الصالحة نقول اه الانسان اذا كان في عافية فالعافية خير له ولهذا ما اعطي احد عطاء خيرا ولا اوسع من العافية العافية خير له. سلوا الله العافية في الدنيا والاخرة. لما سأل لما قال العباس للنبي عليه الصلاة والسلام علمني دعاء ادعو به. قال سل الله في الدنيا والاخرة فانه ما اعطي احد عطاء خيرا ولا اوسع من العافية اذا كان الانسان في العافية لا يتمنى البلاء ولا يتعرض للبلاء ولا يتمنى المصيبة بل يحمد الله تعالى على ان ان عافاه لكن اذا اصيب بمصيبة او آآ مرض هذا الانسان فعليه ان يصبر وان يستحضر بان هذا المرض كفارة من سيئاته وخطاياه ويحتسب الاجر والثواب عند الله عز وجل. وقوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ما من مصيبة يصاب بها المسلم الا كفر بها عنه حتى الشوكة يشاكها يدل على ان المصائب التي تصيب الانسان اي نوع كان من المصائب لان الله تعالى يكفر بها عنه من خطاياه. وهذا من رحمة الله تعالى بالانسان الا يجمع عليه جزاءين جزاء جزاء في الدنيا وجزاء في الاخرة. بل اه اذا اصيب المسلم بمصيبة في الدنيا كان في ذلك تكفير لبعض خطاياه وبعض الذنوب التي ارتكبها في الدنيا حتى لا يعاقب عليها في الاخرة ننتقل بعد ذلك الى اه حديث ابي هريرة قال حدثنا قتيبة بن سعيد وابو بكر بن ابي شيبة كلاهما عن ابي عن ابن عيينة واللفظ لقتيبة حدثنا سفيان عن ابن محيصن شيخا من قريش سمع محمد ابن قيس المخرم يحدثه عن ابي هريرة قال قال ابو هريرة رضي الله عنه لما نزلت من يعمل سوءا يجزى به بلغت من المسلمين مبلغا شديدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا. ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها او الشوكة يشاكها فهذه الاية لما نزلت من يعمل سوء يجزى به ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا شق ذلك على المسلمين ان كل سوء يجزى به الانسان فبلغت من المسلمين مبلغا شديدا فذهبوا للنبي عليه الصلاة والسلام وشكوا له. فقال قاربوا وسددوا قاربوا وسددوا وفي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة لا ينكبها والمقصود بالنكب يعني العثرة يعثرها برجله فهذه ايضا يكفر الله تعالى عنه بها من سيئات حتى الشوكة يشاكها يكفر الله عنه بها من سيئاته. حتى الهم يهمه يكفر الله عنه به من سيئات. فمكفرات الذنوب كثيرة فهذا من رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين قال الامام مسلم رحمه الله حدثني عبيد الله ابن عمر القوارري حدثني يزيد بن زريح الحجاج والصواف حدثني ابو الزبير حدثنا جابر اه اه جابر عن جابر بن عبدالله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ام السائب او ام المسيب فقال ما لك يا ام السائب او يا ام المسيب مزفزفين قالت الحمى لا بارك الله فيها فقال لا تسبي الحمى فانها تذهب خطايا بني ادم كما يذهب الكير خبث الحديد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على هذه المرأة ام السائب او ام المسيب فقال ما لي اراكي تزفزفين تزفزفين اي تتحركين حركة شديدة. والمعنى اي ترعدين اخذتها الرعدة هكذا من شدة الحمى في ظهر ان معها حرارة ان الحرارة عندها مرتفعة ومعها حمى شديدة فدخل عليها النبي عليه الصلاة والسلام وهي ترتعد من شدة الحرارة فقالت الحمى لا بارك الله فيها قاتل يعني ان هذا يسبب الحمى ثم سبت الحمى قالت لا بارك الله فيها فقالها النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الحمى ثم ذكر آآ انها قال فانها تذهب خطايا بني ادم كما يذهب الكير خبث الحديد. يعني كما ان الحديد اذا صهر على النار ذهب خبثه وبقي صافيا فكذلك الحمى اذا اصابت الانسان فانها تكون تكفيرا لخطاياه وذنوبه وسيئاته كما يذهب الحديد آآ كما آآ يذهب آآ تذهب النار خبث الحديد ودل هذا الحديث على ان المرض اه يكون فيه كفارة آآ للذنوب والخطايا وانه كلما اشتد المرظ كلما كان اعظم في تكفير الذنوب والخطايا والسيئات واعظم ايضا في رفعة الدرجات ودل هذا الحديث ايضا على انه لا يجوز سب المرض لا الحمى ولا غيرها لان لانه لا وجه لسبها فهذه امور قد قدرها الله عز وجل ثم ايضا قد يكون فيها منفعة. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لهذه المرأة لا تسبي الحمى فانها تذهب خطايا بني ادم فذكر فيها هذه المنفعة وهي انها تذهب خطايا بني ادم كما يذهب الكير خبث الحديد فعلى المسلم ان يحتسب الاجر وان يقول الحمد لله يحمد الله تعالى وان يشكره ولا يسب المرظ باية صورة من صور السب والشتم حتى لو كان بهذه الصيغة لا بارك الله في في في هذا المرض يعني هذه المرأة قالت لا بارك الله في الحمى فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فهذا يدل على ان المسلم ينبغي له اذا اصيب بمرض ان يحفظ لسانه ولا يسب المرض ولا يسب آآ ولا يكون بابا ويبتعد عن السب والشتم. واذا اصيب بالمرض آآ يحتسب الاجر عند الله عز وجل. ويكثر من قول الحمد لله. يحمد الله تعالى ويحرص على ان يصل او يرتقي الى درجة الرضا ويستحضر ان هذا المرض ان ان فيه كفارة لذنوبه وخطاياه. وان فيه رفعة لدرجاته اه دل هذا الحديث على ان قول لا بارك الله في هذا الشيء انه نوع من السب لقوله عليه الصلاة والسلام لهذه المرأة التي قالت لا بارك الله في الحمى قال لا تسبي الحمى. فاعتبر النبي صلى الله عليه وسلم قول لا بارك الله في هذا الشيء انه آآ نوع من السب ولهذا ينبغي الابتعاد عن آآ هذا آآ الدعاء لانه دعاء بسب كأن يقول الانسان لا بارك الله في هذا الشيء لا بارك الله في هذا آآ المكان لا بارك الله في في في هذا المال ونحو ذلك ينبغي ان يبتعد عن عن هذا اللفظ فان قوله لا بارك الله هذا نوع من السب اعتبره النبي صلى الله عليه وسلم سبا وقال لهذه المرأة التي قالت لا بارك الله في الحمى قال لا تسبي الحمى طب ينتقلوا الى حديث ابن عباس قال حدثني عطاء بن ابي رباح قال قال لابن عباس الا اريك امرأة من اهل الجنة؟ قلت بلى قال هذه المرأة السوداء اتت النبي صلى الله عليه وسلم قالت اني اصرع واني اتكشف فادعوا الله لي فقالها النبي صلى الله عليه وسلم ان شئت صبرت ولك الجنة وان شئت دعوت الله ان يعافيك قالت اصبر قالت فاني اتكشف فادعو الله الا اتكشف فدعا لها هذه امرأة سوداء ابتليت بمرض الصرع فاتت النبي صلى الله عليه وسلم وطلبت منه ان يدعو لها وهذا المرظ من الامراظ الصعبة المزمنة فالنبي صلى الله عليه وسلم خيرها بين امرين بين ان يدعو الله تعالى لها فيشفيها الله تعالى ويعافيها وبين ان تصبر على هذا المرض ويكون الجزاء عند الله تعالى عظيما والجزاء هو الجنة الجزاء هو الجنة اختارت هذا الجزاء العظيم وان تصبر على هذا المرض حتى تنال هذا الجزاء وهو الجنة. قالت يا رسول الله اصبر ولكن ادع الله الا اتكشف فدعا الله لها الا تتكشف وفي هذا هذه القصة بشارة لاصحاب الامراض المزمنة بانهم ان صبروا فان جزاءهم عند الله تعالى عظيم. وان جزاءهم الجنة انهم صبروا واحتسبوا كل من اصيب بمرض صعب مزمن فصبر عليه فان جزاءه الجنة لان النبي صلى الله عليه وسلم انما طلب من هذه المرأة ان تصبر على هذا المرض لعظيم الاجر والثواب المرتب عليه وهو الجنة. فهذا فيه بشارة كل من اصيب بمرض صعب مزمن وصبر على ذلك المرض واحتسب الاجر عند الله عز وجل بان يكون الاجر عظيما والثواب جزيلا بل ان يكون ذلك المرض سببا من اسباب دخوله الجنة بعض الناس قد يصاب باعاقة او يصاب بمرض مزمن او يصاب بمرض من الامراض النادرة او نحو ذلك وهو بين امرين اما ان يظل متسخطا متشكيا اه معترظا على قظاء الله وقدره. ويعيش في هذه الدوامة ولن يستفيد من هذا التشكي والتسخر شيئا غير انه يتكدر خاطره ولا يسعد في حياته والخيار الثاني انه يحتسب الاجر عند الله عز وجل ويرضى بما قضاه الله تعالى وقدره عليه وان يستحضر بان الاجر المرتب على ذلك عظيم جدا وان يستحظر دوما هذا الحديث العظيم في قصة المرأة التي كانت تصرع وقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ان شئت صبرت ولك الجنة فان هو صبر هذا الذي قد ابتلي بهذا المرض العظال او هذه الاعاقة ان هو صبر واحتسب الاجر عند الله عز وجل فان الاجر عند الله تعالى عظيم وينال بسبب هذا المرض ينال الجنة وهذا فضل عظيم. وماذا تساوي الدنيا اذا كان الانسان سينال بسبب هذا المرض الجنة. هذه الدنيا متاع الغرور وعمر الانسان فيها قصير. فيقول انا احتسب والاجر عند الله سبحانه واصبر على هذه الاعاقة او هذا المرض الذي قدره الله تعالى علي. وارضى بما قدر الله تعالى علي في عيشوا راضيا ويكونوا مبتعدا عن التسخط والتشكي ويحتسب الاجر العظيم عند ربه سبحانه وتعالى. ويتعايش مع واقعه ومع حياته فهذا هو الذي نوصي به كل من اصيب باعاقة او بمرض مزمن ان يغلب جانب الرضا والتفاؤل وآآ ان اكتسب الاجر الجزيل والثواب العظيم عند الله عز وجل. وان يستحضر دائما هذه القصة العظيمة. وان هذه المرأة النبي صلى الله عليه وسلم ان شئت صبرت ولك الجنة وان كل من ابتلي بمرض عضال او اعاقة اعاقته فان هو صبر يكون حاله كحال هذه المرأة. ان هو صبر يكون له الجنة. ان شئت صبرت ولك الجنة. وهكذا نقول لكل من ابتلي بمرض عضال مزمن او ابتلي باعاقة مزمنة ان شئت صبرت ولك الجنة فهذا خير لك من ان تتسخر قط وان تتشكى وان تعترض على قضاء الله وقدره انتقلوا بعد ذلك لحديث نعم لحديث ابي ذر رضي الله عنه وحديث طويل قال الامام مسلم رحمه الله حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن البهرام الدارمي حدثنا مروان عن محمد الدمشقي حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن ابي اديس الخولاني عن ابي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى انه قال يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمت فاستطعموني اطعمكم. يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم. يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم ذكركم وانسنكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قاموا في عيد واحد فسألوني فاعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه قال السعيد كان ابو ادريس الخولاني اذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه ثم ساق المصنف هذا الحديث من طريق آآ اخرى هذا الحديث حديث عظيم وكما ذكر الامام مسلم بان الراوي لهذا الحديث عن ابي ذر ابو ادريس الخولاني كان اذا حدث بهذا الحديث جثى على ركبتيه. وقال الامام احمد ليس لاهل الشام حديث اشرف من هذا الحديث هذا الحديث تضمن معان عظيمة اولها قال الله تعالى يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا فالله تعالى حرم الظلم على نفسه جل وعلا وهو سبحانه وتعالى عدل لا يظلم ربك احدا لا يظلم ربك احدا جل وعلا حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده. ولهذا قال فلا تظالموا يعني لا يظلموا بعظكم بعظا والظلم عاقبته وخيمة وقد قال عليه الصلاة والسلام واتق دعوة المظلوم. فانه ليس بينها وبين الله حجاب دعوة المظلوم مستجابة واذا دعا على ظالمه فقد اه تستجاب تلك الدعوة ويكون ذلك سببا لحلول العقوبة للظالم وقد تقتضي حكمة الله عز وجل ان يؤخر عقوبة الظالم كما قال الله سبحانه ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم يشخص فيه الابصار لكن في الغالب ان عقوبة الظالم انها معجلة في الدنيا قبل الاخرة والقصص في هذا متواترة في عقوبة من ظلم غيره فدعا آآ المظلوم على ظالمه فعوقب الظالم وقد يعاقب الظالم بدون دعوة من المظلوم. ينتقم الله تعالى لهذا المظلوم من الظالم فينتقم الله تعالى من الظالم بان يعاقبه بعقوبة حسب ما تقتضيه حكمته البالغة. ولهذا فعلى المسلم ان يحذر الظلم بشتى انواعه وصوره. ظلم الناس بل حتى ظلم البهائم لا يجوز له ان يظلم حتى بهيمة. وقد قال عليه الصلاة والسلام دخلت دار امرأة في هرة حبستها لا هي اطعمتها اذا هي حبستها ولا هي تركتها تأكل خشاش الارظ فلا يظلم الانسان غيره والا فانه اذا ظلم غيره فانه في الغالب عقوبته معجلة في الدنيا قبل الاخرة ثم قال الله تعالى في هذا الحديث القدسي يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم اه اي ان الهداية هي منة من الله عز وجل على العبد والا فان الله تعالى اذا لم يمن على العبد بالهداية فانه ضال فالهداية منة من الله تعالى ليست بحول الانسان ولا بقوته ولا بطوله ولا بذكائه انما هي منة من الله عز وجل ولهذا آآ ذكر ابن تيمية رحمه الله عن المعتزلة المعتزلة كانوا من اذكى الناس وعطوده ذكاء واعطوه عقليات جبارة لكنهم لم يوفقوا للحق والهداية. قال عنهم الامام ابن تيمية رحمه الله اعطوا ذكاء ولم يعطوا ذكاء واعطوا اه فهوما ولم يعطوا علوما واعطوا سمعا وابصار وافدة فلم تغ عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء فالانسان اذا لم يوفق للهداية فانه يكون ضالا حتى وان كان من اذكى الناس وان كان من اعقل الناس واذا لم يهده الله عز وجل ولم يوفقه لهدايته فانه يكون ضالا. ولهذا على مسلم ان يضرع الى الله سبحانه في ان يهديه ولهذا فرض على كل مسلم بكل ركعة يصليها ان يدعو الله تعالى بهذا الدعاء العظيم. اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم الله سبحانه وتعالى هو الذي يرزق عباده. هو الذي يرزق عباده جل وعلا وهو الذي يطعم عباده وهو الذي يرزقهم والا فانهم ضعفاء فقراء. يا عبادي كلكم عار الا من كسوت فاستكسوني اكسكم فالله تعالى هو الذي هو الرزاق وهو خير الرازقين وهو الذي يرزق عباده وهو الذي يعطي عباده فينبغي ان تتوجه القلوب اليه ثم قال الله تعالى في هذا الحديث القدسي يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون. والله تعالى غفور غفار واسع المغفرة. يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار. ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. ولهذا قال الله تعالى في هذا الحديث القدسي يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار. وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم كما قال الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم مهما وقع العبد في في ذنب او معصية مهما كانت المعصية فانه اذا اقبل تائبا الى ربه سبحانه فان الله تعالى يغفر له جميع الذنوب مهما كان الذنب ومهما كانت المعصية ومهما كان عليه من الذنوب والمعاصي والخطايا ما دام انه لم تبلغ الروح الحلقوم فمجال التوبة توح والله تعالى يغفر جميع الذنوب قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم اسرفوا على انفسهم يعني بالذنوب والخطايا والمعاصي لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. المهم ان آآ انه يقبل على ربه سبحانه ويتوب الى الله. التوبة لها ثلاثة شروط. الشرط الاول الندم الندم على الوقوع في المعصية وفي الذنب. الشرط الثاني الاقلاع عن الذنب فلابد ان يقلع عن المعصية او الذنب الشرط الثالث العزم على الا يعود اليه مرة اخرى واذا كانت المعصية متعلقة بحقوق الادميين فيضاف شرط رابع وهو التحلل من هؤلاء الادميين وطلب المسامحة منهم فلابد من هذه الشروط لتصح التوبة. والا اذا تخلف شرط واحد منها لم تصح ثم قال الله تعالى في هذا الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم هذا ان شاء الله يعني نقف معه وقفات فنكمل ان شاء الله الكلام عن هذا الحديث في الدرس القادم ونكتفي بهذا القدر اه والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. الان اجيب عما تيسر من الاسئلة ما حكم الترديد مع المؤذن عند اقامة الصلاة هذه المسألة محل خلاف والقول الراجح انه لا يشرع الترديد اه مع المؤذن عند الاقامة وانما ذلك يشرع عند الاذان فقط اما الاقامة فلا يشرع ذلك بعدم وروده ولانه قد ورد في بعض الاحاديث كما في صحيح مسلم آآ تفسير ذلك بالاذان وقال عليه الصلاة والسلام اذا قال العبد الله اذا قال المؤذن الله اكبر الله اكبر فقال احدكم الله اكبر الله اكبر فذكر صفة الاذان ولم يذكر صفة الاقامة فدل ذلك على ان متابعة انما تكون في الاذان. ولان الاقامة آآ كانت آآ تقام بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام خمس مرات في اليوم والليلة ولم يرد عنه ولا عن احد من اصحابه انهم كانوا يتابعون المؤذن حين يقيموا الصلاة. وعلى هذا فالقول الراجح انه لا يشرع المتابعة في الاقامة وانما ذلك في الاذان فقط عندي عمارته للبيع بثلاث مئة الف قالوا نشتريها عن طريق البنك وبعد ما تستلم المبلغ تأخذ حقك وتعطينا الزيادة هل هذا يجوز؟ هذا لا يجوز هذا لا يجوز وهذه المعاملة يعني الشائعة عند بعض الناس يقولون يأتي انسان يريد ان يشتري عمارة او عقارا وعن طريق البنك ويذهب للمالك ويقول اه ارفع السعر يعني مثلا اذا كان سعرها ثلاث مئة اجعلها اربع مئة وهذه الزيادة تعطينا اياها بعد اتمام البيعة هذا العمل لا يجوز لان هذه الزيادة البنك قد حسب عليها ارباحا ويفترض ان الربح يكون مقابل العقار وهذه الزيادة اصبح اه البنك يحتسب عليها ربحا وهي نقد محلها نقد واصبحت اه نقد بنقد مع الزيادة فيؤول ذلك للربا وهذا لا يجوز هذا لا يجوز هذا العمل وهذه المعاملة الشائعة عند بعض الناس وهي غير جائزة اه لا يجوز للمالك ان يتفق مع هذا المشتري لان هذا فيه اعانة له على هذا العمل المحرم وآآ نقول لهذا المشتري بامكانك ان تجد السيولة من طرق اخرى اما هذه الطريقة فهي طريقة آآ محرمة وغير جائزة طيب كيف نجمع بين التبكير الى الصلاة وبين اداء السنة الراتبة في البيت اولا السنة الراتبة البعدية هذه الافظل انها تفعل في البيت لقول النبي صلى الله عليه وسلم افضل الصلاة للمرء في بيته الا المكتوبة واما السنة الراتبة القبلية فيمكن ان تأتي بها بعد الاذان مباشرة مثلا سنة الظهر مثلا تأتي بها بعد الاذان مباشرة ثم تذهب للمسجد ويمكن ان تذهب للمسجد مبكرا وتأتي بالسنة الراتبة في المسجد. والامر في هذا واسع الامر في هذا واسع وهما فظيلتان التبكير للمسجد فضيلة واداء السنة فظيلة. فان كنت ستأتي بها بعد الاذان مباشرة ثم تذهب للمسجد فانك تجمع بين فضيلتين وان اردت ان تبكر وتذهب مع الاذان او قبل الاذان وتأتي بالسنة الراتبة في المسجد فهذه ايضا فهذا امر حسن ما حكم التأجيل المنتهي بالتمليك التأجير المنتهي بالتمليك له صور جائزة وصور ممنوعة الصورة الممنوعة التي منعت منها هيئة كبار العلماء هي ان نجتمع البيع والايجار في عقد واحد وهذه الصورة غير موجودة الان في السوق وحتى الشركات لا تحبذها والصورة الجائزة ان يكون العقد عقد اجارة تترتب عليه اثار عقد الاجارة مع الوعد بالتمليك باية صورة من صور التمليك اما بالهبة يقول مثلا نؤجل عليك هذا العقار كذا سنة ثم بعد ذلك ان انت انتظمت في سداد الاقساط يكون هبة لك او نؤجل عليك هذه السيارة لمدة كذا فانتظمت اه في سداد الاقساط تكون السيارة هبة لك. او يكون التمليك البيع بسعر اه مخفظ وهما يسمون بالدفعة الاخيرة فيقولون مثلا نؤجل عليك هذه السيارة آآ باقساط لمدة معينة ثم يكون في دفعة اخيرة هاي الدفعة الاخيرة يعني هي بيع السيارة عليك بثمن آآ مخفض فهذه ايضا لا بأس بها تأجيل مع وعد بالتمليك باية صورة من صور التمليك فهذه الصورة لا بأس بها لانه عقد ايجارة حقيقي تترتب عليه اثار عقد الاجارة مع وعد بالتمليك لبس به وقد اجازه مجمع الفقه الاسلامي الدولي واكثر العلماء المعاصرين على جوازهم. لكن هنا انبه الى ان ان بعض اه الشركات وبعض البنوك تضع شرط غرامة التأخير فيقول اذا تأخر المستأجر عن سداد اه الدفعة الايجارية يحسب عليه غرامة تأخير. وهذا الشرط لا يجوز لان لانه من جنس ربا الجاهلية فكانوا في الجاهلية اذا حل الدين على المدين يقول الداء الى المدينة اما ان تقضي واما ان تربي فهنا اذا تأخر كذلك المستأجر عن سداد دفعة ايجارية فلا يجوز ان يفرض عليه غرامة تأخير فاذا خلى التأجير مع الوعد بالتمليك من هذا الشرط من شرط غرامة التأخير وكان تأجيرا مع وعد بالتمليك فلا بأس فبذلك لان الاصل في العقود الصحة والاصل في المعاملات الحلو والاباحة فهذا عقد تأجيل حقيقي تترتب عليه اثار عقد الايجارة مع وعد بالتمليك اما بصيغة اه اما بالهبة او بالبيع بسعر مخفض وهو ما يسمى بالدفعة الاخيرة فلا بأس بهذا اه البيع لا بأس بهذا اه التأجير مع الوعد بالتمليك والصيغة الواردة اه في التسليم من الصلاة الصيغة الواردة ان يقول السلام عليكم ورحمة الله واما زيادة وبركاته فهذه لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وانما المعروف انه عليه الصلاة والسلام يلتفت عن يمينه قائل السلام عليكم ورحمة الله وعن يساري قال السلام عليكم ورحمة الله والافضل ان يبتدأ في التسليم اه مع بدئه في الالتفات يعني هكذا يقول السلام عليكم ورحمة الله. بحيث تكون على عليكم مع نهاية الالتفات السلام عليكم ورحمة الله هكذا السلام عليكم ورحمة الله فهذه هي الصيغة الواردة في لفظ التسليم يقول مسافر من الدمام الى جدة بالطائرة ظهر الخميس اه لمؤتمر وبعدها ينوي عمرة ولا يوجد حجز على اعتمرنا الا الجمعة كيف النية لاداء العمرة اه هو بين خيارين اما ان يحرم عند محاذاة الميقات وهو في الطائرة ويبقى في جدة باحرامه. وهذا قد يكون فيه مشقة عليه الخيار الثاني انه يذهب الى جدة ويقضي حوائجه ثم اذا اراد العمرة يرجع للميقات ويحرم من الميقات لانه عندما مر بالميقات كان ناويا النسك فيرجع الى الميقات ما دام انه من الدمام فالميقات هو آآ قرن المنازل. فيرجع اما الى السير الكبير واما الى وادي محرم. لان وادي محرم هو اعلى السيل وربما يكون وادي محرم اقرب بالنسبة لهما دام في جدة. وادي محرم الذي هو في الهدى في الطائف. اقرب الى جدة لكنه بالخيار ان شاء ذهب الى وادي محرم وان شاء ذهب الى السير الكبير واحرم والحمد لله المسافة ليست كبيرة. يعني ما تستغرق منها اكثر من ساعة ونص الى ساعتين فاذا اراد العمرة يذهب للميقات ويحرم من الميقات هل يشرع رفع اليدين بدعاء الرجوع من السفر الاصل مشروعية رفع اليدين عند الدعاء. هذا هو الاصل لقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يستحي من عبده اذا رفع يديه ان يردهما صفرا اي خائبتين كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا دعا رفع يديه الا في المواظع التي دعا فيها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرفع يديه الا يشرع رفع اليدين؟ ومن ذلك دعاء الخطيب في خطبة الجمعة. لا يشرع لا للخطيب ولا للمأمومين ان يرفعوا ايديهم ولهذا انكر عمارة بن رهيبة على الخطيب لما دخل المسجد ورأى الخطيب رافعا يديه يدعو فقال وددت ان هاتين اليدين تقطعان. لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما يجاوز ان يقول باشارته هكذا. رواه مسلم فلا يشرع للخطيب ولا المأمومون رفع ايديهم عند دعاء الخطيب. الا في حالة واحدة وهي اذا استسقى الخطيب في شرع للخطيب ان يرفع يديه ويشرع للمأمومين ان يرفعوا ايديهم بالدعاء لان النبي صلى الله عليه وسلم لما استسقى رفع يديه قال اللهم اغثنا ورفع الصحابة ايديهم اه فهذه اه يكون رفع اليدين فيها بهذا التفصيل. لكن من حيث الاصل من حيث الاصل الاصل في المسلم انه اذا دعا الله عز وجل في شرع له ان يرفع يديه. هذا هو الاصل. وعلى ذلك اذا اراد ان يدعو وهو في السفر فيستحب له ان يرفع هكذا اذا اراد ان يدعو بين الاذان والاقامة يستحب له ان يرفع يديه. آآ عند فطره عندما يكون صائما ويريد ان يدعو يستحب حب له ولا استقبل قبله وان يدعو يديه فالاصل هو مشروعية رفع اليدين عند الدعاء هذا هو الاصل ان الله يستحي من عبده اذا رفع يديه ان يرد ان يرد وان يردهما صفرا يعني خائبتين. والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر. يمد يديه الى السماء يقول يا ربي يا رب هذا يدل على ان الاصل هو رفع اليدين. وعند الدعاء. والنبي عليه الصلاة والسلام لما اه استغاث وفي في غزوة بدر دعا الله عز وجل رفع يديه حتى سقط رداؤه. فاخذ ابو بكر رداؤه والتزمه وقال كفاك يا رسول الله مناشدتك لربك. وهذا يدل على ان هدي النبي عليه الصلاة والسلام انه اذا دعا رفع يديه. فالاصل ان رفع اليدين انه من اداب الدعاء الا في المواظع التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرفع يديه. ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين